حقك ان تؤمن
حقك ان تؤمن
انتم متمسّكون على الارجح، كغالبية الناس، بحقكم ان تؤمنوا بما يحلو لكم. وبممارسة هذا الحق، ابتكر سكان الارض البالغ عددهم نحو ستة بلايين نسمة تنوّعا مدهشا من المعتقدات. وكالتنوع في اللون، الشكل، الملمس، المذاق، الرائحة، والصوت الذي نجده في الخليقة، كثيرا ما يجعل التنوع في المعتقدات الحياةَ اكثر اهمية، اثارة، ومتعة. حقا، يمكن لهذا التنوُّع اضفاء البهجة على الحياة. — مزمور ١٠٤:٢٤.
ولكن الحذر ضروري. فبعض الآراء ليست مختلفة فحسب، بل خطرة ايضا. احيانا قد تُلفَّق عمدا اكاذيب على بعض الفئات العرقية بقصد اضرام المشاعر العدائية ضد المنتمين اليها. يقول مارك جونز من المتحف البريطاني: «ان اكاذيب كهذه يصعب قمعها». وما إن يقبل الناس هذه الاكاذيب حتى تتسبب بنشوء معتقدات عدائية، ماكرة، وخطرة — الامر الذي يؤدي في الغالب الى نتائج وخيمة؛ وقبل ان يكتشف الناس الخداع، تكون الاذية قد حصلت، كما يبيِّن تاريخ القرن الـ ٢٠. — امثال ٦:١٦-١٩.
المعتقَد بالمقارنة مع الحق
طبعا، يمكن ان تنشأ المعتقدات الخاطئة حتى بدون تلفيق الاكاذيب عمدا. فنحن نسيء احيانا فهم بعض الامور. وكم من الاشخاص لاقوا حتفهم قبل الاوان لقيامهم بما اعتقدوا انه الصواب؟ وعلاوة على ذلك، كثيرا ما نصدِّق امرا لمجرد اننا نريد ذلك. حتى العلماء، كما يقول احد الاساتذة الجامعيين، «كثيرا ما يبالغون في تقدير نظرياتهم واستنتاجاتهم الخاصة». فتعيقهم معتقداتهم عن تقييم الامور بموضوعية. ولذلك يمكن ان يقضوا حياتهم وهم يحاولون عبثا تأييد معتقدات خاطئة. — ارميا ١٧:٩.
تحدث امور مماثلة في ما يتعلق بالمعتقدات الدينية التي تتضمن الكثير من التناقضات. (١ تيموثاوس ٤:١؛ ٢ تيموثاوس ٤:٣، ٤) فقد يملك شخص ما ايمانا قويا بالله فيما يقول آخر انه لا دليل على هذا الايمان. وقد يؤكد احدهم ان للإنسان نفسا خالدة تبقى حية بعد الموت، في حين يعتقد آخر انه عندما يموت المرء لا يعود موجودا البتة. ومن الواضح ان هذه المعتقدات المتناقضة لا يمكن ان تكون كلها صحيحة. أفلا يكون من الحكمة التيقُّن ان الامور التي تؤمنون بها هي حقا صحيحة وأنها ليست مجرد امور تريدون ان تؤمنوا بها؟ (امثال ١:٥) فكيف يمكنكم ذلك؟ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.