الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل نؤمن حقا بالبشارة؟‏

هل نؤمن حقا بالبشارة؟‏

هل نؤمن حقا بالبشارة؟‏

‏«اقترب ملكوت اللّٰه.‏ فتوبوا وآمنوا بالبشارة».‏ —‏ مرقس ١:‏١٥‏.‏

١،‏ ٢ ماذا تعني مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏؟‏

 في سنة ٣٠ ب‌م،‏ ابتدأ يسوع المسيح بخدمته العظمى في الجليل.‏ كان يكرز «ببشارة اللّٰه»،‏ وقد تأثّر جليليون كثيرون بكلمات يسوع التالية:‏ «قد تم الزمان المعيّن،‏ واقترب ملكوت اللّٰه.‏ فتوبوا وآمنوا بالبشارة».‏ —‏ مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٢ ‹فالزمان المعيّن› قد جاء ليبدأ يسوع بخدمته وليتّخذ الناس قرارا يجلب لهم الرضى الالهي.‏ (‏لوقا ١٢:‏٥٤-‏٥٦‏)‏ و ‹ملكوت اللّٰه اقترب› لأن يسوع كان حاضرا بصفته الملك الذي عيّنه اللّٰه.‏ ونتيجة لعمله الكرازي،‏ اندفع المستقيمو القلوب الى التوبة.‏ ولكن كيف اظهروا انهم ‹يؤمنون بالبشارة›،‏ وكيف نُظهِر ذلك نحن ايضا؟‏

٣ كيف اظهر البعض انهم يؤمنون بالبشارة؟‏

٣ كيسوع،‏ حثّ الرسول بطرس الناس ان يتوبوا.‏ قال وهو يخاطب اليهود في اورشليم يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم،‏ فتنالوا هبة الروح القدس».‏ فتاب آلاف الاشخاص،‏ اعتمدوا،‏ وصاروا أتباعا ليسوع.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨،‏ ٤١؛‏ ٤:‏٤‏)‏ وفي سنة ٣٦ ب‌م،‏ اتّخذ الامميون التائبون خطوات مماثلة.‏ (‏اعمال ١٠:‏١-‏٤٨‏)‏ وفي ايامنا ايضا،‏ يدفع الايمان بالبشارة آلاف الاشخاص الى التوبة عن خطاياهم،‏ الانتذار للّٰه،‏ والمعمودية.‏ فقد قبلوا بشارة الخلاص وهم يمارسون الايمان بذبيحة يسوع الفدائية.‏ كما انهم يمارسون البرّ بعدما اخذوا موقفهم الى جانب ملكوت اللّٰه.‏

٤ ما هو الايمان؟‏

٤ ولكن ما هو الايمان؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «الايمان هو الترقب الاكيد لأمور مرجوة،‏ والبرهان الجليّ على حقائق لا ترى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فإيماننا يجعلنا نثق ان كل ما يعِد به اللّٰه في كلمته سيتحقق لا محالة.‏ وهذا اشبه بحيازة صك ملكية يُثبت اننا اصحاب عقار ما.‏ كما ان الايمان هو «البرهان الجلي» الذي يؤكد،‏ او الدليل الذي يثبت،‏ الامور غير المنظورة.‏ فإدراكنا العقلي وتقديرنا القلبي يقنعاننا بأن هذه الامور حقيقة،‏ رغم اننا لم نرَها.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٧؛‏ افسس ١:‏١٨‏.‏

يلزمنا الايمان!‏

٥ لماذا الايمان مهمّ جدا؟‏

٥ ان الشعور بالحاجة الروحية امر فطري لدى البشر.‏ لكنَّ الايمان ليس كذلك.‏ «فالايمان ليس لجميع الناس».‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٢‏)‏ لكنه ضروري للمسيحيين لكي يرثوا وعود اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٢‏)‏ كتب بولس بعدما استشهد بأمثلة عديدة للايمان:‏ «اذ لنا سحابة عظيمة جدا من الشهود محيطة بنا،‏ لنخلع ايضا كل ثقل والخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة،‏ ولنركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا،‏ ناظرين بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمله،‏ يسوع».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فما هي «الخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة»؟‏ انها قلة الايمان لدى الشخص،‏ او خسارته الايمان الذي امتلكه مرة.‏ وللمحافظة على ايمان قوي،‏ يجب ان ‹ننظر بإمعان الى يسوع› ونقتدي بمثاله.‏ ويجب ايضا ان نرفض الفساد الادبي،‏ نصارع اعمال الجسد،‏ ونتجنب المادية والفلسفات العالمية والتقاليد غير المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١؛‏ كولوسي ٢:‏٨؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ يهوذا ٣،‏ ٤‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجب ان نؤمن ان اللّٰه معنا وأن المشورة في كلمته فعّالة جدا.‏

