الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

النساء المسيحيات الامينات:‏ عابدات يقدِّرهن الله حقّ التقدير

النساء المسيحيات الامينات:‏ عابدات يقدِّرهن الله حقّ التقدير

النساء المسيحيات الامينات:‏ عابدات يقدِّرهن الله حقّ التقدير

‏«الحسن غش والجمال باطل.‏ اما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح».‏ —‏ امثال ٣١:‏٣٠‏.‏

١ ايّ فرق هنالك بين نظرة يهوه الى الجمال ونظرة العالم؟‏

يعلِّق العالم اهمية كبيرة على المظهر الخارجي،‏ وخصوصا مظهر النساء.‏ أما يهوه فيهتم بشكل رئيسي بالانسان الداخلي الذي يمكن ان يزداد جمالا مع السنين.‏ (‏امثال ١٦:‏٣١‏)‏ لذلك يحضّ الكتاب المقدس النساء:‏ «لا تكن زينتكن الضفر الظاهر للشعر ولبس حلي من الذهب او ارتداء اردية،‏ بل انسان القلب الخفي في اللباس غير القابل للفساد،‏ الروح الهادئ والوديع،‏ الذي هو عظيم القيمة في عيني الله».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

٢،‏ ٣ كيف ساهمت النساء في ترويج البشارة في القرن الاول،‏ وكيف أُنبئ بذلك؟‏

٢ يذكر الكتاب المقدس الكثير من النساء اللواتي اظهرن هذه الروح الجديرة بالمدح.‏ ففي القرن الاول،‏ كان لدى بعض هؤلاء النساء امتياز خدمة يسوع ورسله.‏ (‏لوقا ٨:‏١-‏٣‏)‏ ولاحقا،‏ صارت بعض النساء المسيحيات مبشِّرات غيورات.‏ وقدَّمت نساء اخريات الدعم القيِّم للرجال المسيحيين الذين يتولَّون القيادة،‏ بمَن فيهم الرسول بولس.‏ كما تحلَّت بعض النساء بروح ضيافة غير عادية،‏ حتى انهن قدَّمن بيوتهن لعقد الاجتماعات المسيحية.‏

٣ انبأت الاسفار المقدسة بأن يهوه سيستخدم النساء بطريقة بارزة لإنجاز قصده.‏ مثلا،‏ انبأت يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ ان الرجال والنساء،‏ الصغار والكبار،‏ سينالون الروح القدس ويساهمون في نشر بشارة الملكوت.‏ وقد ابتدأت هذه النبوة تتم يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤،‏ ١٦-‏١٨‏)‏ فمُنحت بعض النساء الممسوحات بالروح مواهب عجائبية،‏ كموهبة التنبؤ.‏ (‏اعمال ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وغيرة هذا الجيش الروحي من الاخوات الامينات في الخدمة ساهمت في انتشار المسيحية بسرعة في القرن الاول.‏ فنحو السنة ٦٠ ب‌م،‏ كتب الرسول بولس ان البشارة «كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

نساء مُدحن على إظهارهن الشجاعة والغيرة وروح الضيافة

٤ لماذا كان لدى بولس سبب وجيه لمدح بعض نساء الجماعة المسيحية في القرن الاول؟‏

٤ كان الرسول بولس يقدِّر خدمة بعض النساء،‏ تماما كما يقدِّر النظار المسيحيون اليوم خدمة النساء الغيورات.‏ وبعض النساء اللواتي ذكرهن بولس بالاسم هن ‹تريفينة وتريفوسة،‏ اللتان تعملان بكد في الرب› و ‹برسيس المحبوبة،‏ التي كدّت كثيرا في الرب›.‏ (‏روما ١٦:‏١٢‏)‏ وكتب ايضا عن إفودية وسنتيخي اللتين «ناضلتا جنبا الى جنب معي في البشارة».‏ (‏فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ كما تحدث عن برسكلا،‏ التي خدمت هي وزوجها اكيلا معه.‏ حتى انهما «جازفا بعنقَيهما» من اجله،‏ مما دفعه الى الكتابة:‏ «لست انا وحدي اشكرهما،‏ بل ايضا جميع جماعات الامم».‏ —‏ روما ١٦:‏٣،‏ ٤؛‏ اعمال ١٨:‏٢‏.‏

