الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنذعن بولاء للسلطة الالهية

لنذعن بولاء للسلطة الالهية

لنذعن بولاء للسلطة الالهية

‏«الرب قاضينا.‏ الرب شارعنا.‏ الرب ملكنا».‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٢‏.‏

١ ماذا ميَّز اسرائيل القديمة عن سائر الامم؟‏

عندما تأسست امة اسرائيل سنة ١٥١٣ ق‌م،‏ لم يكن لديها عاصمة وأرض وملك منظور.‏ وكان رعاياها يخدمون سابقا كعبيد.‏ لكنَّ هذه الامة تميَّزت بطريقة اخرى.‏ فيهوه الله كان قاضيها وشارعها وملكها غير المنظور.‏ (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٦؛‏ اشعياء ٣٣:‏٢٢‏)‏ وهذا ما لم تستطع ادعاءه اية امة اخرى.‏

٢ ايّ سؤال ينشأ حول تنظيم الاسرائيليين،‏ ولماذا الجواب مهم لنا؟‏

٢ بما ان يهوه اله نظام وسلام،‏ نتوقع ان تكون الامة التي يحكمها حسنة التنظيم.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ وهذا ما صحّ في امة اسرائيل.‏ ولكن كيف امكن لإله غير منظور ان يرشد هيئة ارضية منظورة؟‏ من المفيد ان نتأمل كيف حكم يهوه تلك الامة القديمة،‏ ملاحظين خصوصا كيف تشدِّد تعاملاته مع اسرائيل على اهمية الاذعان بولاء للسلطة الالهية.‏

طريقة الحكم في اسرائيل

٣ اية ترتيبات عملية قام بها يهوه لإرشاد شعبه؟‏

٣ رغم ان يهوه كان ملك اسرائيل غير المنظور،‏ عيَّن رجالا امناء كممثلين منظورين له.‏ وكان هؤلاء رؤساء،‏ رؤوس آباء،‏ وشيوخا ليخدموا الشعب كمشيرين وقضاة.‏ (‏خروج ١٨:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ تثنية ١:‏١٥‏)‏ ولكن لا يجب الاستنتاج ان هؤلاء الرجال الذين تولّوا المسؤوليات كانوا سيعالجون القضايا بتمييز وفهم لا عيب فيهما دون ارشاد الهي.‏ فقد كانوا ناقصين وغير قادرين على قراءة قلوب الرفقاء العبّاد.‏ رغم ذلك،‏ تمكن هؤلاء القضاة الخائفون الله ان يمنحوا رفقاءهم المؤمنين مشورة مفيدة لأنها مؤسسة على شريعة يهوه.‏ —‏ تثنية ١٩:‏١٥؛‏ مزمور ١١٩:‏٩٧-‏١٠٠‏.‏

٤ اية ميول حرص قضاة اسرائيل الامناء على تجنبها،‏ ولماذا؟‏

٤ لم تكن معرفة الشريعة الامر الوحيد المطلوب من القاضي.‏ فبسبب النقص،‏ كان على الشيوخ ان يتيقظوا لكبح اية ميول خاطئة قد تعوِّج حكمهم،‏ كالانانية،‏ المحاباة،‏ والجشع.‏ قال لهم موسى:‏ «لا تنظروا الى الوجوه [«لا تُحابوا»،‏ ترجمة تفسيرية‏] في القضاء.‏ للصغير كالكبير تسمعون.‏ لا تهابوا وجه انسان لأن القضاء لله».‏ نعم،‏ كان قضاة اسرائيل يمثِّلون الله في القضاء.‏ فكم كان امتيازهم هذا مهيبا!‏ —‏ تثنية ١:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٥ إضافة الى إقامة القضاة،‏ اية تدابير اخرى زوَّدها يهوه لسدّ حاجات شعبه؟‏

