الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مَن هم خدام الله اليوم؟‏

مَن هم خدام الله اليوم؟‏

مَن هم خدام الله اليوم؟‏

‏«اهليتنا مصدرها الله،‏ الذي قد اهّلنا لنكون خداما لعهد جديد».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

١،‏ ٢ اية مسؤولية اشترك فيها مسيحيو القرن الاول جميعهم،‏ ولكن كيف تغيَّر الوضع؟‏

في القرن الاول من عصرنا الميلادي،‏ كانت تُلقى على عاتق جميع المسيحيين مسؤولية مهمة:‏ التزام الكرازة بالبشارة.‏ وجميعهم كانوا ممسوحين وخداما للعهد الجديد.‏ وكان لدى البعض مسؤوليات اضافية،‏ مثل التعليم في الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٢٧-‏٢٩؛‏ افسس ٤:‏١١‏)‏ وكان لدى الوالدين واجبات ثقيلة ضمن العائلة.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٨-‏٢١‏)‏ لكنهم كانوا يشتركون جميعا في عمل الكرازة الاساسي والمهم.‏ في اليونانية الاصلية التي دُوِّنت بها الاسفار المسيحية،‏ كانت هذه المسؤولية دياكونيا،‏ التي تعني خدمة.‏ —‏ كولوسي ٤:‏١٧‏.‏

٢ لكنَّ الوضع تغيَّر بمرور الوقت.‏ فقد برز صف معروف بصف رجال الدين،‏ الذين احتفظوا لأنفسهم بامتياز الكرازة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٠‏)‏ وكان رجال الدين اقلية بين المدَّعين المسيحية.‏ أما الغالبية العظمى فصارت تُعرَف بعامة الشعب.‏ ويُعلَّم عامة الشعب ان لديهم التزامات معيَّنة،‏ بما في ذلك تقديم التبرعات لتزويد حاجات رجال الدين.‏ وقد صار معظمهم مجرد مستمعين غير فعّالين في مسألة الكرازة.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كيف يصير الافراد في العالم المسيحي خداما دينيين؟‏ (‏ب)‏ مَن يُعتبر خادما دينيا في العالم المسيحي،‏ ولماذا الوضع مختلف بين شهود يهوه؟‏

٣ يدَّعي رجال الدين انهم خدام دينيون (‏دياكونوس‏)‏.‏ وليصيروا خدَّاما،‏ يتخرجون من الكليات او معاهد اللاهوت ويُرسَمون.‏ تقول دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «‹رسم› و ‹رِسامة› يشيران عادة الى منزلة خصوصية تُمنح للخدام الدينيين او الكهنة بواسطة طقوس رسمية،‏ مع التركيز على السلطة للمناداة بالكلمة او منح الاسرار المقدسة،‏ او الاثنين معا».‏ ومَن يرسم الخدام الدينيين؟‏ تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «في الكنائس التي حافظت على أسقفياتها الشهيرة تاريخيا،‏ فإن الخادم الديني الذي يرسم هو الاسقف.‏ أما في الكنائس المشيخية فتجري الرسامة بواسطة المجلس المشيخي».‏

٤ لذلك،‏ فإن امتياز الصيرورة خادما دينيا هو امر حصري جدا في كنائس العالم المسيحي.‏ ولكن ليست هذه هي الحال بين شهود يهوه.‏ ولماذا؟‏ لأنه لم تكن هذه هي الحال في الجماعة المسيحية في القرن الاول.‏

مَن هم خدام الله حقا؟‏

٥ مَن هم الخدام الدينيون بحسب الكتاب المقدس؟‏

٥ بحسب الكتاب المقدس،‏ فإن كل عبّاد يهوه —‏ السماويين والارضيين —‏ هم خدام دينيون.‏ فالملائكة خدمت يسوع.‏ (‏متى ٤:‏١١؛‏ ٢٦:‏٥٣؛‏ لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ والملائكة ايضا ‹يخدمون من اجل الذين سيرثون الخلاص›.‏ (‏عبرانيين ١:‏١٤؛‏ متى ١٨:‏١٠‏)‏ وكان يسوع خادما دينيا،‏ فقد قال:‏ «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدم،‏ بل ليخدم».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ روما ١٥:‏٨‏)‏ لذلك،‏ بما ان أتباع يسوع يجب ان ‹يتبعوا خطواته بدقة›،‏ فليس من المدهش انه يجب ان يكونوا هم ايضا خداما دينيين.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

