الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اثبتوا تامِّين وراسخي الاقتناع

اثبتوا تامِّين وراسخي الاقتناع

اثبتوا تامِّين وراسخي الاقتناع

‏‹مجتهد كل حين لأجلكم في صلواته،‏ لكي تثبتوا أخيرا تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله›.‏ —‏ كولوسي ٤:‏١٢‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا لاحظ غير المسيحيين عند المسيحيين الاولين؟‏ (‏ب)‏ كيف يعكس سفر كولوسي اهتماما حبيا؟‏

اهتمَّ أتباع يسوع اهتماما شديدا برفقائهم العبّاد.‏ وتحدَّث ترتليانوس (‏كاتب عاش خلال القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد)‏ عن اللطف الذي كانوا يُظهرونه لليتامى والفقراء والمسنين.‏ هذه الادلة على روح المحبة الفاعلة اثَّرت كثيرا في غير المؤمنين حتى ان البعض قالوا عن المسيحيين:‏ ‹انظروا كيف يحبون بعضهم بعضا›.‏

٢ يعكس سفر كولوسي اهتماما حبيا مماثلا اظهره الرسول بولس ورفيقه إبَفراس للاخوة والاخوات في كولوسي.‏ كتب بولس اليهم قائلا ان إبَفراس يجتهد «كل حين لأجلكم في صلواته،‏ لكي تثبتوا أخيرا تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله».‏ وفي سنة ٢٠٠١،‏ ستكون الآية السنوية عند شهود يهوه مؤسسة على كلمات كولوسي ٤:‏١٢‏:‏ ‹اثبتوا تامين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله›.‏

٣ من اجل ايّ امرَين صلّى إبَفراس؟‏

٣ يمكنكم ان تروا ان صلوات إبَفراس من اجل احبائه كان لها وجهان:‏ (‏١)‏ ان ‹يثبتوا اخيرا تامِّين› و (‏٢)‏ ان يثبتوا «راسخي الاقتناع في كل مشيئة الله».‏ لقد وُضعت هذه المعلومات في الاسفار المقدسة لفائدتنا.‏ لذلك اسألوا نفسكم:‏ ‹شخصيا،‏ ماذا يجب ان افعل اخيرا لكي اثبت تامًّا وراسخ الاقتناع في كل مشيئة الله؟‏ وماذا سيكون الاثر حين اقوم بذلك؟‏›.‏ فلنرَ.‏

جاهدوا لكي ‹تثبتوا تامِّين›‏

٤ بأيّ معنى كان يلزم اهل كولوسي ان يكونوا «تامِّين»؟‏

٤ اراد إبَفراس من كل قلبه ان ‹يثبت› اخوته وأخواته الروحيون في كولوسي «اخيرا تامِّين».‏ ان التعبير الذي استعمله بولس،‏ والمترجَم هنا «تامِّين»،‏ يمكن ان يحمل معنى الكمال او اكتمال النمو او النضج.‏ (‏متى ١٩:‏٢١؛‏ عبرانيين ٥:‏١٤؛‏ يعقوب ١:‏٤،‏ ٢٥‏)‏ تعرفون على الارجح انه اذا كان الشخص شاهدا ليهوه معتمدا،‏ فهذا لا يجعله تلقائيا مسيحيا مكتمل النمو.‏ فقد كتب بولس الى اهل افسس،‏ الواقعة غربي كولوسي،‏ طالبا من الرعاة والمعلمين ان يحاولوا مساعدة ‹الجميع على البلوغ إلى الوحدانية في الإيمان وفي معرفة ابن الله الدقيقة،‏ إلى إنسان مكتمل النمو،‏ إلى قياس قامة ملء المسيح›.‏ وفي مكان آخر حثَّ بولس المسيحيين ان يصيروا ‹مكتملي النمو في قوى الفهم›.‏ —‏ افسس ٤:‏٨-‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٠‏.‏

