الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٤

‏‹اتبع خطواته بدقة›‏

‏‹اتبع خطواته بدقة›‏

‏«المَسيحُ نَفْسُهُ تألَّمَ لِأجلِكُم،‏ وترَكَ لكُم مِثالًا لِتتبَعوا خُطُواتِهِ بِدِقَّة».‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

التَّرنيمَة ١٣ يَسُوع هو مِثالي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

يسوع ترك لنا خطوات كي نتبعها بدقة (‏أُنظر الفقرتين ١-‏٢.‏)‏

١-‏٢ أيُّ مَثَلٍ يُساعِدُنا أن نفهَمَ ١ بُطْرُس ٢:‏٢١‏؟‏

تخَيَّلْ أنَّكَ تمشي مع رِفاقِكَ في مِنطَقَةٍ خَطِرَة تُغَطِّيها الثُّلوج.‏ ولكنْ معكُم مُرشِدٌ يقودُكُم.‏ وفيما يمشي أمامَكُم،‏ تُحاوِلونَ أن تتبَعوا خُطُواتِهِ بِالضَّبط.‏ بَعدَ قَليل،‏ تُلاحِظونَ أنَّهُ سبَقَكُم ولا تعودونَ ترَونَه.‏ مع ذلِك،‏ أنتُم لا تخافون.‏ فلا تزالونَ ترَونَ آثارَ أقدامِه،‏ وتُحاوِلونَ أن تتبَعوها بِدِقَّة.‏

٢ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ نَحنُ نمشي اليَومَ في مِنطَقَةٍ خَطِرَة:‏ هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ لكنَّ يَهْوَه أعطانا أفضَلَ مُرشِد،‏ ابْنَهُ يَسُوع المَسيح.‏ فيَسُوع ترَكَ لنا خُطُواتٍ لِنتبَعَها بِدِقَّة.‏ وهذا ما تذكُرُهُ ١ بُطْرُس ٢:‏٢١‏.‏ فحَسَبَ أحَدِ المَراجِع،‏ شبَّهَ بُطْرُس يَسُوع في هذِهِ الآيَةِ بِمُرشِد.‏ فما هيَ ‹الخُطُواتُ› الَّتي ترَكَها لنا؟‏ لِمَ مُهِمٌّ أن نتبَعَها؟‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏

ما مَعنى أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع؟‏

٣ ما مَعنى أن نتبَعَ خُطُواتِ شَخصٍ ما؟‏

٣ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ تُشيرُ أحيانًا كَلِماتٌ مِثلُ ‹السَّير›،‏ ‹المَشْي›،‏ و ‹الأقدامِ› إلى ما يفعَلُهُ الشَّخصُ خِلالَ حَياتِه.‏ (‏تك ٦:‏٩؛‏ ١٧:‏١؛‏ ام ٤:‏٢٦‏)‏ وبِالتَّالي،‏ تُشيرُ آثارُ خُطُواتِهِ إلى طَريقَةِ حَياتِهِ أو مِثالِه.‏ لِذا،‏ اتِّباعُ خُطُواتِ الشَّخصِ يعني التَّمَثُّلَ به.‏

٤ ما مَعنى أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع؟‏

٤ إذًا،‏ ما مَعنى أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع؟‏ يعني بِبَساطَةٍ أن نتَمَثَّلَ به.‏ وفي آيَتِنا الرَّئيسِيَّة،‏ شجَّعَنا بُطْرُس أن نتَمَثَّلَ بِاحتِمالِ يَسُوع.‏ ولكنْ هُناكَ مَجالاتٌ أُخرى كَثيرَة لِنتَمَثَّلَ به.‏ (‏١ بط ٢:‏١٨-‏٢٥‏)‏ فكُلُّ حَياةِ يَسُوع،‏ كُلُّ أقوالِهِ وأعمالِه،‏ هي مِثالٌ لنا.‏

