الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كونوا مبنيين بالمحبة

كونوا مبنيين بالمحبة

كونوا مبنيين بالمحبة

‏«تحب يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

١ (‏أ)‏ ما هي بعض الصفات التي ينميها المسيحي؟‏ (‏ب)‏ ما هي اهم صفة مسيحية،‏ ولماذا؟‏

ينمي المسيحي صفات كثيرة ليكون خادما فعّالا.‏ ويُبرز سفر الامثال قيمة امتلاك المعرفة والفهم والحكمة.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏١٠‏)‏ وقد ناقش الرسول بولس الحاجة الى الايمان الثابت والرجاء الراسخ.‏ (‏روما ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ كولوسي ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ والاحتمال وضبط النفس مهمّان ايضا.‏ (‏اعمال ٢٤:‏٢٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏٣٦‏)‏ لكنَّ كل هذه الصفات يُنتقص قدرها،‏ حتى انها قد تفقد قيمتها،‏ اذا ما افتقر الشخص الى صفة واحدة:‏ المحبة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١-‏٣،‏ ١٣‏.‏

٢ كيف اظهر يسوع اهمية المحبة،‏ وأية اسئلة تنشأ؟‏

٢ اظهر يسوع اهمية المحبة عندما قال:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ إنْ كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ فبما ان المحبة هي السمة المميِّزة للمسيحي الحقيقي،‏ يلزم ان نطرح على انفسنا الاسئلة التالية:‏ ما هي المحبة؟‏ لماذا هي ضرورية حتى ان يسوع قال انها تميّز تلاميذه اكثر من اية صفة اخرى؟‏ كيف ننمي المحبة؟‏ ومَن ينبغي ان نحب؟‏ فلنعالج هذه الاسئلة.‏

ما هي المحبة؟‏

٣ كيف يمكن ان توصف المحبة،‏ ولماذا تشمل العقل والقلب على السواء؟‏

٣ توصف المحبة بأنها ‹تعلق شخصي شديد او مودة عميقة،‏ إعزاز او ميل شديد الى شخص آخر›.‏ انها صفة تدفع الناس الى العمل من اجل خير الآخرين،‏ وتتطلَّب احيانا تضحية كبيرة بالذات.‏ وتشمل المحبة،‏ كما يصفها الكتاب المقدس،‏ العقل والقلب على السواء.‏ فالعقل،‏ او الفكر،‏ يلعب دورا لأن الشخص المحبّ يحبّ وهو مدرك ماذا يفعل.‏ فهو يدرك انه هو والبشر الآخرين الذين يحبهم لديهم ضعفات وصفات جيدة على السواء.‏ كما ان الفكر يلعب دورا اكبر ايضا.‏ فالمسيحي يُظهِر المحبة لبعض الاشخاص،‏ الذين ربما لا يكون له احيانا ميل طبيعي الى محبتهم،‏ ذلك لأنه يعرف من قراءته الكتاب المقدس ان هذا ما يريده الله.‏ (‏متى ٥:‏٤٤؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٤‏)‏ لكنَّ المحبة من حيث الاساس تنبع من القلب.‏ فالمحبة الاصيلة،‏ كما يتحدث عنها الكتاب المقدس،‏ ليست على الاطلاق مجرد امر عقلاني.‏ انها تتطلب إخلاصا صادقا وارتباطا عاطفيا مطلقا.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏

٤ كيف تكون المحبة رباطا وثيقا؟‏

٤ قلما يستطيع الاشخاص الانانيون امتلاك محبة حقيقية في علاقاتهم لأن الشخص الذي يحبّ يكون مستعدا لوضع مصالح الآخرين قبل مصالحه الخاصة.‏ ‏(‏فيلبي ٢:‏٢-‏٤‏)‏ قال يسوع:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ وهذا ما يصح خصوصا عندما يكون العطاء عمل محبة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ والمحبة هي رباط وثيق.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤‏)‏ وغالبا ما تشمل المحبة الصداقة،‏ لكنَّ رُبُط المحبة اوثق من رُبُط الصداقة.‏ وتسمى العلاقة الرومنطيقية بين الزوج وزوجته احيانا محبة؛‏ لكنَّ المحبة التي يشجِّعنا الكتاب المقدس على تنميتها تدوم اكثر من الانجذاب الجسدي.‏ فعندما يحب الزوجان واحدهما الآخر حقا،‏ يبقيان معا حتى لو لم تعد العلاقة الجسدية ممكنة بسبب العجز الناتج عن الشيخوخة او بسبب إعاقة احدهما.‏