٥،‏ ٦ كيف رسمت برسكلا مثالا رائعا للاخوات في ايامنا؟‏

٥ وماذا جعل برسكلا تتحلى بالغيرة والشجاعة؟‏ نجد الجواب في الاعمال ١٨:‏٢٤-‏٢٦‏،‏ حيث نقرأ كيف دعمت زوجها في مساعدة خطيب ماهر اسمه ابلّس ان يطَّلع على طريق الحق على وجه اصحّ.‏ فيبدو ان برسكلا كانت تلميذة مجتهدة لكلمة الله ولتعليم الرسل.‏ نتيجة لذلك،‏ نمَّت صفات رائعة جعلتها مقدَّرة حقّ التقدير في نظر الله وزوجها وعضوا فعّالا في الجماعة الباكرة.‏ على نحو مماثل اليوم،‏ تُقدَّر حقّ التقدير النساء المسيحيات المجتهدات اللواتي يدرسن الكتاب المقدس بدأب ويتناولن الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه بواسطة «الوكيل الامين».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٢‏.‏

٦ كان اكيلا وبرسكلا بارزَين في إظهار روح الضيافة.‏ فقد استضافا بولس في بيتهما عندما كان يعمل معهما في صناعة الخيام في كورنثوس.‏ (‏اعمال ١٨:‏١-‏٣‏)‏ وعندما انتقلا الى افسس ثم الى روما،‏ استمرا في إظهار روح الضيافة المسيحية،‏ حتى انهما قدَّما بيتهما لعقد الاجتماعات المسيحية.‏ (‏اعمال ١٨:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏٨،‏ ١٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ قدَّمت نمفة ومريم ام يوحنا مرقس بيتَيهما لعقد اجتماعات الجماعة.‏ —‏ اعمال ١٢:‏١٢؛‏ كولوسي ٤:‏١٥‏.‏

نساء يُقدَّرن حق التقدير في ايامنا

٧،‏ ٨ ايّ سجل جدير بالمدح للخدمة المقدسة صنعته نساء مسيحيات كثيرات في ايامنا،‏ ومِمَّ يمكنهن ان يتيقنّ؟‏

٧ كما في القرن الاول،‏ تلعب النساء المسيحيات الامينات اليوم دورا مهمّا في إتمام قصد الله،‏ وخصوصا في عمل التبشير.‏ وما أروع السجل الذي صنعته هؤلاء الاخوات!‏ لنأخذ على سبيل المثال ڠوِن،‏ التي خدمت يهوه بأمانة طوال اكثر من ٥٠ سنة حتى موتها سنة ٢٠٠٢.‏ يقول زوجها:‏ «كانت ڠوِن مشهورة بغيرتها كمبشِّرة في كل انحاء مدينتنا.‏ وكانت تعتبر ان كل شخص يمكن ان يكون بين الذين يحظون بمحبة يهوه وينالون وعوده.‏ وولاؤها لله وهيئته وعائلتنا —‏ بالاضافة الى تشجيعها الحبي لنا في اوقات التثبّط —‏ كان دعما كبيرا لي ولأولادنا طوال حياتنا الحافلة بالنشاطات والتي تجلب الاكتفاء.‏ بالفعل،‏ نحن نفتقدها كثيرا».‏ وقد دام زواج ڠوِن ٦١ سنة.‏

٨ تخدم عشرات آلاف النساء المسيحيات،‏ العازبات والمتزوجات على السواء،‏ كفاتحات او مرسلات.‏ وتكتفي هؤلاء النساء بضروريات الحياة فيما ينشرن رسالة الملكوت في مقاطعات متنوعة:‏ من المدن الناشطة الى المناطق النائية.‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وكثيرات منهن يضحِّين بحقّهن في امتلاك بيت لهنّ او إنجاب الاولاد في سبيل خدمة يهوه بشكل اكمل.‏ كما ان بعضهن يدعمن بولاء ازواجهن الذين يخدمون كنظار جائلين،‏ وتخدم آلاف الاخوات في بيوت ايل حول العالم.‏ ولا شك ان هؤلاء النساء المضحيات بالذات هنّ جزء من «مشتهى كل الامم» الذي يملأ بيت يهوه مجدا.‏ —‏ حجي ٢:‏٧‏.‏

