الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الراحة من الاجهاد —‏ علاج عملي

الراحة من الاجهاد —‏ علاج عملي

الراحة من الاجهاد —‏ علاج عملي

‏«تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والمُثقَلين،‏ وأنا انعشكم».‏ —‏ متى ١١:‏٢٨‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ امر في الكتاب المقدس يساعد على تخفيف الاجهاد المفرط؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ حدّ كانت تعاليم يسوع فعّالة؟‏

انتم توافقون على الارجح انه عندما يزداد الاجهاد كثيرا يصبح امرا مضرّا ويتحول الى شقاء.‏ والكتاب المقدس يشير ان الخليقة البشرية مُثقَلة جدا بالاعباء حتى ان كثيرين يتوقون الى التحرر من الحياة المُجهِدة التي يعيشونها اليوم.‏ (‏روما ٨:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ لكنَّ الاسفار المقدسة تُظهِر ايضا كيف يمكننا ان ننال راحة نسبية من الشقاء الآن،‏ وذلك باتِّباع نصيحة رجل عاش منذ ٢٬٠٠٠ سنة والاقتداء بمثاله.‏ صحيح ان هذا الرجل عمل في النجارة،‏ لكنه احب الناس اكثر من عمله.‏ فقد اثَّر في قلوبهم واهتم بحاجاتهم،‏ اذ ساعد الضعفاء وعزّى المكتئبين.‏ حتى انه ساعد كثيرين على استخدام طاقاتهم الروحية،‏ فنالوا الراحة من الاجهاد المفرط،‏ الراحة التي يمكنكم انتم ايضا ان تنالوها.‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١؛‏ ١٩:‏٤٧،‏ ٤٨؛‏ يوحنا ٧:‏٤٦‏.‏

٢ كان هذا الرجل يسوع الناصري.‏ ورغم انه لم تكن لديه الثقافة العليا التي سعى البعض في الازمنة القديمة الى تحصيلها في روما القديمة او اثينا او الاسكندرية،‏ فقد كانت تعاليمه مشهورة جدا.‏ وكان محورها:‏ الحكومة التي سيستخدمها الله لحكم ارضنا بنجاح.‏ كما شرح يسوع المبادئ الاساسية التي يجب اتِّباعها في الحياة —‏ مبادئ لا تزال قيّمة جدا اليوم.‏ والذين يتعلمون ويطبِّقون ما علَّمه يسوع يتمتعون بفوائد فورية،‏ بما في ذلك الراحة من الاجهاد المفرط.‏ أفلا تودون ذلك؟‏

٣ اية دعوة رائعة قدَّمها يسوع؟‏

٣ ولكن قد يساوركم هذا الشك:‏ ‹هل يمكن لشخص عاش منذ زمن طويل ان يترك هذا الاثر البالغ في حياتي الآن؟‏›.‏ اصغوا الى كلمات يسوع الجذابة:‏ «تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والمُثقَلين،‏ وأنا انعشكم.‏ احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني،‏ لأني وديع ومتَّضع القلب،‏ فتجدوا انتعاشا لنفوسكم.‏ لأن نيري لطيف وحملي خفيف».‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فماذا عنى؟‏ لنفحص هذه الكلمات بالتفصيل ونرَ كيف تساعد على جلب الراحة من الاجهاد المفرط.‏

٤ مع مَن تكلم يسوع،‏ ولماذا ربما استصعب سامعوه فعل ما طلبه منهم؟‏

٤ تكلم يسوع مع كثيرين كانوا يحاولون جاهدين فعل ما تطلبته الشريعة ولكنهم كانوا «مُثقَلين» لأن القادة اليهود جعلوا الدين عبئا عليهم.‏ (‏متى ٢٣:‏٤‏)‏ فقد ركَّز القادة على قواعد كثيرة جدا تكاد تشمل كل نواحي الحياة.‏ أفليس امرا مجهِدا ان تسمعوا باستمرار «لا يجب ان تفعل هذا»،‏ و «لا يجب ان تفعل ذاك»؟‏ بالتباين،‏ ان دعوة يسوع كانت الى الحق،‏ الى البر،‏ الى حياة افضل عن طريق الاصغاء اليه.‏ نعم،‏ تطلبت معرفة الاله الحقيقي الاصغاء الى يسوع المسيح،‏ لأنه بواسطته تمكن البشر في الماضي —‏ ويتمكنون الآن —‏ ان يروا يهوه.‏ قال يسوع:‏ «مَن رآني فقد رأى الآب ايضا».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩‏.‏