٥ هل يستَطيعُ البَشَرُ النَّاقِصونَ أن يتَمَثَّلوا بِيَسُوع؟‏ أوضِح.‏

٥ ولكنْ هل نقدِرُ أن نتَمَثَّلَ بِيَسُوع رَغمَ نَقصِنا؟‏ نَعَم.‏ فمع أنَّنا ناقِصون،‏ شجَّعَنا بُطْرُس أن ‹نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة›.‏ فإذا اجتَهَدنا لِنتبَعَ خُطُواتِهِ على قَدِّ استِطاعَتِنا،‏ نقدِرُ أن ‹نعيشَ دائِمًا مِثلَما عاشَ› هو.‏ —‏ ١ يو ٢:‏٦‏.‏

لِمَ مُهِمٌّ أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع؟‏

٦-‏٧ لِمَ نقتَرِبُ إلى يَهْوَه حينَ نتبَعُ خُطُواتِ يَسُوع؟‏

٦ كَي نقتَرِبَ إلى يَهْوَه.‏ لِمَ نقولُ ذلِك؟‏ أوَّلًا،‏ عاشَ يَسُوع حَياةً تُرضي الله.‏ (‏يو ٨:‏٢٩‏)‏ لذا،‏ حينَ نتبَعُ خُطُواتِه،‏ نُرضي يَهْوَه نَحنُ أيضًا.‏ ولا شَكَّ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ سيقتَرِبُ إلَينا لِأنَّنا نعمَلُ جُهدَنا كَي نكونَ أصدِقاءَه.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٧ ثانِيًا،‏ تمَثَّلَ يَسُوع بِأبيهِ كامِلًا.‏ حتَّى إنَّهُ قال:‏ «مَن رآني فقدْ رأى الآبَ أيضًا».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فيَسُوع أشفَقَ على رَجُلٍ أبرَص،‏ حنَّ على امرَأةٍ مَريضَة،‏ وتعاطَفَ معَ الَّذينَ فقَدوا شَخصًا عَزيزًا بِالمَوت.‏ وحينَ نتَمَثَّلُ بِصِفاتِهِ وطَريقَةِ تَعامُلِهِ معَ النَّاس،‏ نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه أيضًا.‏ (‏مر ١:‏٤٠،‏ ٤١؛‏ ٥:‏٢٥-‏٣٤؛‏ يو ١١:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ وكُلَّما تمَثَّلنا بِيَهْوَه،‏ صِرنا أقرَبَ إلَيه.‏

٨ أوضِحْ كَيفَ يُساعِدُنا اتِّباعُ خُطُواتِ يَسُوع أن ‹نَغلِبَ العالَم›.‏

٨ كَي لا يُلهِيَنا هذا العالَمُ الشِّرِّير.‏ في آخِرِ لَيلَةٍ مِن حَياةِ يَسُوع على الأرض،‏ قال:‏ «أنا قد غَلَبتُ العالَم».‏ (‏يو ١٦:‏٣٣‏)‏ فهو لم يدَعِ العالَمَ يُؤَثِّرُ على تَفكيرِهِ وأهدافِهِ وتَصَرُّفاتِه.‏ بل ركَّزَ على السَّبَبِ الَّذي جاءَ مِن أجْلِهِ إلى الأرض:‏ تَقديسِ اسْمِ يَهْوَه.‏ وماذا عنَّا؟‏ هُناكَ أُمورٌ كَثيرَة في هذا العالَمِ يُمكِنُ أن تُلهِيَنا.‏ ولكنْ إذا تمَثَّلنا بِيَسُوع وركَّزنا على فِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه،‏ ‹فسَنَغلِبُ العالَمَ› نَحنُ أيضًا.‏ —‏ ١ يو ٥:‏٥‏.‏

