الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«داوموا على حمل ثمر كثير»‏

‏«داوموا على حمل ثمر كثير»‏

‏«داوموا على حمل ثمر كثير»‏

‏«داوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏٨‏.‏

١ (‏أ)‏ ايّ مطلب ذكره يسوع لرسله ليكونوا تلاميذه؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ينبغي ان نطرحه على انفسنا؟‏

صرف يسوع،‏ في الليلة التي سبقت موته،‏ وقتا كبيرا لتشجيع رسله بحديث صريح.‏ وبسبب محبته لأصدقائه الاحماء،‏ استمر يتكلم حتى بعد منتصف الليل.‏ وفي معرض كلامه معهم،‏ ذكَّرهم بأحد المطالب التي يجب ان يبلغوها ليبقوا تلاميذه.‏ قال:‏ «في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٨‏)‏ فهل نبلغ نحن اليوم هذا المطلب لنكون تلاميذه؟‏ وماذا يعني ان ‹نحمل ثمرا كثيرا›؟‏ لنعرف الجواب،‏ لنعُدْ الى كلماته التي تفوه بها تلك الليلة.‏

٢ ايّ مَثل عن الثمر ذكره يسوع في الليلة التي سبقت موته؟‏

٢ ان الحضّ على حمل ثمر هو جزء من مَثل ذكره يسوع لرسله.‏ قال:‏ «انا الكرمة الحقة،‏ وأبي هو الفلاح.‏ كل غصن فيّ لا يحمل ثمرا ينزعه،‏ وكل غصن يحمل ثمرا ينقيه،‏ ليحمل ثمرا اكثر.‏ انتم الآن انقياء بسبب الكلمة التي كلمتكم بها.‏ ابقوا في اتحاد بي،‏ وأنا في اتحاد بكم.‏ كما ان الغصن لا يقدر ان يحمل ثمرا من ذاته ما لم يبقَ في الكرمة،‏ كذلك انتم ايضا ما لم تبقوا في اتحاد بي.‏ انا الكرمة،‏ وأنتم الاغصان.‏ .‏ .‏ .‏ في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي.‏ كما احبني الآب وأنا احببتكم،‏ اثبتوا في محبتي.‏ إنْ حفظتم وصاياي،‏ تثبتون في محبتي».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١-‏١٠‏.‏

٣ ماذا يجب ان يفعل أتباع يسوع ليحملوا ثمرا؟‏

٣ في هذا المثل يهوه هو الفلاح،‏ يسوع هو الكرمة،‏ والرسل الذين يخاطبهم يسوع هم الاغصان.‏ وما دام الرسل يحاولون ‹البقاء في اتِّحاد› بيسوع،‏ يحملون ثمرا.‏ وقد اوضح يسوع كيف يمكن للرسل ان ينجحوا في المحافظة على هذا الاتِّحاد المهم،‏ قائلا:‏ «إنْ حفظتم وصاياي،‏ تثبتون في محبتي».‏ ولاحقا،‏ كتب الرسول يوحنا كلمات مماثلة الى الرفقاء المسيحيين،‏ قائلا:‏ «مَن يحفظ وصايا [المسيح] يبقى في اتِّحاد به».‏ * (‏١ يوحنا ٢:‏٢٤؛‏ ٣:‏٢٤‏)‏ فبحفظ وصايا المسيح،‏ يبقى أتباعه في اتِّحاد به،‏ وهذا الاتِّحاد بدوره يمكِّنهم من حمل ثمر.‏ فما هو الثمر الذي يجب ان نحمله؟‏

البحث عن فرص لحمل ثمر اكثر

٤ ماذا نتعلم من «نزع» يهوه لكل غصن لا يحمل ثمرا؟‏

٤ في مَثل الكرمة،‏ «ينزع»،‏ او يقطع،‏ يهوه الغصن عندما لا يحمل ثمرا.‏ فماذا يوضح ذلك لنا؟‏ لا يوضح لنا انه مطلوب من كل تلاميذ المسيح ان يحملوا ثمرا فحسب،‏ بل ايضا ان الجميع قادرون على ذلك،‏ مهما كانت ظروفهم او حدودهم.‏ فمن المناقض لطرق يهوه الحبية ان «ينزع» تلميذا للمسيح،‏ او يجرِّده من اهليته،‏ لأنه لم يستطع إنجاز شيء يتعدّى امكانياته.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١٤؛‏ كولوسي ٣:‏٢٣؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٥ (‏أ)‏ كيف يدلّ مَثل يسوع انه بإمكاننا حمل ثمر اكثر؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوعَين من الثمر سنتكلم عنهما؟‏