٦ كيف اشار يسوع ان تلاميذه ينبغي ان يكونوا خداما دينيين؟‏

٦ قال يسوع لتلاميذه قبيل صعوده الى السماء:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ كان تلاميذ يسوع سيصيرون متلمذين —‏ خداما دينيين.‏ وكان التلاميذ الجدد سيتعلمون ان يحفظوا جميع ما اوصاهم به يسوع،‏ بما في ذلك الوصية ان يذهبوا ويتلمذوا.‏ فسواء كان الشخص رجلا او امرأة،‏ راشدا او ولدا،‏ فالتلميذ الحقيقي ليسوع المسيح يكون خادما دينيا.‏ —‏ يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ اية آيات تُظهِر ان كل المسيحيين الحقيقيين هم خدام دينيون؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ عن التعيين؟‏

٧ انسجاما مع ذلك،‏ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اشترك جميع تلاميذ يسوع الحاضرين،‏ الرجال والنساء على السواء،‏ في إخبار الآخرين «عن عظائم الله».‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏١١‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ كتب الرسول بولس:‏ «بالقلب يمارس المرء الايمان للبر،‏ وبالفم يقوم بإعلان جهري للخلاص».‏ (‏روما ١٠:‏١٠‏)‏ ولم يكن بولس يوجِّه هذه الكلمات الى صف حصري من رجال الدين،‏ بل ‹الى جميع من كانوا في روما من احباء الله›.‏ (‏روما ١:‏١،‏ ٧‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ كان يجب على كل «القديسين الذين في افسس والامناء في اتِّحاد بالمسيح يسوع» ان ‹يتَّخذوا التأهب لبشارة السلام حذاء لأقدامهم›.‏ (‏افسس ١:‏١؛‏ ٦:‏١٥‏)‏ وكان يجب على كل الذين سمعوا الرسالة الموجَّهة الى العبرانيين ان ‹يتمسكوا بإعلان رجائهم جهرا من دون تقلب›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣‏.‏

٨ ولكن متى يصير الشخص خادما دينيا؟‏ وبكلمات اخرى،‏ متى يُعيَّن؟‏ ومَن يعيِّنه؟‏

متى يُعيَّن الخادم الديني؟‏

٩ متى عُيِّن يسوع،‏ ومَن عيَّنه؟‏

٩ تأملوا في مثال يسوع المسيح لتعرفوا متى يُعيَّن الشخص ومَن يعيِّنه.‏ فهو لم يحصل على شهادة رِسامة من معهد لاهوت للاثبات انه خادم ديني،‏ ولم يعيِّنه ايّ انسان.‏ فلماذا يمكننا القول انه كان خادما دينيا؟‏ لأن كلمات اشعيا الموحى بها تمت فيه:‏ «روح يهوه عليَّ،‏ لأنه مسحني لأبشر».‏ (‏لوقا ٤:‏١٧-‏١٩؛‏ اشعياء ٦١:‏١‏)‏ لا تترك هذه الكلمات مجالا للشك في ان يسوع قد فوِّض اليه ان يخبر بالبشارة.‏ ومَن فوَّضه؟‏ بما ان روح يهوه مسحه للعمل،‏ فمن الواضح ان يهوه الله هو الذي عيَّنه.‏ ومتى حدث ذلك؟‏ لقد حلّ روح يهوه عليه عند معموديته.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ لذلك عُيِّن يسوع عند معموديته.‏

١٠ مَن يجعل الخادم المسيحي يصير ‹مؤهلا›؟‏

١٠ وماذا عن أتباع يسوع في القرن الاول؟‏ ان يهوه هو الذي عيَّنهم في هذه المرتبة كخدام دينيين.‏ قال بولس:‏ «اهليتنا مصدرها الله،‏ الذي قد اهَّلنا لنكون خداما لعهد جديد».‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكيف يؤهِّل يهوه عبّاده ليكونوا خداما دينيين؟‏ تأملوا في مثال تيموثاوس،‏ الذي دعاه بولس «خادم الله في بشارة المسيح».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٣:‏٢‏.‏

