«كأنه نتاج مصمِّم»؟
«كأنه نتاج مصمِّم»؟
هل سبق ان تأملتَ السماء في الليل بواسطة تلسكوب؟ كثيرون ممن فعلوا ذلك يتذكرون المرة الاولى حين وقع نظرهم على كوكب زحل. فهو كوكب متميِّز فعلا تحيط به هالة من الحلقات المنبسطة الأنيقة وسط خلفية سوداء لا حدود لها منمَّقة بنجوم متلألئة.
لكن ما هي هذه الحلقات التي تحيط به؟ في اوائل القرن السابع عشر، نظر الفلكي ڠاليليو عبر تلسكوبه اليدوي الصنع الى كوكب زحل، لكنه لم يستطع رؤية الحلقات بوضوح. فبدا وكأن الكوكب له «أذنان»، كوكبان اصغر على جانبيه. ولكن مع تطوّر التلسكوبات، بدأت صورة الحلقات تتوضح للفلكيين شيئا فشيئا، لكنهم اختلفوا حول المواد التي تتكوّن منها. فجزم عديدون منهم ان الحلقات هي اسطوانات جامدة وصلبة. ولكن في السنة ١٨٩٥، وجدوا ادلة قاطعة تؤكد ان الحلقات مكوّنة من جزيئات كثيرة من الصخور والبَرَد.
يذكر كتاب الكواكب البعيدة (بالانكليزية): «ان الحلقات حول كوكب زحل، وهي مجموعة شرائط مكوّنة من عدد لا يُحصى من قطع البَرَد، تجعله واحدا من اجمل المناظر الطبيعية في مجموعتنا الشمسية. وهذه الحلقات تشكّل هالة متلألئة وضخمة للغاية بحيث يصل عرضها الى ٠٠٠,٤٠٠ كلم، اذ تمتد من الطرف الداخلي الواقع فوق الغلاف الجوي للكوكب الى الطرف الخارجي الذي يبهت لمعانه بحيث يكاد لا يُرى. كما انها رقيقة جدا، اذ تبلغ سماكتها اقل من ٣٠ مترا كمعدّل». وفي حزيران (يونيو) ٢٠٠٤، بدأ العلماء يعرفون اكثر عن تعقيد هذه الحلقات التي تُعدّ بالمئات عندما حطّت المركبة الفضائية كاسيني-هايجنز على كوكب زحل وأفادتنا بمعلومات وصور من هناك.
ومؤخرا، اوردت مجلة سميثسونيان (بالانكليزية) مقالا جاء فيه: «يبدو كوكب زحل وكأنه نتاج مصمِّم، فدقة تصميمه تضاهي دقة علم الرياضيات». نحن نوافق على كلمات كاتب هذا المقال، لكن لا يسعنا إلا ان نستغرب استعماله كلمة «كأن». ففي الواقع، ليس هذا الكوكب السماوي الجميل سوى واحد من الكواكب الكثيرة العدد التي تشهد على صحة هذا الوصف الموحى به المسجَّل منذ آلاف السنين: «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه، والجَلَد يخبر بعمل يديه». — مزمور ١٩:١.
[مصدر الصورة في الصفحة ٣١]
(Background: NASA, ESA and E. Karkoschka )University of Arizona(; insets: NASA and The Hubble Heritage Team )STScl/AURA