الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنتعلَّم ونعلِّم المبادئ الاخلاقية المسيحية

لنتعلَّم ونعلِّم المبادئ الاخلاقية المسيحية

لنتعلَّم ونعلِّم المبادئ الاخلاقية المسيحية

‏«انت يا مَن تعلِّم غيرك،‏ ألا تعلِّم نفسك؟‏».‏ —‏ روما ٢:‏٢١‏.‏

١،‏ ٢ اية اسباب لدينا لدرس الكتاب المقدس؟‏

لديك اسباب وجيهة كثيرة لدرس كلمة الله.‏ فعلى الارجح،‏ تريد ان تعرف الوقائع الموجودة فيه —‏ الوقائع عن الناس،‏ الحوادث،‏ الاماكن،‏ والامور الاخرى.‏ وتريد ان تعرف عن الحق المتعلق بالعقائد المتباين مع الاخطاء الدينية،‏ مثل الثالوث او نار الهاوية.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ كما تريد ان تزيد معرفتك عن يهوه لكي تقتدي به اكثر وتسير امامه باستقامة.‏ —‏ ١ ملوك ١٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

٢ والسبب المهم الآخر لدرس كلمة الله هو لتجهِّز نفسك لتعليم الآخرين —‏ احبائك،‏ معارفك،‏ حتى الذين لا تعرفهم.‏ وهذا ليس امرا اختياريا لدى المسيحيين الحقيقيين.‏ فقد قال يسوع لتلاميذه:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٣،‏ ٤ لماذا التعليم كما اوصى يسوع هو امر يستحق التقدير؟‏

٣ ان درس الشخص الكتاب المقدس برغبة في تعليم الآخرين هو امر يستحق التقدير ويجلب اكتفاء دائما.‏ فلطالما كان التعليم مهنة محترَمة.‏ تقول دائرة معارف إنكارتا ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «كان راشدون يهود كثيرون يعتبرون المعلِّمين قادة يوصلونهم الى الخلاص ويحثون الاولاد على إكرام معلميهم اكثر من والديهم».‏ ولكن كم يقدَّر المسيحي الذي يعلِّم نفسه الكتاب المقدس قبل ان يعلِّمه للآخرين!‏

٤ ‏«يعمل اشخاص في التعليم اكثر من اية مهنة اخرى.‏ فنحو ٤٨ مليون رجل وامرأة حول العالم هم معلِّمون».‏ (‏دائرة معارف الكتاب العالمي ‏[بالانكليزية])‏ ان المعلِّم الدنيوي مسؤول عن تعليم الصغار ويمكن ان يترك فيهم اثرا يدوم سنوات عديدة.‏ ولكنَّ تعليم الآخرين كما اوصى يسوع له اثر اكبر بكثير؛‏ فأنت ستؤثر في مستقبلهم الابدي.‏ وهذا ما شدَّد عليه الرسول بولس عندما حثّ تيموثاوس:‏ «انتبه دائما لنفسك ولتعليمك.‏ اعكف على ذلك،‏ فإنك بفعلك هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك ايضا».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ فالتعليم الذي تقوم به يجلب الخلاص.‏

٥ لماذا التعليم الذي يقوم به المسيحي هو اسمى عمل؟‏

٥ ان تعليم نفسك ثم الآخرين هو امر مفوَّض وموجَّه من قبل اسمى شخصية،‏ المتسلط في الكون.‏ وهذا بحدّ ذاته يجعل عمل تعليم الآخرين اسمى من اي عمل دنيوي آخر،‏ سواء أكان تعليم الامور الاساسية،‏ المهارات،‏ او حتى الاختصاصات الطبية.‏ فالتعليم الذي يقوم به المسيحي يشمل ان يتعلم التلميذ شخصيا الاقتداء بابن الله،‏ المسيح يسوع،‏ وأن يعلِّم الآخرين فعل الامر عينه.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٠‏.‏