٥ زوَّد يهوه تدابير اخرى لسدّ حاجات شعبه الروحية.‏ فقبل وصولهم الى ارض الموعد،‏ امرهم بتشييد مسكن يكون مركزا للعبادة الحقة.‏ كما انه اقام كهنوتا لتعليمهم الشريعة،‏ تقديم الذبائح الحيوانية،‏ وإيقاد البخور في الصباح والمساء.‏ وعيَّن الله هارون،‏ اخا موسى الاكبر،‏ اول رئيس كهنة في اسرائيل.‏ وعيَّن بنيه لمساعدته على القيام بواجباته.‏ —‏ خروج ٢٨:‏١؛‏ عدد ٣:‏١٠؛‏ ٢ أخبار الايام ١٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ ما العلاقة بين الكهنة واللاويين غير الكهنوتيين؟‏ (‏ب)‏ ايّ درس نتعلمه من قيام اللاويين بأعمال مختلفة؟‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏

٦ كان سدّ الحاجات الروحية لملايين الاشخاص بحدّ ذاته مهمة ضخمة،‏ وكان عدد الكهنة قليلا نسبيا.‏ لذلك رتَّب يهوه ان يساعدهم اعضاء آخرون من سبط لاوي.‏ قال يهوه لموسى:‏ «تعطي اللاويين لهارون ولبنيه.‏ انهم موهوبون له هبة من عند بني اسرائيل».‏ —‏ عدد ٣:‏٩،‏ ٣٩‏.‏

٧ وكان اللاويون منظمين جيدا.‏ فقد قُسِّموا الى ثلاث عائلات:‏ الجرشونيين،‏ القهاتيين،‏ والمراريين.‏ وعُيِّن لكلّ عائلة عمل لتقوم به.‏ (‏عدد ٣:‏١٤-‏١٧،‏ ٢٣-‏٣٧‏)‏ ورغم ان بعض التعيينات بدت اهمّ من الاخرى،‏ كانت جميعها ضرورية.‏ فقد تطلّب عمل اللاويين القهاتيين ان يكونوا بجانب تابوت العهد المقدس وأمتعة المسكن.‏ إلا ان كل اللاويين،‏ سواء كانوا قهاتيين او لا،‏ تمتعوا بامتيازات رائعة.‏ (‏عدد ١:‏٥١،‏ ٥٣‏)‏ ولكن من المؤسف ان البعض لم يقدِّروا امتيازاتهم.‏ فبدلا من الاذعان بولاء للسلطة الالهية،‏ استاؤوا واستسلموا للكبرياء،‏ الطموح الجامح،‏ والغيرة.‏ وأحد هؤلاء كان يُدعى قورح.‏

‏«تطلبون ايضا كهنوتا»؟‏

٨ (‏أ)‏ مَن هو قورح؟‏ (‏ب)‏ ماذا ربما جعل قورح يبتدئ يرى الكهنة من وجهة نظر بشرية بحتة؟‏

٨ لم يكن قورح رأس بيت لاوي ولا رأس عشائر القهاتيين.‏ (‏عدد ٣:‏٣٠،‏ ٣٢‏)‏ إلا انه كان رئيسا محترَما في اسرائيل.‏ ولربما تطلبت مهمته ان يعاشر هارون وبنيه معاشرة لصيقة.‏ (‏عدد ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وإذ رأى نقائص هؤلاء الرجال عن كثب،‏ لربما فكّر:‏ ‏‹هؤلاء الكهنة ناقصون بالتأكيد.‏ رغم ذلك يُتوقَّع مني ان اخضع لهم!‏ منذ فترة قصيرة،‏ صنع هارون عجلا ذهبيا.‏ وعبادة ذلك العجل اوقعت شعبنا في فخ الصنمية.‏ والآن ها هو هارون،‏ اخو موسى،‏ يخدم رئيسا للكهنة!‏ فيا لها من محاباة!‏ وابناه ناداب وأبيهو ليسا افضل منه.‏ فقد اظهرا احتقارا شديدا لامتياز خدمتهما حتى ان يهوه قتلهما!‏›.‏ * (‏خروج ٣٢:‏١-‏٥؛‏ لاويين ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ ولكن مهما كان ما فكّر فيه قورح،‏ فمن الواضح انه ابتدأ يرى الكهنوت من وجهة نظر بشرية.‏ وهذا ما ادى الى تمرده على موسى وهارون،‏ وبالتالي على يهوه.‏ —‏ ١ صموئيل ١٥:‏٢٣؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٩،‏ ١٠ بماذا اتَّهم قورح والمتمردون معه موسى،‏ ولماذا كان اجدر بهم الّا يفعلوا ذلك؟‏

