الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ساعدوا الآخرين على السير كما يحق ليهوه

ساعدوا الآخرين على السير كما يحق ليهوه

ساعدوا الآخرين على السير كما يحق ليهوه

‏«نحن .‏ .‏ .‏ لم نزل مصلين لأجلكم وسائلين أن .‏ .‏ .‏ تسيروا كما يحق ليهوه بغية إرضائه كاملا إذ تستمرون مثمرين في كل عمل صالح».‏ —‏ كولوسي ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١،‏ ٢ ايّ عمل بوجه خاص يمكن ان يجلب الفرح والاكتفاء؟‏

‏«نعيش في مقطورة صغيرة في مزرعة.‏ وبإبقاء حياتنا بسيطة،‏ نملك وقتا اكثر لإيصال البشارة الى الناس.‏ لقد بوركنا بسخاء بامتياز مساعدة كثيرين على نذر حياتهم ليهوه».‏ —‏ زوجان مبشِّران كامل الوقت في جنوب افريقيا.‏

٢ ألا توافقون على ان مساعدة الآخرين تجلب الفرح؟‏ يحاول البعض تخصيص اوقات منتظمة لمساعدة المرضى او المحرومين او الذين يشعرون بالوحدة،‏ الامر الذي يولّد فيهم شعورا بالاكتفاء.‏ والمسيحيون الحقيقيون على يقين من ان إعطاء الآخرين المعرفة عن يهوه الله ويسوع المسيح هو اكبر مساعدة يمكنهم تقديمها.‏ فلا شيء غير ذلك يدفع الآخرين الى قبول فدية يسوع وتنمية علاقة جيدة بالله،‏ وهذا ما يفتح امام هؤلاء الباب لنيل الحياة الابدية.‏ —‏ اعمال ٣:‏١٩-‏٢١؛‏ ١٣:‏٤٨‏.‏

٣ ايّ نوع من المساعدة يستحق اهتمامنا؟‏

٣ ولكن ماذا عن مساعدة الاشخاص الذين يخدمون الله ويتبعون «الطريق»؟‏ (‏اعمال ١٩:‏٩‏)‏ لا شك ان اهتمامكم بهم كبير ولم يتغير،‏ ولكنكم قد لا تعرفون كيف تساعدونهم اكثر او كيف تمدُّون دائما يد العون.‏ او ربما يحدُّ وضعكم من قدرتكم على مساعدتهم،‏ الامر الذي يحدُّ من الشعور بالاكتفاء الناجم عن تقديم المساعدة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وفي كلتا الحالتين،‏ يمكننا التعلم من سفر كولوسي.‏

٤ (‏أ)‏ في اية ظروف كتب بولس رسالته الى اهل كولوسي؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت علاقة إبَفراس بالامر؟‏

٤ عندما كتب الرسول بولس رسالته الى المسيحيين في كولوسي،‏ كان في الاقامة الجبرية في روما،‏ ولكن دون ان تُمنع عنه الزيارات.‏ وكما تتوقَّعون،‏ استخدم بولس حريته المحدودة هذه ليكرز بملكوت الله.‏ (‏اعمال ٢٨:‏١٦-‏٣١‏)‏ وكان بإمكان الرفقاء المسيحيين ان يزوروا بولس،‏ حتى ان البعض ربما احتُجزوا معه في بعض الاوقات.‏ (‏كولوسي ١:‏٧،‏ ٨؛‏ ٤:‏١٠‏)‏ وكان إبَفراس احدهم،‏ مبشِّر غيور من مدينة كولوسي في فريجية،‏ عند الهضبة الواقعة شرقي افسس في آسيا الصغرى (‏تركيا اليوم)‏.‏ ساعد إبَفراس على تأسيس جماعة في كولوسي،‏ وعمل كثيرا من اجل الجماعتَين في لاودكية وهيرابوليس.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فلماذا سافر إبَفراس الى روما ليرى بولس،‏ وماذا نتعلم من تجاوب بولس؟‏

