الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«الله محبة»‏

‏«الله محبة»‏

‏«الله محبة»‏

‏«مَن لا يحب لم يعرف الله،‏ لأن الله محبة».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏.‏

١-‏٣ (‏أ)‏ ماذا يقول الكتاب المقدس عن صفة المحبة عند يهوه،‏ وماذا يجعل هذا القول فريدا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقول الكتاب المقدس ان «الله محبة»؟‏

كل صفات يهوه رائعة،‏ كاملة،‏ وتمسّ القلب.‏ لكنَّ المحبة هي اجمل صفات يهوه.‏ فما من صفة تقرّبنا الى يهوه بقدر ما تقرّبنا اليه محبته لنا.‏ ومن المفرح ان المحبة هي ايضا صفة الله الغالبة.‏ فكيف نعرف ذلك؟‏

٢ يقول الكتاب المقدس عن المحبة شيئا لا يقال ابدا عن صفات يهوه الرئيسية الاخرى.‏ فالاسفار المقدسة لا تقول ان الله قدرة او الله عدل،‏ او حتى ان الله حكمة.‏ فهو يملك هذه الصفات،‏ وهو المصدر الاسمى لها جميعا.‏ ولكن يُقال عن المحبة شيء اعمق في ١ يوحنا ٤:‏٨‏:‏ «الله محبة».‏ نعم،‏ المحبة تتغلغل عميقا في كيان يهوه.‏ فهي جوهره او طبيعته.‏ ويمكننا عموما ان نفكر في المسألة على هذا الوجه:‏ قدرة يهوه تمكِّنه من العمل؛‏ عدله وحكمته يوجّهان الطريقة التي يعمل بها؛‏ أما محبته فتدفعه الى العمل.‏ وتُرى محبته دائما في طريقة استخدامه صفاته الاخرى.‏

٣ يُقال غالبا ان يهوه هو مجسِّم المحبة.‏ لذلك اذا اردنا ان نتعلم شيئا عن المحبة،‏ يجب ان نتعلم عن يهوه.‏ فلنفحص بعض اوجه محبة الله التي لا تضاهى.‏

اعظم اعراب عن المحبة

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ما هو اعظم اعراب عن المحبة في كل التاريخ؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكننا القول ان يهوه وابنه متحدان بأقوى رباط محبة تشكَّل على الاطلاق؟‏

٤ يعرب يهوه عن المحبة بطرائق كثيرة،‏ ولكن ثمة طريقة واحدة تفوقها جميعا.‏ فما هي؟‏ انها ارسال ابنه ليتألم ويموت من اجلنا.‏ ويمكننا القول بملء الثقة انها اعظم اعراب عن المحبة في كل التاريخ.‏ فلماذا نقول ذلك؟‏

٥ يدعو الكتاب المقدس يسوع «بكر كل خليقة».‏ (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ تخيَّل هذا!‏ لقد كان ابن يهوه موجودا قبل الكون المادي.‏ فكم بلغت المدة التي بقي خلالها الآب والابن معا؟‏ يقدّر بعض العلماء ان عمر الكون يبلغ ١٣ بليون سنة.‏ ولكن حتى لو كان هذا التقدير صحيحا،‏ فلن يكون كافيا ليمثِّل طول عمر ابن يهوه البكر!‏ فماذا كان يفعل طوال كل هذه العصور؟‏ كان الابن سعيدا في عمله ‹كصانع› لدى ابيه.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠؛‏ يوحنا ١:‏٣‏)‏ فقد عمل يهوه وابنه معا لصنع سائر الاشياء.‏ وكم كانت تلك الاوقات سعيدة ومثيرة!‏ فمَن يستطيع ان يسبر كاملا عمق الرباط الذي نما بين يهوه الله وابنه على مدى تلك الفترة الهائلة من الزمن؟‏!‏ من الواضح انهما متحدان بأقوى رباط محبة تشكَّل على الاطلاق.‏