٥ يُظهِر ايضا مَثل يسوع عن الكرمة انه يجب ان نبحث عن فرص لزيادة نشاطاتنا كتلاميذ،‏ حسبما تسمح لنا ظروفنا.‏ يقول يسوع:‏ «كل غصن فيّ لا يحمل ثمرا ينزعه،‏ وكل غصن يحمل ثمرا ينقيه،‏ ليحمل ثمرا اكثر».‏ ‏(‏يوحنا ١٥:‏٢‏)‏ وفي اواخر المَثل،‏ يحثّ يسوع أتباعه على حمل ‏«ثمر كثير».‏ ‏(‏العدد ٨‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏ كتلاميذ،‏ لا ينبغي ابدا ان نصير راضين عن الذات.‏ (‏كشف ٣:‏١٤،‏ ١٥،‏ ١٩‏)‏ بل ينبغي ان نبحث عن طرائق لحمل ثمر اكثر.‏ فأيّ نوع من الثمر ينبغي ان نحمله بوفرة؟‏ هنالك نوعان:‏ (‏١)‏ «ثمر الروح» و (‏٢)‏ ثمر الملكوت.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

ثمر الصفات المسيحية

٦ كيف شدَّد يسوع المسيح على قيمة الثمرة الاولى من ثمر الروح؟‏

٦ تُدرَج المحبة اولا بين «ثمر الروح».‏ ان روح الله القدس هو الذي ينتج المحبة في المسيحيين،‏ لأنهم يطيعون الوصية التي اعطاها يسوع قبيل تقديمه مَثل الكرمة التي تنتج ثمرا.‏ قال لرسله:‏ «اعطيكم وصية جديدة:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ وخلال حديثه هذا في آخر ليلة من حياته الارضية،‏ ذكَّر رسله تكرارا بالحاجة الى إظهار صفة المحبة.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏١٥،‏ ٢١،‏ ٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٧‏.‏

٧ كيف اظهر الرسول بطرس ان حمل الثمر يتعلق بإظهار صفات شبيهة بصفات المسيح؟‏

٧ ادرك بطرس،‏ الذي كان موجودا تلك الليلة،‏ ان التلاميذ المسيحيين الحقيقيين يجب ان يعربوا عن المحبة الشبيهة بمحبة المسيح وعن الصفات الاخرى المتعلقة بها.‏ فبعد سنوات،‏ شجّع بطرس المسيحيين على تنمية صفات مثل ضبط النفس،‏ المودة الاخوية،‏ والمحبة.‏ وأضاف ان فعل ذلك يحول دون صيرورتنا ‹غير فعّالين وغير مثمرين›.‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏)‏ مهما كانت ظروفنا،‏ فبإمكاننا الاعراب عن ثمر الروح.‏ لذلك فلنحاول ان نُظهِر المحبة،‏ اللطف،‏ الوداعة،‏ والصفات الاخرى الشبيهة بصفات المسيح الى حدّ اكمل،‏ لأن «امثال هذه ليست شريعة [او حدود] ضدها».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٣‏)‏ فلنحمل «ثمرا اكثر».‏

حَمل ثمر الملكوت

٨ (‏أ)‏ ما الرابط بين ثمر الروح وثمر الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال هو جدير باهتمامنا؟‏

٨ تجمِّل الثمار الملوّنة والشهية شكل النبتة.‏ لكنَّ قيمة هذه الثمار تتعدى قيمتها الجمالية.‏ فالثمار مهمّة ايضا لتكاثر النبتة بواسطة البذار.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن عمل ثمر الروح لا يقتصر على تجميل الشخصية المسيحية.‏ فصفات مثل المحبة والايمان تدفعنا ايضا الى نشر بذار رسالة الملكوت الموجودة في كلمة الله.‏ يشدِّد بولس على هذا الرابط المهم قائلا:‏ «نحن ايضا نمارس الايمان [الذي هو ثمرة من ثمر الروح] ولذلك نتكلم».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٣‏)‏ ويوضح بولس ايضا:‏ «نقدِّم .‏ .‏ .‏ ذبيحة تسبيح لله،‏ اي ثمر شفاه» —‏ النوع الثاني من الثمر الذي يجب ان نحمله.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ فهل نبحث،‏ نحن المنادين بملكوت الله،‏ عن فرص مناسبة في حياتنا لنكون مثمرين اكثر،‏ لنحمل ‹ثمرا كثيرا›؟‏

