الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يمكنكم انقاذ زواجكم!‏

يمكنكم انقاذ زواجكم!‏

يمكنكم انقاذ زواجكم!‏

يزخر الكتاب المقدس بالمشورة العملية التي يمكن ان تفيد الازواج والزوجات.‏ وليس ذلك غريبا،‏ اذ ان الذي اوحى بالكتاب المقدس هو منشئ ترتيب الزواج.‏

يرسم الكتاب المقدس صورة واقعية للزواج.‏ فهو يذكر ان الزوج والزوجة سيكون لهما «ضيق» او،‏ كما تنقلها الترجمة العربية الجديدة:‏ ‏«مشقة في هموم الحياة».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏)‏ لكن الكتاب المقدس يقول ايضا ان الزواج يمكن وينبغي ان يجلب الفرح،‏ والسعادة الكبيرة ايضا.‏ (‏امثال ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وهاتان الفكرتان لا تتناقضان.‏ فهما تُظهران ببساطة انه رغم المشاكل الخطيرة،‏ يمكن ان يجعل رفيقا الزواج علاقتهما حميمة ومتسمة بالمحبة.‏

هل يفتقر زواجكم الى هذا النوع من العلاقة؟‏ هل طغى الاسى والخيبة على العلاقة الحميمة والسعيدة التي كنتم يوما تتمتعون بها؟‏ حتى لو بقي زواجكم خاليا من الحب سنوات عديدة،‏ يمكن احياء ما مضى.‏ طبعا،‏ ينبغي ان تكونوا واقعيين.‏ فلا يمكن لأي رجل وامرأة ناقصين ان يحققا زواجا كاملا.‏ رغم ذلك،‏ هنالك خطوات يمكنكم اتخاذها لعكس الاتجاهات السلبية.‏

فيما تقرأون ما يلي،‏ حاولوا ان تحدِّدوا اية نقاط تنطبق خصوصا على زواجكم.‏ وعوض ان تركزوا على نقائص رفيق زواجكم،‏ اختاروا بعض الاقتراحات التي يمكنكم ان تطبقوها انتم،‏ واعملوا بمشورة الكتاب المقدس.‏ وقد تجدون ان الامل في نجاح زواجكم اكبر مما كنتم تتوقعون.‏

دعونا اولا نناقش موقفكم من الزواج لأن نظرتكم الى الالتزام،‏ ومشاعركم تجاه رفيق زواجكم هي ذات اهمية كبرى.‏

نظرتكم الى الالتزام

ان حيازة نظرة بعيدة المدى هي امر اساسي اذا كنتم تريدون انجاح زواجكم.‏ فترتيب الزواج صممه اللّٰه ليجمع شخصين برباط لا يمكن قطعه.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤؛‏ متى ١٩:‏٤،‏ ٥‏)‏ اذًا،‏ ليست علاقتكم برفيق زواجكم وظيفة يمكنكم تركها او شقة تغادرونها وتنتقلون منها بمجرد فسخ عقد الايجار.‏ فعندما تزوجتم قطعتم وعدا مقدسا بالالتصاق برفيق زواجكم،‏ في السراء والضراء.‏ والشعور العميق بالالتزام ينسجم مع ما ذكره يسوع المسيح منذ حوالي ٠٠٠‏,٢ سنة:‏ «ما جمعه اللّٰه في نير واحد .‏ .‏ .‏ لا يفرقه إنسان».‏ —‏ متى ١٩:‏٦‏.‏

قد يقول البعض:‏ «لا نزال عائشين معا.‏ أليس هذا برهانا ان لدينا شعورا بالالتزام؟‏».‏ ربما.‏ لكن،‏ كما ذُكر في مستهل سلسلة المقالات هذه،‏ ان بعض رفقاء الزواج الذين يبقون معا يعلقون وسط مياه راكدة،‏ اي انهم يكونون سجناء في زواج خالٍ من الحب.‏ لكنَّ هدفكم هو التمتع بزواجكم لا مجرد احتماله.‏ وينبغي ان يعكس التزامكم الاخلاص ليس فقط تجاه مؤسسة الزواج بل ايضا تجاه مَن اقسمتم ان تحبوه وتعزوه.‏ —‏ افسس ٥:‏٣٣‏.‏

