الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«حافظوا على سلوككم الحسن بين الامم»‏

‏«حافظوا على سلوككم الحسن بين الامم»‏

‏«حافظوا على سلوككم الحسن بين الامم»‏

‏«أكرموا شتى الناس،‏ أحبوا كامل معشر الإخْوَة».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ تعليق قدَّمه مراسل صحفي عن شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يحاول شهود يهوه المحافظة على مقاييس السلوك السامية؟‏

قبل عدة سنوات،‏ زار مراسل صحفي في آماريلّو،‏ بولاية تكساس الاميركية،‏ مختلف الكنائس في منطقته وقدَّم تقريرا عن نتيجة بحثه.‏ لقد أثَّر فيه فريق واحد بشكل خاص.‏ قال:‏ «طوال ثلاث سنوات،‏ حضرتُ محافل شهود يهوه السنوية في مركز آماريلّو المدني.‏ وخلال معاشرتي لهم،‏ لم ارَ قط ايّ واحد منهم يُشعِل سيجارة،‏ يفتح زجاجة بيرة،‏ او يتفوه بكلام مبتذل.‏ لم التقِ قط في حياتي حشدا بمثل هذه النظافة،‏ السلوك الحسن،‏ اللباس المحتشم،‏ والطبيعة الودية».‏ كثيرا ما نُشِرَت تعليقات مماثلة عن شهود يهوه.‏ فلماذا ينال الشهود المدح تكرارا من اشخاص لا يشاركونهم ايمانهم؟‏

٢ يُمدَح شعب الله عادة بسبب سلوكهم الحسن.‏ ففي حين ان المقاييس تنحطّ عموما،‏ يعتبر شهود يهوه مقاييس السلوك السامية التزاما،‏ جزءا من عبادتهم.‏ وهم يعرفون ان تصرفاتهم تنعكس على يهوه وإخْوتهم المسيحيين وأن سلوكهم الحسن يجعل الحق الذي يكرزون به جذابا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏٨؛‏ تيطس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فلنرَ كيف يمكننا المحافظة على سلوكنا الحسن وبالتالي الاستمرار في تعزيز الصيت الحسن الذي يتمتع به يهوه وشهوده وكيف يفيدنا ذلك.‏

العائلة المسيحية

٣ ممَّ يجب حماية العائلات المسيحية؟‏

٣ لنتأمل الآن في سلوكنا ضمن العائلة.‏ يقول كتاب المحققون الجدد:‏ حرية الدين والحقد الديني ‏(‏بالالمانية)‏،‏ بقلم ڠيرهارت بِزير وإرڤين ك.‏ شُويك:‏ ‏«في نظر [شهود يهوه] يجب بشكل خاص حماية العائلة».‏ وهذا صحيح لأنه توجد مخاطر كثيرة اليوم يلزم حماية العائلة منها.‏ فهنالك اولاد ‹عاصون لوالديهم› وراشدون «بلا حنو» و «بلا ضبط نفس».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ والعائلات هي مرتع للعنف الزوجي.‏ كما ان الوالدين يسيئون معاملة اولادهم او يهملونهم؛‏ والاولاد يتمردون،‏ ينغمسون في اساءة استعمال المخدِّرات والفساد الادبي،‏ او يهربون من البيت.‏ وكل ذلك نتيجة التأثير الهدّام ‹لروح العالم›.‏ (‏افسس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ لذلك يجب ان نحمي عائلاتنا من هذه الروح.‏ كيف؟‏ بالاصغاء الى مشورة يهوه وتوجيهه اللذين يقدِّمهما لأفراد العائلة.‏

٤ اية مسؤوليات لدى افراد العائلة المسيحية واحدهم تجاه الآخر؟‏

٤ يعرف الزوجان المسيحيان ان لديهما التزامات عاطفية وروحية وجسدية واحدهما تجاه الآخر.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣-‏٥؛‏ افسس ٥:‏٢١-‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ كما ان لدى الوالدين المسيحيين مسؤوليات ثقيلة تجاه اولادهم.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦؛‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏١٤؛‏ افسس ٦:‏٤‏)‏ وإذ ينمو الاولاد في البيوت المسيحية،‏ يتعلّمون ان لديهم هم ايضا التزامات.‏ (‏امثال ١:‏٨،‏ ٩؛‏ ٢٣:‏٢٢؛‏ افسس ٦:‏١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٣،‏ ٤،‏ ٨‏)‏ وإتمام الالتزامات العائلية يتطلب الجهد،‏ التصميم،‏ وروح المحبة والتضحية بالذات.‏ وعندما يتمِّم افراد العائلة التزاماتهم المعطاة من الله،‏ يكونون بركة واحدهم للآخر وللجماعة.‏ والاهم هو انهم يُكرِمون مؤسس العائلة،‏ يهوه الله.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ افسس ٣:‏١٥‏.‏

