الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يبارك ويحمي الطائعين

يهوه يبارك ويحمي الطائعين

يهوه يبارك ويحمي الطائعين

‏«اما المستمع لي فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر».‏ —‏ امثال ١:‏٣٣‏.‏

١،‏ ٢ لماذا الطاعة لله مهمة؟‏ أوضحوا.‏

الفراخ الصفراء الزغِبة مشغولة بالتقاط الطعام بمناقيرها بين العشب القصير.‏ وهي لا تدرك البتة ان صقرا يحوم حولها في السماء.‏ فجأة،‏ تُطلِق الدجاجة صوتا مرتعشا عاليا لتحذير صغارها وتبسط جناحيها.‏ فتركض الفراخ اليها،‏ وما هي إلا لحظات حتى تصبح بأمان تحت جناحيها.‏ وهذا ما يردع الصقر عن متابعة هجومه.‏ * فما هو الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة؟‏ الطاعة تنقذ الحياة!‏

٢ ان هذا الدرس مهم خصوصا للمسيحيين اليوم،‏ لأن الشيطان يبذل قصارى جهده لافتراس شعب الله.‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٢،‏ ١٧‏)‏ وهدفه هو تقويض روحياتنا بحيث نخسر رضى يهوه ورجاء الحياة الابدية.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ ولكن اذا بقينا قريبين الى الله وتجاوبنا بسرعة مع الارشاد الذي نناله بواسطة كلمته وهيئته،‏ يمكننا التأكد من نيل عنايته وحمايته.‏ كتب صاحب المزمور:‏ «بخوافيه يظلِّلك وتحت اجنحته تحتمي».‏ —‏ مزمور ٩١:‏٤‏.‏

امة عاصية تُفترَس

٣ ماذا كانت نتيجة عصيان اسرائيل المتكرر؟‏

٣ عندما كانت امة اسرائيل طائعة ليهوه،‏ استفادت دائما من اهتمامه الشديد.‏ ولكن كثيرا ما ترك الشعب صانعهم وتحوّلوا الى آلهة من خشب وحجر —‏ ‹اباطيل لا تفيد ولا تنقذ›.‏ (‏١ صموئيل ١٢:‏٢١‏)‏ وبعد هذا التمرد الذي دام قرونا،‏ انغمست الامة ككل في الارتداد حتى صارت حالتها ميؤوسا منها تماما.‏ لذلك قال يسوع متأسفا:‏ «يا اورشليم،‏ يا اورشليم،‏ يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها،‏ —‏ كم مرة اردتُ ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها!‏ ولم تريدوا.‏ ها هو بيتكم يُترَك لكم».‏ —‏ متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

٤ كيف اتَّضح ترْك يهوه لأورشليم سنة ٧٠ ب‌م؟‏

٤ اتَّضح ترْك يهوه لإسرائيل المرتدة سنة ٧٠ ب‌م.‏ ففي تلك السنة،‏ انقضَّت الجيوش الرومانية،‏ التي تحمل راياتها المزيّنة بصورة عقاب،‏ على اورشليم لارتكاب مجزرة فظيعة.‏ كانت المدينة آنذاك تغصّ بالمحتفلين بعيد الفصح.‏ إلا ان كثرة ذبائحهم لم تجعلهم يحظون برضى الله.‏ وكان ذلك مذكِّرا مريعا بكلمات صموئيل الموجَّهة الى الملك شاول العاصي:‏ «هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب.‏ هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش».‏ —‏ ١ صموئيل ١٥:‏٢٢‏.‏

٥ ايّ نوع من الطاعة يطلبه يهوه،‏ وكيف نعرف ان طاعة كهذه ممكنة؟‏

٥ رغم إصراره على طلب الطاعة،‏ يعرف يهوه جيدا حدود البشر الناقصين.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ فما يطلبه هو القلب المخلص والطاعة المؤسسة على الايمان،‏ المحبة،‏ والخوف السليم من عدم إرضائه.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢‏،‏ ع‌ج،‏ ١٣‏؛‏ امثال ١٦:‏٦؛‏ اشعياء ٤٣:‏١٠؛‏ ميخا ٦:‏٨؛‏ روما ٦:‏١٧‏)‏ وقد برهنت ‹سحابة عظيمة من الشهود› لما قبل المسيحية ان طاعة كهذه ممكنة،‏ وذلك بالمحافظة على الاستقامة في وجه المحن القاسية،‏ حتى الموت.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١٢:‏١‏)‏ فكم فرّح هؤلاء قلب يهوه!‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ من ناحية اخرى،‏ كان آخرون امناء في البداية لكنهم لم يبقوا طائعين.‏ وأحد هؤلاء هو يوآش ملك يهوذا قديما.‏

