الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٤

هجوم من الشمال

هجوم من الشمال

‏«هَاجَمَتْ أُمَّةٌ أَرْضِي».‏ —‏ يوء ١:‏٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٥ سَبِيلُ ٱلْأَبْرَارِ يَزْدَادُ نُورًا

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ كَيْفَ دَرَسَ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ بَدَأَ ٱلْأَخُ تْشَارْلْز رَصِل وَرِفَاقُهُ،‏ وَهُمْ عَدَدٌ صَغِيرٌ مِنْ تَلَامِيذِ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ يَجْتَمِعُونَ مَعًا.‏ فَهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْحَقِيقَةَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ يَهْوَهَ ٱللهِ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱلْمَوْتَى،‏ وَٱلْفِدْيَةِ.‏ وَطَرِيقَتُهُمْ فِي ٱلدَّرْسِ كَانَتْ بَسِيطَةً.‏ فَكَانَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَسْأَلُ سُؤَالًا،‏ ثُمَّ يَدْرُسُونَ مَعًا كُلَّ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهٰذَا ٱلسُّؤَالِ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ يَكْتُبُونَ مَا تَوَصَّلُوا إِلَيْهِ.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱكْتَشَفَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُخْلِصُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي لَا نَزَالُ نُقَدِّرُهَا كَثِيرًا.‏

٢ لِمَ قَدْ نُخْطِئُ فِي فَهْمِ ٱلنُّبُوَّاتِ؟‏

٢ لٰكِنْ سُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ أَنَّ فَهْمَ ٱلنُّبُوَّاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَصْعَبُ بِكَثِيرٍ مِنْ فَهْمِ ٱلْعَقَائِدِ.‏ لِمَاذَا؟‏ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ لَا تُفْهَمُ ٱلنُّبُوَّةُ جَيِّدًا إِلَّا فِيمَا تَتِمُّ أَوْ بَعْدَ إِتْمَامِهَا.‏ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ كَيْ نَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّةَ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ،‏ عَلَيْنَا عُمُومًا أَنْ نَأْخُذَهَا كُلَّهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.‏ فَإِذَا رَكَّزْنَا عَلَى جُزْءٍ مِنْهَا وَتَجَاهَلْنَا ٱلْبَاقِيَ،‏ فَقَدْ نَتَوَصَّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجٍ خَاطِئٍ.‏ وَيَبْدُو أَنَّ هٰذَا مَا حَصَلَ بِخُصُوصِ نُبُوَّةِ يُوئِيلَ.‏ لِنُرَاجِعْ مَعًا هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ،‏ وَنَرَ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُعَدِّلَ فَهْمَنَا.‏

٣-‏٤ كَيْفَ فَهِمْنَا يُوئِيل ٢:‏٧-‏٩ حَتَّى ٱلْآنَ؟‏

٣ اقرأ يوئيل ٢:‏٧-‏٩‏.‏ أَنْبَأَ يُوئِيلُ أَنَّ مَوْجَةً مِنَ ٱلْجَرَادِ سَتَجْتَاحُ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحَشَرَاتُ ٱلشَّرِهَةُ سَتَأْكُلُ ٱلْأَخْضَرَ وَٱلْيَابِسَ بِأَسْنَانِهَا ٱلَّتِي مِثْلُ أَسْنَانِ ٱلْأُسُودِ.‏ (‏يوء ١:‏٤،‏ ٦‏)‏ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ،‏ ٱعْتَقَدْنَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَنْطَبِقُ مَجَازِيًّا عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ فَهُمْ يَسْتَمِرُّونَ فِي تَبْشِيرِ ٱلنَّاسِ بِٱنْدِفَاعٍ مِثْلَ مَوْجَةِ جَرَادٍ لَا شَيْءَ يَقِفُ فِي طَرِيقِهَا.‏ وَقُلْنَا إِنَّ رِسَالَتَهُمْ تُسَبِّبُ ضَرَرًا ‹لِلْأَرْضِ›،‏ أَيْ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَتَحَكَّمُ بِهِمْ رِجَالُ ٱلدِّينِ.‏ *