معشر الإخْوَة المسيحي

٥ اية فوائد نحصدها من معاشرة الرفقاء المسيحيين؟‏

٥ كمسيحيين،‏ لدينا ايضا مسؤوليات تجاه رفقائنا المؤمنين في الجماعة،‏ وبشكل اشمل تجاه الذين يؤلفون ‹كامل معشر الإخوة في العالم›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ فعلاقتنا بالجماعة مهمة لصحتنا الروحية.‏ فعندما نعاشر الرفقاء المسيحيين،‏ نتمتع بعشرتهم المشجّعة وبالطعام الروحي المغذي الذي يزوِّده «العبد الامين الفطين».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وإذا كانت لدينا مشاكل،‏ يمكننا اللجوء الى إخوتنا لنيل النصيحة السليمة المؤسسة على مبادئ الاسفار المقدسة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج؛‏ جامعة ٤:‏٩؛‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٨‏)‏ وعندما نحتاج الى المساعدة،‏ لا يتخلى إخوتنا عنا.‏ فما اعظم هذه البركة ان نكون جزءا من هيئة الله!‏

٦ كيف اظهر بولس ان لدينا مسؤوليات تجاه المسيحيين الآخرين؟‏

٦ إلا ان وجودنا في الجماعة ليس فقط من اجل الاخذ؛‏ بل من اجل العطاء ايضا.‏ فقد قال يسوع:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ كما شدَّد الرسول بولس على روح العطاء عندما كتب:‏ «لنتمسك بإعلان رجائنا جهرا من دون تقلب،‏ لأن الذي وعد امين.‏ ولنراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة،‏ غير متخلّين عن اجتماعنا،‏ كما هو من عادة البعض،‏ بل مشجّعين بعضنا بعضا،‏ وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

٧،‏ ٨ كيف نُظهِر روح العطاء لأفراد جماعتنا وللمسيحيين في بلدان اخرى؟‏

٧ ونحن ‹نعلن رجاءنا› داخل الجماعة عندما نقدِّم التعليقات في الاجتماع او عندما نشترك بطرائق اخرى في البرنامج.‏ ولا شك ان هذه المساهمة تشجِّع إخوتنا.‏ كما اننا نشجّعهم بمحادثاتنا قبل الاجتماع وبعده،‏ وقت يمكننا استخدامه في تقوية الضعفاء،‏ تعزية المكتئبين،‏ ومؤاساة المرضى.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ والمسيحيون المخلصون اسخياء في هذا النوع من العطاء.‏ لذلك يتأثر كل مَن يحضر اجتماعاتنا لأول مرة بالمحبة التي يشعر بها بينهم.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢١؛‏ يوحنا ١٥:‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٥‏.‏

٨ إلا ان محبتنا لا تقتصر على افراد جماعتنا.‏ فهي تشمل كامل معشر إخْوَتنا في العالم.‏ لذلك هنالك في كل قاعة ملكوت «صندوق قاعات الملكوت» لجمع التبرعات.‏ فقد تكون قاعتنا في حالة جيدة،‏ لكننا نعرف ان آلاف الرفقاء المسيحيين في بلدان اخرى لا يملكون مكانا مناسبا للاجتماع.‏ وعندما نتبرع لـ‍ «صندوق قاعات الملكوت»،‏ نُظهِر محبتنا لهؤلاء الافراد حتى لو كنا لا نعرفهم شخصيا.‏

٩ ايّ سبب رئيسي يدفع شهود يهوه ان يحبوا بعضهم بعضا؟‏

٩ ولماذا يحب شهود يهوه بعضهم بعضا؟‏ لأن هذا ما اوصى به يسوع.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٧‏)‏ كما ان محبتهم هي دليل على عمل روح الله فيهم كأفراد وكمجموعة.‏ فالمحبة ثمرة من «ثمر الروح».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وإذ يدرس شهود يهوه الكتاب المقدس،‏ يحضرون الاجتماعات المسيحية،‏ ويصلّون الى الله باستمرار،‏ يعتادون إظهار المحبة رغم انهم يعيشون في عالم حيث «تبرد محبة الاكثرين».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٢‏.‏

