الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

صُنع كل شيء جديدا —‏ كما أُنبئ

صُنع كل شيء جديدا —‏ كما أُنبئ

صُنع كل شيء جديدا —‏ كما أُنبئ

‏«قال الجالس على العرش:‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ .‏ .‏ .‏ ‹هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ —‏ كشف ٢١:‏٥‏.‏

١،‏ ٢ لماذا يتردد كثيرون بالصواب في التفكير في ما يخبئه المستقبل؟‏

هل قلتم او فكرتم مرة:‏ ‹مَن يعرف ماذا يخبئ الغد؟‏›.‏ يمكنكم ان تفهموا لماذا يتردد الناس في تخمين ما يخبئه المستقبل او في الوثوق بالذين يدَّعون بتهوُّر التنبؤ بما يكمن في المستقبل.‏ فمن الواضح ان البشر لا يملكون القدرة على التكهن بدقة بما سيحصل في الاشهر او السنوات القادمة.‏

٢ خصَّصت مجلة فوربز بأقصى سرعة ممكنة ‏(‏بالانكليزية)‏ عددا تناول موضوع الوقت.‏ كتب فيه روبرت كرِنڠلي،‏ مدير برامج وثائقية تلفزيونية:‏ «في النهاية،‏ يخزينا الوقت جميعا،‏ ولكن اكثر مَن يخزيهم الوقت هم المتكهنون.‏ ان محاولة تخمين ما سيحدث في المستقبل هي لعبة نخسر فيها دائما تقريبا.‏ .‏ .‏ .‏ ورغم ذلك يستمر الخبراء المزعومون في التنبؤ».‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ايّ تفاؤل لدى البعض بشأن الالفيَّة الجديدة؟‏ (‏ب)‏ ايّ توقع واقعي لدى آخرين بشأن المستقبل؟‏

٣ ربما لاحظتم انه مع الاهتمام الكبير بالالفيَّة الجديدة،‏ قد يبدو ان اشخاصا اكثر يفكرون في المستقبل.‏ ذكرت مجلة ماكلينز ‏(‏بالانكليزية)‏ عند بداية السنة الماضية:‏ «قد يعتبر معظم الكنديين ان سنة ٢٠٠٠ هي سنة كغيرها من السنوات في التقويم،‏ ولكن قد يتَّفق ان تتزامن مع بداية جديدة فعلا».‏ وقدَّم الپروفسور كريس دودْني من جامعة يورك احد الاسباب التي تجعل كثيرين من الناس متفائلين:‏ «تعني الالفيَّة انه بإمكاننا غسل ايدينا من قرن مريع فعلا».‏

٤ فهل يبدو ذلك مجرد تمنٍّ؟‏ ان ٢٢ في المئة فقط من الذين جرى استفتاؤهم في كندا «يعتقدون ان سنة ٢٠٠٠ ستجلب بداية جديدة للعالم».‏ وفي الواقع،‏ «يتوقع [النصف تقريبا] صراعا عالميا آخر» —‏ حربا عالمية —‏ في غضون خمسين سنة.‏ وكما يتَّضح،‏ تعي الاكثرية عدم استطاعة ألفيَّة جديدة ازالة مشاكلنا،‏ صانعة كل شيء جديدا.‏ كتب السير مايكل عطية،‏ رئيس سابق للجمعية الملكية في بريطانيا:‏ «ان التغيير السريع .‏ .‏ .‏ يعني ان القرن الحادي والعشرين سيجلب تحديات خطيرة لحضارتنا بكاملها.‏ فنحن نختبر الآن مشاكل النمو السكاني،‏ الموارد المحدودة،‏ تلوّث البيئة،‏ والفقر الواسع الانتشار،‏ وينبغي ان تُعالَج هذه كقضايا ملحّة».‏

