الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الروس يُعزّون حرية العبادة

الروس يُعزّون حرية العبادة

الروس يُعزّون حرية العبادة

منذ انحلال الاتحاد السوڤياتي سنة ١٩٩١،‏ يتمتع الناس الساكنون هناك بحرية اعظم لعبادة اللّٰه.‏ وهذه الحرية يُعزّها ايضا الذين هاجروا الى بلدان اخرى.‏

يعتبر كثيرون ممن يعيشون في الاتحاد السوڤياتي السابق حرية الاجتماع معا بشكل علني لعبادة اللّٰه امرا مبهجا وعزيزا على قلوبهم حُرموا منه عقودا كثيرة.‏

بعد الثورة البلشفيّة سنة ١٩١٧،‏ اصبحت قراءة الكتاب المقدس في روسيا تشكِّل خطرا.‏ وباستثناء شهود يهوه،‏ لم يجازف معظم الناس بحريتهم للقيام بذلك.‏ اقتبست مجلة نيوزويك ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ في عدد ١٦ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥٦،‏ اي منذ حوالي ٤٤ سنة،‏ قول احد الاحداث في المانيا الشرقية:‏ «لا احد يقرأ الكتاب المقدس إلا شهود يهوه».‏ وقد وُضع الشهود في السجون وفي معسكرات العمل الإلزامي لأنهم عقدوا اجتماعات لدرس الكتاب المقدس وكرزوا برسالة الكتاب المقدس.‏ إلا انهم حيثما ذهبوا،‏ ركزوا الانتباه على رجائهم المؤسس على الكتاب المقدس،‏ كما يُظهِر الاطار المرافِق.‏

عندما بدأ الاتحاد السوڤياتي ينحلّ سنة ١٩٩١،‏ عقد الشهود الموجودون هناك سبعة محافل زوّدت برنامجا تعليميا من الكتاب المقدس،‏ وكان مجموع الحاضرين ٢٥٢‏,٧٤ شخصا.‏ وفي سنة ١٩٩٣،‏ اي بعد ذلك بسنتين فقط،‏ اجتمع ٣٢٦‏,١١٢ شخصا في ثمانية محافل كهذه عُقِدت في ٤ من الجمهوريات الـ‍ ١٥ للاتحاد السوڤياتي السابق.‏ * وكثيرون من هؤلاء الآلاف كانوا قد قضوا سنوات طويلة في السجون ومعسكرات العمل الإلزامي السوڤياتية.‏ وكان هؤلاء المسيحيون الامناء شاكرين جدا على تمتعهم بحرية عبادة اللّٰه دون عائق.‏

ومنذ سنة ١٩٩٣،‏ يُعزّ اناس من الجمهوريات السوڤياتية السابقة امتياز الاجتماع بحرية كل سنة لعقد تجمعات مسيحية في موطنهم.‏ السنة الماضية على سبيل المثال،‏ ابتهج ما مجموعه ٣٣٣‏,٢٨٢ شخصا من شهود يهوه ورفقائهم لممارسة عبادتهم معا في ٨٠ محفلا كوريا بعنوان «كلمة اللّٰه النبوية» انعقد في جمهوريات سوڤياتية سابقة.‏ وكان مجموع المعتمدين ٤٥٢‏,١٣ شخصا.‏

وربما يدهشكم ان تعلموا انه في السنة الماضية عُقدت ايضا محافل باللغة الروسية في بلدان اخرى من العالم.‏ وحضر ما مجموعه ٣٣٦‏,٦ شخصا اربعة من هذه التجمعات في بلدان خارج الاتحاد السوڤياتي السابق!‏ فأين عُقدت؟‏ ولماذا يهتم كثيرون من الناطقين بالروسية اهتماما شديدا بالكتاب المقدس؟‏ اولا،‏ لنتأمل قليلا في السؤال الثاني.‏

يعون حاجة روحية

لروسيا تاريخ ديني عريق.‏ فكاتدرائياتها المزخرفة التي بُنيَت منذ قرون هي من الكاتدرائيات الأكثر شهرة في العالم المسيحي.‏ غير ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية أبقت الناس في جهل للكتاب المقدس،‏ كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏

يوضح كتاب حديث بعنوان:‏ المأساة الروسية —‏ عبء التاريخ ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «لم يكن الكتاب المقدس على الاطلاق جزءا رئيسيا من الارثوذكسية الروسية».‏ ووفقا لعالِم الدين الروسي سيرڠيي إيڤانْيَنكو،‏ «ادّى جهل المؤمنين الارثوذكس للكتاب المقدس الى تعرّض كثيرين من ابناء ابرشيات الكنائس الارثوذكسية لتأثير الخرافات،‏ علوم الغيب،‏ والسحر اكثر من غير المؤمنين».‏