ملك افسدته المعاشرات الرديئة

٦،‏ ٧ كيف كان الملك يوآش يتصرف عندما كان يهوياداع حيًّا؟‏

٦ عندما كان الملك يوآش طفلا،‏ نجا من الاغتيال بشقّ النفس.‏ وعندما بلغ السابعة من عمره،‏ اخرجه رئيس الكهنة يهوياداع بجرأة من مخبئه ونصّبه ملكا.‏ ولأن يهوياداع الخائف الله كان بمثابة اب ومشير ليوآش،‏ فإن هذا الحاكم الصغير ‹عمل المستقيم في عيني الرب كل ايام يهوياداع الكاهن›.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٢:‏١٠–‏٢٣:‏١،‏ ١١؛‏ ٢٤:‏١،‏ ٢‏.‏

٧ وشملت اعمال يوآش الصالحة تجديد هيكل يهوه —‏ عمل «كان في قلب يوآش».‏ وقد ذكّر رئيسَ الكهنة يهوياداع بالحاجة الى جمع جزية الهيكل،‏ ‹الجزية التي امر بها موسى›،‏ من يهوذا وأورشليم لتمويل عمل الترميم.‏ وكما يبدو،‏ نجح يهوياداع في تشجيع الملك الصغير على الدرس وإطاعة شريعة الله.‏ نتيجة لذلك،‏ أُنجز بسرعة العمل المتعلق بالهيكل وآنيته.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏٤،‏ ٦،‏ ١٣،‏ ١٤؛‏ تثنية ١٧:‏١٨‏.‏

٨ (‏أ)‏ ايّ امر ساهم بشكل رئيسي في الخراب الروحي ليوآش؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل الملك نتيجة لعصيانه؟‏

٨ ولكن من المؤسف ان طاعة يوآش ليهوه لم تستمر.‏ ولماذا؟‏ تخبرنا كلمة الله:‏ «بعد موت يهوياداع جاء رؤساء يهوذا وسجدوا للملك.‏ حينئذ سمع الملك لهم وتركوا بيت الرب اله آبائهم وعبدوا السواري والاصنام فكان غضب على يهوذا وأورشليم لأجل اثمهم هذا».‏ كما ان التأثير الرديء لرؤساء يهوذا جعل الملك يدير أذنا صمّاء لأنبياء الله،‏ بمن فيهم زكريا بن يهوياداع الذي وبَّخ بجرأة يوآش والشعب على عصيانهم.‏ ولكن بدلا من التوبة،‏ امر يوآش برجم زكريا حتى الموت.‏ فكم صار يوآش رجلا عاصيا بلا قلب!‏ وكل ذلك لأنه استسلم لتأثير المعاشرات الرديئة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏١٧-‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

٩ كيف يؤكد مصير يوآش والرؤساء حماقة العصيان؟‏

٩ وماذا كان مصير يوآش والرؤساء الاشرار الذين معه نتيجة تركهم يهوه؟‏ اجتاحت «شرذمة قليلة» من القوات العسكرية الارامية يهوذا و «اهلكوا كل رؤساء الشعب».‏ كما اجبر الغزاة الملك على تسليم ممتلكاته وكذلك الذهب والفضة في المقدس.‏ ورغم ان يوآش نجا بحياته،‏ فقد تركه اعداؤه رجلا كسيرا ومريضا.‏ بُعيد ذلك،‏ تآمر عليه بعض من عبيده واغتالوه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٤:‏٢٣-‏٢٥؛‏ ٢ ملوك ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فكم كانت صحيحة كلمات يهوه الى اسرائيل:‏ «إنْ لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه .‏ .‏ .‏ تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك»!‏ —‏ تثنية ٢٨:‏١٥‏.‏

كاتب تنقذه الطاعة

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا من المساعد ان نتأمل في مشورة يهوه لباروخ؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة قدَّمها يهوه لباروخ؟‏

١٠ هل تشعر احيانا بالتثبط لأن قليلين فقط من الناس الذين تلتقيهم في الخدمة المسيحية يُظهِرون الاهتمام بالبشارة؟‏ هل تشعر احيانا بشيء من الحسد من الاغنياء وانغماسهم في الملذات؟‏ اذا كانت هذه هي الحال،‏ فتأمل في مثال باروخ كاتب ارميا وفي المشورة الحبية التي قدّمها له يهوه.‏

