الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«قد اتت الساعة!‏»‏

‏«قد اتت الساعة!‏»‏

‏«قد اتت الساعة!‏»‏

‏«ساعته قد اتت لينتقل من هذا العالم الى الآب».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١‏.‏

١ اية تخمينات تمتلئ بها اورشليم فيما يقترب فصح سنة ٣٣ ب‌م،‏ ولماذا؟‏

شرع يسوع عند معموديته سنة ٢٩ ب‌م في مسلك كان سيؤدي الى «ساعة» موته،‏ قيامته،‏ وتمجيده.‏ انه الآن ربيع سنة ٣٣ ب‌م،‏ ولم تمرّ سوى اسابيع قليلة منذ تشاور السنهدريم،‏ المحكمة اليهودية العليا،‏ لقتله.‏ فترك اورشليم وذهب الى الارياف عبر نهر الاردن اذ علم بخطتهم،‏ ربما من نيقوديموس،‏ وهو عضو في السنهدريم يحب يسوع.‏ ولكن اذ يقترب عيد الفصح،‏ ينتقل كثيرون من الكوَر الى اورشليم فتمتلئ المدينة بالتخمينات عن يسوع.‏ فيسأل الناس بعضهم بعضا:‏ «ما رأيكم؟‏ ألن يأتي الى العيد؟‏».‏ ويزيد كبار الكهنة والفريسيون من التشويق عندما يُصدِرون الاوامر ان مَن يراه عليه إخبارهم بمكان وجوده.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٤٧-‏٥٧‏.‏

٢ ايّ عمل تقوم به مريم يثير جدالا،‏ وإلامَ يشير جواب يسوع دفاعا عنها بشأن ادراكه ‹لساعته›؟‏

٢ في ٨ نيسان القمري،‏ قبل الفصح بستة ايام،‏ يعود يسوع الى جوار اورشليم.‏ ويأتي الى بيت عنيا،‏ موطن اصدقائه الاحباء مرثا ومريم ولَعازر،‏ والتي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن اورشليم.‏ انه يوم الجمعة مساء،‏ ويقضي يسوع السبت هناك.‏ في المساء التالي،‏ يعترض التلاميذ على استخدام مريم الزيت المعطَّر الكثير الثمن.‏ فيقول لهم:‏ ‹دعوها وشأنها،‏ لكي تراعي هذه العادة ليوم دفني.‏ لأن الفقراء عندكم كل حين،‏ وأما انا فلن اكون عندكم كل حين›.‏ (‏يوحنا ١٢:‏١-‏٨؛‏ متى ٢٦:‏٦-‏١٣‏)‏ وهو يقول ذلك لأنه يعرف ان «ساعته قد اتت لينتقل من هذا العالم الى الآب».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ فبعد خمسة ايام سوف «يبذل نفسه فدية عن كثيرين».‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٥‏)‏ ومن هذا الوقت فصاعدا،‏ يؤثر الشعور بالالحاح في كل ما يفعله ويعلِّمه.‏ فما اروع المثال الذي يزوِّده ذلك لنا فيما ننتظر بتوق نهاية نظام الاشياء هذا!‏ تأملوا في ما يحدث ليسوع في اليوم التالي.‏

يوم دخول يسوع الظافر

٣ (‏أ)‏ كيف يدخل يسوع الى اورشليم يوم الاحد في ٩ نيسان القمري،‏ وكيف يتجاوب معظم الجمع حوله؟‏ (‏ب)‏ بماذا يجيب يسوع الفريسيين الذين يتذمرون بشأن الجمع؟‏

٣ يوم الاحد في ٩ نيسان القمري،‏ يأتي يسوع ظافرا الى اورشليم.‏ وفيما هو يقترب من المدينة على جحش ابن اتان إتماما لزكريا ٩:‏٩‏،‏ يفرش معظم الجمع ارديتهم في الطريق ويقطع آخرون اغصانا من الاشجار ويفرشونها ويصرخون:‏ «مبارك الآتي ملكا باسم يهوه!‏».‏ يريد بعض الفريسيين من الجمع ان ينتهر يسوع تلاميذه.‏ لكنَّ يسوع يجيب:‏ «اقول لكم:‏ ان بقي هؤلاء ساكتين،‏ فالحجارة تصرخ».‏ —‏ لوقا ١٩:‏٣٨-‏٤٠؛‏ متى ٢١:‏٦-‏٩‏.‏

