الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تعلَّمْ من خدام يهوه الاولياء

تعلَّمْ من خدام يهوه الاولياء

‏«مَعَ ٱلْوَلِيِّ تَعْمَلُ بِوَلَاءٍ».‏ —‏ مز ١٨:‏٢٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٣،‏ ٤٣

١،‏ ٢ كَيْفَ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ وَلَائِهِ لِلهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

تَحْتَ سِتَارِ ٱلظَّلَامِ،‏ يَتَسَلَّلُ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ إِلَى قَلْبِ مُعَسْكَرِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَتَى إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا عَلَى رَأْسِ ٣٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ بَحْثًا عَنْ دَاوُدَ لِقَتْلِهِ.‏ فَيَجِدَانِهِ غَارِقًا فِي ٱلنَّوْمِ،‏ وَٱلْجُنُودُ مُضْطَجِعُونَ حَوْلَهُ.‏ فَيَهْمِسُ أَبِيشَايُ إِلَى دَاوُدَ:‏ «دَعْنِي أُسَمِّرُ [شَاوُلَ] إِلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلرُّمْحِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا أُثَنِّي عَلَيْهِ».‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ يُجِيبُهُ:‏ «لَا تُهْلِكْهُ،‏ فَمَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟‏ .‏ .‏ .‏ حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ!‏».‏ —‏ ١ صم ٢٦:‏٨-‏١٢‏.‏

٢ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ وَلَاءَهُ لِلهِ يَقْتَضِي أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي مَسَحَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ لِذَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِ قَطُّ أَنْ يُؤْذِيَ شَاوُلَ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ جَمِيعِ خُدَّامِهِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلْوَلَاءِ وَيَحْتَرِمُوا ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٨:‏٢٥‏.‏

٣ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبِيشَايُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟‏

٣ أَعْرَبَ أَبِيشَايُ أَيْضًا عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِٱحْتِرَامِهِ دَاوُدَ بِصِفَتِهِ مَسِيحَ يَهْوَهَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَعْدَمَا زَنَى دَاوُدُ مَعَ بَثْشَبَعَ،‏ حَاوَلَ أَنْ يَتَسَتَّرَ عَلَى فِعْلَتِهِ.‏ فَأَمَرَ يُوآبَ،‏ أَخَا أَبِيشَايَ،‏ أَنْ يُدَبِّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا أُورِيَّا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ.‏ (‏٢ صم ١١:‏٢-‏٤،‏ ١٤،‏ ١٥؛‏ ١ اخ ٢:‏١٦‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ أَبِيشَايَ رُبَّمَا عَلِمَ بِذٰلِكَ،‏ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱحْتِرَامِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَغِلَّ إِطْلَاقًا نُفُوذَهُ كَقَائِدٍ عَسْكَرِيٍّ لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى عَرْشِ إِسْرَائِيلَ.‏ بَلْ دَافَعَ عَنْ دَاوُدَ فِي وَجْهِ ٱلْخَوَنَةِ وَٱلْأَعْدَاءِ.‏ —‏ ٢ صم ١٠:‏١٠؛‏ ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏١٥-‏١٧‏.‏

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْوَلَاءِ لِلهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ أُخْرَى سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟‏

٤ لَقَدْ ظَلَّ دَاوُدُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ فَفِي شَبَابِهِ،‏ وَاجَهَ ٱلْعِمْلَاقَ جُلْيَاتَ ٱلَّذِي تَجَرَّأَ أَنْ «يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللهِ ٱلْحَيِّ».‏ (‏١ صم ١٧:‏٢٣،‏ ٢٦،‏ ٤٨-‏٥١‏)‏ وَبَعْدَمَا أَصْبَحَ مَلِكًا وَتَوَرَّطَ فِي خَطَايَا خَطِيرَةٍ كَٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ،‏ قَبِلَ ٱلتَّوْبِيخَ مِنَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ وَتَابَ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ حتَّى بَعْدَ أَنْ شَاخَ،‏ أَعْرَبَ عَنْ وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ بِتَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ سَخِيَّةٍ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١-‏٥‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ظَلَّ وَلِيًّا لِلهِ رَغْمَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ أَخْطَاءً فَادِحَةً.‏ (‏مز ٥١:‏٤،‏ ١٠؛‏ ٨٦:‏٢‏)‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ رِوَايَاتٍ عَنْ دَاوُدَ وَبَعْضِ مُعَاصِرِيهِ تُظْهِرُ لَنَا لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى،‏ وَأَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ.‏

لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى؟‏

٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ أَبِيشَايُ؟‏

٥ حِينَ تَسَلَّلَ أَبِيشَايُ إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ مُتَحَمِّسًا لِقَتْلِهِ،‏ طَغَى وَلَاؤُهُ لِدَاوُدَ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ ٱنْتَهَرَهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ «إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ».‏ (‏١ صم ٢٦:‏٨-‏١١‏)‏ وَنَحْنُ نَسْتَمِدُّ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.‏ فَعِنْدَمَا يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنُحَدِّدَ مَنْ هُوَ ٱلْأَحَقُّ بِوَلَائِنَا.‏

٦ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ؟‏

٦ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ نُحِبُّهُمْ،‏ كَأَصْدِقَائِنَا وَأَفْرَادِ عَائِلَتِنَا.‏ لٰكِنَّ مَشَاعِرَنَا يُمْكِنُ أَنْ تُضَلِّلَنَا،‏ لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ لِذَا حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ،‏ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّنَا نَدِينُ بِوَلَائِنَا لِيَهْوَهَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى.‏ —‏ اقرأ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

٧ كَيْفَ بَقِيَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ وَلِيَّةً لِيَهْوَهَ حِينَ وَاجَهَتْ وَضْعًا حَرِجًا؟‏

٧ يُوضَعُ وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يُفْصَلُ أَحَدُ أَقْرِبَائِنَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ مَثَلًا،‏ ثَمَّةَ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَنِيتَا ‏[١]‏ ٱتَّصَلَتْ بِهَا هَاتِفِيًّا أُمُّهَا ٱلْمَفْصُولَةُ وَٱلْتَمَسَتْ مِنْهَا أَنْ تَسْمَحَ لَهَا بِزِيَارَتِهَا،‏ لِأَنَّ عَزْلَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ آلَمَهَا كَثِيرًا.‏ فَحَزَّ ٱلْأَمْرُ فِي نَفْسِ أَنِيتَا وَوَعَدَتْهَا أَنْ تَرُدَّ عَلَيْهَا بِرِسَالَةٍ.‏ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تُبَاشِرَ كِتَابَتَهَا،‏ رَاجَعَتْ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١١؛‏ ٢ يو ٩-‏١١‏)‏ ثُمَّ كَتَبَتْ إِلَيْهَا وَذَكَّرَتْهَا بِلُطْفٍ أَنَّهَا هِيَ ٱلَّتِي عَزَلَتْ نَفْسَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ بِخَطَئِهَا وَعَدَمِ تَوْبَتِهَا.‏ وَأَوْضَحَتْ لَهَا:‏ «إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِتَرْتَاحِي مِنْ أَلَمِكِ هِيَ ٱلرُّجُوعُ إِلَى يَهْوَهَ».‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ؟‏

٨ ثَمَّةَ ثَلَاثُ صِفَاتٍ سَاعَدَتْ خُدَّامَ ٱللهِ زَمَنَ دَاوُدَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى وَلَائِهِمْ،‏ وَهِيَ ٱلتَّوَاضُعُ وَٱللُّطْفُ وَٱلشَّجَاعَةُ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً وَنَرَ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ.‏

