الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

أكرموا الذين مُنحوا سلطة عليكم

أكرموا الذين مُنحوا سلطة عليكم

أكرموا الذين مُنحوا سلطة عليكم

‏«أكرموا شتى الناس،‏ أحبوا كامل معشر الإخوة،‏ خافوا الله،‏ أكرموا الملك».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧‏.‏

١،‏ ٢ ما هي نظرة الناس اليوم الى السلطة؟‏ ولماذا؟‏

تقول احدى الامهات بحسرة:‏ «لدى الاولاد كلّ الحقوق.‏ ولكن ليس لديهم ذرة من الاحترام للوالدين».‏ ويقول احد الملصقات:‏ «تحدّوا السلطة».‏ هذان ليسا إلا مثالَين لمواقف متفشية اليوم،‏ كما تعرفون دون شك.‏ فقلة الاحترام للوالدين والمعلمين وأرباب العمل والرسميين الحكوميين شائعة حول العالم.‏

٢ قد يهزّ البعض كتفهم بلا مبالاة ويقولون:‏ ‹ان الذين هم في مراكز السلطة لا يستحقون احترامي›.‏ يصعب احيانا إنكار هذا الواقع.‏ فنحن نُمطَر دائما بوابل من الاخبار عن رسميين حكوميين فاسدين،‏ ارباب عمل جشعين،‏ معلمين غير اكفاء،‏ ووالدين مسيئين.‏ ولكن من المفرح ان قليلين من المسيحيين لديهم هذه النظرة نفسها الى الذين لهم السلطة في الجماعة.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

٣،‏ ٤ لماذا ينبغي ان يُظهِر المسيحيون الاحترام لمَن هم في مراكز السلطة؟‏

٣ لدينا نحن المسيحيين «سبب مقنع» لنحترم الذين لهم سلطة دنيوية.‏ فقد حضّ الرسول بولس المسيحيين ان يخضعوا «للسلطات الفائقة،‏ فإنه لا سلطة إلا من الله؛‏ والسلطات الكائنة موضوعة في مراكزها النسبية من قبل الله».‏ (‏روما ١٣:‏١،‏ ٢،‏ ٥؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٣-‏١٥‏)‏ وأظهر بولس ايضا سببا وجيها للخضوع للسلطة في العائلة:‏ «أيتها الزوجات،‏ كن خاضعات لأزواجكن،‏ كما يليق في الرب.‏ أيها الأولاد،‏ أطيعوا والديكم في كل شيء،‏ فهذا مرضي جدا في الرب».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٨،‏ ٢٠‏)‏ ويستحق شيوخ الجماعة اكرامنا لأن ‹الروح القدس عيَّنهم نظارا،‏ ليرعوا جماعة الله›.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وما يدفعنا الى اكرام السلطات البشرية هو احترامنا ليهوه.‏ ولا شك ان احترام سلطة يهوه يأتي دائما في المرتبة الاولى في حياتنا.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

٤ وإذ نفكِّر في سلطة يهوه الاسمى،‏ لنتأمل في امثلة بعض الذين لم يحترموا مَن هم في مراكز السلطة وبعض الذين كانوا يملكون الاحترام.‏

الازدراء يؤدي الى عدم الرضى

٥ ايّ موقف ازدراء اظهرته ميكال لداود،‏ وإلامَ ادّى ذلك؟‏

٥ يمكننا ان نرى كيف ينظر يهوه الى الذين يحتقرون السلطة المعطاة من الله مما حدث للملك داود.‏ فعندما جلب «الملك داود» تابوت العهد الى اورشليم،‏ ‹رأته› زوجته ميكال «يَطفُر ويرقص امام الرب فاحتقرته في قلبها».‏ كان ينبغي ان تدرك ميكال ان داود لم يكن رأس العائلة فحسب،‏ بل ايضا ملك البلاد.‏ لكنها عبَّرت عن مشاعرها بالقول ساخرة:‏ «ما كان اكرم ملك اسرائيل اليوم حين تكشَّف اليوم في اعين إماء عبيده كما يتكشَّف احد السفهاء».‏ ونتيجة لذلك،‏ لم تنجب ميكال الاولاد قط.‏ —‏ ٢ صموئيل ٦:‏١٤-‏٢٣‏.‏