المحبة —‏ صفة ضرورية

٥ لماذا من الضروري ان يمتلك المسيحي صفة المحبة؟‏

٥ لماذا من الضروري ان يمتلك المسيحي صفة المحبة؟‏ اولا،‏ لأن يسوع امر أتباعه ان يحبوا بعضهم بعضا.‏ فقد قال:‏ «انتم اصدقائي إنْ فعلتم ما اوصيكم به.‏ بهذا اوصيكم:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ ثانيا،‏ بما ان يهوه هو مجسَّم المحبة،‏ ينبغي ان نقتدي به لأننا عبّاده.‏ (‏افسس ٥:‏١؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦‏)‏ يقول الكتاب المقدس ان نيل المعرفة عن يهوه ويسوع يعني الحياة الابدية.‏ فكيف يمكن ان نقول اننا نعرف الله اذا لم نحاول التمثل به؟‏ قال الرسول يوحنا:‏ «من لا يحب لم يعرف الله،‏ لأن الله محبة».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏.‏

٦ كيف توازن المحبة بين مختلف اوجه حياتنا؟‏

٦ ثالثا،‏ المحبة مهمة لأنها تساعدنا على الموازنة بين مختلف اوجه حياتنا وتزوِّدنا بدافع جيد لما نفعله.‏ مثلا،‏ من المهم الاستمرار في اخذ المعرفة من كلمة الله.‏ فهي بالنسبة الى المسيحي كالطعام،‏ اذ تساعده على النمو الى النضج والتصرف بانسجام مع مشيئة الله.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ متى ٤:‏٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ لكنَّ بولس حذَّر:‏ «المعرفة تنفخ،‏ لكن المحبة تبني».‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١‏)‏ كلا،‏ لا تكمن المشكلة في المعرفة الدقيقة،‏ بل فينا لأننا نملك ميولا خاطئة.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١‏)‏ فإذا غاب تأثير المحبة الذي ينتج الاتزان،‏ يمكن للمعرفة ان تجعل الشخص منتفخا،‏ ظانًّا انه افضل من الآخرين.‏ وهذا ما لن يحدث اذا كانت المحبة هي دافعه.‏ «المحبة .‏ .‏ .‏ لا تتباهى ولا تنتفخ».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤‏)‏ والمسيحي الذي تدفعه المحبة لا يصير مغرورا حتى لو كانت لديه معرفة عميقة.‏ فالمحبة تبقيه متواضعا وتمنعه من السعي وراء الشهرة.‏ —‏ مزمور ١٣٨:‏٦؛‏ يعقوب ٤:‏٦‏.‏

٧،‏ ٨ كيف تساعدنا المحبة ان نركز على الامور الاكثر اهمية؟‏

٧ كتب بولس الى اهل فيلبي:‏ «هذا ما أصليه باستمرار:‏ ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فأكثر في المعرفة الدقيقة والتمييز التام؛‏ لكي تتيقنوا الامور الاكثر اهمية».‏ (‏فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ تحضّنا المحبة المسيحية على تيقُّن الامور الاكثر اهمية.‏ خذوا على سبيل المثال كلمات بولس الى تيموثاوس:‏ «إنِ ابتغى احد ان يكون ناظرا،‏ فهو يشتهي عملا حسنا».‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ خلال سنة الخدمة ٢٠٠٠،‏ ازداد عدد الجماعات حول العالم ١٬٥٠٢ جماعة،‏ وهكذا يصل المجموع العام الجديد الى ٩١٬٤٨٧.‏ لذلك هنالك حاجة كبيرة الى المزيد من الشيوخ،‏ والذين يبتغون هذا الامتياز يُمدحون.‏

٨ للمحافظة على الاتزان ينبغي ان يتذكر دائما الذين يبتغون امتياز الاشراف الهدف من هذا الامتياز.‏ فليس المهم مجرد الحصول على سلطة او نيل شهرة اوسع.‏ فالشيوخ الذين يرضى يهوه عنهم هم الذين تدفعهم المحبة له ولإخوتهم.‏ وهم لا يسعون الى الشهرة او النفوذ.‏ شدَّد الرسول بطرس،‏ بعد نصح شيوخ الجماعة ان يحافظوا على موقف جيد،‏ على الحاجة الى «اتِّضاع العقل».‏ ونصح الجماعة كلها:‏ «تواضعوا .‏ .‏ .‏ تحت يد الله القديرة».‏ (‏١ بطرس ٥:‏١-‏٦‏)‏ ويحسن بجميع الذين يبتغون مسؤولية ان يتأملوا في مثال الشيوخ الكثيرين حول العالم المجتهدين والمتواضعين الذين هم بالتالي بركة لجماعاتهم.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏.‏

