الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المحبة وهي تعمل —‏ جهود اغاثة ماراثونية

المحبة وهي تعمل —‏ جهود اغاثة ماراثونية

المحبة وهي تعمل —‏ جهود اغاثة ماراثونية

ريتشارد ڤارا،‏ محرّر ذو خبرة في صحيفة هيُوسْتون كرونيكل ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ ليس من الاشخاص السريعي التأثر،‏ غير انه تأثر كثيرا السنة الماضية.‏ قال بحماسة:‏ «لم أرَ قط شيئا كهذا!‏ لا يمكنني ان اصدِّق».‏ وكانت مشاعره مماثلة لمشاعر لي پ.‏ براون،‏ رئيس بلدية هيُوسْتون بتكساس،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ الذي قال:‏ «اتمنى لو تمكن كل شخص في هيُوسْتون من رؤية ما فعلتموه.‏ انا في غاية التأثر».‏ عمَّ كانا يتحدثان؟‏ كان المحرر ورئيس البلدية يعلِّقان على عمل اغاثة قام به شهود يهوه في هيُوسْتون.‏ ماذا شمل هذا العمل؟‏ لماذا كان ضروريا؟‏ وما الذي جعله مؤثرا جدا؟‏ لمعرفة الجواب سنروي ما حدث من البداية.‏

اسوأ فيضان حصل في هيُوسْتون

في اوائل حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠١،‏ ضرب إعصار مداري عنيف،‏ سُمِّي أليسون،‏ المنطقة المنبسطة جنوبي شرقي تكساس.‏ وأخيرا،‏ يوم الجمعة في ٨ حزيران (‏يونيو)‏ وفي غضون ٢٤ ساعة،‏ أفرغ إعصار أليسون على هيُوسْتون —‏ رابع اكبر مدينة في البلد —‏ امطارا جارفة بلغ علوها مترا.‏ * وفي لمح البصر،‏ تدفقت المياه المرتفعة الى المحلات،‏ المكاتب،‏ وعشرات آلاف المنازل.‏ وتحوّلت الطرق السريعة حول المدينة الى انهار هائجة،‏ غامرةً السيارات والشاحنات الكبيرة العالقة.‏ حتى ان المياه العالية منعت شاحنات الاطفاء وعربات الانقاذ الاخرى من سلوك بعض الطرقات.‏ فاستُدعيت طائرات الهليكوپتر والآليات العسكرية الثقيلة لإنقاذ الناس.‏

وأخيرا،‏ عندما انقشع السحاب يوم الاثنين،‏ ١١ حزيران (‏يونيو)‏،‏ بدا واضحا ان أليسون اخذ ضريبة باهظة في الارواح والممتلكات.‏ فقد خسر اثنان وعشرون شخصا حياتهم،‏ بمن فيهم اثنان من شهود يهوه:‏ جيفري ڠرين،‏ شيخ مسيحي،‏ وأخت زوجته،‏ فْريدا ويليس.‏ * وفضلا عن ذلك،‏ أصيب نحو ٠٠٠‏,٧٠ منزل بأضرار،‏ مما جعل هذا الفيضان احد اسوإ الكوارث الطبيعية التي ضربت مدينة كبيرة مع ضواحيها.‏ وفي الواقع،‏ بلغت قيمة الاضرار المادية التي احدثها إعصار أليسون ٥ بلايين دولار اميركي تقريبا،‏ فصار الاعصار المداري الاكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.‏

فيضان من المتطوعين

كان الناس مصعوقين.‏ لقد قال احد عمّال الاغاثة:‏ «كانت اسرّتهم مشبعة بالماء،‏ سجّاداتهم مشبعة بالماء،‏ صور اطفالهم مُتلَفة».‏ وكثيرون من شهود يهوه الذين يزيد عددهم على ٠٠٠‏,١٦ في هيُوسْتون لحقت بهم الخسائر.‏ فثماني قاعات للملكوت ومئات منازل الشهود أُصيبت بأضرار.‏ فقد ارتفعت المياه عدة سنتيمترات في بعض هذه المنازل؛‏ وفي غيرها وصلت الى السقف.‏ وجملةً،‏ تأثر بالفيضان اكثر من ٨٠ جماعة لشهود يهوه.‏ لكنّ هؤلاء الضحايا لم يُتركوا دون مساعدة.‏ ففي غضون ايام اتى فيضان —‏ لكن هذه المرة فيضان من المتطوعين —‏ لإنقاذهم.‏ كيف حدث ذلك؟‏