هل حياتكم مُجهِدة كثيرا؟‏

٥،‏ ٦ كيف يمكن مقارنة ظروف العمل والاجور في ايام يسوع بتلك التي في ايامنا؟‏

٥ قد يهمكم هذا الموضوع لأن الاعباء في عملكم او عائلتكم قد تُثقِل كاهلكم.‏ او قد ترزحون تحت المسؤوليات الاخرى.‏ فإذا كانت هذه هي حالكم،‏ فأنتم كالاشخاص المخلصين الذين قابلهم يسوع وساعدهم.‏ خذوا على سبيل المثال مشكلة كسب الرزق.‏ فكثيرون يجاهدون لتحصيل معيشتهم اليوم كما جاهد كثيرون في ايام يسوع.‏

٦ في تلك الايام،‏ كان العامل يكدح ١٢ ساعة في النهار،‏ ٦ ايام في الاسبوع،‏ عادة لقاء دينار واحد فقط في اليوم.‏ (‏متى ٢٠:‏٢-‏١٠‏)‏ فكيف تعادلون هذا المبلغ بأجوركم او بأجور اصدقائكم؟‏ من الصعب مقارنة الاجور القديمة بالاجور العصرية.‏ ولكن احدى الطرائق لفعل ذلك هي التفكير في القيمة الشرائية.‏ يقول احد العلماء انه في ايام يسوع كان رغيف الخبز المصنوع من اربع كؤوس من دقيق الحنطة يكلِّف اجر ساعة تقريبا.‏ ويقول عالم آخر ان كأسا من الخمر الجيد كانت تكلِّف اجر ساعتين تقريبا.‏ ترَون من هذه التفاصيل ان الناس في تلك الايام كانوا يكدحون طويلا من اجل لقمة عيشهم وكانوا بأمسّ الحاجة الى الراحة والانتعاش،‏ تماما مثلنا.‏ فإذا كنتم موظفين،‏ فقد تشعرون انكم مُجبَرون على الانتاج اكثر.‏ وغالبا ما لا نجد الوقت للتفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات.‏ لذلك قد تتوقون الى الراحة.‏

٧ كيف كان التجاوب مع رسالة يسوع؟‏

٧ من الواضح ان دعوة يسوع الموجَّهة الى كل «المتعبين والمُثقَلين» كانت جذابة جدا لأشخاص كثيرين اصغوا اليها آنذاك.‏ (‏متى ٤:‏٢٥؛‏ مرقس ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ تذكروا ايضا ان يسوع قطع هذا الوعد:‏ «انا انعشكم».‏ ولا يزال الوعد نفسه ساري المفعول في ايامنا ويمكن ان ينطبق علينا اذا كنا ‹متعبين ومُثقَلين›.‏ كما يمكن ان ينطبق على احبائنا الذين وضعهم كوضعنا.‏

٨ كيف تزيد تربية الاولاد والشيخوخة من الاجهاد؟‏

٨ هنالك امور اخرى ايضا تُثقل كاهل الناس.‏ فتربية الاولاد امر صعب للغاية.‏ حتى ان وضع الاولاد صعب ايضا.‏ وعدد متزايد من الاشخاص من كل الاعمار لديهم مشاكل عقلية وصحية.‏ وفي حين ان الناس يعيشون حياة اطول،‏ يواجه المسنون مشاكل خاصة بهم رغم التقدم الطبي.‏ —‏ جامعة ١٢:‏١‏.‏