الدافع الجيد يساعدنا على الاحتمال

٩ لماذا يُبقي المسيحيون بركات الله الموعود بها في ذهنهم؟‏

٩ هنالك وجه آخر تظهر من خلاله اهمية ان تكون المحبة دافعنا.‏ فالكتاب المقدس يعد الذين يتبعون طريق التعبد لله بدافع المحبة ببركات سخية الآن وبركات رائعة لا يمكن تخيلها في المستقبل.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨‏)‏ والمسيحي الذي يؤمن ايمانا قويا بهذه الوعود وهو مقتنع ان يهوه «يكافئ الذين يجدُّون في طلبه»،‏ يُساعَد على الثبات في الايمان.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ومعظمنا يتوق الى إتمام وعود الله ويردد مشاعر الرسول يوحنا:‏ «آمين!‏ تعال،‏ أيها الرب يسوع».‏ (‏كشف ٢٢:‏٢٠‏)‏ نعم،‏ ان التأمل في البركات المخبأة لنا شرط البقاء امناء يقوينا على الاحتمال،‏ تماما كما ان إبقاء يسوع «الفرح الموضوع امامه» في ذهنه ساعده على الاحتمال.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

١٠،‏ ١١ كيف نُساعَد على الاحتمال اذا كانت المحبة هي دافعنا؟‏

١٠ ولكن ماذا اذا كانت الرغبة في العيش في العالم الجديد هي دافعنا الوحيد الى خدمة يهوه؟‏ عندئذ،‏ من السهل ان ينفد صبرنا او نستاء عندما تتعقد الامور او عندما لا تجري كما او متى نشاء.‏ ويمكن ان نعرِّض انفسنا لخطر الانجراف.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢‏)‏ تحدث بولس عن رفيق سابق تخلى عنه اسمه ديماس.‏ ولماذا؟‏ لأنه «أحبّ نظام الاشياء الحاضر».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٠‏)‏ وكل مَن يخدم بدوافع انانية هو في خطر فعل الامر نفسه.‏ فقد تجذبه الفرص السهلة التي يقدِّمها العالم ويصير غير مستعد للقيام بالتضحيات الآن على امل نيل البركات الآتية.‏

١١ في حين انه من اللائق والطبيعي حيازة رغبة في نيل البركات المستقبلية والراحة المرجوة من المحن،‏ فإن المحبة تبني تقديرنا لما ينبغي ان يحتل المرتبة الاولى في حياتنا.‏ فما يهمّ هو مشيئة يهوه،‏ وليس مشيئتنا.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ نعم،‏ ان المحبة تبنينا.‏ وهي تجعلنا نقنع بانتظار الهنا بصبر،‏ اذ نكتفي بأية بركات يمنحنا اياها ونثق انه في وقته المعيّن سننال كل ما وعد به —‏ وأكثر ايضا.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٦؛‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ تساعدنا المحبة على الاستمرار في الخدمة بلا انانية لأن «المحبة .‏ .‏ .‏ لا تطلب مصلحتها الخاصة».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

مَن ينبغي ان يحب المسيحيون؟‏

١٢ مَن يجب ان نحبّ حسبما قال يسوع؟‏

١٢ اعطى يسوع قاعدة عامة تتعلق بمَن ينبغي ان نحب عندما اقتبس عبارتين من الشريعة الموسوية.‏ فقد قال:‏ «تحب يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك» و «تحب قريبك كنفسك».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏.‏

