الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل التطور حقيقة ثابتة؟‏

هل التطور حقيقة ثابتة؟‏

هل التطور حقيقة ثابتة؟‏

‏«التطور حقيقة ثابتة مثلما ان حرارة الشمس حقيقة ثابتة».‏ هذا ما يؤكده البروفسور ريتشارد دوكِنز،‏ وهو عالم بارز مؤيِّد للتطور.‏ طبعا،‏ يمكن البرهان بالاختبار العلمي والملاحظة المباشرة ان الشمس تولِّد الحرارة.‏ ولكن هل يمكن استخدام الاختبار العلمي والملاحظة المباشرة للبرهان ان التطور واقع ثابت لا مجال للشك فيه؟‏

قبل الاجابة عن هذا السؤال،‏ لا بد من ايضاح امر هام.‏ فقد لاحظ علماء كثيرون انه بمرور الوقت قد تظهر تغيُّرات طفيفة في النسل المتحدر من الكائنات الحية،‏ وهي عملية دعاها تشارلز داروين «تحوُّل النسل بعد ولادته».‏ وقد جرت ملاحظة هذه التغيُّرات ملاحظة مباشرة ووثَّقتها الاختبارات العلمية،‏ كما ان مولِّدي النبات والحيوان يستغلونها ببراعة في مجال عملهم.‏ * لذا يمكن اعتبار هذه التغيُّرات واقعا مثبتا.‏ لكنّ العلماء يُدخلون هذه التغيُّرات الطفيفة في خانة ما يُسمّى «التطور الدقيق».‏ وهذه التسمية بحد ذاتها تحمل اشارة ضمنية الى ما يؤكده علماء كثيرون:‏ ان هذه التغيُّرات الطفيفة هي برهان على عملية اخرى مختلفة كل الاختلاف لم يتمكن احد من ملاحظتها،‏ يطلقون عليها تسمية «التطور الجليل».‏

فالحقيقة هي ان داروين تمادى كثيرا في تفسير هذه التغيُّرات الملاحظة.‏ فقد ذكر في كتابه الشهير اصل الانواع ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «ارى ان كل الكائنات ليست مخلوقات اتت الى الوجود كلٌّ بذاته الخاصة،‏ بل هي أنسال تحدَّرت مباشرة من عدد قليل من الكائنات».‏ وقال داروين ان هذا ‹العدد القليل من الكائنات›،‏ او ما يُدعى اشكال الحياة البسيطة،‏ تطوَّر ببطء على مدى فترات زمنية طويلة عن طريق «تحوُّلات بسيطة للغاية» فنتجت منه ملايين الاشكال المختلفة للحياة على الارض.‏ ويعلّم دعاة التطور ان هذه التغيُّرات الطفيفة تراكمت ونتجت عنها التغيُّرات الكبرى التي حوَّلت السمك الى برمائيات والقرود الى بشر.‏ وتُسمّى هذه التغيُّرات الكبرى المفترضة «التطور الجليل».‏ ويعتبر كثيرون هذا الادعاء الثاني منطقيا.‏ فبحسب رأيهم،‏ بما ان التغيُّرات الطفيفة يمكن ان تحدث ضمن النوع الواحد،‏ فما المانع ان يُسبِّب التطور تغيُّرات كبرى على مدى فترات زمنية طويلة؟‏ *

