الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«داوموا على السهر»‏

‏«داوموا على السهر»‏

‏«‏داوموا على السهر»‏

‏«داوموا على السهر إذًا،‏ لأنكم لا تعرفون في أي يوم يأتي ربكم».‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٢‏.‏

١ كيف يشعر الذين يخدمون يهوه لزمن طويل حيال سنواتهم العديدة في الخدمة المخلصة؟‏ اذكروا مثالا لذلك.‏

كثيرون ممَّن يخدمون يهوه لزمن طويل تعلَّموا الحق عندما كانوا شبانا وشابات.‏ ومثل التاجر الذي اكتشف لؤلؤة عظيمة القيمة وباع كل شيء يملكه ليشتريها،‏ فقد انكر تلاميذ الكتاب المقدس المتحمسون هؤلاء انفسهم ونذروا حياتهم ليهوه.‏ (‏متى ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ مرقس ٨:‏٣٤‏)‏ فكيف يشعرون حيال اضطرارهم الى الانتظار اطول مما توقعوا لكي يروا اتمام مقاصد الله للارض؟‏ انهم ليسوا نادمين على الاطلاق!‏ ويوافقون الاخ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ الذي قال بعد نحو ٦٠ سنة من الخدمة المخلصة لله:‏ «انا الآن اكثر عزما من ايّ وقت مضى ان احتمل في ايماني.‏ فقد جعل الحياة جديرة بالعيش.‏ ولا يزال يساعدني على مواجهة المستقبل دون خوف».‏

٢ (‏أ)‏ اية مشورة في حينها اعطاها يسوع لأتباعه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة سنعالجها في هذه المقالة؟‏

٢ وماذا عنكم؟‏ مهما كان عمركم،‏ يحسن ان تتأملوا في كلمات يسوع:‏ «داوموا على السهر إذًا،‏ لأنكم لا تعرفون في أي يوم يأتي ربكم».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٢‏)‏ تحتوي هذه الجملة البسيطة على حقيقة عميقة.‏ نحن لا نعرف وليس ضروريا ان نعرف في ايّ يوم سيأتي الرب لتنفيذ الدينونة في هذا النظام الشرير.‏ ولكن يلزم ان نعيش بطريقة لا نندم عليها عندما يأتي.‏ وفي هذا الخصوص،‏ اية امثلة نجدها في الكتاب المقدس تساعدنا ان نداوم على السهر؟‏ كيف اوضح يسوع هذه الحاجة؟‏ وأية ادلة لدينا اليوم تثبت اننا نعيش في الايام الاخيرة لهذا العالم الشرير؟‏

مثال تحذيري

٣ كيف يشبه كثيرون من الناس اليوم الناس في ايام نوح؟‏

٣ في نواحٍ كثيرة،‏ يشبه الناس اليوم الرجال والنساء الذين كانوا في ايام نوح.‏ فقد كانت الارض آنذاك ملآنة عنفا،‏ وميل قلب الانسان «شرير كل يوم».‏ (‏تكوين ٦:‏٥‏)‏ وكان معظم الناس منهمكين في شؤون الحياة اليومية.‏ لكنَّ يهوه اتاح لهم الفرصة ليتوبوا قبلما جلب الطوفان العظيم.‏ فقد فوَّض الى نوح ان يكرز،‏ وأطاع نوح —‏ خادما ‹ككارز بالبر› ربما نحو ٤٠ او ٥٠ سنة او اكثر.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ لكنَّ الناس تجاهلوا رسالة نوح التحذيرية.‏ ولم يسهروا.‏ لذلك لم ينجُ من تنفيذ دينونة يهوه في النهاية سوى نوح وعائلته.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏.‏

٤ بأيّ معنى يمكن ان يُقال ان خدمة نوح كانت ناجحة،‏ وكيف يمكن ان يُقال الامر عينه عن عمل كرازتكم؟‏

٤ وهل نجحت خدمة نوح؟‏ لا تحكموا بحسب العدد الصغير الذي تجاوب.‏ فكرازة نوح تممت قصدها بغض النظر عن التجاوب.‏ ولماذا؟‏ لأنها اتاحت للناس فرصة كافية ليختاروا هل سيخدمون يهوه ام لا.‏ وماذا عن مقاطعتكم؟‏ ان نجاحكم باهر حتى لو كان التجاوب ضئيلا.‏ ولماذا؟‏ لأنكم تعلنون بكرازتكم تحذير الله،‏ وبذلك تتممون التفويض الذي اعطاه يسوع لأتباعه.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