حتى قبل ان تبدأ مياه الفيضان بالانحسار،‏ هبّ الشيوخ المسيحيون في جماعات شهود يهوه في هيُوسْتون الى العمل.‏ روى احد الشيوخ:‏ «اتصلنا بإخوتنا وأخواتنا وزرناهم.‏ ثم قدَّرنا قيمة الاضرار.‏ ويوم الاثنين،‏ ١١ حزيران (‏يونيو)‏،‏ كنا قد اعددنا تقريرا كاملا يتضمن عدد المتأذين،‏ عدد المنازل المتضرِّرة،‏ ومدى الاضرار.‏ وأُرسل هذا التقرير الى المركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك».‏ وبعد بضعة ايام،‏ شكَّل مكتب الفرع لشهود يهوه في الولايات المتحدة لجنة اغاثة من ثمانية شيوخ مسيحيين من هيُوسْتون وزوَّد الاموال للاغاثة.‏ وكان تعيين اللجنة ان تساعد الضحايا على الشفاء عاطفيا وأيضا ان ترمم منازل الشهود المتضرِّرة —‏ اكثر من ٧٠٠ منزل!‏

تساءل اعضاء لجنة اغاثة هيُوسْتون ٢٠٠١ لشهود يهوه المتشكِّلة حديثا:‏ ‹كيف سننجز هذه المهمة الضخمة؟‏›.‏ وقضوا امسيات طويلة وهم يضعون خطة اولية ودعوا اكثر من ١٦٠ جماعة من الشهود في منطقة هيُوسْتون لتقديم المساعدة.‏ روى رئيس اللجنة:‏ «كان التجاوب هائلا.‏ فأكثر من ٠٠٠‏,١١ شاهد تطوّعوا،‏ مقدِّمين وقتهم وعملهم ومهاراتهم مجانا».‏

المتطوعون يواجهون العفن

بعد ايام قليلة من الفيضان،‏ ذهب المتطوعون للعمل في منازل الضحايا،‏ فأزالوا السجّاد المشرَّب بالماء،‏ الارضيات المتضررة،‏ الجدران المتهدّمة،‏ الخزائن المشبعة بالماء،‏ الابواب الملتوية،‏ وكل شيء اتّسخ بمياه الفيضان الملوثة بالمجارير.‏ قال احد المتطوعين:‏ «لم نهتم بإصلاح منازل اخوتنا فحسب،‏ بل ايضا بحفظ صحتهم».‏ فقد ابتدأ العفن السام ينمو بسرعة خلف الجدران وداخل الخزائن،‏ لذلك احتاجت المنازل اولا الى تطهير شامل.‏

ولتعلُّم كيفية القيام بهذا العمل بأمان،‏ طلب عدد من الشهود التدريب من الوكالة الفدرالية لمعالجة الحالات الطارئة،‏ وهي وكالة حكومية متخصصة في مواجهة الكوارث.‏ وبعد ذلك،‏ دعا كل شاهد مدرَّب عشرة متطوعين كي يذهبوا معه الى منزل متضرِّر،‏ وهناك علَّمهم كيف يطهِّرون المنزل كما يلزم.‏ وفي اليوم التالي،‏ اخذ كل من المتطوعين العشرة المدرَّبين حديثا عشرة متطوعين آخرين معهم وعلَّموهم كيفية التطهير.‏ روى احد المتطوعين:‏ «في ايام قليلة،‏ صار عدد الذين يعرفون القيام بهذا العمل عدة مئات».‏ فلم تتمكن سرعة انتشار العفن من مجاراة ازدياد عدد المتطوعين!‏ اثناء النهار،‏ كان المتقاعدون والمراهقون الذين في عطلة مدرسية يقومون بالعمل.‏ أما في الليل فكان يواصله بكد متطوعون آخرون.‏ وفي غضون ستة اسابيع صارت كل منازل الشهود الملوَّثة نظيفة وآمنة.‏