مساعدة فعّالة لأهل كولوسي

٥ لماذا كتب بولس ما كتبه الى اهل كولوسي؟‏

٥ قام إبَفراس برحلة شاقة الى روما ليستشير بولس في مسائل تتعلق بالوضع في جماعة كولوسي.‏ وهناك اخبره عن ايمان هؤلاء المسيحيين ومحبتهم والجهود التي يبذلونها في عمل التبشير.‏ (‏كولوسي ١:‏٤-‏٨‏)‏ ولكن لا بد انه عبَّر له عن قلقه بشأن التأثيرات السلبية التي تهدِّد روحيات الكولوسيين.‏ فتجاوب بولس بكتابة رسالة ملهمة ردَّت على بعض الآراء التي كان معلمون دجّالون ينشرونها.‏ وركَّز خصوصا على الدور الرئيسي الذي ينبغي ان يلعبه يسوع المسيح في ايمانهم.‏ * ولكن هل اقتصرت مساعدته على التشديد على حقائق اساسية في الكتاب المقدس؟‏ بأية وسيلة اخرى كان بإمكانه ان يساعد اهل كولوسي،‏ وأية دروس يمكن ان نتعلمها بشأن مساعدة الآخرين؟‏

٦ على ماذا شدَّد بولس في رسالته الى اهل كولوسي؟‏

٦ في مستهل الرسالة،‏ كشف بولس عن وسيلة لتقديم المساعدة ربما نحن غافلون عنها.‏ انها وسيلة فعّالة لتقديم المساعدة من بعيد،‏ اذ كان بولس وإبَفراس بعيدَين جدا عن كولوسي.‏ أكّد بولس:‏ «نشكر الله أبا ربنا يسوع المسيح كل حين حينما نصلي لأجلكم [«مصلّين لأجلكم كل حين»،‏ الترجمة اليسوعية‏]».‏ نعم،‏ كانت هذه صلوات محدَّدة لأجل المسيحيين في كولوسي.‏ وأضاف بولس:‏ «من أجل ذلك أيضا نحن،‏ منذ يوم سمعنا بهذا،‏ لم نزل مصلين لأجلكم وسائلين أن تمتلئوا من معرفة مشيئته معرفة دقيقة في كل حكمة وفهم روحي».‏ —‏ كولوسي ١:‏٣،‏ ٩‏.‏

٧،‏ ٨ اية مسألة غالبا ما تتناولها صلواتنا الشخصية والجماعية؟‏

٧ نعلَم ان يهوه هو «سامع الصلاة»،‏ لذلك نحن على ثقة من انه مستعد لسماع صلواتنا المقدَّمة بحسب مشيئته.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ ٨٦:‏٦؛‏ امثال ١٥:‏٨،‏ ٢٩؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤‏)‏ ولكن عندما نصلّي من اجل الآخرين،‏ كيف تكون صلواتنا؟‏

٨ ربما غالبا ما يتمحور تفكيرنا وصلواتنا حول ‹كامل معشر اخوتنا في العالم›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ او قد تتناول صلواتنا الى يهوه حالة المسيحيين وغيرهم في منطقة وقعت فيها كارثة او حلّت بها فاجعة.‏ عندما ضربت المجاعة منطقة اليهودية في القرن الاول وسمع بها التلاميذ العائشون خارجها،‏ لا بد انهم قدّموا صلوات كثيرة من اجل اخوتهم،‏ حتى قبل ان يرسلوا اعانة مالية.‏ (‏اعمال ١١:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ واليوم،‏ غالبا ما تُسمع في اجتماعاتنا المسيحية صلوات تتعلق بكامل معشر الاخوة او بمجموعة كبيرة من الاخوة،‏ لذلك يلزم ان يفهم كثيرون ماذا يُقال كي يتمكنوا من القول:‏ «آمين».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏١٦‏.‏

التحديد في الصلوات

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ اية امثلة تُظهر ان الصلوات المتعلقة بأفراد محددين ملائمة؟‏ (‏ب)‏ كيف كان بولس موضوع صلاة محددة؟‏

٩ لكنَّ الكتاب المقدس يزوّدنا بأمثلة لصلوات اكثر تحديدا،‏ صلوات شملت افرادا معيّنين.‏ تأملوا في تعليق يسوع المسجل في لوقا ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏ كان يسوع محاطا بالرسل الـ‍ ١١ الامناء.‏ وكانوا جميعهم بحاجة الى دعم الله في الاوقات الصعبة التي تنتظرهم،‏ وصلّى يسوع من اجلهم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٩-‏١٤‏)‏ لكنَّ يسوع ركّز على بطرس دون غيره حين تضرَّع من اجل هذا التلميذ.‏ مثالان آخران:‏ صلّى أليشع الى الله طالبا منه مساعدة شخص محدد:‏ غلامه.‏ (‏٢ ملوك ٦:‏١٥-‏١٧‏)‏ وصلّى الرسول يوحنا ان يبقى غايس في صحة جيدة جسديا وروحيا.‏ (‏٣ يوحنا ١،‏ ٢‏)‏ وكذلك ركّزت صلوات اخرى على فئات محددة من الاشخاص.‏ —‏ ايوب ٤٢:‏٧،‏ ٨؛‏ لوقا ٦:‏٢٨؛‏ اعمال ٧:‏٦٠؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