التعامل مع العالم

١٠ اية مسؤولية لدينا تجاه العالم؟‏

١٠ تذكِّرنا عبارة بولس،‏ «إعلان رجائنا جهرا»،‏ بمسؤولية اخرى.‏ فهذا الاعلان الجهري يشمل عمل الكرازة بالبشارة للذين ليسوا بعد إخوتنا المسيحيين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ روما ١٠:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣-‏١٥‏)‏ وهذه الكرازة هي ايضا عمل نُعرِب به عن العطاء.‏ فالاشتراك فيه يتطلب الوقت،‏ الطاقة،‏ الاستعداد،‏ التدريب،‏ واستخدام الموارد الشخصية.‏ كتب بولس ايضا:‏ «انا مديون لليونانيين والبرابرة،‏ للحكماء والاغبياء:‏ لذلك لي رغبة شديدة ان ابشركم انتم ايضا الذين في روما».‏ (‏روما ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فكبولس،‏ لنكن اسخياء ونحن نفي هذا ‹الدَّين›.‏

١١ ايّ مبدأين من الاسفار المقدسة يحدِّدان علاقتنا بالعالم،‏ ولكن ماذا ندرك رغم ذلك؟‏

١١ وهل لدينا مسؤوليات اخرى تجاه الذين ليسوا من الرفقاء المؤمنين؟‏ لا شك في ذلك.‏ طبعا،‏ نحن ندرك ان ‹العالم كله هو تحت سلطة الشرير›.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ونعرف ان يسوع قال عن تلاميذه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما أني أنا لست جزءا من العالم».‏ إلا اننا نعيش في العالم،‏ نكسب رزقنا فيه،‏ وننال الخدمات منه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١١،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ لذلك لدينا التزامات تجاهه.‏ فما هي؟‏ لقد اجاب الرسول بطرس عن هذا السؤال.‏ فقبيل دمار اورشليم،‏ كتب رسالة الى المسيحيين في آسيا الصغرى.‏ ويساعدنا مقطع من هذه الرسالة على حيازة علاقة متّزنة مع العالم.‏

١٢ كيف يكون المسيحيون «متغربين ونزلاء»،‏ ولذلك عمَّ ينبغي ان يمتنعوا؟‏

١٢ اولا،‏ قال بطرس:‏ «ايها الاحباء،‏ احثّكم كمتغربين ونزلاء ان تواصلوا الامتناع عن الشهوات الجسدية التي تصارع النفس».‏ (‏١ بطرس ٢:‏١١‏)‏ فالمسيحيون الحقيقيون هم بمعنى روحي ‹متغربون ونزلاء› لأن محور حياتهم الحقيقي هو رجاء الحياة الابدية —‏ في السماء للممسوحين بالروح وفي فردوس ارضي مقبل ‹للخراف الاخر›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ١١:‏١٣؛‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٤-‏١٧‏)‏ ولكن ما هي الشهوات الجسدية؟‏ انها تشمل امورا مثل الرغبة في الغنى،‏ الرغبة في الشهرة،‏ الرغبات الجنسية الفاسدة،‏ و ‹الحسد› و ‹الطمع›.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٥؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٤،‏ ٩؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٣ كيف «تصارع» الرغبات الجسدية ‹نفسنا›؟‏

١٣ حقا،‏ ان هذه الرغبات ‹تصارع نفسنا›.‏ فهي تقوِّض علاقتنا بالله وبالتالي تعرِّض رجاءنا المسيحي (‏‹نفسنا›،‏ او حياتنا)‏ للخطر.‏ مثلا،‏ اذا زرعنا اهتماما بالامور الفاسدة ادبيا،‏ فكيف يمكننا ان نقدِّم انفسنا «ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند الله»؟‏ وإذا وقعنا في شرك المادية،‏ فكيف ‹نطلب اولا الملكوت›؟‏ (‏روما ١٢:‏١،‏ ٢؛‏ متى ٦:‏٣٣؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ ان افضل مسلك هو الاقتداء بمثال موسى بأن نرفض إغراءات العالم ونضع خدمة يهوه في المقام الاول في حياتنا.‏ (‏متى ٦:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عبرانيين ١١:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ فهذا عامل مهم لحيازة علاقة متَّزنة بالعالم.‏