مركز اداري واحد وسبعة مراكز محلية

في هذه الاثناء،‏ اشترت لجنة الاغاثة كميات هائلة من الالواح الجصّية وأطنانا من مواد البناء الاخرى.‏ ولكن اين كانت ستُخزَن؟‏ روى الناطق بلسان لجنة الاغاثة:‏ «عندما عرف مدير شركة عن حاجاتنا،‏ عرض علينا ان نستخدم مخزنا تبلغ مساحته ٠٠٠‏,٥ متر مربع من دون مقابل!‏».‏ زوَّد هذا المخزن مكانا لخزن مواد البناء بالاضافة الى مكان لإنشاء مكاتب.‏ وسرعان ما صار المركزَ الاداري لعمل الإغاثة،‏ حيث عمل ٢٠٠ الى ٣٠٠ متطوع تقريبا نهارا،‏ ليلا،‏ وفي نهايات الاسابيع.‏

وبما ان المنازل المتضررة كانت تقع في منطقة شاسعة،‏ أُقيمت مراكز اغاثة محلية في سبع قاعات للملكوت.‏ وفي نهايات الاسابيع كان كلٌّ من هذه المراكز يكتظ بالمتطوعين.‏ (‏انظر الاطار «مركز محلي ناشط».‏)‏ كثيرون منهم كانوا قد عملوا معا من قبل في بناء قاعات للملكوت في المنطقة.‏ وفي الواقع،‏ قدّم المساعدة متطوعون ذوو مهارات في البناء اتوا من ١١ لجنة بناء اقليمية في آركانساس،‏ اوكلاهوما،‏ تكساس،‏ ولويزيانا.‏ * وفي كل مركز محلي،‏ قام النجّارون،‏ الدهّانون،‏ السمكريون،‏ والعمال المهرة الآخرون بأخذ القيادة وتدريب الآخرين.‏ —‏ انظر الاطار «برامج تدريب».‏

خطة عمل وقاعدة بيانات

عمل المتطوعون بموجب خطة بناء ذات سبع مراحل.‏ فنُقلت مواد البناء الى المنازل على اربع دفعات،‏ وبُرمِج ان يُرمَّم كل منزل في ثلاث نهايات اسابيع.‏ وبهذه الطريقة كان متوقَّعا ان يُنجَز كامل عمل الاغاثة في نحو ستة اشهر.‏

ولكي تنجح الخطة انشأت اللجنة ٢٢ قسما،‏ تشمل قسم الاهتمام بتفاصيل سير العمل الدقيقة،‏ قسم الشراء،‏ قسم الإيواء،‏ وقسم الشحن.‏ ومُنحت المساعدة لكل الاقسام بواسطة المعلومات الموجودة في قاعدة بيانات شاملة على الكمپيوتر اعدّها المتطوعون.‏ فقبل البدء بعمل الترميم،‏ صرف المتطوعون عشرة ايام وهم يُدخِلون المعلومات.‏ ذكر تقرير إخباري:‏ «كانت عملية إدخال للمعلومات ماراثونية».‏ ولكن في نهاية هذا «الماراثون»،‏ توفّرت مجموعة من التفاصيل المفيدة.‏ فبمجرد نقرة على الفأرة،‏ كانت قاعدة البيانات تُظهِر متى سيتوفّر المتطوعون الـ‍ ٠٠٠‏,١١،‏ اية مهارات لديهم،‏ وكيفية الاتصال بهم.‏ وبنقرة اخرى،‏ كانت تُظهِر وضع الترميم،‏ رُخَص البناء اللازمة،‏ وتفاصيل اخرى عن المنازل المتضررة.‏ وصارت قاعدة البيانات تُعرف بـ‍ «قلب العمل الاغاثي».‏

متأثرون وشاكرون

قام المتطوعون المهرة في بناء المنازل بزيارة البيوت التي صارت خالية من العفن وجافة لتحديد المواد اللازمة لإصلاح الاضرار.‏ قال الناطق بلسان لجنة الاغاثة:‏ «كان هؤلاء المتطوعون يحددون المواد بدقة الى حد ذكر عدد المسامير اللازمة.‏ لم نرد ان نبدِّد اية اموال او مواد متبرَّع بها».‏ وفي الوقت نفسه،‏ كان متطوعون آخرون يحصلون على رُخَص البناء الضرورية من رسميي المدينة.‏