وأبدى الكاتب الروسي الشهير تولستوي ملاحظة مماثلة.‏ كتب:‏ «اصبحت مقتنعا بأن عقيدة الكنيسة [الارثوذكسية الروسية] هي من الناحية النظرية خداع ماكر ومؤذٍ،‏ ومن الناحية العملية مجموعة من افظع الخرافات والشعوذات التي تحجب تماما المعنى الكامل للتعليم المسيحي».‏

وتبيَّن ان هذه الحالة كانت تربة خصبة لنشوء الشيوعية السوڤياتية بدعايتها الإلحاديّة وعبارتها الشهيرة:‏ «الدين افيون الشعوب».‏ ولكن سرعان ما اصبحت الشيوعية نفسها شكلا من اشكال الدين،‏ وغالبا ما كانت تدعى الدين الاحمر.‏ ولكنَّ الدين الاحمر لم يدم.‏ فعندما انهارت الدولة السوڤياتية سنة ١٩٩١،‏ ارتبك الملايين واحتاروا الى اين يلتفتون.‏ وبتشجيع من شهود يهوه،‏ بحث آلاف من الروس عن اجوبة في الكتاب المقدس.‏

بفضل نظام تربوي رائع،‏ اصبح الروس من الشعوب الاكثر ثقافة في العالم.‏ وهكذا بات كثيرون منهم من قراء الكتاب المقدس،‏ بل من محبّي تعاليمه.‏ وفي الوقت نفسه،‏ خصوصا اثناء تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ هاجر مئات الآلاف من الاتحاد السوڤياتي السابق الى بلدان اخرى مثل المانيا،‏ الولايات المتحدة،‏ واليونان.‏ وماذا كانت النتائج؟‏

احرار ليمارسوا العبادة في المانيا

في القرنين الـ‍ ١٨ والـ‍ ١٩،‏ انتقل كثيرون من الالمان الى روسيا.‏ وكانت اشهرهم زوفي البالغة من العمر ١٥ سنة،‏ التي خلفت زوجها في حكم روسيا سنة ١٧٦٢.‏ وأثناء حكمها الطويل،‏ دعت زوفي،‏ التي اصبحت في ما بعد تُعرَف بكاثرين العظمى،‏ المزارعين الالمان الى السكن في روسيا.‏ وعندما هاجمت المانيا الاتحاد السوڤياتي خلال الحرب العالمية الثانية،‏ نُفي معظم الذين هم من اصل الماني الى سيبيريا والى جمهوريات سوڤياتية مثل اوزبكستان،‏ قازاخستان،‏ وقيرغيزستان.‏ ومؤخرا انتقل الى المانيا كثيرون من الالمان الناطقين بالروسية وغيرهم ايضا من سكان الاتحاد السوڤياتي السابق لينعموا بأحوال اقتصادية افضل.‏

في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٢،‏ تشكلت في برلين اول جماعة ناطقة بالروسية في المانيا.‏ وبحلول السنة الماضية،‏ كانت قد تشكلت في المانيا ثلاث دوائر ناطقة بالروسية تضم ٥٢ جماعة و ٤٣ فريقا اصغر.‏ وبلغت ذروة الحاضرين ٩٢٠‏,٤ شخصا في المحفل الكوري «كلمة اللّٰه النبوية» الذي عُقد في كولون من ٣٠ تموز (‏يوليو)‏ الى ١ آب (‏اغسطس)‏،‏ حيث اعتمد ١٦٤ شخصا رمزا الى انتذارهم ليهوه.‏ وقبل ذلك،‏ في ١ نيسان (‏ابريل)‏،‏ حضر ١٧٥‏,٦ شخصا الاحتفال بذكرى موت يسوع في جماعات المانيا الناطقة بالروسية.‏

الروس في الولايات المتحدة

شهدت الولايات المتحدة ايضا تدفقا للناطقين بالروسية القادمين اليها من الاتحاد السوڤياتي السابق.‏ ذكرت ذا نيويورك تايمز ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «بين سنة ١٩٩١ و ١٩٩٦،‏ كان الروس الفئة المهاجرة الاسرع نموا في بروكلين.‏ وفي هذه الفترة عينها،‏ قبلت مصلحة الهجرة والتجنيس اكثر من ٠٠٠‏,٣٣٩ مهاجر قدموا الى الولايات المتحدة من الاتحاد السوڤياتي السابق».‏

