تعلَّمْ من خدام يهوه الاولياء
«مَعَ ٱلْوَلِيِّ تَعْمَلُ بِوَلَاءٍ». — مز ١٨:٢٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٣، ٤٣
١، ٢ كَيْفَ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ وَلَائِهِ لِلهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
تَحْتَ سِتَارِ ٱلظَّلَامِ، يَتَسَلَّلُ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ إِلَى قَلْبِ مُعَسْكَرِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَتَى إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا عَلَى رَأْسِ ٣٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ بَحْثًا عَنْ دَاوُدَ لِقَتْلِهِ. فَيَجِدَانِهِ غَارِقًا فِي ٱلنَّوْمِ، وَٱلْجُنُودُ مُضْطَجِعُونَ حَوْلَهُ. فَيَهْمِسُ أَبِيشَايُ إِلَى دَاوُدَ: «دَعْنِي أُسَمِّرُ [شَاوُلَ] إِلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلرُّمْحِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا أُثَنِّي عَلَيْهِ». لٰكِنَّ دَاوُدَ يُجِيبُهُ: «لَا تُهْلِكْهُ، فَمَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟ . . . حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ!». — ١ صم ٢٦:٨-١٢.
٢ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ وَلَاءَهُ لِلهِ يَقْتَضِي أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي مَسَحَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. لِذَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِ قَطُّ أَنْ يُؤْذِيَ شَاوُلَ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ جَمِيعِ خُدَّامِهِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلْوَلَاءِ وَيَحْتَرِمُوا ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ. — اقرإ المزمور ١٨:٢٥.
٣ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبِيشَايُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟
٣ أَعْرَبَ أَبِيشَايُ أَيْضًا عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِٱحْتِرَامِهِ دَاوُدَ بِصِفَتِهِ مَسِيحَ يَهْوَهَ. عَلَى ٢ صم ١١:٢-٤، ١٤، ١٥؛ ١ اخ ٢:١٦) وَرَغْمَ أَنَّ أَبِيشَايَ رُبَّمَا عَلِمَ بِذٰلِكَ، ٱسْتَمَرَّ فِي ٱحْتِرَامِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ. كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَغِلَّ إِطْلَاقًا نُفُوذَهُ كَقَائِدٍ عَسْكَرِيٍّ لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى عَرْشِ إِسْرَائِيلَ. بَلْ دَافَعَ عَنْ دَاوُدَ فِي وَجْهِ ٱلْخَوَنَةِ وَٱلْأَعْدَاءِ. — ٢ صم ١٠:١٠؛ ٢٠:٦؛ ٢١:١٥-١٧.
سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَمَا زَنَى دَاوُدُ مَعَ بَثْشَبَعَ، حَاوَلَ أَنْ يَتَسَتَّرَ عَلَى فِعْلَتِهِ. فَأَمَرَ يُوآبَ، أَخَا أَبِيشَايَ، أَنْ يُدَبِّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا أُورِيَّا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ. (٤ (أ) كَيْفَ رَسَمَ لَنَا دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْوَلَاءِ لِلهِ؟ (ب) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ أُخْرَى سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
٤ لَقَدْ ظَلَّ دَاوُدُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ طَوَالَ حَيَاتِهِ. فَفِي شَبَابِهِ، وَاجَهَ ٱلْعِمْلَاقَ جُلْيَاتَ ٱلَّذِي تَجَرَّأَ أَنْ «يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللهِ ٱلْحَيِّ». (١ صم ١٧:٢٣، ٢٦، ٤٨-٥١) وَبَعْدَمَا أَصْبَحَ مَلِكًا وَتَوَرَّطَ فِي خَطَايَا خَطِيرَةٍ كَٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ، قَبِلَ ٱلتَّوْبِيخَ مِنَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ وَتَابَ. (٢ صم ١٢:١-٥، ١٣) حتَّى بَعْدَ أَنْ شَاخَ، أَعْرَبَ عَنْ وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ بِتَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ سَخِيَّةٍ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. (١ اخ ٢٩:١-٥) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ظَلَّ وَلِيًّا لِلهِ رَغْمَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ أَخْطَاءً فَادِحَةً. (مز ٥١:٤، ١٠؛ ٨٦:٢) وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ رِوَايَاتٍ عَنْ دَاوُدَ وَبَعْضِ مُعَاصِرِيهِ تُظْهِرُ لَنَا لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى، وَأَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ.
لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى؟
٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ أَبِيشَايُ؟
٥ حِينَ تَسَلَّلَ أَبِيشَايُ إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ مُتَحَمِّسًا لِقَتْلِهِ، طَغَى وَلَاؤُهُ لِدَاوُدَ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ. لٰكِنَّ دَاوُدَ ٱنْتَهَرَهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ «إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ». (١ صم ٢٦:٨-١١) وَنَحْنُ نَسْتَمِدُّ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ. فَعِنْدَمَا يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا، يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنُحَدِّدَ مَنْ هُوَ ٱلْأَحَقُّ بِوَلَائِنَا.
٦ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ؟
٦ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ نُحِبُّهُمْ، كَأَصْدِقَائِنَا وَأَفْرَادِ عَائِلَتِنَا. لٰكِنَّ مَشَاعِرَنَا يُمْكِنُ أَنْ تُضَلِّلَنَا، لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ. (ار ١٧:٩) لِذَا حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ، يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّنَا نَدِينُ بِوَلَائِنَا لِيَهْوَهَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى. — اقرأ متى ٢٢:٣٧.
٧ كَيْفَ بَقِيَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ وَلِيَّةً لِيَهْوَهَ حِينَ وَاجَهَتْ وَضْعًا حَرِجًا؟
٧ يُوضَعُ وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يُفْصَلُ أَحَدُ أَقْرِبَائِنَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. مَثَلًا، ثَمَّةَ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَنِيتَا [١] ٱتَّصَلَتْ بِهَا هَاتِفِيًّا أُمُّهَا ٱلْمَفْصُولَةُ وَٱلْتَمَسَتْ مِنْهَا أَنْ تَسْمَحَ لَهَا بِزِيَارَتِهَا، لِأَنَّ عَزْلَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ آلَمَهَا كَثِيرًا. فَحَزَّ ٱلْأَمْرُ فِي نَفْسِ أَنِيتَا وَوَعَدَتْهَا أَنْ تَرُدَّ عَلَيْهَا بِرِسَالَةٍ. وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تُبَاشِرَ كِتَابَتَهَا، رَاجَعَتْ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (١ كو ٥:١١؛ ٢ يو ٩-١١) ثُمَّ كَتَبَتْ إِلَيْهَا وَذَكَّرَتْهَا بِلُطْفٍ أَنَّهَا هِيَ ٱلَّتِي عَزَلَتْ نَفْسَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ بِخَطَئِهَا وَعَدَمِ تَوْبَتِهَا. وَأَوْضَحَتْ لَهَا: «إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِتَرْتَاحِي مِنْ أَلَمِكِ هِيَ ٱلرُّجُوعُ إِلَى يَهْوَهَ». — يع ٤:٨.
٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ؟
٨ ثَمَّةَ ثَلَاثُ صِفَاتٍ سَاعَدَتْ خُدَّامَ ٱللهِ زَمَنَ
دَاوُدَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى وَلَائِهِمْ، وَهِيَ ٱلتَّوَاضُعُ وَٱللُّطْفُ وَٱلشَّجَاعَةُ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً وَنَرَ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ.اَلْوَلَاءُ لِلهِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّوَاضُعَ
٩ لِمَ سَعَى أَبْنِيرُ إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ؟
٩ كَانَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَرَئِيسُ ٱلْجَيْشِ أَبْنِيرُ كِلَاهُمَا حَاضِرَيْنِ حِينَ أَتَى دَاوُدُ بِرَأْسِ جُلْيَاتَ إِلَى ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ. فَصَادَقَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَبَقِيَ وَلِيًّا لَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ. (١ صم ١٧:٥٧–١٨:٣) أَمَّا أَبْنِيرُ فَكَانَ مَوْقِفُهُ مُخْتَلِفًا. فَرَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ كَيُونَاثَانَ أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَ دَاوُدَ مَلِكًا، سَانَدَ شَاوُلَ لَاحِقًا فِي مَسَاعِيهِ لِقَتْلِ دَاوُدَ. (١ صم ٢٦:١-٥؛ مز ٥٤:٣) وَبَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ، لَمْ يُؤَيِّدْ دَاوُدَ، بَلْ دَعَمَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ. حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ لَاحِقًا عَلَى سُرِّيَّةِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، رُبَّمَا لِأَنَّهُ كَانَ يَطْمَحُ إِلَى ٱلْعَرْشِ. فَلِمَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُهُ مِنْ دَاوُدَ عَنْ مَوْقِفِ يُونَاثَانَ؟ لِأَنَّهُ ٱفْتَقَرَ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَلَاءِ لِلهِ. — ٢ صم ٢:٨-١٠؛ ٣:٦-١١.