‏‹لنحافظ على السلوك الحسن›‏

١٤ لماذا نحاول نحن المسيحيين ان نحافظ على السلوك الحسن؟‏

١٤ ثم يعطي بطرس خطًّا ارشاديا آخر قائلا:‏ «حافظوا على سلوككم الحسن بين الامم،‏ ليكونوا في ما يتكلمون عليكم كفاعلي سوء،‏ يمجّدون الله في يوم تفقده نتيجة اعمالكم الحسنة التي هم شهود عيان لها».‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٢‏)‏ نحاول نحن المسيحيين ان نكون مثاليين.‏ ففي المدرسة،‏ ندرس باجتهاد.‏ وفي العمل،‏ نحن مجتهدون ومستقيمون،‏ حتى اذا بدا ان رب عملنا غير متعقل.‏ وفي البيت المنقسم،‏ يبذل الزوج المؤمن (‏او الزوجة المؤمنة)‏ جهدا كبيرا لاتِّباع المبادئ المسيحية.‏ وهذا ليس سهلا دائما.‏ لكننا نعرف ان سلوكنا المثالي يرضي يهوه وغالبا ما يؤثر ايجابيا في غير الشهود.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٣:‏١‏.‏

١٥ كيف نعرف ان مقياس السلوك السامي لشهود يهوه يُقدَّر على نطاق واسع؟‏

١٥ يُرى نجاح شهود يهوه في المحافظة على مقاييس مثالية من التعليقات عنهم التي نُشرَت على مرّ السنين.‏ مثلا،‏ ذكرت صحيفة إيل تمپو الايطالية:‏ «ان زملاء شهود يهوه في العمل يصفونهم انهم عمّال مستقيمون،‏ مقتنعون جدا بإيمانهم بحيث يستحوذ عليهم؛‏ إلا انهم جديرون بالاحترام بسبب استقامتهم الادبية».‏ وقالت صحيفة هيرالد ‏(‏بالانكليزية)‏ الصادرة في بونس إيريس،‏ الارجنتين:‏ «لقد برهن شهود يهوه على مر السنين انهم مواطنون يعملون بجد،‏ رزناء،‏ مقتصدون،‏ ويخافون الله».‏ وذكر العالم الروسي سيرڠيي إيڤانْيَنكو:‏ «يُعرف شهود يهوه حول العالم بأنهم مطيعون للقانون لا غبار عليهم،‏ ويُعرفون خصوصا بموقفهم المستقيم والثابت من دفع الضرائب».‏ كما قالت مديرة احد التسهيلات التي يستخدمها شهود يهوه في زمبابوي لعقد محافلهم:‏ «ارى بعض الشهود يلتقطون الاوراق وينظفون المراحيض.‏ وهم يتركون المكان انظف مما كان.‏ والمراهقون بينكم سلوكهم حسن.‏ اتمنى لو كان العالم كله من شهود يهوه».‏

الخضوع المسيحي

١٦ ما هي علاقتنا بالسلطات الدنيوية،‏ ولماذا؟‏

١٦ يتحدث بطرس ايضا عن علاقتنا بالسلطات الدنيوية.‏ فهو يقول:‏ «اخضعوا لكل خليقة بشرية من اجل الرب:‏ إنْ كان للملك باعتباره فائقا او للحكام باعتبارهم مرسَلين منه لإنزال العقاب بفاعلي السوء ولمدح فاعلي الصلاح.‏ فهكذا هي مشيئة الله،‏ ان تفعلوا الصلاح فتكمّوا كلام جهل الناس غير المتعقلين».‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٣-‏١٥‏)‏ نحن نقدِّر الفوائد التي ننالها من الحكومات.‏ وعملا بكلمات بطرس،‏ نحن نطيع قوانينها وندفع الضرائب.‏ وفي حين اننا نعرف ان الله اعطى الحق للحكومات في إنزال العقاب بالذين يخالفون القانون،‏ فإن السبب الرئيسي لخضوعنا للسلطات الدنيوية هو «من اجل الرب».‏ فهذه هي مشيئة الله.‏ وعلاوة على ذلك،‏ نحن لا نرغب في جلب التعيير على اسم يهوه لأننا عوقبنا على خطإ ما.‏ —‏ روما ١٣:‏١،‏ ٤-‏٧؛‏ تيطس ٣:‏١؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٧‏.‏

١٧ ممَّ يمكننا ان نتأكد عندما يقاومنا الاشخاص «غير المتعقلين»؟‏

١٧ من المؤسف ان بعض الاشخاص «غير المتعقلين» في السلطة يضطهدوننا او يقاوموننا بطرائق اخرى،‏ مثل ترويج حملات لتلطيخ سمعتنا.‏ إلا ان اكاذيبهم تُفضَح دائما في وقت يهوه المعيّن ويُكَمّ ‹كلام جهلهم›.‏ فسجل سلوكنا المسيحي غني عن التعريف.‏ لهذا السبب كثيرا ما يمدحنا الرسميون الحكوميون بصفتنا اشخاصا يفعلون الصلاح.‏ —‏ روما ١٣:‏٣؛‏ تيطس ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

