الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقتدِ بأصدقاء يهوه

اقتدِ بأصدقاء يهوه

‏«صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ».‏ —‏ مز ٢٥:‏١٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٠٦،‏ ١١٨

١-‏٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ صَدَاقَةَ ٱللهِ مُتَاحَةٌ لَنَا جَمِيعًا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ سَنَتَفَحَّصُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

إِبْرَاهِيمُ هُوَ ٱلشَّخْصُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُشَارُ إِلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى أَنَّهُ صَدِيقُ يَهْوَهَ.‏ (‏اش ٤١:‏٨؛‏ يع ٢:‏٢٣‏)‏ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَحْظَ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ بِصَدَاقَةِ ٱللهِ؟‏ كَلَّا،‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ مُتَاحٌ لَنَا جَمِيعًا.‏

٢ إِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تَزْخَرُ بِأَمْثِلَةِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أُمَنَاءَ خَافُوا يَهْوَهَ،‏ آمَنُوا بِهِ،‏ وَأَصْبَحُوا أَصْدِقَاءَهُ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٢٥:‏١٤‏.‏)‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَتَبَ عَنْ «سَحَابَةٍ عَظِيمَةٍ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ» تَضُمُّ بَاقَةً مِنَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ وَكَانَ كُلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّهُودِ أَصْدِقَاءَ ٱللهِ.‏ —‏ عب ١٢:‏١‏.‏

٣ فَلْنَتَفَحَّصْ عَنْ كَثَبٍ أَمْثِلَةَ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ (‏١)‏ رَاعُوثَ،‏ أَرْمَلَةٍ مُوآبِيَّةٍ شَابَّةٍ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؛‏ (‏٢)‏ حَزَقِيَّا،‏ أَحَدِ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلصَّالِحِينَ؛‏ وَ (‏٣)‏ مَرْيَمَ،‏ أُمِّ يَسُوعَ ٱلْمُتَوَاضِعَةِ.‏ وَلْنَرَ كَيْفَ أَصْبَحُوا أَصْدِقَاءَ ٱللهِ،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِهِمْ.‏

أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَلَاءِ

٤،‏ ٥ أَيُّ قَرَارٍ وَاجَهَتْهُ رَاعُوثُ،‏ وَلِمَ كَانَ صَعْبًا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ تَخَيَّلْ ثَلَاثَ أَرَامِلَ يَسِرْنَ فِي طَرِيقٍ يَمْتَدُّ عَبْرَ سُهُوبِ مُوآبَ.‏ إِنَّهُنَّ نُعْمِي وَكَنَّتَاهَا رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ.‏ وَهَا هِيَ عُرْفَةُ تُفَارِقُهُمَا لِأَنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تَعُودَ إِلَى دِيَارِهَا فِي مُوآبَ.‏ أَمَّا نُعْمِي فَمُصَمِّمَةٌ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى مَوْطِنِهَا فِي إِسْرَائِيلَ.‏ لِذَا تُوَاجِهُ رَاعُوثُ ٱلْآنَ قَرَارًا مَصِيرِيًّا.‏ فَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى دِيَارِهَا وَشَعْبِهَا فِي مُوآبَ أَوْ أَنْ تُلَازِمَ حَمَاتَهَا نُعْمِيَ وَتَذْهَبَ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ.‏ —‏ را ١:‏١-‏٨،‏ ١٤‏.‏

٥ كَانَ بِإِمْكَانِ رَاعُوثَ أَنْ تَقُولَ فِي نَفْسِهَا:‏ ‹لِي أَهْلٌ فِي مُوآبَ.‏ وَلَنْ يَتَخَلَّوْا عَنِّي،‏ بَلْ سَيَتَكَفَّلُونَ بِإِعَالَتِي إِنْ عُدْتُ إِلَيْهِمْ›.‏ كَمَا أَنَّ مُوآبَ هِيَ مَوْطِنُهَا،‏ وَشَعْبَ مُوآبَ شَعْبُهَا،‏ وَلُغَتَهُمْ لُغَتُهَا.‏ وَنُعْمِي لَيْسَ لَدَيْهَا عَرْضٌ أَفْضَلُ،‏ بَلْ تَخْشَى أَلَّا تَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلْعُثُورِ عَلَى زَوْجٍ أَوْ بَيْتٍ لِكَنَّتِهَا،‏ فَتَنْصَحُهَا أَنْ تَبْقَى فِي مُوآبَ.‏ فَمَاذَا سَتَفْعَلُ رَاعُوثُ؟‏ كَمَا رَأَيْنَا،‏ رَجَعَتْ عُرْفَةُ «إِلَى شَعْبِهَا وَآلِهَتِهَا».‏ ‏(‏را ١:‏٩-‏١٥‏)‏ أَمَّا رَاعُوثُ فَتَتَّخِذُ قَرَارًا مُخْتَلِفًا تَمَامًا.‏