١١ كان باروخ يكتب رسالة نبوية عندما صار محور اهتمام يهوه.‏ ولماذا؟‏ لأن باروخ ابتدأ يتحسّر على نصيبه في الحياة ويطلب شيئا افضل من امتيازه الخصوصي ان يخدم الله.‏ وعندما رأى يهوه هذا التغيير في موقف باروخ،‏ قدَّم له مشورة واضحة ولكن لطيفة،‏ قائلا:‏ «وأنت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة.‏ لا تطلب.‏ لأني هأنذا جالب شرا على كل ذي جسد .‏ .‏ .‏ وأعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها».‏ —‏ ارميا ٣٦:‏٤؛‏ ٤٥:‏٥‏.‏

١٢ لماذا لا ينبغي ان نطلب «امورا عظيمة» لأنفسنا في نظام الاشياء الحاضر؟‏

١٢ هل تلمس في كلمات يهوه الى باروخ اهتمامه العميق بهذا الرجل الصالح الذي خدمه بأمانة وجرأة مع ارميا؟‏ على نحو مماثل اليوم،‏ يهتم يهوه بعمق بالذين يُغرَون للسعي وراء ما يعتبرونه فرصا تدرّ ارباحا اكبر في نظام الاشياء هذا.‏ ومن المفرح انه،‏ كباروخ،‏ يتجاوب كثيرون منهم مع إصلاح الاخوة الروحيين المسؤولين.‏ (‏لوقا ١٥:‏٤-‏٧‏)‏ نعم،‏ لندرك جميعا انه لا مستقبل امام الذين يطلبون «امورا عظيمة» لأنفسهم في هذا النظام.‏ فهؤلاء لن يجدوا السعادة الحقيقية.‏ والاسوأ ايضا هو انهم سيزولون قريبا مع هذا العالم وشهواته الانانية.‏ —‏ متى ٦:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٣ ايّ درس في التواضع نتعلمه من الرواية عن باروخ؟‏

١٣ وتعلِّمنا ايضا الرواية عن باروخ درسا رائعا في التواضع.‏ لاحظ ان يهوه لم يقدِّم المشورة لباروخ مباشرة،‏ بل تكلم بواسطة ارميا الذي كان باروخ على الارجح يعرف نقائصه وطباعه جيدا.‏ (‏ارميا ٤٥:‏١،‏ ٢‏)‏ إلا ان باروخ لم يدع الكبرياء تسود عليه،‏ بل ميَّز بتواضع المصدر الحقيقي للمشورة —‏ يهوه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٦:‏٣،‏ ٤،‏ ١٦؛‏ امثال ١٨:‏١٢؛‏ ١٩:‏٢٠‏)‏ لذلك اذا ‹انسبقنا وأُخذنا في زلة› ونلنا المشورة اللازمة من كلمة الله،‏ فلنقتدِ بنضج باروخ،‏ تمييزه الروحي،‏ وتواضعه.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

١٤ لماذا يجدر بنا ان نطيع الذين يأخذون القيادة بيننا؟‏

١٤ كما ان موقفنا المتواضع يساعد الذين يقدِّمون المشورة.‏ تقول العبرانيين ١٣:‏١٧‏:‏ «أطيعوا الذين يتولون القيادة بينكم وكونوا مذعنين،‏ لأنهم يبقون ساهرين على نفوسكم سهَر من سيؤدي حسابا؛‏ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بتنهد،‏ لأن هذا مضر بكم».‏ فما اكثر المرات التي يصلّي فيها الشيوخ الى يهوه،‏ طالبين الجرأة،‏ الحكمة،‏ واللباقة اللازمة لإنجاز هذا الوجه الصعب من عملهم الرعائي!‏ لذلك ‹لنعتبرْ مثل هؤلاء›.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٨‏.‏

١٥ (‏أ)‏ كيف برهن ارميا عن ثقته بباروخ؟‏ (‏ب)‏ كيف كوفئ باروخ على طاعته التي أظهرها بتواضع؟‏

