الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لماذا يلزم ان تعتمدوا؟‏

لماذا يلزم ان تعتمدوا؟‏

لماذا يلزم ان تعتمدوا؟‏

‏«اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ في اية ظروف جرت بعض المعموديات؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ حول المعمودية؟‏

اجبر الملك الفرنكي شارلمان السَّكسون الذين اخضعهم ان يعتمدوا معمودية جماعية من سنة ٧٧٥ الى ٧٧٧ ب‌م.‏ كتب المؤرخ جون لورد:‏ «فرض عليهم الاهتداء الى المسيحية الاسمية».‏ وعلى نحو مماثل،‏ بعدما تزوج الحاكم الروسي ڤلاديمير الاول اميرة من الارثوذكس اليونان سنة ٩٨٧ ب‌م،‏ قرَّر ان يصير رعاياه «مسيحيين».‏ فأمر بإجراء معموديات جماعية لشعبه،‏ مهدِّدا كل مَن يعصى هذا الامر بالقتل!‏

٢ فهل كانت هذه المعموديات صحيحة؟‏ هل لها مغزى حقيقي؟‏ وهل يمكن لأيٍّ كان ان يعتمد؟‏

المعمودية —‏ كيف؟‏

٣،‏ ٤ لماذا من غير الصائب ان تُجرى المعمودية المسيحية برشّ الماء او صبّه على الرأس؟‏

٣ ان اجبار شارلمان وڤلاديمير الاول الناس على المعمودية هو امر لا ينسجم مع كلمة الله.‏ فلا طائل من تعميد اشخاص لم يتعلموا حق الاسفار المقدسة برشّ الماء،‏ صبّه على الرأس،‏ او حتى تغطيسهم فيه.‏

٤ تأملوا في ما جرى عندما ذهب يسوع الناصري الى يوحنا المعمِّد سنة ٢٩ ب‌م.‏ كان يوحنا يعمِّد اناسا في نهر الاردن.‏ وهؤلاء كانوا اشخاصا اتوا اليه بملء ارادتهم طالبين المعمودية.‏ فهل جعلهم يقفون في الاردن وصبّ على رؤوسهم القليل من الماء او رشّهم به؟‏ للاجابة عن هذا السؤال فكروا في ما حدث عندما عمَّد يوحنا يسوع.‏ يروي متى انه بعدما اعتمد يسوع،‏ «صعد في الحال من الماء».‏ (‏متى ٣:‏١٦‏)‏ فقد كان تحت الماء،‏ اي انه غُطِّس في نهر الاردن.‏ وعلى نحو مماثل،‏ اعتمد الخصي الحبشي التّقي في «مجتمع ماء».‏ وهذه الكمية الكبيرة من الماء كانت لازمة لأن المعمودية التي اجراها يسوع وتلاميذه شملت التغطيس الكلّي.‏ —‏ اعمال ٨:‏٣٦‏.‏

٥ كيف عمَّد المسيحيون الاولون الناس؟‏

٥ تشير الكلمات اليونانية المترجمة الى «عمَّد»،‏ «معمودية»،‏ وهلم جرّا،‏ الى التغطيس او الغمر او التغميس في الماء.‏ يقول قاموس سميث للكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «ان معنى المعمودية الحرفي والصحيح هو التغطيس».‏ لذلك تشير بعض ترجمات الكتاب المقدس الى «يوحنا المغطِّس».‏ (‏متى ٣:‏١‏،‏ رذرهام‏)‏ ويقول اوغسطس نياندر في مؤلَّفه تاريخ الدين المسيحي والكنيسة،‏ خلال القرون الثلاثة الاولى:‏ ‏«كانت المعمودية في الاصل تُجرى بالتغطيس».‏ كما يعلِّق المرجع الفرنسي المشهور لاروس القرن العشرين ‏(‏پاريس،‏ ١٩٢٨)‏:‏ «اعتمد المسيحيون الاولون بالتغطيس حيثما وُجد ماء».‏ وتذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ ‏«من الواضح ان المعمودية في الكنيسة الباكرة كانت تُجرى بالتغطيس».‏ (‏١٩٦٧،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٥٦)‏ لذلك فإن معمودية الشخص كواحد من شهود يهوه اليوم هي خطوة يتَّخذها بملء ارادته وتشمل التغطيس الكلّي بالماء.‏

سبب جديد للمعمودية

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ ماذا كان القصد من معمودية يوحنا؟‏ (‏ب)‏ ما هو الامر الجديد في معمودية أتباع يسوع؟‏