ولاحقا،‏ قالت ذا تايمز في عددها الصادر في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩ انه في العقد الماضي،‏ هاجر نحو ٠٠٠‏,٤٠٠ يهودي من الاتحاد السوڤياتي السابق الى مدينة نيويورك ومحيطها.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ استوطن في السنوات الاخيرة آلاف الروس مناطق اخرى في الولايات المتحدة.‏ على سبيل المثال،‏ تدفق الى شمال كاليفورنيا نحو ٠٠٠‏,٣٥ مهاجر روسي جديد،‏ مما جعل هذه المنطقة ثالث اكبر مركز للمهاجرين من الاتحاد السوڤياتي السابق،‏ بعد نيويورك ولوس انجلوس.‏ وقد تجاوب هؤلاء الناطقون بالروسية بشكل مؤات مع فرص درس الكتاب المقدس،‏ فأصبح مئات منهم عبادا للإله الحقيقي يهوه.‏

في ١ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٤،‏ تشكلت في بروكلين،‏ نيويورك،‏ اول جماعة لشهود يهوه ناطقة بالروسية في الولايات المتحدة في الازمنة الحديثة.‏ ولاحقا،‏ تألفت جماعات روسية في پنسلڤانيا،‏ كاليفورنيا،‏ وواشنطن.‏ وتشكلت فرق درس في اجزاء اخرى كثيرة من البلد.‏

الاول في الولايات المتحدة

في ٢٠ الى ٢٢ آب (‏اغسطس)‏ الماضي،‏ ابتهجت ذروة من ٦٧٠ شخصا اتوا من كل انحاء الولايات المتحدة وكندا بحضور اول محفل كوري باللغة الروسية يُعقد في مدينة نيويورك.‏ أُلقيت كل الخطابات بالروسية،‏ وعرض افراد من الجماعة الروسية في لوس انجلوس،‏ كاليفورنيا،‏ مسرحية بالزي القديم تتناول قصة يعقوب وعيسو المسجلة في الكتاب المقدس.‏ لقد كانت حقا جزءا بارزا من المحفل.‏

وثمة امر بارز آخر في المحفل،‏ ألا وهو معمودية ١٤ شخصا يَظهرون جميعا في الصورة المرافقة.‏ لقد قدِم عدد منهم من پورتلَند في أوريڠون،‏ ومن لوس انجلوس وسان فرانسيسكو في كاليفورنيا،‏ مجتازين مسافة ٠٠٠‏,٤ كيلومتر تقريبا ليعتمدوا في المحفل المنعقد في مدينة نيويورك.‏ وكان هؤلاء الـ‍ ١٤ يعيشون قبلا في الجمهوريات السوڤياتية السابقة:‏ اذربَيجان،‏ ارمينيا،‏ اوكرانيا،‏ روسيا،‏ روسيا البيضاء،‏ ومولداڤيا.‏ وتُظهِر اختباراتهم كم يُعزّون معرفة اللّٰه وحرية عبادته.‏

نشأت سْڤييتلانا (‏الثالثة من اليسار في الصف الامامي)‏ في موسكو.‏ وفي الـ‍ ١٧ من عمرها تزوجت مغنيا مشهورا يكبرها بسنوات كثيرة،‏ وقدِما الى الولايات المتحدة مع طفلهما سنة ١٩٨٩.‏ كان زوجها يسافر كثيرا،‏ وبعد خمس سنوات تطلَّقا.‏

وعندما التقت سْڤييتلانا زميلة لها في العمل من شهود يهوه،‏ حذّرها اصدقاؤها لئلا تتورط،‏ على حد قولهم،‏ في «بدعة تسيطر على حياة المرء وتستولي على ماله».‏ ورغم ذلك ارادت ان تعرف ما يعلمه الكتاب المقدس.‏ وعن اظهار اسم اللّٰه لها في الكتاب المقدس،‏ قالت:‏ «أثّر فيّ كثيرا ان الشهود هم الوحيدون الذين يعلنون هذا الاسم».‏