٥ اين يمكننا ان نجد معلومات موثوقا بها عما يكمن في المستقبل؟‏

٥ ولكن قد تتساءلون:‏ ‹بما ان البشر لا يمكنهم ان يتنبأوا بما يخبئه مستقبلنا،‏ أفلا ينبغي ان نتجاهل المستقبل؟‏›.‏ الجواب هو:‏ كلا!‏ صحيح ان البشر لا يستطيعون التنبؤ بدقة بما يكمن في المستقبل،‏ ولكن لا ينبغي ان نعتقد ان لا احد يستطيع ذلك.‏ فمَن يستطيع ولماذا ينبغي ان نشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل؟‏ يمكنكم ان تجدوا اجوبة مقنعة في اربعة تنبؤات محدَّدة.‏ انها مسجَّلة في الكتاب الاوسع انتشارا والذي يُقرأ اكثر،‏ لكنه ايضا الكتاب الذي يُساء فهمه ويجري تجاهله على نطاق واسع —‏ الكتاب المقدس.‏ فمهما كان رأيكم في الكتاب المقدس ومدى اطِّلاعكم عليه،‏ فمن المفيد التأمل في هذه النصوص الاساسية الاربعة.‏ فهي تنبئ حقا بمستقبل مشرق جدا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ توجز هذه النبوات الاربع البالغة الاهمية ما يمكن ان يكون عليه مستقبلكم ومستقبل احبائكم.‏

٦،‏ ٧ متى تنبأ اشعيا،‏ وكيف تمت تنبؤاته اتماما مدهشا؟‏

٦ النبوة الاولى موجودة في الاصحاح ٦٥ من سفر اشعياء‏.‏ ولكن قبل قراءتها،‏ فكِّروا جيدا في الخلفية:‏ زمان الكتابة والحالة التي عالجتها.‏ عاش نبي الله اشعيا،‏ الذي دوَّن هذه الكلمات،‏ قبل بلوغ مملكة يهوذا نهايتها بأكثر من قرن.‏ وقد اتت النهاية عندما أزال يهوه الحماية عن اليهود غير الامناء،‏ سامحا للبابليين ان يخرِّبوا اورشليم ويسبوا شعبها.‏ وحدث ذلك بعد ان تنبأ به اشعيا بأكثر من مئة سنة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥-‏٢١‏.‏

٧ وفي ما يتعلق بالخلفية التاريخية للاتمام،‏ تذكروا ان اشعيا،‏ بتوجيه من الله،‏ انبأ باسم الرجل الفارسي الذي لم يكن قد وُلد بعد،‏ كورش الذي هزم بابل اخيرا.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١‏)‏ لقد مهَّد كورش الطريق لعودة اليهود الى موطنهم سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ ومن المدهش ان اشعيا انبأ بهذا الرد كما نقرأ في الاصحاح ٦٥‏.‏ وركَّز على الحالة التي سيتمتع بها الاسرائيليون في موطنهم.‏

٨ ايّ مستقبل سعيد انبأ به اشعيا،‏ وأية عبارة هي ذات اهمية خصوصية؟‏

٨ نقرأ في اشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩‏:‏ «هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏ بل افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لأني هأنذا خالقٌ اورشليم بهجة وشعبها فرحا.‏ فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي ولا يُسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ».‏ لا شك ان اشعيا وصف احوالا افضل بكثير من الاحوال التي عاش فيها اليهود في بابل.‏ فقد انبأ بالابتهاج والفرح.‏ والآن تأملوا في عبارة:‏ «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ انها اولى المرات الاربع التي ترد فيها هذه العبارة في الكتاب المقدس،‏ ويمكن ان يكون لهذه الآيات الاربع علاقة مباشرة بمستقبلنا،‏ حتى انها يمكن ان تنبئ بما سيحدث فيه.‏

٩ كيف شمل إتمام لإشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩ اليهودَ القدماء؟‏

٩ شمل الاتمام الاولي لإشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩ اليهود القدماء الذين،‏ كما تنبأ اشعيا بدقة،‏ عادوا الى موطنهم،‏ حيث اعادوا تأسيس العبادة النقية.‏ (‏عزرا ١:‏١-‏٤؛‏ ٣:‏١-‏٤‏)‏ انتم تدركون بالطبع انهم عادوا الى موطن على هذا الكوكب عينه وليس في مكان آخر في الكون.‏ ويمكن ان يساعدنا ادراك ذلك على معرفة ما عناه اشعيا بعبارة:‏ «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ ولا نحتاجُ ان نخمِّن،‏ كما يفعل البعض،‏ بشأن بعض النبوات الغامضة لنوستراداموس او غيره من المتكهنين البشر.‏ فالكتاب المقدس نفسه يوضح ما عناه اشعيا.‏