٦،‏ ٧ لماذا من الملائم الصلاة طلبا للايمان؟‏

٦ لا يمكننا خلق الايمان في داخلنا بقوة ارادتنا.‏ فالايمان هو ثمرة من ثمر روح اللّٰه القدس،‏ او قوته الفعّالة.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكن ماذا لو كنا بحاجة الى تقوية ايماننا؟‏ قال يسوع:‏ «فإن كنتم .‏ .‏ .‏ تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة،‏ فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!‏».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ نعم،‏ يجب ان نصلي طلبا للروح القدس،‏ لأن بإمكانه ان يُنتِج فينا الايمان اللازم لنفعل مشيئة اللّٰه حتى في اصعب الظروف.‏ —‏ افسس ٣:‏٢٠‏.‏

٧ والصلاة طلبا للمزيد من الايمان هي امر صائب.‏ فعندما كان يسوع على وشك طرد شيطان من صبي،‏ توسل ابوه:‏ «لي إيمان!‏ أعنّي حيث احتاج الى الايمان!‏».‏ (‏مرقس ٩:‏٢٤‏)‏ كما قال تلاميذ يسوع:‏ «زِدنا ايمانا».‏ (‏لوقا ١٧:‏٥‏)‏ لذلك لنصلِّ طلبا للايمان،‏ واثقين ان اللّٰه يستجيب صلوات كهذه.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤‏.‏

الايمان بكلمة اللّٰه ضروري

٨ كيف يساعدنا الايمان بكلمة اللّٰه؟‏

٨ قال يسوع لأتباعه قبيل موته الفدائي:‏ «لا تضطرب قلوبكم.‏ مارسوا الايمان باللّٰه،‏ والايمان بي ايضا».‏ (‏يوحنا ١٤:‏١‏)‏ كمسيحيين،‏ لدينا ايمان باللّٰه وابنه.‏ ولكن ماذا عن كلمة اللّٰه؟‏ بإمكانها ان تفيدنا كثيرا في حياتنا اذا درسناها وطبقناها واثقين تماما بأنها تزوّد افضل مشورة وإرشاد.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

٩،‏ ١٠ كيف توضحون ما تقوله يعقوب ١:‏٥-‏٨ عن الايمان؟‏

٩ ان حياة البشر الناقصين ملآنة بالمشاكل.‏ لكنَّ الايمان بكلمة اللّٰه يساعدنا كثيرا.‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ مثلا،‏ لنفرض اننا لا نعرف كيف نتصرف خلال محنة ما.‏ تعطينا كلمة اللّٰه هذه المشورة:‏ «وإنْ كان احد منكم تنقصه حكمة،‏ فليداوم على الطلب من اللّٰه،‏ لأنه يعطي الجميع بكرم ولا يعيّر؛‏ فسيُعطى له.‏ ولكن ليداوم على الطلب بإيمان،‏ دون ايّ شك،‏ لأن الذي يشك يشبه موجة بحر تسوقها الريح وتلعب بها.‏ فلا يظنّ ذلك الانسان انه ينال من يهوه شيئا؛‏ انه انسان متردد،‏ متقلب في جميع طرقه».‏ —‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏.‏

١٠ فيهوه اللّٰه لن يعيِّرنا اذا كانت تنقصنا الحكمة وصلّينا من اجلها.‏ بل سيساعدنا على النظر الى المحنة بالمنظار الصحيح.‏ فقد يلفت الرفقاء المؤمنون نظرنا الى آيات مساعدة او قد نجد هذه الآيات ونحن ندرس الكتاب المقدس.‏ او قد يوجِّهنا روح يهوه القدس بطريقة اخرى.‏ فأبونا السماوي سيمنحنا الحكمة لمواجهة المحن اذا ‹داومنا على الطلب بإيمان،‏ دون اي شك›.‏ ولكن اذا كنا كموجة بحر تسوقها الريح،‏ فلا يمكن ان نتوقع نيل ايّ شيء من اللّٰه.‏ ولماذا؟‏ لأن هذا يعني اننا مترددون ومتقلبون في الصلاة او غيرها —‏ حتى في ممارسة الايمان.‏ لذلك يجب ان يكون لدينا ايمان راسخ بكلمة اللّٰه والارشاد الذي تزوِّده.‏ فلنتأمل في بعض الامثلة التي تُظهِر كيف تمنح كلمة اللّٰه المساعدة والارشاد.‏