٩ هل حمل الثمر هو التلمذة؟‏ أوضحوا.‏

٩ لكي نعطي جوابا صحيحا،‏ يلزم اولا ان نفهم ماذا يشمل ثمر الملكوت.‏ فهل من الصائب الاستنتاج ان حمل الثمر هو التلمذة؟‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ هل يشير الثمر الذي نحمله بشكل رئيسي الى الاشخاص الذين نساعدهم ان يصيروا عبّادا ليهوه معتمدين؟‏ كلا.‏ فلو كان ذلك صحيحا،‏ لكان الوضع مثبِّطا كثيرا لكل الشهود الاعزاء الذين يعلنون رسالة الملكوت بأمانة طوال سنوات في مقاطعات غير متجاوبة.‏ ولو كان ثمر الملكوت الذي نحمله يشير الى التلاميذ الجدد فقط،‏ لكان هؤلاء الشهود المجتهدون كالاغصان غير المثمرة في مَثل يسوع!‏ وطبعا،‏ ليست هذه هي الحال.‏ اذًا،‏ ما هو ثمر الملكوت الرئيسي في خدمتنا؟‏

الإثمار بنشر بذار الملكوت

١٠ كيف يُظهِر مَثل يسوع عن الزارع وأنواع التربة المختلفة ما يعنيه ثمر الملكوت وما لا يعنيه؟‏

١٠ يزوِّدنا مَثل يسوع عن الزارع وأنواع التربة المختلفة بالجواب —‏ جواب يشجِّع الذين يشهدون في المقاطعات الاقل إثمارا.‏ قال يسوع ان البذار هو رسالة الملكوت الموجودة في كلمة الله وإن التربة تمثِّل القلب المجازي لدى الشخص.‏ بعض البذار «سقط .‏ .‏ .‏ على التربة الصالحة،‏ فأفرخ ثم انتج ثمرا».‏ (‏لوقا ٨:‏٨‏)‏ ايّ ثمر؟‏ بعد ان تنبت سنبلة قمح وتنضج،‏ لا يكون ثمرها سنابل قمح صغيرة،‏ بل بذارا جديدا.‏ وعلى نحو مماثل،‏ لا يكون ثمر المسيحي بالضرورة تلاميذ جددا،‏ بل بذارا جديدا للملكوت.‏

١١ ما هو ثمر الملكوت؟‏

١١ لذلك في هذه الحالة،‏ ليس ثمر الملكوت تلاميذ جددا ولا صفات مسيحية جيدة.‏ فبما ان البذار المزروع هو كلمة الملكوت،‏ يجب ان يكون الثمر تكاثرا لهذا البذار.‏ وفي هذه الحالة،‏ يشير حمل الثمر الى التكلم عن الملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فهل حمل ثمر الملكوت هذا —‏ إعلان بشارة الملكوت —‏ هو ضمن امكانياتنا مهما كانت ظروفنا؟‏ نعم.‏ ويوضح يسوع السبب في المَثل نفسه.‏

إعطاء كل ما في وسعنا لمجد الله

١٢ هل حمل ثمر الملكوت ضمن امكانيات كل المسيحيين؟‏ أوضحوا.‏

١٢ قال يسوع:‏ «المزروع في التربة الجيدة .‏ .‏ .‏ ينتج،‏ هذا مئة ضعف،‏ وذاك ستين،‏ والآخر ثلاثين».‏ (‏متى ١٣:‏٢٣‏)‏ قد يختلف ما ينتجه القمح المزروع في الحقل حسب الظروف.‏ على نحو مماثل،‏ قد يختلف ما يمكننا فعله في إعلان البشارة حسب ظروفنا،‏ ويسوع عرف ذلك.‏ فقد تكون لدى البعض فرص اكثر،‏ وقد تكون لدى آخرين صحة افضل ونشاط اكبر.‏ لذلك،‏ قد يكون ما يمكننا فعله اكثر او اقل مما يمكن للآخرين فعله.‏ ولكن ما دمنا نفعل كل ما في وسعنا،‏ يرضى يهوه عنا.‏ (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏ حتى اذا حدّت الشيخوخة او المرض الموهن من اشتراكنا في عمل الكرازة،‏ فلا شك ان ابانا المتعاطف يهوه يعتبرنا من الذين ‹يداومون على حمل ثمر كثير›.‏ ولماذا؟‏ لأننا نعطيه ‹كل ما نملك› —‏ خدمتنا من كل القلب.‏ * —‏ مرقس ١٢:‏٤٣،‏ ٤٤؛‏ لوقا ١٠:‏٢٧‏.‏