١٠ كيف يجب ان نفهم ‹الارض› الجديدة التي انبأ بها اشعيا؟‏

١٠ في الكتاب المقدس،‏ لا تشير كلمة ‹ارض› دائما الى الكرة الارضية التي نعيش عليها.‏ على سبيل المثال،‏ يقول المزمور ٩٦:‏١ حرفيا:‏ «رنمي للرب يا كل الارض».‏ نحن نعلم ان كوكبنا —‏ الارض اليابسة والمحيطات الواسعة —‏ لا يمكنه الترنيم.‏ لكنَّ الناس يرنمون.‏ نعم،‏ يشير المزمور ٩٦:‏١ الى الناس الموجودين على الارض.‏ * لكنَّ اشعياء ٦٥:‏١٧ تذكر ايضا «سموات جديدة».‏ وإذا كانت ‹الارض› تمثِّل مجتمعا جديدا من الناس في موطن اليهود،‏ فما هي ‹السموات الجديدة›؟‏

١١ إلامَ اشارت عبارة «سموات جديدة»؟‏

١١ تذكر دائرة معارف المطبوعات الكتابية واللاهوتية والكنسية ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعَيها مكلنتوك وسترونڠ:‏ «عندما تُذكَر السماء في مشهد من رؤيا نبوية،‏ فهي تشير الى .‏ .‏ .‏ كامل تجمّع القوى الحاكمة .‏ .‏ .‏ لأنها تحتلّ مركزا اعلى من الرعايا وتسودهم كما تعلو السماء الحرفية عن الارض وتسودها».‏ أما بالنسبة الى العبارة المركَّبة «السماء والارض»،‏ فتوضح دائرة المعارف ان هذه ‹العبارة باللغة النبوية تشير الى الوضع السياسي لأَشخاص من فئتين مختلفتين.‏ فالسماء هي السلطة؛‏ والارض هي عامة الشعب،‏ اي الناس المحكومون من قبل الرؤساء›.‏

١٢ كيف شهد اليهود القدماء اتمام ‹سموات جديدة وأرض جديدة›؟‏

١٢ عندما عاد اليهود الى موطنهم،‏ بات لديهم ما يمكن ان يُدعى نظام اشياء جديدا.‏ فكان هنالك فريق حاكم جديد.‏ كان زربابل،‏ احد المتحدرين من الملك داود،‏ هو الوالي،‏ ويشوع هو الكاهن العظيم.‏ (‏حجي ١:‏١،‏ ١٢؛‏ ٢:‏٢١؛‏ زكريا ٦:‏١١‏)‏ وقد شكَّل هذان ‹السموات الجديدة›.‏ وعلى مَن حكمت؟‏ حكمت هذه ‹السموات الجديدة› على ‹ارض جديدة› هي المجتمع المطهَّر المؤلف من الناس الذين عادوا الى ارضهم ليعيدوا بناء اورشليم وهيكلها لعبادة يهوه.‏ فمن هذا المنظار،‏ كانت هنالك فعلا سموات جديدة وأرض جديدة في الاتمام الذي شمل اليهود آنذاك.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ايّ ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› ينبغي ان نتأمل فيه؟‏ (‏ب)‏ لماذا تكون نبوة بطرس ذات اهمية خصوصية في هذا الوقت؟‏

١٣ ولكن انتبهوا لئلا يفوتكم القصد مما ذُكر آنفا.‏ فهذا ليس تمرينا على تفسير الكتاب المقدس ولا مجرد لمحة الى التاريخ القديم.‏ ويمكنكم ادراك ذلك بالانتقال الى ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة›.‏ ففي ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ ستجدون هذه العبارة وترون ان مستقبلنا له علاقة بالامر.‏

