الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

رجاء القيامة له قوة

رجاء القيامة له قوة

رجاء القيامة له قوة

‏«قبلت خسارة كل الاشياء .‏ .‏ .‏ لأعرفه [يسوع المسيح] وقوة قيامته».‏ —‏ فيلبي ٣:‏٨-‏١٠‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف وصف منذ سنوات احد رجال الدين القيامة؟‏ (‏ب)‏ كيف ستحدث القيامة؟‏

في اوائل تسعينات القرن التاسع عشر،‏ اخبرت الصحافة العامة عن عظة فريدة من نوعها ألقاها رجل دين في بروكلين،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ فقد قال ان القيامة ستشمل إعادة جمع وإحياء كل العظام واللحم التي كانت ذات مرة تؤلف جسما بشريا،‏ سواء التهمتها النار او اتلفها حادث،‏ سواء أكلها وحش او صارت سمادا.‏ وفي اعتقاد الكاهن انه في يوم من ٢٤ ساعة،‏ يعمّ الظلام إذ تملأ الجو ايدي بلايين البشر الاموات،‏ اذرعهم،‏ اقدامهم،‏ اصابعهم،‏ عظامهم،‏ اوتارهم،‏ وجلدهم.‏ وهي تبحث عن اجزاء اخرى من الجسد نفسه.‏ ثم تأتي الانفس من السماء والهاوية لتسكن هذه الاجسام المقامة.‏

٢ ولكن من غير المنطقي ان تحدث القيامة بواسطة إعادة تنظيم الذرّات الاصلية،‏ وليست للبشر نفس خالدة.‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ حزقيال ١٨:‏٤‏)‏ فإله القيامة يهوه ليس بحاجة الى إعادة تجميع الذرّات التي كانت تشكِّل في الاصل الجسد البشري.‏ فيمكنه ان يصنع اجساما جديدة للمقامين.‏ وقد منح ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ القدرة على إقامة الاموات،‏ بإمكانية العيش حياة ابدية.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٦‏)‏ لذلك قال يسوع:‏ «انا القيامة والحياة.‏ مَن يمارس الايمان بي،‏ ولو مات فسيحيا».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ فكم هو مشجع هذا الرجاء!‏ انه يقوّينا على احتمال المحن،‏ حتى على مواجهة الموت كشهود ليهوه امناء.‏

٣ لماذا كان بولس بحاجة ان يدافع عن القيامة؟‏

٣ لا تنسجم القيامة مع الفكرة ان للبشر نفسا خالدة،‏ كما كان يعتقد الفيلسوف اليوناني افلاطون.‏ فماذا حدث عندما شهد الرسول بولس ليونانيين بارزين في اريوس باغوس في اثينا،‏ تكلم عن يسوع،‏ وقال ان الله اقامه؟‏ تقول الرواية:‏ «فلما سمعوا بقيامة الاموات،‏ ابتدأ البعض يسخرون».‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٩-‏٣٤‏)‏ وبما ان كثيرين ممَّن رأوا يسوع المسيح المقام كانوا لا يزالون على قيد الحياة فقد شهدوا،‏ رغم الاستهزاء،‏ انه أُقيم من الاموات.‏ لكنَّ المعلمين الكذبة الذين كانوا ضمن الجماعة في كورنثوس انكروا القيامة.‏ لذلك دافع بولس عن هذا التعليم المسيحي دفاعا قويا في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏.‏ ودرْس حججه باعتناء يثبت بشكل غير قابل للشك ان رجاء القيامة اكيد وله قوة.‏

