الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«تعلَّموا مني»‏

‏«تعلَّموا مني»‏

‏«تعلَّموا مني»‏

‏«احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني،‏ لأني وديع ومتضع القلب،‏ فتجدوا انتعاشا لنفوسكم».‏ —‏ متى ١١:‏٢٩‏.‏

١ لماذا يمكن ان يكون التعلم من يسوع مُسِرّا ويغني حياتنا؟‏

كان يسوع المسيح يفكِّر،‏ يعلِّم،‏ ويتصرف دائما كما يجب.‏ ورغم ان وقته على الارض كان قصيرا،‏ فقد تمتع بعمله الممتع والمكافئ،‏ مما جعله سعيدا.‏ فكان يجمع تلاميذه ويعلِّمهم كيف يعبدون الله،‏ يحبون الناس،‏ ويغلبون العالم.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ وقد ملأ قلوبهم بالامل و «انار الحياة وعدم الفساد بواسطة البشارة».‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏١٠‏)‏ فإذا كنتم تعتبرون نفسكم بين تلاميذه،‏ فماذا يعني ان يكون المرء تلميذا في رأيكم؟‏ بالتأمل في ما يقوله يسوع عن تلاميذه،‏ يمكن ان نتعلم كيف نُغني حياتنا.‏ ويشمل ذلك تبني وجهة نظره وتطبيق بعض المبادئ الاساسية.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ لوقا ١٤:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ١٣:‏٣٥؛‏ ١٥:‏٨‏.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يكون المرء تلميذا ليسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم ان نسأل انفسنا:‏ ‹تلميذ مَن انا›؟‏

٢ في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ تعني الكلمة المترجمة «تلميذ» من حيث الاساس شخصا يوجِّه عقله الى شيء،‏ او شخصا يتعلم.‏ وترد كلمة لها علاقة بها في آيتنا الرئيسية،‏ متى ١١:‏٢٩‏:‏ «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني،‏ لأني وديع ومتضع القلب،‏ فتجدوا انتعاشا لنفوسكم».‏ نعم،‏ ان التلميذ هو شخص يتعلم.‏ وتطبِّق الاناجيل عادة كلمة «تلميذ» على أتباع يسوع المقرَّبين منه،‏ الذين سافروا معه وهو يكرز والذين تلقّوا التعليم منه.‏ لكنَّ بعض الاشخاص قبلوا تعاليم يسوع وصاروا تلاميذ له في السر فقط.‏ (‏لوقا ٦:‏١٧؛‏ يوحنا ١٩:‏٣٨‏)‏ كما اشار كتبة الاناجيل الى «تلاميذ يوحنا [المعمِّد] وتلاميذ الفريسيين».‏ ‏(‏مرقس ٢:‏١٨‏)‏ وبما ان يسوع قال لأتباعه ان «يحذروا .‏ .‏ .‏ تعليم الفريسيين»،‏ يمكن ان نسأل انفسنا:‏ ‹تلميذ مَن انا؟‏›.‏ —‏ متى ١٦:‏١٢‏.‏

٣ فإذا كنا تلاميذ يسوع،‏ اذا تعلَّمنا منه،‏ ينبغي ان يشعر الآخرون بالانتعاش في حضورنا.‏ ويجب ان يحسوا اننا اصبحنا ودعاء ومتضعي القلب.‏ وإذا كانت لدينا مسؤوليات ادارية في عملنا،‏ اذا كنا والدين،‏ او اذا كانت لدينا مسؤوليات رعائية في الجماعة المسيحية،‏ فهل يشعر الذين هم في عنايتنا اننا نعاملهم كما عامل يسوع الذين هم في عنايته؟‏

كيف عامل يسوع الناس

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا ليس صعبا ان نعرف كيف عامل يسوع الاشخاص الذين لديهم مشاكل؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث مع يسوع عندما كان يتغدى في بيت احد الفريسيين؟‏

