ابقَ وليًّا ليهوه
«لِيَكُنْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — ١ صم ٢٠:٤٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٥، ٦٢
١، ٢ لِمَاذَا صَدَاقَةُ يُونَاثَانَ مَعَ دَاوُدَ هِيَ مِثَالٌ بَارِزٌ فِي ٱلْوَلَاءِ؟
لَا شَكَّ أَنَّ يُونَاثَانَ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ أُعْجِبَ كَثِيرًا بِشَجَاعَةِ دَاوُدَ. فَقَدْ قَتَلَ هٰذَا ٱلْفَتَى جُلْيَاتَ ٱلْعِمْلَاقَ وَأَحْضَرَ «رَأْسَ ٱلْفِلِسْطِيِّ بِيَدِهِ» إِلَى ٱلْمَلِكِ. (١ صم ١٧:٥٧) وَبَعْدَمَا أَيْقَنَ يُونَاثَانُ أَنَّ دَاوُدَ يَحْظَى بِدَعْمِ ٱللهِ، ‹تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِنَفْسِ دَاوُدَ›. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَطَعَ مَعَهُ عَهْدًا «لِأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ». (١ صم ١٨:١-٣) وَبَقِيَ يُونَاثَانُ طَوَالَ حَيَاتِهِ وَلِيًّا لِدَاوُدَ.
٢ لَقَدْ صَمَدَتْ صَدَاقَةُ يُونَاثَانَ وَدَاوُدَ، رَغْمَ أَنَّ ٱللهَ كَانَ قَدِ ٱخْتَارَ دَاوُدَ لِيَكُونَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلتَّالِيَ. وَعِنْدَمَا سَعَى شَاوُلُ لِقَتْلِ دَاوُدَ، قَلِقَ يُونَاثَانُ عَلَى صَدِيقِهِ. حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى حُرْشَةَ فِي بَرِّيَّةِ يَهُوذَا لِكَيْ يُشَجِّعَهُ وَ «يُشَدِّدَ يَدَهُ بِٱللهِ». وَقَالَ لَهُ: «لَا تَخَفْ، . . . أَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا». — ١ صم ٢٣:١٦، ١٧.
٣ مَاذَا ٱحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِ يُونَاثَانَ، وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١ صم ٢٠:٤٢.
٣ مَنْ مِنَّا لَا يُقَدِّرُ صِفَةَ ٱلْوَلَاءِ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ؟! وَلٰكِنْ إِذَا لَمْ يُثِرْ إِعْجَابَنَا إِلَّا وَلَاءُ يُونَاثَانَ لِدَاوُدَ، فَسَيَفُوتُنَا دَرْسٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَٱلْوَلَاءُ لِلهِ ٱحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِ يُونَاثَانَ. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ كَانَ وَلِيًّا لِدَاوُدَ وَلَمْ يَغَرْ مِنْهُ وَيَعْتَبِرْهُ مُنَافِسًا لَهُ، وَإِلَّا لَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ «لِيُشَدِّدَ يَدَهُ بِٱللهِ». وَقَدْ بَقِيَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ كِلَاهُمَا وَلِيَّيْنِ لِيَهْوَهَ وَوَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ، وَوَفَيَا بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَاهُ: «لِيَكُنْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ». —٤ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ؟ (ب) فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِعَائِلَتِنَا وَأَصْدِقَائِنَا وَرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. (١ تس ٢:١٠، ١١) لٰكِنَّ ٱلْوَلَاءَ لِيَهْوَهَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِنَا، لِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي وَهَبَنَا نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ. (رؤ ٤:١١) وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ سَنَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ. لٰكِنَّ وَلَاءَنَا لِلهِ يَجِبُ أَلَّا يَتَزَعْزَعَ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ. لِذَا سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ فِي مِثَالِ يُونَاثَانَ وَنَرَى كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ فِي وَجْهِ أَرْبَعَةِ تَحَدِّيَاتٍ: (١) حِينَ نَشْعُرُ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَا يَسْتَحِقُّ ٱلِٱحْتِرَامَ، (٢) حِينَ يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا، (٣) حِينَ يُسِيءُ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا، وَ (٤) حِينَ يَتَضَارَبُ ٱلْوَلَاءُ مَعَ ٱلْمَصْلَحَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.