اَلْوَلَاءُ لِلهِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّوَاضُعَ

٩ لِمَ سَعَى أَبْنِيرُ إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ؟‏

٩ كَانَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَرَئِيسُ ٱلْجَيْشِ أَبْنِيرُ كِلَاهُمَا حَاضِرَيْنِ حِينَ أَتَى دَاوُدُ بِرَأْسِ جُلْيَاتَ إِلَى ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ.‏ فَصَادَقَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَبَقِيَ وَلِيًّا لَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ (‏١ صم ١٧:‏٥٧–‏١٨:‏٣‏)‏ أَمَّا أَبْنِيرُ فَكَانَ مَوْقِفُهُ مُخْتَلِفًا.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ كَيُونَاثَانَ أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَ دَاوُدَ مَلِكًا،‏ سَانَدَ شَاوُلَ لَاحِقًا فِي مَسَاعِيهِ لِقَتْلِ دَاوُدَ.‏ (‏١ صم ٢٦:‏١-‏٥؛‏ مز ٥٤:‏٣‏)‏ وَبَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ،‏ لَمْ يُؤَيِّدْ دَاوُدَ،‏ بَلْ دَعَمَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ لَاحِقًا عَلَى سُرِّيَّةِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ،‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُ كَانَ يَطْمَحُ إِلَى ٱلْعَرْشِ.‏ فَلِمَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُهُ مِنْ دَاوُدَ عَنْ مَوْقِفِ يُونَاثَانَ؟‏ لِأَنَّهُ ٱفْتَقَرَ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَلَاءِ لِلهِ.‏ —‏ ٢ صم ٢:‏٨-‏١٠؛‏ ٣:‏٦-‏١١‏.‏

١٠ لِمَ لَمْ يَكُنْ أَبْشَالُومُ وَلِيًّا لِلهِ؟‏

١٠ كَانَ عَدَمُ ٱلتَّوَاضُعِ أَيْضًا وَرَاءَ فَشَلِ أَبْشَالُومَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِلهِ.‏ فَقَدْ طَمَحَ إِلَى ٱلْمُلْكِ،‏ وَلِذَا «ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَرْكَبَةً وَخَيْلًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ أَمَامَهُ».‏ (‏٢ صم ١٥:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ ٱسْتَرَقَ وَلَاءَ ٱلشَّعْبِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ أَبْنِيرَ،‏ سَعَى إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ،‏ رَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ يَقِينًا أَنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُ مَلِكًا لِإِسْرَائِيلَ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١٧:‏١-‏٤‏.‏

١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ وَبَارُوخَ؟‏

١١ يَتَّضِحُ مِنْ مِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ أَنَّ ٱلطُّمُوحَ ٱلْجَامِحَ يُمْكِنُ بِسُهُولَةٍ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَنَا لِلهِ.‏ طَبْعًا،‏ لَنْ يَتْبَعَ أَيٌّ مِنَّا ٱلْيَوْمَ مَسْلَكًا أَنَانِيًّا وَشِرِّيرًا مِثْلَهُمَا.‏ وَلٰكِنْ يُمْكِنُ أَيْضًا لِلطُّمُوحِ إِلَى ٱلْغِنَى أَوْ إِلَى وَظِيفَةٍ مَرْمُوقَةٍ أَنْ يَهْدِمَ رُوحِيَّاتِنَا.‏ تَذَكَّرْ بَارُوخَ،‏ كَاتِبَ إِرْمِيَا،‏ ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ مَطَامِحُ أَفْقَدَتْهُ تَرْكِيزَهُ لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «هٰأَنَذَا أَهْدِمُ مَا بَنَيْتُ،‏ وَأَسْتَأْصِلُ مَا غَرَسْتُ،‏ حَتَّى هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا.‏ أَمَّا أَنْتَ فَلَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ.‏ لَا تَطْلُبْ بَعْدُ».‏ (‏ار ٤٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَقَدْ قَبِلَ بَارُوخُ هٰذَا ٱلتَّقْوِيمَ وَعَمِلَ بِهِ.‏ وَحَرِيٌّ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي بَالِنَا فِيمَا يَدْنُو هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ نِهَايَتِهِ.‏

١٢ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ تَتَعَارَضُ رَغَبَاتُنَا ٱلْأَنَانِيَّةُ مَعَ وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ.‏