٤ لماذا ترتج اورشليم عندما يدخل يسوع اليها؟‏

٤ منذ اسابيع قليلة،‏ رأى كثيرون من الجمع كيف اقام يسوع لَعازر.‏ ولا يزالون يخبرون الآخرين بهذه العجيبة.‏ لذلك عندما يدخل يسوع الى اورشليم،‏ ترتج المدينة كلها،‏ اذ يسأل الناس:‏ «مَن هذا؟‏».‏ وتستمر الجموع تقول:‏ «هذا هو النبي يسوع،‏ من ناصرة الجليل!‏».‏ وعند رؤية ما يحصل،‏ يقول الفريسيون بانزعاج:‏ «هوذا العالم قد ذهب وراءه».‏ —‏ متى ٢١:‏١٠،‏ ١١؛‏ يوحنا ١٢:‏١٧-‏١٩‏.‏

٥ ماذا يحدث عندما يذهب يسوع الى الهيكل؟‏

٥ يذهب المعلم الكبير يسوع الى الهيكل ليعلِّم كعادته عندما يزور اورشليم.‏ وهناك،‏ يأتي اليه العمي والعرج فيبرئهم.‏ فيغضب كبار الكهنة والكتبة عندما يرون ذلك ويسمعون الصبيان في الهيكل يصرخون:‏ «خلِّص ابن داود!‏».‏ ويعترضون قائلين:‏ «أتسمع ما يقول هؤلاء؟‏».‏ فيجيبهم يسوع:‏ «نعم.‏ أما قرأتم قط:‏ ‹من فم الاطفال والرُّضَّع هيأتَ تسبيحا›؟‏».‏ وفيما يتابع التعليم،‏ يراقب جيدا ما يحدث في الهيكل.‏ —‏ متى ٢١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ مرقس ١١:‏١١‏.‏

٦ كيف يتصرَّف يسوع الآن خلافا لما فعله سابقا،‏ ولماذا؟‏

٦ كم يختلف تصرف يسوع الآن عما فعله منذ ستة اشهر!‏ فقد اتى آنذاك الى اورشليم من اجل الاحتفال بعيد الخيام «ليس علنا،‏ بل كأنه في الخفاء».‏ (‏يوحنا ٧:‏١٠‏)‏ وكان دائما يتَّخذ الاحتياطات لينجو عندما تكون حياته في خطر.‏ اما الآن فهو يدخل علانية الى المدينة حيث صدرت الاوامر بالقبض عليه!‏ ولم يكن ايضا من عادته ان يقول انه المسيّا علنا.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏٢؛‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٤‏)‏ فلم يكن يريد ان تتناقل الالسن دعايةً للفت الانتباه او قصصا مشوَّهة عنه.‏ أما الآن فالجموع تُعلِن على الملإ انه ملك ومخلِّص —‏ المسيّا —‏ وهو يرفض طلب القادة الدينيين ان يُسكتهم!‏ ولماذا هذا التغيير؟‏ لأنه «قد اتت الساعة ليمجَّد ابن الانسان»،‏ كما سيعلن هو في اليوم التالي.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٣‏.‏

عمل جريء —‏ ثم تعاليم منقذة للحياة

٧،‏ ٨ كيف تعكس تصرفات يسوع في ١٠ نيسان القمري،‏ سنة ٣٣ ب‌م،‏ ما فعله في الهيكل في فصح سنة ٣٠ ب‌م؟‏

٧ عندما يصل يسوع الى الهيكل يوم الاثنين في ١٠ نيسان القمري،‏ يتصرف وفقا لما رآه بعد ظهر اليوم السابق.‏ فيبتدئ ‹يطرد الذين يبيعون ويشترون في الهيكل،‏ ويقلب موائد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام؛‏ ولا يدع احدا يجتاز الهيكل وهو يحمل مَتاعا›.‏ ويدينهم معلنا:‏ «أما هو مكتوب:‏ ‹سيُدعى بيتي بيت صلاة لجميع الأمم›؟‏ وأما انتم فجعلتموه مغارة لصوص».‏ —‏ مرقس ١١:‏١٥-‏١٧‏.‏