٦ اختلفت معمودية يوحنا عن معمودية أتباع يسوع في القصد.‏ (‏يوحنا ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ فقد عمَّد يوحنا الناس كرمز علني الى توبتهم عن الخطايا ضد الشريعة.‏ * (‏لوقا ٣:‏٣‏)‏ لكنَّ معمودية أتباع يسوع شملت امرا جديدا.‏ ففي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ حثّ الرسول بطرس سامعيه:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٧-‏٤١‏)‏ رغم ان بطرس كان يخاطب اليهود والمتهودين،‏ لم يكن يتكلم عن المعمودية رمزا الى التوبة عن الخطايا ضد الشريعة؛‏ كما انه لم يقصد ان المعمودية باسم يسوع ترمز الى غسل الخطايا.‏ —‏ اعمال ٢:‏١٠‏.‏

٧ ففي تلك الحادثة،‏ استخدم بطرس اول مفتاح من «مفاتيح الملكوت».‏ ولأيّ قصد؟‏ ليكشف لسامعيه معلومات عن الفرصة المتاحة لهم لدخول ملكوت السموات.‏ (‏متى ١٦:‏١٩‏)‏ فبما ان اليهود رفضوا ان يسوع هو المسيَّا،‏ صارت التوبة وممارسة الايمان به عاملا جديدا ومهمّا لطلب ونيل غفران الله.‏ وكان بإمكانهم إعطاء دليل علني على هذا الايمان بالتغطيس في الماء باسم يسوع المسيح.‏ وبذلك يرمزون الى انتذارهم الشخصي لله بواسطة المسيح.‏ واليوم ايضا،‏ على كل مَن يرغب في نيل الرضى الالهي ان يمارس ايمانا مماثلا،‏ منتذرا ليهوه الله ومعتمدا معمودية مسيحية رمزا الى انتذاره دون قيد او شرط لله العلي.‏

المعرفة الدقيقة ضرورية

٨ لماذا ليس الجميع مؤهلين للمعمودية المسيحية؟‏

٨ ليس الجميع مؤهلين للمعمودية المسيحية.‏ فقد امر يسوع أتباعه:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فقبل ان يعتمد الشخص،‏ يجب ان ‹يتعلم ان يحفظ جميع ما اوصى به يسوع تلاميذه›.‏ لذلك فإن المعمودية الاجبارية لمَن ينقصه الايمان المؤسس على المعرفة الدقيقة لكلمة الله هي بلا جدوى وتتعارض مع التفويض الذي اعطاه يسوع لأتباعه الحقيقيين.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

٩ ماذا تعني المعمودية «باسم الآب»؟‏

٩ ولكن ماذا تعني المعمودية ‏«باسم الآب»؟‏ انها تعني ان المرشّح للمعمودية يعترف بمركز ابينا السماوي وسلطانه.‏ وبذلك يعترف ان يهوه الله هو خالقنا،‏ «العلي على كل الارض»،‏ والمتسلط الكوني.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ اشعياء ٤٠:‏٢٨؛‏ اعمال ٤:‏٢٤‏.‏

١٠ ماذا تعني المعمودية ‹باسم الابن›؟‏

١٠ وتعني المعمودية ‏‹باسم الابن› الاعتراف بمركز يسوع وسلطته بصفته ابن الله الوحيد.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٩‏)‏ فالمؤهلون للمعمودية يعترفون بأن يسوع هو الشخص الذي زوَّد الله بواسطته «فدية عن كثيرين».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ كما ان عليهم الاعتراف ‹بالمركز الاعلى› الذي اليه رفّع الله ابنه.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٨-‏١١؛‏ كشف ١٩:‏١٦‏.‏

١١ ماذا تعني المعمودية ‹باسم الروح القدس›؟‏

١١ وماذا تعني المعمودية ‏‹باسم الروح القدس›؟‏ انها تشير الى ان المرشحين للمعمودية يعترفون بأن الروح القدس هو قوة يهوه الفعّالة التي يستخدمها بطرائق متنوعة انسجاما مع قصده.‏ (‏تكوين ١:‏٢‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢ صموئيل ٢٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ بطرس ١:‏٢١‏)‏ وهم يعترفون ايضا بأن الروح القدس يساعدهم على فهم «اعماق الله»،‏ الاستمرار في عمل الكرازة بالملكوت،‏ والاعراب عن ثمر الروح الذي يتألف من «المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس».‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٠؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