برهان قاطع على قيامة يسوع

٤ ايّ برهان من شهود عيان اعطاه بولس على قيامة يسوع؟‏

٤ لاحظوا كيف افتتح بولس دفاعه.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١-‏١١‏)‏ ان اهل كورنثوس سيتمسكون ببشارة الخلاص،‏ إلا اذا كانوا قد صاروا مؤمنين عبثا.‏ فالمسيح مات من اجل خطايانا،‏ دُفن،‏ وأُقيم.‏ وفي الواقع،‏ تراءى يسوع لصفا (‏بطرس)‏،‏ «ثم للاثني عشر».‏ (‏يوحنا ٢٠:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وقد رآه نحو ٥٠٠ شخص،‏ ربما عندما اعطى الوصية:‏ «اذهبوا وتلمذوا».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ كما ان يعقوب وكل الرسل الامناء رأوه ايضا.‏ (‏اعمال ١:‏٦-‏١١‏)‏ وقرب دمشق،‏ تراءى يسوع لشاول «كأنه لمولود قبل اوانه» —‏ كما لو انه قد أُقيم الى الحياة الروحانية.‏ (‏اعمال ٩:‏١-‏٩‏)‏ ونتيجة لكرازة بولس،‏ صار اهل كورنثوس مؤمنين وقبِلوا البشارة.‏

٥ ماذا كانت طريقة تحليل بولس كما هي مسجَّلة في ١ كورنثوس ١٥:‏١٢-‏١٩‏؟‏

٥ لاحظوا طريقة تحليل بولس.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢-‏١٩‏)‏ بما ان شهود عيان هم الذين يكرزون بقيامة المسيح،‏ فكيف يمكن ان يُقال انه ليس قيامة؟‏ فلو لم يقم يسوع من الاموات،‏ فعبثا تكون كرازتنا وإيماننا،‏ ونكون كذَبة نشهد ضد الله بالقول انه اقام المسيح.‏ وإنْ كان الاموات لا يُقامون،‏ ‹فنحن بعدُ في خطايانا›،‏ والذين ماتوا في اتِّحاد بالمسيح هلكوا.‏ وعلاوة على ذلك «إنْ كان لنا رجاء في المسيح في هذه الحياة فقط،‏ فنحن اكثر الناس اجمعين اثارة للشفقة».‏

٦ (‏أ)‏ ماذا قال بولس في معرض تأكيده لحدوث قيامة يسوع؟‏ (‏ب)‏ ما هو «آخر عدو»،‏ وكيف سيُباد؟‏

٦ يؤكِّد بولس حدوث قيامة يسوع.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٠-‏٢٨‏)‏ فلأن المسيح هو «باكورة» الراقدين،‏ سيُقام آخرون ايضا.‏ وكما ان الموت نتج من عصيان الانسان آدم،‏ فكذلك القيامة هي بواسطة الانسان يسوع.‏ وسيُقام الذين له في اثناء حضوره.‏ و ‹سيبيد› المسيح «كل حكم وكل سلطة وقوة» تقاوم سلطان الله ويملك الى ان يضع يهوه كل الاعداء تحت قدميه.‏ حتى «آخر عدو» —‏ الموت الموروث من آدم —‏ سيُباد بواسطة استحقاق ذبيحة يسوع.‏ ثم سيسلِّم المسيح الملكوت لإلهه وأبيه ويخضع هو نفسه «للذي اخضع له كل شيء،‏ ليكون الله كل شيء للكل».‏

المعمودية للاموات؟‏

٧ مَن «يعتمدون بغية الصيرورة امواتا»،‏ وماذا يعني لهم ذلك؟‏

٧ يُسأل الذين يعارضون فكرة القيامة:‏ «الذين يعتمدون بغية الصيرورة امواتا ماذا سيفعلون؟‏».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٩‏)‏ لم يعنِ بولس ان الاحياء يجب ان يعتمدوا نيابة عن الاموات،‏ لأن كل تلميذ ليسوع يجب ان يتعلم افراديا ويؤمن ويعتمد.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ٢:‏٤١‏)‏ لكنَّ المسيحيين الممسوحين «يعتمدون بغية الصيرورة امواتا» عندما يغطَّسون،‏ اذا جاز التعبير،‏ في مسلك حياة يؤدي الى الموت والقيامة.‏ ويبتدئ هذا النوع من المعمودية عندما يبعث فيهم روح الله الرجاء السماوي وينتهي عندما يُقامون من الاموات الى حياة روحانية خالدة في السماء.‏ —‏ روما ٦:‏٣-‏٥؛‏ ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٤‏.‏