٨ تعكس تصرفات يسوع ما فعله منذ ثلاث سنوات عندما زار الهيكل في فصح سنة ٣٠ ب‌م.‏ لكنَّ الشجب اشدّ هذه المرة.‏ فهو يشير الى التجار في الهيكل على انهم «لصوص».‏ (‏لوقا ١٩:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ يوحنا ٢:‏١٣-‏١٦‏)‏ وهم لصوص لأنهم يطلبون اثمانا باهظة من الذين يضطرون ان يشتروا الحيوانات من اجل الذبائح.‏ فيسمع كبار الكهنة والكتبة وأعيان الشعب بما يفعله يسوع ويسعون مجدَّدا الى قتله.‏ رغم ذلك،‏ لا يعرفون كيف يتخلصون منه لأن الشعب كله متعلق به ليسمع له لأنه مذهول من تعليمه.‏ —‏ مرقس ١١:‏١٨؛‏ لوقا ١٩:‏٤٧،‏ ٤٨‏.‏

٩ ايّ درس يعلِّمه يسوع،‏ وأية دعوة يوجِّهها الى سامعيه في الهيكل؟‏

٩ يستمر يسوع في التعليم في الهيكل ويعلن:‏ «قد اتت الساعة ليمجَّد ابن الانسان».‏ فهو يعرف ان اياما قليلة فقط لا تزال متبقية من حياته البشرية.‏ ثم يقول ان حبة الحنطة يجب ان تموت لكي تحمل ثمرا،‏ مما يشير الى موته وصيرورته وسيلة لمنح الحياة الابدية للآخرين.‏ بعدئذ،‏ يوجِّه دعوة الى سامعيه قائلا:‏ «إنْ اراد احد ان يخدمني،‏ فليتبعني،‏ وحيث اكون انا فهناك يكون خادمي ايضا.‏ إنْ اراد احد ان يخدمني،‏ يكرمه الآب».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٣-‏٢٦‏.‏

١٠ ما هو شعور يسوع حيال الموت الاليم الذي ينتظره؟‏

١٠ اذ يفكر يسوع في موته الاليم الذي سيكون بعد اربعة ايام،‏ يمضي قائلا:‏ «الآن نفسي مضطربة،‏ فماذا اقول؟‏ ايها الآب،‏ خلِّصني من هذه الساعة».‏ لكنَّ ما ينتظره لا يمكن تفاديه.‏ لذلك يقول:‏ «ولكن لأجل هذا اتيتُ الى هذه الساعة».‏ فهو موافق على ترتيب الله بكامله ومصمِّم ان يدع المشيئة الالهية توجِّه تصرفاته الى ان يموت موتا فدائيا.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٧‏)‏ فما اروع المثال الذي يرسمه لنا:‏ الاذعان التام للمشيئة الالهية!‏

١١ ماذا يعلِّم يسوع الجمع الذي سمع صوتا من السماء؟‏

١١ ان ما يهم يسوع كثيرا هو كيف سيؤثر موته في سمعة ابيه.‏ لذلك يصلّي:‏ «ايها الآب،‏ مجِّد اسمك».‏ ولدهشة الجمع في الهيكل،‏ يأتي صوت من السماء،‏ قائلا:‏ «مجَّدته وسأمجِّده ايضا».‏ فينتهز المعلِّم الكبير هذه الفرصة ليخبر الجمع لماذا سُمع هذا الصوت،‏ النتائج التي سيجلبها موته،‏ ولماذا تلزمهم ممارسة الايمان.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٨-‏٣٦‏)‏ صحيح ان اليومَين الماضيَين كانا زاخرَين بالنشاط،‏ لكنَّ يوما حاسما لا يزال يكمن امامه.‏

يوم ملآن بالشجب

١٢ كيف يحاول القادة الدينيون يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري ايقاع يسوع في شرك،‏ وبأية نتيجة؟‏