١١،‏ ١٢ كيف تقدَّم تيموثاوس ليصير خادما دينيا؟‏

١١ تساعدنا الكلمات التالية الموجَّهة الى تيموثاوس على فهم كيف صار خادما دينيا:‏ «اما انت فاثبت على ما تعلمته وأُقنعت حتى آمنت به،‏ عارفا ممن تعلمت وأنك منذ الطفولية تعرف الكتابات المقدسة،‏ القادرة ان تصيِّرك حكيما للخلاص بالايمان في المسيح يسوع».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ كانت المعرفة من الكتاب المقدس هي اساس ايمان تيموثاوس،‏ الايمان الذي كان سيدفعه الى صنع إعلان جهري.‏ ولكن هل كانت القراءة الشخصية كل ما لزمه من اجل هذا الامر؟‏ كلا.‏ لقد احتاج الى المساعدة على نيل معرفة دقيقة وفهم روحي لما يقرأه.‏ (‏كولوسي ١:‏٩‏)‏ لذلك،‏ فقد ‹أُقنع حتى آمن›.‏ وبما انه كان يعرف الاسفار المقدسة «منذ الطفولية»،‏ فلا بد ان امه وجدته هما اللتان علَّمتاه،‏ اذ ان اباه لم يكن مؤمنا كما يتَّضح.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٥‏.‏

١٢ لكنَّ صيرورة تيموثاوس خادما دينيا كانت تشمل اكثر من ذلك.‏ اولا،‏ تقوى ايمانه بمعاشرة المسيحيين في الجماعات المجاورة.‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ لأنه عندما التقاه بولس للمرة الاولى،‏ كان «مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة وإيقونية».‏ (‏اعمال ١٦:‏٢‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ كان بعض الاخوة يكتبون رسائل الى الجماعات لتقويتهم.‏ وكان النظار يزورونهم لتشجيعهم.‏ وقد ساعدت هذه التدابير المسيحيين مثل تيموثاوس على التقدم روحيا.‏ —‏ اعمال ١٥:‏٢٢-‏٣٢؛‏ ١ بطرس ١:‏١‏.‏

١٣ متى عُيِّن تيموثاوس خادما دينيا،‏ ولماذا تقولون ان تقدمه الروحي لم ينتهِ عند هذا الحد؟‏

١٣ نظرا الى وصية يسوع المسجَّلة في متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏،‏ يمكننا ان نتأكد ان ايمان تيموثاوس دفعه في مرحلة ما الى ان يقتدي بيسوع ويعتمد.‏ (‏متى ٣:‏١٥-‏١٧؛‏ عبرانيين ١٠:‏٥-‏٩‏)‏ وكان ذلك رمزا الى انتذاره لله من كل نفسه.‏ وعند معموديته،‏ صار خادما دينيا.‏ ومذّاك،‏ صارت حياته وقوته وكل ما لديه ملْكا لله.‏ وكان ذلك جزءا لا يتجزأ من عبادته،‏ «خدمة مقدسة».‏ لكنَّ تيموثاوس لم يسترح ويكتفِ بما حقَّقه،‏ بل استمر في النمو روحيا،‏ صائرا خادما مسيحيا ناضجا.‏ وحدث ذلك بسبب معاشرته اللصيقة لمسيحيين ناضجين مثل بولس،‏ درسه الشخصي،‏ ونشاط كرازته الغيور.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢؛‏ عبرانيين ٦:‏١‏.‏

١٤ كيف يتقدم اليوم شخص ‹ميال بالصواب الى الحياة الابدية› ليصير خادما دينيا؟‏

١٤ ان تعيين الخادم المسيحي اليوم مماثل.‏ فالشخص ‹الميال بالصواب الى الحياة الابدية› يُساعَد على التعلم عن الله ومقاصده بواسطة درس في الكتاب المقدس.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ ويتعلم ان يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس في حياته ويصلي صلاة ذات مغزى الى الله.‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ امثال ٢:‏١-‏٩؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ويعاشر غيره من المؤمنين ويستفيد من التدابير والترتيبات التي يقوم بها «العبد الامين الفطين».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ امثال ١٣:‏٢٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وهكذا،‏ يتقدم بواسطة عملية تعليم منظَّمة.‏

١٥ ماذا يحدث عندما يعتمد الشخص؟‏ (‏انظروا ايضا الحاشية.‏)‏

١٥ وأخيرا،‏ يرغب التلميذ في الانتذار كاملا لأبيه السماوي،‏ بعد ان يكون قد نمى محبة ليهوه الله وإيمانا راسخا بالذبيحة الفدائية.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١‏)‏ وهو يقوم بهذا الانتذار في صلاة شخصية ثم يعتمد كرمز علني الى ما قام به على انفراد.‏ ومعموديته هي بمثابة تعيينه لأنه عندئذ يُعترف به كخادم،‏ دياكونوس،‏ منتذر كاملا لله.‏ ويجب ان يبقى منفصلا عن العالم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٦؛‏ يعقوب ٤:‏٤‏)‏ فقد قدَّم نفسه كاملا «ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند الله» دون قيد او شرط.‏ (‏روما ١٢:‏١‏)‏ * انه خادم الله،‏ تمثلا بالمسيح.‏