١٣ كيف نتعلم ان نحب يهوه،‏ رغم اننا لا نراه؟‏

١٣ يتَّضح من كلمات يسوع انه يجب ان نحب يهوه اولا.‏ ولكننا لسنا مولودين بمحبة كاملة ليهوه.‏ فيجب ان ننمي هذه المحبة.‏ عندما سمعنا عنه للمرة الاولى،‏ انجذبنا اليه نتيجة ما سمعناه.‏ وشيئا فشيئا،‏ تعلمنا كيف اعدّ الارض للجنس البشري.‏ (‏تكوين ٢:‏٥-‏٢٣‏)‏ وتعلمنا كيف تعامل مع الجنس البشري ولم يهجره عندما غزت الخطية لأول مرة العائلة البشرية،‏ بل اتّخذ خطوات لافتدائنا.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥،‏ ١٥‏)‏ وقد تعامل بلطف مع الذين كانوا امناء،‏ وزوّد ابنه الوحيد لغفران خطايانا.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦‏)‏ وهذه المعرفة المتزايدة نمَّت تقديرنا ليهوه.‏ (‏اشعياء ٢٥:‏١‏)‏ قال الملك داود انه يحب يهوه بسبب عنايته الحبية.‏ (‏مزمور ١١٦:‏١-‏٩‏)‏ واليوم،‏ يعتني يهوه بنا،‏ يرشدنا،‏ يقوينا،‏ ويشجِّعنا.‏ وكلما تعلمنا عنه اكثر،‏ ازدادت محبتنا له.‏ —‏ مزمور ٣١:‏٢٣؛‏ صفنيا ٣:‏١٧؛‏ روما ٨:‏٢٨‏.‏

كيف نُظهِر محبتنا؟‏

١٤ كيف نُظهِر اننا نملك محبة اصيلة لله؟‏

١٤ طبعا،‏ يدَّعي كثيرون حول العالم انهم يحبون الله،‏ لكنَّ تصرفاتهم تنقض ادِّعاءهم.‏ فكيف نعرف اننا نحب يهوه حقا؟‏ يمكن ان نتحدث اليه في الصلاة ونبوح له بمشاعرنا.‏ ويمكن ان نتصرف بطريقة تثبت محبتنا له.‏ قال الرسول يوحنا:‏ «أما من يحفظ كلمته [الله]،‏ فحقا قد كملت فيه محبة الله.‏ بهذا نعرف اننا في اتحاد به».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏٥؛‏ ٥:‏٣‏)‏ وبين امور اخرى،‏ تقول لنا كلمة الله ان نعاشر بعضنا بعضا ونعيش حياة ادبية طاهرة.‏ ونحن نتجنب الرياء،‏ نتكلم بالحق،‏ ونبقي تفكيرنا طاهرا.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١؛‏ افسس ٤:‏١٥؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ ونُظهِر المحبة بتقديم المساعدة المادية للمحتاجين.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ كما اننا لا نمتنع عن إخبار الآخرين عن يهوه.‏ ويشمل ذلك الاشتراك في الكرازة العالمية ببشارة الملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ روما ١٠:‏١٠‏)‏ والطاعة لكلمة الله في هذه المجالات هي دليل على اننا نملك محبة اصيلة ليهوه.‏

١٥،‏ ١٦ كيف اثَّرت المحبة ليهوه في حياة كثيرين في السنة الماضية؟‏

١٥ تساعد المحبة ليهوه الناسَ على اتِّخاذ قرارات جيدة.‏ ففي السنة الماضية،‏ دفعت محبة كهذه ٢٨٨٬٩٠٧ اشخاص الى نذر حياتهم له والرمز الى هذا القرار بمعمودية الماء.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وكان انتذارهم ذا معنى.‏ فقد وسم تغييرا في حياتهم.‏ مثلا،‏ كان ڠازماند احد نجوم كرة السلة البارزين في ألبانيا.‏ وطوال سنوات،‏ كان هو وزوجته يدرسان الكتاب المقدس.‏ ورغم العوائق،‏ صارا اخيرا مؤهلَين ليكونا ناشرين للملكوت.‏ وفي السنة الماضية،‏ اعتمد ڠازماند وكان واحدا من الـ‍ ٣٦٦ الذين اعتمدوا في ألبانيا في سنة الخدمة ٢٠٠٠.‏ وقد نشرت احدى الصحف مقالة عنه ورد فيها ما يلي:‏ «اصبح لديه قصد في الحياة،‏ ولذلك يتمتع هو وعائلته بأسعد ايام حياتهم.‏ فلم يعد من المهم في نظره ان يرى الى ايّ حدّ يستطيع ان يستفيد من الحياة،‏ بل بالاحرى الى ايّ حدّ يمكنه إفادة الآخرين».‏