١٢ يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري،‏ يذهب يسوع مرة اخرى الى الهيكل ليعلِّم.‏ والجمهور الموجود عدائي.‏ ويشير كبار الكهنة وشيوخ الشعب الى تصرفات يسوع في اليوم السابق،‏ ويسألونه:‏ «بأية سلطة تفعل هذا؟‏ ومَن اعطاك هذه السلطة؟‏».‏ فيُربِكهم المعلِّم البارع بجوابه ويعطيهم ثلاثة امثال حيّة —‏ اثنان منها عن كرم وواحد عن وليمة عرس —‏ تفضح مقاوميه وتوضح كم هم اشرار.‏ فيغتاظ القادة الدينيون مما يسمعونه،‏ ويريدون القبض عليه لكنهم يخافون من الجموع الذين يعتبرونه نبيا.‏ لذلك يحاولون ايقاعه بكلامه ليقبضوا عليه.‏ لكنَّ الاجابات التي يعطيها تُسكِتهم.‏ —‏ متى ٢١:‏٢٣–‏٢٢:‏٤٦‏.‏

١٣ اية نصيحة يعطيها يسوع لسامعيه بشأن الكتبة والفريسيين؟‏

١٣ بما ان الكتبة والفريسيين يدّعون انهم يعلِّمون شريعة الله،‏ فإن يسوع يحثّ سامعيه:‏ «افعلوا كل ما يقولونه لكم واحفظوه،‏ ولكن لا تفعلوا حسب اعمالهم،‏ لأنهم يقولون ولا يفعلون».‏ (‏متى ٢٣:‏١-‏٣‏)‏ فما اقوى هذا الشجب العلني!‏ لكنَّ شجب يسوع لم ينتهِ هنا.‏ فهذا هو يومه الاخير في الهيكل،‏ لذلك يشهِّرهم التشهير تلو الآخر،‏ كالرعد المدوّي.‏

١٤،‏ ١٥ اية تشهيرات قاسية للكتبة والفريسيين يعلنها يسوع؟‏

١٤ يقول يسوع ست مرات:‏ «ويل لكم،‏ ايها الكتبة والفريسيون المراؤون!‏».‏ ويوضح ان ذلك هو لأنهم يغلقون ملكوت السموات قدام الناس،‏ ولا يسمحون للذين في طريقهم للدخول بأن يدخلوا.‏ وهؤلاء المراؤون يجوبون البحر واليابسة ليصنعوا متهوِّدا واحدا،‏ ولكن ليجعلوه عرضة للابادة الابدية.‏ وفي حين انهم يحرصون على تقديم العشر،‏ فهم يتجاهلون «اثقل ما في الشريعة،‏ اي العدل والرحمة والامانة».‏ وهم يطهِّرون «خارج الكأس والصحن،‏ وهما في الداخل مملوآن نهبا وتطرفا»،‏ مما يشير ان نتانتهم وفسادهم الداخليَّين مخبآن وراء مظهر التقوى الخارجي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ انهم على استعداد لبناء قبور الانبياء وزخرفتها ليلفتوا الانتباه الى اعمالهم الخيرية،‏ في حين انهم «ابناء الذين اقترفوا جرائم قتل الانبياء».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٣-‏١٥،‏ ٢٣-‏٣١‏.‏

١٥ وإذ يدين يسوع مقاوميه لأنهم لا يملكون قيَما روحية،‏ يقول:‏ «ويل لكم،‏ ايها القادة العميان».‏ انهم عميان ادبيا لأنهم يشدِّدون على ذهب الهيكل اكثر من القيمة الروحية لمكان العبادة هذا.‏ ويمضي ليتفوَّه بأقوى ما تفوه به من كلمات شجب،‏ قائلا:‏ «ايها الحيات سلالة الافاعي،‏ كيف تهربون من دينونة جهنا؟‏».‏ فهو يقول لهم ان اتِّباعهم مسلكهم الشرير سيؤدي بهم الى الهلاك الابدي.‏ (‏متى ٢٣:‏١٦-‏٢٢،‏ ٣٣‏)‏ فلنُظهِر نحن ايضا الشجاعة في إعلان رسالة الملكوت،‏ حتى عندما تشمل رسالتنا تشهير الدين الباطل.‏