٩،‏ ١٠ كيف عبَّر البعض عن تقديرهم للمثال الرائع الذي رسمته زوجاتهم وأمهاتهم المسيحيات؟‏

٩ طبعا،‏ لدى نساء مسيحيات كثيرات مسؤوليات عائلية للاهتمام بها.‏ ولكن رغم ذلك،‏ فهنّ يُبقين مصالح الملكوت اولا.‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ كتبت فاتحة عازبة:‏ «لعبت امي دورا مهمًّا في انخراطي في الفتح القانوني،‏ بفضل ايمانها الراسخ ومثالها الرائع.‏ وقد كانت احدى افضل رفيقاتي في عمل الفتح».‏ ويقول زوج عن زوجته،‏ التي هي ام لخمس بنات راشدات:‏ «لطالما كان بيتنا نظيفا ومرتّبا.‏ فقد ابقته بوني بسيطا باستغنائها عن الاشياء غير الضرورية،‏ لكي تتمكن العائلة من التركيز على المساعي الروحية.‏ وحُسْن تدبيرها في الشؤون المالية مكَّنني من العمل بدوام جزئي طوال ٣٢ سنة،‏ مما اتاح لي تخصيص وقت اكبر لعائلتنا وللامور الروحية.‏ كما انها علَّمت بناتنا اهمية العمل باجتهاد.‏ لا يسعني إلّا ان امدحها على كل ما فعلته».‏ واليوم يخدم هذان الزوجان في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه.‏

١٠ ويكتب زوج عن زوجته،‏ التي هي امّ لها اولاد راشدون:‏ «اكثر ما يعجبني في سوزان هو محبتها الشديدة لله وللناس،‏ بالاضافة الى تفهُّمها،‏ تعاطفها،‏ واستقامتها.‏ ولطالما اعتبرَت ان يهوه يستحق افضل ما لدينا —‏ مبدأ طبَّقته على نفسها في خدمتها لله وفي القيام بمسؤولياتها كأم».‏ وقد تمكن هذا الزوج بفضل دعم زوجته من نيل عدد من الامتيازات الروحية،‏ بما في ذلك الخدمة كشيخ،‏ فاتح،‏ ناظر دائرة بديل،‏ وعضو في لجنة الاتصال بالمستشفيات.‏ فكم تُقدَّر هؤلاء النساء حق التقدير في نظر ازواجهن،‏ رفقائهن المسيحيين،‏ والاهم ايضا،‏ في نظر يهوه!‏ —‏ امثال ٣١:‏٢٨،‏ ٣٠‏.‏

نساء متوحِّدات وعازبات يُقدَّرن حق التقدير

١١ (‏أ)‏ كيف اظهر يهوه اهتمامه بالنساء الامينات،‏ وخصوصا الارامل؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر يمكن ان تثق به الارامل المسيحيات والاخوات الامينات المتوِّحدات والعازبات؟‏

١١ اظهر يهوه تكرارا اهتمامه بخير الارامل في الماضي.‏ (‏تثنية ٢٧:‏١٩؛‏ مزمور ٦٨:‏٥؛‏ اشعياء ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ ويهوه لم يتغير.‏ فهو لا يزال يهتم كثيرا بالارامل والامهات المتوحِّدات،‏ وكذلك باللواتي اخترن ان يبقين عازبات بإرادتهن واللواتي لم يجدن زوجا مسيحيا مناسبا.‏ (‏ملاخي ٣:‏٦؛‏ يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ فإذا كنتِ تخدمين يهوه بأمانة دون دعم زوج مسيحي،‏ يمكنك ان تكوني على ثقة بأن الله يقدِّرك حق التقدير.‏