١٤ كتب الرسول بطرس رسالته بعد اكثر من ٥٠٠ سنة من عودة اليهود الى موطنهم.‏ وكان بطرس،‏ بصفته احد رسل يسوع،‏ يكتب الى أتباع المسيح،‏ «الرب» المذكور في ٢ بطرس ٣:‏٢‏.‏ وفي العدد ٤‏،‏ يذكر بطرس ‹حضور يسوع الموعود› الذي يجعل النبوة وثيقة الصلة بيومنا.‏ فالادلة الوافرة تُظهِر ان يسوع حاضر منذ الحرب العالمية الاولى بمعنى انه يملك سلطة كحاكم في ملكوت الله السماوي.‏ (‏كشف ٦:‏١-‏٨؛‏ ١١:‏١٥،‏ ١٨‏)‏ ويتَّخذ هذا معنى خصوصيا نظرا لأمر آخر انبأ به بطرس في هذا الاصحاح.‏

١٥ كيف تتم نبوة بطرس عن ‹السموات الجديدة›؟‏

١٥ نقرأ في ٢ بطرس ٣:‏١٣‏:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البرّ».‏ ربما تعلَّمتم ان يسوع في السماء هو الحاكم الرئيسي في ‹السموات الجديدة›.‏ (‏لوقا ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لكنَّ آيات اخرى في الكتاب المقدس تشير الى انه لا يحكم وحده.‏ فقد وعد يسوع ان الرسل وآخرين مثلهم سيكون لهم مكان في السماء.‏ وفي سفر العبرانيين،‏ وصف الرسول بولس هؤلاء بأنهم «مَن لهم نصيب من الدعوة السماوية».‏ وقال يسوع ان الذين ينتمون الى هذا الفريق سوف يجلسون معه على عروش في السماء.‏ (‏عبرانيين ٣:‏١؛‏ متى ١٩:‏٢٨؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠؛‏ يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فالنقطة هي ان اشخاصا آخرين يحكمون مع يسوع كجزء من السموات الجديدة.‏ فماذا عنى بطرس بعبارة ‹الارض الجديدة›؟‏

١٦ اية ‹ارض جديدة› موجودة الآن؟‏

١٦ كما في الاتمام القديم —‏ عودة اليهود الى موطنهم —‏ يشمل الاتمام الحالي لـ‍ ٢ بطرس ٣:‏١٣ اناسا يخضعون لحكم السموات الجديدة.‏ فيمكنكم ان تجدوا ملايين الناس اليوم الذين يخضعون بفرح لهذا الحكم.‏ وهم يستفيدون من برنامجه التعليمي ويجاهدون لاتِّباع شرائعه الموجودة في الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ ويؤلف هؤلاء اساس ‹ارض جديدة› بمعنى انهم يشكلون مجتمعا عالميا يشمل كل القوميات،‏ اللغات،‏ والعروق،‏ ويعملون معا بإذعان للملك الحاكم،‏ يسوع المسيح.‏ وما يهم هو انه يمكنكم ان تكونوا جزءا منهم!‏ —‏ ميخا ٤:‏١-‏٤‏.‏

١٧،‏ ١٨ لماذا تعطينا الكلمات في ٢ بطرس ٣:‏١٣ سببا لترقب المستقبل بتوق؟‏

١٧ ولكن لا تشعروا ان هذه هي نهاية المطاف،‏ فنحن لا نملك اية بصيرة وافية عن المستقبل.‏ وفي الواقع،‏ فيما تفحصون قرينة ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ ستجدون امورا تشير الى تغيير عظيم سيحدث في المستقبل.‏ ففي العددين ٥ و ٦‏،‏ يكتب بطرس عن الطوفان في ايام نوح الذي انهى العالم الشرير آنذاك.‏ وفي العدد ٧‏،‏ يذكر ان «السموات والارض الكائنة الآن»،‏ اي الحكومات وجماهير الناس على السواء،‏ هي محفوظة «ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ وهذا ما يؤكِّد ان عبارة «السموات والارض الكائنة الآن» لا تشير الى الكون المادي بل الى البشر وحكوماتهم.‏