٦ عندما اعتمد يسوع كيف عبَّر يهوه عن مشاعره تجاه ابنه؟‏

٦ رغم ذلك،‏ ارسل يهوه ابنه الى الارض ليولد كطفل بشري.‏ وعنى ذلك ان يتخلى يهوه بضعة عقود عن علاقته الحميمة بابنه الحبيب في السماء.‏ وباهتمام شديد،‏ اخذ يراقب يسوع من السماء وهو يكبر ليصير رجلا كاملا.‏ وبعمر ٣٠ سنة تقريبا،‏ اعتمد يسوع.‏ وتكلّم الآب بنفسه في تلك المناسبة من السماء قائلا:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت».‏ (‏متى ٣:‏١٧‏)‏ ولا بد ان الآب كان سعيدا برؤية يسوع ينفذ بأمانة كل ما أُنبئ به وكل ما طُلب منه.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٣٦؛‏ ١٧:‏٤‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا عانى يسوع في ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ وكيف شعر ابوه السماوي حيال ذلك؟‏ (‏ب)‏ لماذا سمح يهوه بأن يتألم ابنه ويموت؟‏

٧ ولكن كيف شعر يهوه في ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ حين جرت خيانة يسوع واعتقله رعاع غاضبون؟‏ حين استُهزئ به وبُصق عليه ولُكِم؟‏ حين جُلد وتمزّق لحم ظهره تمزيقا؟‏ وحين سُمِّر في يديه وقدميه على عمود خشبي وتُرك هناك معلَّقا فيما الناس يشتمونه؟‏ كيف شعر الآب حين صرخ ابنه الحبيب اليه في غمرة عذابه؟‏ وكيف شعر يهوه حين لفظ يسوع آخر انفاسه ولم يعُد لابنه الوحيد وجود لأول مرة منذ فجر كل خليقة؟‏ —‏ متى ٢٦:‏١٤-‏١٦،‏ ٤٦،‏ ٤٧،‏ ٥٦،‏ ٥٩،‏ ٦٧؛‏ ٢٧:‏٢٦،‏ ٣٨-‏٤٤،‏ ٤٦؛‏ يوحنا ١٩:‏١‏.‏

٨ بما ان يهوه يملك مشاعر،‏ فلا توجد كلمات تصف الألم الذي احسّ به بسبب تألم ابنه وموته.‏ ولكن توجد كلمات تصف الدافع الذي جعل يهوه يسمح بحدوث ذلك.‏ فلماذا عرَّض الآب نفسه لهذا الألم؟‏ يكشف يهوه لنا شيئا رائعا في يوحنا ٣:‏١٦‏،‏ آية مهمة للغاية حتى انها اعتُبرت انجيلا مصغَّرا.‏ تقول:‏ «ان الله أحب العالم كثيرا حتى إنه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكي لا يهلك كل من يمارس الإيمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏ اذًا،‏ ان ما دفع يهوه الى فعل ذلك هو:‏ المحبة.‏ ولم يعبِّر احد عن محبة اعظم من هذه.‏

كيف يؤكد يهوه لنا محبته

٩ ماذا يريد الشيطان حملنا على اعتقاده بشأن نظرة يهوه الينا،‏ ولكن ماذا يؤكد لنا يهوه؟‏

٩ ولكن ينشأ سؤال هام:‏ ‹هل يحبنا الله إفراديا؟‏›.‏ قد يوافق المرء على القول ان الله يحب الجنس البشري عموما،‏ كما تذكر يوحنا ٣:‏١٦‏.‏ غير انه يقول في نفسه ان ‹الله لا يمكن ان يحبني انا كفرد›.‏ في الحقيقة،‏ يسعى الشيطان ابليس جاهدا لحملنا على الاعتقاد ان يهوه لا يحبنا ولا يعتبرنا ذوي قيمة.‏ ولكن مهما كنا نحسب انفسنا بلا قيمة او لا يمكن ان نُحَبّ،‏ فإن يهوه يؤكد لنا ان كل واحد من خدامه الامناء ذو قيمة في نظره.‏