تحت النير

٩،‏ ١٠ إلامَ كان يرمز النير قديما،‏ ولماذا دعا يسوع الناس الى حمل نيره عليهم؟‏

٩ هل لاحظتم ان يسوع قال في متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏:‏ «احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني»؟‏ في تلك الايام،‏ كان الرجل العادي يشعر وكأنه يعمل تحت نير.‏ فقديما،‏ كان النير يمثِّل الرِّق او العبودية.‏ (‏تكوين ٢٧:‏٤٠؛‏ لاويين ٢٦:‏١٣؛‏ تثنية ٢٨:‏٤٨‏)‏ ولكنَّ كثيرين من العمّال الذين يتقاضون اجرهم كل يوم بيومه والذين قابلهم يسوع كانوا يعملون والنير الحرفي على اكتافهم،‏ حاملين احمالا ثقيلة.‏ وكان يمكن ان يكون النير خفيفا على الرقبة والاكتاف او يحتك بها،‏ وذلك حسب طريقة صنعه.‏ وبما ان يسوع كان نجارا،‏ فلربما صنع الانيار وعرف كيف يجعلها ‹لطيفة›.‏ ولربما كان يغطي الاماكن التي تلامس الرقبة والكتفين بالجلد او القماش لجعل النير مريحا قدر الامكان.‏

١٠ لذلك عندما قال يسوع:‏ «احملوا نيري عليكم»،‏ لربما كان يشبِّه نفسه بشخص يزوِّد انيارا حسنة الصنع و ‹لطيفة› على رقبة العامل وكتفيه.‏ وتابع قائلا:‏ «حملي خفيف».‏ ويشير ذلك ان النير الذي قدَّمه لم يكن مزعجا ولا العمل ظالما.‏ صحيح ان يسوع لم يكن يقصد بدعوة مستمعيه الى قبول نيره ان الراحة من كل الظلم السائد آنذاك ستأتي فورا،‏ لكنَّ وجهة النظر المختلفة التي قدَّمها كانت ستجلب انتعاشا كبيرا.‏ كما ان التعديلات في طريقة حياتهم وفعلهم الامور كانت ستريحهم.‏ والاهم،‏ كان الرجاء الراسخ الحيّ سيساعدهم على جعل حياتهم اقل إجهادا.‏

يمكنكم نيل الانتعاش

١١ لماذا لم يكن يسوع يقصد بكلماته استبدال نير بآخر؟‏

١١ لاحظوا من فضلكم ان يسوع لم يقل للناس ان يستبدلوا نيرا بآخر.‏ فروما كانت ستظل مسيطرة على ارضهم،‏ تماما كما ان زمام السلطة حيث يعيش المسيحيون اليوم هو في يدَي الحكومات.‏ ولم يكونوا ليُعفَوا من الضرائب التي فرضتها روما في القرن الاول.‏ وكانت المشاكل الصحية والاقتصادية ستبقى والنقص والخطية سيظلان يؤثران في الناس.‏ رغم ذلك،‏ كان بإمكانهم نيل الانتعاش باتِّباع تعليم يسوع،‏ تماما كما هو بإمكاننا نحن ايضا اليوم.‏

١٢،‏ ١٣ ماذا قال يسوع انه يجلب الانتعاش،‏ وكيف تجاوب البعض؟‏

١٢ انطبق مثَل يسوع عن النير بشكل واضح في مجال عمل التلمذة.‏ فلا شك ان عمل يسوع الرئيسي كان تعليم الآخرين تعليما يتمحور حول ملكوت الله.‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ لذلك فإن كلمات يسوع:‏ «احملوا نيري عليكم» شملت بالتأكيد الاقتداء بالعمل الذي قام به.‏ ويُظهِر سجل الاناجيل ان يسوع دفع اشخاصا مخلصين الى تغيير مهنتهم،‏ احد الشؤون المهمة في حياة كثيرين.‏ تذكروا دعوته لبطرس،‏ اندراوس،‏ يعقوب،‏ ويوحنا:‏ ‹هلمّ ورائي فأجعلكم تصيرون صيادي ناس›.‏ (‏مرقس ١:‏١٦-‏٢٠‏)‏ فقد اظهر لهؤلاء الصيادين كم سيحسون بالاكتفاء اذا قاموا،‏ تحت اشرافه وبمساعدته،‏ بالعمل الذي كان اهم اولوياته في الحياة.‏