٤ قَدْ يَبْدُو هٰذَا ٱلْفَهْمُ مَنْطِقِيًّا إِذَا قَرَأْنَا يُوئِيل ٢:‏٧-‏٩ فَقَطْ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ نَأْخُذُ كَامِلَ ٱلنُّبُوَّةِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ،‏ نُدْرِكُ أَنَّ مَعْنَاهَا مُخْتَلِفٌ.‏ لِنُنَاقِشْ مَعًا أَرْبَعَةَ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا أَنْ نُعَدِّلَ فَهْمَنَا.‏

أَرْبَعَةُ أَسْبَابٍ لِلتَّعْدِيلِ

٥-‏٦ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ حِينَ نُفَكِّرُ فِي (‏أ)‏ يُوئِيل ٢:‏٢٠‏؟‏ (‏ب)‏ يُوئِيل ٢:‏٢٥‏؟‏

٥ أَوَّلًا،‏ لَاحِظْ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَهْوَهُ بِٱلْجَرَادِ.‏ قَالَ:‏ ‏«سَأُبْعِدُ عَنْكُمْ ٱلآتِينَ مِنَ ٱلشَّمَالِ»،‏ أَيِ ٱلْجَرَادَ ٱلْآتِي مِنَ ٱلشَّمَالِ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٠‏)‏ لَوْ كَانَ ٱلْجَرَادُ يُمَثِّلُ شُهُودَ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَنْ يُبَشِّرُوا وَيُعَلِّمُوا،‏ فَلِمَ يُبْعِدُهُمْ يَهْوَهُ؟‏ (‏حز ٣٣:‏٧-‏٩؛‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَاضِحٌ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُبْعِدُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ،‏ بَلْ شَيْئًا أَوْ شَخْصًا يَتَعَدَّى عَلَى شَعْبِهِ.‏

٦ ثَانِيًا،‏ فَكِّرْ فِي مَا قَالَهُ يَهْوَهُ فِي يُوئِيل ٢:‏٢٥‏:‏ ‏«أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنْ مَحَاصِيلِ ٱلسِّنِينِ ٱلَّتِي أَكَلَهَا ٱلْجَرَادُ ٱلطَّيَّارُ وَٱلزَّاحِفُ وَٱلْمُخَرِّبُ وَٱلشَّرِهُ.‏ إِنَّهُمْ جَيْشِي ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ».‏ لَاحِظْ أَنَّ يَهْوَهَ يَعِدُ أَنْ ‹يُعَوِّضَ› عَنِ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلْجَرَادُ.‏ فَلَوْ كَانَ ٱلْجَرَادُ يُمَثِّلُ ٱلْمُبَشِّرِينَ بِمَمْلَكَةِ ٱللهِ،‏ أَفَلَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ رِسَالَتَهُمْ تُسَبِّبُ ٱلضَّرَرَ؟‏ لٰكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ.‏ فَهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ تُخَلِّصُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ وَتَدْفَعُ بَعْضَ ٱلْأَشْرَارِ أَنْ يَتُوبُوا.‏ (‏حز ٣٣:‏٨،‏ ١٩‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا لِخَيْرِهِمْ.‏

٧ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ عِبَارَةِ «بَعْدَ ذٰلِكَ» فِي يُوئِيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏؟‏

٧ اقرأ يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏ ثَالِثًا،‏ فَكِّرْ فِي تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ.‏ فَيَهْوَهُ قَالَ:‏ ‏«بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ أَسْكُبُ رُوحِي»،‏ أَيْ بَعْدَ أَنْ يُنْهِيَ ٱلْجَرَادُ مُهِمَّتَهُ.‏ فَلَوْ كَانَ ٱلْجَرَادُ يُمَثِّلُ شَعْبَ يَهْوَهَ،‏ فَلِمَاذَا يَسْكُبُ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ يَنْتَهُوا مِنَ ٱلتَّبْشِيرِ؟‏ فَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ لَوْلَا رُوحُ ٱللهِ لَمَا ٱسْتَطَاعُوا أَسَاسًا أَنْ يُتَابِعُوا هٰذَا ٱلْعَمَلَ طَوَالَ سَنَوَاتٍ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ وَٱلْحَظْرِ.‏

اَلْأَخُ رَذَرْفُورْد وَإِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ مُخْتَارُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يُعْلِنُونَ بِشَجَاعَةٍ أَنَّ ٱللهَ سَيُنَفِّذُ حُكْمَهُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٨.‏)‏