٥ كيف يمكننا ان نجعل التمام احد اهدافنا الرئيسية؟‏

٥ اذا كان هنالك اشخاص في كولوسي لم يصيروا بعد مكتملي النمو،‏ او ناضجين،‏ بالمعنى الروحي،‏ يجب ان يضعوا لأنفسهم هذا الهدف.‏ أوَلا يصحّ ذلك في ايامنا ايضا؟‏ فسواء كنا معتمدين منذ عشرات السنين او مؤخرا،‏ هل لاحظنا اننا نحرز تقدُّما واضحا في طريقة تفكيرنا ووجهات نظرنا؟‏ هل نتأمل في مبادئ الكتاب المقدس قبل اتخاذ القرارات؟‏ هل تشغل المسائل المتعلقة بالله ومصالح الجماعة حيِّزا اكبر فأكبر في حياتنا،‏ بدلا من ان تحتل مرتبة ثانوية؟‏ لا يسعنا ان نوضح هنا كل الطرائق التي يمكن بها ان نعكس هذا النمو نحو التمام،‏ ولكن تأملوا في هاتين الحالتين.‏

٦ في ايّ مجال يمكن للمرء ان يحرز تقدُّما نحو الكمال،‏ كما ان يهوه هو كامل؟‏

٦ الحالة الاولى:‏ لنفترض اننا نعيش في محيط يتميَّز بالتحامل او العداء نحو اشخاص من عرق او جنسية او منطقة اخرى.‏ لقد صرنا نعرف ان الله ليس محابيا،‏ لذلك ينبغي ألا نحابي نحن ايضا.‏ (‏اعمال ١٠:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وبما ان هنالك في جماعتنا او دائرتنا افرادا من تلك الخلفية،‏ فذلك يجعلنا على اتصال بهم.‏ فإلى ايّ حد نضمر في نفسنا بعض الشكوك او المشاعر السلبية حيال الاشخاص من تلك الخلفية؟‏ هل يخطر على بالنا فورا امر سلبي اذا اخطأ احد من تلك الخلفية او اساء الينا اساءة صغيرة؟‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹هل يلزمني ان احرز تقدُّما اكبر لتتكوَّن عندي نظرة غير محابية كالله؟‏›.‏

٧ اية نظرة الى الآخرين قد تلزم المرء حيازتها ليصير تامًّا كمسيحي؟‏

٧ الحالة الثانية:‏ بحسب فيلبي ٢:‏٣‏،‏ ينبغي ‹ألا نعمل شيئا عن نزعة إلى الخصام أو عن عُجب،‏ بل باتضاع عقلي معتبرين أن الآخرين يفوقوننا›.‏ فإلى ايّ حد نتقدَّم في هذا المجال؟‏ لكلّ شخص مَواطن ضعف وقوة.‏ فإذا كنا في الماضي نلاحظ بسرعة نقاط الضعف عند الآخرين،‏ فهل تقدَّمنا وصرنا لا نتوقَّع منهم ان يكونوا ‹كاملين› تقريبا؟‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ وهل صرنا الآن،‏ اكثر من ايّ وقت مضى،‏ نرى في اية مجالات يفوقوننا،‏ إن لم نقل نبحث عن هذه المجالات؟‏ ‹لا بد لي ان اعترف ان هذه الاخت تفوقني من جهة الصبر›.‏ ‹عند هذا الشخص ايمان اقوى من ايماني›.‏ ‹بصراحة،‏ انه امهر مني في التعليم›.‏ ‹انها تفوقني لأنها تجيد ضبط اعصابها›.‏ وربما لزم البعض في كولوسي ان يتقدَّموا في هذا المجال.‏ فماذا عنا؟‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ بأيّ معنى صلّى إبَفراس ان ‹يثبت› الكولوسيون تامِّين؟‏ (‏ب)‏ علامَ ينطوي ‹الثبات تامِّين› بالنسبة الى المستقبل؟‏

٨ صلّى إبَفراس ان ‏‹يثبت الكولوسيون تامِّين›.‏ فمن الواضح ان إبَفراس كان يصلّي الى الله ان ‹يثبت› او يبقى الكولوسيون متحلّين بصفات التمام والنضج واكتمال النمو التي بلغوها.‏