٤ يلزم ان نعرف كيف عامل يسوع الناس،‏ وخصوصا الذين لديهم مشاكل خطيرة.‏ وهذا ليس صعبا؛‏ فالكتاب المقدس يحتوي على روايات عديدة عن لقاءات ليسوع مع اشخاص آخرين،‏ كان البعض منهم يكابدون المشقات.‏ وبالمقابل،‏ لنلاحظ كيف عامل القادة الدينيون،‏ وخصوصا الفريسيين،‏ الاشخاص الذين يعانون مشاكل مماثلة.‏ فهذا التباين سيعمِّق معرفتنا.‏

٥ سنة ٣١ ب‌م،‏ فيما كان يسوع في رحلة كرازية في الجليل،‏ «ظل واحد من الفريسيين يسأل [يسوع] ان يتغدى معه».‏ فلم يتردد يسوع في تلبية الدعوة.‏ «فدخل بيت الفريسي واتكأ الى المائدة.‏ وإذا امرأة معروف في المدينة انها خاطئة،‏ علمت انه متكئ للطعام في بيت الفريسي،‏ فجاءت بقارورة من المرمر فيها زيت عطر،‏ وإذ وقفت من الوراء عند قدميه،‏ بكت وابتدأت تبلّ قدميه بدموعها،‏ وكانت تمسحهما بشعر رأسها.‏ وايضا قبَّلت قدمَيه برقة ودهنتهما بالزيت العطر».‏ —‏ لوقا ٧:‏٣٦-‏٣٨‏.‏

٦ لماذا ربما كانت المرأة ‹الخاطئة› في بيت الفريسي؟‏

٦ هل يمكنكم تخيّل ذلك؟‏ يقول احد المراجع:‏ «استفادت المرأة (‏العدد ٣٧‏)‏ من التقاليد الاجتماعية التي تجيز للمحتاجين المجيء الى وليمة كهذه لالتقاط بعض الفضلات».‏ وهذا ما قد يشرح كيف يمكن ان يدخل الشخص دون دعوة.‏ وقد يكون هنالك اشخاص آخرون املوا ان يلتقطوا الفضلات عند نهاية الوجبة.‏ لكنَّ تصرف هذه المرأة لم يكن عاديا.‏ فلم تقف مكتوفة اليدَين،‏ منتظرة حتى انتهاء الغداء.‏ وقد كانت سمعتها رديئة،‏ اذ كانت «خاطئة» ذائعة الصيت،‏ حتى ان يسوع قال انه يعرف عن «خطاياها الكثيرة».‏ —‏ لوقا ٧:‏٤٧‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كيف كنا سنتجاوب في ظروف كتلك التي تتحدث عنها لوقا ٧:‏٣٦-‏٣٨‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب سمعان؟‏

٧ تخيَّلوا نفسكم مكان يسوع آنذاك.‏ فكيف كنتم ستتصرفون؟‏ هل كنتم ستشعرون بالاحراج عندما تقترب منكم هذه المرأة؟‏ كيف كانت حادثة كهذه ستؤثر فيكم؟‏ (‏لوقا ٧:‏٤٥‏)‏ هل كنتم سترتعبون وتخافون؟‏

٨ وإذا كنتم بين الضيوف الآخرين،‏ فهل كنتم ستفكرون مثل سمعان الفريسي؟‏ «فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك،‏ قال في نفسه:‏ ‹لو كان هذا الانسان نبيا،‏ لَعرف من هي المرأة التي تلمسه وما هي،‏ انها خاطئة›».‏ (‏لوقا ٧:‏٣٩‏)‏ بالتباين،‏ كان يسوع رجلا يتحلى برأفة كبيرة.‏ فقد تفهَّم الحرج الذي تشعر به هذه المرأة وشعر باضطرابها.‏ نحن لا نعرف ماذا دفعها الى العيش حياة خطية.‏ وإذا كانت بغيًّا حقا،‏ فمن الواضح ان الرجال في البلدة،‏ اليهود المتدينين،‏ لم يساعدوها.‏