يرتكز تعليم التطور الجليل على ثلاثة افتراضات رئيسية:‏

١-‏ تشكّل الطفرات الاساس اللازم لظهور انواع جديدة.‏ *

٢-‏ يؤدي الانتقاء الطبيعي الى ظهور الانواع الجديدة.‏

٣-‏ يؤكد سجل الاحافير حدوث التطور الجليل في النبات والحيوان.‏

فهل الادلة على حدوث التطور الجليل دامغة جدا بحيث يمكن اعتباره واقعا؟‏

هل يمكن ان تنتج الطفرات انواعا جديدة من الكائنات؟‏

هنالك تفاصيل كثيرة في النباتات والحيوانات تحددها المعلومات الموجودة في شفرتها الوراثية،‏ اي مخططات بناء الكائن الحي التي تحتوي عليها نواة كل خلية.‏ * وقد اكتشف الباحثون ان الطفرات،‏ اي التغيُّرات العشوائية،‏ في الشفرة الوراثية يمكن ان تنتج التعديلات في سلالات النباتات والحيوانات.‏ لذلك عام ١٩٤٦،‏ ادّعى هرمان مولر الحائز جائزة نوبل ومؤسس علم الوراثة الطفري:‏ «ان تراكم التغيُّرات الكثيرة النادرة،‏ والتي غالبا ما تكون صغيرة،‏ ليس فقط الوسيلة الرئيسية التي يُدخل الانسان بواسطتها التحسينات على الحيوانات والنباتات،‏ ولكنه على نحو اهم الوسيلة التي حدث بها التطور،‏ بتوجيه من الانتقاء الطبيعي».‏

اذًا،‏ ان فكرة التطور الجليل مبنية على الادّعاء ان الطفرات لا تنتج انواعا جديدة فقط،‏ بل ايضا فصائل جديدة من النباتات والحيوانات.‏ فهل هنالك اي سبيل الى تأكيد هذا الادّعاء الجازم؟‏ تأمَّل في ما كشفته الابحاث الوراثية على مدى نحو ١٠٠ سنة.‏

في اواخر ثلاثينات القرن العشرين،‏ تبنى العلماء بحماس الفكرة القائلة انه اذا امكن للانتقاء الطبيعي ان ينتج انواعا جديدة من النباتات بواسطة الطفرات العشوائية،‏ يمكن ان ينجح الانسان اكثر في انتاج انواع نباتية جديدة اذا انتقى الطفرات هو بنفسه.‏ فقد «عمَّت الفرحة والحماس اوساط علماء الاحياء عموما وعلماء الوراثة والاختصاصيين في توليد النباتات خصوصا»،‏ كما قال ڤولف-‏إكِّهارت لونيڠ،‏ وهو عالم من معهد ماكس پلانك لأبحاث توليد النباتات في المانيا اجرت استيقظ!‏ مقابلة معه.‏ وما سبب فرحتهم الكبيرة؟‏ قال لونيڠ الذي اجرى على مدى ٢٨ سنة تقريبا ابحاثا في مجال علم الوراثة الطفري في النباتات:‏ «ظن هؤلاء الباحثون ان الوقت قد حان لإحداث ثورة على الطرق التقليدية لاستيلاد النباتات والحيوانات.‏ فقد اعتقدوا انه باستحداث الطفرات وانتقاء المفيدة منها يمكنهم ان ينتجوا نباتات وحيوانات افضل».‏ *

نتيجة لذلك اطلق العلماء في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا برامج ابحاث مموَّلة برؤوس اموال ضخمة،‏ مستخدمين وسائل ظنوا انها ستسرِّع عملية التطور.‏ وماذا كانت النتائج بعد اكثر من ٤٠ سنة من الابحاث المكثَّفة؟‏ يقول الباحث پيتر فون زينڠبوش:‏ «رغم الاموال الطائلة التي صُرفت على هذه الابحاث،‏ فإن محاولة توليد ضروب عالية الانتاجية باستخدام الاشعة فشلت فشلا ذريعا».‏ قال لونيڠ:‏ «بحلول ثمانينات القرن العشرين كانت آمال العلماء وحماستهم الغامرة قد خبت نتيجة الفشل الذريع حول العالم.‏ ولم يعد الاستيلاد عن طريق الطفرات يُعتبر حقل ابحاث قائما بحد ذاته في البلدان الغربية.‏ فجميع الطافرات تقريبا ‹قُيِّمت تقييما سلبيا›،‏ اي انها ماتت او تبيَّن انها اضعف من الضروب الطبيعية».‏ *

رغم ذلك فإن البيانات التي تجمَّعت على مدى نحو ١٠٠ سنة من الدراسات حول الطفرات عامة،‏ و ٧٠ سنة من الاستيلاد عن طريق الطفرات خاصة،‏ تساعد العلماء على معرفة ما اذا كانت الطفرات قادرة على انتاج انواع جديدة من الكائنات الحية.‏ وبعد فحص هذه الادلة استنتج لونيڠ:‏ «لا يمكن ان تجعل الطفرات نوعا [من النباتات او الحيوانات] يتحول الى نوع جديد مختلف كليا.‏ وهذا الاستنتاج يتوافق مع جميع نتائج الاختبارات التي أُجريت في الدراسات حول الطفرات خلال القرن العشرين،‏ فضلا عن توافقه مع قوانين نظرية الاحتمالات.‏ وهكذا،‏ انسجاما مع قانون التغيُّر الوراثي المتكرر،‏ فإن الانواع المتمايزة وراثيا لديها حدود لا يمكن إلغاؤها او تخطيها عن طريق الطفرات العشوائية».‏