الايمان والحصول على ضرورات الحياة

١١ اية ثقة تتعلق بحاجاتنا اليومية يمنحنا اياها الايمان بكلمة اللّٰه؟‏

١١ ماذا لو كنا الآن نعاني العوز والفقر؟‏ يمنحنا الايمان بكلمة اللّٰه الثقة التامة ان يهوه سيهتم بحاجاتنا اليومية وأنه سيُجزِل العطاء لكل محبيه في النظام الجديد.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ لوقا ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وسنتشجع عندما نتأمل كيف زوّد يهوه الطعام لنبيّه ايليا خلال المجاعة.‏ ولاحقا،‏ زوّد اللّٰه بطريقة عجائبية مخزون الدقيق والزيت الذي ابقى ايليا وامرأة وابنها على قيد الحياة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏٢-‏١٦‏)‏ كما اعتنى يهوه بحاجات النبي ارميا خلال الحصار البابلي لأورشليم.‏ (‏ارميا ٣٧:‏٢١‏)‏ ورغم ان ارميا وإيليا لم يحصلا إلا على القليل من الطعام،‏ فقد اعتنى يهوه بهما.‏ وهو يعتني ايضا بالذين يمارسون الايمان به اليوم.‏ —‏ متى ٦:‏١١،‏ ٢٥-‏٣٤‏.‏

١٢ كيف يساعدنا الايمان ان نحصل على ضرورات الحياة؟‏

١٢ رغم ان الايمان المقرون بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس لا يجعلنا اغنياء ماديا،‏ فهو يساعدنا ان نحصل على ضرورات الحياة.‏ مثلا:‏ ينصحنا الكتاب المقدس ان نكون اشخاصا نزهاء،‏ اكفاء،‏ ومجتهدين.‏ (‏امثال ٢٢:‏٢٩؛‏ جامعة ٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٢ كورنثوس ٨:‏٢١‏)‏ فلا ينبغي ابدا ان نستخف بقيمة الصيت الحسن كعمّال.‏ حتى حيث يكون من الصعب الحصول على وظائف ذات اجر عالٍ،‏ يحصل العمّال النزهاء والمهرة والمجتهدون على فرص اكثر من غيرهم.‏ ورغم ان عمّالا كهؤلاء قد يجنون القليل من المال،‏ فهم يحصلون عادة على الحاجات الضرورية ويشعرون بالاكتفاء لأنهم يأكلون ما يجنون هم انفسهم.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

الايمان يساعدنا على احتمال الفاجعة

١٣،‏ ١٤ كيف يساعدنا الايمان على احتمال الفاجعة؟‏

١٣ تُظهِر كلمة اللّٰه انه من الطبيعي ان يشعر المرء بالاسى عندما يموت شخص يحبه.‏ فالاب الجليل الامين ابراهيم ندب زوجته الحبيبة سارة عندما ماتت.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏)‏ وأحس داود بالاسى بعدما سمع بموت ابنه ابشالوم.‏ (‏٢ صموئيل ١٨:‏٣٣‏)‏ حتى الانسان الكامل يسوع بكى على موت صديقه لعازر.‏ (‏يوحنا ١١:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ فعندما يموت شخص نحبه،‏ قد يسحقنا الحزن،‏ لكنَّ الايمان بوعود كلمة اللّٰه يساعدنا على احتمال الفاجعة.‏

١٤ قال بولس:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ انه سوف تكون قيامة للابرار والاثمة».‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ فيلزم ان نؤمن بترتيب اللّٰه ان تُقام اعداد كبيرة من الناس.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وسيكون بين هؤلاء المقامين:‏ ابراهيم وسارة،‏ اسحاق ورفقة،‏ يعقوب وليئة —‏ جميعهم راقدون في الموت وينتظرون القيامة الى عالم اللّٰه الجديد.‏ (‏تكوين ٤٩:‏٢٩-‏٣٢‏)‏ فكم ستكون فرحتنا كبيرة عندما يستيقظ احباؤنا من رقاد الموت ليعيشوا هنا على الارض!‏ (‏كشف ٢٠:‏١١-‏١٥‏)‏ في هذه الاثناء،‏ لن يزيل الايمان كل ما نشعر به من اسى،‏ بل يقرّبنا من اللّٰه الذي يساعدنا على احتمال الفاجعة.‏ —‏ مزمور ١٢١:‏١-‏٣؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣‏.‏

الايمان يقوّي المكتئبين

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لماذا يمكننا القول ان بعض الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآ‌بة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآ‌بة؟‏

