حاجات العائلة | تربية الاولاد
كيف تضع لولدك المراهق قواعد مناسبة؟
التحدي
يرى ولدك المراهق انك صارم جدا. اما حدسك فينبئك بالعكس. فقد تفكر: ‹اذا لم اكن متشددا، فسيجرّ على نفسه المتاعب حتما›.
بإمكانك ان ترسم قواعد منطقية لولدك. لكن عليك اولا ان تفهم السبب الذي دفعه ان يثور عليها.
ما السبب؟
الرأي الشائع: يتمرد جميع المراهقين على القواعد. وهذا امر لا مفر منه في هذه المرحلة.
الواقع: يقل احتمال تمرد المراهقين عندما يضع الوالدون قواعد منطقية ويناقشونها معهم.
صحيح ان عوامل عديدة ربما تسبب التمرد، الا ان الوالدين يمكن ان يساهموا فيه عن غير قصد في الحالتين التاليتين.
القواعد الصارمة. عندما يفرض الوالدان قواعد ولا يتركان مجالا للمناقشة، تصير حبلا يربط المراهق الى كرسي بدلا من حزام امان يحميه. لهذا السبب، قد يتورط سرا في الامور نفسها التي نهاه عنها والداه.
قواعد لا تراعي عمره. بينما يطيع الولد الصغير الاوامر على الارجح دون طلب اي توضيح، يحتاج المراهق الى معرفة الاسباب. فمن المحتمل ان يستقل عما قريب عن والديه ويتخذ قرارات حاسمة. لذا من الافضل ان يتعلم الآن التحليل منطقيا واتخاذ قرارات صائبة فيما لا يزال تحت اشراف والديه.
ولكن ما العمل اذا انزعج الولد باستمرار من قواعد والديه؟
اقتراحات عملية
اولا، عليك ان تعي ان المراهقين بحاجة ان توضع لهم حدود، حتى انهم في قرارة نفسهم يرغبون فيها. لذا ضع القواعد وتأكد ان ولدك يفهمها. يذكر احد الكتب: «عندما تُرسم حدود واضحة للمراهقين ويتوقعون مقدارا معقولا من الاشراف الابوي، يقل احتمال تورطهم في مسلك سيِّئ». (Letting Go With Love and Confidence) في المقابل، ان الوالدين الذين يشعرون ان القواعد هي غير ضرورية يعطون انطباعا انهم لا يهتمون لأمر اولادهم. وغالبا ما يكون التمرد ثمرة هذا التساهل. — مبدأ الكتاب المقدس: امثال ٢٩:١٥.
فكيف يمكنك اذًا اظهار الاتزان؟ أَفسح المجال لولدك المراهق ان يعبر عمّا في نفسه بخصوص القواعد العائلية. مثلا، في حال طلب منك تعديل موعد عودته الى المنزل مساء، أصغِ اليه فيما يقدم وجهة نظره. فالمراهق الذي يجد لكلامه آذانا صاغية يرجَّح ان يحترم قرارات والديه ويطيعها ولو لم تعجبه. — مبدأ الكتاب المقدس: يعقوب ١:١٩.
ولكن قبل اتخاذ قرارك، تأمل في ما يلي: في حين يطالب المراهقون عموما بحرية اكثر مما يحق لهم، يميل الوالدون الى تضييق الخناق عليهم اكثر من اللازم. لذلك فكِّر جديا في طلب ولدك. هل يبرهن انه قادر على تحمل المسؤولية؟ وهل تتطلب الظروف ان تقدم تنازلات؟ أعرب عن اللين عندما يكون ذلك مناسبا. — مبدأ الكتاب المقدس: تكوين ١٩:١٧-٢٢.
بالاضافة الى الاستماع الى رأي ولدك المراهق، احرص ان تخبره بما يقلقك انت ايضا. وهكذا تعلِّمه الا يركز على رغباته فقط بل ان يأخذ بعين الاعتبار مشاعر الآخرين ايضا. — مبدأ الكتاب المقدس: ١ كورنثوس ١٠:٢٤.
وأخيرا، اتخذ قرارا واشرح الاسباب التي دفعتك الى اعتماده. فسيسرّ على الارجح بأن والديه يصغيان اليه ويرغبان في معرفة مشاعره ولو لم يتحمس للقرار. تذكر ان المراهقة مرحلة تعد ولدك ليصير راشدا. وعندما تضع قواعد منطقية وتناقشها معه، تدربه ليصبح راشدا يتحمل المسؤولية. — مبدأ الكتاب المقدس: امثال ٢٢:٦.
صحيح اننا نشير في هذه المقالة الى المراهقين بصيغة المذكر، الا ان المبادئ تنطبق عموما على كلا الجنسين.