الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه

حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه

حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه

‏«افرحوا في الرب كل حين.‏ وأقول ايضا:‏ افرحوا!‏».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٤‏.‏

١،‏ ٢ كيف تمكن اخ وعائلته من المحافظة على فرحهم رغم خسارة كل ممتلكاتهم؟‏

عمل جايمس،‏ مسيحي في الـ‍ ٧٠ من عمره يعيش في سيراليون،‏ طوال حياته بكدّ.‏ تخيلوا فرحه عندما تمكَّن اخيرا من جمع ما يكفي من المال لشراء بيت متواضع مؤلف من اربع غرف!‏ ولكن بعدما انتقل جايمس وعائلته الى البيت،‏ اندلعت الحرب الاهلية في بلدهم وأُحرق بيتهم كاملا.‏ صحيح انهم خسروا بيتهم،‏ لكنهم لم يخسروا فرحهم.‏ ولمَ لا؟‏

٢ لقد ابقى جايمس وعائلته عقولهم مركزة على ما بقي،‏ وليس على ما خسروه.‏ يوضح جايمس:‏ «حتى في الاوقات الرهيبة،‏ كنا نعقد الاجتماعات،‏ نقرأ الكتاب المقدس،‏ نصلّي معا،‏ ونتشارك مع الآخرين في القليل الذي نملكه.‏ لقد تمكَّنا من المحافظة على فرحنا لأننا ركَّزنا على علاقتنا الرائعة بيهوه».‏ فبالتفكير في ما لديهم من بركات،‏ وأهمها علاقتهم الشخصية اللصيقة بيهوه،‏ تمكن هؤلاء المسيحيون الامناء من ‹البقاء فرحين›.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ طبعا،‏ لم يكن من السهل عليهم احتمال ظروفهم العصيبة.‏ ولكنهم لم يتوقفوا عن الفرح في يهوه.‏

٣ كيف حافظ بعض المسيحيين الاولين على فرحهم؟‏

٣ واجه المسيحيون الاولون محنا مماثلة لما واجهه جايمس وعائلته.‏ رغم ذلك،‏ كتب الرسول بولس هذه الكلمات الى المسيحيين من اصل عبراني:‏ «قبلتم بفرح نهب ممتلكاتكم».‏ ثم اوضح بولس مصدر فرحهم قائلا:‏ «عارفين ان لكم انتم مقتنى افضل وباقيا».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٤‏)‏ نعم،‏ كان لهؤلاء المسيحيين في القرن الاول رجاء قوي.‏ فقد تطلعوا بثقة الى نيل شيء لا يمكن سلبه:‏ «تاج الحياة» الذي لا يذبل في ملكوت الله السماوي.‏ (‏كشف ٢:‏١٠‏)‏ واليوم،‏ يساعدنا رجاؤنا المسيحي،‏ سواء كان سماويا ام ارضيا،‏ ان نحافظ على فرحنا حتى عندما نواجه الشدائد.‏

‏«افرحوا في الرجاء»‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا كانت نصيحة بولس لأهل روما ان ‹يفرحوا في الرجاء› في حينها؟‏ (‏ب)‏ ماذا قد يجعل رجاء المسيحي يغيب عن باله؟‏

٤ شجَّع الرسول بولس الرفقاء المؤمنين في روما ان ‹يفرحوا في رجاء› الحياة الابدية.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ وكانت هذه نصيحة في حينها لأهل روما.‏ فبعدما كتب اليهم بولس بأقل من عقد،‏ عانوا اضطهادا مريرا،‏ وعُذِّب بعضهم حتى الموت بأمر من الامبراطور نيرون.‏ ولا شك ان ايمانهم بأن الله سيعطيهم تاج الحياة الذي وعدهم به دعمهم في معاناتهم.‏ ولكن ماذا عنا نحن اليوم؟‏