١٨ ثم يوضح بطرس ان يوم يهوه القادم سيجلب تطهيرا عظيما،‏ مهيِّئا الطريق للسموات الجديدة والارض الجديدة المذكورتين في العدد ١٣‏.‏ لاحظوا نهاية هذا العدد:‏ «فيها يسكن البرّ».‏ ألا يدلّ ذلك ان بعض التغييرات الرئيسية نحو الاحسن لا بد ان تحدث؟‏ ألا يبعث الامل بأشياء جديدة حقا،‏ بوقت سيتمتع فيه البشر بالحياة اكثر من الآن؟‏ اذا كان الامر كذلك بالنسبة اليكم،‏ فقد نلتم بصيرة عما ينبئ به الكتاب المقدس،‏ بصيرة تقتصر على اشخاص قليلين نسبيا.‏

١٩ في اية خلفية يشير سفر الكشف الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة› قادمتين؟‏

١٩ دعونا نتأمل اكثر في هذا الموضوع.‏ لقد تأملنا في ورود عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في اشعياء الاصحاح ٦٥ وفي ورود آخر لها في ٢ بطرس الاصحاح ٣‏.‏ افتحوا الآن الى كشف الاصحاح ٢١ الذي يحتوي على ورود آخر لهذه العبارة في الكتاب المقدس.‏ مرة اخرى سيكون فهم الخلفية امرا مساعدا.‏ نقرأ قبل اصحاحين،‏ اي في كشف الاصحاح ١٩‏،‏ وصفا رمزيا حيًّا لحرب،‏ لكنها ليست حربا بين امم معادية.‏ فأحد الطرفين هو «كلمة الله».‏ وأنتم تدركون على الارجح ان هذا لقب يشير الى يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١:‏١،‏ ١٤‏)‏ انه في السماء،‏ وتصوِّره هذه الرؤيا مع جيوشه السماوية.‏ ولكن مع مَن يتحاربون؟‏ يذكر الاصحاح ‹ملوكا›،‏ «آمرين عسكريين»،‏ وأناسا من مراكز مختلفة ‹صغارا وكبارا› على السواء.‏ ان هذه الحرب ترتبط بيوم يهوه القادم،‏ دمار الشر.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏١٠‏)‏ وإذ نتابع،‏ يُستهلّ الاصحاح ٢٠ من الكشف بوصف إزالة ‹الحية الاولى التي هي ابليس والشيطان›.‏ ويمهِّد ذلك للتأمل في الاصحاح ٢١ من الكشف‏.‏

٢٠ ايّ تغيير مهم يكمن في المستقبل يشير اليه الكشف ٢١:‏١‏؟‏

٢٠ يفتتح الرسول يوحنا بالكلمات المثيرة التالية:‏ «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة؛‏ لأن السماء الاولى والارض الاولى زالتا،‏ والبحر لا يكون من بعد».‏ بناءً على ما رأيناه في اشعياء الاصحاح ٦٥ و ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ يمكن ان نتأكد ان هذا لا يعني استبدال السموات الحرفية وكوكبنا،‏ بما فيه من محيطات.‏ فكما اظهر الاصحاحان السابقان،‏ سيُزال الاشرار وحكوماتهم،‏ بمن فيهم الحاكم غير المنظور،‏ الشيطان.‏ نعم،‏ ان الوعد هنا هو بنظام اشياء جديد يشمل الناس على الارض.‏

٢١،‏ ٢٢ اية بركات يؤكدها لنا يوحنا،‏ وماذا يعني مسح الدموع؟‏

٢١ ويجري تأكيد ذلك لنا اذ نتعمَّق اكثر في هذه النبوة الرائعة.‏ فنهاية العدد ٣ تتكلم عن وقت حين يكون الله مع الناس،‏ موجِّها اهتمامه الخيِّر نحو الذين يفعلون مشيئته.‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٧‏)‏ ويتابع يوحنا في العددين ٤ و ٥‏:‏ «سيمسح [يهوه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت.‏ وقال الجالس على العرش:‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ ‹اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ فيا لها من نبوة منعشة معنويا!‏

