حاجات العائلة | اهتمامات الشباب
عندما يعود الشاب الى بيت والديه
التحدي
يغادر الشاب منزل والديه ليعيش حياة مستقلة. لكنَّه يقع في مشاكل مادية تجبره على العودة الى البيت. فهل تمر بظرف مشابه؟
حتى لو كنت على علاقة طيبة بأبيك وأمك، فالعودة الى البيت ليست بالامر الهيِّن. تقول شابة اسمها سارة: * «حين عشت بمفردي، تعوَّدت ان أتَّكل على ذاتي مما قوَّى ثقتي بنفسي. ولكن حين عدت الى البيت، شعرت اني طفلة من جديد». وهذا ما شعر به رامي ايضا. يقول: «لم أُرد العودة، لكنِّي في الوقت نفسه ما عدت قادرا على تحمُّل نفقات العيش بمفردي. فشعرت اني فاشل».
اذا كنت تشعر مثل سارة ورامي، فستساعدك هذه المقالة ان تقف على رجليك ثانية.
ما السبب؟
المشاكل المالية. يُصدَم كثيرون من الشباب صدمة عمرهم حين يكتشفون كم المعيشة غالية. يقول رامي المذكور آنفا: «كل المال الذي ادَّخرته صرفته على اعالة نفسي». ومرَّت رشا بظرف مشابه. فقد غادرت المنزل وهي في الـ ٢٤ من عمرها وعادت اليه بعد سنة ونصف. تعترف: «كان بإمكاني ان اتدبَّر اموري كما يجب، لكنِّي غادرت البيت بدون نقود وعدت اليه مديونة». *
البطالة. مهما كان الشاب حذرا، يمكن لخسارة الوظيفة ان تخرِّب خططه ليعيش حياة مستقلة. وهذا ما اكتشفته رشا من تجربتها الخاصة. تقول: «تخرَّجت من دورة تدريبية في مجال الطب وانضممت الى وكالة توظيف ساعدتني ان اجد عملا. ولكن حين خسرت عملي، شعرت اني وصلت الى حائط مسدود. فما من فرص عمل في هذا المجال في المنطقة الريفية التي عشت فيها».
التوقعات الخيالية. يبدأ شباب كثيرون بالعمل وهم لا يدركون صعوبة تأمين لقمة العيش. فغالبا ما يكون عملهم اصعب مما توقَّعوا. ويخيب املهم حين يكتشفون ان الاستقلالية التي حلموا بها تفقد رونقها. فهم لم يتصوَّروا ان الحياة ستكون مليئة بالتحديات والصعوبات.
اقتراحات عملية
ناقِش مع والديك بعض التفاصيل. تحدَّث اليهما في المسائل التالية: كم تطول فترة بقائك معهما؟ كيف تساهم في مصروف البيت؟ اية واجبات منزلية مطلوبة منك؟ وأية خطوات ستَّتخذها لتقف على رجليك مجددا؟ مهما كان عمرك، فتذكَّر انك تعيش الآن تحت سقف والديك وعليك بالتالي الخضوع لهما. — مبدأ الكتاب المقدس: خروج ٢٠:١٢.
تعلَّم ان تصرف باعتدال. يقول دليل المراهقين وطلاب الجامعات للاعتماد على انفسهم (بالانكليزية): «ترتبط طريقة صرفك المال ارتباطا وثيقا بنجاحك في ادارته . . . وأبقِ في بالك امرا مهمًّا: لا تنفق المال على ما لا تحتاجه». — مبدأ الكتاب المقدس: لوقا ١٤:٢٨.
اطلب النصيحة. بمقدور والديك او راشدين آخرين ان يساعدوك على اكتساب مهارات في الاعمال المصرفية، وضع ميزانية، وتسديد الفواتير. تقول شابة اسمها ماري: «كان علي البدء من الصفر. وقد ساعدتني صديقتي ان اعدَّ قائمة بالمصاريف الضرورية وغير الضرورية. وكم تفاجأت حين وجدت ان غالبية المصاريف لا لزوم لها بالمرة! هذا وإني تعلَّمت تنمية صفة ضرورية جدا للعيش مستقلة وهي تأديب الذات». — مبدأ الكتاب المقدس: امثال ١٣:١٠.
البراعة في الوظيفة اهم من الوظيفة بحد ذاتها
اسعَ لإيجاد وظيفة. استغل الوقت الذي كنت تمضيه في العمل كي تبحث عن وظيفة. ولكن انتبه! فسيقول لك كثيرون: «اسعَ وراء احلامك». الا ان التفتيش عن ‹وظيفة الاحلام› سيحدّ على الارجح من خياراتك ويُعميك عن بعض الفرص المتاحة لك. لذلك تقبَّل كافة الاحتمالات عوض ان تضيِّع وقتك في البحث عن عمل معيَّن. تذكَّر ان البراعة في الوظيفة اهم من الوظيفة بحد ذاتها. فقد تبيَّن ان العمال يستمتعون بعملهم كلما اكتسبوا خبرة ومهارة فيه. فمن غير الضروري ان تعمل ما تحب لكي تحب ما تعمل!
^ الفقرة 5 الاسماء الواردة في هذه المقالة مستعارة.
^ الفقرة 8 عادة، يواجه طلاب الجامعات في الولايات المتحدة هذه المشكلة. فبحسب تقرير صادر عن ذا وول ستريت جورنال (بالانكليزية)، يتخرَّج الطالب الذي يأخذ قرضا وعليه دين بمعدل ٣٣٬٠٠٠ دولار اميركي.