١٠ تعلّق رسائل بولس اهمية كبيرة على مسألة الصلوات المحددة جدا.‏ فقد طلب ان يُصلّى من اجله او من اجله هو وعشرائه.‏ تذكر كولوسي ٤:‏٢،‏ ٣‏:‏ «واظبوا على الصلاة،‏ وابقوا فيها مستيقظين بالشكر،‏ مصلين في الوقت عينه أيضا لأجلنا،‏ ليفتح لنا الله بابا للكلام،‏ لنتكلم بالسر المقدس عن المسيح،‏ هذا الذي من أجله أنا مقيَّد في السجن».‏ وكذلك تأملوا في هذه الامثلة الاخرى:‏ روما ١٥:‏٣٠؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٢٥؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٨‏.‏

١١ عندما كان إبَفراس في روما،‏ لأجل مَن كان يصلّي؟‏

١١ وصحَّ الامر نفسه في عشير بولس في روما.‏ «يسلّم عليكم إبَفراس،‏ الذي هو منكم،‏ .‏ .‏ .‏ مجتهدا كل حين لأجلكم في صلواته».‏ (‏كولوسي ٤:‏١٢‏)‏ ان الكلمة المترجمة «مجتهدا» توحي بفكرة المجاهدة كالتي كان يقوم بها الرياضي في الالعاب القديمة.‏ فهل كان إبَفراس يصلّي بحرارة من اجل جماعة المؤمنين حول العالم او حتى من اجل العبّاد الحقيقيين في كل انحاء آسيا الصغرى؟‏ اشار بولس الى ان إبَفراس كان يصلّي خصوصا من اجل الذين في كولوسي.‏ فكان إبَفراس يعرف وضعهم.‏ صحيح اننا لا نعرف اسماءهم جميعا ولا نعرف اية مشاكل واجهتهم،‏ ولكن تخيَّلوا بعض الاحتمالات.‏ ربما كان لينُس الحدث يحارب تأثير الفلسفات السائدة،‏ وربما كان روفُس بحاجة الى القوة ليقاوم انجذابه الى ممارساته اليهودية السابقة.‏ وهل كانت بِرسيس،‏ التي لم يكن زوجها مؤمنا،‏ بحاجة الى الاحتمال والحكمة لتربّي اولادها في الرب؛‏ وهل كان أسينْكريتُس،‏ المصاب بمرض مميت،‏ بحاجة الى تعزية اضافية؟‏ نعم،‏ كان إبَفراس يعرف اعضاء جماعته،‏ وقد اتى على ذكرهم في صلواته الحارة لأنه اراد هو وبولس ان يسير هؤلاء المتعبِّدون كما يحق ليهوه.‏

١٢ كيف يمكن ان نكون اكثر تحديدا في صلواتنا الشخصية؟‏

١٢ هل ترون الدرس الذي نتعلمه من ذلك،‏ اي الطريقة التي بها يمكن ان نساعد الآخرين؟‏ لقد ذكرنا انه غالبا ما تكون الصلوات العلنية في الاجتماعات المسيحية غير محدَّدة،‏ نظرا الى تنوع الاشخاص بين الحضور.‏ ولكن يمكن ان نكون اكثر تحديدا في صلواتنا الشخصية او العائلية.‏ فيما نطلب احيانا من الله ان يرشد ويبارك جميع النظار الجائلين او الرعاة الروحيين،‏ ألا يمكن ان نكون من حين الى آخر اكثر دقة؟‏ مثلا،‏ لمَ لا تصلّون من اجل ناظر الدائرة الذي يزور جماعتكم وتذكرونه بالاسم،‏ وكذلك بالنسبة الى مدير درس الكتاب الجَماعي؟‏ تُظهر فيلبي ٢:‏٢٥-‏٢٨ و ١ تيموثاوس ٥:‏٢٣ ان بولس كان مهتما اهتماما فرديا بصحة تيموثاوس وإبَفْرُدِيتُس.‏ فهل يمكن ان نعكس مثله اهتماما بالمرضى الذين نعرفهم بأسمائهم؟‏