ان الامور التي تقولونها لرفيقكم يمكن ان تُظهر مدى عمق التزامكم.‏ مثلا،‏ خلال مشادّة حادة،‏ يتلفظ بعض الازواج والزوجات بعبارات طائشة مثل:‏ «سأتركك!‏» او «سأبحث عن شخص يقدِّرني!‏».‏ حتى لو لم يُقصد ما يقال حرفيا،‏ فهم يقوضون التزامهم اذ يلمحون الى ان باب الانفصال مفتوح على مصراعيه وأنهم مستعدون دائما للرحيل.‏

لإحياء الحب في زواجكم،‏ لا تنطقوا بمثل هذه التهديدات.‏ هل تبادرون الى تزيين شقة تعرفون انكم ستغادرونها بين ليلة وضحاها؟‏ فلمَ تتوقعون اذًا ان يعمل رفيق زواجكم على انجاح زواج قد لا يدوم؟‏ صمِّموا على السعي جاهدين الى ايجاد الحلول.‏

هذا ما فعلته احدى الزوجات بعد ان مرت بفترة عصيبة مع زوجها.‏ تقول:‏ «رغم انني كرهته كثيرا احيانا،‏ لم افكر في قطع العلاقة».‏ وتضيف:‏ «أيا كان الخلل،‏ كنا سنصلحه بطريقة او بأخرى.‏ واليوم،‏ بعد سنتين تخللتهما صعوبات كثيرة يمكن ان اقول بصدق اننا استعدنا سعادتنا معا».‏

نعم ان الالتزام يعني العمل كفريق —‏ ليس فقط التواجد معا بل العمل من اجل هدف مشترك.‏ لكن قد تشعرون عند هذه المرحلة ان الشعور بالواجب هو وحده ما يبقيكما معا كزوجين.‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فلا تيأسوا.‏ فمن الممكن احياء الحب.‏ كيف؟‏

اكرام رفيق زواجكم

يذكر الكتاب المقدس:‏ «ليكن الزواج مكرما عند الجميع».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٤؛‏ روما ١٢:‏١٠‏)‏ ان الكلمة اليونانية المترجمة هنا «مكرما» تنقل في اماكن اخرى من الكتاب المقدس الى «عزيز»،‏ «جليل»،‏ و «ثمين».‏ وعندما نقدِّر جدا امرا ما،‏ نبذل جهدا دؤوبا للاهتمام به.‏ ربما لاحظتم ان ذلك يصح في شخص يملك سيارة جديدة غالية الثمن.‏ فهو يبقيها لامعة وفي حالة جيدة.‏ وبالنسبة اليه،‏ حتى الخدش البسيط هو كارثة كبيرة!‏ كذلك يهتم آخرون جدا بصحتهم.‏ لماذا؟‏ لأنهم يقدرونها ويريدون المحافظة عليها.‏

لحماية زواجكم اظهروا الاهتمام نفسه.‏ يقول الكتاب المقدس ان المحبة «ترجو كل شيء».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ فعوض الاستسلام للتفكير الانهزامي —‏ ربما معتبرين امكانية التحسين مستحيلة بالقول:‏ «لم يُغرم يوما احدنا بالآخر حقا»،‏ «تزوجنا في سن مبكرة جدا»،‏ او «لم نكن ندرك ما نفعله» —‏ لمَ لا ترجون الافضل وتسعون الى التحسين وتنتظرون النتائج بصبر؟‏ تقول احدى مشيرات الزواج:‏ «انا اسمع كثيرين من الذين يأتون اليّ يقولون:‏ ‹لم يعد بإمكاني معالجة هذا الوضع!‏›».‏ وتضيف:‏ «عوض تحليل العلاقة لرؤية اين يمكن التحسين،‏ يفرّطون في كل شيء،‏ بما فيه القيم التي يتشاركون فيها،‏ الذكريات التي تجمعهم،‏ وأية امكانية لتحسين العلاقة في المستقبل».‏

