الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٧

‏«دعوتكم اصدقاء»‏

‏«دعوتكم اصدقاء»‏

‏«دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ،‏ لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي».‏ —‏ يو ١٥:‏١٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣ يَسُوعُ هُوَ مِثَالِي

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ كَيْفَ تَصِيرُ صَدِيقًا لِشَخْصٍ آخَرَ؟‏

عَادَةً،‏ كَيْ تَصِيرَ صَدِيقًا لِشَخْصٍ آخَرَ،‏ تُمْضِي ٱلْوَقْتَ مَعَهُ.‏ وَكُلَّمَا تَكَلَّمْتُمَا عَنْ أَفْكَارِكُمَا وَمَشَاعِرِكُمَا،‏ قَوِيَتْ عَلَاقَتُكُمَا.‏ وَلٰكِنْ قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ.‏ مَا بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ؟‏

٢ مَا ٱلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ ٱلَّذِي يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏

٢ اَلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ أَنَّنَا لَمْ نَرَ يَسُوعَ أَبَدًا.‏ وَمَسِيحِيِّونَ كَثِيرُونَ أَيْضًا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لَمْ يَرَوْا يَسُوعَ.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ قَالَ لَهُمْ:‏ «مَعْ أَنَّكُمْ لَمْ تَرَوُا ٱلْمَسِيحَ تُحِبُّونَهُ.‏ وَمَعْ أَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَهُ ٱلْآنَ،‏ تُؤْمِنُونَ بِهِ».‏ (‏١ بط ١:‏٨‏)‏ إِذًا،‏ نَقْدِرُ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ حَتَّى لَوْ لَمْ نَرَهُ أَبَدًا.‏

٣ مَا ٱلسَّبَبُ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏

٣ اَلسَّبَبُ ٱلثَّانِي هُوَ أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَكَلَّمَ مَعْ يَسُوعَ.‏ فَعِنْدَمَا نُصَلِّي،‏ نَتَكَلَّمُ مَعْ يَهْوَهَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نُصَلِّي بِٱسْمِ يَسُوعَ،‏ لٰكِنَّنَا لَا نُوَجِّهُ كَلَامَنَا إِلَيْهِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ لَا يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَيْهِ.‏ فَٱلصَّلَاةُ جُزْءٌ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ،‏ وَلَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْبُدَ إِلَّا يَهْوَهَ.‏ (‏مت ٤:‏١٠‏)‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَسُوعَ.‏

٤ مَا ٱلسَّبَبُ ٱلثَّالِثُ ٱلَّذِي يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ،‏ وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٤ اَلسَّبَبُ ٱلثَّالِثُ هُوَ أَنَّ يَسُوعَ يَعِيشُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَلَا نَقْدِرُ أَنْ نُمْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَهُ كَمَا نَفْعَلُ مَعْ أَصْدِقَائِنَا.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ عَنْهُ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ أَرْبَعَةِ ٱقْتِرَاحَاتٍ تُقَوِّي صَدَاقَتَنَا مَعْ يَسُوعَ.‏ لٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَهُ.‏

لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏

٥ لِمَ ٱلصَّدَاقَةُ مَعْ يَسُوعَ مُهِمَّةٌ؟‏ أَوْضِحْ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «‏ صَدَاقَةُ يَسُوعَ هِيَ ٱلطَّرِيقُ إِلَى ٱلصَّدَاقَةِ مَعْ يَهْوَهَ‏» وَ «‏ ٱلنَّظْرَةُ ٱلصَّحِيحَةُ إِلَى دَوْرِ يَسُوعَ‏».‏)‏