٦ ‏(‏أ)‏ أَيُّ قَرَارٍ سَدِيدٍ ٱتَّخَذَتْهُ رَاعُوثُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ قَالَ بُوعَزُ إِنَّ رَاعُوثَ ٱحْتَمَتْ تَحْتَ جَنَاحَيْ يَهْوَهَ؟‏

٦ يَبْدُو أَنَّ رَاعُوثَ تَعَلَّمَتْ عَنْ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ زَوْجِهَا ٱلرَّاحِلِ أَوْ حَمَاتِهَا نُعْمِي.‏ فَرَأَتِ ٱلْفَرْقَ ٱلْكَبِيرَ بَيْنَ يَهْوَهَ وَآلِهَةِ مُوآبَ،‏ وَعَرَفَتْ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ تُحِبَّهُ وَتَعْبُدَهُ.‏ لٰكِنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ بِحَدِّ ذَاتِهَا لَمْ تَكُنْ كَافِيَةً،‏ فَلَزِمَهَا أَنْ تُقَرِّرَ هَلْ تَخْتَارُ يَهْوَهَ إِلٰهًا لَهَا.‏ وَقَدِ ٱتَّخَذَتِ ٱلْقَرَارَ ٱلسَّدِيدَ.‏ قَالَتْ لِنُعْمِي:‏ «شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي».‏ (‏را ١:‏١٦‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَحَبَّةَ رَاعُوثَ لِنُعْمِي رَائِعَةٌ،‏ لٰكِنَّ ٱلْأَرْوَعَ وَٱلْأَهَمَّ هُوَ مَحَبَّتُهَا لِيَهْوَهَ.‏ وَلَاحِقًا،‏ مَدَحَ بُوعَزُ رَاعُوثَ لِأَنَّهَا ٱحْتَمَتْ تَحْتَ جَنَاحَيْ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ راعوث ٢:‏١٢‏.‏)‏ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا مِنْ كَلِمَاتِ بُوعَزَ صُورَةُ طَائِرٍ قَوِيٍّ يَحْمِي فَرْخَهُ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ.‏ (‏مز ٣٦:‏٧؛‏ ٩١:‏١-‏٤‏)‏ وَبِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ أَحَاطَ يَهْوَهُ رَاعُوثَ بِحِمَايَتِهِ،‏ وَكَافَأَهَا أَيْضًا عَلَى إِيمَانِهَا.‏ فَمَا كَانَتْ لِتَنْدَمَ عَلَى قَرَارِهَا قَطُّ.‏

٧ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ فِي نَذْرِ حَيَاتِهِمْ لِيَهْوَهَ؟‏

٧ يَتَعَلَّمُ كَثِيرُونَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ لٰكِنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي ٱلِٱحْتِمَاءِ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ.‏ فَهُمْ يُحْجِمُونَ عَنْ أَنْ يَنْذُرُوا حَيَاتَهُمْ لَهُ وَيَعْتَمِدُوا.‏ فَإِذَا كُنْتَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ تُقَدِّمُ رِجْلًا وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى،‏ يَكُونُ مُسَاعِدًا لَكَ أَنْ تُحَلِّلَ مَا ٱلَّذِي يُعِيقُكَ.‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ إِلَّا وَيَخْدُمُ إِلٰهًا.‏ (‏يش ٢٤:‏١٥‏)‏ فَلِمَ لَا تَحْتَمِي بِٱلْإِلٰهِ ٱلْوَحِيدِ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ تَخْدُمَهُ؟‏ كَمَا أَنَّ ٱنْتِذَارَكَ لِيَهْوَهَ طَرِيقَةٌ رَائِعَةٌ لِلْإِعْرَابِ عَنْ إِيمَانِكَ بِهِ.‏ وَهُوَ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَعِيشَ وَفْقًا لِٱنْتِذَارِكَ وَتَتَغَلَّبَ عَلَى أَيَّةِ عَقَبَاتٍ تَعْتَرِضُ سَبِيلَكَ،‏ مِثْلَمَا دَعَمَ رَاعُوثَ.‏