٦ كيف نظر يهوه الى ازدراء قورح بممسوحَيه؟‏

٦ والمثال الشائن لعدم إكرام القيادة الثيوقراطية المعيَّنة من الله هو مثال قورح.‏ فلأنه كان من بني قهات،‏ كان يتمتع بامتياز عظيم ان يخدم يهوه في المسكن.‏ رغم ذلك،‏ وجد ذنبا في موسى وهارون،‏ القائدَين اللذين عيَّنهما الله على الاسرائيليين.‏ واتَّحد مع رؤساء آخرين في اسرائيل وقالوا لموسى وهارون بوقاحة:‏ «ان كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب.‏ فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب».‏ فكيف نظر يهوه الى موقف قورح وداعميه؟‏ لقد اعتبر يهوه تصرفهم مهينا له شخصيا.‏ فهلك قورح والـ‍ ٢٥٠ رئيسا بواسطة نار من يهوه بعد ان رأوا الارض تبتلع كل الذين وقفوا الى جانبهم.‏ —‏ عدد ١٦:‏١-‏٣،‏ ٢٨-‏٣٥‏.‏

٧ هل كان لدى «فائقي الرسل» ايّ سبب لنقد سلطة بولس؟‏

٧ في الجماعة المسيحية في القرن الاول،‏ كان هنالك اشخاص استخفوا بالسلطة الثيوقراطية.‏ فقد ازدرى ‹فائقو الرسل› في جماعة كورنثوس ببولس.‏ فنقدوا مقدرته الكلامية قائلين:‏ «أما حضوره الشخصي فضعيف وكلامه يُزدرى به».‏ (‏٢ كورنثوس ١٠:‏١٠؛‏ ١١:‏٥‏)‏ لقد كان بولس جديرا بالاحترام لأنه رسول،‏ سواء أكان خطيبا ماهرا ام لا.‏ ولكن هل كان كلام بولس يُزدرى به حقا؟‏ ان خُطَبه العلنية المسجَّلة في الكتاب المقدس هي اكبر دليل انه خطيب مقنع.‏ فنتيجة لمناقشة وجيزة مع هيرودس اغريباس الثاني،‏ الذي كان ‹خبيرا بكل المجادلات التي بين اليهود›،‏ اوصل بولس الملك الى درجة القول:‏ «انك بوقت قليل تقنعني ان اصير مسيحيا».‏ (‏اعمال ١٣:‏١٥-‏٤٣؛‏ ١٧:‏٢٢-‏٣٤؛‏ ٢٦:‏١-‏٢٨‏)‏ لكنَّ فائقي الرسل في كورنثوس اتَّهموه بأن كلامه يُزدرى به!‏ فكيف نظر يهوه الى موقفهم؟‏ في رسالة الى نظار الجماعة في افسس،‏ مدح يسوع المسيح الذين رفضوا ان يجتذبهم «الذين يقولون انهم رسل،‏ وليسوا برسل».‏ —‏ كشف ٢:‏٢‏.‏

أظهروا الاحترام رغم النقص

٨ كيف اظهر داود انه يحترم السلطة التي منحها يهوه لشاول؟‏

٨ هنالك امثلة كثيرة في الكتاب المقدس لأشخاص اكرموا افرادا في السلطة،‏ حتى لو اساء هؤلاء استعمال سلطتهم.‏ وكان مثال داود احد هذه الامثلة الرائعة.‏ فقد غار الملك شاول من انجازات داود،‏ الذي كان خادما له،‏ وسعى الى قتله.‏ (‏١ صموئيل ١٨:‏٨-‏١٢؛‏ ١٩:‏٩-‏١١؛‏ ٢٣:‏٢٦‏)‏ لكنَّ داود،‏ الذي سنحت له الفرصة مرتين لقتل شاول،‏ قال:‏ «حاشا لي من قِبل الرب ان امدّ يدي الى مسيح الرب».‏ (‏١ صموئيل ٢٤:‏٣-‏٦؛‏ ٢٦:‏٧-‏١٣‏)‏ ورغم ان داود عرف ان شاول كان على خطإ،‏ فقد ترك الامر ليهوه ان يدينه.‏ (‏١ صموئيل ٢٤:‏١٢،‏ ١٥؛‏ ٢٦:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ولم يتكلم كلاما مهينا على شاول او معه.‏