اهمية التوبة والاهتداء

١٢ كيف ترتبط المعمودية المسيحية بالتوبة؟‏

١٢ ان المعمودية،‏ باستثناء معمودية الانسان الكامل يسوع،‏ هي امر يرضى عنه الله ورمز مرتبط بالتوبة.‏ فعندما نتوب،‏ نشعر بندم عميق،‏ او اسف،‏ على شيء فعلناه او لم نتمكن من فعله.‏ وفي القرن الاول،‏ كان على اليهود الذين يريدون ارضاء الله ان يتوبوا عن خطاياهم تجاه المسيح.‏ (‏اعمال ٣:‏١١-‏١٩‏)‏ كما تاب ايضا بعض المؤمنين الامميين في كورنثوس عن العهارة،‏ الصنمية،‏ السرقة،‏ والخطايا الخطيرة الاخرى.‏ وبسبب توبتهم،‏ ‹غُسلوا حتى الطهارة› بدم يسوع؛‏ ‹قُدِّسوا›،‏ او فُرزوا،‏ لخدمة الله؛‏ و ‹بُرِّروا› باسم المسيح وبالروح القدس.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ فالتوبة خطوة مهمة لنيل ضمير صالح وليمنحنا الله الراحة من الشعور بالذنب نتيجة الخطية.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٢١‏.‏

١٣ ماذا يشمل الاهتداء؟‏

١٣ والاهتداء ايضا يجب ان يسبق معموديتنا كشهود ليهوه.‏ فالاهتداء هو عمل يقوم به المرء بملء ارادته عندما يقرِّر ويعقد العزم على اتِّباع المسيح يسوع.‏ فيرفض مسلكه الخاطئ السابق ويصمِّم على فعل ما هو صواب في نظر الله.‏ وفي الاسفار المقدسة،‏ تحمل الافعال العبرانية واليونانية المتعلقة بالاهتداء معنى الرجوع.‏ وهو رجوع الى الله من طريق خاطئ.‏ (‏١ ملوك ٨:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ ويتطلب الاهتداء ايضا ‹اعمالا تليق بالتوبة›.‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٠‏)‏ كما يقتضي ترك العبادة الباطلة،‏ إطاعة وصايا الله،‏ وتقديم التعبد المطلق ليهوه.‏ (‏تثنية ٣٠:‏٢،‏ ٨-‏١٠؛‏ ١ صموئيل ٧:‏٣‏)‏ ونتيجة لهذا الاهتداء،‏ تحدث تغييرات في تفكيرنا وأهدافنا وشخصيتنا.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٣١‏)‏ فنحن ‹نرجع› عندما تحل الشخصية الجديدة محل الصفات الشريرة.‏ —‏ اعمال ٣:‏١٩؛‏ افسس ٤:‏٢٠-‏٢٤؛‏ كولوسي ٣:‏٥-‏١٤‏.‏

الانتذار القلبي مهم

١٤ إلامَ يشير انتذار أتباع يسوع؟‏

١٤ يجب ان يسبق معمودية أتباع يسوع ايضا انتذار قلبي لله.‏ ويشير هذا الانتذار الى الفرز لقصد مقدس.‏ وهذه الخطوة مهمة جدا وتشمل الصلاة الى يهوه للتعبير عن قرارنا ان نقدِّم له التعبد المطلق الى الابد.‏ (‏تثنية ٥:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولا شك ان انتذارنا لا يكون لعمل ما او شخص ما بل لله نفسه.‏

١٥ لماذا يجري تغطيس المرشحين للمعمودية؟‏

١٥ عندما ننتذر لله بواسطة المسيح،‏ نعبِّر عن تصميمنا ان نستخدم حياتنا لفعل مشيئته كما هي مرسومة في الاسفار المقدسة.‏ ورمزا الى هذا الانتذار،‏ يجري تغطيس المرشحين للمعمودية في الماء،‏ تماما كما اعتمد يسوع في نهر الاردن رمزا الى تقديم نفسه لله.‏ (‏متى ٣:‏١٣‏)‏ ومن الجدير بالملاحظة ان يسوع صلّى في تلك المناسبة البالغة الاهمية.‏ —‏ لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

١٦ كيف يمكن ان نعبِّر عن فرحنا بطريقة لائقة عندما نرى اشخاصا يعتمدون؟‏

١٦ رغم ان معمودية يسوع كانت حدثا جديًّا،‏ فقد كانت مناسبة مفرحة.‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ فإن المعمودية المسيحية مناسبة مفرحة ايضا.‏ وعندما نرى اشخاصا يرمزون الى انتذارهم لله،‏ يمكننا التعبير عن فرحنا بالتصفيق باحترام ومدحهم بحرارة.‏ لكننا نتجنب الهتاف،‏ الصفير،‏ وما شابه بدافع الاعتبار لقداسة هذه المناسبة التي يعبِّر فيها المعتمد عن ايمانه.‏ فنحن نعبِّر عن فرحنا بطريقة محترَمة.‏

