لماذا يشعر كثيرون بالوحدة؟
لماذا يشعر كثيرون بالوحدة؟
يشعر اناس كثيرون في هذه الايام بالوحدة مهما اختلفت اعمارهم وأعراقهم وطبقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية. فهل شعرت يوما بالوحدة؟ هل تشعر بالوحدة الآن؟ جميعنا احسسنا في وقت من الاوقات بالحاجة الى الرفقة، الى شخص يصغي الى شكوانا ويُطَمئِن بالنا، او ربما يتجاوب بصدق مع عمق مشاعرنا وأفكارنا ويتفهم شخصيتنا. فنحن بحاجة الى شخص يهتمّ بما يخالجنا من احاسيس.
ولكن اذا كان المرء وحيدا فهذا لا يعني بالضرورة انه يشعر بالوحدة. فيمكن ان يبقى الشخص وحيدا فترةً طويلة ويتمتع بكل ما يفعل، دون ان يشعر بالوحدة على الاطلاق. وفي المقابل، يوجد اشخاص لا يطيقون البقاء وحيدين. في الاستعمال الشائع، تشير كلمة وحيد الى مَن لا يوجد احد معه، ولا تتضمن بالضرورة فكرة التعاسة. أما عبارة الشاعر بالوحدة فتوحي بشخص يتألم لأنه وحيد، وهي مماثلة لكلمة مستوحش التي تشير الى مَن يفتقد وجود رفيق يستأنس به ويرتاح قلبه اليه ويسعد بصحبته. وتبقى اخيرا كلمة مستوحد او متوحد التي تشير عادةً الى مَن يتعمد الانفراد بنفسه والانعزال عن غيره.
الشعور بالوحدة انما هو احساس غامر يمكن ان يولّد ألمًا عميقا في النفس. انه احساس بالفراغ والعزلة وبنبذ الآخرين. وقد تصير عواطف الشاعر بالوحدة مرهفة وينتابه خوف شديد من حالته. فهل شعرتَ يوما هكذا؟ وما اسباب الشعور بالوحدة؟
يختلف تجاوب الناس مع مشاكلهم وظروفهم وأوضاعهم. فربما تشعر بأنك منبوذ من الناس حولك بسبب شكلك او عرقك او دِينك. كما ان تغيُّر محيطك (الذهاب الى مدرسة جديدة، الابتداء بعمل جديد، او الانتقال للعيش في حيّ او مدينة او بلد آخر) يمكن ان يولّد شعورا بالوحدة بسبب اضطرارك الى ترك اصدقائك القدامى. ولا شك ان وفاة احد الوالدين او رفيق الزواج يمكن ان تُغرق المرء في الشعور بالوحدة سنين عديدة على الارجح. كما ان حلقة الاصدقاء والمعارف تتغير عندما نكبر في السن، وقد يقلّ عددهم او لا يبقى احد منهم حيا.
ولا ينجح الزواج دائما في طرد الشعور بالوحدة. فسوء التفاهم المتبادل او عدم الانسجام قد يسبّب اجهادا ينتج شعورا بعدم الامان، حتى انه قد يؤدي الى تباعُد رفقاء الزواج والاولاد. وبالاضافة الى الشعور بالوحدة الناجم عن موت شخص عزيز او الطلاق او عدم التواصل العاطفي او الانعزال، يوجد نوع من الشعور بالوحدة له اثر بالغ فينا جميعا. وينتابنا عندما تتدهور علاقتنا باللّٰه ونشعر بأننا مبتعدون عنه.
فهل مررت بأيّ من الحالات المذكورة اعلاه؟ وهل يمكن التغلب على الشعور بالوحدة؟
[الصورتان في الصفحة ٤]
التغيّرات في الحياة، من التعلّم في مدرسة جديدة الى وفاة رفيق الزواج، يمكن ان تولّد شعورا بالوحدة