٥ كمسيحيين،‏ نتوقع نحن ايضا ان نُضطَهَد.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ كما اننا ندرك ان «الوقت والعرض» يلاقياننا كافة.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فقد يودي حادث بحياة شخص نحبه.‏ او قد يصيب مرض خطير احد والدَينا او صديقا حميما.‏ فإذا لم نبقَ مركِّزين على رجاء الملكوت،‏ نصير في خطر روحي عندما تصيبنا محن كهذه.‏ لذلك يحسن بنا ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل «افرح في الرجاء»؟‏ هل اخصِّص فترات قانونية للتأمل فيه؟‏ هل الفردوس القادم حقيقي بالنسبة اليّ؟‏ هل اتخيّل نفسي هناك؟‏ هل اتوق الى نهاية نظام الاشياء الحاضر كما كنت اتوق اليها عندما تعلمت الحق؟‏›.‏ يتطلب هذا السؤال الاخير التفكير العميق.‏ ولماذا؟‏ لأنه قد تغيب عن بالنا،‏ على الاقل وقتيا،‏ الحاجة الملحة الى مجيء عالم الله الجديد اذا كنا نتمتع بصحة جيدة،‏ نكسب مالا كافيا،‏ ونعيش في ناحية من الارض بعيدة نوعا ما عن تأثيرات الحرب،‏ النقص في الطعام،‏ او الكوارث الطبيعية.‏

٦ (‏أ)‏ علامَ ركَّز بولس وسيلا تفكيرهما عندما عانيا الضيق؟‏ (‏ب)‏ كيف يشجِّعنا مثال بولس وسيلا اليوم؟‏

٦ نصح بولس اهل روما ايضا ان ‹يحتملوا في الضيق›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ وقد مرّ هو نفسه بالضيق.‏ فذات مرة،‏ رأى في رؤيا رجلا يدعوه ان ‹يعبر الى مقدونية› لمساعدة الناس هناك ان يتعلموا عن يهوه.‏ (‏اعمال ١٦:‏٩‏)‏ فأبحر بولس مع تيموثاوس وسيلا ولوقا الى اوروپا.‏ وماذا كان في انتظار هؤلاء المرسلين الغيورين؟‏ الضيق!‏ فبعد ان بشَّر بولس وسيلا في مدينة فيلبي في اقليم مقدونية،‏ جُلدا وأُلقيا في السجن.‏ فمن الواضح ان بعض مواطني فيلبي لم يكونوا لامبالين برسالة الملكوت فقط،‏ بل ايضا مقاومين شرسين.‏ وهل جعل هذا التحول في الحوادث المرسلَين الغيورَين يخسران فرحهما؟‏ كلا.‏ فبعدما ضُربا وأُلقيا في السجن،‏ «نحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبِّحان الله بالترنيم».‏ (‏اعمال ١٦:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ طبعا،‏ لم يجلب لهما الالم الناتج عن الضرب ايّ فرح.‏ ولكن لم يكن ذلك ما يشغل بال المرسلَين.‏ فقد كان تفكيرهما مركَّزا على يهوه وكيف يباركهما.‏ ‹فبالاحتمال في الضيق› بفرح،‏ رسم بولس وسيلا مثالا رائعا لإخوتهما في فيلبي وغيرها.‏

٧ لماذا ينبغي ان تشمل صلواتنا الشكر؟‏

٧ كتب بولس:‏ «واظبوا على الصلاة».‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ فهل تصلّون عندما تمرّون بفترات من الاضطراب؟‏ اية امور تصلّون بشأنها؟‏ على الارجح،‏ تذكرون مشكلتكم بالتحديد وتطلبون مساعدة يهوه.‏ ولكن يمكنكم ايضا ان تشملوا بصلواتكم تعابير الشكر على البركات التي تتمتعون بها.‏ فعندما تنشأ المشاكل،‏ يساعدنا التأمل في تعاملات يهوه الصالحة معنا ان ‹نفرح في الرجاء›.‏ كتب داود الذي كانت حياته زاخرة بالمشاكل:‏ «كثيرا ما جعلت انت ايها الرب الهي عجائبك وأفكارك من جهتنا.‏ لا تقوَّم لديك.‏ لأخبرنَّ وأتكلمنَّ بها.‏ زادت عن ان تُعَدّ».‏ (‏مزمور ٤٠:‏٥‏)‏ فإذا تأملنا دائما كداود في البركات التي يغدقها علينا يهوه،‏ فمن الصعب ألّا نكون فرحين.‏