‏«اِلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ»‏

٨ صِفْ مَا عَاشَهُ حَزَقِيَّا فِي طُفُولَتِهِ.‏

٨ عَلَى عَكْسِ رَاعُوثَ،‏ وُلِدَ حَزَقِيَّا فِي أُمَّةٍ مُنْتَذِرَةٍ لِيَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَعِشْ كُلُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَفْقًا لِٱنْتِذَارِهِمْ.‏ وَٱلْمَلِكُ آحَازُ،‏ أَبُو حَزَقِيَّا،‏ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ.‏ فَهٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ قَادَ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا إِلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ دَنَّسَ هَيْكَلَ يَهْوَهَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ كَمَا أَحْرَقَ بَعْضَ بَنِيهِ،‏ إِخْوَةَ حَزَقِيَّا،‏ ذَبَائِحَ حَيَّةً لِأَحَدِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ فَيَا لَلْأَحْدَاثِ ٱلرَّهِيبَةِ ٱلَّتِي عَاشَهَا حَزَقِيَّا فِي طُفُولَتِهِ!‏ —‏ ٢ مل ١٦:‏٢-‏٤،‏ ١٠-‏١٧؛‏ ٢ اخ ٢٨:‏١-‏٣‏.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ لِمَ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ حَزَقِيَّا مُرَّ ٱلنَّفْسِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَحْنَقَ عَلَى ٱللهِ؟‏ (‏ج)‏ لِمَ لَا يَتَوَقَّفُ مَسَارُ حَيَاتِنَا عَلَى ٱلْبِيئَةِ ٱلَّتِي تَرَبَّيْنَا فِيهَا؟‏

٩ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَكْبُرَ حَزَقِيَّا لِيُصْبِحَ رَجُلًا مُرَّ ٱلنَّفْسِ نَاقِمًا عَلَى ٱللهِ.‏ فَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ أَخَفَّ وَطْأَةً بِكَثِيرٍ مِمَّا عَانَاهُ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ مُبَرَّرُونَ أَنْ ‹يَحْنَقُوا عَلَى يَهْوَهَ› وَيَسْتَاءُوا مِنْ هَيْئَتِهِ.‏ (‏ام ١٩:‏٣‏)‏ وَيَعْتَقِدُ آخَرُونَ أَنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلسَّيِّئَةَ ٱلَّتِي تَرَبَّوْا فِيهَا سَتَدْفَعُهُمْ حَتْمًا إِلَى مَسْلَكٍ رَدِيءٍ أَوْ إِلَى تَكْرَارِ أَخْطَاءِ وَالِدِيهِمْ.‏ (‏حز ١٨:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَهَلْ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ صَحِيحَةٌ؟‏

١٠ تَدْحَضُ سِيرَةُ حَزَقِيَّا بِشَكْلٍ قَاطِعٍ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ.‏ فَلَا مُبَرِّرَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ لِنَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ مَصْدَرَ ٱلشُّرُورِ ٱلَّتِي تَبْتَلِي ٱلنَّاسَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ (‏اي ٣٤:‏١٠‏)‏ طَبْعًا،‏ لِلْوَالِدِينَ تَأْثِيرٌ قَوِيٌّ عَلَى أَوْلَادِهِمْ،‏ إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا.‏ (‏ام ٢٢:‏٦؛‏ كو ٣:‏٢١‏)‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلَّتِي يَتَرَبَّى فِيهَا ٱلْمَرْءُ تُحَدِّدُ مَسَارَ حَيَاتِهِ.‏ فَقَدْ أَعْطَانَا يَهْوَهُ جَمِيعًا هِبَةً قَيِّمَةً هِيَ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ،‏ أَيِ ٱلْمَقْدِرَةُ أَنْ نَخْتَارَ نَحْنُ بِأَنْفُسِنَا طَرِيقَنَا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏تث ٣٠:‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ حَزَقِيَّا هٰذِهِ ٱلْهِبَةَ؟‏

يَعْتَنِقُ شَبَابٌ كَثِيرُونَ ٱلْحَقَّ،‏ رَغْمَ ٱلْبِيئَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلَّتِي تَرَبَّوْا فِيهَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٩،‏ ١٠.‏)‏

١١ لِمَ كَانَ حَزَقِيَّا مِنْ أَفْضَلِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟‏

