الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ما يعِد به «الاله الحق الوحيد»‏

ما يعِد به «الاله الحق الوحيد»‏

ما يعِد به «الاله الحق الوحيد»‏

وضع يهوه اللّٰه الزوجَين البشريَّين الاولين في فردوس على الارض،‏ اي في جنة عدن.‏ وأوصاهما بإنجاب الاولاد و ‹اخضاع الارض›،‏ مما عنى توسيع حدود موطنهما الفردوسي مع نمو عائلتهما.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏١٥‏)‏ فهل يتم قصد اللّٰه ان يتمتع البشر بفردوس ارضي يوما ما؟‏

سيتم دون شك!‏ تقول نبوة الكتاب المقدس ان يهوه سوف «يبتلع الموت الى الابد ويمسح .‏ .‏ .‏ الدموع عن كل الوجوه».‏ وعندما يتحقق ذلك،‏ سيُقال:‏ «هوذا هذا إلهنا.‏ رجوناه وهو يخلصنا.‏ هذا هو يهوه.‏ رجوناه،‏ فلنبتهج ونفرح بخلاصه».‏ —‏ اشعيا ٢٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

يصف السفر الاخير في الكتاب المقدس الاحوال على الارض بعد زوال العالم،‏ او نظام الاشياء الحاضر الذي يسيطر عليه الشيطان.‏ فيقول عن ‹الارض الجديدة› المؤلفة من البشر المحبِّين للّٰه:‏ «ها خيمة اللّٰه مع الناس،‏ فسيسكن معهم،‏ وهم يكونون له شعبا.‏ واللّٰه نفسه يكون معهم.‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

ما اروع هذه الوعود!‏ ولكن هل يمكننا الوثوق بها؟‏ تأمَّل كيف يعطينا موت يسوع الفدائي والعجائب التي صنعها اساسا للثقة بأن اللّٰه سيتمم كل ما يعد به.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢٠‏.‏

يسوع بذل حياته فدية

بعدما جعل الشيطان آدم يعصي اللّٰه ويخطئ،‏ ورثت كل ذرية آدم الخطية.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا».‏ غير ان الكتاب المقدس يتابع:‏ «بطاعة الواحد [الرجل الكامل يسوع] سيُجعل الكثيرون ابرارا».‏ (‏روما ٥:‏١٢،‏ ١٩‏)‏ فكما ذكرنا في المقالة الاولى من هذه السلسلة،‏ يسوع هو «آدم الاخير» الذي اتى «من السماء» وبذل حياته «فدية عن كثيرين».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥،‏ ٤٧؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

ان جميع الذين يمارسون الايمان بيسوع المسيح يمكنهم نيل «الفداء [من الخطية] بدمه»،‏ برجاء التمتع بالحياة الابدية.‏ (‏افسس ١:‏٧؛‏ يوحنا ٣:‏٣٦‏)‏ فكم نفرح بأن يهوه اللّٰه احب العالم كثيرا بحيث بذل ابنه في سبيل خلاصنا!‏ (‏لوقا ٢:‏١٠-‏١٢؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وسيساعدنا التأمل في ما فعله يسوع لأجل الاشخاص المتألمين في القرن الاول ان نعرف اكثر كيف سيكون المستقبل.‏ وقد كانت الامور التي فعلها يسوع مدهشة فعلا.‏

لمحة مسبقة الى العالم الجديد

تمكّن يسوع من شفاء كل المرضى والمتألمين الذين أُحضِروا اليه.‏ فهو لم يعجز عن إعادة الصحة الى اي شخص مهما كان مرضه او عجزه.‏ كما انه أطعم عجائبيا آلاف الاشخاص من اسماك قليلة وبضعة ارغفة خبز،‏ وفعل ذلك اكثر من مرة.‏ —‏ متى ١٤:‏١٤-‏٢٢؛‏ ١٥:‏٣٠-‏٣٨‏.‏

ذات يوم،‏ اعاد يسوع البصر الى رجل وُلد اعمى،‏ فأدرك الجيران والمعارف ان هذه معجزة،‏ لكنّ القادة الدينيين أظهروا الشك.‏ فقال لهم الرجل الذي شُفي:‏ «منذ القدم لم يُسمع قط ان احدا فتح عيني مولود اعمى.‏ فلو لم يكن هذا من اللّٰه،‏ لما استطاع ان يفعل شيئا قط».‏ —‏ يوحنا ٩:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

وخلال خدمة يسوع ارسل نسيبُه يوحنا المعمدان،‏ الذي كان مسجونا آنذاك،‏ رسولَين ليتحققا من الاخبار التي سمعها عن يسوع.‏ يقول الكتاب المقدس ان يسوع «في تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وعلل مضنية وأرواح شريرة،‏ ووهب البصر لعميان كثيرين».‏ ثم قال يسوع للرسولَين:‏ «أخبِرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما:‏ العمي يبصرون،‏ والعرج يمشون،‏ والبرص يطهرون،‏ والصم يسمعون،‏ والاموات يقومون».‏ —‏ لوقا ٧:‏١٨-‏٢٢‏.‏

فما رأيك؟‏ ألا تعطيك الاحداث الرائعة في الماضي سببا للثقة بإمكانية حدوثها من جديد؟‏ ان العجائب التي صنعها يسوع اظهرت على نطاق مصغَّر ما سيصنعه على نطاق اكبر خلال حكمه كملك لملكوت اللّٰه.‏ وعجائبه هي دليل على انه أُرسل من اللّٰه وأنه فعلا ابن اللّٰه.‏

وخلال حكم ملكوت اللّٰه،‏ ستتم حرفيا نبوات تعد بأمور رائعة.‏ فكما أنبأ الكتاب المقدس،‏ ستتفتح عيون العمي وآذان الصم،‏ وسيقفز العرج كالأيائل،‏ ولن يعاني احد المرض،‏ وسيسود السلام والامن في كل انحاء الارض.‏ حتى الحيوانات المفترسة اليوم ستكون في سلام مع الانسان.‏ —‏ اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ ١١:‏٦-‏٩؛‏ ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ ٦٥:‏١٧-‏٢٥‏.‏

فهل ترغب في العيش الى الابد في ظل حكم ملكوت اللّٰه عندما ستسود هذه الاحوال؟‏ أظهر يسوع ما عليك ان تفعله عندما قال في صلاته الى ابيه:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الإله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ فلا تسمح لأي شيء بأن يمنعك من الاستمرار في نيل هذه المعرفة المنقذة للحياة.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

بحسب وعود اللّٰه،‏ ستعمّ الارض احوال فردوسية كهذه