١٣ اية حالات يليق بنا ان نشملها بصلواتنا الشخصية؟‏

١٣ طبعا،‏ يجب ان نتجنب الفضول،‏ انما من اللائق ان تُعرب صلواتنا عن اهتمام اصيل بالذين نعرفهم ونهتم لأمرهم.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٥‏)‏ فربما خسر اخ عمله.‏ صحيح اننا لا نستطيع ان نجد له عملا آخر،‏ ولكن يمكن ان نذكره بالاسم ونركّز على مشكلته في صلواتنا الشخصية.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٥؛‏ امثال ١٠:‏٣‏)‏ وهل نعرف اختا عازبة تقدَّمت بها السنون تاركة اياها دون زوج ولا اولاد لأنها مصمِّمة ان تتزوج «في الرب فقط»؟‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ لمَ لا تطلبون من يهوه،‏ في صلواتكم الشخصية،‏ ان يباركها ويساعدها على الاستمرار في خدمتها له بولاء؟‏ مَثل آخر:‏ ربما قدَّم شيخان مشورة لأخ اخطأ.‏ ألا يمكن ان يذكره كلٌّ منهما بالاسم في صلواتهما الخاصة من حين الى آخر؟‏

١٤ كيف ترتبط الصلوات المحددة بمساعدة الآخرين؟‏

١٤ هنالك حالات كثيرة تتيح لكم ان تذكروا في صلواتكم الشخصية افرادا تعرفونهم،‏ افرادا هم بحاجة الى دعم يهوه،‏ تعزيته،‏ حكمته،‏ وروحه القدس او ايٍّ من ثماره.‏ وبسبب بُعد المسافة او ظروف اخرى،‏ قد تشعرون بأنكم غير قادرين على منح المساعدة المادية او المباشرة.‏ ولكن لا تنسوا ان تصلّوا من اجل اخوتكم وأخواتكم.‏ فأنتم تعرفون انهم يريدون السير كما يحق ليهوه،‏ انما قد يكونون بحاجة ماسة الى المساعدة لكي لا يتوقفوا عن ذلك.‏ وإحدى وسائل تقديم المساعدة هي صلواتكم.‏ —‏ مزمور ١٨:‏٢؛‏ ٢٠:‏١،‏ ٢؛‏ ٣٤:‏١٥؛‏ ٤٦:‏١؛‏ ١٢١:‏١-‏٣‏.‏

العمل من اجل تقوية الآخرين

١٥ لماذا ينبغي ان نهتم بالجزء الختامي من سفر كولوسي؟‏

١٥ طبعا،‏ ليست الصلوات الحارة والمحددة الوسيلة الوحيدة لمساعدة الآخرين،‏ وخصوصا الاشخاص الاعزاء عليكم والقريبين منكم.‏ وهذا ما يبرزه سفر كولوسي.‏ يعتقد علماء كثيرون ان بولس،‏ من بعدِ ما اعطى توجيهات عقائدية ومشورة عملية،‏ اضاف في الختام مجرد سلامات او تحيات شخصية.‏ (‏كولوسي ٤:‏٧-‏١٨‏)‏ ولكن سبق ان رأينا ان هذا الجزء الاخير من السفر يحتوي على مشورة جيدة،‏ ولا يزال هنالك المزيد لنتعلّمه من هذا الجزء.‏