٩ كَيفَ نبقى على طَريقِ الحَياةِ الأبَدِيَّة؟‏

٩ كَي ننالَ الحَياةَ الأبَدِيَّة.‏ ذاتَ مَرَّة،‏ سألَ شابٌّ غَنِيٌّ يَسُوع ماذا يجِبُ أن يعمَلَ كَي يحصُلَ على الحِياةِ الأبَدِيَّة.‏ فأجابَه:‏ «تَعالَ اتبَعني».‏ (‏مت ١٩:‏١٦-‏٢١‏)‏ وفي مُناسَبَةٍ أُخرى،‏ قالَ يَسُوع لِليَهُودِ الَّذينَ لم يُؤْمِنوا به:‏ «خِرافي .‏ .‏ .‏ تتبَعُني.‏ وأنا أُعطيها حَياةً أبَدِيَّة».‏ (‏يو ١٠:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ كَما أخبَرَ نِيقُودِيمُوس،‏ عُضوًا في السَّنْهَدْرِيمِ اهتَمَّ بِتَعاليمِه،‏ أنَّ الَّذي يُؤمِنُ بهِ «تكونُ لهُ حَياةٌ أبَدِيَّة».‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ ونَحنُ نُظهِرُ أنَّنا نُؤْمِنُ بِيَسُوع حينَ نُطيعُ تَعاليمَهُ ونتَمَثَّلُ به.‏ وهكَذا نبقى على طَريقِ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ —‏ مت ٧:‏١٤‏.‏

كَيفَ نتبَعُ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة؟‏

١٠ ماذا يعني أن ‹نستَمِرَّ في نَيلِ المَعرِفَةِ› عن يَسُوع؟‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏

١٠ كَي نقدِرَ أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة،‏ علَينا أن ‹نستَمِرَّ في نَيلِ المَعرِفَةِ عنه›.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏)‏ فيلزَمُ أن نتَعَلَّمَ أكثَرَ فأكثَرَ عن صِفاتِهِ وتَفكيرِهِ والمَبادِئِ التَّي اتَّبَعَها.‏ وحتَّى لَو كُنَّا في الحَقِّ مِن سِنين،‏ يجِبُ أن ‹نستَمِرَّ في نَيلِ المَعرِفَةِ› عن يَهْوَه وابْنِه.‏

١١ ماذا تتَضَمَّنُ الأناجيلُ الأربَعَة؟‏

١١ وكَي يُساعِدَنا يَهْوَه أن نعرِفَ أكثَرَ عنِ ابْنِه،‏ أعطانا في كَلِمَتِهِ الأناجيلَ الأربَعَة.‏ وهي تتَضَمَّنُ قِصَّةَ حَياةِ يَسُوع وخِدَمَتِه.‏ وتُعَلِّمُنا عن أقوالِهِ وأعمالِهِ ومَشاعِرِه.‏ كما تُساعِدُنا أن ‹نُفَكِّرَ بِإمعانٍ› في مِثالِه.‏ (‏عب ١٢:‏٣‏)‏ بِكَلِماتٍ أُخرى،‏ تتَضَمَّنُ الأناجيلُ الخُطُواتِ الَّتي ترَكَها لنا يَسُوع.‏ وعِندَما ندرُسُها،‏ نعرِفُ يَسُوع أكثَرَ فأكثَر.‏ وهكَذا،‏ نقدِرُ أن نتبَعَ خُطُواتِهِ بِدِقَّة.‏

١٢ كَيفَ نستَفيدُ كامِلًا مِنَ الأناجيل؟‏

١٢ إذًا،‏ لا يكفي أن نقرَأَ الأناجيلَ كَي نستَفيدَ مِنها كامِلًا.‏ فعلَينا أن ندرُسَها جَيِّدًا ونتَأمَّلَ فيها.‏ (‏قارن يشوع ١:‏٨‏.‏)‏ لِنرَ اقتِراحَينِ يُساعِدانِنا أن نتَأمَّلَ في الأناجيلِ ونُطَبِّقَ ما نتَعَلَّمُه.‏