تجاهل انبياء الله

٥ (‏أ)‏ اية احوال كانت متفشية في يهوذا في ايام حبقوق،‏ وكيف تجاوب الشعب مع رسالته النبوية؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر شعب يهوذا العداء تجاه انبياء يهوه؟‏

٥ بعد قرون من الطوفان،‏ واجهت مملكة يهوذا حالة خطيرة.‏ فكانت الصنمية،‏ الجور،‏ الظلم،‏ حتى القتل امورا سائدة.‏ فأقام يهوه حبقوق ليحذِّر الناس من كارثة ستحل بهم على ايدي الكلدانيين،‏ او البابليين،‏ اذا لم يتوبوا.‏ (‏حبقوق ١:‏٥-‏٧‏)‏ لكنَّ الشعب رفض الاصغاء.‏ فربما فكروا:‏ ‹منذ اكثر من مئة سنة اعلن النبي اشعيا تحذيرا مماثلا،‏ ولكن لم يحدث شيء حتى الآن!‏›.‏ (‏اشعياء ٣٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولم يكن كثيرون من رسميي يهوذا لامبالين بالرسالة فحسب بل ايضا عدائيين تجاه الرسل.‏ فقد حاولوا ذات مرة ان يقتلوا النبي ارميا،‏ وكانوا سينجحون لولا تدخل اخيقام.‏ وقد قتل الملك يهوياقيم النبي اوريا بسبب غضبه من رسالة نبوية اخرى.‏ —‏ ارميا ٢٦:‏٢١-‏٢٤‏.‏

٦ كيف قوّى يهوه حبقوق؟‏

٦ ولم تكن رسالة حبقوق اقل جرأة،‏ وكانت غير شعبية كرسالة ارميا،‏ الذي سبق وأُوحي اليه من الله ان ينبئ بخراب يهوذا ٧٠ سنة.‏ (‏ارميا ٢٥:‏٨-‏١١‏)‏ لذلك يمكننا ان نفهم حزن حبقوق عندما صرخ:‏ «حتى متى يا رب ادعو وأنت لا تسمع اصرخ اليك من الظلم وأنت لا تخلّص».‏ (‏حبقوق ١:‏٢‏)‏ فأجاب يهوه حبقوق برأفة بهذه الكلمات المقوية للايمان:‏ «الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.‏ إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر».‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فلدى يهوه «ميعاد» لإنهاء الجور والظلم.‏ وإذا بدا ان هنالك تأخيرا،‏ فلم يكن على حبقوق ان يتثبط،‏ ولم يكن عليه ان يبطئ.‏ بل كان عليه ان «ينتظر»،‏ عائشا كل يوم بشعور بالالحاح.‏ فيوم يهوه لم يكن ليتأخر!‏

٧ لماذا وُسمت اورشليم مرة اخرى للدمار في القرن الاول بعد الميلاد؟‏

٧ دُمِّرت اورشليم،‏ عاصمة يهوذا،‏ بعدما تكلم يهوه مع حبقوق بـ‍ ٢٠ سنة تقريبا.‏ ولاحقا،‏ أُعيد بناؤها وصُحِّحت اخطاء كثيرة كانت السبب في حزن حبقوق.‏ ولكن في القرن الاول بعد الميلاد،‏ وُسمت المدينة مرة ثانية للدمار بسبب عدم امانة سكانها.‏ ورتَّب يهوه برحمة ان يخلص المستقيمون.‏ وهذه المرة استعمل ابرز نبي،‏ يسوع المسيح،‏ ليوصل الرسالة.‏ ففي سنة ٣٣ ب‌م،‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «متى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش معسكرة،‏ فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب.‏ حينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٨ (‏أ)‏ ماذا ربما حدث لبعض المسيحيين مع مرور الوقت بعد موت يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف تمت كلمات يسوع النبوية بشأن اورشليم؟‏

٨ على مرّ السنين،‏ ربما تساءل بعض المسيحيين في اورشليم متى ستتم نبوة يسوع.‏ تأملوا في بعض التضحيات التي قام بها البعض دون شك.‏ لربما رفضوا عروضا تجارية مغرية بسبب تصميمهم ان يداوموا على السهر.‏ فهل تعبوا مع مرور الوقت؟‏ هل استنتجوا انهم يضيعون وقتهم،‏ محاجّين ان كلمات يسوع تنطبق على جيل مستقبلي،‏ وليس على جيلهم؟‏ في سنة ٦٦ ب‌م،‏ ابتدأت نبوة يسوع تتم عندما احاطت الجيوش الرومانية بأورشليم.‏ والذين داوموا على السهر ميَّزوا العلامة،‏ هربوا من المدينة،‏ ونجوا من دمار اورشليم.‏