٩ لا يمكن ان نفترض ان كل شخص يصير مسيحيا،‏ حتى لو كان ناضجا،‏ سيبقى كذلك.‏ فقد قال يسوع ان احد ابناء الله الملائكيين «لم يثبت في الحق».‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وذكّر بولس اهل كورنثوس عن اشخاص خدموا يهوه في الماضي بعضَ الوقت ولكنهم توقفوا.‏ وحذَّر الاخوة الممسوحين بالروح:‏ «مَن يظن أنه قائم فليحترز لئلا يسقط».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٢‏)‏ وهذا ما يؤكد اهمية صلاة إبَفراس ان ‏‹يثبت الكولوسيون اخيرا تامِّين›.‏ فبعدما صاروا تامِّين ومكتملي النمو،‏ لزمهم ان يثابروا على ذلك ولا يتراجعوا او يتعبوا او ينجرفوا.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢؛‏ ٦:‏٦؛‏ ١٠:‏٣٩؛‏ ١٢:‏٢٥‏)‏ وهكذا يكونون «تامِّين» في يوم تفقُّدهم وقبولهم النهائي.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٠؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ ايّ نموذج رسمه لنا إبَفراس من حيث الصلاة؟‏ (‏ب)‏ انسجاما مع ما فعله إبَفراس،‏ على ماذا تودّون عقد العزم؟‏

١٠ لقد ناقشنا اهمية الصلاة لأجل الآخرين مع ذكر اسمائهم،‏ والتحديد عندما نطلب من يهوه ان يساعدهم ويعزّيهم ويباركهم ويمنحهم الروح القدس.‏ وكانت صلوات إبَفراس لأجل الكولوسيين من هذا النوع.‏ يمكننا —‏ بل ينبغي لنا —‏ ان نستمد من هذه الكلمات درسا قيِّما ونطبِّقه على صلواتنا الى يهوه حين نتحدث عن انفسنا.‏ فدون شك يجب ان نطلب من يهوه المساعدة كي ‹نثبت› نحن افراديا «اخيرا تامِّين».‏ فهل تفعلون ذلك؟‏

١١ لمَ لا تذكرون حالتكم في الصلاة؟‏ قولوا لله الى ايّ حد تقدَّمتم نحو الصيرورة «تامِّين» ومكتملي النمو وناضجين.‏ توسّلوا اليه ان يساعدكم على تحديد المجالات التي لا تزالون بحاجة فيها الى النمو روحيا.‏ (‏مزمور ١٧:‏٣؛‏ ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولا شك ان عندكم بعضا من هذه المجالات.‏ وبعد ذلك،‏ بدلا من التثبط،‏ التمسوا من الله بوضوح وتحديد ان يساعدكم على التقدُّم.‏ وافعلوا ذلك اكثر من مرة.‏ وفي الواقع،‏ لمَ لا تعقدون العزم انه خلال هذا الاسبوع،‏ ستصلّون مطوَّلا ان «تثبتوا اخيرا تامِّين».‏ وخطِّطوا لفعل ذلك بالاكثر حين تتأملون في الآية السنوية.‏ وإذا كانت لديكم اية ميول الى التراجع او التعب او الانجراف عن خدمة الله،‏ فركزوا عليها عندما تصلّون وعلى كيفية تجنبها.‏ —‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٣،‏ ١٤،‏ ١٨‏.‏

صلّوا لتكونوا راسخي الاقتناع

١٢ لماذا لزم الكولوسيين خصوصا ان يكونوا «راسخي الاقتناع»؟‏

١٢ صلّى إبَفراس ايضا من اجل امر آخر ضروري اذا اراد الكولوسيون ان يكونوا اخيرا مقبولين في نظر الله.‏ وهذا الامر مهم لنا نحن ايضا.‏ فما هو؟‏ لقد صلّى ان يثبتوا «راسخي الاقتناع في كل مشيئة الله».‏ كان هؤلاء المسيحيون محاطين بالهرطقات والفلسفات الخطرة،‏ وكان بعضها يتستَّر وراء مظهر العبادة الحقة.‏ مثلا،‏ تعرَّضوا للضغوط كي يحفظوا اياما خصوصية للصوم او للاحتفال بعيد،‏ كما كان مطلوبا في الديانة اليهودية.‏ وركّز المعلمون الدجالون على الملائكة،‏ هذه الارواح القوية التي استُخدمت لإعطاء الشريعة لموسى.‏ تخيَّلوا نفسكم تتعرَّضون لضغوط من هذا النوع!‏ وكان هنالك عدد كبير محيِّر من الافكار المتضاربة.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٩؛‏ كولوسي ٢:‏٨،‏ ١٦-‏١٨‏.‏