٩ (‏أ)‏ كيف شعر داود عندما اساء شاول معاملته؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نعرف ان احترام داود لشاول كان احتراما اصيلا؟‏

٩ وهل استاء داود عندما كانت تُساء معاملته؟‏ صرخ داود الى يهوه:‏ «عتاة طلبوا نفسي».‏ (‏مزمور ٥٤:‏٣‏)‏ وقد باح بما في قلبه الى يهوه:‏ «أنقذني من اعدائي يا الهي .‏ .‏ .‏ الاقوياء يجتمعون عليَّ لا لإثمي ولا لخطيتي يا رب.‏ بلا اثم مني يَجْرون ويعدُّون انفسهم.‏ استيقظ الى لقائي وانظر».‏ (‏مزمور ٥٩:‏١-‏٤‏)‏ هل احسستم ذات مرة بالشعور عينه:‏ ان شخصا في السلطة يظل يضايقكم رغم انكم لم تسيئوا اليه بتاتا؟‏ لم يتوقف داود عن اظهار الاحترام لشاول.‏ وبدلا من الابتهاج بموت شاول،‏ ألَّف مرثاة جاء فيها:‏ «شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما .‏ .‏ .‏ اخفّ من النسور وأشدّ من الاسود.‏ يا بنات اسرائيل ابكِينَ شاول».‏ (‏٢ صموئيل ١:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فما اروع هذا المثال للاحترام الاصيل لمسيح يهوه،‏ رغم ان شاول كان قد اخطأ الى داود!‏

١٠ ايّ مثال رائع رسمه بولس لإكرام الذين منحهم الله السلطة في الهيئة الحاكمة،‏ وإلامَ ادّى ذلك؟‏

١٠ في العصر المسيحي،‏ نجد ايضا امثلة بارزة لأشخاص اكرموا الذين منحهم يهوه السلطة.‏ خذوا على سبيل المثال بولس.‏ فقد اظهر الاحترام لقرارات الهيئة الحاكمة للجماعة المسيحية في القرن الاول.‏ فخلال زيارة بولس الاخيرة لأورشليم،‏ نصحته الهيئة الحاكمة ان يتطهَّر طقسيا ليُظهِر للآخرين انه ليس ضد الشريعة الموسوية.‏ وكان بإمكانه ان يفكر:‏ ‹سبق ان قال لي هؤلاء الاخوة ان اترك اورشليم عندما كانت حياتي معرَّضة للخطر.‏ والآن يريدون ان أُظهِر علنا انني احترم الشريعة الموسوية.‏ وسبق ان كتبت رسالة الى اهل غلاطية لأنصحهم ألا يحفظوا الشريعة.‏ فإذا ذهبت الى الهيكل،‏ فقد يسيء الآخرون فهم تصرفي ويعتقدون انني اساير هذا الصف المختون›.‏ ولكن من الواضح ان بولس لم يفكر هكذا.‏ فبما انه لا توجد مسايرة على المبادئ المسيحية،‏ احترم وطبَّق مشورة الهيئة الحاكمة في القرن الاول.‏ وكانت النتيجة المباشرة انه وجب انقاذ بولس من الرعاع اليهود،‏ وقضى في ما بعد سنتين في السجن.‏ ولكن في النهاية تمت مشيئة الله.‏ فقد شهد بولس امام رسميين ذوي مناصب عليا في قيصرية ثم أُخذ على نفقة الحكومة الى روما ليشهد امام قيصر نفسه.‏ —‏ اعمال ٩:‏٢٦-‏٣٠؛‏ ٢١:‏٢٠-‏٢٦؛‏ ٢٣:‏١١؛‏ ٢٤:‏٢٧؛‏ غلاطية ٢:‏١٢؛‏ ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏

هل تُظهِرون الاحترام؟‏

١١ كيف يمكن ان نُظهِر الاحترام للسلطة الدنيوية؟‏

١١ هل تُظهِرونَ الاحترام الواجب للذين في السلطة؟‏ يوصى المسيحيون ان ‹يؤدوا للجميع حقوقهم الواجبة:‏ الكرامة لمَن يطلب الكرامة›.‏ ولا شك ان خضوعنا «للسلطات الفائقة» لا يشمل دفع الضرائب فحسب،‏ بل ايضا ان نكرم السلطات بتصرفاتنا وكلامنا.‏ (‏روما ١٣:‏١-‏٧‏)‏ ولكن كيف نتصرف اذا واجهنا رسميين حكوميين قساة؟‏ كانت السلطات في تشيياپاس في المكسيك قد استولت في احد المجتمعات على أرض زراعية تخص ٥٧ عائلة من شهود يهوه لأن هؤلاء المسيحيين لم يشتركوا في اعياد دينية معيَّنة.‏ وفي الاجتماعات التي عُقدت من اجل حلّ المسألة،‏ كان الشهود لابسين ثيابا نظيفة ومرتبة ويتكلمون دائما بإكرام واحترام.‏ وبعد اكثر من سنة،‏ صدر قرار لمصلحتهم.‏ فقد كسب موقفهم احترام بعض المراقبين حتى انهم ارادوا هم ايضا ان يصيروا شهودا ليهوه!‏

١٢ لماذا من المهم ان تمتلك الزوجة «الاحترام العميق» لزوجها غير المؤمن؟‏

١٢ وكيف يمكن ان نُظهِر الاحترام للسلطة التي منحها الله في العائلة؟‏ قال الرسول بطرس بعد مناقشة مثال يسوع لمعاناة السوء:‏ «كذلك أنتن،‏ أيتها الزوجات،‏ كن خاضعات لأزواجكن،‏ حتى إذا كان منهم من لا يطيعون الكلمة،‏ يُربَحون بدون كلمة،‏ من سلوك زوجاتهم،‏ لكونهم شهود عيان لسلوككن العفيف المقرون بالاحترام العميق».‏ (‏١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢؛‏ افسس ٥:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ شدَّد بطرس هنا على اهمية خضوع الزوجة لزوجها ‹باحترام عميق›،‏ رغم ان بعض الازواج قلما يفعلون شيئا ليستحقوا احتراما كهذا.‏ فموقف الزوجة المقرون بالاحترام قد يربح قلب زوجها غير المؤمن.‏

١٣ كيف يمكن ان تكرم الزوجات ازواجهن؟‏

١٣ في قرينة هذه الآيات،‏ يلفت بطرس انتباهنا الى مثال سارة،‏ التي كان زوجها ابراهيم مثالا بارزا للايمان.‏ ‏(‏روما ٤:‏١٦،‏ ١٧؛‏ غلاطية ٣:‏٦-‏٩؛‏ ١ بطرس ٣:‏٦‏)‏ فهل ينبغي ان تعطي الزوجة لزوج مؤمن اكراما اقل من الاكرام الذي تعطيه الزوجة لرفيق زواج غير مؤمن؟‏ وماذا لو كنتِ لا تتفقين مع زوجك في مسألة ما؟‏ اعطى يسوع نصيحة يمكن تطبيقها على وجه العموم هنا:‏ «إنْ سخَّرك ذو سلطة ميلا،‏ فاذهب معه ميلين».‏ (‏متى ٥:‏٤١‏)‏ فهل تكرمين زوجك بتلبية رغباته؟‏ وإذا بدا ذلك صعبا جدا،‏ فبوحي اليه بمشاعرك بشأن هذه المسألة.‏ لا تفترضي انه يعرف كيف تشعرين.‏ ولكن عندما تخبرينه برغباتك،‏ فليكن ذلك باحترام.‏ يحضنا الكتاب المقدس:‏ «ليكن كلامكم كل حين بنعمة،‏ مُطيَّبا بملح،‏ لكي تعرفوا كيف يجب ان تعطوا جوابا لكل واحد».‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