كحدث،‏ ترك اندريه (‏الثالث من اليسار في الصف الخلفي)‏ بيته في سيبيريا لنيل تدريب متقدم للرياضيين في ما يُعرَف اليوم بسانت پيترسبرڠ.‏ بعيد ذلك انحل الاتحاد السوڤياتي،‏ وفي سنة ١٩٩٣ هاجر اندريه،‏ وهو في الـ‍ ٢٢ من عمره،‏ الى الولايات المتحدة.‏ يوضح:‏ «بدأت افكر في اللّٰه وصرت اذهب الى الكنيسة الارثوذكسية الروسية.‏ وذات مرة،‏ اثناء الاحتفال بالفصح الروسي،‏ بقيتُ في الكنيسة الليل كله بغية الاقتراب الى اللّٰه».‏

في هذه الفترة،‏ التقت سْڤييتلانا اندريه وأخبرته بما كانت تتعلمه من درسها للكتاب المقدس.‏ فوافق ان يرافقها الى اجتماع لشهود يهوه،‏ ثم قبِل درسا في الكتاب المقدس.‏ وفي كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩،‏ تزوجا.‏ وقد كانا في غاية السعادة عقب معموديتهما في المحفل.‏

وُلد پاڤيِل (‏الرابع من اليسار في الصف الخلفي)‏ قرب كاراڠاندا،‏ قازاخستان،‏ لكنه انتقل لاحقا الى نالتشيك،‏ روسيا.‏ وتقع هذه المدينة الكبيرة بالقرب من الشيشان وداغستان حيث يجري الكثير من المعارك.‏ وهناك التقى پاڤيِل الشهود لأول مرة في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٦،‏ غير انه هاجر الى سان فرانسيسكو في الشهر التالي.‏ وقد كان متورِّطا في المخدِّرات،‏ وله ابنة تركها في روسيا مع امها.‏

فور وصول پاڤيِل الى الولايات المتحدة،‏ اتصل بشهود يهوه وقبِل درسا في الكتاب المقدس.‏ فنظَّم حياته وكتب الى ام ابنته عن معتقداته الجديدة.‏ وهي اليوم تدرس مع الشهود وتنوي الذهاب الى الولايات المتحدة لتتمكن هي وپاڤيِل من الزواج وخدمة يهوه مع ابنتهما في كاليفورنيا.‏

وُلد جورج (‏الثاني من اليسار في الصف الخلفي)‏ في موسكو ونشأ فيها.‏ وقد قدِم الى الولايات المتحدة سنة ١٩٩٦،‏ وفي السنة التالية تزوَّج فلورا،‏ وهي في الاصل من اذربَيجان.‏ كان جورج يرتاد الكنيسة الارثوذكسية الروسية.‏ ولكن بعد ان قرأ نسخة من مجلة برج المراقبة،‏ نشأت عنده اسئلة عن عقيدة الثالوث.‏ وردا على رسالته الى جمعية برج المراقبة،‏ تسلم كراسة هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏.‏ وفي سنة ١٩٩٨،‏ ابتدأ هو وفلورا يدرسان الكتاب المقدس.‏ والآن هي ايضا عازمة على المعمودية.‏

كان الامر الآخر البارز في المحفل تلَقّي التحيات من موسكو،‏ حيث اجتمع ١٠٨‏,١٥ اشخاص لحضور المحفل في نهاية الاسبوع عينها.‏ وكم ابتهج المندوبون في مدينة نيويورك لسماع الاعلان ان ٦٠٠ شخص اعتمدوا هناك!‏ لقد كان ذلك سبب فرح خصوصي لهم نظرا الى التقارير الصحفية والتلفزيونية المقلقة التي بدأت تُنشر في الولايات المتحدة وأماكن اخرى في الاسبوع الذي سبق المحفل.‏

احداث كانت تجري في موسكو

في ٢١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٩٩،‏ وقَّع الشهود عقدا لاستخدام المدرَّج الأولمپي بالقرب من وسط موسكو والى جانب كنيسة أرثوذكسية روسية ضخمة.‏ ولكن قبل اسبوع من المحفل،‏ كان واضحا انهم سيلقون مقاومة.‏ ويوم الاربعاء الواقع فيه ١٨ آب (‏اغسطس)‏،‏ لم يكن الإذن باستخدام المدرَّج قد مُنح بعد رغم دفع الايجار.‏ وقد أُكِّد للرسميين،‏ كما يُظهِر الاطار في الصفحة ٢٨،‏ ان شهود يهوه هم هيئة دينية معترف بها شرعيا في روسيا.‏