١١ لَقَدْ أَصْبَحَ حَزَقِيَّا مِنْ أَفْضَلِ مُلُوكِ يَهُوذَا،‏ رَغْمَ أَنَّ أَبَاهُ آحَازَ كَانَ مِنْ أَسْوَإِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ ملوك ١٨:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ فَعِوَضَ أَنْ يَتَأَثَّرَ بِمِثَالِ أَبِيهِ ٱلشَّنِيعِ،‏ ٱخْتَارَ أَنْ يَتْبَعَ ٱلْأَمْثِلَةَ ٱلْحَسَنَةَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا آخَرُونَ مِنْ مُعَاصِرِيهِ،‏ أَمْثَالِ إِشَعْيَا وَمِيخَا وَهُوشَعَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَزَقِيَّا تَأَمَّلَ فِي أَقْوَالِهِمِ ٱلْمُوحَى بِهَا،‏ غَارِسًا وَصَايَا يَهْوَهَ وَتَقْوِيمَهُ فِي قَلْبِهِ.‏ لِذَا شَرَعَ يُصَحِّحُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلْفَادِحَةَ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا أَبُوهُ.‏ فَطَهَّرَ ٱلْهَيْكَلَ،‏ كَفَّرَ عَنْ خَطَايَا ٱلشَّعْبِ،‏ وَشَنَّ حَمْلَةً وَاسِعَةً لِتَدْمِيرِ ٱلْأَوْثَانِ.‏ (‏٢ اخ ٢٩:‏١-‏١١،‏ ١٨-‏٢٤؛‏ ٣١:‏١‏)‏ وَعِنْدَمَا وَاجَهَ تَحَدِّيَاتٍ هَائِلَةً،‏ كَتَهْدِيدِ ٱلْمَلِكِ ٱلْأَشُّورِيِّ سَنْحَارِيبَ لِأُورُشَلِيمَ،‏ أَعْرَبَ عَنْ ثِقَةٍ كَبِيرَةٍ وَإِيمَانٍ عَظِيمٍ بِيَهْوَهَ.‏ فَقَدِ ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ لِيُخَلِّصَهُمْ وَشَجَّعَ شَعْبَهُ وَقَوَّاهُمْ.‏ (‏٢ اخ ٣٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَحِينَ لَزِمَهُ ٱلتَّقْوِيمُ لَاحِقًا لِأَنَّهُ تَكَبَّرَ،‏ تَجَاوَبَ بِتَوَاضُعٍ وَتَابَ.‏ (‏٢ اخ ٣٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ حَزَقِيَّا لَمْ يَسْمَحْ لِمَاضِيهِ أَنْ يُفْسِدَ حَاضِرَهُ أَوْ يَقْضِيَ عَلَى مُسْتَقْبَلِهِ.‏ بَلْ أَثْبَتَ أَنَّهُ صَدِيقٌ لِيَهْوَهَ،‏ وَرَسَمَ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا.‏

١٢ عَلَى غِرَارِ حَزَقِيَّا،‏ كَيْفَ أَثْبَتَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ لِيَهْوَهَ؟‏

١٢ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي عَالَمٍ قَاسٍ يَفْتَقِرُ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ،‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يَكْبُرَ أَوْلَادٌ كَثِيرُونَ دُونَ أَنْ يَحْظَوْا بِرِعَايَةِ وَالِدِينَ مُحِبِّينَ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ لٰكِنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ أَصْبَحُوا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ،‏ رَغْمَ أَنَّهُمْ عَاشُوا طُفُولَةً مُؤْلِمَةً.‏ وَهُمْ،‏ عَلَى غِرَارِ حَزَقِيَّا،‏ شَوَاهِدُ حَيَّةٌ أَنَّ مَاضِيَ ٱلشَّخْصِ لَا يُحَدِّدُ بِٱلضَّرُورَةِ مُسْتَقْبَلَهُ.‏ فَٱللهُ وَهَبَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ وَنَحْنُ نُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلْهِبَةَ وَنَسْتَخْدِمُهَا لِنَلْتَصِقَ بِيَهْوَهَ وَنَجْلُبَ لَهُ ٱلْمَجْدَ وَٱلْإِكْرَامَ،‏ ٱقْتِدَاءً بِحَزَقِيَّا.‏

قَالَتْ:‏ «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏»‏

١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا كَانَتْ مُهِمَّةُ مَرْيَمَ صَعْبَةً لِلْغَايَةِ،‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ أَجَابَتِ ٱلْمَلَاكَ؟‏