١٦ اية نبوة مهمة يعطيها يسوع لتلاميذه فيما هم جالسون على جبل الزيتون؟‏

١٦ يغادر يسوع الآن الهيكل ويصعد الى جبل الزيتون مع رسله عند العصر.‏ وبينما هو جالس هناك،‏ يعطي النبوة عن دمار الهيكل وعلامة حضوره واختتام نظام الاشياء.‏ وتحمل هذه الكلمات النبوية مغزى لوقتنا الحاضر.‏ وفي هذا المساء،‏ يقول يسوع لتلاميذه ايضا:‏ «تعرفون انه بعد يومين يكون الفصح،‏ وابن الانسان سيُسلَّم ليعلَّق على خشبة».‏ —‏ متى ٢٤:‏١-‏١٤؛‏ ٢٦:‏١،‏ ٢‏.‏

يسوع ‹يحب خاصته الى النهاية›‏

١٧ (‏أ)‏ ايّ درس يعلِّمه يسوع للـ‍ ١٢ خلال الفصح في ١٤ نيسان القمري؟‏ (‏ب)‏ اية ذِكرى يؤسسها يسوع بعد صرْف يهوذا الاسخريوطي؟‏

١٧ في اليومين التاليين —‏ ١٢ و ١٣ نيسان القمري —‏ لا يظهر يسوع علنا في الهيكل.‏ فالقادة الدينيون يسعون الى قتله،‏ وهو لا يريد ان يعيق شيء احتفاله بالفصح مع رسله.‏ عند مغيب الشمس يوم الخميس،‏ يبتدئ ١٤ نيسان القمري الذي يكون آخر يوم في حياة يسوع على الارض كإنسان.‏ وفي هذا المساء،‏ يجتمع يسوع مع رسله الـ‍ ١٢ في بيت في اورشليم حيث أُعدَّ لهم للاحتفال بالفصح.‏ فيحتفلون به معا ويعلِّمهم درسا في التواضع بغسل اقدامهم.‏ ثم يصرف يهوذا الاسخريوطي،‏ الذي وافق على خيانة سيده لقاء ٣٠ قطعة من الفضة —‏ ثمن عبد حسب الشريعة الموسوية.‏ بعدئذ،‏ يؤسس يسوع ذِكرى موته.‏ —‏ خروج ٢١:‏٣٢؛‏ متى ٢٦:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٦-‏٢٩؛‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏٣٠‏.‏

١٨ اية تعاليم اضافية يعطيها يسوع بمحبة لرسله الامناء الـ‍ ١١،‏ وكيف يعدّهم لرحيله الوشيك؟‏

١٨ بعد تأسيس الذِّكرى،‏ يخوض الرسل جدالا حاميا في مَن منهم هو الاعظم.‏ وبدلا من توبيخهم،‏ يعلِّمهم يسوع بصبر عن قيمة خدمة الآخرين.‏ ثم يصنع معهم عهدا لملكوت تقديرا منه لالتصاقهم به في محنه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٣٠‏)‏ ويوصيهم ايضا ان يحبوا بعضهم بعضا كما احبهم هو.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ ويصرف معهم وقتا طويلا في هذه الغرفة ليعدّهم بمحبة لرحيله الوشيك.‏ فيؤكد لهم صداقته،‏ يشجِّعهم على ممارسة الايمان،‏ ويَعِدهم بمساعدة الروح القدس.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١-‏١٧؛‏ ١٥:‏١٥‏)‏ وقبل مغادرة البيت،‏ يلتمس من ابيه:‏ «قد اتت الساعة؛‏ مجِّد ابنك،‏ ليمجِّدك ابنك».‏ لقد أعدّ يسوع رسله لرحيله،‏ ولا شك انه ‹يحب خاصته الى النهاية›.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١؛‏ ١٧:‏١‏.‏