كان نحو ٠٠٠‏,١٥ مندوب يستعدون لحضور المحفل يوم الجمعة صباحا،‏ الامر الذي اقلق ممثِّلي الشهود.‏ فكان بعض المندوبين سيسافرون الى موسكو من مدن وبلدات تبعد عنها كثيرا.‏ وأخيرا حوالي الساعة ٨ مساء من يوم الخميس الواقع فيه ١٩ آب (‏اغسطس)‏ وبعد عدة ساعات من المناقشة،‏ سُرَّت ادارة المدرَّج بإعلام ممثِّلي الشهود بإمكانية عقد المحفل.‏ فقد أوعزت الهيئة الادارية للمدينة انْ لا مانع لديها من انعقاد المحفل.‏

في الصباح التالي تدفق الآلاف الى المدرَّج.‏ وكان المتطوعون الشهود قد عملوا الليل كله استعدادا لوصولهم.‏ وكان ايضا بين الحاضرين ذلك الصباح الاول بعض الصحفيين الذين كانوا على علم بمعارضة انعقاد المحفل.‏ فهتف واحد منهم:‏ «تهانينا!‏ يسرّنا ان نعلم بأن محفلكم سيُعقد».‏

مثال للسلوك المنظَّم

شعرت ادارة المدرَّج ان من الحكمة اتخاذ اجراءات امنية.‏ ولذلك تمركز رجال الامن في كل المداخل،‏ ومعهم معدات لكشف المعادن كالتي تُستخدم في المطارات لتفتيش المسافرين.‏ وتمركز رجال الشرطة ايضا في كل مكان داخل المدرَّج.‏ وانعقد المحفل بشكل منظَّم رغم تلقي تهديد خطير.‏

فبعد ظهر يوم السبت،‏ اتصل احدهم هاتفيا وقال ان قنبلة قد زُرعت في المدرَّج.‏ أتى التهديد قُبَيل نهاية الخطاب قبل الاخير لذلك اليوم.‏ وبناء على طلب ادارة المدرَّج،‏ قُدِّم اعلان مختصر لإخلاء المدرَّج على الفور.‏ ودُهشت الشرطة والمسؤولون عن المدرَّج عندما غادر الجميع بشكل منظَّم،‏ فلم يسبق ان رأوا شيئا مماثلا.‏ وسألوا هل تدربوا على ذلك من قبل.‏

لم يُعثَر على اية قنبلة.‏ وفي اليوم التالي،‏ مُدِّد البرنامج ليشمل المواد التي لم تُقدَّم يوم السبت.‏ وسُرَّت ادارة المدرَّج بالمحفل.‏

في اليونان وأماكن اخرى

في نهاية الاسبوع الاخير من آب (‏اغسطس)‏ والاسبوع الاول من ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ عُقد ايضا محفلان كوريان باللغة الروسية في اليونان —‏ في اثينا اولا ثم في سالونيك.‏ فحضر ما مجموعه ٧٤٦ شخصا واعتمد ٣٤.‏ ويوجد في اليونان ٨ جماعات ناطقة بالروسية و ١٧ فريقا اصغر يتألف من اشخاص هاجروا من الجمهوريات الجنوبية للاتحاد السوڤياتي السابق.‏ وهم يعقدون اجتماعاتهم بالروسية وبلغات اخرى يتكلمها المهاجرون.‏

ڤيكتور هو احد الذين اعتمدوا في اثينا.‏ لقد كان ملحدا،‏ ولكن في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٨،‏ حضر المحفل الاممي لشهود يهوه في اثينا حيث اعتمدت زوجته.‏ وقال انه تأثر كثيرا بالمحبة التي اظهرها المندوبون مما دفعه الى درس الكتاب المقدس.‏

تسلم رجل اسمه إيڠور نسخة من كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض.‏ وبعد ان قرأه،‏ تخلَّص من الايقونات التي كانت عنده.‏ حتى انه بدأ يعرِّف بنفسه كواحد من شهود يهوه.‏ وبعد ان كتب الى مكتب الفرع في اثينا وقام الشهود بزيارته في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٨،‏ حضر على الفور اول اجتماع في الجماعة،‏ ولم يتقطَّع عن حضور الاجتماعات منذ ذلك الحين.‏ وهدف إيڠور اليوم،‏ بعد ان اعتمد،‏ هو ان يصبح خادما كامل الوقت من شهود يهوه.‏