٥ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ كَيْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ لِسَبَبَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اَلْآبُ نَفْسُهُ عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لَكُمْ،‏ لِأَنَّ عِنْدَكُمْ مَوَدَّةً لِي».‏ (‏يو ١٦:‏٢٧‏)‏ وَذَكَرَ أَيْضًا:‏ «لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي».‏ (‏يو ١٤:‏٦‏)‏ فَإِذَا حَاوَلْنَا أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ دُونَ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ،‏ نُشْبِهُ شَخْصًا يُحَاوِلُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى بِنَايَةٍ دُونَ أَنْ يَمُرَّ مِنَ ٱلْبَابِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ يَسُوعُ تَشْبِيهًا مُمَاثِلًا حِينَ قَالَ إِنَّهُ «بَابُ ٱلْخِرَافِ».‏ (‏يو ١٠:‏٧‏)‏ ثَانِيًا،‏ عَكَسَ يَسُوعُ صِفَاتِ أَبِيهِ كَامِلًا.‏ فَهُوَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ إِذًا كَيْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ عَنْ يَسُوعَ.‏ وَكُلَّمَا دَرَسْنَا عَنْهُ،‏ زَادَتْ مَحَبَّتُنَا لَهُ وَقَوِيَتْ صَدَاقَتُنَا مَعَهُ.‏ وَهٰذَا بِٱلتَّالِي يَزِيدُ مَحَبَّتَنَا لِأَبِيهِ يَهْوَهَ.‏

٦ أَيُّ سَبَبٍ آخَرَ يَدْفَعُنَا أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

٦ وَيَلْزَمُ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ كَيْ تُسْتَجَابَ صَلَوَاتُنَا.‏ فَلَا يَكْفِي أَنْ نَخْتِمَ صَلَوَاتِنَا شَكْلِيًّا بِعِبَارَةِ «بِٱسْمِ يَسُوعَ».‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نَفْهَمَ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ يَسُوعَ فِي ٱسْتِجَابَةِ صَلَوَاتِنَا.‏ قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ:‏ «مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي،‏ فَذٰلِكَ أَفْعَلُهُ».‏ ‏(‏يو ١٤:‏١٣‏)‏ فَمَعْ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا وَيَسْتَجِيبُهَا،‏ أَعْطَى ٱلسُّلْطَةَ لِيَسُوعَ أَنْ يُنَفِّذَ قَرَارَاتِهِ،‏ أَيْ قَرَارَاتِ يَهْوَهَ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨‏)‏ لِذَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَجِيبَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا،‏ يَرَى هَلْ نُطَبِّقُ وَصَايَا يَسُوعَ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛‏ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ».‏ (‏مت ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ إِذًا،‏ مُهِمٌّ أَنْ نُعَامِلَ غَيْرَنَا بِمَحَبَّةٍ مِثْلَمَا يُعَامِلُنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ.‏

٧ مَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْ فِدْيَةِ يَسُوعَ؟‏

٧ أَيْضًا،‏ وَحْدَهُمْ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ يَسْتَفِيدُونَ كَامِلًا مِنْ فِدْيَتِهِ.‏ فَهُوَ قَالَ إِنَّهُ ‹سَيَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ›.‏ (‏يو ١٥:‏١٣‏)‏ وَكُلُّ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ مَجِيءِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ يَلْزَمُ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْهُ وَيُحِبُّوهُ،‏ وَمِنْ بَيْنِهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ وَمُوسَى وَرَاحَابُ.‏ فَبَعْدَ قِيَامَتِهِمْ،‏ ضَرُورِيٌّ أَنْ يَصِيرُوا أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ كَيْ يَرْبَحُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ —‏ يو ١٧:‏٣؛‏ اع ٢٤:‏١٥؛‏ عب ١١:‏٨-‏١٢،‏ ٢٤-‏٢٦،‏ ٣١‏.‏

٨-‏٩ حَسَبَ يُوحَنَّا ١٥:‏٤،‏ ٥‏،‏ أَيُّ عَمَلٍ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُنْجِزَهُ دُونَ صَدَاقَتِنَا مَعْ يَسُوعَ؟‏