لماذا يجب ان تعلِّم نفسك؟‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ لماذا يجب ان نعلِّم انفسنا اولا؟‏ (‏ب)‏ كيف اخفق اليهود في القرن الاول ان يكونوا معلِّمين؟‏

٦ لماذا يُقال انه يجب ان نعلِّم انفسنا اولا؟‏ في الواقع،‏ لا يمكننا ان نكون فعّالين في تعليم الآخرين اذا لم نعلِّم انفسنا اولا.‏ وهذا ما شدَّد عليه بولس في مقطع يحثّ على التفكير كان مهمًّا لليهود آنذاك وهو مهمّ للمسيحيين اليوم ايضا.‏ فقد سأل بولس:‏ «انتَ يا مَن تعلِّم غيرك،‏ ألا تعلِّم نفسك؟‏ يا مَن تكرز:‏ «لا تسرق»،‏ أتسرق؟‏ يا مَن تقول:‏ «لا تزنِ»،‏ أتزني؟‏ يا مَن تمقت الاصنام،‏ أتسلب الهياكل؟‏ يا مَن تفتخر بالشريعة،‏ أتهين الله بتعدي الشريعة؟‏».‏ —‏ روما ٢:‏٢١-‏٢٣‏.‏

٧ باستخدام اسئلة بيانية،‏ ذكر بولس خطيَّتين وردتا بالتحديد في الوصايا العشر:‏ لا تسرق،‏ ولا تزنِ.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ كان بعض اليهود في ايام بولس يفتخرون بامتلاكهم شريعة الله.‏ فقد ‹تلقنوا من الشريعة وهم مقتنعون بأنهم قادة للعميان ونور للذين في ظلمة،‏ ومعلمون للاطفال›.‏ (‏روما ٢:‏١٧-‏٢٠‏)‏ لكنَّ البعض كانوا مرائين لأنهم كانوا يسرقون ويزنون في الخفاء.‏ وكان ذلك يجلب العار على الشريعة والاله الذي اعطاها.‏ فلم يكونوا مؤهلين ليعلِّموا الآخرين؛‏ حتى انهم لم يعلِّموا انفسهم.‏

٨ كيف ربما كان بعض اليهود في ايام بولس ‹يسلبون الهياكل›؟‏

٨ ذكر بولس ايضا سلب الهياكل.‏ فهل كان بعض اليهود يسلبون الهياكل فعليا؟‏ فيمَ كان بولس يفكر؟‏ في الواقع،‏ نظرا الى المعلومات المحدودة التي نملكها التي تزوّدنا بها هذه الأعداد،‏ لا يمكننا الجزم كيف قام بعض اليهود ‹بسلب الهياكل›.‏ فقبلما كتب بولس ذلك،‏ اعلن رئيس ديوان مدينة افسس ان رفيقَي بولس ليسا «سالبَي هياكل»،‏ مما يوحي ان بعض الناس على الاقل ظنوا ان اليهود متَّهمون بذلك.‏ (‏اعمال ١٩:‏٢٩-‏٣٧‏)‏ فهل كانوا يستخدمون او يتاجرون بأشياء ثمينة مأخوذة من الهياكل الوثنية التي نهبها الغزاة او المتعصبون الدينيون؟‏ بحسب شريعة الله،‏ كان يجب التخلص من ذهب وفضة الاصنام،‏ لا اخذهما للاستعمال الشخصي.‏ (‏تثنية ٧:‏٢٥‏)‏ * لذلك ربما كان بولس يلمِّح الى اليهود الذين تجاهلوا وصية الله واستخدموا او استفادوا من الاشياء المأخوذة من الهياكل الوثنية.‏