تأمَّل في مغزى الحقائق التي سبق ذكرها.‏ اذا كان العلماء المتخصصون عاجزين عن انتاج انواع جديدة من الكائنات الحية عن طريق استحداث الطفرات اصطناعيا وانتقاء المفيدة منها،‏ فهل يُعقل ان تنجح في ذلك عملية عشوائية مجردة من اي ذكاء؟‏ وما دامت الابحاث قد اظهرت ان الطفرات لا يمكن ان تجعل نوعا من الكائنات الحية يتحول الى نوع جديد مختلف،‏ فكيف يُفترض ان يكون التطور الجليل قد حدث؟‏

هل يؤدي الانتقاء الطبيعي الى انتاج انواع جديدة من الكائنات؟‏

كان داروين مقتنعا بأن ما دعاه الانتقاء الطبيعي يعزّز بقاء اشكال الحياة التي تتلاءم على افضل نحو مع بيئتها،‏ في حين ان الاشكال الاقل تلاؤما تموت تدريجيا.‏ ويعلّم دعاة التطور اليوم انه فيما انتشرت الانواع وانعزلت،‏ اختار الانتقاء الطبيعي الانواع التي جعلتها طفراتها الوراثية اصلح لبيئتها الجديدة.‏ ويفترض دعاة التطور انه نتيجة لذلك صارت هذه المجموعات المنعزلة مع الوقت انواعا جديدة كليا من الكائنات الحية.‏

كما ذكرنا سابقا،‏ ان الادلة التي اسفرت عنها الابحاث تشير بقوة الى ان الطفرات لا يمكن ان تنتج اجناسا جديدة كليا من النباتات والحيوانات.‏ لكن ما الدليل الذي يقدمه دعاة التطور ليدعموا ادعاءهم ان الانتقاء الطبيعي يختار الطفرات المفيدة لإنتاج انواع جديدة؟‏ تقول كراسة اصدرها معهد العلوم الوطني في الولايات المتحدة سنة ١٩٩٩:‏ «المثال النموذجي لنشوء الانواع الجديدة [عن طريق التطور] هو الانواع الـ‍ ١٣ من الشراشير التي درسها داروين في جُزر ڠالاپاڠوس،‏ والتي تُعرف الآن بعصافير داروين».‏

في سبعينات القرن العشرين ابتدأ فريق باحثين يرأسه پيتر وروزميري ڠرانت بدراسة هذه العصافير،‏ واكتشفوا انه بعد سنة من الجفاف كان البقاء على قيد الحياة اسهل على الطيور ذات المناقير الاكبر بقليل منه على الطيور ذات المناقير الاصغر.‏ وبما ان حجم المنقار وشكله هما من الطرائق الرئيسية لتحديد الانواع الـ‍ ١٣ من العصافير،‏ عُلِّقت اهمية كبيرة على هذه النتائج.‏ تتابع الكراسة:‏ «لقد خمّن [پيتر وروزميري] ڠرانت انه اذا حدث جفاف في الجزيرة مرة كل ١٠ سنوات تقريبا،‏ يكفي مرور ٢٠٠ سنة لظهور نوع جديد من العصافير».‏

غير ان كراسة معهد العلوم لا تذكر وقائع مهمة ولكن محرجة.‏ ففي السنوات التي تلت الجفاف،‏ تكاثرت العصافير ذات المناقير الاصغر من جديد وصارت هي الاغلبية.‏ وهكذا كتب پيتر ڠرانت ومعاونه،‏ طالب الدراسات العليا لايل ڠيبس،‏ في مجلة الطبيعة العلمية البريطانية عام ١٩٨٧ انهما شهدا «انحرافا للانتقاء الطبيعي بالاتجاه المعاكس».‏ وكتب ڠرانت عام ١٩٩١ ان «الجماعة التي تتعرض للانتقاء الطبيعي تتأرجح جيئة وذهابا» مع كل تغير في المناخ.‏ وذكر الباحثون ايضا ان بعض «الانواع» المختلفة من العصافير تتزاوج في ما بينها وتنتج نسلا قادرا على البقاء على قيد الحياة اكثر من اسلافه.‏ واستنتج پيتر وروزميري ڠرانت انه اذا استمر التزاوج،‏ فقد يُدمج «نوعان» في غضون ٢٠٠ سنة فقط.‏