بعد ذلك،‏ دُعيت العائلات المتضررة لتأتي الى المخزن كي تختار ما تحتاج اليه من مجموعة محدودة تتألف من سجاد،‏ خزائن،‏ ارضيّات مصنوعة من الڤينيل،‏ وأشياء اخرى تعويضا عما خسروه.‏ فتأثر ضحايا الفيضان كثيرا وغالبا ما بكوا عندما رأوا ان كل ذلك يُزوَّد لهم.‏ ونال الضحايا ايضا مشورة من المتطوعين الخبراء بمسائل التأمين والاجراءات الحكومية.‏ ثم حُدِّد موعد ترميم المنازل.‏ وعندما كانت فِرَق الترميم تحتاج الى مواد البناء كان سائقو الشاحنات المتطوعون يوصلونها اليهم في اليوم نفسه.‏ ثمة رجل ليس شاهدا،‏ كان منزله المتضرر يُرمَّم،‏ قال لزوجته الشاهدة:‏ «اخوتك معجزة.‏ فريق يغادر وفريق آخر يأتي بسرعة.‏ انهم يعملون كالنمل!‏».‏

استلزمت الترميمات الاساسية لكل منزل نحو ثلاث نهايات اسابيع.‏ قال رئيس اللجنة:‏ «لكنها احيانا استلزمت خمسة او حتى ثمانية اسابيع».‏ فعندما كانت تُزال الجدران في المنازل الاقدم،‏ غالبا ما كان المتطوعون يلاحظون اضرارا سابقة.‏ فلم يريدوا ان يركِّبوا جدرانا جديدة دون ان يُصلِحوا اولا المشاكل القديمة.‏ قال حرفي متطوع:‏ «احيانا كنا نجد ان النمل الابيض قد غزا الدعائم الخشبية،‏ فنعمل على إبادته.‏ وقد عملنا كثيرا في تدعيم هيكل البيت من اجل الترميم.‏ وتركنا المنازل بحالة جيدة».‏ عبّر واحد من ضحايا الفيضان عن مشاعر كثيرين من اصحاب المنازل عندما قال بامتنان لأحد الزائرين:‏ «منزلي الآن بحالة افضل مما كان عليه حين اشتريته!‏».‏

وجبات سريعة التحضير والتسليم

لتزويد المتطوعين الكثيرين بالطعام،‏ حوَّل فريق من الشهود مستودعا خلف قاعة للملكوت الى مركز لتحضير الطعام وتوزيعه.‏ وتبرَّع الاخوة من كل انحاء البلد بالبرّادات،‏ الثلّاجات،‏ آلات غسل الاواني،‏ المواقد،‏ وأجهزة المطبخ الاخرى.‏ وكل يومَي سبت وأحد،‏ كان يحضّر ١١ من الطّهاة المهرة ونحو ٢٠٠ متطوع آخر آلاف الحصص من الطعام في المركز.‏ قال المتطوع الذي اشرف على هذا المطبخ:‏ «اننا نحضّر الوجبات لمشاريع بناء قاعات الملكوت منذ ١٩ سنة،‏ لكنّ هذا المشروع كان اكبر مما تصوّرنا».‏

كانت حصص الطعام تُوضَّب في ١٢٠ صندوقا كبيرا.‏ والصناديق تُحمَّل في ٦٠ عربة منتظرة،‏ وهذه تسلِّم الوجبات الى كل المراكز المحلية وإلى المركز الاداري.‏ وفي هذه الاثناء،‏ كان كل فريق يعمل في منزل يرسل متطوعا واحدا الى المركز المعيّن لهم ليجلب وجبات الطعام الى الفريق كله.‏ وكان المتطوعون يتناولون طعامهم في المنازل ثم يقومون بسرعة الى العمل.‏