١٣ ماذا يُساعِدُكَ أن تعيشَ القِصَّة؟‏

١٣ أوَّلًا،‏ حاوِلْ أن تعيشَ القِصَّة.‏ إستَعمِلْ مُخَيِّلَتَكَ لِترى الأماكِن،‏ تسمَعَ الأصوات،‏ وتُحِسَّ بِمَشاعِرِ الشَّخصِيَّات.‏ وسَيُساعِدُكَ في هذا المَجالِ أن تقومَ بِبَحثٍ في إصداراتِ هَيئَةِ يَهْوَه.‏ أيضًا،‏ راجِعْ سِياقَ القِصَّة،‏ أيِ الأحداثَ المَذكورَة قَبلَها وبَعدَها.‏ حاوِلْ أن تعرِفَ أكثَرَ عنِ المَواقِعِ والشَّخصِيَّاتِ المَذكورَة فيها.‏ وانظُرْ ماذا تقولُ الأناجيلُ الأُخرى عن هذِهِ القِصَّة.‏ فقدْ تجِدُ في أحَدِها تَفاصيلَ إضافِيَّة مُشَوِّقَة.‏

١٤-‏١٥ ماذا يُساعِدُنا أن نُطَبِّقَ ما نتَعَلَّمُه؟‏

١٤ ثانِيًا،‏ طَبِّقْ ما تتَعَلَّمُهُ مِنَ القِصَّة.‏ ‏(‏يو ١٣:‏١٧‏)‏ فبَعدَ أن تدرُسَ القِصَّةَ جَيِّدًا،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹أيَّةُ دُروسٍ أتَعَلَّمُها مِن يَسُوع؟‏ وكَيفَ أُفيدُ بها الآخَرين؟‏›.‏ فكِّرْ في أشخاصٍ مُحَدَّدين،‏ ثُمَّ أخبِرْهُم بِمَحَبَّةٍ ولَباقَةٍ عمَّا تعَلَّمتَهُ حينَ يكونُ ذلِكَ مُناسِبًا.‏

١٥ لِنُناقِشِ الآن قِصَّةَ الأرمَلَةِ المُحتاجَة الَّتي رآها يَسُوع في الهَيكَل،‏ ونرَ كَيفَ نُطَبِّقُ هذَينِ الاقتِراحَين.‏

الأرمَلَةُ المُحتاجَة

١٦ صِفِ المَشهَدَ في مُرْقُس ١٢:‏٤١‏.‏

١٦ حاوِلْ أن تعيشَ القِصَّة.‏ ‏(‏إقرأ مرقس ١٢:‏٤١‏.‏)‏ تخَيَّلِ المَشهَد:‏ اليَومُ هو ١١ نِيسَان القَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ أي قَبلَ أيَّامٍ قَليلَة مِن مَوتِ يَسُوع.‏ وقدْ أمضى مُعظَمَ يَومِهِ يُعَلِّمُ النَّاسَ في الهَيكَل.‏ لكنَّ القادَةَ الدِّينِيِّينَ لم يترُكوهُ وشَأنَه.‏ فبَعضُهُم شكَّكوا في سُلطَتِه.‏ وحاوَلَ آخَرونَ أن يسألوهُ أسئِلَةً تَعجيزِيَّة.‏ (‏مر ١١:‏٢٧-‏٣٣؛‏ ١٢:‏١٣-‏٣٤‏)‏ والآن،‏ ينتَقِلُ يَسُوع إلى قِسمٍ آخَرَ مِنَ الهَيكَل.‏ وهو على الأرجَحِ في ساحَةِ النِّساء،‏ لأنَّهُ يستَطيعُ أن يرى صَناديقَ الخِزانَة.‏ فيجلِسُ ويُراقِبُ النَّاسَ وهُم يضَعونَ تَبَرُّعاتِهِم في الصَّناديق.‏ فيرى العَديدَ مِنَ الأغنِياءِ يضَعونَ نُقودًا كَثيرَة.‏ ورُبَّما هو قَريبٌ كِفايَةً لِيسمَعَ رَنينَ النُّقودِ وهي تدخُلُ في الصَّناديق.‏