عام ١٩٦٦ كتب عالم الاحياء جورج كريستوفر وليَمز المؤيِّد لنظرية التطور:‏ «اجد من المؤسف ان تكون نظرية الانتقاء الطبيعي قد وُضعت في الاصل تفسيرا للتغيُّرات التطورية.‏ فهي اكثر فائدة في تفسير استمرار التكيُّف».‏ وعام ١٩٩٩ كتب جفري شوارتز،‏ صاحب نظريات في التطور،‏ انه اذا كانت استنتاجات وليَمز صحيحة،‏ يكون الانتقاء الطبيعي عاملا مساعدا للانواع على التكيُّف وفق متطلبات البقاء المتغيرة،‏ لكنه «لا يخلق اي شيء جديد».‏

وبالفعل،‏ ان عصافير داروين لا تصير ‹شيئا جديدا›.‏ فما زالت شراشير.‏ وواقع انها تتزاوج في ما بينها يشكك في المعايير التي يتبعها بعض دعاة التطور لتحديد النوع.‏ كما انه دليل على ان المعاهد العلمية المشهورة ايضا ليست منزّهة عن نشر نتائج ابحاثها بطريقة متحيزة.‏

هل نجد دليلا على التطور الجليل في سجل الاحافير؟‏

ان كراسة المعهد الوطني للعلوم المقتبس منها آنفا تترك لدى القارئ الانطباع ان الاحافير التي اكتشفها العلماء تعطي براهين وافية على التطور الجليل.‏ فهي تذكر:‏ «لقد اكتُشف الكثير جدا من اشكال الحياة المتوسطة بين السمك والبرمائيات،‏ بين البرمائيات والزواحف،‏ بين الزواحف والثدييات،‏ وصولا الى سلالات رتبة الرئيسيات،‏ بحيث يصعب جدا ان نحدد بدقة المرحلة التي حدث فيها التحوُّل من نوع الى آخر».‏

ان هذا التصريح الجريء لمدهش فعلا.‏ لماذا؟‏ عام ٢٠٠٤،‏ وصفت مجلة ناشونال جيوغرافيك ‏(‏بالانكليزية)‏ سجل الاحافير بأنه يشبه «فيلما عن التطور قُطعت منه في غرفة المونتاج ٩٩٩ لقطة من كل ٠٠٠‏,١».‏ وهل توثّق «اللقطات» البالغة نسبتها ١ في الالف سير عملية التطور الجليل حق التوثيق؟‏ ماذا يكشف سجل الاحافير فعليا؟‏ يعترف نايْلز ألدْريدْج،‏ وهو من اشد المدافعين عن نظرية التطور،‏ ان السجل يُظهر «عدم تراكم التغيُّرات التطورية او تراكم القليل منها فقط في معظم الانواع» على مدى فترات طويلة من الزمن.‏

لقد نبش العلماء حول العالم حتى اليوم نحو ٢٠٠ مليون احفورة كبيرة وبلايين الاحافير المجهرية وأعدّوا جداول بها.‏ ويوافق باحثون كثيرون ان هذا السجل الكبير والمفصَّل يُظهر ان كل المجموعات الرئيسية من الحيوانات ظهرت فجأة ولم تطرأ عليها تغييرات تُذكر،‏ في حين ان بعض الانواع اختفت فجأة مثلما ظهرت.‏ ويكتب عالم الاحياء جوناثان ولْز بعد مراجعة الدلائل التي يقدمها سجل الاحافير:‏ «على مستوى العوالم والشُّعب والصفوف [التصنيفات العليا للكائنات الحية]،‏ لا نلاحظ تحوُّل النسل بعد ولادته.‏ وإذا اخذنا في الاعتبار الادلة الاحفورية والجُزَيئية،‏ لا يكون هنالك اساس متين لهذه النظرية».‏