٨ مَنْ يُمَثِّلُ ٱلْجَرَادُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٩:‏١-‏١١‏؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

٨ اقرإ الرؤيا ٩:‏١-‏١١‏.‏ لِنَنْتَقِلِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلسَّبَبِ ٱلرَّابِعِ.‏ كُنَّا نَرْبِطُ بَيْنَ نُبُوَّةِ يُوئِيلَ وَعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ بِسَبَبِ نُبُوَّةٍ مُشَابِهَةٍ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ فَهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ تَتَحَدَّثُ عَنْ جَرَادٍ وَجْهُهُ كَوَجْهِ إِنْسَانٍ وَ «عَلَى رُؤُوسِهِ مَا يُشْبِهُ تِيجَانًا مِنْ ذَهَبٍ».‏ (‏رؤ ٩:‏٧‏)‏ وَهُوَ سَيُعَذِّبُ «ٱلنَّاسَ [أَعْدَاءَ ٱللهِ] ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ خَتْمُ ٱللهِ عَلَى جَبِينِهِمْ» مُدَّةَ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ،‏ وَهُوَ مُعَدَّلُ عُمْرِ ٱلْجَرَادِ.‏ ‏(‏رؤ ٩:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَهٰذَا ٱلْوَصْفُ يَنْطَبِقُ فِعْلًا عَلَى خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْمُخْتَارِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ فَهُمْ يُعْلِنُونَ بِجُرْأَةٍ أَحْكَامَ ٱللهِ عَلَى ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ وَهٰذَا يُضَايِقُ ٱلْأَشْرَارَ كَثِيرًا.‏

٩ مَا ٱلِٱخْتِلَافَاتُ بَيْنَ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ فِي يُوئِيلَ وَٱلرُّؤْيَا؟‏

٩ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ فِي يُوئِيلَ وَٱلرُّؤْيَا مُتَشَابِهَتَانِ،‏ وَلٰكِنْ هُنَاكَ ٱخْتِلَافَاتٌ كَبِيرَةٌ بَيْنَهُمَا.‏ فَفِي نُبُوَّةِ يُوئِيلَ،‏ قَضَى ٱلْجَرَادُ عَلَى كُلِّ ٱلنَّبَاتَاتِ.‏ (‏يوء ١:‏٤،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ أَمَّا فِي ٱلرُّؤْيَا،‏ فَقِيلَ لَهُ «أَنْ لَا يُؤْذِيَ عُشْبَ ٱلْأَرْضِ وَلَا أَيَّ نَبْتَةٍ خَضْرَاءَ».‏ (‏رؤ ٩:‏٤‏)‏ أَيْضًا،‏ ٱلْجَرَادُ ٱلَّذِي رَآهُ يُوئِيلُ أَتَى مِنَ ٱلشَّمَالِ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٠‏)‏ أَمَّا ٱلَّذِي رَآهُ يُوحَنَّا فَأَتَى مِنَ ٱلْمَهْوَاةِ.‏ (‏رؤ ٩:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَفِي سِفْرِ يُوئِيلَ،‏ أَبْعَدَ يَهْوَهُ ٱلْجَرَادَ.‏ أَمَّا فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ فَلَمْ يُبْعِدْهُ بَلْ سَمَحَ لَهُ أَنْ يُنْهِيَ عَمَلَهُ.‏ وَلَا شَيْءَ يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْهُ.‏ —‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ نُبُوَّتَانِ عَنِ ٱلْجَرَادِ مُخْتَلِفَتَانِ رَغْمَ ٱلتَّشَابُهَاتِ‏».‏