١٣ (‏أ)‏ ما هو اهم سبب لكي ‹نداوم› على حمل ثمر الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيساعدنا ان نداوم على حمل الثمر في المقاطعات حيث لا نلاقي إلا القليل من التجاوب؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٢١.‏)‏

١٣ مهما كان مقدار ما نستطيع القيام به في إنتاج ثمر الملكوت،‏ فسنندفع الى ‹المداومة على حمل الثمر› عندما نُبقي في ذهننا سبب قيامنا بذلك.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٦‏)‏ ذكر يسوع اهم سبب قائلا:‏ «في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٨‏)‏ نعم،‏ ان عملنا الكرازي يقدِّس اسم يهوه امام كل الجنس البشري.‏ (‏مزمور ١٠٩:‏٣٠‏)‏ تقول اونور،‏ شاهدة امينة في منتصف سبعيناتها:‏ «انه لَامتياز كبير ان نمثِّل العليّ،‏ حتى في المقاطعات حيث نلاقي القليل من التجاوب».‏ وسُئل كلاوْديو،‏ وهو شاهد غيور منذ سنة ١٩٧٤،‏ لماذا يستمر في الكرازة رغم التجاوب الضئيل الذي يلاقيه في مقاطعته.‏ فأجاب مقتبسا يوحنا ٤:‏٣٤‏،‏ حيث نقرأ كلمات يسوع:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأُنهي عمله».‏ ثم اضاف:‏ «كيسوع،‏ انا لا اريد ان ابدأ بعملي كمنادٍ بالملكوت فحسب،‏ بل ان أُنهيه ايضا».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٤‏)‏ وهذا ما يوافق عليه شهود يهوه حول العالم.‏ —‏ انظر الاطار ‹الإثمار بالاحتمال› في الصفحة ٢١.‏

الكرازة والتعليم

١٤ (‏أ)‏ ايّ هدف مزدوج كان لعمل يوحنا المعمدان ويسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف تصفون عمل المسيحيين اليوم؟‏

١٤ ان اول منادٍ بالملكوت يُذكَر في الاناجيل هو يوحنا المعمدان.‏ (‏متى ٣:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٣:‏١٨‏)‏ وكان هدفه الرئيسي ان ‹يشهد›.‏ وقد شهد بإيمان راسخ وعلى امل ان «يؤمن شتى الناس».‏ (‏يوحنا ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ وبالفعل،‏ صار بعض الذين كرز لهم يوحنا تلاميذ للمسيح.‏ (‏يوحنا ١:‏٣٥-‏٣٧‏)‏ وهكذا،‏ كان يوحنا كارزا ومتلمذا.‏ كان يسوع ايضا كارزا ومعلّما.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ١١:‏١‏)‏ لذلك ليس غريبا ان يوصي يسوع أتباعه بألا يكرزوا برسالة الملكوت فحسب،‏ بل ان يساعدوا ايضا الناس الذين يقبلونها على الصيرورة تلاميذ له.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ اليوم ايضا،‏ يشمل عملنا الكرازة والتعليم.‏

١٥ ايّ تشابه هنالك بين التجاوب مع عمل الكرازة في القرن الاول الميلادي والتجاوب اليوم؟‏