ما هي الذكريات التي تجمعكم ورفيق زواجكم؟‏ بغض النظر عن الصعوبات في علاقتكم،‏ يمكنكم بالتأكيد التفكير في الاوقات السعيدة،‏ الانجازات،‏ والتحديات التي اختبرتموها كفريق.‏ تأملوا في تلك المناسبات،‏ وأظهروا انكم تكرمون زواجكم ورفيق زواجكم من خلال العمل بإخلاص على تحسين علاقتكم.‏ والكتاب المقدس يظهر ان يهوه اللّٰه يهتم كثيرا في كيفية تعامل رفيقي الزواج واحدهما مع الآخر.‏ مثلا،‏ في ايام النبي ملاخي،‏ عنّف يهوه الازواج الاسرائليين الذين غدروا بزوجاتهم فطلقوهن لسبب تافه.‏ (‏ملاخي ٢:‏١٣-‏١٦‏)‏ والمسيحيون يريدون ان يجلب زواجهم الاكرام ليهوه اللّٰه.‏

الخلاف —‏ كم هو خطير؟‏

يبدو ان احد الاسباب الرئيسية لبرود الحب في الزواج هو عجز الزوج والزوجة عن معالجة الخلاف.‏ كل الزيجات تتخللها الخلافات بين الحين والآخر اذ لا يوجد شخصان متشابهان تماما.‏ لكنَّ رفيقي الزواج اللذين لا يتوقفان عن الشجار قد يبرد حبهما على مر السنين.‏ وقد يصلان الى الاستنتاج:‏ ‹لسنا منسجمَين.‏ فنحن لا نكف عن الشجار!‏›.‏

رغم ذلك،‏ لا ينبغي ان يكون الخلاف مقبرة الزواج.‏ فالسؤال هو:‏ كيف يعالَج الخلاف؟‏ في الزواج الناجح يتعلم الزوج والزوجة التحدث عن مشاكلهما دون ان يصبحا،‏ كما يدعوهما احد الدكاترة،‏ «عدوَّين حميمَين».‏

قوة اللسان

هل تعرفون كيف تتكلمون مع رفيق زواجكم عن مشاكلكما؟‏ ينبغي ان ترغبا كلاكما في التكلم عن مشاكلكما.‏ وهذا الامر يتطلب مهارة —‏ مهارة من الصعب جدا تعلمها.‏ لماذا؟‏ اولا،‏ كل واحد منا «يعثر في الكلام» احيانا،‏ وذلك لأننا ناقصون.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تربى البعض في عائلات يطلق الوالدون فيها العنان لغضبهم قانونيا.‏ فمنذ نعومة اظفارهم تربوا،‏ نوعا ما،‏ على الاعتقاد ان انفجارات الغضب المزاجية والكلام البذيء هما امران طبيعيان.‏ والولد الذي ينشأ في بيئة كهذه قد يصير عندما يكبر ‹رجلا غضوبا سخوطا›.‏ ‏(‏امثال ٢٩:‏٢٢‏)‏ وبشكل مماثل،‏ قد تصبح الفتاة التي تنشأ نشأة مماثلة «امرأة مخاصمة حردة».‏ (‏امثال ٢١:‏١٩‏)‏ وقد يكون من الصعب استئصال طرائق التفكير او ردات الفعل المتأصلة في الشخص.‏ *

اذًا،‏ تشمل معالجة الخلاف تعلم المرء طرائق جديدة للتعبير عن افكاره.‏ وهذه ليست مسألة تافهة لأن ثمة مثلا في الكتاب المقدس يقول:‏ «الموت والحياة في يد اللسان».‏ (‏امثال ١٨:‏٢١‏)‏ نعم،‏ بكل بساطة،‏ ان الطريقة التي تتحدثون بها الى رفيق زواجكم يمكن ان تدمر العلاقة او تحييها.‏ يقول مثل آخر من امثال الكتاب المقدس:‏ «يوجد مَن يهذر مثل طعن السيف.‏ اما لسان الحكماء فشفاء».‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨‏.‏

حتى لو بدا ان رفيق زواجكم هو المذنب الرئيسي في هذا المجال،‏ فكروا في الامور التي تقولونها انتم اثناء الخلاف.‏ هل تؤذي كلماتكم،‏ او تشفي؟‏ هل تثير الغضب او تهدئه؟‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الكلام الموجع يهيِّج السخط».‏ في المقابل:‏ «الجواب اللين يصرف الغضب».‏ (‏امثال ١٥:‏١‏)‏ والكلمات الموجعة —‏ حتى عندما تقال بهدوء —‏ تؤجج الخلاف.‏