ما هي الخدمة المسيحية؟‏

١٦ ماذا كانت بعض مسؤوليات تيموثاوس كخادم ديني؟‏

١٦ ماذا شملت خدمة تيموثاوس؟‏ كانت لديه واجبات خصوصية كرفيق لبولس في السفر.‏ وعندما صار شيخا،‏ بذل جهده في تعليم الرفقاء المسيحيين وتقويتهم.‏ لكنَّ محور خدمته كان الكرازة بالبشارة والتلمذة،‏ تماما كما كان محور خدمة يسوع وبولس.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏٥‏)‏ قال بولس لتيموثاوس:‏ «أما انت فكن واعيا في كل شيء،‏ تحمَّل السوء،‏ اعمل عمل المبشر،‏ تمِّم خدمتك».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ في اية خدمة يشترك المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ حدّ مهم هو عمل الكرازة بالنسبة الى الخادم المسيحي؟‏

١٧ والامر مماثل مع الخدام المسيحيين اليوم.‏ فهم يشتركون في الخدمة العامة،‏ عمل التبشير،‏ موجِّهين الآخرين الى الخلاص على اساس ذبيحة يسوع ومعلِّمين المتواضعين ان يدعوا باسم يهوه.‏ (‏اعمال ٢:‏٢١؛‏ ٤:‏١٠-‏١٢؛‏ روما ١٠:‏١٣‏)‏ وهم يبرهنون من الكتاب المقدس ان الملكوت هو الرجاء الوحيد للجنس البشري المتألم ويُظهِرون انه حتى في الوقت الحاضر تتحسن الامور اذا عشنا وفق المبادئ الالهية.‏ (‏مزمور ١٥:‏١-‏٥؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ لكنَّ الخادم المسيحي لا يكرز بالانجيل الاجتماعي،‏ بل يعلِّم ان ‹التعبد لله فيه وعد الحياة الحاضرة والآتية›.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏.‏

١٨ لدى معظم الخدام طرق اضافية للخدمة قد تختلف من مسيحي الى آخر.‏ فكثيرون لديهم التزامات عائلية.‏ (‏افسس ٥:‏٢١–‏٦:‏٤‏)‏ ولدى الشيوخ والخدام المساعدين واجبات في الجماعة.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ تيطس ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ ويساعد مسيحيون كثيرون في بناء قاعات الملكوت.‏ والبعض يتمتعون بالامتياز الرائع للعمل كمتطوعين في احد بيوت ايل التابعة لجمعية برج المراقبة.‏ لكنَّ كل الخدام المسيحيين دون استثناء يشاركون في الكرازة بالبشارة.‏ فالاشتراك في هذا العمل هو ما يحدِّد هوية الشخص جهرا انه خادم مسيحي حقيقي.‏

موقف الخادم المسيحي

١٩،‏ ٢٠ ايّ موقف يجب ان ينميه الخدام المسيحيون؟‏

١٩ يتوقع معظم خدام العالم المسيحي ان يُمنحوا احتراما خصوصيا،‏ وهم يتَّخذون القابا مثل «الموقَّر» و «الاب».‏ لكنَّ الخادم المسيحي يعرف ان يهوه وحده يستحق التوقير.‏ (‏قارنوا ١ تيموثاوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ ولا يطالب ايّ خادم مسيحي بهذا التبجيل او يتوق الى الحصول على القاب خصوصية.‏ (‏متى ٢٣:‏٨-‏١٢‏)‏ فهو يعرف ان المعنى الاساسي لكلمة دياكونيا هو «خدمة».‏ والفعل المرتبط بها يُستخدم احيانا في الكتاب المقدس للاشارة الى الخدمات الشخصية،‏ مثل الخدمة على الموائد.‏ (‏لوقا ٤:‏٣٩؛‏ ١٧:‏٨؛‏ يوحنا ٢:‏٥‏)‏ ورغم ان استخدام هذه الكلمة للاشارة الى الخدمة المسيحية هو ارفع شأنا،‏ فلا يزال الشخص الذي هو دياكونوس خادما.‏