٨ لَدَيْنَا ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ نَعْمَلَ مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ فَعَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ يَسُوعُ مُعَلِّمًا.‏ وَمُنْذُ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ يَسْتَمِرُّ كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ فِي تَوْجِيهِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَرَى تَعَبَكَ وَيُقَدِّرُ جُهُودَكَ كَيْ تُسَاعِدَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَعْرِفُوهُ هُوَ وَأَبَاهُ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُنْجِزَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ دُونَ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ —‏ اقرأ يوحنا ١٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا حَسَبَ كَلِمَةِ ٱللهِ أَنَّ إِرْضَاءَ يَهْوَهَ يَتَطَلَّبُ أَنْ نُحِبَّ يَسُوعَ وَنَصِيرَ أَصْدِقَاءَهُ.‏ وَٱلْآنَ لِنُنَاقِشْ أَرْبَعَةَ ٱقْتِرَاحَاتٍ كَيْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ.‏

كَيْفَ نَصِيرُ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏

كَيْ تَصِيرَ صَدِيقًا لِيَسُوعَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ (‏١)‏ تَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ جَيِّدًا،‏ (‏٢)‏ تُفَكِّرَ وَتَتَصَرَّفَ مِثْلَهُ،‏ (‏٣)‏ تَدْعَمَ إِخْوَتَهُ ٱلْمُخْتَارِينَ،‏ وَ (‏٤)‏ تُطِيعَ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٠-‏١٤.‏)‏ *

١٠ مَا ٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى لِتَصِيرَ صَدِيقًا لِيَسُوعَ؟‏

١٠ ‏(‏١)‏ تَعَرَّفْ إِلَى يَسُوعَ.‏ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ عَنْ يَسُوعَ بِقِرَاءَةِ أَنَاجِيلِ مَتَّى،‏ مُرْقُسَ،‏ لُوقَا،‏ وَيُوحَنَّا.‏ وَحِينَ تَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ وَتَرَى كَيْفَ تَعَامَلَ بِلُطْفٍ مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ تَزْدَادُ مَحَبَّتُكَ وَٱحْتِرَامُكَ لَهُ.‏ مَثَلًا،‏ لَمْ يُعَامِلْ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ كَمَا يُعَامِلُ ٱلسَّيِّدُ عَبِيدَهُ.‏ بَلْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ.‏ (‏يو ١٥:‏١٥‏)‏ وَأَحَسَّ بِوَجَعِهِمْ وَبَكَى مَعَهُمْ.‏ (‏يو ١١:‏٣٢-‏٣٦‏)‏ حَتَّى أَعْدَاؤُهُ ٱعْتَرَفُوا أَنَّهُ صَدِيقٌ لِلَّذِينَ قَبِلُوا رِسَالَتَهُ.‏ (‏مت ١١:‏١٩‏)‏ وَعِنْدَمَا تَتَعَامَلُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ مِثْلَ يَسُوعَ،‏ تَتَحَسَّنُ عَلَاقَتُكَ بِهِمْ وَيَزِيدُ فَرَحُكَ وَتَقْدِيرُكَ لِيَسُوعَ.‏

١١ مَا ٱلْخُطْوَةُ ٱلثَّانِيَةُ لِتَصِيرَ صَدِيقًا لِيَسُوعَ،‏ وَلِمَ هِيَ مُهِمَّةٌ؟‏

١١ ‏(‏٢)‏ فَكِّرْ وَتَصَرَّفْ مِثْلَ يَسُوعَ.‏ كُلَّمَا تَعَرَّفْتَ إِلَى يَسُوعَ وَتَمَثَّلْتَ بِهِ،‏ قَوِيَتْ صَدَاقَتُكُمَا.‏ (‏١ كو ٢:‏١٦‏)‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِهِ؟‏ مَثَلًا،‏ كَانَ هَمُّ يَسُوعَ أَنْ يُسَاعِدَ غَيْرَهُ،‏ لَا أَنْ يُرْضِيَ نَفْسَهُ.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨؛‏ رو ١٥:‏١-‏٣‏)‏ وَهٰذَا دَفَعَهُ أَنْ يُضَحِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلنَّاسِ وَيُسَامِحَهُمْ.‏ فَلَمْ يَغْضَبْ عِنْدَمَا سَمِعَ مَا قَالَهُ ٱلْبَعْضُ عَنْهُ.‏ (‏يو ١:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْهِمْ حَسَبَ أَخْطَائِهِمِ ٱلْمَاضِيَةِ.‏ (‏١ تي ١:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُفَكِّرَ وَنَتَصَرَّفَ مِثْلَ يَسُوعَ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ هَلْ أَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ وَأَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِي لِأُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعْ إِخْوَتِي؟‏

