الحياة في الفردوس المسترد
تحدّث يسوع بثقة عن العيش مجددا وأخبر تلاميذه ان ذلك سيغدو واقعا اكيدا. فقد قال لهم انهم ‹سيرثون الحياة الابدية في التجديد›. فماذا قصد بعبارة «في التجديد»؟ — متى ١٩:٢٥-٢٩.
بحسب الرواية المناظرة التي دوّنها لوقا، احد كتبة الكتاب المقدس، قال يسوع ان تلاميذه سينالون «في نظام الاشياء الآتي حياة ابدية». (لوقا ١٨:٢٨-٣٠) فلمَ استخدم الكتاب المقدس عبارة «نظام الاشياء الآتي» كمرادف لكلمة «التجديد»؟
الهدف، كما يتضح، هو التشديد ان يهوه اللّٰه سيحرص على اتمام قصده الاصلي ان يتمتع البشر بحياة ابدية على ارض فردوسية ويستعيدوا الكمال الذي نعم به آدم وحواء قبل ارتكابهما الخطية. اذًا، «في نظام الاشياء الآتي»، ‹ستتجدّد› كل الاحوال على الارض، اي سيُستردّ الفردوس الذي وُجد يوما في جنة عدن.
كيف سيُستردّ الفردوس؟
حين كان يسوع على الارض، علّم اتباعه ان يذكروا في صلواتهم الوسيلة التي سيستخدمها اللّٰه لردّ الاحوال البارة الى الارض بأسرها. فقد طلب ان نصلّي هكذا: «ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض». (متى ٦:١٠) وقد عيّن اللّٰه ابنه حاكما على هذا الملكوت الذي سيحقّق قصده ان يردّ الاحوال الفردوسية الى كل بقاع الارض.
ويقول الكتاب المقدس عن هذا الحاكم المعيَّن من اللّٰه: «يولد لنا ولد، ويُعطى لنا ابن، وتكون الرئاسة على كتفه. ويُدعى اسمه . . . رئيس السلام. لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية». (اشعيا ٩:٦، ٧) وكيف ستقوم هذه الحكومة تحت اشراف ‹رئيسها› بتنفيذ مشيئة اللّٰه؟
تجيب كلمة اللّٰه: «في ايام هؤلاء الملوك، يقيم إله السماء مملكة [برئاسة المسيح] لن تنقرض ابدا. ومُلكها لا يترَك لشعب آخر. فتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت الى الدهر». — دانيال ٢:٤٤.
فلنتأمل معا في الاحوال التي ستعمّ الارض في الفردوس المسترد، او «في التجديد»، حين يمارس ابن اللّٰه سلطته متوليا «الرئاسة» في ملكوت ابيه.
كيف ستكون الحياة في الفردوس
قيامة الموتى
«تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون». — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
«سوف تكون قيامة للأبرار والاثمة». — اعمال ٢٤:١٥.
لا مرض ولا شيخوخة ولا موت في ما بعد
«حينئذ تنفتح عيون العمي، وآذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الأعرج كالأيَّل، ويهلّل لسان الابكم». — اشعيا ٣٥:٥، ٦.
«اللّٰه نفسه يكون معهم. وسيمسح كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد. فالامور السابقة قد زالت». — رؤيا ٢١:٣، ٤.
وفرة من الطعام
«الارض تعطي غلّتها، يباركنا اللّٰه إلهنا». — مزمور ٦٧:٦.
«تكون وفرة من القمح في الارض، وعلى رؤوس الجبال فيض». — مزمور ٧٢:١٦.
بيوت مريحة وعمل ممتع للجميع
«يبنون بيوتا ويسكنون فيها، ويغرسون كروما ويأكلون ثمرها. لا يبنون وآخر يسكن، ولا يغرسون وآخر يأكل». — اشعيا ٦٥:٢١، ٢٢.
الجرائم وأعمال العنف والحروب ستولّي الى الابد
«الاشرار . . . ينقرضون من الارض». — امثال ٢:٢٢.
«يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلّمون الحرب في ما بعد». — اشعيا ٢:٤.
لا خوف في ما بعد بل سيسود الامن في كل مكان
«يسكنون آمنين وليس من يرعدهم». — حزقيال ٣٤:٢٨.
«لا احد يُسيء ولا احد يُهلك في كل جبلي المقدس، لأن الارض تمتلئ من معرفة يهوه كما تغطي المياه البحر». — اشعيا ١١:٩.
يا للسعادة التي ستغمرنا حين تسود هذه الاحوال الارض بأسرها! وكم سنبتهج بالعيش مع اشخاص يحبون اللّٰه ورفقاءهم البشر! (متى ٢٢:٣٧-٣٩) ويمكنك ان تكون على ثقة ان جميع وعود اللّٰه ستتمّ آنذاك. فقد قال هو بنفسه: «قد تكلمت بذلك . . . وسأفعله». — اشعيا ٤٦:١١.
ولكن قد يلزمك ان تتعلّم امورا كثيرة بعد عن يهوه اللّٰه وعالمه الجديد المنتظَر. مثلا، ماذا يثبت ان هذا العالم الجديد بات وشيكا؟ كيف سيحلّ ملكوت اللّٰه محلّ كل الحكومات الارضية؟ وما هي الاحداث التي ستؤدي الى ذلك؟ يسرّ شهود يهوه ان يناقشوا معك هذه الاسئلة. ومن اجل مزيد من المعلومات، انظر الصفحة ٣٢ في هذه المجلة.
ان توق الانسان على مر السنين الى عالم جديد بار يكاد ينتهي. فالغالبية العظمى من البشر الاموات سيعيشون مجددا. وهذا ليس مجرد احتمال بل هو مشيئة اللّٰه. فالحياة من جديد واقع اكيد! انها الحياة «الآتية»، «الحياة الحقيقية». — ١ تيموثاوس ٤:٨؛ ٦:١٩.