طبعا،‏ اذا ازعجكم امر ما،‏ فلكم حق التعبير عما يجيش في صدركم.‏ (‏تكوين ٢١:‏٩-‏١٢‏)‏ لكن يمكن ان تفعلوا ذلك دون اللجوء الى السخرية،‏ الاهانات،‏ والعبارات المحقرة.‏ ضعوا لنفسكم حدودا ثابتة —‏ صمِّموا ألّا تقولوا عبارات معينة لرفيق زواجكم،‏ مثل:‏ «اكرهك» او «يا ليتنا لم نتزوج».‏ ومن الحكمة تجنب الوقوع في شرك ما دعاه الرسول المسيحي بولس «المماحكات على كلمات» و «مجادلات عنيفة في تفاهات»،‏ رغم انه لم يكن يناقش بشكل خصوصي مسألة الزواج.‏ * (‏١ تيموثاوس ٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ وإذا كان رفيق زواجكم يستعمل مثل هذه الطرائق،‏ فلا يلزم ان تجيبوا بالطريقة نفسها.‏ فعلى قدر ما يكون الامر بيدكم،‏ اسعوا وراء السلام.‏ —‏ روما ١٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ فيلبي ٢:‏١٤‏.‏

لا يمكن الانكار انه عندما تثور ثائرة المرء يصعب عليه ضبط الالفاظ التي تخرج من فمه.‏ يقول يعقوب،‏ احد كتبة الكتاب المقدس:‏ «اللسان نار».‏ ويضيف:‏ «لا يستطيع أحد من الناس أن يروّضه.‏ إنه أذى لا يُضبَط،‏ مملو سما مميتا».‏ (‏يعقوب ٣:‏٦،‏ ٨‏)‏ ماذا يمكنكم ان تفعلوا اذًا عندما يهيج الغضب؟‏ كيف يمكن ان تتكلموا مع رفيق زواجكم بطريقة تهدئ الخلاف عوض ان تلهبه؟‏

تهدئة الجدالات الحامية

وجد البعض انه من الاسهل تهدئة الغضب ومواجهة المسائل الاساسية بالتركيز على الاذى الذي شعروا به عوض التركيز على تصرفات رفيق زواجهم.‏ مثلا،‏ ان عبارة «اشعر بالالم بسبب ما قلتَ» فعالة اكثر بكثير من «لقد آذيتني» او «كيف تقول لي ذلك؟‏!‏».‏ وطبعا عندما تعبِّرون عما تشعرون به،‏ لا ينبغي ان تُظهِر نبرة صوتكم السخرية والاحتقار.‏ فينبغي ان يكون هدفكم إلقاء الضوء على المشكلة عوض مهاجمة الشخص.‏ —‏ تكوين ٢٧:‏٤٦–‏٢٨:‏١‏.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ تذكروا دائما انه «للسكوت وقت وللتكلم وقت».‏ (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ فعندما يتكلم شخصان في الوقت نفسه،‏ لا يصغي اي منهما،‏ ولا يُنجَز اي شيء.‏ لذلك عندما يحين دوركم لتصغوا،‏ كونوا ‹سريعين في السماع،‏ بطيئين في التكلم›.‏ ويضاهي ذلك اهميةً ان تكونوا ‹بطيئين في السخط›.‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ لا تأخذوا حرفيا كل كلمة قاسية يتفوه بها رفيق زواجكم،‏ ولا ‹تسرعوا بروحكم الى الغضب›.‏ (‏جامعة ٧:‏٩‏)‏ عوض ذلك،‏ حاولوا ادراك المشاعر التي تخفيها كلمات رفيق زواجكم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية».‏ (‏امثال ١٩:‏١١‏)‏ والتعقل يمكن ان يساعد الزوج او الزوجة على النظر الى اعماق الخلاف.‏