٩ نظرا الى النفوذ الذي تمتع به قورح،‏ كان من السهل ان يجمع اشخاصا آخرين لديهم الموقف نفسه ليصطفوا الى جانبه.‏ وبمؤازرة داثان وأبيرام،‏ جمع ٢٥٠ مؤيدا له —‏ كلهم من رؤساء الجماعة.‏ ومعا،‏ اتوا الى موسى وهارون وقالوا لهما:‏ «ان كلّ الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب.‏ فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب».‏ —‏ عدد ١٦:‏١-‏٣‏.‏

١٠ كان اجدر بالمقاومين الّا يتحدّوا سلطة موسى.‏ فقد عرفوا انه منذ فترة وجيزة قام هارون ومريم بالامر نفسه.‏ حتى انهما فكّرا بطريقة مماثلة لقورح!‏ فكما جاء في العدد ١٢:‏١،‏ ٢‏،‏ طرحا السؤال التالي:‏ «هل كلَّم الرب موسى وحده.‏ ألم يكلِّمنا نحن ايضا».‏ وكان يهوه يسمع ما يقولانه،‏ فأمر موسى وهارون ومريم بالخروج الى مدخل خيمة الاجتماع ليُعلِن لهم مَن هو القائد الذي اختاره.‏ ثم قال لهم بوضوح:‏ «إنْ كان منكم نبي للرب فبالرؤيا أستعلن له في الحلم أكلمه.‏ وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو امين في كل بيتي».‏ بعدئذ،‏ ضرب يهوه مريم بالبرص فترة من الوقت.‏ —‏ عدد ١٢:‏٤-‏٧،‏ ١٠‏.‏

١١ كيف عالج موسى الوضع المتعلق بقورح؟‏

١١ بما ان قورح والذين اصطفوا الى جانبه عرفوا حتما هذه الحادثة،‏ فلم يكن بالامكان تبرير تمردهم.‏ رغم ذلك،‏ حاول موسى بصبر ان يتناقش معهم.‏ وحثهم ان يقدِّروا اكثر امتيازاتهم قائلا:‏ «أقليل عليكم ان اله اسرائيل افرزكم من جماعة اسرائيل ليقرِّبكم اليه».‏ كلا،‏ لم يكن ذلك ‹قليلا›،‏ اذ لدى اللاويين امتيازات كثيرة جدا.‏ فماذا عساهم يريدون بعد؟‏ ثم فضح موسى ما كانوا يفكِّرون به في قلوبهم بكلماته التالية:‏ «تطلبون ايضا كهنوتا».‏ * (‏عدد ١٢:‏٣؛‏ ١٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن ماذا كان موقف يهوه من هذا التمرد على السلطة الالهية؟‏

قاضي اسرائيل يتدخل

١٢ علامَ اعتمد استمرار علاقة اسرائيل الجيدة بالله؟‏

١٢ عندما اعطى يهوه الشريعة لأمة اسرائيل،‏ قال للشعب انهم سيصيرون «امة مقدسة» اذا كانوا طائعين له.‏ وكانت هذه الامة ستظل مقدسة ما دامت تقبل ترتيب يهوه.‏ (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ ولكن بما انه كان يجري تمرد علني،‏ فقد حان الوقت ليتدخل قاضي امة اسرائيل وشارعها!‏ قال موسى لقورح:‏ «كن انت وكل جماعتك امام الرب انت وهم وهارون غدا وخذوا كل واحد مجمرته واجعلوا فيها بخورا وقدِّموا امام الرب كل واحد مجمرته.‏ مئتين وخمسين مجمرة.‏ وأنت وهارون كل واحد مجمرته».‏ —‏ عدد ١٦:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٣ (‏أ)‏ لماذا كان من الاجتراء ان يقدِّم المتمردون البخور امام يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف تعامل يهوه مع المتمردين؟‏