١٢ مَا ٱلْخُطْوَةُ ٱلثَّالِثَةُ لِتَصِيرَ صَدِيقًا لِيَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ تَقُومُ بِهَا؟‏

١٢ ‏(‏٣)‏ اِدْعَمْ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ.‏ يَعْتَبِرُ يَسُوعُ أَنَّ دَعْمَكَ لِإِخْوَتِهِ ٱلْمُخْتَارِينَ دَعْمٌ لَهُ هُوَ.‏ (‏مت ٢٥:‏٣٤-‏٤٠‏)‏ وَأَهَمُّ طَرِيقَةٍ لِتَدْعَمَهُمْ هِيَ أَنْ تَشْتَرِكَ كَامِلًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ يَسُوعُ إِلَى أَتْبَاعِهِ،‏ أَيْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَتُعَلِّمَهُمْ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اع ١٠:‏٤٢‏)‏ فَبِدُونِ مُسَاعَدَةِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›،‏ لَا يَقْدِرُ إِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَقُومُوا بِحَمْلَةِ ٱلتَّبْشِيرِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلَّتِي تَجْرِي ٱلْيَوْمَ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَإِذَا كُنْتَ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ،‏ فَتَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ مَرَّةٍ تَشْتَرِكُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ،‏ تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِلْمُخْتَارِينَ وَلِيَسُوعَ أَيْضًا.‏

١٣ كَيْفَ نُطَبِّقُ نَصِيحَةَ يَسُوعَ فِي لُوقَا ١٦:‏٩‏؟‏

١٣ أَيْضًا،‏ تَصِيرُ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ حِينَ تَدْعَمُ مَادِّيًّا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي يُوَجِّهَانِهِ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ١٦:‏٩‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ تَقْدِرُ أَنْ تَتَبَرَّعَ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ وَيَشْمُلُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ تَمْوِيلَ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمُنْعَزِلَةِ،‏ بِنَاءَ وَصِيَانَةَ مَبَانٍ مِثْلِ ٱلْقَاعَاتِ وَغَيْرِهَا،‏ وَمُسَاعَدَةَ ٱلَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِكَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ أَوْ مُصِيبَةٍ أُخْرَى.‏ كَمَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَبَرَّعَ لِتُسَاهِمَ فِي مَصَارِيفِ جَمَاعَتِكَ،‏ أَوْ تُسَاعِدَ شَخْصِيًّا ٱلَّذِينَ تَعْرِفُ أَنَّهُمْ مُحْتَاجُونَ.‏ (‏ام ١٩:‏١٧‏)‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا طُرُقٌ لِتَدْعَمَ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ.‏

١٤ حَسَبَ أَفَسُس ٤:‏١٥،‏ ١٦‏،‏ مَا ٱلْخُطْوَةُ ٱلرَّابِعَةُ لِتَصِيرَ صَدِيقًا لِيَسُوعَ؟‏