١٥ تُظهِر كلمة اللّٰه ايضا انه حتى الذين يمارسون الايمان قد يقعون ضحية الكآ‌بة.‏ فعندما كان ايوب تحت الامتحان القاسي،‏ شعر ان اللّٰه تخلى عنه.‏ (‏ايوب ٢٩:‏٢-‏٥‏)‏ وقد اغتم نحميا بسبب خراب اورشليم وأسوارها.‏ (‏نحميا ٢:‏١-‏٣‏)‏ وبعدما أنكر بطرس يسوع،‏ سحقه الحزن كثيرا حتى انه «بكى بمرارة».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٦٢‏)‏ كما حثّ بولس الرفقاء المؤمنين في جماعة تسالونيكي ان ‹يعزوا النفوس المكتئبة›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ لذلك فإن الاشخاص المكتئبين الذين يمارسون الايمان اليوم ليسوا وحدهم مَن شعروا بالكآ‌بة.‏ ولكن ماذا يمكن فعله للتغلب على الكآ‌بة؟‏

١٦ ربما نكتئب لأننا نواجه عدة مشاكل خطيرة.‏ ولكن بدلا من اعتبارها مشكلة ساحقة واحدة،‏ قد نتمكن من حل كلّ واحدة على حدة بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس.‏ وهذا ما يساعد على تخفيف كآ‌بتنا.‏ ومن المساعد ايضا ان نقوم بنشاط متّزن ونأخذ قسطا وافيا من الراحة.‏ والامر الاكيد هو ان الايمان باللّٰه وكلمته يساهم في خيرنا الروحي لأنه يقوّي اقتناعنا بأنه يهتم بنا حقا.‏

١٧ كيف نعرف ان يهوه يهتم بنا؟‏

١٧ يعطينا بطرس هذا التأكيد المعزي:‏ «تواضعوا .‏ .‏ .‏ تحت يد اللّٰه القديرة،‏ ليرفعكم في حينه،‏ ملقين كل همكم عليه،‏ لأنه يهتم بكم».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ كما رنّم صاحب المزمور:‏ «الرب عاضد كل الساقطين ومقوِّم كل المنحنين».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏ فينبغي ان نؤمن بهذه التأكيدات،‏ لأنها موجودة في كلمة اللّٰه.‏ وفي حين ان الكآ‌بة قد لا تزول نهائيا،‏ كم يقوى ايماننا عندما نعرف انه يمكننا إلقاء كلّ همّنا على ابينا السماوي المحب!‏

الايمان والمحن الاخرى

١٨،‏ ١٩ كيف يساعدنا الايمان على مواجهة المرض وتعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟‏

١٨ قد تكون اصابتنا او اصابة احبائنا بمرض خطير امتحانا كبيرا لإيماننا.‏ ورغم ان الكتاب المقدس لا يذكر ان مسيحيين مثل إبفرديتس وتيموثاوس وتروفيمس شفوا نتيجة عجيبة،‏ فقد ساعدهم يهوه دون شك على الاحتمال.‏ (‏فيلبي ٢:‏٢٥-‏٣٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢٠‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ رنّم صاحب المزمور عن «الذي ينظر الى المسكين»،‏ قائلا:‏ «الرب يعضده وهو على فراش الضعف.‏ مهَّدتَ مضجعه كله في مرضه».‏ (‏مزمور ٤١:‏١-‏٣‏)‏ فكيف تساعدنا كلمات صاحب المزمور على تعزية الرفقاء المؤمنين المرضى؟‏

١٩ احدى الطرائق لتزويد المساعدة الروحية هي الصلاة مع المرضى ولأجلهم.‏ وفي حين اننا لا نصلي اليوم طلبا لشفاء عجائبي،‏ يمكننا ان نطلب من اللّٰه ان يمنحهم القدرة على احتمال مرضهم والقوة الروحية اللازمة لاحتمال فترات الضعف هذه.‏ ويهوه سيدعمهم،‏ وسيقوى ايمانهم عندما يتطلعون الى الوقت حين «لا يقول ساكن انا مرضت».‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ فكم هي معزية المعرفة انه بواسطة يسوع المسيح المُقام وبواسطة ملكوت اللّٰه،‏ سينال الجنس البشري الطائع التحرر الدائم من الخطية والمرض والموت!‏ وكم نشكر يهوه ‹الذي يشفي كل امراضنا› على كل هذه الامور الرائعة!‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١-‏٣؛‏ كشف ٢١:‏١-‏٥‏.‏

٢٠ لماذا يمكن القول ان الايمان يمكن ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة؟‏