مثلا،‏ قد تتشكى زوجة ان زوجها لا يقضي وقتا معها فيبدو الامر وكأنها تحاسبه على الساعات والدقائق.‏ لكن واقع الامر هو انها تشعر بالاهمال وعدم التقدير من قبله.‏ بشكل مماثل،‏ اذا تشكى زوج ان زوجته سارعت الى شراء شيء ما،‏ فالامر لا يتعلق على الارجح بمجرد كمية المال الذي انفقته.‏ فلا بد انه يقصد انها لم تطلب رأيه حين قررت شراء ذلك الشيء.‏ ان الزوج المتعقل او الزوجة المتعقلة يسبر غور القضية ويصل الى صلب المشكلة.‏ —‏ امثال ١٦:‏٢٣‏.‏

هل القول اسهل من الفعل؟‏ بكل تأكيد.‏ فرغم الجهود الدؤوبة التي تبذلونها،‏ قد تغضبون وتتفوهون احيانا بكلمات غير لطيفة.‏ وعندما يحصل ذلك،‏ ربما تحتاجون الى اتباع النصيحة في الامثال ١٧:‏١٤‏:‏ «قبل ان تدفق المخاصمة اتركها».‏ فما من خطإ في تأجيل المناقشة الى ان يهدأ الانفعال.‏ وإذا كان من الصعب عليكم ان تسيطروا على الوضع وأنتم تتحدثون مع رفيق زواجكم،‏ فمن الافضل ان يجلس صديق ناضج معكما ويساعدكما على تسوية اختلافاتكما.‏ *

حافظوا على نظرة واقعية

لا تتثبطوا اذا لم يكن زواجكم كما تصورتموه خلال فترة التودد.‏ يقول فريق من الخبراء:‏ «ان معظم الناس لا ينعمون دائما بمنتهى السعادة في زواجهم.‏ فالزواج رائع تارة وصعب جدا تارة اخرى».‏

نعم،‏ قد لا يكون الزواج كقصص الحب الرومنطيقية،‏ لكن ليس من الضروري ان يكون مأساة.‏ ففيما ينبغي احيانا ان تحتملوا انتم ورفيق زواجكم واحدكما الآخر،‏ ستكون هنالك مناسبات تتمكنان فيها من نسيان اختلافاتكما وتقضيان معا اوقاتا ممتعة،‏ تتسليان،‏ وتتحدثان كصديقين.‏ (‏افسس ٤:‏٢؛‏ كولوسي ٣:‏١٣‏)‏ وهذه هي الاوقات التي تتيح لكما اعادة اضرام نار الحب التي خبت.‏

تذكروا،‏ لا يقدر شخصان ناقصان ان يحققا زواجا كاملا.‏ لكن يمكنهما ايجاد مقدار من السعادة.‏ فبالرغم من المصاعب،‏ يمكن ان تكون العلاقة التي تربطكم برفيق زواجكم منبعا لاكتفاء عظيم.‏ وثمة امر اكيد:‏ اذا تعاونتم انتم ورفيق زواجكم على بذل الجهود ورغبتم في ان تكونوا مرنين وتعكفوا على ان يطلب الواحد منفعة الآخر،‏ فهنالك سبب وجيه للاعتقاد ان زواجكم يمكن انقاذه.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢٤‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 22‏ ان تأثير الوالدين ليس عذرا لتوجيه كلام قاس الى رفيق الزواج.‏ لكن،‏ قد يساعد على التوضيح كيف ان هذه النزعة يمكن ان تصبح متأصلة في الشخص بحيث يصعب استئصالها.‏

^ ‎الفقرة 25‏ ان الكلمة اليونانية الاصلية المنقولة الى «مجادلات عنيفة في تفاهات» يمكن ايضا ترجمتها «استفزاز متبادل».‏

^ ‎الفقرة 31‏ شهود يهوه يلجأون الى الشيوخ في الجماعة.‏ وفي حين ان دور الشيوخ ليس التطفل على المتزوجين والتدخل في مسائلهم الشخصية،‏ يمكن ان يكونوا عونا منعشا لرفقاء الزواج الذين يواجهون المحن.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