١٥ في القرن الاول الميلادي،‏ ابتدأ بعض الذين سمعوا بولس وهو يكرز ويعلّم ‹يؤمنون بما قيل؛‏ وبعضهم لم يؤمن›.‏ (‏اعمال ٢٨:‏٢٤‏)‏ اليوم ايضا،‏ نواجه التجاوب نفسه.‏ فمن المؤسف ان معظم بذار الملكوت يسقط على تربة غير متجاوبة.‏ ولكن رغم ذلك،‏ يسقط بعض البذار على تربة جيدة ويصير له اصل ويُفرِخ،‏ تماما كما انبأ يسوع.‏ فكل اسبوع،‏ يصير ما معدله اكثر من ٥٬٠٠٠ شخص حول العالم تلاميذ حقيقيين للمسيح!‏ وهؤلاء التلاميذ الجدد ‹يؤمنون بما قيل›،‏ رغم ان معظم الاشخاص الآخرين لا يؤمنون.‏ فماذا يساهم في ان تكون قلوبهم متجاوبة مع رسالة الملكوت؟‏ غالبا ما يترك الاهتمام الشخصي الذي يُظهِره الشهود اثرا.‏ وهذا ما يمكن تشبيهه بسقي البذار المزروع حديثا.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٦‏)‏ فلنتأمل في مجرد مثالَين من بين امثلة كثيرة.‏

الاهتمام الشخصي يترك اثرا

١٦،‏ ١٧ لماذا من المهم إظهار الاهتمام الشخصي بالذين نلتقيهم في خدمتنا؟‏

١٦ كارولين،‏ شاهدة حدثة في بلجيكا،‏ التقَت في الخدمة امرأة مسنّة لم تُظهِر الاهتمام برسالة الملكوت.‏ وبما ان يد المرأة كانت مربوطة بضمادة،‏ عرضت عليها كارولين ورفيقتها المساعدة.‏ ولكنَّ المرأة لم تقبل.‏ بعد يومين عادت الشاهدتان الى بيت المرأة للاطمئنان على حالتها.‏ قالت كارولين:‏ «ترك ذلك اثرا فيها».‏ ثم اضافت:‏ «لقد دُهشتْ عندما رأت اننا مهتمتان بها فعلا.‏ فدعتنا الى بيتها وابتدأنا بدرس في الكتاب المقدس معها».‏

١٧ ساندي،‏ شاهدة في الولايات المتحدة،‏ تُظهِر هي ايضا الاهتمام الشخصي بالذين تكرز لهم.‏ فهي تفتح صفحة الولادات في الجريدة المحلية ثم تزور الذين رُزقوا بمولود جديد،‏ آخذة معها كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ * وبما ان الام تكون في البيت عادة وتُسَرّ بأن تُري طفلها للزائرين،‏ فغالبا ما ينتج ذلك الابتداء بالمحادثات.‏ توضح ساندي:‏ «اتحدث الى الوالدين عن اهمية تنمية الروابط مع المولود الجديد عن طريق القراءة».‏ وتضيف:‏ «ثم اتكلم عن الصعوبات الناجمة عن تربية ولد في عالمنا اليوم».‏ ونتيجة زيارة كهذه،‏ ابتدأت مؤخرا ام مع ستة اولاد بخدمة يهوه.‏ نحن ايضا يمكننا نيل نتائج مفرحة مماثلة في خدمتنا اذا اخذنا المبادرة وأظهرنا الاهتمام الشخصي.‏

١٨ (‏أ)‏ لماذا المطلب ان ‹نحمل ثمرا كثيرا› هو ضمن امكانيات الجميع؟‏ (‏ب)‏ اية مطالب ثلاثة يجب ان يبلغها تلاميذ المسيح مذكورة في انجيل يوحنا انتم مصمِّمون على بلوغها؟‏

١٨ كم نتشجع عندما نعرف ان مطلب ‹المداومة على حمل ثمر كثير› هو ضمن امكانياتنا!‏ فسواء كنا صغارا او كبارا،‏ اصحاء او مرضى،‏ نكرز في مقاطعات متجاوبة او قليلة التجاوب،‏ يمكننا كلنا ان نحمل ثمرا كثيرا.‏ وكيف ذلك؟‏ بالاعراب اكثر عن ثمر الروح وبنشر رسالة ملكوت الله قدر الامكان.‏ وكذلك بالمجاهدة كي ‹نثبت في كلمة يسوع› و ‹نحبّ بعضنا البعض›.‏ نعم،‏ ببلوغ هذه المطالب الثلاثة المهمة المذكورة في انجيل يوحنا،‏ نُثبِت اننا «حقا تلاميذ» للمسيح.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣١؛‏ ١٣:‏٣٥‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 3‏ رغم ان اغصان الكرمة في المَثل تشير الى رسل يسوع والمسيحيين الآخرين الذين سيرثون مكانا في ملكوت الله السماوي،‏ فإن المَثل يحتوي على حقائق يمكن ان يستفيد منها كل أتباع المسيح اليوم.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٠:‏١٦‏.‏