١٣ الاعتراف بأيّ دور كان يمكن ان يساعد الكولوسيين،‏ وكيف يساعدنا ذلك؟‏

١٣ ردَّ بولس بالتشديد على دور يسوع المسيح.‏ «كما قبلتم المسيح يسوع الرب،‏ واصلوا السير في اتحاد به،‏ متأصلين ومبنيين فيه وموطَّدين في الإيمان،‏ كما عُلِّمتم».‏ نعم،‏ لزم الكولوسيين (‏كما يلزمنا نحن ايضا)‏ ان يكونوا راسخي الاقتناع بدور المسيح في قصد الله وفي حياتنا.‏ اوضح بولس:‏ «فيه يسكن كل ملء الصفة الإلهية جسديا.‏ فأنتم مملوؤون فيه،‏ الذي هو رأس كل حكم وسلطة».‏ —‏ كولوسي ٢:‏٦-‏١٠‏.‏

١٤ لماذا كان الرجاء حقيقيا بالنسبة الى اهل كولوسي؟‏

١٤ كان الكولوسيون مسيحيين ممسوحين بالروح.‏ وكان لهم رجاء مميَّز،‏ ألا وهو الحياة في السموات،‏ رجاء لم يكونوا ليفرِّطوا فيه.‏ (‏كولوسي ١:‏٥‏)‏ وكانت «مشيئة الله» ان يمتلكوا اقتناعا راسخا بشأن يقينية رجائهم.‏ فهل يعقل ان يشك ايّ منهم في هذا الرجاء؟‏ كلا على الاطلاق!‏ وهل الامر مختلف اليوم بالنسبة الى جميع الذين منحهم الله رجاء العيش في فردوس ارضي؟‏ طبعا لا!‏ فمن الواضح ان هذا الرجاء الاكيد جزء من «مشيئة الله».‏ لذلك فكروا في هذين السؤالَين:‏ اذا كنتم تجاهدون لتكونوا واحدا من ‹الجمع الكثير› الذي سينجو من «الضيق العظيم»،‏ فإلى ايّ حد يكون هذا الرجاء حقيقيا بالنسبة اليكم؟‏ ‏(‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وهل هو جزء من ‹اقتناعكم الراسخ في كل مشيئة الله›؟‏

١٥ اية سلسلة تشمل الرجاء اوردها بولس؟‏

١٥ عندما نقول «رجاء» لا نعني شيئا غامضا يتمناه المرء،‏ ولا نعني حلما من احلام اليقظة.‏ ويتبيَّن لنا ذلك من خلال سلسلة من النقاط اوردها بولس في رسالة سابقة الى اهل روما.‏ في هذه السلسلة،‏ كل نقطة تُذكر ترتبط بالنقطة التالية او تؤدي اليها.‏ لاحظوا اين يضع بولس «الرجاء» في تحليله:‏ «لنبتهج ونحن في الضيقات،‏ لأننا نعرف أن الضيق ينتج احتمالا؛‏ والاحتمال حالة مَرْضيّة؛‏ والحالة المَرْضيّة رجاء،‏ والرجاء لا يؤدي إلى خيبة؛‏ لأن محبة الله قد سُكبت في قلوبنا من خلال الروح القدس».‏ —‏ روما ٥:‏٣-‏٥‏.‏

١٦ عندما تعلمتم حق الكتاب المقدس،‏ ايّ رجاء صار لديكم؟‏

١٦ عندما اخبركم شهود يهوه للمرة الاولى برسالة الكتاب المقدس،‏ ربما استرعت انتباهكم نقطة معينة من حقائق الكتاب المقدس،‏ مثل حالة الموتى او القيامة.‏ وبالنسبة الى كثيرين،‏ كان ابرز شيء جديد تعلّموه هو امكانية العيش في فردوس ارضي حسبما يقول الكتاب المقدس.‏ تذكّروا حين سمعتم بهذا التعليم للمرة الاولى.‏ ما اروع هذا الرجاء:‏ المرض والشيخوخة لن يكونا في ما بعد،‏ وستبقون احياء لتتمتعوا بثمار عملكم،‏ وسيكون هنالك سلام مع الحيوانات!‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ اشعياء ٦٥:‏١٧-‏٢٥؛‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ يا للرجاء الرائع الذي صار لديكم!‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كيف تقود السلسلة،‏ التي اوردها بولس في الرسالة الى اهل روما،‏ الى الرجاء؟‏ (‏ب)‏ ما نوع الرجاء المقصود في روما ٥:‏٤،‏ ٥‏،‏ وهل عندكم هذا الرجاء؟‏