حافظوا على موقف ايجابي

٨ ماذا يساعد المسيحي على البقاء سعيدا عندما يواجه الاضطهاد؟‏

٨ يشجِّع يسوع أتباعه ان يحافظوا على موقف ايجابي عندما يواجهون محنا متنوعة.‏ فهو يقول:‏ «سعداء انتم متى عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين».‏ (‏متى ٥:‏١١‏)‏ وأيّ سبب لدينا للفرح في هذه الظروف؟‏ ان قدرتنا على الصمود في وجه المقاومة هي دليل اننا نملك روح يهوه.‏ قال الرسول بطرس للرفقاء المسيحيين في ايامه:‏ «سعداء انتم اذا كنتم تعيَّرون من اجل اسم المسيح،‏ لأن روح المجد،‏ اي روح الله،‏ يستقر عليكم».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فيهوه يساعدنا ايضا بواسطة روحه ان نحتمل،‏ وبالتالي ان نحافظ على فرحنا.‏

٩ ماذا ساعد بعض الاخوة على ايجاد اسباب للفرح عندما كانوا في السجن بسبب ايمانهم؟‏

٩ حتى عندما نمرّ بأقسى الظروف،‏ يمكن ان نجد اسبابا للفرح.‏ هذا ما اكتشفه مسيحي اسمه ادولف يعيش في بلد حيث كان عمل شهود يهوه محظورا طوال سنوات عديدة.‏ فقد اعتُقل ادولف وبعض رفقائه وحُكم عليهم بفترات سجن طويلة لأنهم رفضوا التخلي عن معتقداتهم المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وكانت حياة السجن قاسية،‏ لكنهم كبولس وسيلا وجدوا اسبابا لشكر الله.‏ وقد قالوا ان ما اختبروه في السجن ساعدهم على تقوية ايمانهم وتنمية صفات مسيحية قيِّمة،‏ مثل الكرم والتقمص العاطفي والمودة الاخوية.‏ مثلا،‏ عندما كان احدهم يتسلم رزمة من بيته،‏ تقاسم محتوياتها مع رفقائه المؤمنين،‏ الذين اعتبروا هذه المؤن الاضافية وكأنها من يهوه،‏ المعطي العظيم ‹لكل عطية صالحة وكل موهبة كاملة›.‏ وكانت اعمال اللطف هذه تجلب الفرح للذي يعطي والذي يأخذ على السواء.‏ وهكذا،‏ فإن السجن المُراد منه تقويض ايمانهم جعلهم في الواقع اقوى روحيا!‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

١٠،‏ ١١ كيف صمدت اخت في وجه الاستجواب الذي لا يرحم وفترة السجن الطويلة التي تلته؟‏

١٠ أُلقي القبض على ايلّا،‏ التي تعيش ايضا في بلد حيث كان عمل الملكوت تحت الحظر فترة طويلة،‏ لأنها كانت تُخبر الآخرين برجائها المسيحي.‏ وطوال ثمانية اشهر،‏ كانت تُستجوَب استجوابا لا يرحم.‏ وعندما أُجريت لها محاكمة،‏ حُكم عليها بعشر سنوات في سجن لا يوجد فيه غيرها من عبّاد يهوه.‏ وكان عمر ايلّا آنذاك ٢٤ سنة فقط.‏