١٢ تَوَجَّبَ عَلَى ذَانْيِيل،‏ أَخٍ مِنَ ٱلْمَكْسِيك،‏ أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ وَلَائِهِ لِلهِ وَرَغْبَتِهِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَتَاةً لَا تَعْبُدُ يَهْوَهَ.‏ يَتَذَكَّرُ:‏ «لَمْ أَكُفَّ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا حَتَّى بَعْدَ أَنْ صِرْتُ فَاتِحًا.‏ لٰكِنِّي تَوَاضَعْتُ فِي ٱلنِّهَايَةِ وَٱقْتَرَبْتُ إِلَى شَيْخٍ لَهُ خِبْرَةٌ وَصَارَحْتُهُ بِٱلصِّرَاعِ ٱلدَّاخِلِيِّ ٱلَّذِي أَمُرُّ بِهِ.‏ فَسَاعَدَنِي أَنْ أَرَى أَنَّ وَلَائِي لِلهِ يُحَتِّمُ عَلَيَّ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا.‏ فَصَلَّيْتُ كَثِيرًا بِدُمُوعٍ،‏ وَنَجَحْتُ أَخِيرًا فِي قَطْعِ عَلَاقَتِي بِهَا.‏ وَسُرْعَانَ مَا زَادَ فَرَحِي فِي ٱلْخِدْمَةِ».‏ وَلَاحِقًا تَزَوَّجَ ذَانْيِيل أُخْتًا تُحِبُّ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ.‏

اَلْوَلَاءُ لِلهِ يَجْعَلُنَا لُطَفَاءَ

إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا،‏ فَهَلْ يَدْفَعُكَ وَلَاؤُكَ أَنْ تُسَاعِدَهُ عَلَى طَلَبِ ٱلْعَوْنِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٣ كَيْفَ بَقِيَ نَاثَانُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَلِدَاوُدَ حِينَ ٱرْتَكَبَ ٱلْأَخِيرُ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏

١٣ يَدْفَعُنَا ٱلْوَلَاءُ لِيَهْوَهَ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ أَيْضًا لِلْآخَرِينَ وَنُسَاعِدَهُمْ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ ٱلَّذِي بَقِيَ وَلِيًّا لِدَاوُدَ دُونَ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ لِلهِ.‏ فَحِينَ أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ لِيُوَبِّخَ دَاوُدَ بَعْدَمَا زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ وَدَبَّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ أَطَاعَ أَمْرَ يَهْوَهَ بِشَجَاعَةٍ.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَمِلَ بِحِكْمَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَ دَاوُدَ بِلُطْفٍ.‏ فَلِكَيْ يُسَاعِدَهُ أَنْ يَرَى فَدَاحَةَ خَطَئِهِ،‏ أَخْبَرَهُ قِصَّةً عَنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ أَخَذَ نَعْجَةَ رَجُلٍ فَقِيرٍ.‏ وَعِنْدَمَا حَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّجُلُ ٱلْغَنِيُّ،‏ قَالَ لَهُ نَاثَانُ:‏ «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!‏».‏ فَفَهِمَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلْمَثَلَ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ.‏ —‏ ٢ صم ١٢:‏١-‏٧،‏ ١٣‏.‏

١٤ كَيْفَ تُوَفِّقُ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ؟‏

١٤ يُسَاعِدُكَ ٱللُّطْفُ أَنْ تُوَفِّقَ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَكُونُ لَدَيْكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا.‏ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَبْقَى وَلِيًّا لَهُ،‏ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ صَدِيقًا حَمِيمًا أَوْ قَرِيبًا لَكَ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّسَتُّرَ عَلَى خَطَئِهِ يَتَعَارَضُ مَعَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَأْتِيَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَعَلَيْكَ كَنَاثَانَ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ ٱللُّطْفِ وَٱلْحَزْمِ.‏ لِذَا شَجِّعْهُ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ خِلَالَ مُهْلَةٍ مَعْقُولَةٍ،‏ يَجِبُ أَنْ تُعْلِمَهُمْ أَنْتَ بِٱلْمَسْأَلَةِ.‏ وَهٰكَذَا تَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَتَكُونُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَطِيفًا مَعَ صَدِيقِكَ أَوْ قَرِيبِكَ،‏ لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ سَيَسْعَوْنَ إِلَى إِصْلَاحِهِ بِوَدَاعَةٍ كَيْ يَسْتَعِيدَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ اقرإ اللاويين ٥:‏١؛‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

اَلْوَلَاءُ لِلهِ يَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ

١٥،‏ ١٦ لِمَ وَجَبَ عَلَى حُوشَايَ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ؟‏