١٧ ماذا فَعَلَتِ الأرمَلَةُ الفَقيرَة في مُرْقُس ١٢:‏٤٢‏؟‏

١٧ إقرأ مرقس ١٢:‏٤٢‏.‏ بَعدَ ذلِك،‏ تلفِتُ امرَأةٌ نَظَرَ يَسُوع.‏ إنَّها «أرمَلَةٌ مُحتاجَة» و «فَقيرَة».‏ (‏لو ٢١:‏٢‏)‏ فحَياتُها لَيسَت سَهلَة،‏ وهي تُجاهِدُ لِتُؤَمِّنَ أكلَها وشُربَها.‏ مع ذلِك،‏ تقتَرِبُ مِن أحَدِ الصَّناديق،‏ وتضَعُ فيهِ فَلسَينِ دونَ أن تلفِتَ الانتِباه.‏ وبِالكادِ يُحدِثانِ صَوتًا وهُما يدخُلانِ في الصُّندوق.‏ مع ذلِك،‏ يعرِفُ يَسُوع ما وضَعَته:‏ قِطعَتَي لِبْتُون،‏ أصغَرِ عُملَةٍ مُتَداوَلَة في ذلِكَ الوَقت.‏ وما تبَرَّعَت بهِ لا يكفي حتَّى لِشِراءِ عُصفورٍ دورِيّ،‏ أحَدِ أرخَصِ الطُّيورِ الَّتي تُباعُ لِلأكل.‏

١٨ حَسَبَ مُرْقُس ١٢:‏​٤٣،‏ ٤٤‏،‏ ماذا قالَ يَسُوع عن تَبَرُّعِ الأرمَلَة؟‏

١٨ إقرأ مرقس ١٢:‏٤٣،‏ ٤٤‏.‏ يُعجَبُ يَسُوع كَثيرًا بِهذِهِ الأرمَلَة.‏ فيدعو تَلاميذَهُ ويدُلُّهُم علَيها،‏ ثُمَّ يقولُ لهُم:‏ «هذِهِ الأرمَلَةُ الفَقيرَة قد ألقَت أكثَرَ مِن كُلِّ الَّذينَ ألقَوا في صَناديقِ الخِزانَة».‏ ويوضِح:‏ «كُلُّهُم [وَخُصوصًا الأغنِياءَ] ألقَوا مِن فَضلَتِهِم.‏ أمَّا هي فمِن عَوَزِها ألقَت كُلَّ ما تَملِك،‏ كُلَّ مَعيشَتِها».‏ فهذِهِ الأرمَلَةُ الأمينَة تبَرَّعَت بِآخِرِ فَلسٍ لَدَيها،‏ واثِقَةً أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بها.‏ —‏ مز ٢٦:‏٣‏.‏

تمثل بيسوع وامدح الآخرين لأنهم يخدمون يهوه بكل طاقتهم (‏أُنظر الفقرتين ١٩-‏٢٠.‏)‏ *

١٩ أيُّ دَرسٍ مُهِمٍّ نتَعَلَّمُهُ مِمَّا قالَهُ يَسُوع عنِ الأرمَلَةِ الفَقيرَة؟‏

١٩ طبِّقْ ما تتَعَلَّمُه.‏ إسألْ نَفْسَك:‏ ‹أيُّ دَرسٍ أتَعَلَّمُهُ مِمَّا قالَهُ يَسُوع؟‏›.‏ فكِّرْ في تِلكَ الأرمَلَة.‏ لا شَكَّ أنَّها تمَنَّت أن تُقَدِّمَ أكثَرَ لِيَهْوَه.‏ لكنَّها عمِلَت كُلَّ ما تقدِرُ علَيه.‏ أعطَت يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَيها.‏ ويَسُوع عرَفَ أنَّ تَبَرُّعَها كانَ ثَمينًا في عَينَيْ أبيه.‏ وهذا يُعَلِّمُنا دَرسًا مُهِمًّا:‏ يرضى يَهْوَه عنَّا حينَ نُقَدِّمُ لهُ أفضَلَ ما لَدَينا،‏ أي حينَ نخدُمُهُ بِكُلِّ قَلبِنا وبِكُلِّ نَفْسِنا.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧؛‏ كو ٣:‏٢٣‏)‏ وهذا ينطَبِقُ على الوَقتِ والطَّاقَةِ اللَّذَينِ نُخَصِّصُهما لِعِبادَتِه،‏ مَثَلًا لِلاشتِرَاكِ في الخِدمَةِ وحُضورِ الاجتِماعات.‏