حِينَ نَشْعُرُ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَا يَسْتَحِقُّ ٱلِٱحْتِرَامَ
٥ لِمَ وُضِعَ وَلَاءُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ تَحْتَ حُكْمِ شَاوُلَ؟
٥ وَجَدَ يُونَاثَانُ وَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَأْزِقٍ حِينَ تَمَرَّدَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ وَرَفَضَهُ يَهْوَهُ. (١ صم ١٥:١٧-٢٣) فَبِمَا أَنَّ ٱللهَ لَمْ يَعْزِلْهُ عَنْ مَنْصِبِهِ فَوْرًا، وُضِعَ وَلَاؤُهُمْ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. فَكَيْفَ يَكُونُونَ أَوْلِيَاءَ لِلهِ، وَٱلْمَلِكُ ٱلْجَالِسُ عَلَى «عَرْشِ يَهْوَهَ» فَاسِدٌ؟! — ١ اخ ٢٩:٢٣.
٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يُونَاثَانَ حَافَظَ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ؟
٦ حَافَظَ يُونَاثَانُ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ عِنْدَمَا بَدَأَ أَبُوهُ شَاوُلُ يَتَمَرَّدُ. (١ صم ١٣:١٣، ١٤) فَعِنْدَمَا هَدَّدَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ إِسْرَائِيلَ بِجَيْشٍ يَضُمُّ ٣٠٬٠٠٠ مَرْكَبَةٍ، كَانَ لَدَى شَاوُلَ ٦٠٠ جُنْدِيٍّ فَقَطْ، وَلَمْ يُوجَدْ سِلَاحٌ إِلَّا فِي يَدِهِ هُوَ وَيُونَاثَانَ. لٰكِنَّ يُونَاثَانَ لَمْ يَخَفْ، بَلْ تَذَكَّرَ مَا قَالَهُ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ: «يَهْوَهُ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَعْبِهِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ ٱلْعَظِيمِ». (١ صم ١٢:٢٢) فَهَاجَمَ مَرْكَزَ طَلِيعَةِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ بِرِفْقَةِ حَامِلِ سِلَاحِهِ، مُقْتَنِعًا أَنْ «لَا شَيْءَ يُعِيقُ يَهْوَهَ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِٱلْكَثِيرِ أَوْ بِٱلْقَلِيلِ». فَضَرَبَا مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ نَحْوَ ٢٠ رَجُلًا. ثُمَّ «تَزَلْزَلَتِ ٱلْأَرْضُ، وَكَانَتْ رِعْدَةٌ مِنَ ٱللهِ». فَدَبَّتِ ٱلْفَوْضَى بَيْنَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ وَقَامَ وَاحِدُهُمْ عَلَى ٱلْآخَرِ. وَهٰكَذَا تَحَقَّقَ ٱلنَّصْرُ بِفَضْلِ إِيمَانِ يُونَاثَانَ بِيَهْوَهَ. — ١ صم ١٣:٥، ١٥، ٢٢؛ ١٤:١، ٢، ٦، ١٤، ١٥، ٢٠.
٧ كَيْفَ عَامَلَ يُونَاثَانُ أَبَاهُ؟
٧ اِسْتَمَرَّ يُونَاثَانُ يَتَعَاوَنُ مَعَ أَبِيهِ شَاوُلَ كُلَّمَا ١ صم ٣١:١، ٢.
أَمْكَنَ، مَعَ أَنَّ ٱلْأَخِيرَ تَمَادَى فِي عِصْيَانِ يَهْوَهَ. مَثَلًا، حَارَبَ يُونَاثَانُ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ دِفَاعًا عَنْ شَعْبِ ٱللهِ. —٨، ٩ كَيْفَ يُظْهِرُ خُضُوعُنَا لِلسُّلْطَةِ أَنَّنَا أَوْلِيَاءُ لِلهِ؟
٨ اِقْتِدَاءً بِيُونَاثَانَ، نُظْهِرُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ بِخُضُوعِنَا ٱلنِّسْبِيِّ «لِلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةِ» كَمَا أَوْصَانَا، وَلَوْ شَعَرْنَا أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ ٱلِٱحْتِرَامَ. (اقرأ روما ١٣:١، ٢.) حَتَّى إِذَا كَانَ أَحَدُ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ فَاسِدًا، فَنَحْنُ نَحْتَرِمُهُ بِسَبَبِ مَرْكَزِهِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَدْفَعُنَا وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ أَنْ نَحْتَرِمَ كُلَّ ٱلَّذِينَ فَوَّضَ إِلَيْهِمِ ٱلسُّلْطَةَ. — ١ كو ١١:٣؛ عب ١٣:١٧.