^ ‎الفقرة 12‏ يمكن للذين يلازمون بيتهم بسبب الشيخوخة او المرض ان يقوموا بالشهادة بواسطة الرسائل،‏ او حيث امكن بواسطة الهاتف،‏ او يمكنهم ان يبشّروا الذين يزورونهم.‏

^ ‎الفقرة 17‏ اصدار شهود يهوه.‏

اسئلة المراجعة

‏• ايّ نوع من الثمر يجب ان نحمله بوفرة؟‏

‏• لماذا هدف «حمل ثمر كثير» هو ضمن إمكانياتنا؟‏

‏• اية مطالب ثلاثة مهمة يجب ان يبلغها تلاميذ المسيح مذكورة في انجيل يوحنا عالجناها؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢١]‏

‏‹الإثمار بالاحتمال›‏

ماذا يساعدك على الاستمرار بأمانة في الكرازة برسالة الملكوت في المقاطعات التي لا تلقى فيها إلا القليل من التجاوب؟‏ اليك بعض الاجوبة المساعدة عن هذا السؤال:‏

«معرفتنا ان لدينا دعم يسوع التام هي ما يجعلنا ايجابيين ومثابرين،‏ مهما كان التجاوب في المقاطعة».‏ —‏ هاري،‏ ٧٢ سنة؛‏ اعتمد سنة ١٩٤٦.‏

«الآية في ٢ كورنثوس ٢:‏١٧ تشجِّعني دائما.‏ فهي تقول اننا نشترك في الخدمة ‹بمرأى من الله،‏ في صحبة المسيح›.‏ لذلك عندما اكون في الخدمة،‏ اتمتع بصحبة افضل صديقَين لي».‏ —‏ كلاوْديو،‏ ٤٣ سنة؛‏ اعتمد سنة ١٩٧٤.‏

«بصراحة،‏ ان عمل الكرازة هو صعب بالنسبة اليّ.‏ لكنني ألمس صحة الكلمات الموجودة في المزمور ١٨:‏٢٩‏:‏ ‹بإلهي اتسلق اسوارا›».‏ —‏ جيرار،‏ ٧٩ سنة؛‏ اعتمد سنة ١٩٥٥.‏

«اذا قرأت مجرد آية واحدة فقط في الخدمة،‏ اشعر بالاكتفاء لأنني تمكنت من جعل الكتاب المقدس يفحص قلب شخص ما».‏ —‏ إليانور،‏ ٢٦ سنة؛‏ اعتمدت سنة ١٩٨٩.‏

«اجرِّب باستمرار اساليب مختلفة.‏ وهنالك اساليب كثيرة جدا حتى انني لن اتمكن من استخدامها كلها في السنوات المتبقية من حياتي».‏ —‏ پول،‏ ٧٩ سنة؛‏ اعتمد سنة ١٩٤٠.‏

«لا اعتبر التجاوب السلبي موجَّها اليّ شخصيا.‏ احاول ان اكون وديّا،‏ متحدثا الى الناس ومستمعا الى وجهة نظرهم».‏ —‏ دانيال،‏ ٧٥ سنة،‏ اعتمد سنة ١٩٤٦.‏

«قال لي بعض الاشخاص المعتمدين حديثا ان كرازتي لعبت دورا مهمّا في صيرورتهم شهودا.‏ لقد درس معهم الكتاب المقدس،‏ دون علمي،‏ اشخاص آخرون وساعدوهم على التقدم.‏ فمن المفرح ان اشعر بأن خدمتنا هي عمل جماعي».‏ —‏ جوان،‏ ٦٦ سنة؛‏ اعتمدت سنة ١٩٥٤.‏

فماذا يساعدك انت على ‹الإثمار بالاحتمال›؟‏ —‏ لوقا ٨:‏١٥‏.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٠]‏

نحمل ثمرا كثيرا عندما نعرب عن ثمر الروح ونعلن رسالة الملكوت

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

ماذا عنى يسوع عندما قال لرسله:‏ «داوموا على حمل ثمر كثير»؟‏