٨ ممَّ يمكن ان يكون المسيحيون على يقين حتى لو قتلهم الشيطان وخدامه؟‏

٨ كما تشير كلمات بولس،‏ يمكِّن رجاء القيامة المسيحيين من مواجهة الخطر والموت كل يوم وكل ساعة نتيجة قيامهم بعمل الكرازة بالملكوت.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ فهم يعرفون ان بإمكان يهوه إقامتهم اذا سمح للشيطان وخدامه بقتلهم.‏ وبإمكان الله وحده إهلاك نفسهم،‏ او حياتهم،‏ في جهنا،‏ التي ترمز الى الفناء الابدي.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٥‏.‏

حاجة الى التيقظ

٩ ماذا يجب ان نتجنب اذا كنا نريد ان تكون لرجاء القيامة قوة داعمة في حياتنا؟‏

٩ دعم رجاء القيامة بولس.‏ فلربما رماه اعداؤه في الحلبة ليقاتل الوحوش عندما كان في افسس.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ وفي هذه الحال،‏ لا بد انه أُنقذ،‏ تماما كما أُنقذ دانيال من الاسود.‏ (‏دانيال ٦:‏١٦-‏٢٢؛‏ عبرانيين ١١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وبما انه كان يرجو القيامة،‏ فإن موقفه لم يكن كموقف المرتدين في يهوذا ايام اشعيا الذين قالوا:‏ «لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت».‏ (‏اشعياء ٢٢:‏١٣‏)‏ وإذا كنا نريد ان تكون لرجاء القيامة قوة داعمة في حياتنا كما في حالة بولس،‏ يجب ان نتجنب الذين لديهم روح غير سليمة كهذه.‏ حذَّر بولس:‏ «لا تضلوا.‏ المعاشرات الرديئة تفسد العادات النافعة».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وطبعا،‏ ينطبق هذا المبدأ على مختلف اوجه الحياة.‏

١٠ كيف يمكن ان نبقي رجاءنا بالقيامة حيًّا؟‏

١٠ قال بولس للذين يشكّون في القيامة:‏ «اصحوا بمقتضى البر ولا تمارسوا الخطية،‏ فالبعض لا معرفة لهم بالله.‏ اقول هذا لتخجيلكم».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٤‏)‏ وفي «وقت النهاية» هذا،‏ يلزم ان نعمل وفق المعرفة الدقيقة عن الله والمسيح.‏ (‏دانيال ١٢:‏٤؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وهذا ما سيبقي رجاءنا بالقيامة حيًّا.‏

ايّ جسم يُقام؟‏

١١ كيف اوضح بولس قيامة المسيحيين الممسوحين؟‏

١١ بعد ذلك عالج بولس بعض الاسئلة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٥-‏٤١‏)‏ فقد يقول قائل في محاولة ليزرع الشك في القيامة:‏ «كيف سيُقام الاموات؟‏ وما نوع الجسم الذي به يأتون؟‏».‏ وكما اظهر بولس،‏ فالبزرة المزروعة في التراب تموت وهي تتحول الى نبتة.‏ وعلى نحو مماثل،‏ يجب ان يموت الشخص المولود من الروح.‏ وتماما كما تخرج النبتة من البزرة كجسم جديد،‏ فإن الجسم المُقام للمسيحي الممسوح هو مختلف عن الجسم البشري.‏ ورغم انه يكون الشخص نفسه الذي كان قبل موته،‏ فهو يُقام مخلوقا جديدا بجسم روحاني قادر ان يعيش في السماء.‏ أما المُقامون على الارض فلا شك انهم سيُقامون بأجسام بشرية.‏