٩ فِي أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ، أَظْهَرَتْ أُولْغَا [١] وَلَاءَهَا لِلهِ بِٱحْتِرَامِ زَوْجِهَا، رَغْمَ أَنَّهُ عَامَلَهَا مُعَامَلَةً سَيِّئَةً طَوَالَ سَنَوَاتٍ لِأَنَّهَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَكَانَ يَجْرَحُ مَشَاعِرَهَا وَيُهِينُهَا وَيَرْفُضُ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَيْهَا. كَمَا هَدَّدَهَا بِأَنْ يَتْرُكَهَا وَيَحْرِمَهَا مِنِ ٱبْنَيْهَا. لٰكِنَّهَا لَمْ تُبَادِلْهُ سُوءًا بِسُوءٍ. بَلْ بَذَلَتْ وِسْعَهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً صَالِحَةً. فَظَلَّتْ تُعِدُّ لَهُ ٱلطَّعَامَ وَتَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَتَعْتَنِي بِأَقْرِبَائِهِ. (رو ١٢:١٧) وَكُلَّمَا أَمْكَنَ، كَانَتْ تُرَافِقُهُ لِزِيَارَةِ عَائِلَتِهِ أَوْ أَصْدِقَائِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ كَانَ ذَاهِبًا إِلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لِحُضُورِ جَنَازَةِ أَبِيهِ، جَهَّزَتِ ٱلْوَلَدَيْنِ وَأَعَدَّتْ مَا يَلْزَمُ لِلرِّحْلَةِ. وَهُنَاكَ ٱنْتَظَرَتْهُ عِنْدَ بَابِ ٱلْكَنِيسَةِ حَتَّى ٱنْتَهَتْ مَرَاسِمُ ٱلدَّفْنِ. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ، أَثْمَرَ صَبْرُهَا وَٱحْتِرَامُهَا لَهُ. فَبَدَأَ مَوْقِفُهُ يَلِينُ، وَهُوَ ٱلْآنَ يُشَجِّعُهَا عَلَى ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيُوصِلُهَا إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. حَتَّى إِنَّهُ يَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِرِفْقَتِهَا مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ. — ١ بط ٣:١.
حِينَ يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا
١٠ لِمَ ٱخْتَارَ يُونَاثَانُ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لِدَاوُدَ؟
١٠ وَجَدَ يُونَاثَانُ نَفْسَهُ بَيْنَ نَارَيْنِ حِينَ صَمَّمَ شَاوُلُ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ. فَكَيْفَ يُوَفِّقُ بَيْنَ عَهْدِهِ مَعَ ١ صموئيل ١٩:١-٦.
صَدِيقِهِ وَخُضُوعِهِ لِأَبِيهِ؟! لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ دَاوُدَ هُوَ ٱلَّذِي يَحْظَى بِدَعْمِ ٱللهِ. لِذَا ٱخْتَارَ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لَهُ. فَحَذَّرَهُ كَيْ يَخْتَبِئَ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ حَسَنًا مَعَ شَاوُلَ. — اقرأ١١، ١٢ كَيْفَ تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ لِلهِ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لَهُ؟
١١ تَوَجَّبَ عَلَى أُخْتٍ أُوسْتْرَالِيَّةٍ ٱسْمُهَا أَلِيس أَنْ تُقَرِّرَ لِمَنْ تَدِينُ بِوَلَائِهَا. فَعِنْدَمَا بَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، أَخَذَتْ تُخْبِرُ عَائِلَتَهَا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا. ثُمَّ أَعْلَمَتْهُمْ أَنَّهَا لَنْ تُعَيِّدَ مَعَهُمْ عِيدَ ٱلْمِيلَادِ وَشَرَحَتْ لَهُمُ ٱلْأَسْبَابَ. فَخَابَ ظَنُّهُمْ، وَتَطَوَّرَتْ خَيْبَتُهُمْ تَدْرِيجِيًّا إِلَى غَضَبٍ شَدِيدٍ. فَقَدْ شَعَرُوا أَنَّهَا تُدِيرُ ظَهْرَهَا لِلْعَائِلَةِ. تَرْوِي أَلِيس: «تَبَرَّأَتْ أُمِّي مِنِّي. فَصُدِمْتُ وَجُرِحْتُ فِي ٱلصَّمِيمِ. فَأَنَا أُحِبُّ عَائِلَتِي. لٰكِنِّي صَمَّمْتُ أَنْ أَضَعَ وَلَائِي لِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى، وَٱعْتَمَدْتُ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلتَّالِي». — مت ١٠:٣٧.
