الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

آراء مشوّهة عن الولاء

آراء مشوّهة عن الولاء

آراء مشوّهة عن الولاء

في مساء يوم جمعة دافئ،‏ انضم شاب الى زمرة من الاحداث كانوا ينتظرون خارج ملهى ليلي.‏ وبعد لحظات وقع بين الحشد انفجار مدمِّر.‏

مفجِّر انتحاري آخر ضحّى بحياته ليودي على نحو عنيف بحياة ١٩ حدثا آخرين.‏ «انتشرت الاشلاء في كل مكان.‏ وكان جميع القتلى احداثا،‏ اشخاصا في سنّ فتية جدا.‏ انه افظع مشهد رأيته في حياتي»،‏ كما قال لاحقا للصحفيين احد العاملين في المجال الطبي.‏

كتب ثورستن بْروين في صحيفة ذا لانسِت ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الصفات التي تروق الجميع،‏ مثل الولاء .‏ .‏ .‏،‏ هي ما يمكن ان يزيد احتمال نشوب الحروب ويصعِّب انهاءها».‏ نعم،‏ من الحملات الصليبية للعالم المسيحي الى المذابح المنظَّمة التي ارتكبتها المانيا النازية،‏ نرى التاريخ البشري ملطّخا بدماء الذين قُتِلوا باسم الولاء.‏

ازدياد ضحايا عدم الولاء

يمكن ان يكون الولاء المتطرف مهلكا دون شك،‏ إلّا ان انعدام الولاء يمكن ايضا ان يمزِّق المجتمع.‏ يقول قاموس وبستر الموسوعي الجديد ‏(‏بالانكليزية)‏ ان اتِّصاف المرء بالولاء يعني ان يكون امينا لشخص او قضية،‏ ويشير الى التزام شخصي مخلص امام ايّ اغراء بالهجر او الخيانة.‏ وفي حين يقول معظم الناس انهم مُعجَبون بهذا النوع من الولاء،‏ يعاني المجتمع درجة هائلة من عدم الولاء على المستوى الاكثر اهمية —‏ ضمن الدائرة العائلية.‏ فنسبة الطلاق ترتفع بسرعة،‏ وما يزيد من حدة المشكلة هو التشديد على تحقيق الاهداف الشخصية،‏ الضغط والتوتر الناجمان عن الحياة اليومية،‏ وتأثيرات الخيانة الجنسية الواسعة الانتشار.‏ وكما هي الحال مع الذين أُصيبوا في الانفجار المذكور في البداية،‏ فإن الاحداث هم في الغالب الضحايا الابرياء.‏

يذكر احد التقارير:‏ «ان تعليم الولد هو احد الامور التي تتأثر سلبا بعدم الاستقرار العائلي الناتج عن الطلاق،‏ الهجر،‏ والنشوء في عائلة ذات والد متوحِّد».‏ ويبدو انه في العائلات ذات الام المتوحِّدة يمكن الّا ينال الاولاد الذكور على وجه الخصوص قسطا وافيا من التعليم،‏ وأن يتعرضوا لخطر الانتحار والتورط في الجرائم.‏ وكل سنة،‏ يشهد مليون ولد في الولايات المتحدة طلاق والديهم،‏ ونصف الاولاد الذين يولدون لوالدين متزوجين في هذا البلد في اية سنة يصبحون على الارجح ضحايا الطلاق بحلول عمر الـ‍ ١٨.‏ وتظهِر الاحصائيات ان وضع كثيرين من الاحداث في اجزاء اخرى من العالم محزن جدا على نحو مماثل.‏

الولاء —‏ مقياس ارفع من ان يُتَّبع؟‏

ان الفشل الحالي في اتِّباع مقاييس الولاء القديمة العهد يجعل كلمات الملك داود تبدو ملائمة اكثر من ايّ وقت مضى:‏ «خلِّص يا رب لأنه قد انقرض التقي [«الولي»،‏ ع‌ج‏] لأنه قد انقطع الامناء من بني البشر».‏ (‏مزمور ١٢:‏١‏)‏ فلِمَ هذا الانتشار الواسع لعدم الولاء؟‏ يذكر روجر روزنْبلات في مجلة تايم:‏ ‏«رغم كون الولاء مقياسا رفيعا،‏ فإن تركيبنا يشمل الكثير من المخاوف،‏ عدم الثقة بالنفس،‏ التصرفات الانتهازية،‏ والمطامح بحيث لا يمكن ان نتوقع من الجنس البشري السهل الانقياد ان يلتصق بهذا المقياس».‏ ويصف الكتاب المقدس الازمنة التي نعيش فيها،‏ ذاكرا بصريح العبارة:‏ «الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ .‏ .‏ .‏ غير اولياء،‏ بلا حنو».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

نظرا الى التأثير القوي للولاء او انعدام الولاء في تفكير المرء وتصرفاته،‏ يمكن ان نسأل:‏ ‹مَن يستحق بالصواب ولاءنا؟‏›.‏ تأمل في ما تقوله المقالة التالية عن ذلك.‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

‏S‏I‏B‏R‏O‏C‏/‏P‏F‏A‏ ‏©‏ :‏e‏v‏o‏b‏a‏ ‏o‏t‏o‏h‏P‏