١٣ فهِم بعض من مستمعيه اليهود تعليمه وطبَّقوه.‏ تخيَّلوا المشهد على شاطئ البحر الذي نقرأ عنه في لوقا ٥:‏١-‏١١‏.‏ كان اربعة صيادين قد تعبوا الليل كله ولم يصطادوا شيئا.‏ وفجأة امتلأت شباكهم!‏ ولم يكن ذلك صدفة بل نتيجة لتدخل يسوع.‏ وإذ نظروا الى الشاطئ،‏ رأوا جمعا من الناس مهتمين بتعاليم يسوع.‏ وهذا ما ساعد على ايضاح كلمات يسوع لهؤلاء الاربعة:‏ ‹من الآن تصطادون الناس احياء›.‏ وكيف تجاوبوا؟‏ «اعادوا المركبَين الى البر،‏ وتركوا كل شيء وتبعوه».‏

١٤ (‏أ)‏ كيف يمكننا نيل الانتعاش اليوم؟‏ (‏ب)‏ اية بشارة منعشة اعلنها يسوع؟‏

١٤ عامة،‏ يمكن ان تتجاوبوا بالطريقة نفسها.‏ فعمل تعليم الناس حق الكتاب المقدس لا يزال مستمرا.‏ فقد لبى نحو ستة ملايين شاهد ليهوه حول العالم دعوة يسوع ان ‹يحملوا نيره عليهم› وصاروا «صيادي ناس».‏ (‏متى ٤:‏١٩‏)‏ وصار هذا العمل مهنة البعض كامل الوقت؛‏ أما الآخرون فيفعلون قدر المستطاع.‏ انه عمل يجلب الانتعاش للجميع فتصير حياتهم اقل إجهادا.‏ وهو يشمل امرا يتمتعون به:‏ إخبار الآخرين بالبشارة،‏ «بشارة الملكوت».‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ فإذا كان من المسرّ التكلم عن اخبار مفرحة،‏ فكم بالاحرى عن البشارة؟‏!‏ ويحتوي الكتاب المقدس على الامور الاساسية التي نحتاج اليها لإقناع كثيرين ان بإمكانهم العيش حياة اقل إجهادا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٥ كيف يمكن ان تستفيدوا من تعاليم يسوع عن المبادئ التي ينبغي اتِّباعها في الحياة؟‏

١٥ الى حدّ ما،‏ حتى الذين ابتدأوا منذ وقت قصير بالتعلم عن ملكوت الله يستفيدون مما علَّمه يسوع عن طريقة التصرف في الحياة.‏ ويمكن لكثيرين ان يقولوا بالصواب ان تعاليم يسوع انعشتهم وساعدت على قلب حياتهم رأسا على عقب.‏ وهذا ما يمكن ان تتثبتوا منه بفحص بعض المبادئ التي ينبغي اتِّباعها في الحياة والمذكورة في روايات حياة يسوع وخدمته،‏ وخصوصا في الاناجيل التي كتبها متى ومرقس ولوقا.‏

طريقة لإيجاد الانتعاش

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اين يمكنكم ايجاد بعض تعاليم يسوع الرئيسية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزم لإيجاد الانتعاش من خلال تطبيق تعاليم يسوع؟‏

١٦ في ربيع سنة ٣١ ب‌م،‏ القى يسوع خطبة ذاع صيتها حتى يومنا هذا.‏ وتُدعى عادة الموعظة على الجبل.‏ وهي مسجلة في متى الاصحاحات ٥ الى ٧ ولوقا الاصحاح ٦‏،‏ وفيها نجد موجزا للكثير من تعاليمه.‏ ويمكنكم ان تجدوا تعاليم اخرى ليسوع في اماكن اخرى من الاناجيل.‏ والكثير مما قاله يسوع يفسر نفسه بنفسه،‏ رغم ان تطبيقه يمكن ان يكون صعبا.‏ فلمَ لا تقرأون هذه الاصحاحات بروية وتمعن؟‏ ودعوا افكار يسوع تؤثر في تفكيركم وموقفكم.‏