١٢ إِنَّ ٱلْوَلَاءَ لِبَلَدِنَا أَوْ مَدْرَسَتِنَا أَوِ ٱلتَّعَصُّبَ لِفَرِيقٍ رِيَاضِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يَطْغَى تَدْرِيجِيًّا عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ إِنْ لَمْ نَحْتَرِسْ. مَثَلًا، أَحَبَّ هَنْرِي ٱلشَّطْرَنْجَ. وَٱعْتَادَتْ مَدْرَسَتُهُ أَنْ تَرْبَحَ ٱلْبُطُولَةَ. فَكَانَ يَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِهِ لِلْفَوْزِ. لٰكِنَّهُ يَعْتَرِفُ: «طَغَى ٱلْوَلَاءُ لِلْمَدْرَسَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا عَلَى وَلَائِي لِيَهْوَهَ. فَمُبَارَيَاتُ ٱلشَّطْرَنْجِ فِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ حَلَّتْ مَحَلَّ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. لِذَا قَرَّرْتُ أَنْ أَتْرُكَ فَرِيقَ ٱلشَّطْرَنْجِ». — مت ٦:٣٣.
١٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْوَلَاءُ لِلهِ عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
١٣ أَحْيَانًا، يُفْرَضُ عَلَى ٱلشَّخْصِ تَقْسِيمُ وَلَائِهِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ. وَهٰذَا وَضْعٌ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ. يُخْبِرُ كِين: «كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَزُورَ أُمِّي ٱلْمُسِنَّةَ بِٱنْتِظَامٍ وَأَدْعُوَهَا أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمَبِيتِ عِنْدَنَا. لٰكِنَّ أُمِّي وَزَوْجَتِي لَمْ تَكُونَا تَتَّفِقَانِ. وَهٰذَا أَوْقَعَنِي فِي مُعْضِلَةٍ؛ فَوَيْلِي إِذَا أَرْضَيْتُ زَوْجَتِي، وَوَيْلِي إِذَا أَرْضَيْتُ أُمِّي. لٰكِنِّي أَدْرَكْتُ أَنَّ زَوْجَتِي أَحَقُّ بِوَلَائِي فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ. فَتَوَصَّلْتُ إِلَى حَلٍّ يُرْضِيهَا». ثُمَّ بِدَافِعِ ٱلْوَلَاءِ لِلهِ وَٱلِٱحْتِرَامِ لِكَلِمَتِهِ، تَشَجَّعَ كِين وَشَرَحَ لِزَوْجَتِهِ لِمَ يَجِبُ أَنْ تُعَامِلَ أُمَّهُ بِلُطْفٍ، وَأَوْضَحَ لِأُمِّهِ لِمَ يَجِبُ أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَتَهُ. — اقرإ التكوين ٢:٢٤؛ ١ كورنثوس ١٣:٤، ٥.