١٠ هَلِ ٱلْجَرَادُ فِي نُبُوَّةِ يُوئِيلَ هُوَ نَفْسُهُ فِي ٱلرُّؤْيَا؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٠ نَسْتَنْتِجُ مِنْ هٰذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ ٱلْكَبِيرَةِ أَنَّ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ لَيْسَتَا مُرْتَبِطَتَيْنِ.‏ فَهَلْ نَقْصِدُ أَنَّ ٱلْجَرَادَ فِي يُوئِيلَ مُخْتَلِفٌ عَنِ ٱلْجَرَادِ فِي ٱلرُّؤْيَا؟‏ نَعَمْ.‏ وَهٰذَا لَيْسَ غَرِيبًا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَسْتَعْمِلُ أَحْيَانًا ٱلتَّشْبِيهَ نَفْسَهُ بِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ تَصِفُ ٱلرُّؤْيَا ٥:‏٥ يَسُوعَ بِأَنَّهُ «ٱلْأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا».‏ أَمَّا ١ بُطْرُس ٥:‏٨‏،‏ فَتَصِفُ ٱلشَّيْطَانَ بِأَنَّهُ «أَسَدٌ يَزْأَرُ».‏ إِذًا بِنَاءً عَلَى مَا رَأَيْنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُعَدِّلَ فَهْمَنَا لِنُبُوَّةِ يُوئِيلَ.‏ فَإِلَامَ تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ؟‏

مَا مَعْنَى نُبُوَّةِ يُوئِيلَ؟‏

١١ حَسَبَ يُوئِيل ١:‏٦ وَ ٢:‏١،‏ ٨،‏ ١١‏،‏ مَنْ يُمَثِّلُ ٱلْجَرَادُ؟‏

١١ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كَامِلِ نُبُوَّةِ يُوئِيلَ،‏ نُدْرِكُ أَنَّهُ يَتَنَبَّأُ عَنْ هُجُومٍ عَسْكَرِيٍّ.‏ (‏يوء ١:‏٦؛‏ ٢:‏١،‏ ٨،‏ ١١‏)‏ فَيَهْوَهُ قَالَ إِنَّهُ سَيَسْتَخْدِمُ ‹جَيْشَهَ ٱلْعَظِيمَ›،‏ أَيِ ٱلْجُنُودَ ٱلْبَابِلِيِّينَ،‏ كَيْ يُعَاقِبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُقَالَ عَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْجُنُودِ إِنَّهُمْ «آتِينَ مِنَ ٱلشَّمَالِ» لِأَنَّ ٱلْبَابِلِيِّينَ كَانُوا سَيُهَاجِمُونَ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلشَّمَالِ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٠‏)‏ كَمَا أَنَّ هٰذَا ٱلْجَيْشَ يُشْبِهُ سِرْبَ جَرَادٍ مُنَظَّمًا.‏ فَقَدْ وَصَفَهُمْ يُوئِيلُ:‏ «كُلُّ رَجُلٍ يَمْشِي فِي طَرِيقِهِ .‏ .‏ .‏ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،‏ يَرْكُضُونَ عَلَى ٱلسُّورِ،‏ يَتَسَلَّقُونَ حِيطَانَ ٱلْبُيُوتِ،‏ وَيَدْخُلُونَ مِنَ ٱلشَّبَابِيكِ كَٱلسَّارِقِينَ».‏ (‏يوء ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْمَشْهَدَ؟‏ اَلْجُنُودُ مُنْتَشِرُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَا مَجَالَ لِلِٱخْتِبَاءِ مِنْهُمْ،‏ لَنْ يُفْلِتَ أَحَدٌ مِنْ سَيْفِ ٱلْبَابِلِيِّينَ.‏

١٢ كَيْفَ تَمَّتْ نُبُوَّةُ يُوئِيلَ عَنِ ٱلْجَرَادِ؟‏

١٢ وَمِثْلَ مَوْجَةٍ مِنَ ٱلْجَرَادِ،‏ ٱجْتَاحَ ٱلْبَابِلِيُّونَ (‏ٱلْكَلْدَانِيُّونَ)‏ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ مَلِكَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ «قَتَلَ شُبَّانَ [ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ] بِٱلسَّيْفِ .‏ .‏ .‏ وَلَمْ يَتَرَأَّفْ عَلَى شَابٍّ أَوْ عَذْرَاءَ،‏ وَلَا عَلَى شَيْخٍ أَوْ هَرِمٍ.‏ أَسْلَمَ [يَهْوَهُ] ٱلْجَمِيعَ إِلَى يَدِهِ.‏ وَأَحْرَقَ بَيْتَ ٱللهِ وَقَوَّضَ سُورَ أُورُشَلِيمَ.‏ وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ قُصُورِهَا بِٱلنَّارِ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنْ مَتَاعٍ نَفِيسٍ،‏ حَتَّى أَصْبَحَ كُلُّ شَيْءٍ خَرَابًا».‏ ‏(‏٢ اخ ٣٦:‏١٧،‏ ١٩‏)‏ لَقَدْ دَمَّرَ ٱلْبَابِلِيُّونَ أُورُشَلِيمَ،‏ حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ رَآهَا قَالَ:‏ «إِنَّهَا مُقْفِرَةٌ بِلَا إِنْسَانٍ وَلَا بَهِيمَةٍ.‏ وَقَدْ أُسْلِمَتْ إِلَى يَدِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ».‏ —‏ ار ٣٢:‏٤٣‏.‏