٩ ماذا فعل يسوع،‏ وماذا ربما كانت النتيجة؟‏

٩ لكنَّ يسوع اراد مساعدتها.‏ فقال لها:‏ «مغفورة خطاياك».‏ ثم اضاف:‏ «ايمانك قد خلصك؛‏ اذهبي بسلام».‏ (‏لوقا ٧:‏٤٨-‏٥٠‏)‏ وهنا تنتهي الرواية.‏ ربَّ معترض يقول ان يسوع لم يفعل الكثير من اجلها.‏ فقد ارسلها بعدما باركها.‏ ولكن هل تعتقدون انها ربما عادت الى طريقة حياتها الرديئة؟‏ في حين انه لا يمكننا الجزم،‏ لاحظوا ما قاله لوقا بعدئذ.‏ فقد روى ان يسوع سافر «من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية،‏ يكرز ويبشر بملكوت الله».‏ كما ذكر ان «نساء» كنّ مع يسوع وتلاميذه،‏ «يخدمنهم من ممتلكاتهن».‏ فلربما كانت هذه المرأة التائبة والشاكرة بين هؤلاء النساء،‏ اذ ابتدأت بحياة تقوى بضمير طاهر،‏ قصد جديد لحياتها،‏ ومحبة اعمق بكثير لله.‏ —‏ لوقا ٨:‏١-‏٣‏.‏

الفرق بين يسوع والفريسيين

١٠ لماذا من المفيد التأمل في رواية يسوع والمرأة في بيت سمعان؟‏

١٠ ماذا يمكن ان نتعلم من هذه الرواية المؤثرة؟‏ ألا تثير مشاعرنا؟‏ تخيَّلوا انكم كنتم في بيت سمعان.‏ فكيف كنتم ستشعرون؟‏ هل كنتم ستتجاوبون مع ما فعله يسوع ام تشعرون كما شعر مضيفه الفريسي؟‏ لقد كان يسوع ابن الله،‏ لذلك لا يمكننا ان نشعر ونتصرف مثله تماما.‏ من ناحية ثانية،‏ قد لا نحب ان نفكر اننا كسمعان الفريسي.‏ فقليلون هم الذين يفتخرون بكونهم فريسيين.‏

١١ لماذا لا نريد ان نُصنَّف بين الفريسيين؟‏

١١ نستنتج من البحث في الكتاب المقدس والادلة الدنيوية ان الفريسيين اعتبروا انفسهم بفخر حُمَاة المصلحة العامة وخير الامة.‏ ولم يعجبهم ان تكون شريعة الله واضحة وسهلة الفهم.‏ وحيثما رأوا ان الشريعة غير محدَّدة،‏ سعوا الى سد الثغرات الظاهرية بتطبيقات محدَّدة لإزالة اية حاجة الى استخدام الضمير.‏ فقد حاول القادة الدينيون اختراع مبدإ يملي على المرء كيف يجب ان يتصرف في كل القضايا،‏ حتى التافهة منها.‏ *

١٢ كيف كان الفريسيون يعتبرون انفسهم؟‏

١٢ يوضح المؤرخ اليهودي في القرن الاول يوسيفوس ان الفريسيين اعتبروا انفسهم لطفاء،‏ رقيقين،‏ غير متحيزين،‏ ومؤهلين تماما لمهمتهم.‏ ولا شك ان بعضا منهم كان كذلك.‏ ولربما يخطر نيقوديموس على بالكم.‏ (‏يوحنا ٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٧:‏٥٠،‏ ٥١‏)‏ وبعد فترة،‏ اعتنق بعض منهم المسيحية.‏ (‏اعمال ١٥:‏٥‏)‏ كتب الرسول المسيحي بولس عن بعض اليهود،‏ بمَن فيهم الفريسيون:‏ «لهم غيرة لله؛‏ ولكن ليس حسب المعرفة الدقيقة».‏ (‏روما ١٠:‏٢‏)‏ لكنَّ الاناجيل تصوِّرهم كما كانت عامة الشعب تراهم:‏ متكبرين،‏ متغطرسين،‏ ذوي برّ ذاتي،‏ انتقاديين،‏ ميالين الى الادانة،‏ ويحطّون من قدر الآخرين.‏