١٠ لِمَ لَمْ يَكُنْ أَبْشَالُومُ وَلِيًّا لِلهِ؟
١٠ كَانَ عَدَمُ ٱلتَّوَاضُعِ أَيْضًا وَرَاءَ فَشَلِ أَبْشَالُومَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِلهِ. فَقَدْ طَمَحَ إِلَى ٱلْمُلْكِ، وَلِذَا «ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَرْكَبَةً وَخَيْلًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ أَمَامَهُ». (٢ صم ١٥:١) كَمَا أَنَّهُ ٱسْتَرَقَ وَلَاءَ ٱلشَّعْبِ. وَعَلَى غِرَارِ أَبْنِيرَ، سَعَى إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ، رَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ يَقِينًا أَنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُ مَلِكًا لِإِسْرَائِيلَ. — ٢ صم ١٥:١٣، ١٤؛ ١٧:١-٤.
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ وَبَارُوخَ؟
١١ يَتَّضِحُ مِنْ مِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ أَنَّ ٱلطُّمُوحَ ٱلْجَامِحَ يُمْكِنُ بِسُهُولَةٍ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَنَا لِلهِ. طَبْعًا، لَنْ يَتْبَعَ أَيٌّ مِنَّا ٱلْيَوْمَ مَسْلَكًا أَنَانِيًّا وَشِرِّيرًا مِثْلَهُمَا. وَلٰكِنْ يُمْكِنُ أَيْضًا لِلطُّمُوحِ إِلَى ٱلْغِنَى أَوْ إِلَى وَظِيفَةٍ مَرْمُوقَةٍ أَنْ يَهْدِمَ رُوحِيَّاتِنَا. تَذَكَّرْ بَارُوخَ، كَاتِبَ إِرْمِيَا، ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ مَطَامِحُ أَفْقَدَتْهُ تَرْكِيزَهُ لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ. فَقَدْ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «هٰأَنَذَا أَهْدِمُ مَا بَنَيْتُ، ار ٤٥:٤، ٥) وَقَدْ قَبِلَ بَارُوخُ هٰذَا ٱلتَّقْوِيمَ وَعَمِلَ بِهِ. وَحَرِيٌّ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي بَالِنَا فِيمَا يَدْنُو هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ نِهَايَتِهِ.
وَأَسْتَأْصِلُ مَا غَرَسْتُ، حَتَّى هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا. أَمَّا أَنْتَ فَلَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ. لَا تَطْلُبْ بَعْدُ». (١٢ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ تَتَعَارَضُ رَغَبَاتُنَا ٱلْأَنَانِيَّةُ مَعَ وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ.