١٣ نصّت شريعة الله ان الكهنة فقط يقدِّمون البخور.‏ لذلك فإن مجرد الفكرة ان يقدِّم لاوي غير كهنوتي البخور امام يهوه كان يجب ان تردّ هؤلاء المتمردين الى صوابهم.‏ (‏خروج ٣٠:‏٧؛‏ عدد ٤:‏١٦‏)‏ لكنَّ قورح ومؤيديه لم يعودوا الى صوابهم!‏ ففي اليوم التالي «جمع عليهما [على موسى وهارون] قورح كل الجماعة الى باب خيمة الاجتماع».‏ ويخبرنا السجل:‏ «كلَّم الرب موسى وهارون قائلا افترزا من بين هذه الجماعة فإني افنيهم في لحظة».‏ إلا ان موسى وهارون توسلا اليه الّا يقتل الشعب.‏ فاستجاب يهوه طلبهم.‏ أما قورح وجماعته فقد «خرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلا الذين قرَّبوا البخور».‏ —‏ عدد ١٦:‏١٩-‏٢٢،‏ ٣٥‏.‏ *

١٤ لماذا اتَّخذ يهوه اجراء متشدِّدا بحق جماعة اسرائيل؟‏

١٤ من المستغرب ان الاسرائيليين الذين رأوا كيف تعامل يهوه مع المتمردين لم يتعلموا درسا من ذلك.‏ فقد «تذمر كل جماعة بني اسرائيل في الغد على موسى وهارون قائلين انتما قد قتلتما شعب الرب».‏ واتّخذ الاسرائيليون موقفهم الى جانب المتآمرين.‏ وأخيرا،‏ نفد صبر يهوه.‏ ولا احد —‏ حتى ولا موسى او هارون —‏ كان بإمكانه ان يتشفّع للشعب.‏ فضرب يهوه العصاة بوبإ،‏ و «كان الذين ماتوا بالوبإ اربعة عشر الفا وسبع مئة عدا الذين ماتوا بسبب قورح».‏ —‏ عدد ١٦:‏٤١-‏٤٩‏.‏

١٥ (‏أ)‏ لماذا كان ينبغي ان يقبل الاسرائيليون دون تردد قيادة موسى وهارون؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعلِّمنا هذه الرواية عن يهوه؟‏

١٥ كان بإمكان كل هؤلاء الاشخاص ان يتجنبوا خسارة حياتهم بالتفكير في المسألة منطقيا.‏ فكان بإمكانهم ان يطرحوا على انفسهم اسئلة مثل:‏ ‹مَن هما اللذان مثلَا امام فرعون معرِّضَين حياتهما للخطر؟‏ مَن هما اللذان طالبا بتحرير الاسرائيليين؟‏ مَن هو الذي دُعي الى صعود جبل حوريب بعد إنقاذ اسرائيل ليتكلم وجها لوجه مع ملاك الله؟‏›.‏ لا شك ان سجل موسى وهارون البارز زوَّد الدليل على ولائهما ليهوه ومحبتهما للشعب.‏ (‏خروج ١٠:‏٢٨؛‏ ١٩:‏٢٤؛‏ ٢٤:‏١٢-‏١٥‏)‏ طبعا،‏ لم يُسَرّ يهوه بإهلاك المتمردين.‏ ولكن عندما تبيَّن ان الشعب سيستمرون في تمردهم،‏ اتَّخذ إجراء حاسما.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١١‏)‏ ان كل ما تقدَّم له مغزى كبير لنا اليوم.‏ فلماذا؟‏

الوسيلة لتزويد الارشاد اليوم

١٦ (‏أ)‏ ماذا كان ينبغي ان يُقنع اليهود في القرن الاول ان يسوع هو ممثِّل يهوه؟‏ (‏ب)‏ بماذا استبدل يهوه الكهنوت اللاوي،‏ ولماذا؟‏