نظرة يسوع

١٣ ماذا قال يسوع عن الفريسيين؟‏

١٣ انتقد يسوع الكتبة والفريسيين واصفا اياهم انهم ريائيون.‏ «يربطون احمالا ثقيلة ويضعونها على اكتاف الناس،‏ ولا يريدون هم ان يحركوها بإصبعهم».‏ نعم،‏ كان الحمل ثقيلا،‏ والنير المفروض على الناس قاسيا.‏ حتى ان يسوع دعا الكتبة والفريسيين «حمقى».‏ والاحمق يشكِّل تهديدا للمجتمع.‏ ودعاهم ايضا ‹قادة عميانا› وقال انهم ‹تجاهلوا اثقل ما في الشريعة،‏ اي العدل والرحمة والامانة›.‏ فمَن يريد ان يعتبره يسوع فريسيا؟‏ —‏ متى ٢٣:‏١-‏٤،‏ ١٦،‏ ١٧،‏ ٢٣‏.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ ماذا تكشف تعاملات يسوع مع متى لاوي عن صفات الفريسيين؟‏ (‏ب)‏ اية دروس مهمة نتعلمها من هذه الرواية؟‏

١٤ يمكن لكل مَن يقرأ روايات الاناجيل تقريبا ان يرى طبع معظم الفريسيين الانتقادي.‏ بعدما دعا يسوع متى لاوي،‏ جابي الضرائب،‏ ان يصير تلميذا،‏ صنع له لاوي وليمة استقبال كبيرة.‏ تقول الرواية:‏ «عندئذ شرع الفريسيون وكتبتهم يتذمرون قائلين لتلاميذه:‏ ‹لماذا تأكلون وتشربون مع جباة ضرائب وخطاة؟‏›.‏ فأجاب يسوع وقال لهم:‏ ‹ .‏ .‏ .‏ ما جئت لأدعو ابرارا،‏ بل خطاة الى التوبة›».‏ —‏ لوقا ٥:‏٢٧-‏٣٢‏.‏

١٥ فهم لاوي امرا آخر قاله يسوع في تلك المناسبة:‏ «فاذهبوا وتعلَّموا ما معنى:‏ ‹اريد رحمة لا ذبيحة›».‏ (‏متى ٩:‏١٣‏)‏ فرغم ان الفريسيين ادَّعوا الايمان بكتابات الانبياء العبرانيين،‏ لم يقبلوا هذه العبارة في هوشع ٦:‏٦‏.‏ فقد كانوا يحرصون ان يتقيدوا بالتقليد حتى لو كان ذلك على حساب تقصيرهم في اظهار الرحمة.‏ ويمكن لكلٍّ منا ان يسأل نفسه:‏ ‹هل انا معروف بأني شديد التمسك ببعض القواعد،‏ مثل القواعد التي تعكس آراء شخصية او طرائق شائعة لمعالجة مسألة معيَّنة؟‏ ام هل يعتبر الآخرون ان الرحمة واللطف هما من ابرز صفاتي؟‏›.‏

١٦ كيف كان طبع الفريسيين،‏ وكيف يمكن ان نتجنب التصرف مثلهم؟‏

١٦ الانتقاد،‏ ثم الانتقاد،‏ ثم الانتقاد.‏ هذا كان طبع الفريسيين.‏ فقد بحثوا عن كل عيب —‏ سواء كان حقيقيا ام خياليا.‏ وأبقوا الشعب في موقع الاتهام وذكَّروهم بضعفاتهم.‏ كما افتخروا بتقديم عشور الاعشاب الصغيرة جدا،‏ كالنعنع والشِّبِث والكمون.‏ وأظهروا تقواهم بلباسهم وحاولوا السيطرة على الامة.‏ دون شك،‏ يجب ان نتجنب الميل الى البحث المستمر عن عيوب الآخرين وإبرازها اذا كنا نريد ان تكون تصرفاتنا على غرار المسيح.‏

كيف حلّ يسوع المشاكل؟‏

١٧-‏١٩ (‏أ)‏ أوضحوا كيف تصرف يسوع في وضع كان يمكن ان تكون له عواقب خطيرة؟‏ (‏ب)‏ ماذا جعل الوضع مُجهِدا ومزعجا؟‏ (‏ج)‏ كيف كنتم ستتصرفون لو كنتم هناك عندما اقتربت المرأة من يسوع؟‏