١٢ تَوَجَّبَ عَلَى ذَانْيِيل، أَخٍ مِنَ ٱلْمَكْسِيك، أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ وَلَائِهِ لِلهِ وَرَغْبَتِهِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَتَاةً لَا تَعْبُدُ يَهْوَهَ. يَتَذَكَّرُ: «لَمْ أَكُفَّ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا حَتَّى بَعْدَ أَنْ صِرْتُ فَاتِحًا. لٰكِنِّي تَوَاضَعْتُ فِي ٱلنِّهَايَةِ وَٱقْتَرَبْتُ إِلَى شَيْخٍ لَهُ خِبْرَةٌ وَصَارَحْتُهُ بِٱلصِّرَاعِ ٱلدَّاخِلِيِّ ٱلَّذِي أَمُرُّ بِهِ. فَسَاعَدَنِي أَنْ أَرَى أَنَّ وَلَائِي لِلهِ يُحَتِّمُ عَلَيَّ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا. فَصَلَّيْتُ كَثِيرًا بِدُمُوعٍ، وَنَجَحْتُ أَخِيرًا فِي قَطْعِ عَلَاقَتِي بِهَا. وَسُرْعَانَ مَا زَادَ فَرَحِي فِي ٱلْخِدْمَةِ». وَلَاحِقًا تَزَوَّجَ ذَانْيِيل أُخْتًا تُحِبُّ يَهْوَهَ، وَهُوَ ٱلْآنَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ.
اَلْوَلَاءُ لِلهِ يَجْعَلُنَا لُطَفَاءَ
١٣ كَيْفَ بَقِيَ نَاثَانُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَلِدَاوُدَ حِينَ ٱرْتَكَبَ ٱلْأَخِيرُ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟
١٣ يَدْفَعُنَا ٱلْوَلَاءُ لِيَهْوَهَ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ أَيْضًا لِلْآخَرِينَ وَنُسَاعِدَهُمْ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ. لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ ٱلَّذِي بَقِيَ وَلِيًّا لِدَاوُدَ دُونَ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ لِلهِ. فَحِينَ أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ لِيُوَبِّخَ دَاوُدَ بَعْدَمَا زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ وَدَبَّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ، أَطَاعَ أَمْرَ يَهْوَهَ بِشَجَاعَةٍ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَمِلَ بِحِكْمَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَ دَاوُدَ بِلُطْفٍ. فَلِكَيْ يُسَاعِدَهُ أَنْ يَرَى فَدَاحَةَ خَطَئِهِ، أَخْبَرَهُ قِصَّةً عَنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ أَخَذَ نَعْجَةَ رَجُلٍ فَقِيرٍ. وَعِنْدَمَا حَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّجُلُ ٱلْغَنِيُّ، قَالَ لَهُ نَاثَانُ: «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!». فَفَهِمَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلْمَثَلَ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ. — ٢ صم ١٢:١-٧، ١٣.
١٤ كَيْفَ تُوَفِّقُ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ؟
١٤ يُسَاعِدُكَ ٱللُّطْفُ أَنْ تُوَفِّقَ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ. مَثَلًا، قَدْ يَكُونُ لَدَيْكَ دَلِيلٌ عَلَى اللاويين ٥:١؛ غلاطية ٦:١.
أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا. وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَبْقَى وَلِيًّا لَهُ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ صَدِيقًا حَمِيمًا أَوْ قَرِيبًا لَكَ. لٰكِنَّ ٱلتَّسَتُّرَ عَلَى خَطَئِهِ يَتَعَارَضُ مَعَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَأْتِيَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. فَعَلَيْكَ كَنَاثَانَ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ ٱللُّطْفِ وَٱلْحَزْمِ. لِذَا شَجِّعْهُ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. وَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ خِلَالَ مُهْلَةٍ مَعْقُولَةٍ، يَجِبُ أَنْ تُعْلِمَهُمْ أَنْتَ بِٱلْمَسْأَلَةِ. وَهٰكَذَا تَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَتَكُونُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَطِيفًا مَعَ صَدِيقِكَ أَوْ قَرِيبِكَ، لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ سَيَسْعَوْنَ إِلَى إِصْلَاحِهِ بِوَدَاعَةٍ كَيْ يَسْتَعِيدَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. — اقرإاَلْوَلَاءُ لِلهِ يَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ
١٥، ١٦ لِمَ وَجَبَ عَلَى حُوشَايَ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ؟
١٥ وَجَبَ عَلَى رَجُلٍ ٱسْمُهُ حُوشَايُ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ. فَقَدْ كَانَ صَدِيقًا وَفِيًّا لِلْمَلِكِ دَاوُدَ. لٰكِنَّ وَلَاءَهُ وُضِعَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ ٱسْتَمَالَ أَبْشَالُومُ بْنُ دَاوُدَ قُلُوبَ كَثِيرِينَ وَسَعَى لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ. (٢ صم ١٥:١٣؛ ١٦:١٥) فَمَا كَانَ مِنْ دَاوُدَ إِلَّا أَنْ هَرَبَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. فَمَاذَا يَفْعَلُ حُوشَايُ؟ هَلْ يَتَحَوَّلُ وَلَاؤُهُ إِلَى أَبْشَالُومَ، أَمْ يَتْبَعُ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُسِنَّ ٱلْهَارِبَ مِنْ وَجْهِ ٱلْمَوْتِ؟ لَقَدْ صَمَّمَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهِ لِلْمَلِكِ ٱلَّذِي مَسَحَهُ ٱللهُ. فَذَهَبَ وَرَاءَ دَاوُدَ وَٱلْتَقَى بِهِ عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ. — ٢ صم ١٥:٣٠، ٣٢.