١٦ هنالك اليوم «امة» جديدة يهوه قاضيها وشارعها وملكها غير المنظور.‏ (‏متى ٢١:‏٤٣‏)‏ وقد تأسست هذه ‹الامة› في القرن الاول الميلادي.‏ بحلول ذلك الوقت،‏ كان المسكن الذي شُيِّد في ايام موسى قد استُبدل بهيكل جميل في اورشليم،‏ حيث كان اللاويون لا يزالون يخدمون.‏ (‏لوقا ١:‏٥،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ ولكن في سنة ٢٩ ب‌م،‏ تأسس هيكل آخر،‏ هيكل روحي،‏ يخدم فيه يسوع المسيح كرئيس كهنة.‏ (‏عبرانيين ٩:‏٩،‏ ١١‏)‏ ومرة اخرى،‏ نشأت قضية السلطة الالهية.‏ فمَن كان يهوه سيستخدم لقيادة هذه ‹الامة› الجديدة؟‏ لقد برهن يسوع ان لديه ولاء تاما لله.‏ وكان يحبّ الناس.‏ كما انه صنع عجائب كثيرة.‏ لكنَّ معظم اللاويين رفضوا قبول يسوع،‏ تماما كأسلافهم الصلاب الرقاب.‏ (‏متى ٢٦:‏٦٣-‏٦٨؛‏ اعمال ٤:‏٥،‏ ٦،‏ ١٨؛‏ ٥:‏١٧‏)‏ وأخيرا،‏ استبدل يهوه الكهنوت اللاوي بكهنوت آخر —‏ كهنوت ملكي.‏ ولا يزال الكهنوت الملكي قائما حتى يومنا هذا.‏

١٧ (‏أ)‏ ايّ فريق يؤلف الكهنوت الملكي اليوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يستخدم يهوه الكهنوت الملكي؟‏

١٧ ومَن يؤلفون اليوم هذا الكهنوت الملكي؟‏ يجيب الرسول بطرس عن هذا السؤال في رسالته الاولى الموحى بها.‏ فقد كتب الى المسيحيين الممسوحين الذين هم اعضاء في جسد المسيح:‏ «اما انتم،‏ ‹فجنس مختار،‏ كهنوت ملكي،‏ امة مقدسة،‏ شعب اقتناء،‏ لتعلنوا فضائل› الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ يتضح من هذه الكلمات ان أتباع يسوع الممسوحين كصفّ يؤلفون هذا ‹الكهنوت الملكي›،‏ الذي دعاه بطرس ايضا «امة مقدسة».‏ انهم الوسيلة التي يستخدمها يهوه لتزويد شعبه بالارشاد والتوجيه الروحي.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

١٨ ما علاقة الشيوخ المعيَّنين بالكهنوت الملكي؟‏

١٨ لدى هذا الكهنوت الملكي ممثِّلون هم الشيوخ المعيَّنون،‏ الذين يخدمون في مراكز مسؤولية ضمن جماعات شعب يهوه حول الارض.‏ وهؤلاء الرجال يستحقون احترامنا ودعمنا القلبي،‏ سواء كانوا من الممسوحين او لا.‏ لماذا؟‏ لأن يهوه يعيِّنهم بواسطة روحه القدس.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧،‏ ١٧‏)‏ وكيف ذلك؟‏

١٩ كيف يكون الشيوخ معيَّنين من الروح القدس؟‏

١٩ يبلغ هؤلاء الشيوخ المطالب المرسومة في كلمة الله،‏ التي هي نتاج روح الله.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٧؛‏ تيطس ١:‏٥-‏٩‏)‏ لذلك يمكن القول ان تعيينهم هو من الروح القدس.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ ويجب ان يكون الشيوخ مطَّلعين جيدا على كلمة الله.‏ كما يجب ان يقتدوا بالقاضي الاسمى الذي عيَّنهم ويبغضوا اية محاباة في القضاء.‏ —‏ تثنية ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

