موضوع الغلاف
رواية الخلق الحقيقية في طي الكتمان
بلايين الناس سمعوا او قرأوا رواية الكتاب المقدس عن بداية الكون. فهذه الرواية عمرها ٬٥٠٠٣ سنة، وهي تبدأ بالعبارة الشهيرة: «في البدء خلق الله السموات والارض».
لكن كثيرين يجهلون ان قادة العالم المسيحي، بمَن فيهم المتمسكون بحرفية الكتاب المقدس، يحوِّرون هذه الرواية بشتى الطرق. وتأويلاتهم هذه تتعارض مع الحقائق العلمية. ورغم انها لا تمت الى الاسفار المقدسة بصلة، تحمل البعض على التشكيك في مصداقية الخلق واعتباره روايةً من نسج الخيال.
ومع ان الكتاب المقدس يشرح بداية الكون شرحا منطقيا، وموثوقا به، ومنسجما مع الاكتشافات العلمية، بقيت القصة الحقيقية مع الاسف مخفية عن عيون كثيرين. وقد تستولي عليك الدهشة حين تكشف النقاب عن الرواية الحقيقية.
خالق ازلي
تذكر رواية الخلق ان هنالك كائنا اسمى، الها كلي القدرة، خلق كل الاشياء. فمَن يكون، وما هي طبيعته؟ يكشف الكتاب المقدس انه يختلف كل الاختلاف عن باقي الآلهة في الثقافات الشعبية والاديان التقليدية. ومع انه خالق كل الاشياء، لا يعرف معظم الناس عنه الا القليل القليل.
الله كائن له صفات محددة. فهو ليس قوة غامضة بلا هوية تهيم في الكون الفسيح. بل هو كائن يفكر ويشعر وله قصد.
الله كلي القدرة والحكمة. وأينما تلفتَّ تتجلى هاتان الصفتان في التصاميم المعقدة في الخليقة، وخصوصا في الكائنات الحية.
الله خلق كل الاشياء المادية، لذلك محال ان يكون من الطبيعة المادية ذاتها. بالاحرى، انه كائن روحاني.
الله سرمدي، بلا بداية ولا نهاية. فهو لم يُولد او يُخلق قط.
لله اسم علم يُستعمل آلاف المرات في الكتاب المقدس. وهذا الاسم هو يهوه.
يهوه يحب البشر ويهتم بهم.
كم استغرق خلق الله للكون؟
يقول الكتاب المقدس ان الله خلق «السموات والارض». الا ان هذه الآية لا تحدد طول المدة التي قضاها الله في خلق الكون او الطرق التي صاغه بها. وماذا عن المفهوم الشائع القائل ان الله خلق الكون في ٦ ايام حرفية؟ نشأ هذا المفهوم المرفوض عند غالبية العلماء بسبب اساءة فهم رواية الكتاب المقدس اساءة فادحة. ولكن ماذا تقول الاسفار المقدسة حقا؟
لا يدعم الكتاب المقدس رأي مَن يزعمون ان الايام الخلقية كانت اياما من ٢٤ ساعة حرفية
لا يدعم هذا الكتاب رأي مَن يزعمون ان الايام الخلقية كانت اياما من ٢٤ ساعة حرفية.
غالبا ما يستخدم الكتاب المقدس كلمة «يوم» اشارة الى عدة فترات زمنية، وهو في معظم الحالات لا يذكر طولها بالضبط. ورواية الخلق في سفر التكوين مثال على ذلك.
بحسب رواية الاسفار المقدسة، ان كلا من الايام الخلقية الستة امتد على الارجح آلاف السنين.
خلق الله الكون، بما في ذلك كوكب الارض المقفر، قبل بداية اليوم الخلقي الاول.
من الواضح ان الايام الخلقية الستة تألفت من فترات زمنية طويلة أعدّ يهوه خلالها الارض لسكنى البشر.
لا تتعارض رواية الخلق في الكتاب المقدس مع ما خلصت اليه الابحاث العلمية عن عمر الكون.
هل أوجد الله الحياة عن طريق التطور؟
يتبنى العديد ممَّن لا يؤمنون بالكتاب المقدس نظرية مفادها ان الحياة تكونت من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية الفجائية والمجهولة. وهم يفترضون ان عضويات بسيطة تتكاثر تكاثرا لاجنسيا، كالبكتيريا، نشأت في مرحلة ما ثم تشعبت منها تدريجيا جميع الانواع الموجودة اليوم. ولكن هل يعقل ان الجسم البشري بتعقيده المذهل قد نشأ من بكتيريا؟!
هذا وإن كثيرين ايضا ممَّن يدَّعون قبول الكتاب المقدس ككلمة الله يؤيدون نظرية التطور. فهم يعتقدون ان الله ابتدع شرارة الحياة الاولى على الارض، ثم ضبط وربما وجَّه عملية التطور. لكن ذلك يتعارض مع ما يرد في الاسفار المقدسة.
لا تتعارض رواية الخلق في الكتاب المقدس مع الاستنتاجات العلمية التي تتحدث عن تغيُّرات طفيفة ضمن النوع نفسه
تذكر هذه الاسفار ان يهوه خلق كل انواع الحياة النباتية والحيوانية، فضلا عن رجل وامرأة كاملين يتفهمان طبيعتهما ويتصفان بالمحبة والحكمة والعدل.
من الواضح ان انواع النباتات والحيوانات التي خلقها الله شهدت تغيُّرات طفيفة ونتجت عنها الانواع المعروفة اليوم، انواع كثيرا ما يختلف واحدها عن الآخر اختلافا كبيرا.
لا تتعارض رواية الخلق في الكتاب المقدس مع الاستنتاجات العلمية التي تتحدث عن تغيُّرات طفيفة ضمن النوع نفسه.
الخليقة تشهد على الخالق
في اواسط القرن التاسع عشر، اتفق عالم الاحياء البريطاني ألفرد راسل والاس مع تشارلز داروين على نظرية التطور التي تتم بواسطة عملية الانتقاء الطبيعي. ولكن يُقال ان مؤيد التطور المعروف هذا ذكر: «لكل مَن ينعم النظر ويتأمل في ادق الخلايا، الدم، الارض بكاملها، والكون المرصَّع بالنجوم . . . يوجد بالتأكيد توجيه واعٍ وذكي؛ بكلمات وجيزة، هنالك عقل مدبر».
غير ان الكتاب المقدس سبق وذكر قبل والاس بنحو ألفي سنة: «ان صفات [الله] غير المنظورة، اي قدرته السرمدية وألوهته، تُرى بوضوح منذ خلق العالم، لأنها تدرك بالمصنوعات». (روما ١:٢٠) لذلك يحسن بك ان تصرف بين الحين والآخر بضع لحظات لتتأمل في التعقيد المذهل الموجود في الطبيعة، من الاعشاب الصغيرة الى الاجرام السماوية التي لا تعد ولا تحصى. فستجد فعلا ان الخليقة تشهد على وجود الخالق.
ولكن قد تتساءل: ‹اذا كان هنالك اله محب خلق كل الاشياء، فلمَ يسمح بالالم؟ هل تخلى عن خليقته الارضية؟ وأي مستقبل ينتظر البشر؟›. يحوي الكتاب المقدس فيضا من الروايات الاخرى، حقائق أُخفيت عن معظم الناس تحت غطاء الفلسفات البشرية والتعاليم الدينية. يسر شهود يهوه، ناشري هذه المجلة، ان يساعدوك على تفحص هذه الحقائق النقية وتعلُّم المزيد عن الخالق ومستقبل خلائقه البشر.