ايضاح الحاجة الى السهر

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف تلخِّصون ايضاح يسوع عن العبيد الذين ينتظرون عودة سيدهم من عرسه؟‏ (‏ب)‏ لماذا ربما كان صعبا على العبيد انتظار سيدهم؟‏ (‏ج)‏ لماذا كان مفيدا للعبيد ان يصبروا؟‏

٩ في التشديد على الحاجة الى السهر،‏ شبَّه يسوع تلاميذه بعبيد ينتظرون عودة سيدهم من عرسه.‏ فكانوا يعرفون الليلة التي سيعود فيها —‏ ولكن في اية ساعة؟‏ أفي الهزيع الاول من الليل؟‏ في الثاني؟‏ في الثالث؟‏ هذا ما كانوا يجهلونه.‏ قال يسوع:‏ «إن جاء [السيد] في الهزيع الثاني،‏ أو حتى في الثالث،‏ ووجدهم هكذا [ساهرين]،‏ فيا لسعادتهم».‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ تخيَّلوا ترقُّب هؤلاء العبيد.‏ فكل حسّ يُسمع وكل خيال يتحرك كان يزيد توقعهم:‏ ‹هل يمكن ان يكون هذا سيدنا؟‏›.‏

١٠ وماذا لو جاء السيد في الهزيع الثاني من الليل،‏ الذي كان يمتد من نحو الساعة التاسعة حتى منتصف الليل؟‏ هل يكون كل العبيد،‏ بمن فيهم الذين عملوا بكدّ منذ الصباح الباكر،‏ مستعدين لاستقباله،‏ ام يكون البعض نياما؟‏ ماذا لو جاء السيد في الهزيع الثالث من الليل —‏ الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى نحو الثالثة صباحا؟‏ فهل كان بعض العبيد سيتثبطون،‏ او حتى يستاؤون من تأخير سيدهم الظاهري؟‏ * فقط الذين كانوا سيوجدون ساهرين عند وصول السيد كان سيُعلَن انهم سعداء.‏ وكانت ستنطبق عليهم بالتأكيد كلمات الامثال ١٣:‏١٢‏:‏ «الرجاء المماطَل يُمرض القلب والشهوة المتمَّمة شجرة حياة».‏

١١ كيف يمكن للصلاة ان تساعدنا ان نداوم على السهر؟‏

١١ وماذا كان سيساعد أتباع يسوع ان يداوموا على السهر خلال فترة التأخير الظاهري؟‏ عندما كان يسوع في بستان جتسيماني قبيل اعتقاله،‏ قال لثلاثة من رسله:‏ «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة.‏ إن الروح مندفع،‏ أما الجسد فضعيف».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ وبعد سنوات،‏ اعطى بطرس،‏ الذي كان موجودا في تلك المناسبة،‏ مشورة مماثلة للرفقاء المسيحيين.‏ فقد كتب:‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت.‏ فكونوا ذوي رزانة،‏ وتيقظوا للصلوات».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٧‏)‏ من الواضح ان الصلاة القلبية ينبغي ان تكون جزءا من روتيننا المسيحي.‏ حقا،‏ يلزم ان نتوسل الى يهوه باستمرار ليساعدنا ان نداوم على السهر.‏ —‏ روما ١٢:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏.‏

١٢ ما هو الفرق بين التخمين والتيقظ؟‏

١٢ لاحظوا ان بولس قال ايضا:‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت».‏ فإلى ايّ حدّ اقتربت؟‏ لن يتمكن البشر بأية طريقة ان يحدِّدوا اليوم والساعة بالضبط.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦‏)‏ ولكن هنالك فرق بين اطلاق العنان للتخمين،‏ الذي لا يشجِّع عليه الكتاب المقدس،‏ والمداومة على توقع النهاية،‏ التي يشجِّع عليها.‏ (‏قارنوا ٢ تيموثاوس ٤:‏٣،‏ ٤؛‏ تيطس ٣:‏٩‏.‏)‏ وما هي احدى الطرائق التي تمكِّننا من المداومة على توقع النهاية؟‏ الانتباه بدقة للادلة ان النهاية قريبة.‏ فلنراجع ستة ادلة تثبت اننا نعيش في الايام الاخيرة لهذا العالم الشرير.‏

ستة ادلة مقنعة

١٣ كيف تقنعكم نبوة بولس المسجلة في ٢ تيموثاوس الاصحاح ٣ اننا نعيش في «الايام الاخيرة»؟‏