١٦ طَلَبَ دَاوُدُ مِنْ حُوشَايَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَظَاهَرَ بِأَنَّهُ مُوَالٍ لِأَبْشَالُومَ، لِيُحْبِطَ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ. فَخَاطَرَ حُوشَايُ بِحَيَاتِهِ وَنَفَّذَ مَا طَلَبَهُ مِنْهُ دَاوُدُ، مُظْهِرًا وَلَاءَهُ لِيَهْوَهَ. وَٱسْتِجَابَةً لِصَلَاةِ دَاوُدَ، أَبْطَلَتْ مَشُورَةُ حُوشَايَ ٱلشُّجَاعِ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ ٱلْخَائِنِ. — ٢ صم ١٥:٣١؛ ١٧:١٤.
١٧ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟
١٧ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَنُطِيعَهُ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْحُكُومَاتِ. فِي ٱلْيَابَان مَثَلًا، تَرَبَّى تَارُو مُنْذُ صِغَرِهِ عَلَى ٱلْوَلَاءِ وَٱلطَّاعَةِ لِوَالِدَيْهِ. وَكَانَ يَبْذُلُ وِسْعَهُ لِإِسْعَادِهِمَا، لَا بِحُكْمِ ٱلْوَاجِبِ، بَلْ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمَا. لِذٰلِكَ حَزِنَ كَثِيرًا حِينَ عَارَضَا دَرْسَهُ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ، كَمَا صَعُبَ عَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَهُمَا أَنَّهُ قَرَّرَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. يُخْبِرُ: «غَضِبَا عَلَيَّ كَثِيرًا، حَتَّى إِنَّهُمَا مَنَعَانِي مِنْ زِيَارَتِهِمَا فِي ٱلْبَيْتِ طِيلَةَ سَنَوَاتٍ. فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَمْنَحَنِي ٱلشَّجَاعَةَ لِأَلْتَزِمَ بِقَرَارِي. وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لَانَ مَوْقِفُهُمَا، وَأَنَا أَسْتَطِيعُ ٱلْآنَ أَنْ أَزُورَهُمَا بِٱنْتِظَامٍ». — اقرإ الامثال ٢٩:٢٥.
١٨ مَاذَا ٱسْتَفَدْتَ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
١٨ إِذًا، لِنَقْتَدِ بِدَاوُدَ وَيُونَاثَانَ وَنَاثَانَ وَحُوشَايَ وَنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ، فَعِنْدَئِذٍ سَنَشْعُرُ بِأَعْظَمِ ٱكْتِفَاءٍ. وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، لِنَتَّعِظْ بِمِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ ٱللَّذَيْنِ فَشِلَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ. وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا مَفَرَّ مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلْأَخْطَاءِ لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ، لِنُثْبِتْ كَدَاوُدَ أَنَّنَا دَائِمًا نَضَعُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ فَوْقَ كُلِّ ٱعْتِبَارٍ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٧) بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.