٩ اية ممارسات خاطئة مرتبطة بهيكل اورشليم كانت بمثابة سلب الهيكل؟‏

٩ من ناحية اخرى،‏ اخبر يوسيفوس عن فضيحة في روما سبَّبها اربعة يهود،‏ الذين كان القائد بينهم معلِّما للشريعة.‏ فقد اقنع هؤلاء الاربعة امرأة رومانية،‏ صارت متهوِّدة،‏ ان تتبرع بالذهب وأشياء ثمينة اخرى للهيكل في اورشليم.‏ وعندما اعطتهم اياها،‏ استخدموها لأغراضهم الشخصية —‏ امر هو بمثابة سلب الهياكل.‏ * كما كان البعض يسلبون هيكل الله بتقديم ذبائح معيبة وترويج تجارتهم الجشعة فيه،‏ محوِّلينه بذلك الى «مغارة لصوص».‏ —‏ متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ملاخي ١:‏١٢-‏١٤؛‏ ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

علِّم المبادئ الاخلاقية المسيحية

١٠ ايّ مغزى لكلمات بولس في روما ٢:‏٢١-‏٢٣ لا ينبغي ان يفوتنا؟‏

١٠ مهما كان بولس يقصد بالسرقة،‏ الزنى،‏ وسلب الهياكل في القرن الاول،‏ فلا يجب ان يفوتنا مغزى تعليقاته.‏ فقد سأل:‏ «انت يا مَن تعلِّم غيرك،‏ ألا تعلِّم نفسك؟‏».‏ من الجدير بالملاحظة ان الامثلة التي قدَّمها بولس تتعلق بالمبادئ الاخلاقية.‏ فلم يركِّز الرسول هنا على عقائد الكتاب المقدس او على امور حدثت في الماضي.‏ فالتعليم الذي اشار اليه بولس،‏ تعليم المرء نفسه والآخرين،‏ مرتبط بالمبادئ الاخلاقية المسيحية.‏

١١ لماذا ينبغي ان ينتبه كلٌّ منا للمبادئ الاخلاقية المسيحية اثناء درس كلمة الله؟‏

١١ يتطلب تطبيق الدرس في روما ٢:‏٢١-‏٢٣ تعلُّم المبادئ الاخلاقية المسيحية من كلمة الله،‏ العمل بانسجام مع ما نتعلمه،‏ ثم تعليم الآخرين فعل الامر عينه.‏ لذلك،‏ فيما تدرس الكتاب المقدس،‏ انتبه للاماكن التي ترد فيها اشارة الى مقاييس يهوه التي تنشأ منها المبادئ الاخلاقية المسيحية الحقة.‏ تأمل في المشورة والدروس التي تجدها في الكتاب المقدس.‏ ثم طبِّق ما تتعلمه.‏ ويتطلب ذلك الشجاعة والتصميم.‏ فمن السهل ان يختلق البشر الناقصون الاعذار،‏ اسبابا تجيز لهم،‏ او حتى تجبرهم،‏ في حالة معيَّنة ان يتجاهلوا المبادئ الاخلاقية المسيحية.‏ ولربما كان اليهود الذين تحدث عنهم بولس قد صاروا خبراء بهذا التفكير الماكر المقصود منه تبرير انفسهم او تضليل الآخرين.‏ لكنَّ كلمات بولس تُظهِر انه لا يجب ان يقلِّل المرء من شأن المبادئ الاخلاقية المسيحية او يتجاهلها كما يحلو له.‏

١٢ كيف تنعكس التصرفات الجيدة او السيئة على يهوه الله،‏ ولماذا من المساعد تذكر هذا الامر؟‏