١٢ ماذا تعني العبارتان:‏ «الاجسام السماوية» و ‹الاجسام الارضية›؟‏

١٢ كما قال بولس،‏ يختلف الجسم البشري عن الجسم الحيواني.‏ حتى الجسم الحيواني يختلف من نوع الى آخر.‏ (‏تكوين ١:‏٢٠-‏٢٥‏)‏ و «الاجسام السماوية» للمخلوقات الروحانية ايضا تختلف في المجد عن ‹الاجسام الارضية› اللحمية.‏ وهنالك ايضا اختلافات في مجد الشمس،‏ القمر،‏ والنجوم.‏ لكنَّ الممسوحين المقامين لهم مجد اعظم بكثير.‏

١٣ ماذا يُزرع وماذا يُقام بحسب ١ كورنثوس ١٥:‏٤٢-‏٤٤‏؟‏

١٣ أضاف بولس بعدما ذكر الاختلافات:‏ «هكذا ايضا قيامة الاموات».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ وقال:‏ «يُزرع في فساد،‏ ويُقام في عدم فساد».‏ هنا،‏ ربما يقصد بولس الممسوحين كفريق.‏ فإذ يُزرع هذا الفريق في فساد عند الموت،‏ يُقام في عدم فساد،‏ خاليا من الخطية.‏ ورغم ان العالم يهينه،‏ يُقام الى الحياة السماوية ويُستعلن مع المسيح في مجد.‏ (‏اعمال ٥:‏٤١؛‏ كولوسي ٣:‏٤‏)‏ وعند الموت يُزرع «جسما ماديا» ويُقام «جسما روحانيا».‏ وبما ان هذه القيامة ممكنة في حالة المسيحيين المولودين من الروح،‏ يمكن ان نتأكد ان آخرين ايضا يمكن ان يُقاموا الى الحياة على الارض.‏

١٤ كيف اظهر بولس التباين بين المسيح وآدم؟‏

١٤ ثم اظهر بولس التباين بين المسيح وآدم.‏ ‏(‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥-‏٤٩‏)‏ فالانسان الاول آدم «صار .‏ .‏ .‏ نفسا حية».‏ (‏تكوين ٢:‏٧‏)‏ «وصار آدم الاخير [يسوع] روحا مُحيِيا».‏ وقد بذل حياته ذبيحة فدائية،‏ من اجل أتباعه الممسوحين اولا.‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٥‏)‏ وعندما كان الممسوحون بشرا،‏ ‹حملوا صورة الترابي›،‏ ولكن عندما أُقيموا صاروا كآدم الاخير.‏ وطبعا،‏ ستفيد ذبيحة يسوع كل البشر الطائعين،‏ بمن فيهم المقامون على الارض.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

١٥ لماذا لا يُقام المسيحيون الممسوحون في الجسد،‏ وكيف يُقامون خلال حضور يسوع؟‏

١٥ عندما يموت المسيحيون الممسوحون،‏ لا يُقامون في الجسد.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٣‏)‏ فالجسم القابل للفساد من اللحم والدم لا يقدر ان يرث عدم الفساد والملكوت السماوي.‏ وبعض الممسوحين لن يظلوا امواتا لوقت طويل.‏ فعندما ينهون مسلكهم الارضي بأمانة خلال حضور يسوع،‏ ‹يتغيرون في لحظة،‏ في طرفة عين›.‏ فهم يُقامون فورا الى الحياة الروحانية في عدم فساد ومجد.‏ وفي النهاية،‏ سيصل عدد «عروس» المسيح السماوية الى ١٤٤٬٠٠٠.‏ —‏ كشف ١٤:‏١؛‏ ١٩:‏٧-‏٩؛‏ ٢١:‏٩؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٥-‏١٧‏.‏