٢٠ كَيفَ تُفيدُ الآخَرينَ بِما تعَلَّمتَهُ مِن قِصَّةِ الأرمَلَة؟‏ أعطِ مِثالًا.‏

٢٠ كَيفَ تُفيدُ الآخَرينَ بِما تعَلَّمتَهُ مِن قِصَّةِ الأرمَلَة؟‏ فكِّرْ في أشخاصٍ يشعُرونَ أنَّ يَهْوَه غَيرُ راضٍ عن خِدمَتِهِم.‏ فرُبَّما تعرِفُ أُختًا مُسِنَّة صارَتْ صِحَّتُها ضَعيفَة،‏ وتشعُرُ أنَّها مُقَصِّرَةٌ في خِدمَتِها.‏ أو رُبَّما تعرِفُ أخًا مُصابًا بِمَرَضٍ مُزمِن،‏ ويتَضايَقُ لِأنَّهُ لا يقدِرُ أن يحضُرَ كُلَّ الاجتِماعات.‏ فكَيفَ تُساعِدُ إخوَةً كَهؤُلاء؟‏ شجِّعْهُم بِكَلِماتٍ ترفَعُ مَعنَوِيَّاتِهِم.‏ (‏اف ٤:‏٢٩‏)‏ أخبِرْهُم عنِ الدَّرسِ الَّذي تعَلَّمتَهُ مِن قِصَّةِ الأرمَلَةِ الفَقيرَة.‏ وهكَذا تُؤَكِّدُ لهُم أنَّ يَهْوَه راضٍ عنهُم لِأنَّهُم يخدُمونَهُ بِكُلِّ طاقَتِهِم.‏ (‏ام ١٥:‏٢٣؛‏ ١ تس ٥:‏١١‏)‏ وحينَ تمدَحُهُم على جُهودِهِم مَهْما بدَت صَغيرَة،‏ تتبَعُ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة.‏

٢١ ماذا تُخَطِّطُ أن تفعَلَ بِناءً على هذِهِ المَقالَة؟‏

٢١ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ أخبَرَنا الكَثيرَ عن حَياةِ يَسُوع في الأناجيل.‏ وهذا يُساعِدُنا أن نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة،‏ أي نتَمَثَّلَ به.‏ فلِمَ لا تتَأمَّلُ في الأناجيلِ خِلالَ الدَّرسِ الشَّخصِيِّ أوِ العِبادَةِ العائِلِيَّة؟‏ ولِكَي تستَفيدَ مِنها كامِلًا،‏ حاوِلْ أن تعيشَ القِصَّة وطبِّقْ ما تتَعَلَّمُه.‏ فكَما رأيْنا،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نتَمَثَّلَ بِما فعَلَهُ يَسُوع.‏ ولكن مُهِمٌّ أيضًا أن نسمَعَ ما قالَه.‏ وفي المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنرى ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الكَلِماتِ الأخيرَة الَّتي قالَها قَبلَ مَوتِه.‏

التَّرنيمَة ١٥ مجِّدوا ابْنَ يَهْوَه البِكر!‏

^ ‎الفقرة 5‏ كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين،‏ علَينا أن ‹نتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة›.‏ فما هي «خُطُواتُه»؟‏ لِمَ مُهِمٌّ أن نتبَعَها؟‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ ستُجيبُ المَقالَةُ عن هذِهِ الأسئِلَة.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وصف الصورة:‏ اخت تتأمل في ما قاله يسوع عن الارملة الفقيرة.‏ ثم تمدح اختًا مسنة لأنها تخدم يهوه من كل قلبها.‏