ولدكم في خطر!
التحرُّش بالأولاد حقيقة بشعة في هذا العالم المريض. قالت مجلة ليرْز: «انه يؤثر في اعداد منا اكثر من السرطان، اكثر من مرض القلب، وأكثر من الأيدز.» لهذا السبب تشعر استيقظ! بأنه من واجبها ان تحاول تحذير قرائها من هذا الخطر وتنبيههم الى ما يمكن فعله حيال ذلك. — قارنوا حزقيال ٣:
في السنوات الأخيرة ارتفعت اصوات الاستنكار العالمي ضد التحرُّش بالأولاد. لكنَّ اهتمام وسائل الإعلام بالموضوع، الزاخر بالمشاهير الذين كشفوا علانية اختباراتهم الخاصة عن الإساءة في الطفولة، قاد الى بعض الاعتقادات الخاطئة الشائعة. فالبعض يعتقد ان كل هذا الكلام عن التهجُّمات على الأولاد هو فقط آخِر بدعة. ولكن بالحقيقة قلَّما يوجد شيء جديد بشأن هذا الاعتداء الجنسي. فهو قديم تقريبا قِدَم التاريخ البشري نفسه.
مشكلة قديمة
منذ نحو ٠٠٠,٤ سنة، كانت مدينتا سدوم وعمورة تشتهران بالفساد. وكانت مضاجعة الأولاد كما يظهر بين رذائل المنطقة الكثيرة. فالتكوين ١٩:٤، حسب الترجمة اليسوعية الجديدة، تصف رعاعا مهوَّسين بالجنس من السدوميين «من الصبي الى الشيخ» يسعون الى الاعتداء جنسيا على ضيفَي لوط. تأملوا: لماذا يهتاج مجرد صبيان لفكرة الاعتداء الجنسي على ذكرَين؟ من الواضح انهم أُطلعوا مسبقا على انحرافات مضاجعة النظير.
بعد قرون، انتقلت امة اسرائيل الى منطقة كنعان. وكانت تلك الأرض منغمسة جدا في سفاح القربى، السدومية، البهيمية، البغاء، وحتى تقريب الأولاد الصغار الطقسي للآلهة الإبليسية حتى انه كان يجب منع كل هذه الأعمال الكريهة منعا مباشرا في الناموس الموسوي. (لاويين ١٨:٦، ٢١-٢٣؛ ١٩:٢٩؛ ارميا ٣٢:٣٥) وعلى الرغم من التحذيرات الإلهية، تبنى الإسرائيليون المتمرِّدون، بمن فيهم بعض حكامهم، هذه الممارسات الحقيرة. — مزمور ١٠٦:
لكنَّ اليونان وروما القديمتَين كانتا اسوأ بكثير من اسرائيل في هذا المجال. فقَتْل الأطفال كان شائعا في كلتيهما، وفي اليونان كانت اقامة الرجال الأكبر سنا علاقات جنسية مع الصبيان الصغار ممارسة مقبولة على نحو واسع. وازدهرت بيوت الدعارة للصبيان في كل مدينة يونانية قديمة. وفي الإمبراطورية الرومانية، كانت عهارة الأولاد منتشرة جدا بحيث فُرضت ضرائب معيَّنة وأُقيمت اعياد خصوصية لتلك المهنة. وفي ميادين المصارعات، كانت الفتيات يُغتصَبن ويُجبَرن على القيام بأعمال بهيمية. وكانت فظائع مشابهة منتشرة في الكثير من الأمم القديمة الاخرى.