١١ طبعا،‏ لم تكن ايلّا مسرورة بقضاء معظم سنوات شبابها في زنزانة.‏ ولكن بما انه لم يكن بإمكانها تغيير وضعها،‏ قرَّرت تغيير وجهة نظرها.‏ فابتدأت تعتبر السجن المقاطعة المعيّنة لها للشهادة.‏ تقول:‏ «كان هنالك الكثير من عمل الكرازة للقيام به بحيث ان السنوات مرّت في طرفة عين».‏ وبعد اكثر من خمس سنوات،‏ استُجوبت ايلّا مجددا.‏ وإذ ادرك مستجوبوها ان قضبان السجن لم تقوِّض ايمانها،‏ قالوا لها:‏ «لا يمكننا اطلاق سراحك،‏ لأنك لم تتغيري».‏ فأجابت بثبات:‏ «لا بل تغيَّرْت».‏ وتابعت قائلة:‏ «ان معنوياتي اعلى مما كانت عليه عندما سُجنت،‏ وإيماني اقوى بكثير من قبل!‏».‏ ثم اضافت:‏ «اذا كنتم لا تريدون اطلاق سراحي،‏ فسأبقى حتى يرى يهوه انه من المناسب تحريري».‏ ان السنوات الخمس والنصف من السجن لم تسلب ايلّا فرحها،‏ بل علَّمتها ان تقنع بأية ظروف تمرّ بها.‏ فهل يمكنكم ان تتعلموا شيئا من مثالها؟‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

١٢ ماذا يمكن ان يجعل المسيحي الذي يمرّ بظروف صعبة يشعر بسلام العقل؟‏

١٢ لا تستنتجوا ان ايلّا تملك موهبة فذة تتيح لها تذليل هذه الصعوبات.‏ فبالإشارة الى فترة الاستجواب التي سبقت الحكم عليها تعترف:‏ «اتذكر كيف كانت اسناني تصطك،‏ وكيف شعرت وكأني عصفور صغير يرتجف خوفا».‏ لكنَّ ايمان ايلّا بيهوه بقي راسخا وتعلَّمت ان توليه ثقتها.‏ (‏امثال ٣:‏٥-‏٧‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ صار الله شخصا حقيقيا في نظرها اكثر من قبل.‏ توضح قائلة:‏ «كلما دخلت غرفة الاستجواب،‏ شعرت بسلام غامر.‏ .‏ .‏ .‏ كلما ازدادت الحالة رعبا،‏ ازداد السلام داخلي».‏ وكان يهوه مصدر هذا السلام.‏ يوضح الرسول بولس:‏ «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء،‏ بل في كل شيء لتعرف طلباتكم لدى الله بالصلاة والتضرع مع الشكر؛‏ وسلام الله الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٣ ماذا يضمن لنا انه اذا مررنا بضيق،‏ ننال قوة لاحتماله؟‏

١٣ لقد حافظت ايلّا،‏ التي أُطلق سراحها مذّاك،‏ على فرحها رغم المشقات.‏ وكان ذلك بالقوة التي زوّدها اياها يهوه،‏ وليس بقوتها الخاصة.‏ وقد صحّ الامر نفسه في الرسول بولس الذي كتب:‏ «بكل سرور اذًا افتخر بالحري من جهة ضعفاتي،‏ لتبقى قدرة المسيح مخيِّمة علي.‏ .‏ .‏ .‏ فحينما اكون ضعيفا،‏ فحينئذ اكون قويا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٤ أوضحوا كيف يمكن للمسيحي ان يمتلك نظرة ايجابية الى وضع صعب الاحتمال وأية نتيجة قد يحصل عليها.‏