١٠،‏ ١١ كيف يُظهر ايضاح يسوع عن العصافير الدورية اننا ذوو قيمة في نظر يهوه؟‏

١٠ على سبيل المثال،‏ تأمَّل في كلمات يسوع المسجلة في متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏ فلكي يوضح يسوع قيمة تلاميذه،‏ قال:‏ «أما يباع عصفوران دوريان بقطعة نقود قيمتها زهيدة؟‏ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما على الأرض بدون علم ابيكم.‏ أما انتم فشعر رأسكم نفسه معدود كله.‏ فلا تخافوا:‏ انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة».‏ تأمَّل في ما عنته هذه الكلمات لسامعي يسوع في القرن الاول.‏

١١ كان الدوري في ايام يسوع من ارخص الطيور التي تُباع للأكل.‏ فبقطعة نقود قيمتها زهيدة،‏ كان الشاري يحصل على عصفورين دوريَّين.‏ لكنّ يسوع يذكر بعد ذلك،‏ بحسب لوقا ١٢:‏٦،‏ ٧‏،‏ انه اذا دفع الشخص قطعتَي نقود،‏ لا يحصل على اربعة عصافير دورية بل على خمسة.‏ فالطائر الاضافي كان يُعطى كما لو ان لا قيمة له على الإطلاق.‏ ربما كانت هذه الطيور بلا قيمة في عيون البشر،‏ ولكن هل كانت هذه نظرة الخالق اليها؟‏ قال يسوع:‏ «لا يُنسى واحد منها [حتى العصفور الدوري الذي يُعطى مجانا] امام الله».‏ ربما بدأنا الآن نفهم فكرة يسوع.‏ فبما ان للعصفور الدوري الواحد قيمة عند يهوه،‏ فكم بالأكثر هي قيمة الانسان في نظره!‏ وكما قال يسوع،‏ يعرف يهوه كل تفصيل عنا.‏ حتى شعر رأسنا معدود كله!‏

١٢ لماذا يمكننا ان نتأكد ان يسوع لم يكن يبالغ عندما قال ان شعر رأسنا معدود؟‏

١٢ قد يقول البعض ان يسوع كان يبالغ هنا.‏ ولكن فكر لحظة في رجاء القيامة.‏ فلا بدّ ان يهوه يعرفنا معرفة عميقة للغاية كي يتمكَّن من إعادة خلقنا!‏ وهو يعتبرنا ذوي قيمة كبيرة الى حد انه يتذكر كل تفصيل،‏ بما في ذلك الشِّفرة الوراثية المعقدة لدينا وكل الذكريات والخبرات التي جمعناها على مرّ السنين.‏ وليس عدّ شعر رأسنا —‏ الذي يناهز الـ‍ ١٠٠٬٠٠٠ شعرة كمعدل —‏ بالإنجاز الصعب اذا ما قورن بذلك.‏ فما اروع كلمات يسوع التي يؤكد لنا فيها ان يهوه يهتم بنا كأفراد!‏

١٣ كيف تُظهر حالة الملك يهوشافاط ان يهوه يبحث عن الصلاح فينا رغم نقصنا؟‏

١٣ يكشف الكتاب المقدس شيئا آخر يؤكّد لنا محبة يهوه:‏ ان الله يبحث عن الصلاح الموجود فينا ويقدّره.‏ خُذْ على سبيل المثال الملك الصالح يهوشافاط.‏ فعندما قام الملك بعمل احمق،‏ قال له نبيّ يهوه:‏ «الغضب عليك من قِبَل الرب».‏ وما كان افظع ذلك!‏ لكنَّ رسالة يهوه لم تنتهِ هنا،‏ بل مضت قائلة:‏ «غير انه وُجد فيك امور صالحة».‏ (‏٢ أخبار الايام ١٩:‏١-‏٣‏)‏ فغضب يهوه البار لم يُعمِه عن ‹الامور الصالحة› الموجودة في يهوشافاط.‏ أفَلَيس مطمئِنا ان نعرف ان الهنا يبحث عن الصلاح فينا رغم نقصنا؟‏