١٤ ‏(‏٤)‏ أَطِعْ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ تَقْوَى صَدَاقَتُكَ مَعْ يَسُوعَ،‏ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ عِنْدَمَا تَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ لِيَهْتَمُّوا بِنَا.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ يُرَتِّبُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْآنَ كَيْ تُسْتَعْمَلَ ٱلْقَاعَاتُ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ لِذَا دُمِجَتْ بَعْضُ ٱلْجَمَاعَاتِ وَعُدِّلَتْ حُدُودُ مُقَاطَعَاتِهَا.‏ وَهٰذَا وَفَّرَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ أَمْوَالِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ تَطَلَّبَ مِنَ ٱلنَّاشِرِينَ أَنْ يَتَأَقْلَمُوا مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ فَرُبَّمَا خَدَمَ بَعْضُهُمْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ فِي إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ وَقَوِيَتْ عَلَاقَتُهُمْ بِٱلْإِخْوَةِ هُنَاكَ.‏ وَلٰكِنْ يُطْلَبُ مِنْهُمُ ٱلْآنَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى جَمَاعَةٍ أُخْرَى.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ يَفْرَحُ يَسُوعُ حِينَ يَرَى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَوْلِيَاءَ يُطِيعُونَ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلْجَدِيدَ؟‏

أَصْدِقَاءُ إِلَى ٱلْأَبَدِ

١٥ كَيْفَ سَتَقْوَى صَدَاقَتُنَا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٥ يَرْجُو ٱلْمُخْتَارُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعِيشُوا مَعْ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي مَمْلَكَتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ فَهُمْ سَيَكُونُونَ مَعَهُ فِعْلِيًّا:‏ سَيَرَوْنَهُ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ وَيُمْضُونَ ٱلْوَقْتَ بِرِفْقَتِهِ.‏ (‏يو ١٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ أَيْضًا،‏ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ سَيَشْعُرُونَ بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ وَٱهْتِمَامِهِ.‏ وَمَعْ أَنَّهُمْ لَنْ يَرَوْهُ،‏ سَتَقْوَى صَدَاقَتُهُمْ مَعَهُ فِيمَا يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي مَا كَانُوا لِيَحْصُلُوا عَلَيْهَا لَوْلَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ.‏ —‏ اش ٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٦ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا حِينَ نَصِيرُ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ؟‏

١٦ فِعْلًا،‏ إِنَّهُ ٱمْتِيَازٌ كَبِيرٌ أَنْ نَصِيرَ أَصْدِقَاءَ لِيَسُوعَ.‏ فَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَةِ،‏ نَنَالُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.‏ فَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ،‏ نَسْتَفِيدُ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَدَعْمِهِ.‏ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ سَنَعِيشُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏ وَأَهَمُّ بَرَكَةٍ هِيَ صَدَاقَتُنَا مَعْ يَهْوَهَ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٧ «أُرِيدُ»‏

^ ‎الفقرة 5‏ أَمْضَى ٱلرُّسُلُ سَنَوَاتٍ مَعْ يَسُوعَ،‏ فَكَانُوا يَتَحَادَثُونَ مَعًا وَيُبَشِّرُونَ سَوِيًّا.‏ وَهٰذَا قَوَّى صَدَاقَتَهُمْ.‏ وَيُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَصِيرَ نَحْنُ أَيْضًا أَصْدِقَاءَهُ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا عَلَيْنَا كَمَا كَانَ عَلَى ٱلرُّسُلِ.‏ لِمَاذَا؟‏ سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَسْبَابِ،‏ وَنَرَى ٱقْتِرَاحَاتٍ لِنَصِيرَ أَصْدِقَاءَهُ وَنُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِنَا مَعَهُ.‏

^ ‎الفقرة 55‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ ‏(‏١)‏ نَحْنُ نَدْرُسُ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ عَنْ حَيَاةِ يَسُوعَ وَخِدْمَتِهِ.‏ (‏٢)‏ نَبْذُلُ جُهْدَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ لِنُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعْ إِخْوَتِنَا.‏ (‏٣)‏ نَشْتَرِكُ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَيْ نَدْعَمَ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏٤)‏ نُطِيعُ قَرَارَاتِ ٱلشُّيُوخِ عِنْدَمَا تُدْمَجُ ٱلْجَمَاعَاتُ.‏