١٥ وَجَبَ عَلَى رَجُلٍ ٱسْمُهُ حُوشَايُ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ.‏ فَقَدْ كَانَ صَدِيقًا وَفِيًّا لِلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ لٰكِنَّ وَلَاءَهُ وُضِعَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ ٱسْتَمَالَ أَبْشَالُومُ بْنُ دَاوُدَ قُلُوبَ كَثِيرِينَ وَسَعَى لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏١٣؛‏ ١٦:‏١٥‏)‏ فَمَا كَانَ مِنْ دَاوُدَ إِلَّا أَنْ هَرَبَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ فَمَاذَا يَفْعَلُ حُوشَايُ؟‏ هَلْ يَتَحَوَّلُ وَلَاؤُهُ إِلَى أَبْشَالُومَ،‏ أَمْ يَتْبَعُ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُسِنَّ ٱلْهَارِبَ مِنْ وَجْهِ ٱلْمَوْتِ؟‏ لَقَدْ صَمَّمَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهِ لِلْمَلِكِ ٱلَّذِي مَسَحَهُ ٱللهُ.‏ فَذَهَبَ وَرَاءَ دَاوُدَ وَٱلْتَقَى بِهِ عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٣٠،‏ ٣٢‏.‏

١٦ طَلَبَ دَاوُدُ مِنْ حُوشَايَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَظَاهَرَ بِأَنَّهُ مُوَالٍ لِأَبْشَالُومَ،‏ لِيُحْبِطَ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ.‏ فَخَاطَرَ حُوشَايُ بِحَيَاتِهِ وَنَفَّذَ مَا طَلَبَهُ مِنْهُ دَاوُدُ،‏ مُظْهِرًا وَلَاءَهُ لِيَهْوَهَ.‏ وَٱسْتِجَابَةً لِصَلَاةِ دَاوُدَ،‏ أَبْطَلَتْ مَشُورَةُ حُوشَايَ ٱلشُّجَاعِ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ ٱلْخَائِنِ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٣١؛‏ ١٧:‏١٤‏.‏

١٧ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟‏

١٧ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَنُطِيعَهُ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْحُكُومَاتِ.‏ فِي ٱلْيَابَان مَثَلًا،‏ تَرَبَّى تَارُو مُنْذُ صِغَرِهِ عَلَى ٱلْوَلَاءِ وَٱلطَّاعَةِ لِوَالِدَيْهِ.‏ وَكَانَ يَبْذُلُ وِسْعَهُ لِإِسْعَادِهِمَا،‏ لَا بِحُكْمِ ٱلْوَاجِبِ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمَا.‏ لِذٰلِكَ حَزِنَ كَثِيرًا حِينَ عَارَضَا دَرْسَهُ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ كَمَا صَعُبَ عَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَهُمَا أَنَّهُ قَرَّرَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ يُخْبِرُ:‏ «غَضِبَا عَلَيَّ كَثِيرًا،‏ حَتَّى إِنَّهُمَا مَنَعَانِي مِنْ زِيَارَتِهِمَا فِي ٱلْبَيْتِ طِيلَةَ سَنَوَاتٍ.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَمْنَحَنِي ٱلشَّجَاعَةَ لِأَلْتَزِمَ بِقَرَارِي.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لَانَ مَوْقِفُهُمَا،‏ وَأَنَا أَسْتَطِيعُ ٱلْآنَ أَنْ أَزُورَهُمَا بِٱنْتِظَامٍ».‏ —‏ اقرإ الامثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

١٨ مَاذَا ٱسْتَفَدْتَ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

١٨ إِذًا،‏ لِنَقْتَدِ بِدَاوُدَ وَيُونَاثَانَ وَنَاثَانَ وَحُوشَايَ وَنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ،‏ فَعِنْدَئِذٍ سَنَشْعُرُ بِأَعْظَمِ ٱكْتِفَاءٍ.‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ لِنَتَّعِظْ بِمِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ ٱللَّذَيْنِ فَشِلَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا مَفَرَّ مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلْأَخْطَاءِ لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ،‏ لِنُثْبِتْ كَدَاوُدَ أَنَّنَا دَائِمًا نَضَعُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ فَوْقَ كُلِّ ٱعْتِبَارٍ.‏

^ ‏[١] ‏(‏اَلْفِقْرَةُ ٧)‏ بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.‏