١٤ قد تكون الضغوط التي تواجهونها الآن مختلفة نوعا ما عن التي عولجت في هذه المقالة.‏ ولكنَّ الضغوط،‏ على اختلافها،‏ صعبة الاحتمال.‏ مثلا،‏ قد يكون ربّ عملكم انتقاديا جدا لما تقومون به،‏ اذ ينتقدكم اكثر بكثير من الموظفين الذين ينتمون الى اديان اخرى.‏ وقد يكون البحث عن وظيفة اخرى غير ممكن.‏ فكيف تستطيعون المحافظة على فرحكم؟‏ تذكروا ادولف ورفقاءه،‏ الذين علَّمهم ما اختبروه في السجن كيف ينمون صفات حيوية.‏ فإذا كنتم تبذلون جهدا حثيثا لإرضاء ربّ عملكم،‏ حتى الذي «يصعب ارضاؤه»،‏ فستنمّون صفات مسيحية كالاحتمال وطول الاناة.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٨‏)‏ كما انكم قد تصيرون موظفين نافعين اكثر في عملكم،‏ مما يتيح لكم فرصا اكبر لإيجاد وظيفة افضل يوما ما.‏ ولكن لنناقش الآن بعض الطرائق الاخرى التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا في خدمة يهوه.‏

تبسيط الحياة يؤدي الى الفرح

١٥-‏١٧ ايّ امر تعلّم زوجان ان بإمكانه تخفيف الضغط،‏ حتى لو لم يكن ممكنا ازالة سبب الضغط كليًّا؟‏

١٥ قد لا تملكون حرية اختيار كبيرة في نوع عملكم الدنيوي او مكان عملكم،‏ ولكن قد تكون هنالك نواحٍ اخرى من حياتكم تستطيعون التحكم فيها.‏ تأملوا في الاختبار التالي.‏

١٦ دعا زوجان مسيحيان شيخا الى العشاء في بيتهما.‏ وفي تلك الامسية،‏ قالا له انهما مؤخرا يشعران بأن ضغوط الحياة تسحقهما.‏ فهما يعملان بكدّ بدوام كامل،‏ ولا يستطيعان تغيير عملهما.‏ وقالا له انهما لا يعرفان الى متى يستطيعان احتمال هذا الوضع.‏

١٧ وعندما طلبا النصيحة،‏ اجاب الشيخ:‏ «بسِّطا حياتكما».‏ كيف؟‏ كان الزوجان يقضيان ثلاث ساعات يوميا في الذهاب الى عملهما والرجوع منه.‏ فاقترح الشيخ،‏ الذي يعرف الزوجان حقّ المعرفة،‏ ان يفكِّرا في الانتقال الى بيت اقرب الى مكان عملهما.‏ وهكذا يتمكنان من تقليل الوقت الذي يصرفانه في تنقلاتهما اليومية.‏ والوقت الذي يوفِّرانه يمكنهما صرفه في الاهتمام بأمور مهمة اخرى —‏ او في نيل قسط من الراحة.‏ فإذا كانت ضغوط الحياة تسلبكم فرحكم نوعا ما،‏ فلمَ لا تحاولون اجراء بعض التعديلات في حياتكم لعلكم تجدون الراحة؟‏

١٨ لماذا من المهم التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات؟‏

١٨ والطريقة الاخرى لتخفيف الضغط هي التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات.‏ مثلا،‏ قرَّر اخ مسيحي ان يبني بيتا.‏ واختار تصميما هندسيا معقدا جدا،‏ رغم انه لم يسبق له ان بنى بيتا.‏ أما الآن فهو يدرك انه كان بإمكانه تجنب المشاكل غير الضرورية لو ‹انتبه الى خطواته› قبل اختيار تصميم بيته.‏ (‏امثال ١٤:‏١٥‏)‏ ووافق اخ آخر ان يكون كفيلا لرفيق مؤمن استدان المال.‏ وحسب الاتفاق،‏ اذا لم يتمكن المستدين من دفع الدَّين،‏ فالكفيل مُجبَر على دفعه.‏ في البداية،‏ كان كل شيء يسير على ما يرام،‏ ولكن بعد فترة ابتدأ المستدين يخلف وعده.‏ فخاف الدائن وطلب ان يوفي الكفيل الدَّين بكامله،‏ مما سبَّب ضغطا كبيرا على الاخ الكفيل.‏ فهل كان بالامكان تجنب ذلك لو جرى التفكير مليًّا في كل العوامل قبل الموافقة على تحمل مسؤولية الدَّين؟‏ —‏ امثال ١٧:‏١٨‏.‏