١٧ على مرِّ الوقت،‏ واجهتم على الارجح بعض المقاومة او الاضطهاد.‏ (‏متى ١٠:‏٣٤-‏٣٩؛‏ ٢٤:‏٩‏)‏ حتى في الفترات الاخيرة،‏ تعرَّضت منازل الشهود في بلدان مختلفة للنهب،‏ او أُجبروا على الفرار وصاروا لاجئين.‏ واعتُدي على البعض جسديا،‏ او صُودرت مطبوعاتهم المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ او أذاعت عنهم وسائل الاعلام تقارير كاذبة.‏ ولكن مهما كان شكل الاضطهاد الذي ربما واجهتموه،‏ فقد ابتهجتم في الضيق كما تقول روما ٥:‏٣‏،‏ وكانت النتيجة حسنة.‏ فالضيق انتج فيكم احتمالا،‏ كما كتب بولس.‏ والاحتمال ادى الى امتلاك حالة مَرْضيّة.‏ فقد كنتم تعلمون انكم تعملون الصواب،‏ انكم تعملون مشيئة الله،‏ لذلك كنتم واثقين بأنكم تحوزون رضاه.‏ وبكلمات بولس،‏ احسستم بأنكم في «حالة مَرْضيّة».‏ وتابع بولس كاتبا ان «الحالة المَرْضيّة [تنتج] رجاء».‏ قد يبدو ذلك غريبا بعض الشيء.‏ لماذا ادرج بولس ‹الرجاء› بعد نقاط عديدة في السلسلة؟‏ ألم يكن عندكم رجاء قبل ذلك بوقت طويل،‏ حين سمعتم البشارة للمرة الاولى؟‏

١٨ من الواضح ان بولس لا يشير هنا الى رجاء العيش في كمال الذي امتلكناه لدى معرفتنا الحق.‏ فما يشير اليه بولس يتعدّى ذلك؛‏ انه يتغلغل عميقا فينا ويعطينا حافزا اكبر.‏ فعندما نحتمل بأمانة وندرك عندئذ ان الله راضٍ عنا،‏ يخلّف ذلك فينا اثرا عميقا يجعل رجاءنا الاولي ينمو ويقوى.‏ والرجاء الذي كان عندنا في البداية يصير حقيقيا اكثر،‏ متينا اكثر،‏ وشخصيا اكثر.‏ وهذا الرجاء العميق يتألق بشكل اسطع فيتخلل كياننا.‏ «والرجاء لا يؤدي إلى خيبة؛‏ لأن محبة الله قد سُكبت في قلوبنا من خلال الروح القدس».‏

١٩ كيف ينبغي ان يكون رجاؤكم جزءا من صلواتكم المنتظمة؟‏

١٩ صلّى إبَفراس بحرارة ان يبقى اخوته وأخواته في كولوسي متأثرين ومقتنعين بما هو موضوع امامهم،‏ «راسخي الاقتناع في كل مشيئة الله».‏ فليتمثَّل كلٌّ منا بإبَفراس وليقترب الى الله بانتظام ويتحدَّث عن رجائه.‏ ففي صلواتكم الشخصية،‏ اذكروا رجاءكم المتعلق بالعالم الجديد.‏ عبِّروا ليهوه عن مدى توقكم الى هذا العالم،‏ مع اقتناع كامل بأنه سيأتي.‏ التمسوا منه المساعدة على تعميق اقتناعكم وترسيخه اكثر.‏ وكما صلّى إبَفراس ان يكون الكولوسيون «راسخي الاقتناع في كل مشيئة الله»،‏ كذلك افعلوا انتم لا بل أكثروا من فعل ذلك.‏