النصر على الموت!‏

١٦ ماذا سيحدث للموت الموروث من آدم الخاطئ،‏ استنادا الى بولس والانبياء الابكر؟‏

١٦ اعلن بولس بحماس ان الموت سيُبتلَع الى الابد.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٤-‏٥٧‏)‏ فعندما يلبس القابل للفساد والمائت عدم الفساد والخلود،‏ تتم هذه الكلمات:‏ «يُبتلَع الموت الى الابد» و «اين،‏ يا موت،‏ نصرك؟‏ اين،‏ يا موت،‏ شوكتك؟‏».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ هوشع ١٣:‏١٤‏)‏ ان الشوكة التي تنتج الموت هي الخطية،‏ وقوة الخطية كانت الشريعة،‏ التي حكمت على الخطاة بالموت.‏ ولكن بسبب ذبيحة يسوع وقيامته،‏ لن ينتصر الموت الموروث من آدم الخاطئ في ما بعد.‏ —‏ روما ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏٢٣‏.‏

١٧ كيف تنطبق الكلمات في ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨ اليوم؟‏

١٧ قال بولس:‏ «إذًا،‏ يا اخوتي الاحباء،‏ كونوا راسخين،‏ غير متزعزعين،‏ مشغولين جدا بعمل الرب كل حين،‏ عالمين ان كدّكم ليس عبثا في الرب».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ تنطبق هذه الكلمات على البقية الممسوحة اليوم وعلى ‹خراف يسوع الاخر›،‏ حتى لو ماتوا في الايام الاخيرة هذه.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فكدّهم كمنادين بالملكوت ليس عبثا،‏ لأن القيامة في انتظارهم.‏ فلنبقَ نحن،‏ خدام يهوه،‏ منشغلين بعمل الرب فيما ننتظر اليوم حين نتمكن من الصراخ بابتهاج:‏ «اين،‏ يا موت،‏ نصرك؟‏».‏

تحقيق رجاء القيامة

١٨ كم كان راسخا رجاء بولس بالقيامة؟‏

١٨ توضح كلمات بولس في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥ ان رجاء القيامة اثَّر في حياته.‏ فقد كان على اتمّ الثقة بأن يسوع أُقيم من الاموات وأن آخرين سيتحررون ايضا من المدفن العام للجنس البشري.‏ فهل تملكون اقتناعا راسخا كهذا؟‏ لقد اعتبر بولس الفوائد الانانية «نفايات» و ‹قبِل خسارة كل الاشياء› لكي ‹يعرف المسيح وقوة قيامته›.‏ وكان الرسول على استعداد ليموت كموت المسيح برجاء نيل «القيامة الابكر».‏ وهذه القيامة تُدعى ايضا «القيامة الاولى»،‏ وهي تحدث لأتباع يسوع الممسوحين الـ‍ ١٤٤٬٠٠٠.‏ نعم،‏ انهم يُقامون الى الحياة الروحانية في السماء،‏ في حين ان «باقي الاموات» سيُقامون على الارض.‏ —‏ فيلبي ٣:‏٨-‏١١؛‏ كشف ٧:‏٤؛‏ ٢٠:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَن سيُقامون الى الحياة على الارض من بين شخصيات الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ الى قيامة مَن تتشوقون؟‏

١٩ صار رجاء القيامة حقيقة مجيدة للممسوحين الذين بقوا امناء حتى الموت.‏ (‏روما ٨:‏١٨؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٥-‏١٨؛‏ كشف ٢:‏١٠‏)‏ وسيرى الناجون من «الضيق العظيم» رجاء القيامة يتحقق على الارض عندما ‹يسلِّم البحر الاموات الذين فيه،‏ ويسلِّم الموت وهادس الاموات الذين فيهما›.‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٣،‏ ١٤؛‏ ٢٠:‏١٣‏)‏ وسيكون ايوب،‏ الذي فقد سبعة ابناء وثلاث بنات،‏ بين الذين سيُقامون على الارض.‏ تخيَّلوا فرحه عند الترحيب بعودتهم!‏ وكم سيسرّون هم بإخوتهم السبعة وأخواتهم الثلاث الجميلات!‏ —‏ ايوب ١:‏١،‏ ٢،‏ ١٨،‏ ١٩؛‏ ٤٢:‏١٢-‏١٥‏.‏