١٥ وما يؤكد لنا ان باروخ عدَّل تفكيره هو ان ارميا عاد فأعطاه تعيينا صعبا جدا:‏ ان يذهب الى الهيكل ويقرأ بصوت عالٍ رسالة الدينونة نفسها التي كتبها عن فم ارميا.‏ فهل اطاع باروخ؟‏ نعم،‏ فقد ‹فعل حسب كل ما اوصاه به ارميا النبي›.‏ حتى انه قرأ الرسالة نفسها على رؤساء اورشليم،‏ مما تطلب دون شك جرأة كبيرة.‏ (‏ارميا ٣٦:‏١-‏٦،‏ ٨،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ وعندما سقطت المدينة على ايدي البابليين بعد ١٨ سنة،‏ كم كان باروخ شاكرا على نجاته لأنه اصغى الى تحذير يهوه وتوقَّف عن طلب ‹امور عظيمة› لنفسه!‏ —‏ ارميا ٣٩:‏١،‏ ٢،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ ٤٣:‏٦‏.‏

الطاعة خلال حصار أنقذت الحياة

١٦ كيف اظهر يهوه الرأفة لليهود في اورشليم خلال الحصار البابلي سنة ٦٠٧ ق‌م؟‏

١٦ عندما اتت نهاية اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ برزت رأفة يهوه على الطائعين مرة اخرى.‏ ففي ذروة الحصار،‏ قال يهوه لليهود:‏ «هأنذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت.‏ الذي يقيم في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والوبإ.‏ والذي يخرج ويسقط الى الكلدانيين الذين يحاصرونكم يحيا وتصير نفسه له غنيمة».‏ (‏ارميا ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ فرغم ان سكان اورشليم استحقوا الهلاك،‏ اظهر يهوه الرأفة للذين اطاعوه،‏ حتى في تلك اللحظة الاخيرة الحاسمة.‏ *

١٧ (‏أ)‏ بأية طريقتَين امتُحنت طاعة ارميا عندما امره يهوه بالقول لليهود المحاصرين ان ‹يسقطوا للكلدانيين›؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نستفيد من مثال ارميا للطاعة بجرأة؟‏

١٧ لا شك ان القول لليهود ان يستسلموا امتحن طاعة ارميا ايضا.‏ فقد كان يغار على اسم الله.‏ ولم يُرِدْ ان يعيِّره الاعداء الذين سينسبون نصرهم الى اصنام عديمة الحياة.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٢،‏ ١١؛‏ مراثي ارميا ٢:‏١٦‏)‏ كما عرف انه سيعرِّض نفسه لخطر كبير اذا قال للناس ان يستسلموا،‏ لأن كثيرين كانوا سيفسّرون كلماته على انها خيانة.‏ لكنه لم يدع الخوف يستولي عليه،‏ بل اطاع وأذاع إعلانات يهوه.‏ (‏ارميا ٣٨:‏٤،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ كإرميا،‏ نحن ايضا نحمل رسالة غير شعبية.‏ انها الرسالة عينها التي من اجلها احتُقر يسوع.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏٣؛‏ متى ٢٤:‏٩‏)‏ لذلك ‹لا نخشَ الانسان›،‏ بل لنُطِعْ يهوه بجرأة ونثق به كاملا،‏ تماما كما فعل ارميا.‏ —‏ امثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

الطاعة عند هجوم جوج

١٨ اية امتحانات مستقبلية للطاعة سيواجهها خدام يهوه؟‏

١٨ عمّا قريب،‏ سيُدمَّر نظام الشيطان الشرير بكامله في «ضيق عظيم» لم يسبق له مثيل.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ولا شك انه قبل تلك الفترة وخلالها،‏ سيواجه شعب الله امتحانات كبيرة لإيمانهم وطاعتهم.‏ مثلا،‏ يخبرنا الكتاب المقدس ان الشيطان،‏ «جوج ارض ماجوج»،‏ سيشنّ هجوما شاملا على خدام يهوه.‏ ولهذا الغرض،‏ يجمع حشودا يوصفون انهم «جيش كثير .‏ .‏ .‏ كسحابة تغشي الارض».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏٢،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ وإذ يكون شعب الله دون سلاح ويرون ان اعداءهم يفوقونهم عددا،‏ سيلتجئون الى «خوافي» يهوه،‏ التي ستمتد لتحمي الطائعين.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا كانت طاعة اسرائيل مهمة جدا عندما كانوا عند البحر الاحمر؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نستفيد اليوم من التأمل بروح الصلاة في ما حصل عند البحر الاحمر؟‏