اله «غفور»‏

١٤ اية مشاعر مزعجة قد تنتابنا عندما نخطئ،‏ لكن كيف نستفيد من غفران يهوه؟‏

١٤ عندما نخطئ،‏ قد يجعلنا ما نشعر به من خيبة وعار وذنب نفكِّر اننا لن نكون أهلا على الاطلاق لخدمة يهوه.‏ لكن تذكَّر ان يهوه «غفور».‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ نعم،‏ اذا تبنا عن خطايانا وبذلنا قصارى جهدنا لئلا نقع فيها من جديد نستفيد من غفران يهوه.‏ تأمّل كيف يصف الكتاب المقدس هذا الوجه الرائع من محبة يهوه.‏

١٥ الى ايّ حد يُبعد يهوه خطايانا عنا؟‏

١٥ استخدم المرنم الملهم داود تعبيرا تصويريا ليصف غفران يهوه قائلا:‏ «كبُعد المشرق من المغرب ابعدَ عنا معاصينا».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٢‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ فكم يبعد المشرق عن المغرب؟‏ يُعتبر المشرق دائما ابعد ما يكون عن المغرب،‏ وهاتان النقطتان لا تلتقيان البتة.‏ ويذكر احد العلماء ان هذه العبارة تعني «ابعد ما يمكن،‏ الى ابعد حد يمكن تخيله».‏ لذلك نفهم من كلمات داود الملهمة ان يهوه،‏ عندما يغفر،‏ يُبعد عنا خطايانا الى اقصى حد يمكننا تخيله.‏

١٦ عندما يغفر يهوه خطايانا،‏ لماذا يمكننا ان نتأكد انه يعتبرنا انقياء بعد ذلك؟‏

١٦ هل حاولتَ يوما ان تزيل لطخة عن ثوب فاتح اللون؟‏ ربما تبقى اللطخة ظاهرة رغم كل محاولاتك.‏ ولكن لاحظ كيف يصِف يهوه قدرته على المغفرة:‏ «إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيَضّ كالثلج.‏ إن كانت حمراء كالدودي [«كالقرمز القاني»،‏ ع‌ج‏] تصير كالصوف».‏ (‏اشعياء ١:‏١٨‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ تشير كلمة «قرمز» الى اللون الاحمر الزاهي.‏ * اما «القرمز القاني» فكان احد اغمق الالوان المستخدَمة في الصباغة.‏ وهكذا يستحيل علينا ان نزيل لطخة الخطية بجهودنا الخاصة.‏ لكنَّ يهوه قادر على ازالة الخطايا التي هي كالقرمز،‏ حتى القاني منه،‏ وجعلها تبيَضّ كالثلج او كالصوف غير المصبوغ.‏ وعندما يغفر يهوه خطايانا،‏ لا ينبغي ان نشعر بأننا سنحمل وصمة هذه الخطايا باقي حياتنا.‏

١٧ بأي معنى يطرح يهوه خطايانا وراء ظهره؟‏

١٧ قال حزقيا ليهوه في ترنيمة شكر مؤثرة نظمها بعدما استُبقي حيا اثر مرض مميت:‏ ‏«طرحتَ وراء ظهرك كل خطاياي».‏ (‏اشعياء ٣٨:‏١٧‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ فيهوه يصوَّر هنا وكأنه يأخذ خطايا فاعل الاثم التائب ويطرحها وراءه بحيث لا يعود يراها ولا يعيرها اهتماما.‏ وبحسب احد المراجع،‏ يمكن التعبير عن الفكرة على هذا الشكل:‏ «جعلتَ [خطاياي] تبدو وكأنها لم تحدث قط».‏ أفَلا يجعلنا ذلك نشعر بالاطمئنان؟‏

١٨ كيف يشير النبي ميخا الى ان يهوه،‏ حين يغفر،‏ يزيل خطايانا الى الابد؟‏

١٨ في احد وعود الرد،‏ عبَّر النبي ميخا عن اقتناعه بأن يهوه سيغفر لشعبه التائب قائلا:‏ «مَن هو اله مثلك .‏ .‏ .‏ صافِح عن الذنب لبقية ميراثه.‏ .‏ .‏ .‏ تُطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم».‏ (‏ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ تخيَّل ما عنته هذه الكلمات للناس العائشين في ازمنة الكتاب المقدس.‏ فلم تكن هنالك اية امكانية لاسترداد شيء طُرح «في اعماق البحر»!‏ لذا تشير كلمات ميخا الى ان يهوه،‏ حين يغفر،‏ يزيل خطايانا الى الابد.‏