١٢ شدَّد الرسول بولس على سبب رئيسي لتعلُّم ثم تطبيق المبادئ الاخلاقية الموجودة في الكتاب المقدس.‏ فقد انعكس سوء سلوك اليهود سلبا على يهوه:‏ «يا مَن تفتخر بالشريعة،‏ أتهين الله بتعدي الشريعة؟‏ فإن ‹اسم الله يُجدَّف عليه بسببكم بين الامم›».‏ (‏روما ٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ اذا تجاهلنا نحن المبادئ الاخلاقية المسيحية،‏ نهين الاله الذي وضعها.‏ أما تمسُّكنا بثبات بمقاييس الله فينعكس ايجابا عليه ويجلب الاكرام له.‏ (‏اشعياء ٥٢:‏٥؛‏ حزقيال ٣٦:‏٢٠‏)‏ ومعرفتك ذلك تقويك على مواجهة الاغراءات او الاوضاع حين يبدو ان تجاهل المبادئ الاخلاقية المسيحية هو الطريق الاسهل او الانسب.‏ كما ان كلمات بولس تعلِّمنا شيئا آخر.‏ فإلى جانب إدراكك شخصيا ان تصرفاتك تنعكس على الله،‏ ساعد الآخرين وأنت تعلِّمهم ان يعرفوا ان تطبيقهم المقاييس الادبية التي يتعلمونها ينعكس على يهوه.‏ والمبادئ الاخلاقية المسيحية لا تروِّج الاكتفاء وتحمي صحة المرء فحسب،‏ بل تنعكس ايضا على الاله الذي وضعها والذي يشجّع على تطبيقها.‏ —‏ مزمور ٧٤:‏١٠؛‏ يعقوب ٣:‏١٧‏.‏

١٣ (‏أ)‏ كيف يساعدنا الكتاب المقدس في مجال المبادئ الاخلاقية؟‏ (‏ب)‏ أوضحوا مغزى المشورة في ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏.‏

١٣ كما تؤثر المبادئ الاخلاقية في البشر ايضا.‏ وهذا ما يمكنك التأكد منه عندما تقرأ الامثلة في كلمة الله التي توضح قيمة تطبيق مقاييس الله الادبية ونتائج تجاهلها.‏ (‏تكوين ٣٩:‏١-‏٩،‏ ٢١؛‏ يشوع ٧:‏١-‏٢٥‏)‏ كما يمكن ان تجد مشورة واضحة حول المبادئ الاخلاقية كالمشورة التالية:‏ «هذه هي مشيئة الله،‏ تقديسكم،‏ ان تمتنعوا عن العهارة؛‏ ان يعرف كلّ واحد منكم كيف يقتني إناءه الخاص بقداسة وكرامة،‏ لا بشهوة جنسية طامعة كما عند الامم الذين لا يعرفون الله؛‏ وألا يتطاول احد ويتعدى حقوق اخيه في هذا الامر،‏ .‏ .‏ .‏ لأن الله لم يدْعُنا في النجاسة،‏ بل في القداسة».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏.‏

١٤ ماذا يمكن ان يسأل كلٌّ منا نفسه عن المشورة في ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏؟‏

١٤ يمكن ان يرى الجميع تقريبا من هذا المقطع ان الفساد الادبي الجنسي يخالف المبادئ الاخلاقية المسيحية.‏ ولكن يمكن ان تفهم منه اكثر من مجرد الامور السطحية.‏ فبعض النصوص تستلزم درسا وتأملا عميقَين،‏ مما يؤدي الى فهم اوضح لها.‏ مثلا،‏ قد تتأمل في ما عناه بولس بالقول ان ممارسة العهارة تؤدي بالشخص ان ‹يتطاول ويتعدى حقوق اخيه في هذا الامر›.‏ فما هي هذه الحقوق،‏ وكيف يمكن للفهم الاعمق لهذا الامر ان يمنحك دافعا اكبر للمحافظة على المبادئ الاخلاقية المسيحية؟‏ وكيف يمكن لنتائج البحث الذي تقوم به ان يجهِّزك اكثر لتعليم الآخرين ومساعدتهم على إكرام الله؟‏