التطور —‏ واقع ام وهم؟‏

لماذا يصرّ كثيرون من دعاة التطور البارزين ان التطور الجليل واقع؟‏ كتب المؤيِّد البارز للتطور ريتشارد لِوُونتين،‏ بعدما انتقد بعض افكار ريتشارد دوكِنز،‏ ان علماء كثيرين مستعدون لقبول الادعاءات العلمية المنافية للمنطق السليم «لأن لدينا التزاما مسبقا،‏ التزاما بمذهب المادية».‏ * ويرفض علماء كثيرون حتى ان يفكروا في امكانية وجود مصمم ذكي،‏ وسبب ذلك على حد قول لِوُونتين اننا «لا نريد ان نترك اي مجال لأي تدخُّل الهي».‏

وفي هذا الخصوص اقتبست مجلة ساينتفيك امريكان من عالِم الاجتماع رودني ستارك قوله:‏ «تروَّج منذ مئتي سنة دعاية مفادها انك اذا اردت ان يكون تفكيرك علميا،‏ فعليك ان تبقى حرًّا من اغلال الدين».‏ وهو يقول ايضا انه في الجامعات حيث تُجرى الابحاث،‏ «يعتصم المتدينون بالصمت» في حين ان «غير المتدينين يعاملونهم بتحامل».‏ ووفقا لستارك،‏ «من مصلحة الذين يحتلون المناصب العليا [في المجتمع العلمي] ان يكونوا غير متدينين».‏

اذا اخترت ان تصدِّق فكرة التطور الجليل،‏ فعليك ان تسلِّم بأن العلماء اللاأدريين والملحدين لا يدعون معتقداتهم الشخصية تؤثر في تفسيراتهم للمكتشفات العلمية.‏ وعليك ان تؤمن بأن الطفرات والانتقاء الطبيعي انتجت جميع اشكال الحياة المعقدة،‏ رغم ان قرنا من الابحاث في بلايين الطفرات اظهر ان الطفرات لم تغيِّر حتى نوعا واحدا متميّزا وراثيا الى نوع آخر.‏ وعليك ان تؤمن ايضا ان جميع الكائنات تطورت تدريجيا من سلف مشترك،‏ رغم ان سجل الاحافير يشير على نحو لا يقبل الشك ان الاجناس الرئيسية من النبات والحيوان ظهرت فجأة ولم تتطور الى اجناس اخرى رغم مرور فترات زمنية طويلة.‏ فهل تعتقد ان الايمان بهذه الامور مؤسس على وقائع،‏ ام هو مجرد وهم؟‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 3‏ يمكن لمربّي الكلاب ان يزاوجوا بين كلابهم بطريقة انتقائية بحيث يتميز النسل بأرجل اقصر من ارجل الاسلاف او وبر اطول.‏ لكنّ التغيُّرات التي يستحدثها مربّو الكلاب بهذه الطريقة غالبا ما تنتج عن ضياع بعض الوظائف الجينية.‏ مثلا،‏ ان حجم كلاب الدَّشهند الصغير سببه نقص في نمو الغضاريف نموا طبيعيا،‏ مما ينتج التقزُّم.‏

^ ‎الفقرة 4‏ في حين ان كلمة «نوع» تُستخدَم كثيرا في هذه المقالة،‏ من الجدير بالذكر انها لا ترد في سفر التكوين في الكتاب المقدس،‏ حيث تُستخدَم كلمة اشمل بكثير هي «جنس».‏ وما يرتئي العلماء تسميته «تطور نوع جديد» غالبا ما يكون مجرد تنوّع ضمن «الجنس» نفسه،‏ بالمعنى الذي تُستخدم فيه هذه الكلمة في سفر التكوين.‏

^ ‎الفقرة 6‏ انظر الاطار «كيف تُصنَّف الكائنات الحية».‏

^ ‎الفقرة 11‏ تُظهر الابحاث ان سيتوپلازما الخلية وأغشيتها وبنى اخرى فيها تلعب هي ايضا دورا في تحديد الشكل النهائي للكائن الحي.‏

^ ‎الفقرة 13‏ ان تعليقات لونيڠ في هذه المقالة تمثل رأيه الخاص لا رأي معهد ماكس پلانك لأبحاث توليد النباتات.‏