١٦ وعلى نحو مماثل،‏ فإن اختا معتمدة حديثا تعمل في شركة نفط في ڠوام تلقت عرضا مغريا.‏ فبعد ان تدرجت في وظيفتها طوال سنوات وحققت مركزا مرموقا،‏ عُرضت عليها اخيرا الفرصة ان تكون اول امرأة تصبح نائب رئيس في تاريخ الشركة.‏ لكنها الآن منتذرة ليهوه.‏ لذلك بعد مناقشة المسألة مع زوجها،‏ رفضت العرض ورتّبت بدلا من ذلك ان تعمل بدوام جزئي لكي تتمكن من الصيرورة خادمة كامل الوقت،‏ او فاتحة.‏ فالمحبة ليهوه دفعتها الى خدمته كفاتحة بدلا من السعي وراء مصالح هذا العالم المادية.‏ وقد دفعت محبة كهذه ٨٠٥٬٢٠٥ اشخاص حول العالم الى الاشتراك في مختلف اوجه خدمة الفتح خلال سنة الخدمة ٢٠٠٠.‏ فما اعظم هذا التعبير عن المحبة والايمان الذي اعرب عنه هؤلاء الفاتحون!‏

الاندفاع الى محبة يسوع

١٧ ايّ مثال رائع للمحبة نراه في يسوع؟‏

١٧ ان يسوع هو مثال رائع لشخص تدفعه المحبة.‏ ففي وجوده السابق لبشريته،‏ احب اباه والجنس البشري.‏ قال بصفته مجسَّم الحكمة:‏ «كنت عنده صانعا [«مبدعا»،‏ ترجمة تفسيرية‏] وكنت كل يوم لذَّته فرحة دائما قدامه.‏ فرحة في مسكونة ارضه ولذَّاتي مع بني آدم».‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ ومحبة يسوع دفعته الى التخلي عن مسكنه السماوي والولادة كطفل عاجز عن حماية نفسه.‏ وقد تعامل بصبر ولطف مع المساكين والوضعاء وتألم على ايدي اعداء يهوه.‏ وأخيرا،‏ مات عن كل الجنس البشري على خشبة آلام.‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٥؛‏ ١٤:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ فيلبي ٢:‏٥-‏١١‏)‏ فما اروع هذا المثال لامتلاك الدافع الصائب!‏

١٨ (‏أ)‏ كيف ننمي المحبة ليسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف نثبت اننا نحب يسوع؟‏

١٨ عندما يقرأ الذين لديهم حالة قلبية صائبة سيرة حياة يسوع في الاناجيل ويتأملون كم من البركات جلب لهم مسلكه الامين،‏ تزداد محبتهم له.‏ ونحن اليوم مثل الذين خاطبهم بطرس عندما قال:‏ «الذي [يسوع] وإنْ لم تروه قط تحبونه».‏ (‏١ بطرس ١:‏٨‏)‏ وتظهر محبتنا عندما نمارس الايمان به ونقتدي بحياة التضحية بالذات التي عاشها.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١؛‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٥‏)‏ وفي ١٩ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٠،‏ ذُكِّر ما مجموعه ١٤٬٨٧٢٬٠٨٦ شخصا بالأسباب التي تدفعنا الى محبة يسوع عندما حضروا الذِّكرى السنوية لموته.‏ فما اكبر هذا العدد!‏ وكم من المشجع ان نعرف ان هذا العدد الكبير مهتم بنيل الخلاص بواسطة ذبيحة يسوع!‏ حقا،‏ ان محبة يهوه ويسوع لنا ومحبتنا لهما تبنياننا.‏

١٩ ايّ سؤالين عن المحبة سيُعالجان في المقالة التالية؟‏

١٩ قال يسوع انه ينبغي ان نحب يهوه بكل قلبنا،‏ نفسنا،‏ عقلنا،‏ وقوتنا.‏ ولكنه قال ايضا انه ينبغي ان نحب قريبنا كنفسنا.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٩-‏٣١‏)‏ فمَن يشمل ذلك؟‏ وكيف تساعدنا المحبة للقريب ان نحافظ على اتِّزان جيد ودافع لائق؟‏ سيُعالج هذان السؤالان في المقالة التالية.‏

هل تذكرون؟‏

‏• لماذا المحبة صفة مهمة؟‏

‏• كيف نتعلم ان نحب يهوه؟‏

‏• كيف يبرهن تصرفنا اننا نحب يهوه؟‏

‏• كيف نثبت اننا نحب يسوع؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحتين ١٠،‏ ١١]‏

تساعدنا المحبة على انتظار الراحة بصبر

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

تدفعنا ذبيحة يسوع العظيمة الى محبته