هل تضرب البلوى ثانية؟
هل تضرب البلوى ثانية؟
حين نتخيل الحياة قبل بضعة عقود، تتبادر الى ذهننا صورة تلك الأيام الجميلة بل الفاتنة بطابعها التاريخي القديم. ففي بلاد الغرب مثلا، درجت آنذاك عربات الخيل والتنانير الواسعة الفضفاضة والقبعات الطويلة الرسمية. لكنّ الذعر كان ايضا يخيّم على الاجواء بسبب الموت الذي زحف مجتاحا العالم بأسره. والسبب؟
لا نقصد بكلامنا الحرب التي كانت مستعرة في تلك الحقبة بل بلوى اخرى، بلوى وُصفت بأنها الاشد فتكا في كل تاريخ الجنس البشري المكتوب: الانفلوَنزا الاسبانية لسنة ١٩١٨-١٩١٩.
كانت الضحايا تموت بالجملة بغياب العلاجات والادوية الفعالة. وحصد الموت حياة ملايين الشبان المعافين وهم في اوج عطائهم. وصارت الجثث تتكدس بسرعة اكبر من ان يتسنى للناس دفنها. حتى ان بعض البلدات والقرى امّحت عن بكرة ابيها.
وقعت كل هذه الاحداث المروعة منذ ٨٥ سنة تقريبا. ولكن هل نعرف اليوم سبب ذلك المرض؟ وهل تضرب كارثة مماثلة مرة اخرى؟ وإذا حدث ذلك، فهل يمكننا ان نحمي انفسنا؟
ثمة وجه مثير آخر لهذا الموضوع. هل تعلم ان الكتاب المقدس تحدث منذ زمن بعيد عن الاوبئة التي شهدها عصرنا؟ (لوقا ٢١:١١؛ رؤيا ٦:٨) فهل كانت الانفلوَنزا الاسبانية جزءا من اتمام نبوات الكتاب المقدس؟ ستناقش المقالات التالية الاجوبة عن هذا وغيره من الاسئلة.
[الصورة في الصفحة ٣]
الاستعداد لدفن بعض ضحايا الانفلوَنزا الاسبانية في فيلادلفيا، الولايات المتحدة الاميركية
[مصدر الصورة]
Library of the College of Physicians of Philadelphia