٢٠ وما اعظم البركة عندما يُقام الى الحياة على الارض ابراهيم وسارة واسحاق ورفقة وآخرون كثيرون،‏ بمن فيهم «كل الانبياء»!‏ (‏لوقا ١٣:‏٢٨‏)‏ وأحد هؤلاء الانبياء هو دانيال،‏ الذي وُعد بأن يُقام في ظل الحكم المسيّاني.‏ فمنذ نحو ٢٬٥٠٠ سنة،‏ يستريح دانيال في المدفن.‏ ولكن بواسطة قوة القيامة،‏ ‹سيقوم لقرعته› عمّا قريب كواحد من ‹الامراء في كل الارض›.‏ (‏دانيال ١٢:‏١٣؛‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وما اروع الترحيب ليس بالامناء القدماء فحسب،‏ بل ايضا بأبيكم،‏ امكم،‏ ابنكم،‏ ابنتكم،‏ او بأحبائكم الآخرين الذين اختطفهم منكم العدو اللدود:‏ الموت!‏

٢١ لماذا لا ينبغي ان نتأخر في فعل الامور الصالحة للآخرين؟‏

٢١ ربما يكون لدينا اصدقاء وأحباء يخدمون الله منذ عقود وهم الآن مسنون.‏ والشيخوخة يمكن ان تصعِّب عليهم التغلب على تحديات الحياة.‏ فكم هو حبي ان نساعدهم الآن قدر الامكان!‏ عندئذ،‏ لن نندم على تقصيرنا في واجباتنا تجاههم اذا ادركهم الموت.‏ (‏جامعة ٩:‏١١؛‏ ١٢:‏١-‏٧؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٣،‏ ٨‏)‏ ويمكننا ان نتأكد ان يهوه لن ينسى الامور الصالحة التي نفعلها للآخرين،‏ مهما كان عمرهم او ظروفهم.‏ كتب بولس:‏ «ما دامت لنا الفرصة،‏ فلنصنع الصلاح الى الجميع،‏ وخصوصا الى اهل الايمان».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

٢٢ علامَ ينبغي ان نصمِّم الى ان يتحقق رجاء القيامة؟‏

٢٢ يهوه هو «ابو المراحم الرقيقة وإله كل تعزية».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وكلمته تعزينا وتساعدنا على تعزية الآخرين برجاء القيامة القوي.‏ وإلى ان نشهد تحقيق رجائنا بإقامة الاموات الى الحياة على الارض،‏ لنكن كبولس الذي كان له ايمان بالقيامة.‏ ولنقتدِ خصوصا بيسوع الذي تحقق رجاؤه بقدرة الله على إقامته.‏ وعمّا قريب سيسمع الذين في القبور التذكارية صوت المسيح فيخرجون.‏ فليكن ذلك مصدر عزاء وفرح لنا.‏ وقبل كل شيء،‏ فلنشكر يهوه الذي جعل النصر على الموت ممكنا بواسطة ربنا يسوع المسيح!‏

ما هو جوابكم؟‏

‏• ايّ برهان من شهود عيان اعطاه بولس على قيامة يسوع؟‏

‏• ما هو «آخر عدو»،‏ وكيف سيُباد؟‏

‏• ماذا يُزرع وماذا يُقام في حالة المسيحيين الممسوحين؟‏

‏• مَن تحبون ان تقابلوا من شخصيات الكتاب المقدس الذين سيُقامون الى الحياة على الارض؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

دافع الرسول بولس دفاعا قويا عن القيامة

‏[الصور في الصفحة ٢٠]‏

قيامة ايوب وعائلته وكثيرين غيرهم ستسبِّب فرحا غامرا