١٧ يمكن ترتيب تعاليم يسوع بطرائق مختلفة.‏ فلنضع التعاليم الرئيسية في مجموعات بحيث تكون هنالك مجموعة لكل يوم في الشهر،‏ وذلك بهدف وضعها موضع العمل في حياتنا.‏ كيف؟‏ لا تمرّوا عليها مرور الكرام.‏ تذكروا الرئيس الغني الذي سأل يسوع المسيح:‏ «ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية؟‏».‏ وعندما كرَّر يسوع المتطلبات الرئيسية لشريعة الله،‏ قال الرجل انه قد بلغ هذه المتطلبات.‏ لكنه ادرك ان هنالك المزيد لفعله.‏ فدعاه يسوع ان يبذل جهدا اكبر ليطبِّق المبادئ الالهية بطرائق عملية،‏ ليكون تلميذا فعّالا.‏ ولكن من الواضح ان الرجل لم يكن مستعدا ان يفعل ذلك.‏ (‏لوقا ١٨:‏١٨-‏٢٣‏)‏ لذلك يجب ان يتذكر مَن يريد تعلم تعاليم يسوع ان هنالك فرقا بين الموافقة عليها وبين اعتناقها فعليا،‏ الامر الذي يخفِّف من الاجهاد.‏

١٨ أوضحوا كيف يمكنكم ان تستفيدوا من استعمال الاطار المرفق.‏

١٨ كبداية لفحص وتطبيق تعاليم يسوع،‏ اقرأوا النقطة الاولى في الاطار المرفق.‏ انها تشير الى متى ٥:‏٣-‏٩‏.‏ كلٌّ منا بإمكانه ان يقضي الكثير من الوقت في التأمل في المشورة الرائعة التي تقدِّمها هذه الاعداد.‏ ولكن عند النظر اليها ككل،‏ ماذا تستنتجون عن قضية الموقف؟‏ ماذا سيساعدكم اذا كنتم تريدون حقا ان تتغلبوا على آثار الاجهاد المفرط في حياتكم؟‏ كيف يمكن ان تحسنوا وضعكم اذا انتبهتم اكثر للامور الروحية،‏ مفكرين فيها اكثر؟‏ هل هنالك امر في حياتكم يجب ان تعلِّقوا عليه اهمية اقل،‏ مما يتيح لكم الانتباه اكثر للمسائل الروحية؟‏ ان فعلكم ذلك سيزيد من سعادتكم الآن.‏

١٩ ماذا يمكن ان تفعلوا لنيل المزيد من البصيرة والفهم؟‏

١٩ خذوا الآن خطوة اضافية.‏ فلمَ لا تناقشون هذه الاعداد مع خادم آخر لله،‏ ربما مع رفيق زواجكم او قريب لصيق او صديق؟‏ (‏امثال ١٨:‏٢٤‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢٠:‏٥‏)‏ تذكروا ان الرئيس الغني طرح سؤالا عن قضية تهمه على شخص آخر —‏ يسوع.‏ وكان يمكن ان يزيد الجواب المُعطى له من سعادته وإمكانية نيله الحياة الابدية.‏ لا شك ان الرفيق العابد الذي تناقشون معه هذه الاعداد لن يضاهي يسوع،‏ لكنَّ الحديث عن تعاليم يسوع سيفيدكما كليكما.‏ فحاولوا ان تطبِّقوا هذا الامر فورا.‏

٢٠،‏ ٢١ ايّ برنامج يمكنكم اتِّباعه للتعلم عن تعاليم يسوع،‏ وكيف يمكنكم تقييم تقدُّمكم؟‏