عبيد لله

١٨ كمسيحيين،‏ كيف يمكننا تجنب اساءة استخدام حريتنا؟‏

١٨ ثم يحذِّر بطرس:‏ «كونوا كأحرار،‏ ولكن غير متخذين من حريتكم سترة للسوء،‏ بل كعبيد لله».‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٦؛‏ غلاطية ٥:‏١٣‏)‏ ان معرفتنا لحق الكتاب المقدس اليوم تحرِّرنا من التعاليم الدينية الباطلة.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ لدينا ارادة حرة ويمكننا اتِّخاذ القرارات.‏ لكننا لا نسيء استخدام حريتنا.‏ فعند اتِّخاذ القرارات بشأن العشراء،‏ اللباس،‏ الهندام،‏ التسلية —‏ حتى الطعام والشراب —‏ نتذكر ان المسيحيين الحقيقيين هم عبيد لله ولا يهتمون بإرضاء انفسهم.‏ ونحن نختار خدمة يهوه بدلا من ان نكون عبيدا لشهواتنا الجسدية او الصرعات الشائعة في العالم.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢؛‏ تيطس ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٩-‏٢١ (‏أ)‏ كيف ننظر الى الذين هم في مراكز سلطة؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر البعض ‹المحبة لكامل معشر الإخْوَة›؟‏ (‏ج)‏ ما هي اهم مسؤولية لدينا؟‏

١٩ يمضي بطرس قائلا:‏ «أكرموا شتى الناس،‏ أحبوا كامل معشر الإخْوَة،‏ خافوا الله،‏ أكرموا الملك».‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ بما ان يهوه الله يسمح للبشر بأن يتولّوا شتى المناصب في السلطة،‏ فنحن نُظهِر لهؤلاء الاشخاص الاكرام الذي يستحقونه.‏ حتى اننا نصلي بشأنهم،‏ لكي يُسمَح لنا بمتابعة خدمتنا بسلام وتعبد لله.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١-‏٤‏)‏ ولكننا في الوقت نفسه ‹نحب كامل معشر الإخْوَة›.‏ ونعمل باستمرار لخير إخْوَتنا المسيحيين،‏ لا لضررهم.‏

٢٠ مثلا،‏ عندما مزَّق العنف العرقي احد البلدان الافريقية،‏ برز سلوك شهود يهوه المسيحي.‏ ذكرت صحيفة ريفورميرتي پريسي ‏(‏بالالمانية)‏ في سويسرا:‏ «سنة ١٩٩٥،‏ .‏ .‏ .‏ تمكنت [حركة الحقوق الافريقية] من الاثبات ان كل الفرق الدينية اشتركت [في القتال] باستثناء شهود يهوه».‏ وعندما وصلت اخبار الحوادث المفجعة الى العالم،‏ ارسل شهود يهوه في اوروپا على جناح السرعة الطعام والمساعدات الطبية الى إخوتهم وغيرهم في هذا البلد الذي تجتاحه الحرب.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ فقد اصغوا الى كلمات الامثال ٣:‏٢٧‏:‏ «لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله».‏

٢١ ولكن هنالك مسؤولية اهم من الاكرام الذي يجب ان ندين به لأية سلطة دنيوية،‏ حتى اهم من المحبة التي ندين بها لإخْوَتنا.‏ فما هي؟‏ قال بطرس:‏ «خافوا الله».‏ فنحن مدينون ليهوه اكثر بكثير مما نحن مدينون لأيّ انسان.‏ فكيف يصحّ ذلك؟‏ وكيف يمكننا الموازنة بين التزاماتنا تجاه الله والتزاماتنا تجاه السلطات الدنيوية؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذين السؤالين.‏

هل تذكرون؟‏

‏• اية مسؤوليات لدى المسيحيين ضمن العائلة؟‏

‏• كيف يمكننا إظهار روح العطاء في الجماعة؟‏

‏• اية مسؤوليات لدينا تجاه العالم؟‏

‏• ما هي بعض الفوائد التي نجنيها من المحافظة على مقياس سامٍ للسلوك؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

كيف يمكن ان تكون العائلة المسيحية مصدر فرح كبير؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

لماذا يحب شهود يهوه بعضهم بعضا؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

هل يمكننا إظهار المحبة لإخْوَتنا حتى لو كنا لا نعرفهم شخصيا؟‏