٢٠ لذلك ما من سبب ليشعر اي خادم مسيحي بالاعتداد بالنفس.‏ فالخدام المسيحيون الحقيقيون —‏ حتى اولئك الذين يتحملون مسؤوليات خصوصية في الجماعة —‏ هم عبيد متواضعون.‏ قال يسوع:‏ «من اراد ان يكون عظيما بينكم فليكن لكم خادما،‏ ومن اراد ان يكون الاول بينكم فليكن لكم عبدا».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وعندما كان يريد ان يري تلاميذه ما هو الموقف الصائب الذي يجب تنميته،‏ غسل اقدامهم.‏ وبذلك يكون قد قام بعمل ادنى العبيد مرتبة.‏ (‏يوحنا ١٣:‏١-‏١٥‏)‏ فكم هي متواضعة هذه الخدمة!‏ لذلك فإن الخدام المسيحيين يخدمون يهوه الله ويسوع المسيح بتواضع.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏٤؛‏ ١١:‏٢٣‏)‏ ويُظهِرون الاتِّضاع العقلي في خدمة واحدهم الآخر.‏ وعندما يكرزون بالبشارة،‏ يخدمون جيرانهم غير المؤمنين دون انانية.‏ —‏ روما ١:‏١٤،‏ ١٥؛‏ افسس ٣:‏١-‏٧‏.‏

احتملوا في الخدمة

٢١ كيف كوفئ بولس على الاحتمال في الخدمة؟‏

٢١ ان الكينونة خادما دينيا تطلبت من بولس الاحتمال.‏ فقد قال للكولوسيين انه عانى الكثير ليكرز لهم بالبشارة.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ولكن بسبب احتماله،‏ قبِل كثيرون البشارة وصاروا بدورهم خداما دينيين.‏ ووُلدوا كأبناء لله وإخوة ليسوع المسيح،‏ برجاء الصيرورة مخلوقات روحانية معه في السماء.‏ فما امجد مكافأة الاحتمال هذه!‏

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ لماذا يحتاج الخدام المسيحيون اليوم الى الاحتمال؟‏ (‏ب)‏ ايّ ثمر رائع ينتج من الاحتمال المسيحي؟‏

٢٢ والاحتمال ضروري اليوم للذين هم حقا خدام لله.‏ فكثيرون يصارعون يوميا المرض او آلام الشيخوخة.‏ ويجاهد الوالدون لتربية اولادهم،‏ وكثيرون منهم هم دون رفيق زواج.‏ ويقاوم الاولاد بشجاعة في المدرسة التأثيرات الخاطئة التي تحيط بهم.‏ ويواجه مسيحيون كثيرون اوضاعا اقتصادية صعبة.‏ ويعاني كثيرون الاضطهاد او يواجهون المشقات بسبب ‹الازمنة الحرجة› اليوم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ نعم،‏ يمكن لخدام يهوه اليوم الستة ملايين تقريبا ان يقولوا مع الرسول بولس:‏ «من كل وجه نوصي بأنفسنا كخدام الله،‏ باحتمال الكثير».‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏٤‏)‏ والخدام المسيحيون لا يستسلمون.‏ ويُمدَحون كثيرا على احتمالهم.‏

٢٣ وعلاوة على ذلك،‏ فالاحتمال ينتج ثمرا رائعا،‏ كما حدث لبولس.‏ فبالاحتمال نحافظ على علاقتنا اللصيقة بيهوه ونفرِّح قلبه.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ونقوّي ايماننا ونجلب تلاميذ جددا الى معشر الإخوَة العالمي.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ ان يهوه يدعم خدامه ويبارك خدمتهم في هذه الايام الاخيرة.‏ ونتيجة لذلك،‏ جرى تجميع البقية من الـ‍ ١٤٤٬٠٠٠،‏ وملايين غيرهم لديهم رجاء راسخ بأنهم سيتمتعون بالحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ كشف ١٤:‏١‏)‏ حقا،‏ ان الخدمة المسيحية هي تعبير عن رحمة يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١‏)‏ فلنعزّها جميعا ولنكن شاكرين ان ثمرها سيدوم الى الابد.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 15‏ في حين ان روما ١٢:‏١ تنطبق بشكل خصوصي على المسيحيين الممسوحين،‏ فإن المبدأ ينطبق ايضا على ‹الخراف الاخر›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهؤلاء «يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا».‏ —‏ اشعياء ٥٦:‏٦‏.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• اية مسؤولية ألقيت على عاتق جميع المسيحيين في القرن الاول؟‏

‏• متى يعيَّن الشخص خادما مسيحيا ومَن يعيِّنه؟‏

‏• ايّ موقف ينبغي ان ينميه الخادم المسيحي؟‏

‏• لماذا ينبغي ان يحتمل الخادم المسيحي في وجه الصعوبات؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

تعلَّم تيموثاوس كلمة الله منذ الطفولية.‏ وعُيِّن خادما دينيا عند معموديته

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ترمز المعمودية الى الانتذار لله وعند المعمودية يُعيَّن الشخص خادما دينيا

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

الخدام المسيحيون مستعدون للخدمة