١٩ يذكِّرنا هذا الوضع بخروج اسرائيل من مصر.‏ فبعد إنزال الضربات العشر المدمِّرة بمصر،‏ لم يقُدْ يهوه شعبه في الطريق الاقصر الى ارض الموعد،‏ بل نحو البحر الاحمر،‏ حيث يمكن بسهولة ان يُهاجموا ويُحشَروا.‏ فمن وجهة نظر عسكرية،‏ بدا ان هذه الخطوة ستؤدي الى كارثة.‏ فلو كنت هناك،‏ فهل كنت ستطيع امر يهوه بواسطة موسى وتسير نحو البحر الاحمر بثقة تامة،‏ رغم انك تعرف ان ارض الموعد تقع في اتجاه مختلف؟‏ —‏ خروج ١٤:‏١-‏٤‏.‏

٢٠ عندما نقرأ الخروج الاصحاح ١٤‏،‏ نرى كيف انقذ يهوه شعبه،‏ اذ اعرب عن قدرته بطريقة توحي بالرهبة.‏ فكم تقوّي روايات كهذه ايماننا عندما نخصص الوقت لدرسها والتأمل فيها!‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ والايمان القوي،‏ بدوره،‏ يقوينا لإطاعة يهوه،‏ حتى عندما تبدو مطالبه منافية للمنطق البشري.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ لذلك اسأل نفسك:‏ ‹هل اسعى الى بناء ايماني من خلال الاجتهاد في الدرس الشخصي،‏ الصلاة،‏ التأمل،‏ والمعاشرة القانونية لشعب الله؟‏›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ١٢:‏١-‏٣‏.‏

الطاعة تولّد الرجاء

٢١ اية بركات حاضرة ومقبلة سينالها الذين يطيعون يهوه؟‏

٢١ ان الذين يجعلون الطاعة ليهوه طريقة حياتهم يلمسون في هذا الوقت صحة الكلمات في الامثال ١:‏٣٣ التي تقول:‏ «اما المستمع لي [الذي يطيع] فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر».‏ وكم ستصحّ هذه الكلمات المعزية ايضا خلال يوم انتقام يهوه القادم!‏ فقد قال يسوع لتلاميذه:‏ «متى ابتدأت هذه تكون،‏ فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب».‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ ومن الواضح انه لن يثق بهذه الكلمات ويصغي اليها سوى الطائعين لله.‏ —‏ متى ٧:‏٢١‏.‏

٢٢ (‏أ)‏ لماذا لدى شعب يهوه اساس للثقة؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستناقش المقالة التالية؟‏

٢٢ والسبب الآخر للثقة هو ان «السيد الرب لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء».‏ (‏عاموس ٣:‏٧‏)‏ واليوم،‏ لا يوحي يهوه الى الانبياء كما في الماضي؛‏ بل فوَّض الى صف العبد الامين تزويد الطعام الروحي في حينه لأهل بيته.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لذلك كم من المهم ان نطيع هذا «العبد»!‏ وكما ستُظهِر المقالة التالية،‏ فإن هذه الطاعة تعكس موقفنا من يسوع،‏ سيد هذا «العبد».‏ فهو مَن ‹له طاعة الشعوب›.‏ —‏ تكوين ٤٩:‏١٠‏،‏ ع‌ج.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 1‏ رغم ان «الدجاجة» غالبا ما تصوَّر على انها جبانة،‏ فهي «تقاتل حتى الموت لحماية فراخها من الاذى»،‏ كما تقول مطبوعة صادرة عن احدى جمعيات الرفق بالحيوان.‏

^ ‎الفقرة 16‏ تُظهِر ارميا ٣٨:‏١٩ ان عددا من اليهود «سقطوا» للكلدانيين وقد نجَوا من الموت وليس من السبي.‏ لكنَّ الرواية لا تخبرنا هل استسلموا تجاوبا مع كلمات ارميا.‏ إلا ان نجاتهم اكّدت كلمات النبي.‏

هل تذكرون؟‏

‏• ماذا كانت نتيجة عصيان اسرائيل المتكرر؟‏

‏• كيف اثَّرت المعاشرات في الملك يوآش،‏ سواء في صغره او عندما كبر؟‏

‏• اية دروس نتعلمها من باروخ؟‏

‏• لماذا لا يوجد سبب ليخاف شعب يهوه الطائع فيما يدنو النظام الحاضر من نهايته؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

كان يوآش الصغير السن طائعا ليهوه عندما كان يهوياداع يرشده

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

اثَّرت المعاشرات الرديئة في يوآش وجعلته يأمر بقتل نبي الله

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

هل كنت ستطيع يهوه وتشهد قدرته على الانقاذ التي توحي بالرهبة؟‏