١٢ (‏أ)‏ كيف تبرهن بعض الاخوات المسيحيات عن ولائهن ليهوه؟‏ (‏ب)‏ اية مشاعر تحاول بعض اخواتنا التغلب عليها؟‏

١٢ لنأخذ الآن حالة اخواتنا المسيحيات اللواتي لم يتزوّجن لأنهن يُطِعن بولاء وصية يهوه بالتزوج «في الرب فقط».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩؛‏ امثال ٣:‏١‏)‏ فكلمة الله تؤكد لهن انه ‹مع الولي يعمل يهوه بولاء›.‏ (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٢٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ إلا ان عدم التزوج يشكِّل تحديا لكثيرات منهن.‏ تقول احدى الاخوات:‏ «عقدت العزم ان اتزوج في الرب فقط،‏ لكنني اذرف دموعا غزيرة عندما ارى صديقاتي يتزوّجن رجالا مسيحيين رائعين فيما لا ازال انا وحيدة».‏ وتقول اخت اخرى:‏ «اخدم يهوه منذ ٢٥ سنة وأنا مصمِّمة على البقاء امينة له.‏ لكنَّ مشاعر الوحدة كثيرا ما تؤلمني».‏ وتضيف قائلة:‏ «نحن الاخوات العازبات بحاجة ماسة الى التشجيع».‏ فكيف يمكننا مساعدة هؤلاء الاخوات الامينات؟‏

١٣ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من مثال البنات اللواتي كنّ يذهبن الى ابنة يفتاح؟‏ (‏ب)‏ ما هي الطريقة الاخرى لإظهار اهتمامنا بالاخوات العازبات في جماعتنا؟‏

١٣ بإمكاننا معرفة احدى الطرائق من خلال حادثة قديمة.‏ فعندما تخلّت ابنة يفتاح عن حقّها في الزواج،‏ ادرك الناس انها تقدِّم تضحية.‏ وماذا فعلوا لتشجيعها؟‏ كانت بنات اسرائيل يذهبن من سنة الى سنة ليمدحن بنت يفتاح الجلعادي اربعة ايام في السنة.‏ (‏قضاة ١١:‏٣٠-‏٤٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ ينبغي ان نقدِّم المدح المخلص للاخوات العازبات اللواتي يُطِعن بولاء شريعة الله.‏ * وما هي الطريقة الاخرى لإظهار اهتمامنا بهن؟‏ ينبغي ان نطلب من يهوه في صلواتنا ان يدعم هؤلاء الاخوات الامينات العزيزات للاستمرار في خدمتهن بولاء.‏ فهن يستاهلن ان يتأكدن من المحبة الحارة والتقدير العميق اللذين يكنهما لهن يهوه والجماعة المسيحية بأكملها.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٨‏.‏

كيف تنجح الامهات المتوحِّدات

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ لماذا يجب ان تصلّي الامهات المتوحِّدات طلبا لمساعدة يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للامهات المتوحِّدات ان يعملن بانسجام مع صلواتهن؟‏

١٤ تواجه الامهات المتوحِّدات المسيحيات ايضا صعوبات عديدة.‏ لذلك ينبغي ان يطلبن مساعدة يهوه لتربية اولادهن بانسجام مع مبادئ الكتاب المقدس.‏ صحيح انه ليس باستطاعتكِ،‏ ايتها الام المتوحِّدة،‏ ان تكوني امًّا وأبًا في الوقت نفسه من كل النواحي،‏ إلا ان يهوه سيساعدك على القيام بمسؤولياتك العديدة اذا طلبتِ ذلك منه بإيمان.‏ مثالا لذلك:‏ تخيلي ان لديكِ كيسا ثقيلا مليئا بالمأكولات تريدين ايصاله الى شقتك العالية في احد المباني.‏ فهل تحملين الكيس وتصعدين على الدرج اذا كان هنالك مصعد في البناية؟‏ طبعا لا!‏ وعلى نحو مماثل،‏ لا تحاولي ان تحملي وحدك الاعباء العاطفية الثقيلة في حين ان بإمكانك طلب مساعدة يهوه.‏ وهو يدعوك ان تفعلي ذلك.‏ يقول المزمور ٦٨:‏١٩‏،‏ ترجمة تفسيرية:‏ ‏«تبارك الرب الذي يحمل اثقالنا يوما فيوما».‏ ‏(‏إمالة الحروف لنا)‏ كذلك تدعونا ١ بطرس ٥:‏٧ ان نلقي كل همومنا على يهوه،‏ ‏«لأنه يهتم بكم».‏ لذلك عندما تثقل كاهلكِ المشاكل والهموم،‏ ألقيها على ابيكِ السماوي بواسطة الصلاة «بلا انقطاع».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧؛‏ مزمور ١٨:‏٦؛‏ ٥٥:‏٢٢‏.‏