٢٠ انظروا ثانية الى الاطار المرفق،‏ «تعاليم لمساعدتكم».‏ لقد وُضعَت هذه التعاليم في مجموعات بحيث يكون لديكم على الاقل تعليم واحد لتتأملوا فيه يوميا.‏ يمكنكم اولا ان تقرأوا ما قاله يسوع في الاعداد المشار اليها ثم ان تفكروا في كلماته.‏ تأملوا كيف يمكنكم تطبيق هذا التعليم الالهي في حياتكم.‏ وإذا شعرتم انكم سبق ان طبَّقتموه،‏ فتأملوا لتروا هل يمكنكم فعل المزيد للعيش وفقه.‏ حاولوا تطبيقه خلال ذلك اليوم.‏ وإذا استصعبتم فهمه او معرفة كيفية تطبيقه،‏ فخذوا يوما آخر لتطبيقه.‏ ولكن تذكروا انه لا يجب ان تطبِّقوه او تفهموه كاملا لكي تنتقلوا الى النقطة التالية.‏ وفي اليوم التالي،‏ يمكنكم التأمل في تعليم آخر.‏ وفي نهاية الاسبوع،‏ يمكنكم مراجعة مدى نجاحكم في تطبيق اربعة او خمسة من تعاليم يسوع.‏ وفي الاسبوع الثاني،‏ اضيفوا المزيد،‏ يوما فيوما.‏ وإذا وجدتم انكم لم تتمكنوا من تطبيق تعليم ما،‏ فلا تتثبطوا.‏ فكل مسيحي يحدث معه الامر نفسه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٦:‏٣٦؛‏ مزمور ١٣٠:‏٣؛‏ جامعة ٧:‏٢٠؛‏ يعقوب ٣:‏٨‏)‏ تابعوا العملية نفسها في الاسبوع الثالث والرابع.‏

٢١ بعد شهر تقريبا،‏ ربما تكونون قد انهيتم النقاط الـ‍ ٣١ جميعها.‏ فكيف ستشعرون عندئذ؟‏ أولن تحسوا بسعادة اكبر،‏ وربما براحة اكبر؟‏ حتى لو كان تقدمكم قليلا،‏ فستشعرون على الارجح ان الاجهاد قد خفّ،‏ او ستصيرون على الاقل قادرين على التأقلم معه بشكل افضل وتتمكنون من الاستمرار.‏ لا تنسوا ان هنالك نقاطا رائعة كثيرة اخرى في تعاليم يسوع ليست مُدرَجة في اللائحة.‏ فلمَ لا تبحثون عن بعضها وتحاولون تطبيقه؟‏ —‏ فيلبي ٣:‏١٦‏.‏

٢٢ ماذا قد ينتج من اتِّباع تعاليم يسوع،‏ ولكن اية ناحية اخرى تستحق البحث؟‏

٢٢ ترَون ان نير يسوع لطيف رغم انه ليس بلا وزن.‏ فحمل تعاليمه والكينونة تلميذا له امر خفيف.‏ هذا كان اختبار الرسول يوحنا،‏ صديق يسوع الحميم،‏ طوال اكثر من ٦٠ سنة.‏ فقد قال:‏ «هذا ما تعنيه محبة الله،‏ ان نحفظ وصاياه؛‏ ووصاياه لا تشكل عبئا».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ ويمكن ان تكون لكم الثقة نفسها.‏ فكلما طبَّقتم تعاليم يسوع،‏ وجدتم ان ما يجعل الحياة مُجهِدة جدا لكثيرين اليوم لن يسبِّب لكم الشقاء بالدرجة نفسها.‏ وسترَون انكم نلتم الراحة نوعا ما.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٨‏)‏ ولكن هنالك ناحية اخرى من نير يسوع يجب ان تفكروا فيها.‏ فقد ذكر يسوع ايضا انه «وديع ومتضع القلب».‏ فكيف ينسجم ذلك مع تعلُّمنا من يسوع والاقتداء به؟‏ هذا ما ستعالجه المقالة التالية.‏ —‏ متى ١١:‏٢٩‏.‏