حِينَ يُسِيءُ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا
١٤ كَيْفَ عَامَلَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ؟
١٤ قَدْ يُوضَعُ وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يُسِيءُ أَخٌ مَسْؤُولٌ ٱلظَّنَّ بِنَا. وَهٰذَا مَا مَرَّ بِهِ يُونَاثَانُ. فَٱلْمَلِكُ شَاوُلُ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ لَمْ يَفْهَمْ سَبَبَ مَحَبَّةِ ٱبْنِهِ لِدَاوُدَ. فَأَهَانَ يُونَاثَانَ فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ عَلَى مَرْأًى مِنْ كَثِيرِينَ. لٰكِنَّ يُونَاثَانَ لَمْ يُبَادِلْهُ ٱلْإِهَانَةَ، وَلَا تَخَلَّى عَنْ وَلَائِهِ لِلهِ وَلِدَاوُدَ ٱلَّذِي كَانَ سَيُصْبِحُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ. — ١ صم ٢٠:٣٠-٤١.
١٥ مَاذَا نَفْعَلُ إِنْ لَمْ نُعَامَلْ بِإِنْصَافٍ؟
١٥ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيَوْمَ، يَسْعَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا إِلَى مُعَامَلَةِ ٱلْجَمِيعِ بِإِنْصَافٍ. لٰكِنَّهُمْ نَاقِصُونَ وَقَدْ يُسِيئُونَ أَحْيَانًا فَهْمَ تَصَرُّفَاتِنَا. (١ صم ١:١٣-١٧) وَلٰكِنْ حَتَّى لَوْ أَسَاءَ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا، فَلْنُصَمِّمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.
حِينَ يَتَضَارَبُ ٱلْوَلَاءُ مَعَ ٱلْمَصْلَحَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ
١٦ تَحْتَ أَيَّةِ ظُرُوفٍ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَلَاءُ لِلهِ بَذْلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ؟
١٦ حَثَّ شَاوُلُ يُونَاثَانَ أَنْ يَطْلُبَ مَصْلَحَتَهُ ٱلشَّخْصِيَّةَ. (١ صم ٢٠:٣١) لٰكِنَّ يُونَاثَانَ كَانَ وَلِيًّا لِلهِ، فَصَادَقَ دَاوُدَ بَدَلَ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلْمُلْكِ بِأَنَانِيَّةٍ. وَيَسْهُلُ عَلَيْنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ حِينَ نُبْقِي فِي بَالِنَا أَنَّ ٱللهَ يَرْضَى عَنِ ٱلَّذِي «يَحْلِفُ لِضَرَرِهِ وَلَا يُغَيِّرُ». (مز ١٥:٤) فَمِثْلَمَا ٱلْتَزَمَ يُونَاثَانُ بِعَهْدِهِ مَعَ دَاوُدَ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَلَّا نُخْلِفَ بِوُعُودِنَا. مَثَلًا، إِذَا عَقَدْنَا ٱتِّفَاقِيَّةَ عَمَلٍ، يَدْفَعُنَا وَلَاؤُنَا لِلهِ وَٱحْتِرَامُنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِشُرُوطِهَا، حَتَّى لَوْ أَصْبَحَ ذٰلِكَ صَعْبًا. وَمَا ٱلْقَوْلُ إِذَا لَمْ تَسِرِ ٱلْأُمُورُ عَلَى مَا يُرَامُ فِي زَوَاجِنَا؟ سَتَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِلهِ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِرَفِيقِ زَوَاجِنَا. — اقرأ ملاخي ٢:١٣-١٦.
١٧ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
١٧ أَلَا يَدْفَعُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ يُونَاثَانَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِوَلَائِهِ لِلهِ؟ فَلْنَبْقَ مِثْلَهُ أَوْلِيَاءَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا، حَتَّى حِينَ يُخَيِّبُونَ أَمَلَنَا. وَلَا نَسْعَ أَبَدًا وَرَاءَ مَصْلَحَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَحِينَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ ٱللهِ فِي وَجْهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ، نَشْعُرُ بِٱكْتِفَاءٍ عَظِيمٍ لِأَنَّنَا نُفَرِّحُ قَلْبَهُ. (ام ٢٧:١١) كَمَا أَنَّنَا نَرَى كَيْفَ يَعْمَلُ لِخَيْرِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَسْتَمِدُّ دُرُوسًا إِضَافِيَّةً فِي ٱلْوَلَاءِ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْإِيجَابِيَّةِ وَٱلسَّلْبِيَّةِ لِبَعْضِ مُعَاصِرِي دَاوُدَ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٩) بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.