١٧ كانت طريقة يسوع في حلّ المشاكل مختلفة كل الاختلاف عن طريقة الفريسيين.‏ تأملوا كيف تصرف يسوع في وضع كان يمكن ان يكون حرجا جدا.‏ كان الامر يتعلق بامرأة بها سيل دم منذ ١٢ سنة.‏ ويمكنكم قراءة هذه الرواية في لوقا ٨:‏٤٢-‏٤٨‏.‏

١٨ تقول رواية مرقس ان المرأة كانت «مرتاعة ومرتعدة».‏ (‏مرقس ٥:‏٣٣‏)‏ ولماذا؟‏ دون شك،‏ لأنها عرفت انها خالفت شريعة الله.‏ فبحسب اللاويين ١٥:‏٢٥-‏٢٨‏،‏ كانت المرأة التي بها سيل دم غير عادي نجسة طوال مدة هذا السيل،‏ إضافة الى اسبوع السيل العادي.‏ وكان كل ما او مَن تمسه يصير نجسا.‏ ولتقترب هذه المرأة من يسوع،‏ كان عليها ان تشق طريقها عبر الجموع.‏ وعندما نقرأ هذه الرواية بعد ٢٬٠٠٠ سنة،‏ نتعاطف مع هذه المرأة في الوضع الحرج الذي مرت به.‏

١٩ فلو كنتم هناك آنذاك،‏ فكيف كنتم ستنظرون الى هذا الوضع؟‏ ماذا كنتم ستقولون؟‏ لاحظوا ان يسوع كان لطيفا ومحبا ومراعيا لمشاعر هذه المرأة،‏ حتى انه لم يلمِّح الى اية مشاكل ربما تسبَّبت بها له.‏ —‏ مرقس ٥:‏٣٤‏.‏

٢٠ ايّ تحدٍّ كنا سنواجهه لو كانت اللاويين ١٥:‏٢٥-‏٢٨ مطلبا اليوم؟‏

٢٠ هل يمكن ان نتعلم شيئا من هذه الحادثة؟‏ افترضوا انكم شيخ في الجماعة المسيحية اليوم.‏ وافترضوا ايضا ان اللاويين ١٥:‏٢٥-‏٢٨ مطلب مسيحي اليوم وأن امرأة مسيحية خالفت هذه الشريعة وهي مضطربة وتحس انها منبوذة.‏ فكيف تتصرفون؟‏ هل تذلونها علنا بمشورة انتقادية؟‏ قد تقولون:‏ «كلا،‏ لن افعل ذلك ابدا!‏ اقتداء بمثال يسوع،‏ ابذل كل جهدي لأكون لطيفا،‏ محبا،‏ مراعيا لمشاعرها وحاجاتها».‏ حسنا!‏ ولكنَّ التحدي هو العمل بهذا الكلام،‏ الاقتداء بمثال يسوع.‏

٢١ ماذا علَّم يسوع الناس عن الشريعة؟‏

٢١ عموما،‏ جلب يسوع الانتعاش للناس،‏ رفع معنوياتهم،‏ وشجَّعهم.‏ فعندما كانت شريعة الله محدَّدة كانت تعني ما تقوله.‏ أما عندما بدت عمومية فكان يجب على المرء استخدام ضميره بحيث يُظهِر محبته لله بواسطة القرارات التي يتَّخذها.‏ فقد كانت الشريعة مرنة.‏ (‏مرقس ٢:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ والله احب شعبه،‏ عمل باستمرار من اجل خيرهم،‏ وكان مستعدا ان يُظهِر لهم الرحمة عندما يزلون.‏ وهذا ما فعله يسوع ايضا.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩‏.‏