١٤ ماذا يشمل إظهار الاكرام للوالدين؟‏

١٤ وماذا عنكم ايها الاولاد؟‏ توصي كلمة الله:‏ «أيها الاولاد،‏ أطيعوا والديكم في اتحاد بالرب،‏ فإن هذا برّ:‏ ‹أكرم أباك وأمك›؛‏ تلك اول وصية بوعد».‏ (‏افسس ٦:‏١-‏٣‏)‏ لاحظوا ان الطاعة لوالديكم تُعتبَر مرادفة ‹لإكرام ابيكم وأمكم›.‏ ان الكلمة اليونانية المنقولة الى «اكرم» تحمل معنى «ثمَّن» او «اعطى قيمة ل‍».‏ وهكذا فإن الطاعة تتطلب اكثر من اتِّباعكم على مضض قواعد الوالدين التي قد تبدو غير منطقية في نظركم.‏ فالله يطلب منكم ان تقدِّروا والديكم وإرشادهم تقديرا عميقا.‏ —‏ امثال ١٥:‏٥‏.‏

١٥ كيف يمكن ان يحافظ الاولاد على احترامهم حتى لو شعروا ان والديهم ارتكبوا خطأ؟‏

١٥ ولكن ماذا لو فعل والدوكم امرا يقلِّل من احترامكم لهم؟‏ حاولوا ان تروا الامور من وجهة نظرهم.‏ أفلم ‹يلدوكم› ويعولوكم؟‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٢‏)‏ ألا تدفعهم المحبة لكم؟‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٧-‏١١‏)‏ تكلموا باحترام مع والديكم،‏ موضحين لهم بروح الوداعة كيف تشعرون.‏ حتى لو لم يكن تجاوبهم كما تودّون،‏ فلا تتكلموا معهم بقلة احترام.‏ (‏امثال ٢٤:‏٢٩‏)‏ تذكروا كيف حافظ داود على احترامه لشاول حتى عندما لم يتَّبع الملك مشورة الله.‏ اطلبوا من يهوه مساعدتكم ان تتغلبوا على مشاعركم.‏ قال داود:‏ «اسكبوا قدامه قلوبكم.‏ الله ملجأ لنا».‏ —‏ مزمور ٦٢:‏٨؛‏ مراثي ارميا ٣:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

اكرموا الذين يتولَّون القيادة

١٦ ماذا يمكن ان نتعلم من مثالَي المعلِّمين الكذبة والملائكة؟‏

١٦ رغم ان شيوخ الجماعة معيَّنون بالروح القدس،‏ فهم لا يزالون ناقصين ويرتكبون الاخطاء.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣؛‏ جامعة ٧:‏٢٠؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٨؛‏ يعقوب ٣:‏٢‏)‏ لذلك قد يستاء البعض في الجماعة من الشيوخ.‏ فكيف ينبغي ان نتجاوب عندما نشعر ان امرا في الجماعة لم يُعالَج،‏ او على الاقل يبدو انه لم يُعالَج كما ينبغي؟‏ لاحظوا التباين بين المعلِّمين الكذبة في القرن الاول والملائكة:‏ «[المعلِّمون الكذبة] الجسورون،‏ المتشبِّثون برأيهم،‏ لا يرتعدون من ذوي المجد،‏ بل يتكلمون بالإهانة،‏ في حين ان ملائكة،‏ وهم اعظم قوة وقدرة،‏ لا يوردون عليهم تهمة بكلام مهين،‏ وذلك احتراما ليهوه».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏١٠-‏١٣‏)‏ ففي حين ان المعلِّمين الكذبة تكلموا بالإهانة على «ذوي المجد» —‏ الشيوخ الذين مُنحوا السلطة في الجماعة المسيحية في القرن الاول —‏ لم يتكلم الملائكة بالإهانة على المعلِّمين الكذبة الذين كانوا يسبِّبون الشقاق بين الاخوة.‏ ولأن للملائكة مركزا اسمى وشعورا بالعدل اقوى من البشر،‏ فقد ادركوا ما كان يجري في الجماعة.‏ رغم ذلك،‏ تركوا الدينونة لله،‏ «احتراما ليهوه».‏ —‏ عبرانيين ٢:‏٦،‏ ٧؛‏ يهوذا ٩‏.‏