انجاز المهمة

وأخيرا،‏ في نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٢،‏ وصل المتطوعون الـ‍ ٧٠٠‏,١١ الى خط النهاية لإحدى اطول حملات الاغاثة التي تولاها شهود يهوه على الاطلاق.‏ فقد صرف المتطوعون ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١ ساعة في ترميم او إعادة بناء ٨ قاعات للملكوت و ٧٢٣ منزلا.‏ عبّر احد ضحايا الفيضان عن رأي كثيرين آخرين عندما قال وعيناه مغرورقتان بدموع الشكر:‏ «اشكر يهوه والمتطوعين على كل المساعدة التي قدّموها.‏ فكوننا جزءا من معشر اخوة محبّين انما هو تعزية كبيرة!‏».‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ لدى مدينة نيويورك،‏ لوس انجلوس،‏ وشيكاڠو عدد سكان اكثر.‏ يبلغ عدد سكان هيُوسْتون وضواحيها نحو ٠٠٠‏,٥٠٠‏,٣،‏ وهي اكبر مساحة من لبنان،‏ بلد في الشرق الأوسط.‏

^ ‎الفقرة 5‏ حضر خطاب الدفن ٣٠٠‏,١ صديق لجيفري وفْريدا.‏ وهذا الدعم منح أبيڠايل،‏ زوجة جيفري وأخت فْريدا،‏ تعزية كبيرة.‏

^ ‎الفقرة 15‏ تتولى عادة لجان البناء الاقليمية بناء اماكن اجتماعات شهود يهوه.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢١]‏

مركز محلي ناشط

انه يوم السبت،‏ الساعة السابعة صباحا،‏ في المركز المحلي رقم ٤ شمالي شرقي هيُوسْتون.‏ المتطوعون في قاعة الملكوت يتحدثون،‏ يضحكون،‏ يرتشفون القهوة،‏ ويأكلون الفطائر المحلّاة،‏ الجميع يعاشرون واحدهم الآخر.‏ لقد قطع البعض مئات الكيلومترات من مكان سكناهم ليكونوا هنا.‏ ولكن عند الساعة السابعة والنصف صباحا،‏ تتوقف المحادثات الحيوية ويدير ناظر المركز مناقشة لآية من الكتاب المقدس.‏ ويعلن ايضا ان درس برج المراقبة سيُعقد يوم الاحد عند الساعة السابعة والنصف صباحا قبل ان ينطلق المتطوعون الى مواقع عملهم،‏ ويشجع الجميع على الاشتراك في الدرس بالتعليق إما بالانكليزية او الإسپانية.‏ وينقل اليهم رسالة تحيات من المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه،‏ مما يثير تصفيقا حادا.‏

ثم يذكر ناظر المركز مستجدات جهود الاغاثة ويشكر بحرارة المتطوعين على روحهم الطوعية.‏ ويسأل:‏ «هل من احد هنا لا يعرف ماذا سيفعل او الى اين سيذهب اليوم؟‏».‏ لا ترتفع اية يد.‏ ثم يسأل:‏ «وكم حصة طعام يلزمنا؟‏».‏ فترتفع جميع الايدي،‏ ويعلو الضحك.‏ وأخيرا تُقدَّم صلاة،‏ ويذهب المتطوعون الـ‍ ٢٥٠ —‏ رجالا،‏ نساء،‏ كبارا وصغارا —‏ الى تعيينهم،‏ مستعدين ليوم طويل آخر من العمل الشاق.‏

يحدث الامر نفسه في المراكز المحلية الستة الاخرى وفي المخزن.‏ وفي هذه الاثناء،‏ يعمل متطوعون آخرون في المطبخ الرئيسي وهم منشغلون بتحريك الطعام في القدور.‏ فاليوم سيكون حاضرا بحلول الظهر ٠٠٠‏,٢ متطوع جائع في كل انحاء هيُوسْتون لتناول وجبة طعام ساخنة!‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٢]‏