‏«‏حنان إلهنا» ورأفته

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ ما هو معنى الفعل العبراني الذي يترجَم «رَحِم» او «اشفق»؟‏ (‏ب)‏ كيف يستخدم الكتاب المقدس المشاعر التي تكنُّها الامّ لطفلها ليعلِّمنا عن معنى رأفة يهوه؟‏

١٩ الرأفة وجه آخر لمحبة يهوه.‏ فما هي الرأفة؟‏ نجد في الكتاب المقدس ارتباطا وثيقا بين الرأفة والرحمة.‏ وهنالك عدد من الكلمات العبرانية واليونانية التي تنقل معنى الرأفة.‏ إليك مثلا الفعل العبراني رَحَم،‏ الذي يترجَم غالبا بالعربية «رَحِم» او «اشفق».‏ ويرتبط هذا التعبير العبراني،‏ الذي يطبِّقه يهوه على نفسه،‏ بموضع الجنين في بطن الامّ،‏ اي الرَّحِم.‏ لذا يمكن ان يُستعمَل هذا التعبير لوصف «حنان الامّ».‏

٢٠ يستخدم الكتاب المقدس المشاعر التي تكنُّها الامّ لطفلها ليعلِّمنا عن معنى رأفة يهوه.‏ تذكر اشعياء ٤٩:‏١٥‏:‏ «هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم [‏رَحَم‏] ابن بطنها.‏ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا انساك».‏ من الصعب تخيُّل أمّ تنسى إطعام رضيعها والعناية به.‏ فالطفل كائن عاجز،‏ وهو يحتاج ليلَ نهار الى رعاية امه وعطفها.‏ ولكن من المؤسف القول ان بعض الامهات لا يهتممن بصغارهن،‏ وخصوصا في هذه ‹الازمنة الحرجة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٣‏)‏ لكنَّ يهوه يقول:‏ «انا لا انساكِ».‏ فحنان يهوه ورأفته تجاه خدامه اعمق بكثير من حنان الامّ على طفلها،‏ الذي نعتبره ارقّ شعور طبيعي يمكن تخيُّله.‏

٢١،‏ ٢٢ ماذا عانى الاسرائيليون في مصر القديمة،‏ وكيف تجاوب يهوه مع آلامهم؟‏

٢١ كيف يظهِر يهوه،‏ كأب محب،‏ الحنان والرأفة؟‏ تُرى رأفة يهوه بوضوح في طريقة تعامله مع امة اسرائيل القديمة.‏ فبحلول نهاية القرن الـ‍ ١٦ ق‌م،‏ كان ملايين الاسرائيليين مستعبَدين في مصر القديمة حيث لقوا معاملة قاسية جدا.‏ (‏خروج ١:‏١١،‏ ١٤‏)‏ وفي ضيقهم صرخ الاسرائيليون الى يهوه ليساعدهم.‏ فكيف تجاوب إله الحنان والرأفة؟‏

٢٢ تأثر قلب يهوه بما يحدث.‏ فقال:‏ «اني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم .‏ .‏ .‏ اني علمت اوجاعهم».‏ (‏خروج ٣:‏٧‏)‏ وكان من غير الممكن ان يرى يهوه آلام شعبه او يسمع صراخهم دون ان يشاطرهم شعورهم.‏ فيهوه هو اله التعاطف.‏ والتعاطف —‏ الذي هو الاحساس بألم الآخرين —‏ مرتبط جدا بالرأفة.‏ لكنَّ يهوه لم يشاطر شعبه شعورهم فحسب،‏ بل اندفع الى اتخاذ اجراء من اجلهم.‏ تقول اشعياء ٦٣:‏٩‏:‏ «بمحبته ورأفته هو فكّهم».‏ و ‹بيد شديدة›،‏ انقذ يهوه الاسرائيليين من مصر.‏ (‏تثنية ٤:‏٣٤‏)‏ وبعد ذلك زوَّدهم بطعام عجائبي وأدخلهم ارضا مثمرة ليمتلكوها.‏