٢٢ والآن توقفوا واستمتعوا بما ينبئ به الكتاب المقدس.‏ ‹سيمسح الله كل دمعة من عيونهم›.‏ لا يمكن ان يشير ذلك الى الدموع العادية التي تغسل عيوننا الحساسة،‏ ولا الى دموع الفرح.‏ فالدموع التي سيمسحها الله هي التي يسبِّبها الالم،‏ الحزن،‏ الخيبة،‏ الاساءة،‏ والعذاب.‏ وكيف يمكننا التأكد من ذلك؟‏ حسنا،‏ يربط هذا الوعد الرائع الذي اعطاه الله بين مسح الدموع وبين عدم وجود ‹الموت،‏ النوح،‏ الصراخ،‏ والوجع في ما بعد›.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٣٥‏.‏

٢٣ نهاية اية احوال تضمنها نبوة يوحنا؟‏

٢٣ ألا يُثبت ذلك ان السرطان،‏ السكتة الدماغية،‏ النوبات القلبية،‏ حتى الموت ستكون قد زالت؟‏ فمَن منا لم يفقد شخصا يحبه بداء،‏ حادث،‏ او كارثة؟‏ يعد الله هنا ان الموت لن يكون في ما بعد،‏ مما يدل ان الاولاد الذين قد يولدون آنذاك لن يضطروا الى مواجهة الكبر ثم الشيخوخة والانتهاء الى الموت.‏ وتعني هذه النبوة ايضا انه لن يكون هنالك داء ألزهايمر،‏ ترقُّق العظم،‏ الاورام الليفية،‏ الزَّرَق،‏ او سدّ العين —‏ امراض شائعة جدا عند الكبار السن.‏

٢٤ كيف سيتبين ان ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› هما بركة،‏ وفيمَ سنتأمل بعد؟‏

٢٤ انتم توافقون دون شك ان ازالة الموت،‏ الشيخوخة،‏ والامراض ستخفِّف النوح والصراخ.‏ ولكن ماذا عن الفقر المجحف،‏ الاساءة الى الاولاد،‏ والتمييز الجائر على اساس الخلفية او لون البشرة؟‏ اذا كانت هذه الامور الشائعة جدا اليوم ستستمر،‏ فلن نتخلَّص من النوح والصراخ.‏ لذلك فإن الحياة في ظل ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› لن تفسدها اسباب الحزن الحالية هذه.‏ فيا له من تغيير!‏ لقد عالجنا حتى الآن ثلاثا فقط من المرات الاربع التي ترد فيها عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في الكتاب المقدس.‏ ولكن لا يزال هنالك ورود رابع يرتبط بما فحصناه ويشدِّد لماذا لدينا سبب لنتطلع بشوق الى وقت وكيفية إتمام الله وعده ‹بصُنع كل شيء جديدا›.‏ ستعالج المقالة التالية هذه النبوة وما يمكن ان تعنيه لسعادتنا.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 10‏ تنقلُ الترجمة اليسوعية الجديدة المزمور ٩٦:‏١‏:‏ «أنشدوا للرب يا اهل الارض جميعا».‏ أما الترجمة التفسيرية فتنقلها:‏ «رنِّموا للرب يا ساكني الارض جميعا».‏ وينسجم ذلك مع الفهم ان اشعيا كان يشير بعبارة ‹ارض جديدة› الى شعب الله في بلدهم.‏

ماذا تذكرون؟‏

‏• ما هي ثلاثٌ من المناسبات التي ينبئ فيها الكتاب المقدس ‹بسموات جديدة وأرض جديدة›؟‏

‏• كيف شمل إتمام ‹للسموات الجديدة والأرض الجديدة› اليهودَ القدماء؟‏

‏• ايّ اتمامين يمكن فهمهما ‹للسموات الجديدة والارض الجديدة› اللتين ذكرهما بطرس؟‏

‏• كيف يشير الاصحاح ٢١ من سفر الكشف الى مستقبل مشرق؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

تماما كما انبأ يهوه،‏ مهَّد كورش الطريق لعودة اليهود الى موطنهم سنة ٥٣٧ ق‌م.‏