١٣ اولا،‏ اننا نرى بوضوح اتمام نبوة الرسول بولس المتعلقة ‹بالايام الاخيرة›.‏ كتب بولس:‏ «في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ عاصين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير أولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول أي اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة لله،‏ لهم شكل التعبد لله ولكنهم منكرون قوته؛‏ فعن هؤلاء أعرض.‏ أما الناس الأشرار والدجالون فسيتقدمون من سيِّئ إلى أسوأ،‏ مضِلِّين ومُضَلِّين».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ أفلا نرى اتمام هذه النبوة في ايامنا؟‏ لا يمكن إلا للذين يتجاهلون الوقائع ان ينكروا ذلك!‏ *

١٤ كيف تتم اليوم كلمات الكشف ١٢:‏٩ عن ابليس،‏ وماذا سيحصل له عمّا قريب؟‏

١٤ ثانيا،‏ نحن نرى آثار طرد الشيطان وأبالسته من السماء،‏ إتماما للكشف ١٢:‏٩ ‏.‏ نقرأ هناك:‏ «طُرح التنين العظيم،‏ الحية الأولى،‏ المدعو إبليس والشيطان،‏ الذي يضل المسكونة كلها؛‏ طُرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته».‏ وهذا ما انتج ويلا عظيما للارض.‏ فخصوصا منذ سنة ١٩١٤،‏ هنالك الكثير من الويل للجنس البشري.‏ لكنَّ النبوة في الكشف تضيف انه عندما يُطرَد الشيطان من السماء،‏ يعرف «ان له زمانا قصيرا».‏ (‏كشف ١٢:‏١٢‏)‏ وفي هذه الفترة،‏ يشن الشيطان حربا على أتباع المسيح الممسوحين.‏ (‏كشف ١٢:‏١٧‏)‏ ونحن نرى حتما آثار هجومه في ايامنا.‏ * لكنَّ الشيطان سيُسجَن عمّا قريب في المهواة «لكي لا يضل الأمم بعد».‏ —‏ كشف ٢٠:‏١-‏٣‏.‏

١٥ كيف يزوِّد الكشف ١٧:‏٩-‏١١ الدليل اننا نعيش في وقت النهاية؟‏

١٥ ثالثا،‏ نحن نعيش في وقت ‹الملك› الثامن والاخير المذكور في النبوة المسجلة في الكشف ١٧:‏٩-‏١١‏.‏ فهنا يذكر الرسول يوحنا سبعة ملوك يمثِّلون سبع دول عالمية:‏ مصر،‏ اشور،‏ بابل،‏ مادي وفارس،‏ اليونان،‏ روما،‏ والدولة العالمية الثنائية الانكلواميركية.‏ ويرى ايضا ‹ملكا ثامنا ينشأ عن السبعة›.‏ وهذا الملك الثامن —‏ الملك الاخير الذي يراه يوحنا —‏ يمثِّل الآن الامم المتحدة.‏ ويقول يوحنا ان هذا الملك الثامن «يمضي إلى الهلاك»،‏ وبعدئذ لا يُذكَر ايّ ملوك ارضيين.‏ *

١٦ كيف تدل الوقائع التي تتمِّم حلم تمثال نبوخذنصر اننا نعيش في الايام الاخيرة؟‏

١٦ رابعا،‏ نحن نعيش في فترة ممثَّلة بقدمَي التمثال في حلم نبوخذنصر.‏ وقد فسَّر النبي دانيال هذا الحلم الغامض عن تمثال ضخم له شكل بشري.‏ (‏دانيال ٢:‏٣٦-‏٤٣‏)‏ فالاجزاء المعدنية الاربعة من التمثال تمثِّل دولا عالمية مختلفة،‏ بدءا من الرأس (‏الامبراطورية البابلية)‏ وحتى القدمَين وأصابع القدمَين (‏الحكومات اليوم)‏.‏ وقد ظهرت على المسرح كل الدول العالمية الممثَّلة بهذا التمثال.‏ ونحن نعيش في الفترة التي تمثِّلها قدما التمثال.‏ ولا يُذكَر مجيء اية دول اخرى.‏ *