نتائج تعاليم يسوع

٢٢ ايّ موقف طبعه تعليم يسوع في اذهان تلاميذه؟‏

٢٢ لمس الذين اصغوا الى يسوع وصاروا تلاميذه صحة قوله:‏ «نيري لطيف وحملي خفيف».‏ (‏متى ١١:‏٣٠‏)‏ ولم يشعروا قط بأنه اثقل كاهلهم بالاعباء،‏ ضايقهم،‏ او اقنعهم بالقوة.‏ فقد كانوا احرارا اكثر،‏ اسعد،‏ وواثقين اكثر بشأن علاقتهم بالله وواحدهم بالآخر.‏ (‏متى ٧:‏١-‏٥؛‏ لوقا ٩:‏٤٩،‏ ٥٠‏)‏ وتعلَّموا منه ان كون المرء قائدا روحيا يتطلب منه ان يكون منعشا للآخرين،‏ مُظهِرا الاتِّضاع العقلي والقلبي.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ فيلبي ٢:‏٣‏.‏

٢٣ ايّ درس مهم تعلَّمه التلاميذ من مرافقتهم ليسوع،‏ مما ساعدهم على التوصل الى اية استنتاجات؟‏

٢٣ علاوة على ذلك،‏ اثَّرت اهمية البقاء في اتِّحاد بالمسيح تأثيرا عميقا في كثيرين،‏ مما جعلهم يقتدون بالموقف الذي اظهره.‏ قال لتلاميذه:‏ «كما احبني الآب وأنا احببتكم،‏ اثبتوا في محبتي.‏ إنْ حفظتم وصاياي،‏ تثبتون في محبتي،‏ كما اني حفظت وصايا الآب وأثبت في محبته».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فنجاحهم كخدام لله كان يعتمد على تطبيق ما تعلَّموه من يسوع باجتهاد.‏ وذلك بواسطة الكرازة والتعليم علنا عن بشارة الله الرائعة وبواسطة التعامل مع العائلة والاصدقاء.‏ وإذ نما معشر الإخْوَة الى جماعات،‏ كان يلزم تكرارا ان يذكِّروا انفسهم بأن طريقه هو الطريق الصائب.‏ فما علَّمه هو الحق،‏ والحياة التي رأوه يعيشها هي الحياة التي يجب ان يصبوا اليها.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦؛‏ افسس ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٢٤ ما هي بعض الامور التي ينبغي الاقتداء بها في مثال يسوع؟‏

٢٤ اذ تتأملون الآن في بعض الامور التي ناقشناها،‏ هل ترون كيف يمكنكم ان تتحسنوا؟‏ هل توافقون ان يسوع كان يفكر ويعلِّم ويتصرف دائما كما يجب؟‏ اذًا،‏ تشجعوا بكلماته التي قالها لنا:‏ «اذا عرفتم هذا،‏ فسعداء انتم إنْ عملتم به».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٧‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 11‏ ‏«لا يظهر الاختلاف الاساسي [بين يسوع والفريسيين] إلا في ضوء المفهومَين المتناقضَين عن الله.‏ فالله،‏ في نظر الفريسيين،‏ هو في المقام الاول اله يصدر الاوامر؛‏ أما في نظر يسوع فهو اله حنون ورؤوف.‏ طبعا،‏ لم ينكر الفريسي صلاح الله ومحبته،‏ لكنه اعتبر ان هاتين الصفتين قد أُعرب عنهما في عطية التوراة [الشريعة] وإمكانية إطاعة مطالبها.‏ .‏ .‏ .‏ كان الفريسي يعتبر الالتصاق بالتقليد الشفهي،‏ بقواعده لتفسير الشريعة،‏ الطريق الى إطاعة التوراة.‏ .‏ .‏ .‏ ان ترفيع يسوع لوصية المحبة المزدوجة (‏متى ٢٢:‏٣٤-‏٤٠‏)‏ ورفضه التقليد الشفهي المقيِّد .‏ .‏ .‏ اديَّا الى التضارب بين آرائه وفتاوى الفريسيين».‏ —‏ القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد ‏(‏بالانكليزية)‏.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ماذا يعني لكم ان تكونوا تلميذا ليسوع؟‏

‏• كيف عامل يسوع الناس؟‏

‏• ماذا نتعلم من طريقة تعليم يسوع؟‏

‏• كيف اختلف الفريسيون عن يسوع؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحتين ١٨،‏ ١٩]‏

كم اختلف موقف يسوع من الناس عن موقف الفريسيين!‏