١٧ كيف تلعب الثقة دورا في معالجة المشاكل حيث تشعرون ان الشيوخ على خطإ؟‏

١٧ حتى لو لم يُعالَج امر كما يجب،‏ أفلا ينبغي ان نثق ان يسوع المسيح هو رأس الجماعة المسيحية الحيّ؟‏ أوَلا يعرف هو ما يجري في جماعته العالمية؟‏ ألا ينبغي ان نحترم طريقته في معالجة الوضع ونعترف بقدرته على ضبط الامور؟‏ حقا،‏ ‹مَن نكون حتى ندين قريبنا؟‏›.‏ (‏يعقوب ٤:‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ كولوسي ١:‏١٨‏)‏ فلمَ لا تعبِّرون عمَّا يقلقكم ليهوه في صلواتكم؟‏

١٨،‏ ١٩ ماذا يمكن ان تفعلوا اذا شعرتم ان شيخا اخطأ؟‏

١٨ بسبب النقص البشري،‏ قد تنشأ الصعوبات او المشاكل.‏ حتى انه قد يخطئ الشيوخ احيانا،‏ مما يزعج البعض.‏ وتصرفنا المتهور في ظروف كهذه لن يغيِّر الوضع،‏ بل سيجعل المشكلة تتفاقم.‏ أما الذين لديهم التمييز الروحي فسينتظرون يهوه ليقوِّم الامور ويمنح ايّ تأديب قد يلزم في وقته المعيَّن وبطريقته الخاصة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ١٢:‏٧-‏١١‏.‏

١٩ وماذا لو انزعجتم من امر ما؟‏ بدلا من التحدث الى الآخرين في الجماعة،‏ لمَ لا تقتربون باحترام الى الشيوخ طلبا للمساعدة؟‏ أوضحوا لهم كيف اثَّر الامر فيكم دون ان تكونوا انتقاديين.‏ ‹شاطروهم مشاعرهم› دائما،‏ وحافظوا على احترامكم لهم وأنتم تبوحون اليهم بمكنونات قلبكم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ لا تتكلموا بسخرية،‏ بل ثقوا بنضجهم المسيحي.‏ قدِّروا ايّ تشجيع من الاسفار المقدسة قد يقدِّمونه لكم بلطف.‏ وإذا بدا انه يلزم القيام بإجراءات اخرى للتصحيح،‏ فثقوا بأن يهوه سيرشدهم الى فعل الصلاح والصواب.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٣‏.‏

٢٠ فيمَ سنتأمل في المقالة التالية؟‏

٢٠ لكن لا يزال هنالك وجه آخر لنتأمل فيه يتعلق بإكرام واحترام الذين في السلطة.‏ أفلا ينبغي ان يحترم الذين هم في مركز سلطة الذين عُهد اليهم ان يعتنوا بهم؟‏ لنعالج هذه المسألة في المقالة التالية.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ايّ سبب وجيه لدينا لإكرام الذين هم في مركز سلطة؟‏

‏• كيف ينظر يهوه ويسوع الى الذين لا يحترمون السلطة التي يمنحها الله؟‏

‏• اية امثلة رائعة لدينا لأشخاص اكرموا الذين مُنحوا السلطة؟‏

‏• ماذا يمكن ان نفعل اذا اخطأ شخص مُنح السلطة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

احترمت سارة سلطة ابراهيم احتراما عميقا وكانت مسرورة بذلك

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

لم تحترم ميكال سلطة داود كرأس للعائلة وملك

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

‏«حاشا لي .‏ .‏ .‏ ان امدّ يدي الى مسيح الرب»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

لمَ لا تعبِّرون عمَّا يقلقكم ليهوه في صلواتكم؟‏