ما هو جوابكم؟‏

‏• لماذا ينبغي ان نلتفت الى يسوع عندما نطلب الراحة من الاجهاد المفرط؟‏

‏• ماذا مثَّل النير،‏ ولماذا؟‏

‏• لماذا دعا يسوع الناس ان يحملوا نيره؟‏

‏• كيف يمكنكم نيل الانتعاش الروحي؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ١٤]‏

ان الآية السنوية لشهود يهوه خلال سنة ٢٠٠٢ هي:‏ «تعالوا إليَّ .‏ .‏ .‏ وأنا أنعشكم».‏ —‏ متى ١١:‏٢٨‏.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ١٢،‏ ١٣]‏

تعاليم لمساعدتكم

اية امور جيدة يمكن ان تجدوها في متى الاصحاحات ٥ الى ٧‏؟‏ تحتوي هذه الاصحاحات على تعاليم قالها المعلم البارع يسوع في منحدر تلة في الجليل.‏ اقرأوا من فضلكم الاعداد المُشار اليها ادناه،‏ مستخدمين كتابكم المقدس،‏ واسألوا نفسكم الاسئلة المتعلقة بها.‏

١-‏ ٥:‏٣-‏٩ ماذا يخبرني ذلك عن موقفي عامة؟‏ كيف يمكنني نيل سعادة اعظم؟‏ كيف يمكنني ان اولي اهتماما اكبر لحاجاتي الروحية؟‏

٢-‏ ٥:‏٢٥،‏ ٢٦ ايّ امر هو افضل من الاقتداء بروح النزاع التي يملكها اشخاص كثيرون؟‏ —‏ لوقا ١٢:‏٥٨،‏ ٥٩‏.‏

٣-‏ ٥:‏٢٧-‏٣٠ علامَ تشدِّد كلمات يسوع في ما يتعلق بالتخيلات الجنسية؟‏ كيف يزيد تجنبي هذه التخيلات من سعادتي وسلام عقلي؟‏

٤-‏ ٥:‏٣٨-‏٤٢ لماذا ينبغي ان اجاهد لتجنب تشديد المجتمع العصري على صفة العدوانية؟‏

٥-‏ ٥:‏٤٣-‏٤٨ كيف استفيد من التعرف اكثر على عشراء ربما كنت اعتبرهم سابقا اعداء؟‏ ماذا سيحقِّق ذلك على الارجح في ما يتعلق بتخفيف الضغط او ازالته؟‏

٦-‏ ٦:‏١٤،‏ ١٥ اذا كنت أميل احيانا الى عدم الغفران،‏ فهل يمكن ان يكون ذلك بسبب الحسد او الاستياء؟‏ كيف يمكن ان اتغير؟‏

٧-‏ ٦:‏١٦-‏١٨ هل من طبعي الاهتمام بالمظاهر اكثر من شخصيتي الداخلية؟‏ ايّ امر ينبغي ان أوليه اهتمامي اكثر؟‏

٨-‏ ٦:‏١٩-‏٣٢ ماذا قد ينتج اذا اهتممت بإفراط بالمال والممتلكات؟‏ ايّ امر سيساعدني التفكير فيه على الاتِّزان في هذا المجال؟‏

٩-‏ ٧:‏١-‏٥ كيف اشعر عندما اكون مع اشخاص يدينون الآخرين،‏ ينتقدونهم،‏ ويجدون العيوب فيهم دائما؟‏ لماذا من المهم ان اتجنب التمثل بهم؟‏

١٠-‏ ٧:‏٧-‏١١ اذا كانت اللجاجة جيدة عندما اطلب شيئا من الله،‏ فما القول في نواحي الحياة الاخرى؟‏ —‏ لوقا ١١:‏٥-‏١٣‏.‏

١١-‏ ٧:‏١٢ رغم انني اعرف القاعدة الذهبية،‏ كيف غالبا ما اطبِّق هذه المشورة في التعامل مع الآخرين؟‏