١٩ ما هي بعض الطرائق لتخفيف الضغط في حياتنا؟‏

١٩ اذا شعرنا بالارهاق،‏ فلا نستنتجْ ابدا ان بإمكاننا التخفيف من الضغط علينا واستعادة فرحنا بالتقليل من الدرس الشخصي في الكتاب المقدس،‏ خدمة الحقل،‏ وحضور الاجتماعات.‏ فهذه وسائل مهمة ننال بواسطتها روح يهوه القدس وبالتالي الفرح الذي هو ثمرة من ثماره.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ والنشاطات المسيحية منعشة دائما وليست مرهقة جدا.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فمن المرجح ان النشاطات الدنيوية او الاستجمام،‏ لا النشاطات الروحية،‏ هي ما يسبِّب لنا الإعياء.‏ وما يساعدنا على التعافي هو التعلم ان نأوي الى فراشنا في ساعة معقولة.‏ فمن المفيد جدا نيل قسط اضافي من الراحة.‏ اعتاد ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ الذي خدم كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه حتى مماته،‏ ان يقول للمرسلين:‏ «عندما تتثبطون،‏ اول ما يجب فعله هو نيل قسط من الراحة.‏ فستندهشون عندما ترون ان النوم جيدا في الليل سيسهّل حلّ اية مشكلة تقريبا!‏».‏

٢٠ (‏أ)‏ عدِّدوا بعض الطرائق التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا.‏ (‏ب)‏ اية اسباب للفرح يمكنكم ان تفكروا فيها؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ١٧.‏)‏

٢٠ لدى المسيحيين امتياز خدمة «الاله السعيد».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏)‏ وكما رأينا،‏ يمكننا المحافظة على فرحنا حتى عندما تحدق بنا المشاكل الخطرة.‏ فلنبقِ نصب اعيننا رجاء الملكوت،‏ نعدِّل وجهة نظرنا عند اللزوم،‏ ونبقِ حياتنا بسيطة.‏ عندئذ،‏ مهما كان وضعنا،‏ فسنتجاوب مع كلمات الرسول بولس:‏ «افرحوا في الرب كل حين.‏ وأقول ايضا:‏ افرحوا!‏».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٤‏.‏

فكروا مليًّا في هذه الاسئلة:‏

‏• لماذا ينبغي ان يبقى المسيحيون مركِّزين على رجاء الملكوت؟‏

‏• ماذا يساعدنا ان نحافظ على فرحنا في الظروف الصعبة؟‏

‏• لماذا ينبغي ان نحاول تبسيط حياتنا؟‏

‏• في اية مجالات بسَّط البعض حياتهم؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٧]‏

اسباب اضافية لنكون فرحين

لدينا نحن المسيحيين اسباب كثيرة للفرح.‏ تأملوا في الاسباب التالية:‏

١-‏ نحن نعرف يهوه.‏

٢-‏ لقد تعلَّمنا حق كلمة الله.‏

٣-‏ يمكن ان تُغفر خطايانا بواسطة الايمان بذبيحة يسوع.‏

٤-‏ ملكوت الله يحكم —‏ العالم الجديد سيأتي قريبا.‏

٥-‏ لقد ادخلنا يهوه في فردوس روحي.‏

٦-‏ نحن نتمتع بمعاشرة مسيحية بنّاءة.‏

٧-‏ لدينا امتياز الاشتراك في عمل الكرازة.‏

٨-‏ نحن احياء،‏ ونملك مقدارا من الصحة.‏

كم سببا آخر للفرح يمكنكم ان تذكروا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

كان بولس وسيلا فرحَين حتى في السجن

‏[الصورتان في الصفحة ١٥]‏

هل تركِّزون نظركم على الرجاء المفرح بعالم الله الجديد؟‏