٢٠ اية امور يقوم بها الشيوخ المجتهدون نقدِّرها كثيرا؟‏

٢٠ نحن نقدِّر كثيرا عمل الشيوخ المجتهدين ولا نتحدى سلطتهم.‏ فسجل خدمتهم الامينة،‏ الذي صنعه كثيرون منهم طوال عقود عديدة،‏ يجعلنا نثق بهم.‏ فهم يستعدون جيدا لاجتماعات الجماعة ويديرونها،‏ يعملون معنا جنبا الى جنب في الكرازة «ببشارة الملكوت»،‏ ويزوِّدوننا بالنصيحة المؤسسة على الاسفار المقدسة عندما نحتاج اليها.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣،‏ ٢٥؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢‏)‏ كما انهم يزوروننا عندما نمرض ويعزّوننا عندما نحزن.‏ ويدعمون بولاء ودون انانية مصالح الملكوت.‏ ويهوه راضٍ عنهم ويمنحهم روحه.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٢١ ماذا يجب ان يدرك الشيوخ،‏ ولماذا؟‏

٢١ طبعا،‏ الشيوخ ليسوا كاملين.‏ ولأنهم يدركون حدودهم،‏ لا يحاولون ان يسودوا على الرعية،‏ «ميراث الله»،‏ بل يعتبرون انفسهم ‹رفقاء في العمل لفرح اخوتهم›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٣؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏)‏ والشيوخ المتواضعون والمجتهدون يحبون يهوه ويعرفون انه كلما اقتدوا به اكثر،‏ تمكنوا من إفادة الجماعة اكثر.‏ وإذ يُبقون ذلك في بالهم،‏ يحاولون باستمرار تنمية صفات الهية مثل المحبة،‏ الرأفة،‏ والصبر.‏

٢٢ كيف وطَّدت مراجعة قصة قورح ثقتنا بهيئة يهوه المنظورة؟‏

٢٢ كم يسعدنا ان يكون يهوه حاكمنا غير المنظور،‏ يسوع المسيح رئيس كهنتنا،‏ اعضاء الكهنوت الملكي الممسوحون معلّمين لنا،‏ والشيوخ المسيحيون الامناء مشيرين لنا!‏ ورغم انه ما من هيئة يديرها البشر هي كاملة،‏ يسرنا ان نتمكن من خدمة الله مع الرفقاء المؤمنين الامناء،‏ الذين يذعنون عن طيب خاطر للسلطة الالهية.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 8‏ كان ابنا هارون الآخران،‏ ألعازار وإيثامار،‏ مثاليَّين في خدمتهما ليهوه.‏ —‏ لاويين ١٠:‏٦‏.‏

^ ‎الفقرة 11‏ كان داثان وأبيرام،‏ المتآمران مع قورح،‏ من سبط رأوبين.‏ لذلك يبدو انهما لم يشتهيا الكهنوت.‏ فقد كانا مستائَين من قيادة موسى ومغتاظَين لأنه حتى ذلك الوقت،‏ لم يكن املهما بالوصول الى ارض الموعد قد تحقق بعد.‏ —‏ عدد ١٦:‏١٢-‏١٤‏.‏

^ ‎الفقرة 13‏ في ازمنة الآباء الاجلاء،‏ كان رأس العائلة يمثِّل زوجته وأولاده امام الله.‏ حتى انه كان يقدِّم الذبائح من اجلهم.‏ (‏تكوين ٨:‏٢٠؛‏ ٤٦:‏١؛‏ ايوب ١:‏٥‏)‏ ولكن عندما وُضعَت الشريعة،‏ عيَّن يهوه الذكور في عائلة هارون كهنةً ليقدِّموا الذبائح.‏ ويبدو ان المتمردين الـ‍ ٢٥٠ لم يكونوا على استعداد لقبول هذا التعديل.‏

ماذا تعلّمتم؟‏

‏• اية تدابير حبية زوَّدها يهوه لسدّ حاجات الاسرائيليين؟‏

‏• لماذا لم يكن بالامكان تبرير تمرد قورح على موسى وهارون؟‏

‏• ايّ درس نتعلّمه من تعامل يهوه مع المتمردين؟‏

‏• كيف نُظهِر اننا نقدِّر ترتيبات يهوه اليوم؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

هل نعتبر ايّ تعيين في هيئة يهوه امتيازا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

‏«ما بالكما ترتفعان على جماعة الرب»؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

الشيوخ المعيَّنون يمثِّلون الكهنوت الملكي