برامج تدريب

اثناء عمل الاغاثة،‏ عقد الحرفيون المتطوعون صفوفا لتدريب المتطوعين غير الماهرين على القيام بأعمال معينة.‏ دُرِّب البعض على تطهير المنازل من العفن.‏ وتعلَّم آخرون كيف يركِّبون الجدران والخزائن.‏ كما تعلَّم غيرهم كيف يملِّطون ويدهنون.‏ وحلقات التدريب هذه التي عقدها عمّال مهرة صُوِّرت على كاسيتات ڤيديو استُعملت لاحقا في المراكز المحلية لتدريب مزيد من المتطوعين.‏ ذكر عضو في لجنة الاغاثة:‏ «بواسطة هذه الحلقات الدراسية،‏ كفِلنا جودة اعمال الترميم».‏

‏[الصورة]‏

الحرفيون يعقدون صفوفا

‏[الاطار في الصفحة ٢٤]‏

‏«عمل اللّٰه حقا»‏

قال عضو في لجنة الاغاثة:‏ «ان شركات التأمين تدعو الكوارث الطبيعية عمل اللّٰه».‏ وأضاف:‏ «لكنّ المتطوعين الذي عملوا هنا كل هذه الاشهر هم عمل اللّٰه حقا.‏ فمعشر اخوتنا معجزة!‏».‏ فخلال عمل الاغاثة هذا،‏ حضر للعمل ٥٠٠‏,٢ متطوع او اكثر في نهايات الاسابيع.‏ قال رئيس اللجنة:‏ «هؤلاء المتطوعون الذين عملوا مجانا ألغوا البرامج التي خططوا لها في عطلتهم،‏ عدّلوا برامجهم العائلية،‏ وأجّلوا اعمالهم الشخصية الاخرى لتقديم المساعدة في اضخم عمل اغاثة تولّاه شهود يهوه».‏

تطلبت حملة الاغاثة الطويلة الامد التضحيات.‏ فأحد المتطوعين الذي دعم العمل من البداية الى النهاية يقوم بـ‍ ٥٠ ساعة عمل دنيوي في الاسبوع.‏ ومع ذلك،‏ كان يصرف ٤٠ ساعة كل اسبوع في عمل الاغاثة.‏ قال:‏ «لقد اعطاني يهوه القوة.‏ يسألني معارفي:‏ ‹هل تتقاضى اجرا على عملك؟‏›.‏ فأقول لهم:‏ ‹لا يمكن لأي مقدار من المال ان يجعلني افعل ذلك›».‏ وفي نهايات الاسابيع،‏ بعد القيام اسبوعا كاملا بالعمل الدنيوي،‏ كانت عائلة من ولاية لويزيانا تقطع مسافة ٨٠٠ كيلومتر ذهابا وإيابا لتساعد في عمل الاغاثة.‏ وكثيرون كانوا يعملون من شروق الشمس الى غروبها،‏ ثم يعودون الى منازلهم.‏ قال فريق من ٣٠ متطوعا ماهرا كانوا يقطعون مسافة تدوم من سبع الى عشر ساعات ذهابا فقط:‏ «ان الامر يستحق العناء».‏ وثمة متطوعة اخرى كانت تترك عملها في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ثم تذهب الى المركز الاداري وتعمل كمتطوعة حتى الساعة العاشرة ليلا.‏ وقدمت ايضا المساعدة في نهايات الاسابيع.‏ ذكرت:‏ «انه عمل يجلب الاكتفاء».‏

حقا،‏ كان هؤلاء وكل المتطوعين الآخرين مستعدين لتقديم المساعدة بسبب محبتهم لمعشر الاخوة —‏ السمة التي تحدد هوية المسيحيين الحقيقيين.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ لقد اندفع رئيس بلدية هيُوسْتون الى القول لفريق من الشهود بعدما زار المركز الاداري لعمل الاغاثة:‏ «انتم مقتنعون بفعل ما يقوله اللّٰه لكم.‏ وتثبتون ذلك بالعمل».‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٠،‏ ٢١]‏

مياه الفيضان تجتاح هيُوسْتون،‏ ٩ حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠١

‏[مصدر الصورة]‏

Houston Chronicle ©

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

الطرق السريعة تحوَّلت الى انهر

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

المياه تدفقت الى المنازل

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

البعض من آلاف الشهود الذين خدموا كمتطوعين

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

اعدّ فريق المطبخ اكثر من ربع مليون حصة طعام

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٩]‏

NOAA