١٧،‏ ١٨ ماذا يساعد على تحديد هل الشخص مؤهل للمعمودية ام لا؟‏

١٧ ان شهود يهوه لا يُجبرون احدا ان يعتمد،‏ بعكس الذين يرشون الاطفال بالماء او يُكرهون مجموعات من الاشخاص الذين لا يعرفون شيئا عن الكتاب المقدس ان يعتمدوا.‏ وهم لا يعمِّدون الذين ليست لديهم مؤهلات روحية.‏ فقبل ان يتمكن ايّ شخص من الصيرورة كارزا بالبشارة غير معتمد،‏ يتأكد الشيوخ المسيحيون انه يفهم تعاليم الكتاب المقدس الرئيسية ويطبِّقها ويردّ بالايجاب على السؤال التالي:‏ «هل تريد حقا ان تكون واحدا من شهود يهوه؟‏».‏

١٨ عندما يكون الشخص نشيطا في عمل الكرازة بالملكوت ويعبِّر عن رغبته في المعمودية،‏ يرتِّب الشيوخ المسيحيون،‏ باستثناءات قليلة،‏ لإجراء مناقشة معه للتأكد انه صار مؤمنا وانتذر ليهوه ويبلغ المطالب الالهية للمعمودية.‏ (‏اعمال ٤:‏٤؛‏ ١٨:‏٨‏)‏ وإجابة هذا الشخص عن اكثر من ١٠٠ سؤال حول تعاليم الكتاب المقدس تساعد الشيوخ ان يحدِّدوا هل يبلغ مطالب الاسفار المقدسة للمعمودية ام لا.‏ والبعض لا يتأهلون للمعمودية المسيحية،‏ لذلك لا يُوافَق على معموديتهم.‏

هل هنالك ما يمنعكم؟‏

١٩ مَن سيكونون شركاء يسوع،‏ استنادا الى يوحنا ٦:‏٤٤‏؟‏

١٩ لربما قيل لبعض الذين أُجبروا على المعمودية الجماعية انهم سيذهبون الى السماء بعد الموت.‏ لكنَّ يسوع قال عن الذين يتبعون خطواته:‏ «لا يقدر احد ان يأتي اليّ إنْ لم يجتذبه الآب الذي أرسلني».‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وقد اجتذب يهوه الى المسيح ١٤٤٬٠٠٠ شخص سيكونون شركاء مع يسوع في الملكوت السماوي.‏ اما المعموديات الاجبارية فلم تقدِّس احدا لينال هذا المركز المجيد في ترتيب الله.‏ —‏ روما ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏١٣؛‏ كشف ١٤:‏١‏.‏

٢٠ ماذا قد يساعد بعض الاشخاص الذين لم يعتمدوا بعد؟‏

٢٠ منذ اواسط ثلاثينات القرن العشرين بشكل خاص،‏ ترجو حشود النجاة من «الضيق العظيم» والعيش على الارض الى الابد.‏ وهم ينضمون الى صفوف ‹خراف يسوع الاخر›.‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٤؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ويتأهلون للمعمودية لأنهم يعيشون بانسجام مع كلمة الله ويحبونه ‹بكل قلبهم ونفسهم وقوتهم وعقلهم›.‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ ولكن رغم ان بعض الاشخاص يدركون ان شهود يهوه ‹يعبدون الله بالروح والحق›،‏ لم يقتدوا حتى الآن بمثال يسوع ويقدِّموا دليلا علنيا على المحبة الاصيلة والتعبد المطلق ليهوه بواسطة المعمودية.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ تثنية ٤:‏٢٤‏،‏ ع‌ج؛‏ مرقس ١:‏٩-‏١١‏)‏ الا ان الصلاة الجدية والمحدّدة بشأن هذه الخطوة المهمة هي ما يمكن ان يمنحهم الدافع والشجاعة ليطيعوا كلمة الله كاملا وينتذروا ليهوه الله دون قيد او شرط ويعتمدوا.‏