١٦،‏ ١٧ ماذا يمكن ان نقول عن الاخوة المذكورين في كولوسي ٤:‏١٠،‏ ١١‏؟‏

١٦ كتب بولس:‏ «يسلم عليكم أرسترخس رفيقي في الأسر،‏ ومرقس نسيب برنابا (‏الذي تسلمتم في شأنه وصايا أن ترحبوا به إذا ما جاء إليكم)‏،‏ ويسوع الذي يدعى يوستس،‏ وهم من ذوي الختان.‏ هؤلاء وحدهم هم رفقائي في العمل لأجل ملكوت الله،‏ وهم أنفسهم قد صاروا لي عونا مقوِّيا».‏ —‏ كولوسي ٤:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٧ تحدَّث بولس هناك عن بعض الاخوة الذين كانوا يستحقون الذكر.‏ وقال انهم من ذوي الختان،‏ اي من خلفية يهودية.‏ كان هنالك يهود مختونون كثيرون في روما،‏ وبعضهم صاروا مسيحيين.‏ لكنَّ الذين ذكرهم بولس اتوا لمساعدته.‏ فمن المحتمل انهم لم يترددوا في معاشرة المسيحيين ذوي الخلفية الاممية،‏ ولا بد انهم اشتركوا بفرح مع بولس في الكرازة للامم.‏ —‏ روما ١١:‏١٣؛‏ غلاطية ١:‏١٦؛‏ ٢:‏١١-‏١٤‏.‏

١٨ كيف مدح بولس بعض الذين كانوا معه؟‏

١٨ لاحظوا ان بولس قال:‏ «هم أنفسهم قد صاروا لي عونا مقوِّيا».‏ استعمل بولس هنا كلمة يونانية لا تَظهر إلا هنا في الكتاب المقدس.‏ وينقلها تراجمة عديدون الى «تعزية».‏ ولكن هنالك كلمة يونانية اخرى (‏پاراكالِيو‏)‏ تُنقل عموما الى «تعزية».‏ وقد استعملها بولس في مكانَين آخرَين من رسالته هذه،‏ لكنه لم يستعملها في كولوسي ٤:‏١١‏.‏ —‏ متى ٥:‏٤؛‏ اعمال ٤:‏٣٦؛‏ ٩:‏٣١؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٤؛‏ كولوسي ٢:‏٢؛‏ ٤:‏٨‏.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ ما معنى العبارة التي طبَّقها بولس على الاخوة الذين ساعدوه في روما؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق ربما ساعد هؤلاء الاخوة بولس؟‏

١٩ لا بد ان مَن ذكرهم بولس بالاسم لم يكتفوا بتقديم العزاء الشفهي.‏ فالكلمة اليونانية المترجمة «عونا مقوِّيا» في كولوسي ٤:‏١١ استُعملت احيانا في النصوص الدنيوية للاشارة الى دواء يخفف الالم.‏ تذكر ترجمة الحياة الجديدة ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «كم كانوا مصدر عون لي!‏».‏ وتنقل الترجمة الانكليزية الحديثة العبارة الى:‏ «كانوا مصدر عون كبير لي».‏ فماذا ربما فعل هؤلاء الاخوة المسيحيون،‏ القريبون من بولس،‏ لمساعدته؟‏

٢٠ كان بإمكان بولس استقبال الزوار،‏ ولكن لم يكن في مقدوره فعل امور كثيرة،‏ مثل شراء حاجاته الاساسية من طعام وملابس للشتاء.‏ وكيف كان سيحصل على الادراج للدرس او يشتري لوازم الكتابة؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٣‏)‏ ألا يمكنكم ان تتخيلوا هؤلاء الاخوة وهم يؤمِّنون لبولس حاجاته،‏ مشترين له هذه الاشياء الاساسية او ذاهبين في مهمات عنه؟‏ فربما اراد ان يتأكد من سير الامور في احدى الجماعات ويمنحها الدعم.‏ لكنه محتجز،‏ ولا يستطيع القيام بذلك،‏ لذا ربما كان هؤلاء الاخوة يزورون بولس ويحملون الرسائل ويعودون بالتقارير.‏ فكم تقوَّى بذلك!‏

٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ لماذا ينبغي ان تهمَّنا الكلمات في كولوسي ٤:‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق يمكن ان نتَّبع مثال رفقاء بولس؟‏

٢١ ان ما كتبه بولس عن كون المرء «عونا مقوِّيا» يكشف لنا كيف يمكن ان نساعد الآخرين.‏ فربما يسيرون كما يحق ليهوه من جهة مقاييسه الادبية،‏ حضور الاجتماعات المسيحية،‏ والاشتراك في العمل الكرازي.‏ لذلك يستحقّ هؤلاء كلمات التقدير منا.‏ ولكن هل يمكن ان نفعل اكثر،‏ ان نكون «عونا مقوِّيا» كما كان رفقاء بولس؟‏