١٣ بَعْدَ قُرُونٍ مِنْ زَمَنِ حَزَقِيَّا،‏ تَمَتَّعَتْ شَابَّةٌ يَهُودِيَّةٌ مُتَوَاضِعَةٌ مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ بِصَدَاقَةٍ خُصُوصِيَّةٍ مَعَ يَهْوَهَ وَحَظِيَتْ بِٱمْتِيَازٍ فَرِيدٍ.‏ فَقَدِ ٱخْتِيرَتْ مَرْيَمُ بِنْتُ هَالِي دُونَ سَائِرِ ٱلنِّسَاءِ لِتَحْمِلَ فِي أَحْشَائِهَا ٱبْنَ ٱللهِ ٱلْوَحِيدَ وَتَلِدَهُ وَتُرَبِّيَهُ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ وَثِقَ بِهَا كَثِيرًا حَتَّى مَنَحَهَا هٰذَا ٱلشَّرَفَ ٱلْعَظِيمَ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهَا حِينَ تَلَقَّتْ نَبَأَ تَعْيِينِهَا؟‏

‏«هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏» (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣،‏ ١٤.‏)‏

١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي نَالَتْهُ مَرْيَمُ،‏ وَنَنْسَى ٱلْمَخَاوِفَ ٱلَّتِي رُبَّمَا شَغَلَتْ بَالَهَا.‏ فَٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ أَخْبَرَهَا أَنَّهَا سَتَحْبَلُ عَجَائِبِيًّا دُونَ أَنْ يَكُونَ لَهَا عَلَاقَةٌ زَوْجِيَّةٌ بِرَجُلٍ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ عَلَيْهَا أَنْ يَزُورَ أَهْلَهَا أَوْ جِيرَانَهَا لِيُوضِحَ لَهُمْ سَبَبَ حَمْلِهَا.‏ فَمَاذَا سَيَظُنُّونَ يَا تُرَى؟‏ وَكَيْفَ لَهَا أَنْ تُقْنِعَ خَطِيبَهَا يُوسُفَ أَنَّهَا لَا تَزَالُ أَمِينَةً لَهُ؟‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ كَانَتْ تَرْبِيَةُ ٱبْنِ ٱللهِ ٱلْوَحِيدِ مَسْؤُولِيَّةً ثَقِيلَةً جِدًّا.‏ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ كُلَّ ٱلْهَوَاجِسِ ٱلَّتِي جَالَتْ فِي خَاطِرِ مَرْيَمَ حِينَ تَكَلَّمَ مَعَهَا جِبْرَائِيلُ،‏ لٰكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا أَجَابَتْ:‏ «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏ لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ».‏ —‏ لو ١:‏٢٦-‏٣٨‏.‏

١٥ مَا ٱللَّافِتُ فِي إِيمَانِ مَرْيَمَ؟‏

١٥ أَفَلَيْسَ إِيمَانُ مَرْيَمَ لَافِتًا؟‏!‏ فَمِثْلَ أَمَةٍ تَحْتَ أَمْرِ سَيِّدِهَا،‏ كَانَتْ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ تَقُومَ بِأَيِّ تَعْيِينٍ يُوكَلُ إِلَيْهَا،‏ وَاثِقَةً أَنَّ سَيِّدَهَا يَهْوَهَ سَيَرْعَاهَا وَيَحْمِيهَا.‏ فَمِنْ أَيْنَ لَهَا هٰذَا ٱلْإِيمَانُ؟‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ لَيْسَ فِطْرِيًّا،‏ بَلْ هُوَ ثَمَرَةُ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا وَبَرَكَةِ ٱللهِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢؛‏ اف ٢:‏٨‏)‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مَرْيَمَ ٱجْتَهَدَتْ لِتُقَوِّيَ إِيمَانَهَا؟‏ لِنَتَأَمَّلْ كَيْفَ كَانَتْ تُصْغِي،‏ وَنَتَمَعَّنْ فِي ٱلْأَقْوَالِ ٱلَّتِي قَالَتْهَا.‏

١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ مَرْيَمَ كَانَتْ تُصْغِي بِٱنْتِبَاهٍ؟‏