ادرس بهدف التعليم

١٥ اية اداتين يمكننا استخدامهما لتعليم نفسنا في الدرس الشخصي؟‏

١٥ يستخدم شهود يهوه ادوات للبحث عن الاسئلة او القضايا التي تنشأ وهم يدرسون بهدف تعليم نفسهم او الآخرين.‏ وإحدى الادوات الموجودة بلغات عديدة هي فهرس مطبوعات برج المراقبة.‏ فإذا كان بإمكانك الحصول عليه،‏ يمكنك استخدامه لتحديد مكان المعلومات في المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس التي يصدرها شهود يهوه.‏ ويمكنك البحث تحت قائمة المواضيع او تحت قائمة آيات الكتاب المقدس.‏ والاداة الاخرى لدى شهود يهوه المتوفرة بلغات رئيسية عديدة هي مكتبة برج المراقبة.‏ ان برنامج الكمپيوتر هذا يحتوي على مجموعة كبيرة من المطبوعات المخزونة إلكترونيا.‏ وهو يمكِّن الشخص من البحث عن مواضيع ومناقشات للآيات.‏ فإذا كان بإمكانك الحصول على ايّ من هاتين الاداتين او كلتيهما،‏ فاستخدمهما دائما في درسك لكلمة الله لكي تتمكن من تعليم الآخرين.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اين يمكن ايجاد تعليقات تعليمية على الحقوق المذكورة في ١ تسالونيكي ٤:‏٦‏؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للعهارة ان تسبّب التعدي على حقوق الآخرين؟‏

١٦ لنأخذ المثال الآنف الذكر في ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏.‏ ان السؤال الذي نشأ هو عن الحقوق.‏ فحقوق مَن المقصودة هنا؟‏ وكيف يمكن ان يجري التعدي على هذه الحقوق؟‏ باستخدام الاداتَين المذكورتين آنفا،‏ يمكنك على الارجح ان تجد عددا من التعليقات التعليمية على هذه الاعداد،‏ وبالتحديد على الحقوق التي ذكرها بولس.‏ ويمكنك قراءة هذه التعليقات في بصيرة في الاسفار المقدسة ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ المجلد ١،‏ الصفحتين،‏ ٨٦٣-‏٨٦٤؛‏ السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏‏،‏ الصفحة ١٤٥‏؛‏ برج المراقبة،‏ عدد ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٨٩،‏ الصفحة ٣١‏.‏

١٧ اذ تتابع الدرس،‏ سترى ان هذه المطبوعات تظهِر كم هي صحيحة كلمات بولس.‏ فالعاهر يخطئ الى الله ويعرِّض نفسه لالتقاط الامراض.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨،‏١٩؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ والرجل الذي يمارس العهارة يتعدى على حقوق عديدة للمرأة التي يخطئ معها.‏ فهو يحرمها من الموقف الادبي الطاهر والضمير الصالح.‏ وإذا كانت عزباء،‏ فهو يتعدى على حقها في دخول الزواج كعذراء وعلى حق زوجها المقبل في التوقع منها ان تكون عذراء.‏ وإذا كانت متزوجة،‏ فهو يؤذي والدَيها وزوجها.‏ كما ان هذا الرجل الفاسد ادبيا يحرم عائلته الحق في امتلاك سجل نظيف ادبيا.‏ وإذا كان عضوا في الجماعة المسيحية،‏ فهو يجلب التعيير عليها،‏ مسيئا الى سمعتها.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١‏.‏

١٨ كيف نستفيد من درس الكتاب المقدس في ما يتعلق بالمبادئ الاخلاقية المسيحية؟‏

١٨ ألا تساعدك هذه التعليقات على الحقوق ان تفهم المعنى الاعمق لهذا العدد؟‏ فلهذا النوع من الدرس قيمة كبيرة حقا.‏ وبالقيام به،‏ تعلِّم نفسك.‏ فينمو إدراكك لصحة رسالة الله وتأثيرها.‏ ويقوى تصميمك على التمسك بالمبادئ الاخلاقية المسيحية مهما كانت التجربة.‏ فكِّر ايضا كم ستكون معلّما فعّالا اكثر!‏ مثلا،‏ يمكنك ايضاح مغزى ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧ وأنت تعلِّم الآخرين حق الكتاب المقدس،‏ مما يزيد من فهمهم وتقديرهم للمبادئ الاخلاقية المسيحية.‏ وبذلك يساعدك درسك أنت وآخرين كثيرين على إكرام الله.‏ لقد ذكرنا هنا مجرد مثال واحد من رسالة بولس الى اهل تسالونيكي.‏ ولكن هنالك نواحٍ اخرى عديدة للمبادئ الاخلاقية المسيحية وأمثلة ونصائح اخرى عديدة حولها من الكتاب المقدس بإمكانك درسها،‏ تطبيقها،‏ وتعليمها.‏

