حكومة تؤيد القيَم الالهية
حكومة تؤيد القيَم الالهية
تخيّل عالما فيه حكومة واحدة تبسط سلطتها على الناس من شتى العروق واللغات. تخيّل حكومة تتميّز بحمايتها اسمى القيَم وباستئصالها الحرب، البغض، الجريمة، الفقر، التلوُّث، المرض، حتى الموت!
قد تقول: ‹انه امر رائع، انما مستحيل›. كلا، انه ليس مستحيلا. وفي الواقع سيتم لا محالة. فيسوع المسيح وعد بمثل هذه الحكومة. لقد علّم اتباعه ان يصلّوا من اجل اتيانها: «فصلّوا انتم هكذا: ‹أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض›». —ربما كانت كلمات هذه الصلاة مألوفة لديك، اذ ان ملايين حول العالم يعرفونها او سمعوا بها. لكن هل تمعنت يوما في ما تعنيه حقا هذه الكلمات؟ لاحظ ان الملكوت يرتبط بحلول مشيئة اللّٰه على الارض. فما هو ملكوت اللّٰه؟ وما هي مشيئة اللّٰه للارض؟
ما هو ملكوت اللّٰه
ملكوت اللّٰه هو الوسيلة التي بها يمارس يهوه اللّٰه سلطانه الكوني. انه حكومة ملكية يرأسها ابنه، يسوع المسيح. اما مشيئة اللّٰه للارض، فيُعبَّر عنها بوضوح في مزمور ٣٧:١٠، ١١: «بعد قليل لا يكون الشرير. تطَّلِع في مكانه فلا يكون. اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة».
لذلك اذا خامرك شعور باليأس بسبب قيَم هذا العالم المتدهورة، فتشجع. فالكتاب المقدس يعد ان القيَم والاحوال العالمية ستشهد قريبا تغييرات جذرية. والوعد بأن ملكوت اللّٰه سيحكم الارض قريبا ليُعمَل كاملا بموجب قيَم اللّٰه انما هو اساس اكيد للرجاء.
وتعلُّم الثقة بوعود ملكوت اللّٰه يمكن ان يقوي شعورنا بالامن. تأمل في القيَم التي ترافق حكم هذا الملكوت: «هلموا انظروا اعمال اللّٰه كيف جعل خِرَبا في الارض. مسكِّن الحروب الى اقصى الارض». (مزمور ٤٦:٨، ٩) فيا للوعد الرائع بالسلام والامن!
وفي نبوة عن ملِك ملكوت اللّٰه، يسوع المسيح، يقول مزمور ٧٢:١٢-١٤: «ينجِّي الفقير المستغيث والمسكين اذ لا معين له. يشفق على المسكين والبائس ويخلّص انفس الفقراء. من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويُكرَم دمهم في عينيه».
قيَم الكتاب المقدس
تأمل في بعض القيَم التي يعزّزها الكتاب المقدس: «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية». (متى ٥:٣) ايضا: «توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك». — امثال ٣:٥، ٦.
ويعلّمنا الكتاب المقدس اننا سنؤدي جميعا حسابا عن القيَم التي نختار العيش بموجبها. تأمل في جامعة ١١:٩: «افرح ايها الشاب في حداثتك وليسرك قلبك في ايام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك واعلم انه على هذه الامور كلها يأتي بك اللّٰه الى الدينونة». وكوننا سنؤدي حسابا عن اعمالنا مذكور مباشرة في امثال ٢:٢١، ٢٢: ‹المستقيمون يسكنون الارض والكاملون يبقون فيها. اما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها›.
بوجود هذا الرجاء المشجع المتعلق بحكومة بارة، كم يكون من المفيد تنمية صداقة حميمة مع اللّٰه! ومعاشرة اشخاص يرغبون هم ايضا ان يكونوا رعايا ملكوت اللّٰه ستساعدنا لنتصرف بطريقة تؤهلنا للعيش في ظل حكم هذا الملكوت المجيد والتمتع بثمار القيَم الرائعة التي سيعزّزها.
[الصورة في الصفحة ١٠]
‹الودعاء يرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة›. — مزمور ٣٧:١١.