١٦ كَيْفَ كَانَتْ مَرْيَمُ تُصْغِي.‏ يَنْصَحُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَكُونَ ‹سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ،‏ بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›.‏ (‏يع ١:‏١٩‏)‏ فَهَلْ كَانَتْ مَرْيَمُ تُصْغِي جَيِّدًا؟‏ يَتَّضِحُ لَنَا مِنْ إِنْجِيلِ لُوقَا أَنَّ مَرْيَمَ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ أَصْغَتْ بِٱنْتِبَاهٍ شَدِيدٍ لِكَلِمَاتٍ ذَاتِ مَدْلُولٍ رُوحِيٍّ عَمِيقٍ،‏ ثُمَّ خَصَّصَتِ ٱلْوَقْتَ لِتُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي مَا سَمِعَتْهُ.‏ فَعِنْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ،‏ نَقَلَ إِلَيْهَا رُعَاةٌ مُتَوَاضِعُونَ مَا كَشَفَهُ لَهُمْ مَلَاكٌ.‏ وَبَعْدَ نَحْوِ ١٢ سَنَةً،‏ تَفَوَّهَ يَسُوعُ رَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ بِكَلِمَاتٍ تَحْمِلُ مَغْزًى رُوحِيًّا عَمِيقًا.‏ وَفِي ٱلْمُنَاسَبَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا،‏ أَصْغَتْ مَرْيَمُ إِلَى مَا سَمِعَتْهُ وَحَفِظَتِ ٱلْكَلَامَ وَتَفَكَّرَتْ فِيهِ.‏ ‏—‏ اقرأ لوقا ٢:‏١٦-‏١٩،‏ ٤٩،‏ ٥١‏.‏

١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ مَرْيَمَ مِنْ أَقْوَالِهَا؟‏

١٧ أَقْوَالُ مَرْيَمَ.‏ لَا يُورِدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْكَثِيرَ مِمَّا قَالَتْهُ مَرْيَمُ.‏ فَأَطْوَلُ حَدِيثٍ لَهَا مُسَجَّلٌ فِي لُوقَا ١:‏٤٦-‏٥٥‏.‏ وَتَكْشِفُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ إِلْمَامَهَا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَبَعْضُ عِبَارَاتِهَا تُشْبِهُ مَا تَفَوَّهَتْ بِهِ حَنَّةُ،‏ أُمُّ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ،‏ فِي صَلَاتِهَا.‏ (‏١ صم ٢:‏١-‏١٠‏)‏ وَوَفْقًا لِأَحَدِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ،‏ أَشَارَتْ مَرْيَمُ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوَالَيْ ٢٠ مَرَّةً خِلَالَ حَدِيثِهَا.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهَا أَحَبَّتْ أَنْ تَتَحَدَّثَ عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَنَزَتْ فِي قَلْبِهَا ٱلْحَقَائِقَ ٱلْقَيِّمَةَ ٱلَّتِي تَعَلَّمَتْهَا مِنْ صَدِيقِهَا ٱلْأَعْظَمِ يَهْوَهَ ٱللهِ،‏ وَأَكْثَرَتْ مِنِ ٱسْتِخْدَامِهَا فِي كَلَامِهَا.‏

١٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِإِيمَانِ مَرْيَمَ؟‏

١٨ فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِمَرْيَمَ؟‏ أَحْيَانًا يُوكِلُ إِلَيْنَا يَهْوَهُ تَعْيِينَاتٍ نَسْتَصْعِبُهَا لِلْغَايَةِ.‏ فَلْنَقْتَدِ بِإِيمَانِهَا وَنَقْبَلْ أَيَّ تَعْيِينٍ بِتَوَاضُعٍ،‏ وَاثِقِينَ مِنْ دَعْمِ يَهْوَهَ لَنَا.‏ وَعَلَى غِرَارِ مَرْيَمَ،‏ لِنُصْغِ أَيْضًا بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا عَنْ يَهْوَهَ وَمَقَاصِدِهِ،‏ نَتَأَمَّلْ فِيهَا،‏ وَنُخْبِرِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهَا بِفَرَحٍ.‏ —‏ مز ٧٧:‏١١،‏ ١٢؛‏ لو ٨:‏١٨؛‏ رو ١٠:‏١٥‏.‏

١٩ أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ سَنَحْصُدُهَا إِذَا ٱقْتَدَيْنَا بِأَمْثِلَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ رَاعُوثَ وَحَزَقِيَّا وَمَرْيَمَ كَانُوا أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ،‏ مِثْلَمَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِمْ.‏ وَإِضَافَةً إِلَيْهِمْ،‏ حَظِيَ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلرَّفِيعِ «سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ» وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ.‏ فَلْنُوَاظِبْ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِمِ ٱلْبَارِزِ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّ جُهُودَنَا سَتُكَلَّلُ بِأَعْظَمِ مُكَافَأَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ:‏ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْأَبَدِ!‏ —‏ عب ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