١٣ اِشْرَحْ إِرْمِيَا ١٦:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

١٣ بَعْدَ حَوَالَيْ ٢٠٠ سَنَةٍ مِنْ نُبُوَّةِ يُوئِيلَ،‏ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى إِرْمِيَا أَنْ يَكْتُبَ مَعْلُومَةً إِضَافِيَّةً عَنْ هٰذَا ٱلْهُجُومِ.‏ فَأَخْبَرَ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ سَيَبْحَثُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْأَشْرَارِ إِلَى أَنْ يُمْسِكُوهُمْ.‏ ذَكَرَ:‏ «‹هَا أَنَا مُرْسِلٌ إِلَى صَيَّادِي سَمَكٍ كَثِيرِينَ›،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ ‹فَيَصْطَادُونَهُمْ.‏ ثُمَّ أُرْسِلُ إِلَى قَنَّاصِينَ كَثِيرِينَ فَيَقْنِصُونَهُمْ عَنْ كُلِّ جَبَلٍ وَعَنْ كُلِّ أَكَمَةٍ وَمِنْ شُقُوقِ ٱلصَّخْرِ.‏ فَأُجَازِيهِمْ .‏ .‏ .‏ عَلَى ذَنْبِهِمْ وَخَطِيَّتِهِمْ جَزَاءً تَامًّا›».‏ فَلَا ٱلْمُحِيطَاتُ وَلَا ٱلْغَابَاتُ كَانَتْ سَتُخْفِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ عَنْ عُيُونِ ٱلْبَابِلِيِّينَ.‏ —‏ ار ١٦:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

أَخْبَارٌ مُفْرِحَةٌ

١٤ مَتَى تَمَّتْ يُوئِيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏؟‏

١٤ يَنْتَقِلُ يُوئِيلُ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْأَخْبَارِ ٱلْمُفْرِحَةِ.‏ فَٱلْأَرْضُ سَتُثْمِرُ مِنْ جَدِيدٍ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ وَفِي وَقْتٍ مَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ سَيَكُونُ هُنَاكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ قَالَ يَهْوَهُ:‏ «أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى مُخْتَلِفِ ٱلنَّاسِ،‏ فَيَتَنَبَّأُ أَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ .‏ .‏ .‏ حَتَّى عَلَى عَبِيدِي،‏ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ،‏ سَأَسْكُبُ رُوحِي».‏ (‏يوء ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وَلَمْ يَسْكُبْ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فَوْرًا عِنْدَمَا عَادُوا مِنْ بَابِلَ،‏ بَلْ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ وَتَحْدِيدًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ كَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟‏

١٥ حَسَبَ ٱلْأَعْمَال ٢:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ كَيْفَ عَدَّلَ بُطْرُسُ كَلِمَاتِ يُوئِيل ٢:‏٢٨‏،‏ وَإِلَامَ أَشَارَ ذٰلِكَ؟‏

١٥ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يُطَبِّقَ يُوئِيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ عَلَى حَادِثَةٍ مُذْهِلَةٍ حَصَلَتْ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ.‏ فَحَوَالَيِ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَبَاحًا،‏ سَكَبَ ٱللهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ.‏ فَبَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ عَنْ «عَظَائِمِ ٱللهِ» بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ (‏اع ٢:‏١١‏)‏ وَبِٱلْوَحْيِ،‏ كَرَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَاتِ يُوئِيلَ مَعْ تَعْدِيلٍ صَغِيرٍ.‏ فَهَلْ لَاحَظْتَ مَا هُوَ؟‏ (‏اقرإ الاعمال ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ بَدَلَ أَنْ يَبْدَأَ كَلَامَهُ بِعِبَارَةِ «بَعْدَ ذٰلِكَ»،‏ قَالَ:‏ ‏«‏فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».‏ وَٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ أَشَارَتْ هُنَا إِلَى ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ دَمَارَ أُورُشَلِيمَ وَهَيْكَلِهَا.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ كَانَ ٱللهُ سَيَسْكُبُ رُوحَهُ «عَلَى شَتَّى ٱلْبَشَرِ».‏ وَهٰذَا يُشِيرُ أَنَّ وَقْتًا طَوِيلًا مَرَّ قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ هٰذَا ٱلْجُزْءُ مِنْ نُبُوَّةِ يُوئِيلَ.‏