هل تؤذي كلماتكم او تشفي

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

ارموا الكرة بلطف

يقول الكتاب المقدس:‏ «ليكن كلامكم كل حين بنعمة،‏ مطيبا بملح،‏ لكي تعرفوا كيف يجب أن تعطوا جوابا لكل واحد».‏ (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ ويصح ذلك طبعا في الزواج!‏ للتوضيح:‏ عندما تلعبون بالكرة،‏ ترمونها بحيث يكون التقاطها سهلا.‏ فأنتم لا تقذفونها بقوة بحيث تؤذون شريككم.‏ طبقوا المبدأ نفسه عندما تتكلمون مع رفيق زواجكم.‏ فرشق الملاحظات الجارحة لا يسبب سوى الاذى.‏ عوض ذلك،‏ تكلموا بلطف —‏ بنعمة —‏ بحيث يفهم رفيق زواجكم وجهة نظركم.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

استعيدوا الذكريات!‏

اقرأوا الرسائل والبطاقات القديمة.‏ انظروا الى الصور.‏ اسألوا أنفسكم:‏ ‹ما الذي جذبني الى رفيق زواجي؟‏ ما هي الصفات التي اعجبتني كثيرا؟‏ اية نشاطات مارسناها معا؟‏ ما الذي أضحكنا؟‏›.‏ ثم تحدثوا عن تلك الذكريات مع رفيق زواجكم.‏ ان محادثة تبدأ بعبارة «هل تتذكر ايام .‏ .‏ .‏؟‏» قد تساعدكم انتم ورفيق زواجكم على اعادة احياء المشاعر التي تشاطرتموها ذات يوم.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

رفيق جديد،‏ المشاكل نفسها

بعض رفقاء الزواج الذين يشعرون بأنهم سجناء زواج خالٍ من الحب يغرون بالابتداء من جديد مع رفيق آخر.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يدين الزنى،‏ ويقول ان الشخص الذي يرتكب هذه الخطيئة «عديم العقل» كما انه «مهلك نفسه».‏ (‏امثال ٦:‏٣٢‏)‏ وأخيرا،‏ يخسر الزاني غير التائب رضى اللّٰه —‏ اسوأ ما يمكن ان يحصل.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏.‏

ويمكن ان تظهر حماقة الزنى بطرائق اخرى ايضا.‏ اولا،‏ من المرجح ان يواجه الزاني الذي يتزوج رفيقا جديدا المشاكل نفسها التي دمرت زواجه الاول.‏ وتذكر الدكتورة ديَان مِدڤِد عاملا آخر ينبغي التأمل فيه:‏ «ان اول امر عرفه رفيقكم الجديد عنكم هو انكم مستعدون للخيانة.‏ فهو يعرف انكم قد تخونون الشخص الذي وعدتم ان تخلصوا له.‏ وانكم بارعون في اختلاق الاعذار.‏ وأن بإمكانكم ألا تفوا بالعهد الذي قطعتموه.‏ وأن المتعة الحسية وإرضاء الذات هما ما يغريكم.‏ .‏ .‏ .‏ فكيف يعرف رفيق الزواج الثاني انه لن يأتي مَن يغويكم مرة اخرى؟‏».‏

‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

الحكمة من امثال الكتاب المقدس

‏• امثال ١٠:‏١٩‏:‏ ‏«كثرة الكلام لا تخلو من معصية.‏ اما الضابط شفتيه فعاقل».‏

عندما تغضبون قد تتفوهون بكلمات لا تعنونها —‏ ثم تندمون لاحقا.‏

‏• امثال ١٥:‏١٨‏:‏ ‏«الرجل الغضوب يهيِّج الخصومة وبطيء الغضب يسكِّن الخصام».‏

من المرجَّح ان تضع الاتهامات اللاذعة رفيق الزواج في موقف دفاعي،‏ في حين ان الاصغاء بصبر يساعدكما كليكما على ايجاد الحل.‏

‏• امثال ١٧:‏٢٧‏:‏ ‏«ذو المعرفة يبقي كلامه وذو الفهم وقور الروح».‏

عندما تشعرون بالغضب يجتاحكم،‏ من الافضل ان تلزموا الصمت بحيث تتجنبون مواجهة عنيفة.‏

‏• امثال ٢٩:‏١١‏:‏ ‏«الجاهل يُظهِر كل غيظه والحكيم يسكِّنه اخيرا».‏

ضبط النفس امر مهم جدا.‏ وانفجارات الغضب المزاجية التي يصدر عنها كلام لاذع لن تعمل الا على تنفير رفيق زواجكم.‏