وماذا عن الأزمنة العصرية؟ هل الجنس البشري متحضِّر اكثر من ان تزدهر اليوم اعمال جنسية رهيبة كهذه؟ لا يمكن لتلاميذ الكتاب المقدس ان يقبلوا هذه الفكرة. فهم يعرفون جيدا ان الرسول بولس وصف ٢ تيموثاوس ٣:
مشكلة ملحَّة
غالبا ما تتوارى الاعتداءات على الأولاد تحت ستر التكتُّم، الى حد انها دُعيت اكثر الجرائم غير المُبلغ عنها على الأرجح. ومع ذلك، من الواضح ان جرائم كهذه ارتفعت نسبتها في العقود الأخيرة. ففي الولايات المتحدة، اجرت لوس انجلوس تايمز استطلاعا حول هذا الموضوع. فوجدت ان ٢٧ في المئة من النساء و ١٦ في المئة من الرجال أُسيء اليهم جنسيا عندما كانوا اولادا. ورغم ان هذه الإحصاءات تصدم، سجَّلت تقديرات دقيقة اخرى في الولايات المتحدة نسبا اعلى بكثير.
وفي ماليزيا، تضاعفت تقارير التحرُّش بالأولاد اربع مرات خلال العقد الماضي. وفي تايلند، اعترف نحو ٧٥ في المئة من الرجال في استطلاع واحد بإقامة علاقات جنسية بعواهر اولاد. وفي المانيا، يقدِّر الرسميون ان ما مقداره ٠٠٠,٣٠٠ ولد يُساء اليهم جنسيا كل سنة. واستنادا الى كَيْپ تايمز الجنوب افريقية، ارتفع عدد تقارير اعتداءات كهذه بنسبة ١٧٥ في المئة في فترة الثلاث سنوات الاخيرة. وفي النَّذَرلند وكندا، وجد الباحثون ان نحو ثلث جميع النساء أُسيء اليهنَّ جنسيا عندما كنَّ اولادا. وفي فنلندا، ١٨ في المئة من الفتيات اللواتي هنَّ في الصف التاسع (في الـ ١٥ او الـ ١٦ من العمر) و ٧ في المئة من الصبيان اخبروا انه كان لديهم اتصال جنسي بشخص يكبرهم بخمس سنوات على الأقل.
وثمة تقارير مقلقة صارت معروفة في بلدان شتى عن فرق دينية تسيء الى الأولاد بممارسات سادية جنسية وتعذيب. والذين يُبلغون انهم كانوا ضحايا جرائم كهذه غالبا ما يُعامَلون بارتياب، لا بشفقة.
اذًا، ليس التحرُّش بالأولاد جديدا ولا نادرا؛ انه مشكلة قديمة جدا ووبائية اليوم. ويمكن ان يكون تأثيره ساحقا. فكثيرون من الذين اجتازوا هذا الاختبار يعانون مشاعر عميقة لعدم الجدارة والنقص في احترام الذات. وقد ادرج خبراء في هذا المجال بعض التأثيرات الشائعة الناتجة من سفاح القربى في الفتيات، مثل الهرب من البيت، اساءة استعمال المخدِّرات والكحول، الكآبة، محاولة الانتحار، الجناح، العبث الجنسي، اضطرابات في النوم، ومشاكل في المقدرة على التعلُّم. وقد تشمل التأثيراتُ الطويلة المدى مهارات ضعيفة كوالدة، برودة جنسية، عدم الثقة بالرجال، التزوُّج بمضاجع اولاد، السحاق، البغاء، والتحرُّش نفسه بالأولاد.
ليست التأثيرات الناتجة امرا لا يمكن للضحية ان تتجنبه؛ ولا يمكن لأحد ان يجد بحق عذرا على السلوك الخاطئ لمجرد انه اعتُدي عليه في الماضي. فالإساءة لا تقضي وتقدِّر لضحاياها ان يكونوا فاسدين ادبيا او جانحين؛ ولا تلغي كل مسؤوليتهم الشخصية عن الخيارات التي يقومون بها لاحقا في حياتهم. لكنَّ هذه النتائج الشائعة هي اخطار حقيقية بالنسبة الى الضحايا. وهي تزيد من الحاح السؤال، كيف يمكننا حماية اولادنا من التحرُّش؟