هاجر اشخاص يتكلمون الروسية الى بلدان اخرى في العالم لم نأتِ على ذكرها.‏ ويبتهج كثيرون من هؤلاء بتمتعهم بحرية درس الكتاب المقدس والاجتماع معا بشكل علني لعبادة اللّٰه.‏ وهم يعتبرونه امتيازا مبهجا عزيزا على قلوبهم!‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 5‏ الجمهوريات الـ‍ ١٥ التي اصبحت الآن بلدانا مستقلة هي:‏ اذربَيجان،‏ ارمينيا،‏ أستونيا،‏ اوزبكستان،‏ اوكرانيا،‏ تُركمانستان،‏ جورجيا،‏ روسيا،‏ روسيا البيضاء،‏ طاجكستان،‏ قازاخستان،‏ قيرغيزستان،‏ لاتڤيا،‏ ليتوانيا،‏ ومولداڤيا.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٢]‏

روس يحبون الكتاب المقدس

وصف الپروفسور سيرڠيي إيڤانْيَنكو،‏ وهو عالم دين روسي له مكانته،‏ شهود يهوه بأنهم شعب يقفون حياتهم بإخلاص لدرس الكتاب المقدس.‏ وفي كتاب حديث له بالروسية:‏ شعب لا تفارقهم كتبهم المقدسة،‏ كتب عن تاريخهم الباكر في الاتحاد السوڤياتي:‏ «حتى عندما كان ينتهي الامر بشهود يهوه الى السجن بسبب امانتهم لمعتقداتهم،‏ كانوا يجدون طرائق للاستفادة من الكتاب المقدس».‏ ولإيضاح ذلك،‏ روى الاختبار التالي:‏

«لم يكن مسموحا ان يكون في حوزة السجناء كتاب مقدس.‏ فكانت الكتب المقدسة تُصادَر اثناء التفتيش.‏ وفي احد المعسكرات الشمالية،‏ احتفظ كهربائي من شهود يهوه بأسفار الكتاب المقدس في وحدة لتحويل التيار الكهربائي حيث التوتر عالٍ جدا.‏ كان كل جزء من الكتاب المقدس مشدودا بخيط الى سلك معيَّن،‏ ولا احد غيره يعرف اي خيط ينبغي جذبه لسحب هذا الجزء —‏ انجيل متى مثلا —‏ دون ان يُصاب بصدمة كهربائية مميتة.‏ طبعا،‏ لم يكن التفتيش يُسفر عن اية نتائج مهما بذل الحراس من جهد.‏ وهكذا لم يُفتضَح امر هذا الكتاب المقدس الفريد من نوعه».‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٨]‏

شهود يهوه يُعاد تسجيلهم في روسيا

ينادي شهود يهوه بنشاط بملكوت اللّٰه في روسيا منذ اكثر من قرن.‏ ولكن بسبب القيود التي فرضتها الحكومة،‏ لم ينل الشهود الاعتراف الشرعي إلا في ٢٧ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩١.‏ وفي ذلك الوقت،‏ سُجِّلوا تحت اسم:‏ المركز الاداري للهيئات الدينية لشهود يهوه في الاتحاد السوڤياتي.‏

وفي ٢٦ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٧،‏ سُنَّ قانون «حول حرية الضمير والجمعيات الدينية».‏ وقد لقي هذا القانون الجديد تغطية صحفية شاملة حول العالم.‏ لماذا؟‏ لأن كثيرين اعتبروا إقرار هذا القانون محاولة لتقييد نشاطات الاقليات الدينية في روسيا.‏

وهكذا،‏ رغم تسجيل شهود يهوه الذي استحصلوا عليه بصعوبة سنة ١٩٩١،‏ اقتضى قانون «حرية الضمير» الجديد في روسيا ان يتسجَّلوا ثانية هم وجميع الهيئات الدينية الاخرى،‏ مما اثار عددا من الاسئلة.‏ فهل اشار ذلك الى ان السلطات الروسية ستعود الى سياسة قمع شهود يهوه؟‏ ام هل يؤيَّد التسامح الديني وحرية العبادة اللذان يضمنهما دستور روسيا الاتحادية؟‏

اخيرا اتى الجواب.‏ وكم كان الشهود سعداء بنيل الاعتراف الشرعي مرة اخرى عندما اصدرت وزارة العدل في روسيا وثيقة تسجيل «المركز الاداري لشهود يهوه في روسيا» في ٢٩ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٩!‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

اول محفل كوري باللغة الروسية في الولايات المتحدة

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

الجماعة الروسية في لوس انجلوس تعرض مسرحية من الكتاب المقدس في نيويورك

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

هؤلاء الاشخاص الـ‍ ١٤ الذين اعتمدوا في نيويورك هم من ست جمهوريات للاتحاد السوڤياتي السابق

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

اكثر من ٠٠٠‏,١٥ شخص اجتمعوا في مدرَّج موسكو الاولمپي