١٦ مَاذَا حَصَلَ بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ،‏ وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟‏

١٦ بَعْدَمَا نَالَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ،‏ بَدَأَ عَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ يَتَقَدَّمُ وَيَتَوَسَّعُ.‏ وَحِينَ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِي،‏ نَحْوَ عَامِ ٦١ ب‌م،‏ كَانَتِ ٱلْبِشَارَةُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى «كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ وَفِي أَيَّامِ بُولُسَ،‏ أَشَارَتْ عِبَارَةُ «كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ» إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَعْرُوفَةِ مِنَ ٱلْعَالَمِ آنَذَاكَ.‏ وَبِقُوَّةِ رُوحِ يَهْوَهَ،‏ يَتَقَدَّمُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ فِي أَيَّامِنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبِشَارَةَ وَصَلَتْ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ اع ١٣:‏٤٧‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ أَسْكُبُ رُوحِي‏».‏

مَاذَا تَغَيَّرَ؟‏

١٧ كَيْفَ تَغَيَّرَ فَهْمُنَا لِلنُّبُوَّةِ فِي يُوئِيل ٢:‏٧-‏٩‏؟‏

١٧ إِذًا،‏ مَا ٱلَّذِي تَغَيَّرَ فِي فَهْمِنَا؟‏ صِرْنَا نَفْهَمُ ٱلنُّبُوَّةَ فِي يُوئِيل ٢:‏٧-‏٩ بِطَرِيقَةٍ أَوْضَحَ.‏ فَبِٱخْتِصَارٍ،‏ لَا تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْأَعْدَادُ إِلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ،‏ بَلْ إِلَى هُجُومِ ٱلْجَيْشِ ٱلْبَابِلِيِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏

١٨ أَيُّ أَمْرٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ؟‏

١٨ وَمَا ٱلَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ؟‏ لَا يَزَالُ شَعْبُ يَهْوَهَ يُبَشِّرُ بِٱنْدِفَاعٍ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَبِكُلِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ فَلَا ٱلْحَظْرُ وَلَا ٱلْقُيُودُ تُوقِفُنَا عَنْ مُهِمَّتِنَا.‏ وَبِدَعْمِ يَهْوَهَ،‏ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي قِمَّةِ نَشَاطِنَا،‏ وَنَنْقُلُ إِلَى ٱلنَّاسِ بِشَجَاعَةٍ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللهِ.‏ كَمَا نَسْتَمِرُّ فِي ٱلِٱتِّكَالِ بِتَوَاضُعٍ عَلَى إِرْشَادِ يَهْوَهَ لِنَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّاتِ.‏ وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ سَيَكْشِفُ لَنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ «ٱلْحَقَّ كُلَّهُ».‏ —‏ يو ١٦:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٧ اَلْحَيَاةُ تَعْتَمِدُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ

^ ‎الفقرة 5‏ اِعْتَقَدْنَا لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي يُوئِيل ١ وَ ٢ تَنْطَبِقُ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ فِي أَيَّامِنَا.‏ وَلٰكِنْ هُنَاكَ أَرْبَعَةُ أَسْبَابٍ مُهِمَّةٍ تَدْفَعُنَا أَنْ نُعَدِّلَ فَهْمَنَا لِهٰذَا ٱلْجُزْءِ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ.‏ فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْأَسْبَابُ؟‏

^ ‎الفقرة 3‏ اُنْظُرْ مَثَلًا ٱلْمَقَالَةَ «‏حِكْمَةُ يَهْوَهَ تَتَجَلَّى فِي ٱلْخَلِيقَةِ‏» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١٥ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠٠٩،‏ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