١٢-‏ ٧:‏٢٤-‏٢٧ بما انني مسؤول عن توجيه حياتي،‏ فكيف يمكنني ان اكون مستعدا بشكل افضل لعواصف الصعوبات وفيضانات المشاكل؟‏ لماذا ينبغي ان افكر في ذلك الآن؟‏ —‏ لوقا ٦:‏٤٦-‏٤٩‏.‏

تعاليم اضافية يمكن ان اتأمل فيها:‏

١٣-‏ ٨:‏٢،‏ ٣ كيف يمكنني إظهار الرأفة للمحرومين،‏ كما فعل يسوع في كثير من الاحيان؟‏

١٤-‏ ٩:‏٩-‏٣٨ ايّ مقام يحتله إظهار الرحمة في حياتي،‏ وكيف يمكنني إظهارها اكثر؟‏

١٥-‏ ١٢:‏١٩ هل اجاهد لتجنب النزاعات،‏ اذ اتعلم من النبوة عن يسوع؟‏

١٦-‏ ١٢:‏٢٠،‏ ٢١ ايّ خير يمكنني فعله بعدم سحق الآخرين بكلماتي او بأعمالي؟‏

١٧-‏ ١٢:‏٣٤-‏٣٧ حول ماذا غالبا ما يتمحور حديثي؟‏ اعرف انه عندما اعصر البرتقال،‏ يخرج عصير البرتقال.‏ فلماذا ينبغي ان انتبه لما هو موجود في داخلي،‏ في قلبي؟‏ —‏ مرقس ٧:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

١٨-‏ ١٥:‏٤-‏٦ ماذا اتعلم من تعليقات يسوع عن العناية الحبية بالمسنين؟‏

١٩-‏ ١٩:‏١٣-‏١٥ ايّ امر ينبغي ان اخصِّص له الوقت؟‏

٢٠-‏ ٢٠:‏٢٥-‏٢٨ لماذا لا يجب السعي الى السلطة طمعا بها؟‏ كيف يمكنني ان اقتدي بيسوع في هذا المجال؟‏

فكرتان اضافيتان سجَّلهما مرقس:‏

٢١-‏ ٤:‏٢٤،‏ ٢٥ ما هي اهمية كيفية معاملتي الآخرين؟‏

٢٢-‏ ٩:‏٥٠ اية نتائج سأجنيها على الارجح اذا كنت لبقا في ما اقوله وأفعله؟‏

اخيرا،‏ تأملوا في بعض التعاليم

التي سجَّلها لوقا:‏

٢٣-‏ ٨:‏١١،‏ ١٤ ماذا قد ينتج اذا سمحت للقلق،‏ الغنى،‏ والملذات بالسيطرة على حياتي؟‏

٢٤-‏ ٩:‏١-‏٦ اية اولوية كانت لدى يسوع رغم انه تمتع بالقدرة على شفاء المرضى؟‏

٢٥-‏ ٩:‏٥٢-‏٥٦ هل استاء بسرعة؟‏ هل اتجنب روح الانتقام؟‏

٢٦-‏ ٩:‏٦٢ اية نظرة ينبغي ان تكون لديّ الى مسؤوليتي ان اتكلم عن ملكوت الله؟‏

٢٧-‏ ١٠:‏٢٩-‏٣٧ كيف يمكن ان اثبت انني قريب،‏ لا شخص غير مبالٍ؟‏

٢٨-‏ ١١:‏٣٣-‏٣٦ اية تغييرات يجب ان اقوم بها لكي ابسِّط حياتي؟‏

٢٩-‏ ١٢:‏١٥ ما علاقة الحياة بالممتلكات؟‏

٣٠-‏ ١٤:‏٢٨-‏٣٠ ماذا قد اتجنب اذا صرفت الوقت لكي ازن قراراتي باعتناء،‏ وأية فائدة تنجم عن ذلك؟‏

٣١-‏ ١٦:‏١٠-‏١٢ اية فوائد اجنيها من العيش باستقامة؟‏

‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

ان العمل المنقذ للحياة تحت نير يسوع منعش