^ ‎الفقرة 14‏ اظهرت الابحاث تكرارا ان عدد الطافرات الجديدة يتدنى بثبات،‏ في حين تَظهر الطفرات نفسها مرة بعد اخرى.‏ وقد استنبط لونيڠ من هذه الظاهرة «قانون التغيُّر الوراثي المتكرر».‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اختير اقل من ١ في المئة من الطفرات النباتية لإجراء المزيد من الابحاث عليها،‏ وتبيّن ان اقل من ١ في المئة من الطفرات المختارة صالح للتطوير التجاري.‏ وكانت نتائج الاستيلاد عن طريق الطفرات اسوأ في الحيوانات منها في النباتات،‏ وقد تم الاستغناء عن هذه الطريقة تماما.‏

^ ‎الفقرة 29‏ يشير مذهب المادية هنا الى النظرية القائلة ان المادة هي الحقيقة الوحيدة او الاساسية،‏ وأن كل شيء في الكون،‏ بما في ذلك كل اشكال الحياة،‏ اتى الى الوجود دون تدخُّل فوق الطبيعة.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٥]‏

‏«لا يمكن ان تجعل الطفرات نوعا [من النباتات او الحيوانات] يتحول الى نوع جديد مختلف كليا»‏

‏[النبذة في الصفحة ١٦]‏

يُظهر سجل الاحافير ان كل المجموعات الرئيسية من الحيوانات ظهرت فجأة ولم تطرأ عليها تغييرات تُذكر

‏[النبذة في الصفحة ١٧]‏

ان عصافير داروين،‏ ان دلت على شيء،‏ فهي تدل ان الانواع يمكنها التكيُّف مع تغيُّر المناخ

‏[الجدول في الصفحة ١٤]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

كيف تُصنَّف الكائنات الحية

تُصنَّف الكائنات الحية ضمن مجموعات تزداد اتساعا ابتداء من النوع (‏species)‏،‏ وهو المجموعة الاكثر تحديدا،‏ الى العالم (‏kingdom)‏ الاكثر شمولا.‏ * قارن مثلا تصنيفَي الانسان وذبابة الفاكهة كما هو ظاهر ادناه.‏

البشر ذباب الفاكهة

النوع melanogaster sapiens

الجنس Drosophila Homo

الفصيلة الانسانيات أليفات الندى

الرتبة الرئيسيات ثنائيات الاجنحة

الصف الثدييات الحشرات

الشُّعبة الحَبْلِيّات مفصليات الارجل

العالم الحيوان الحيوان

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 49‏ ملاحظة:‏ يذكر الاصحاح الاول من التكوين ان النباتات والحيوانات خُلقت لتتكاثر «بحسب اجناسها».‏ (‏تكوين ١:‏١٢،‏ ٢١،‏ ٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لكن كلمة «جنس» المستخدمة في الكتاب المقدس ليست كلمة علمية،‏ ولا يجب الخلط بينها وبين اية كلمة تُستعمل في التصنيف العلمي.‏

‏[مصدر الصورة]‏

جدول مأخوذ من كتاب رموز التطور —‏ علم ام خرافة؟‏ لماذا معظم ما نعلّمه عن التطور خاطئ ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم جوناثان ولْز.‏

‏[الصور في الصفحة ١٥]‏

ذبابة الفاكهة الطافرة هذه (‏في الاعلى)‏،‏ رغم انها مشوَّهة،‏ لا تزال ذبابة فاكهة

‏[مصدر الصورة]‏

Dr.‎ Jeremy Burgess/Photo Researchers,‎ Inc.‎ ©

‏[الصور في الصفحة ١٥]‏

اظهرت ابحاث الطفرات النباتية تكرارا ان عدد الطافرات الجديدة يتدنى بثبات،‏ في حين تَظهر الطفرات نفسها مرة بعد اخرى (‏النبتة الطافرة الظاهرة هنا ازهارها اكبر)‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٣]‏

From a Photograph by Mrs.‎ J.‎ M.‎ Cameron/ U.‎S.‎ National Archives photo

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٦]‏

Dinosaur: © Pat Canova/Index Stock Imagery; fossils: GOH CHAI HIN/AFP/Getty Images

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٧]‏

Finch heads: © Dr.‎ Jeremy Burgess/ Photo Researchers,‎ Inc.‎