١٧ كيف يزوِّد نشاطنا للكرازة بالملكوت دليلا اضافيا اننا نعيش في وقت النهاية؟‏

١٧ خامسا،‏ نحن نرى اتمام عمل كرازة عالمي النطاق،‏ عمل قال يسوع انه سيجري قُبيل نهاية هذا النظام.‏ قال يسوع:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ واليوم،‏ تتم هذه النبوة على نطاق لم يسبق له مثيل.‏ صحيح انه لا تزال بعض المقاطعات غير مخدومة،‏ ومن الممكن ان ينفتح باب كبير يؤدي الى نشاط اعظم في وقت يهوه المعيَّن.‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏٩‏)‏ لكنَّ الكتاب المقدس لا يذكر ان يهوه سينتظر حتى تصل الشهادة الى كل شخص على الارض.‏ وبالاحرى يجب ان يُكرز بالبشارة الى الحد الذي يرضى به يهوه.‏ ثم تأتي النهاية.‏ —‏ قارنوا متى ١٠:‏٢٣‏.‏

١٨ كما يتضح،‏ ماذا سيصحّ في بعض الممسوحين حين يبدأ الضيق العظيم،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

١٨ سادسا،‏ ان عدد الذين هم حقا تلاميذ المسيح الممسوحون يتناقص،‏ رغم ان البعض منهم كما يتضح سيظلون على الارض عندما يبدأ الضيق العظيم.‏ ان معظم البقية هم مسنون،‏ وعلى مرّ السنين يصير عدد الذين هم حقا ممسوحون اصغر فأصغر.‏ ومع ذلك،‏ قال يسوع مشيرا الى الضيق العظيم:‏ «لو لم تقصَّر تلك الأيام،‏ لم يخلص جسد؛‏ ولكن لأجل المختارين تقصَّر تلك الأيام».‏ (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فمن الواضح ان بعض «مختاري» المسيح سيكونون على الارض بعدُ عندما يبدأ الضيق العظيم.‏ *

ماذا يكمن امامنا؟‏

١٩،‏ ٢٠ لماذا من الملحّ ان نبقى مستيقظين ونداوم على السهر الآن اكثر من ايّ وقت مضى؟‏

١٩ ماذا يخبئ لنا المستقبل؟‏ ان اوقاتا مثيرة ستأتي بعد.‏ فقد حذَّر بولس ان «يوم يهوه آت كسارق في الليل».‏ ويقول مشيرا الى اشخاص يبدو انهم على علم بشؤون العالم:‏ «حين يقولون:‏ ‹سلام وأمن!‏›،‏ حينئذ يدهمهم سريعا هلاك مفاجئ».‏ لذلك يحث بولس قراءه:‏ «لا ننم كالباقين،‏ بل لنبقَ مستيقظين وواعين».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٣،‏ ٦‏)‏ حقا،‏ ان الذين يلتفتون الى المؤسسات البشرية لجلب السلام والامن يتجاهلون الحقيقة.‏ فهؤلاء الاشخاص مستغرقون في نوم عميق!‏

٢٠ ان دمار نظام الاشياء هذا سيأتي بسرعة مفاجئة.‏ فداوموا على ترقُّب يوم يهوه.‏ قال الله نفسه لحبقوق:‏ «لا تتأخر!‏».‏ حقا،‏ الآن اكثر من ايّ وقت مضى من الملحّ ان نداوم على السهر.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 10‏ لم يعطِ السيد موعدا لعبيده.‏ لذلك لم يكن مضطرا ان يقدِّم حسابا عن كل تحركاته،‏ ولم يكن مجبَرا على تبرير ايّ تأخير ظاهري.‏

^ ‎الفقرة 13‏ من اجل مناقشة مفصلة لهذه النبوة،‏ انظروا الفصل ١١ من كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

^ ‎الفقرة 14‏ من اجل مزيد من المعلومات،‏ انظروا الصفحات ١٨١-‏١٨٦ من كتاب الرؤيا ‏—‏ ذروتها العظمى قريبة!‏‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

^ ‎الفقرة 16‏ انظروا الفصل ٤ من كتاب انتبهوا لنبوة دانيال‏!‏‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

^ ‎الفقرة 18‏ في مثل الخراف والجداء،‏ يجيء ابن الانسان في مجده في فترة الضيق العظيم ويجلس للدينونة.‏ ويدين الناس على اساس دعمهم لاخوة المسيح الممسوحين.‏ فسيكون بلا معنى مقياس الدينونة هذا اذا كان اخوة المسيح في وقت الدينونة قد غادروا المسرح الارضي منذ زمن طويل.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏.‏

هل تذكرون؟‏

‏• اية امثلة من الكتاب المقدس يمكن ان تساعدنا ان نداوم على السهر؟‏

‏• كيف اوضح يسوع الحاجة الى السهر؟‏

‏• ما هي الادلة الستة التي تثبت اننا نعيش في الايام الاخيرة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

خدم أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان يهوه بأمانة طوال ستة عقود تقريبا

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

شبَّه يسوع تلاميذه بعبيد يداومون على السهر