٢١،‏ ٢٢ لماذا يمتنع البعض عن الانتذار والمعمودية؟‏

٢١ يمتنع البعض عن الانتذار والمعمودية لأنهم منهمكون جدا في شؤون العالم او في السعي وراء الثروة بحيث لا يتبقى لهم سوى القليل من الوقت للاهتمام بالامور الروحية.‏ (‏متى ١٣:‏٢٢؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولكن كم سيكونون سعداء لو غيَّروا نظرتهم وأهدافهم!‏ فالاقتراب الى يهوه يغنيهم روحيا،‏ يساهم في التخفيف من الهمّ،‏ ويجلب لهم السلام والاكتفاء الناجمَين عن فعل مشيئة الله.‏ —‏ مزمور ١٦:‏١١ ع‌ج؛‏ ٤٠:‏٨‏؛‏ امثال ١٠:‏٢٢؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

٢٢ ويقول آخرون انهم يحبون يهوه لكنهم لا ينتذرون ويعتمدون لأنهم يعتقدون انهم بذلك يُفلتون من المسؤولية.‏ لكنَّ كل واحد منا يجب ان يؤدي حسابا لله.‏ فقد وقعت المسؤولية على عاتقنا عندما سمعنا كلمة يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏٧-‏٩؛‏ روما ١٤:‏١٢‏)‏ قديما،‏ كان الاسرائيليون ‹شعبا مختارا›،‏ لذا كانوا يولدون في امة منتذرة ليهوه.‏ وبذلك كان لديهم التزام ان يخدموه بأمانة انسجاما مع مبادئه.‏ (‏تثنية ٧:‏٦،‏ ١١‏)‏ اما اليوم فلا احد يولد في امة كهذه.‏ لذلك اذا نلنا الارشاد الدقيق من الاسفار المقدسة،‏ يلزم ان نعمل انسجاما معه بإيمان.‏

٢٣،‏ ٢٤ اية افكار لا ينبغي ان تجعل الشخص يمتنع عن المعمودية؟‏

٢٣ ويمتنع آخرون عن المعمودية لأنهم يحسون انه تنقصهم المعرفة.‏ ولكن هنالك الكثير لنتعلمه جميعا اذ لا يمكن ابدا ان «يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية».‏ (‏جامعة ٣:‏١١‏)‏ تأملوا في مثال الخصي الحبشي.‏ فرغم انه كان متهوّدا ويملك بعض المعرفة من الاسفار المقدسة،‏ لم يتمكن من الاجابة عن كل سؤال حول مقاصد الله.‏ ولكن بعدما تعلّم عن تدبير الخلاص الذي زوَّده يهوه بواسطة ذبيحة يسوع الفدائية،‏ اعتمد على الفور في الماء.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٨‏.‏

٢٤ والبعض يترددون في الانتذار لله لأنهم يخشون عدم إتمام انتذارهم.‏ تقول مونيك البالغة من العمر ١٧ سنة:‏ «كنت امتنع عن المعمودية خوفا من عدم التمكن من العيش وفق انتذاري».‏ ولكن اذا توكلنا على يهوه بكل قلبنا،‏ ‹فسيقوِّم سبلنا› ويساعدنا على ‹مواصلة السير في الحق› كخدام منتذرين وأمناء له.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ٣ يوحنا ٤‏.‏

٢٥ ايّ سؤال يستحق ان نعالجه؟‏

٢٥ كل سنة،‏ تدفع الثقة المطلقة بيهوه والمحبة القلبية له آلاف الاشخاص الى الانتذار والمعمودية.‏ ولا شك ان كل خدام الله المنتذرين يريدون البقاء امناء له.‏ لكننا نعيش في ازمنة حرجة ويُمتحن ايماننا بطرائق شتى.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ فماذا يمكن ان نفعل للعيش وفق انتذارنا ليهوه؟‏ هذا ما سنعالجه في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 6‏ بما ان يسوع كان بلا خطية،‏ فهو لم يعتمد رمزا الى التوبة.‏ فقد رمزت معموديته الى تقديم نفسه لله لفعل مشيئة ابيه.‏ —‏ عبرانيين ٧:‏٢٦؛‏ ١٠:‏٥-‏١٠‏.‏

هل تذكرون؟‏

‏• كيف تُجرى المعمودية المسيحية؟‏

‏• اية معرفة يجب ان ينالها المرء ليعتمد؟‏

‏• اية خطوات تؤدي الى معمودية المسيحيين الحقيقيين؟‏

‏• لماذا يمتنع البعض عن المعمودية،‏ ولكن ماذا يمكن ان يساعدهم؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٤]‏

هل تعرفون ما تعنيه المعمودية «باسم الآب والابن والروح القدس»؟‏