١٩ لماذا يكون يسوع في كرب في بستان جتسيماني؟‏

١٩ يصل يسوع ورسله الامناء الـ‍ ١١ ربما بعد منتصف الليل بكثير الى بستان جتسيماني،‏ حيث كثيرا ما ذهب معهم.‏ (‏يوحنا ١٨:‏١،‏ ٢‏)‏ انه سيموت ميتة مجرم حقير بعد ساعات.‏ والكرب الناتج عن هذا الاختبار المُنتظَر وعن امكانية جلب التعيير على ابيه هو شديد جدا حتى ان عرقه وهو يصلّي يصير كقطرات دم نازلة على الارض.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ ثم يقول يسوع لرسله:‏ «قد اتت الساعة .‏ .‏ .‏ ها ان الذي يسلمني قد اقترب».‏ وفيما هو يتكلم بعد،‏ يقترب يهوذا الاسخريوطي مع جمع كبير يحملون مشاعل وسُرُجا وأسلحة من اجل القبض عليه.‏ لكنه لا يقاوم،‏ بل يقول موضحا:‏ «كيف تتم الاسفار المقدسة،‏ انه هكذا لا بد ان يكون؟‏».‏ —‏ مرقس ١٤:‏٤١-‏٤٣؛‏ متى ٢٦:‏٤٨-‏٥٤‏.‏

تمجيد ابن الانسان

٢٠ (‏أ)‏ اية معاملة وحشية يتلقاها يسوع بعد القبض عليه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يصرخ يسوع:‏ «قد تمّ» قبل لحظات من موته؟‏

٢٠ بعد القبض على يسوع،‏ يتَّهمه شهود زور،‏ يدينه قضاة متحاملون،‏ يحكم عليه بنطيوس بيلاطس،‏ يهزأ به الكهنة والرعاع،‏ ويسخر منه الجنود ويعذِّبونه.‏ (‏مرقس ١٤:‏٥٣-‏٦٥؛‏ ١٥:‏١،‏ ١٥؛‏ يوحنا ١٩:‏١-‏٣‏)‏ وعند انتصاف النهار يوم الجمعة،‏ يكون يسوع معلَّقا على خشبة آلام ويعاني ألما مبرِّحا لأن ثقل جسده يمزِّق جروح المسامير في يديه وقدميه.‏ (‏يوحنا ١٩:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وعند الساعة الثالثة بعد الظهر،‏ يصرخ يسوع:‏ «قد تمّ!‏».‏ نعم،‏ لقد تمَّم كل ما اتى الى الارض ليفعله.‏ وإذ يودع روحه في يدَي الله،‏ يحني رأسه ويموت.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٢٨،‏ ٣٠؛‏ متى ٢٧:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٦‏)‏ ثم في اليوم الثالث،‏ يقيم يهوه ابنه.‏ (‏مرقس ١٦:‏١-‏٦‏)‏ وبعد اربعين يوما من قيامته،‏ يصعد الى السموات ويُمجَّد.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٥؛‏ اعمال ١:‏٣،‏ ٩-‏١٢؛‏ فيلبي ٢:‏٨-‏١١‏.‏

٢١ كيف يمكننا الاقتداء بيسوع؟‏

٢١ فكيف يمكننا ‹اتِّباع خطوات يسوع بدقة›؟‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ مثل يسوع،‏ لنبذلْ انفسنا بنشاط في الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة ولنكن شجعانا وجريئين في التكلم بكلمة الله.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ٤:‏٢٩-‏٣١؛‏ فيلبي ١:‏١٤‏)‏ ولا يغِبْ عن بالنا ابدا اين نحن في مجرى الزمن ولا نفشلْ في تحريض بعضنا بعضا على المحبة والاعمال الحسنة.‏ (‏مرقس ١٣:‏٢٨-‏٣٣؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ولندعْ مشيئة يهوه الله والادراك اننا نعيش في «وقت النهاية» يوجِّهان كامل مسلكنا.‏ —‏ دانيال ١٢:‏٤‏.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• كيف اثَّرت معرفة يسوع ان موته قريب في خدمته الاخيرة في الهيكل في اورشليم؟‏

‏• ماذا يُظهِر ان يسوع ‹احب خاصته الى النهاية›؟‏

‏• ماذا تُظهِر حوادث الساعات الاخيرة في حياة يسوع عنه؟‏

‏• كيف يمكننا الاقتداء بالمسيح يسوع في خدمتنا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

يسوع ‹احبهم الى النهاية›‏