٢٠ اذا زاغ عدد قليل نسبيا عن الطريق المسيحي،‏ فلماذا ليس ذلك سببا للتثبُّط؟‏

٢٠ لا ينبغي ان تنزعجوا او تتثبَّطوا عندما لا يثبت الجميع تامِّين وراسخي الاقتناع.‏ صحيح ان البعض قد يتوقفون او يزيغون او يستسلمون.‏ وهذا ما حدث بين الرسل،‏ احمّ عشراء يسوع.‏ ولكن عندما صار يهوذا خائنا،‏ هل تباطأ الرسل الآخرون او انسحبوا؟‏ كلا بالتأكيد!‏ فقد طبَّق بطرس الآية في المزمور ١٠٩:‏٨ ليُظهر ان شخصا آخر سيحل محل يهوذا.‏ واختير البديل،‏ واستأنف اولياء الله تعيينهم الكرازي بنشاط.‏ (‏اعمال ١:‏١٥-‏٢٦‏)‏ لقد كانوا مصمِّمين على الثبات تامِّين وراسخي الاقتناع.‏

٢١،‏ ٢٢ بأيّ معنى سيُلاحَظ ثباتكم تامِّين وراسخي الاقتناع؟‏

٢١ تأكدوا تماما ان ثباتكم تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله لا يذهب هباء.‏ فهنالك مَن سيلاحظون ذلك ويقدِّرونه.‏ ولكن مَن؟‏

٢٢ اخوتكم وأخواتكم،‏ الذين يعرفونكم ويحبونكم،‏ سيلاحظون ذلك.‏ حتى لو كان معظمهم لا يعبِّر عن ذلك بالكلام،‏ فالاثر فيهم مماثل لما نقرأه في ١ تسالونيكي ١:‏٢-‏٦‏:‏ «نشكر الله دائما حين نذكركم جميعا في صلواتنا،‏ متذكرين بلا انقطاع عملكم الأمين وكدكم الحبي واحتمالكم الناجم عن رجائكم في ربنا يسوع المسيح أمام إلهنا وأبينا.‏ .‏ .‏ .‏ لأن البشارة التي نكرز بها لم تصر بينكم بالكلام فقط،‏ بل كذلك بالقدرة وبروح قدس واقتناع شديد .‏ .‏ .‏؛‏ وأنتم صرتم مقتدين بنا وبالرب».‏ هذا ما سيشعر به المسيحيون الامناء حولكم حين يلاحظون انكم ‹تثبتون تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله›.‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

٢٣ ماذا يجب ان يكون تصميمكم خلال السنة المقبلة؟‏

٢٣ ولا شك ابدا في ان اباكم السماوي سيلاحظ ذلك ايضا،‏ وسيكون راضيا به.‏ وكونوا على ثقة من ذلك.‏ لماذا؟‏ لأنكم تثبتون تامِّين وراسخي الاقتناع ‏«في كل مشيئة الله».‏ كتب بولس كلمات مشجعة الى اهل كولوسي عن سيرهم «كما يحق ليهوه بغية إرضائه كاملا».‏ (‏كولوسي ١:‏١٠‏)‏ نعم،‏ يمكن للبشر الناقصين ان يرضوه كاملا.‏ فهذا ما فعله اخوتكم وأخواتكم الكولوسيون.‏ وهذا ما يفعله الآن المسيحيون حولكم.‏ وأنتم ايضا يمكنكم ارضاؤه!‏ اذًا،‏ لتُظهر صلواتكم اليومية وأعمالكم العادية خلال السنة المقبلة انكم مصمِّمون على ‹الثبات أخيرا تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله›.‏

هل تذكرون؟‏

‏• على ماذا يشتمل ‹ثباتكم تامِّين›؟‏

‏• اية امور تتعلق بكم ينبغي ان تشملوها بصلواتكم؟‏

‏• كما هو مذكور في روما ٥:‏٤،‏ ٥‏،‏ ما نوع الرجاء الذي ترغبون في حيازته؟‏

‏• ايّ هدف حضَّكم درسنا على امتلاكه خلال السنة المقبلة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

صلّى إبَفراس ان يثبت اخوته تامِّين،‏ راسخي الاقتناع بشأن المسيح ورجائهم

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

ملايين الاشخاص يشاركونكم في رجائكم الاكيد واقتناعكم الراسخ