١٩ لماذا من الضروري التمسُّك بالمبادئ الاخلاقية المسيحية؟‏

١٩ لا شك في ان فعل ذلك هو مسلك حكمة.‏ ويعقوب ٣:‏١٧ تقول ان «الحكمة التي من فوق»،‏ من يهوه الله نفسه،‏ هي «اولا عفيفة».‏ ومن الواضح ان ذلك يشمل اتِّباع مقاييس الله الادبية.‏ فيهوه يطلب ان يكون الذين يمثِّلونه في تعليم الكتاب المقدس امثلة جيدة «في العفة».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٢‏)‏ وهذا ما تشهد له حياة التلاميذ الاولين مثل بولس وتيموثاوس؛‏ فقد امتنعوا عن الفساد الادبي،‏ حتى ان بولس كتب:‏ «أما العهارة والنجاسة من كل نوع او الجشع فلا يكن بينكم حتى ذكرها،‏ كما يليق بشعب مقدس؛‏ ولا السلوك المخزي ولا كلام الحماقة ولا المزح الفاحش».‏ —‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

٢٠،‏ ٢١ لماذا نوافق على ما كتبه يوحنا في ١ يوحنا ٥:‏٣‏؟‏

٢٠ ان المقاييس الادبية الموجودة في كلمة الله واضحة ومحدَّدة وليست عبئا ثقيلا.‏ وهذا ما اتَّضح ليوحنا،‏ آخر مَن مات من الرسل.‏ فقد عرف مما لاحظه طوال عقود ان المبادئ الاخلاقية المسيحية ليست مؤذية،‏ بل جيدة،‏ نافعة،‏ وتجلب المكافأة.‏ وشدَّد يوحنا على ذلك عندما كتب:‏ «هذا ما تعنيه محبة الله،‏ ان نحفظ وصاياه؛‏ ووصاياه لا تشكِّل عبئا».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٢١ ولكن لاحِظ ان يوحنا لم يقل ان إطاعة الله باتِّباع المبادئ الاخلاقية المسيحية هي الطريق الافضل فقط لأنها تنقذنا من المشاكل،‏ من العواقب الوخيمة لعدم اتِّباعها.‏ فقد عبَّر عن النظرة الصائبة باعترافه اولا انها إعراب عن محبتنا ليهوه الله،‏ فرصة لا تعوَّض للإعراب عن محبتنا له.‏ حقا،‏ ان تعليم المرء نفسه او الآخرين محبة الله يتطلب قبول وتطبيق مقاييسه السامية.‏ نعم،‏ انه يعني تعليم انفسنا والآخرين المبادئ الاخلاقية المسيحية.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 8‏ في حين صوَّر يوسيفوس اليهود كشعب لا يدنِّس المقدَّسات،‏ فقد أعاد صياغة شريعة الله كما يلي:‏ «لا يجدِّف احد على الآلهة التي تعبدها المدن الاخرى،‏ ولا يسرق هياكل الغرباء،‏ ولا يأخذ كنزا كان مكرَّسا لأيّ اله».‏ ‏(‏إمالة الحروف لنا.‏)‏ —‏ العاديات اليهودية،‏ المجلد ٤،‏ الفصل ٨،‏ الفقرة ١٠.‏

^ ‎الفقرة 9‏ العاديات اليهودية،‏ المجلد ١٨،‏ الفصل ٣،‏ الفقرة ٥.‏

هل تذكرون؟‏

‏• لماذا يجب ان ندرس لنعلِّم انفسنا قبل تعليم الآخرين؟‏

‏• كيف يمكن ان تنعكس تصرفاتنا على يهوه؟‏

‏• على حقوق مَن يتعدى العاهر؟‏

‏• ما هو تصميم كلٍّ منا بشأن المبادئ الاخلاقية المسيحية؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

‏«وصاياه لا تشكل عبئا»‏