٢٠ يمكن للايمان ايضا ان يساعدنا على احتمال «ايام الشر» خلال الشيخوخة حين تتدهور الصحة والقوة.‏ (‏جامعة ١٢:‏١-‏٧‏)‏ فيمكن للمسنين بيننا ان يصلّوا كما رنّم صاحب المزمور المسنّ:‏ «لأنك انت رجائي يا سيدي الرب .‏ .‏ .‏ لا ترفضني في زمن الشيخوخة.‏ لا تتركني عند فناء قوتي».‏ (‏مزمور ٧١:‏٥،‏ ٩‏)‏ لقد شعر صاحب المزمور بالحاجة الى دعم يهوه تماما كما يشعر الكثير من رفقائنا المسيحيين الذين قضوا سنوات كثيرة في خدمة اللّٰه وقد شاخوا الآن.‏ وبسبب ايمانهم يمكنهم التأكد ان لديهم الدعم الذي لا ينضب لأذرع يهوه الابدية.‏ —‏ تثنية ٣٣:‏٢٧‏.‏

لنحافظ على الايمان بكلمة اللّٰه

٢١،‏ ٢٢ كيف يؤثر امتلاكنا الايمان في علاقتنا باللّٰه؟‏

٢١ يساعدنا الايمان بالبشارة وبكامل كلمة اللّٰه على الاقتراب الى يهوه اكثر.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فبالإضافة الى انه السيد المتسلط،‏ هو خالقنا وأبونا ايضا.‏ (‏اشعياء ٦٤:‏٨؛‏ متى ٦:‏٩؛‏ اعمال ٤:‏٢٤‏)‏ رنّم صاحب المزمور:‏ «ابي انت.‏ الهي وصخرة خلاصي».‏ (‏مزمور ٨٩:‏٢٦‏)‏ وإذا مارسنا الايمان بيهوه وبكلمته الموحى بها،‏ يمكننا نحن ايضا ان نعتبر يهوه ‹صخرة خلاصنا›.‏ فيا له من امتياز مبهج!‏

٢٢ ويهوه هو ابو المسيحيين المولودين من الروح وأبو رفقائهم ذوي الرجاء الارضي.‏ (‏روما ٨:‏١٥‏)‏ والايمان بأبينا السماوي لا يؤدي الى الخيبة ابدا.‏ قال داود:‏ «ان ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني».‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٠‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ لدينا هذا التأكيد:‏ «لا يترك الرب شعبه من اجل اسمه العظيم».‏ —‏ ١ صموئيل ١٢:‏٢٢‏.‏

٢٣ ماذا يجب ان نفعل اذا اردنا التمتع بعلاقة دائمة بيهوه؟‏

٢٣ طبعا،‏ للتمتع بعلاقة دائمة بيهوه،‏ يجب ان نؤمن بالبشارة ونقبل الاسفار المقدسة كما هي حقا ككلمة اللّٰه.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ ويجب ان نثق ثقة مطلقة بيهوه وندع كلمته تنير سبيلنا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وسيزيد ايماننا عندما نصلي اليه ولنا ثقة برأفته ورحمته ودعمه.‏

٢٤ اية فكرة معزية موجودة في روما ١٤:‏٨‏؟‏

٢٤ لقد دفعنا الايمان الى الانتذار للّٰه طوال الابدية.‏ ولكن حتى لو متنا،‏ فإذا كان لدينا ايمان قوي،‏ نظل خدامه المنتذرين ولنا رجاء القيامة.‏ نعم،‏ «إنْ عشنا وإنْ متنا فليهوه نحن».‏ (‏روما ١٤:‏٨‏)‏ فلنُبقِ هذه الفكرة المعزية في ذهننا فيما نحافظ على ثقتنا بكلمة اللّٰه ونستمر في الايمان بالبشارة.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ما هو الايمان،‏ ولماذا نحتاج الى هذه الصفة؟‏

‏• لماذا من المهم ان نؤمن بالبشارة وبكامل كلمة اللّٰه؟‏

‏• كيف يساعدنا الايمان على مواجهة مختلف المحن؟‏

‏• ماذا يساعدنا ان نحافظ على ايماننا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٢]‏

زوَّد يهوه ارميا وإيليا بحاجاتهما لأنهما امتلكا الايمان

‏[الصور في الصفحة ١٣]‏

كان لدى ايوب وبطرس ونحميا ايمان قوي

‏[الصور في الصفحة ١٥]‏

للتمتع بعلاقة دائمة بيهوه،‏ يجب ان نؤمن بالبشارة