٢٣ (‏أ)‏ كيف تؤكد لنا كلمات المرنم الملهم ان يهوه يهتم اهتماما عميقا بنا كأفراد؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق يساعدنا يهوه؟‏

٢٣ لا يعرب يهوه عن الرأفة نحو شعبه كمجموعة فقط.‏ فإلهنا المحِب يهتم اهتماما عميقا بنا كأفراد.‏ وهو يعرف جيدا ايّ ألم نعانيه.‏ كتب المرنم الملهم:‏ «عينا الرب نحو الصدِّيقين وأذناه الى صراخهم.‏ قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلّص المنسحقي الروح».‏ (‏مزمور ٣٤:‏١٥،‏ ١٨‏)‏ وكيف يساعدنا يهوه كأفراد؟‏ انه لا يزيل بالضرورة سبب معاناتنا.‏ لكنَّه هيَّأ تدابير وافرة من اجل الذين يصرخون اليه طلبا للمساعدة.‏ فكلمته تقدِّم نصائح عملية قد تجعل وضعنا افضل.‏ ويزوِّد يهوه في الجماعة نظارا اكفاء روحيا يعملون جاهدين ليعكسوا رأفته عند مساعدة الآخرين.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وبما انه «سامع الصلاة»،‏ فهو يعطي «روحا قدسا للذين يسألونه».‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ لوقا ١١:‏١٣‏)‏ وكل هذه التدابير تعبير عن «حنان إلهنا» ورأفته.‏ —‏ لوقا ١:‏٧٨‏.‏

٢٤ كيف ستتجاوب مع محبة يهوه؟‏

٢٤ ألَيس من الرائع التأمل في محبة ابينا السماوي؟‏ في المقالة السابقة جرى تذكيرنا ان يهوه مارس قدرته،‏ عدله،‏ وحكمته بطرائق محِبّة لفائدتنا.‏ وفي هذه المقالة رأينا ان يهوه يعبّر عن محبته بشكل مباشر نحو الجنس البشري —‏ ونحونا إفراديا —‏ بطرائق لافتة للنظر.‏ لذلك يحسن بكلٍّ منا ان يطرح على نفسه السؤال التالي:‏ ‹كيف سأتجاوب مع محبة يهوه؟‏›.‏ فتجاوَبْ مع محبة يهوه وأحِبَّه بكل قلبك وعقلك ونفسك وقوتك.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ولتعكس طريقة حياتك يوما فيوما رغبتك القلبية في الاقتراب اكثر فأكثر الى يهوه.‏ وليقترب يهوه،‏ اله محبة،‏ اكثر اليك الى ابد الآبدين!‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 16‏ يقول احد العلماء ان القرمز «كان لونا من الالوان الثابتة.‏ فلا يمكن للندى ولا للمطر ولا الغسل ولا الاستعمال الطويل ان يزيله».‏

هل تذكرون؟‏

‏• كيف نعرف ان المحبة هي صفة يهوه الغالبة؟‏

‏• لماذا يمكن القول ان ارسال يهوه ابنه ليتألم ويموت من اجلنا هو اعظم اعراب عن المحبة؟‏

‏• كيف يؤكد لنا يهوه انه يحبُّنا كأفراد؟‏

‏• بأية طرائق تصويرية يصف الكتاب المقدس غفران يهوه؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

‏«الله .‏ .‏ .‏ بذل الابن،‏ مولوده الوحيد»‏

‏[الصورة في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

‏«انتم أثمن من عصافير دورية كثيرة»‏

‏[مصدر الصورة]‏

‏O‏E‏R‏I‏V‏/‏r‏e‏k‏c‏e‏d‏i‏e‏H‏ ‎.‏J‏ ‏©‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

يمكن ان تعلِّمنا المشاعر التي تكنُّها الام لطفلها الكثير عن حنان يهوه ورأفته