٢٢ اذا كنتم تعرفون اختا تلتزم بحكمة بقرارها المنسجم مع ١ كورنثوس ٧:‏٣٧ لكنَّ عائلتها تعيش بعيدا عنها،‏ فهل يمكنكم ان تشملوها ببعض نشاطاتكم العائلية،‏ ربما بدعوتها الى وجبة طعام معكم او الى سهرة صغيرة مع الاصدقاء او الاقرباء؟‏ وما رأيكم في دعوتها الى الذهاب الى محفل او في عطلة مع عائلتكم؟‏ يمكنكم ايضا ان تطلبوا منها الذهاب معكم الى السوق لشراء الطعام في الوقت الذي يناسبها.‏ وينطبق هذا ايضا على الارامل من الرجال والنساء،‏ او على الذين لم يعد بإمكانهم قيادة سيارة.‏ وسيسرُّكم ان تسمعوا اختباراتهم او تستفيدوا من خبرتهم في الامور العادية،‏ كاختيار الثمار الجيدة او انتقاء ملابس الاولاد.‏ (‏لاويين ١٩:‏٣٢؛‏ امثال ١٦:‏٣١‏)‏ وبسبب ذلك قد يزداد التقارب بينكم.‏ وهكذا قد يشعرون بأنه يمكنهم طلب مساعدتكم اذا كانوا بحاجة الى دواء من الصيدلية او ما شابه ذلك.‏ لا شك ان الاخوة مع بولس في روما قدّموا له عونا عمليا مقوِّيا،‏ وينطبق الامر نفسه على العون الذي يمكنكم تقديمه.‏ وفي الحاضر كما في الماضي،‏ تنتج بركة اضافية حين تقوى روابط المحبة ونعقد العزم على خدمة يهوه معا بولاء.‏

٢٣ في فعل ماذا يحسن بنا ان نصرف الوقت؟‏

٢٣ يمكن لكل منا ان يفكّر مليا في الحالات المذكورة في هذه المقالة.‏ صحيح انها مجرد امثلة،‏ ولكنها تذكّرنا بحالات حقيقية يمكننا فيها ان نصير «عونا مقوِّيا» اكثر لإخوتنا وأخواتنا.‏ لا يُقصد بذلك ان يكون شعورنا كشعور المساهمين في اعمال خيرية.‏ فلم يكن ذلك هدف الاخوة المذكورين في كولوسي ٤:‏١٠،‏ ١١‏،‏ بل كانوا ‹رفقاء في العمل لأجل ملكوت الله›.‏ والتأثير المقوِّي كان ناجما مباشرةً عن هذه العلاقة.‏ فليكن هذا موقفنا نحن ايضا.‏

٢٤ من ايّ اقتناع تنبع صلواتنا لأجل الآخرين ومساعينا الى تقويتهم؟‏

٢٤ نحن نذكر الآخرين بأسمائهم في صلواتنا الشخصية ونبذل الجهد ليتقوَّوا لأننا نؤمن بأن اخوتنا وأخواتنا يريدون ان يسيروا «كما يحق ليهوه بغية إرضائه كاملا».‏ (‏كولوسي ١:‏١٠‏)‏ ويرتبط ذلك بشيء آخر ذكره بولس حين كتب عن صلوات إبَفراس في ما يتعلق بأهل كولوسي،‏ وهو ان ‹يثبتوا تامِّين وراسخي الاقتناع في كل مشيئة الله›.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٢‏)‏ فكيف يمكننا نحن تحقيق ذلك؟‏ لنرَ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 5‏ انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ المجلد ١،‏ الصفحتين ٤٩٠-‏٤٩١ و ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»،‏ الصفحات ٢٢٦-‏٢٢٨‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

هل لاحظتم؟‏

‏• كيف يمكن ان نقدّم مساعدة اكبر في صلواتنا الشخصية؟‏

‏• بأيّ معنى كان بعض المسيحيين «عونا مقوِّيا» لبولس؟‏

‏• في اية حالات يمكن ان نكون «عونا مقوِّيا»؟‏

‏• ما هو الهدف من صلواتنا لأجل اخوتنا وأخواتنا ومساعينا الى تقويتهم؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

هل يمكنكم ان تجعلوا مسيحيا آخر ينضم اليكم في نُزَهِكم العائلية؟‏

‏[مصدر الصورة]‏

‏m‏r‏a‏F‏ ‏s‏’‏y‏e‏n‏m‏i‏h‏C‏ ‏n‏e‏e‏r‏G‏ ‏f‏o‏ ‏y‏s‏e‏t‏r‏u‏o‏C‏