١٥ مثلا،‏ اذا كنتِ امًّا،‏ فلا شكّ انكِ قلقة بشأن تأثير النظراء على اولادك في المدرسة او بشأن امتحانات الاستقامة التي قد تواجههم.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وهذه امور تدعو فعلا الى القلق.‏ ولكنها ايضا مسائل يجب ان تصلّي بشأنها.‏ فلمَ لا تصلّين بشأن امور كهذه مع اولادك قبل ذهابهم الى المدرسة،‏ وربما بعد مناقشة الآية اليومية معهم؟‏ فالصلوات المحددة الصادرة من القلب يمكن ان تترك اثرا عميقا في اذهان الاولاد.‏ والاهم،‏ هو انها تساعدك على نيل بركة يهوه فيما تجاهدين بصبر لغرس كلمته في قلوب اولادك.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ امثال ٢٢:‏٦‏)‏ ولا تنسَي ان «عينَي يهوه على الابرار،‏ وأذنيه الى تضرعهم».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٢؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ماذا قال احد الابناء عن المحبة التي اظهرتها امه؟‏ (‏ب)‏ كيف اثَّرت نظرة الام الروحية في اولادها؟‏

١٦ تأملي في مثال اوليڤيا،‏ امّ لستة اولاد.‏ فقد هجرها زوجها غير المؤمن بُعيد ولادة آخر طفلة لهما.‏ لكنَّ ذلك لم يمنعها من ان تحمل فورا مسؤولية تدريب اولادها في طرق الله.‏ كان دارِن،‏ ابن اوليڤيا البالغ من العمر الآن ٣١ سنة والذي يخدم كشيخ مسيحي وفاتح،‏ بعمر ٥ سنوات عندما هجرهم والده.‏ وما زاد من هموم اوليڤيا ان دارِن أُصيب بمشكلة صحية خطيرة،‏ مشكلة لا يزال يعاني منها حتى الآن.‏ يكتب دارِن،‏ متذكرا طفولته:‏ «لا ازال اذكر كيف كنت اجلس في سرير المستشفى وأنتظر امي بفارغ الصبر.‏ فقد كانت تجلس بقربي وتقرأ عليّ الكتاب المقدس يوميا.‏ ثم كانت ترنم ترنيمة الملكوت ‹نشكرك يا يهوه›.‏ * ولا تزال هذه الترنيمة حتى الآن الترنيمة المفضّلة لدي».‏

١٧ ساهمت ثقة اوليڤيا بيهوه ومحبتها له في نجاحها كأمّ متوحِّدة.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وقد انعكس موقفها الرائع في الاهداف التي رسمتها لأولادها.‏ يقول دارِن:‏ «كانت امي تشجِّعنا دائما على وضع هدف الخدمة كامل الوقت».‏ ويضيف قائلا:‏ «نتيجة لذلك،‏ انخرطنا انا وأربع من اخواتي الخمس في الخدمة كامل الوقت.‏ لكنَّ امي لم تفتخر يوما بإنجازاتها هذه امام الآخرين.‏ وأنا ابذل جهدي للاقتداء بصفاتها الرائعة».‏ صحيح ان الاولاد لا يختارون كلهم،‏ كأولاد اوليڤيا،‏ ان يخدموا الله عندما يكبرون،‏ لكنَّ الام بإمكانها ان تثق بأن يهوه سيمنحها الارشاد والدعم الحبي اذا ما بذلت اقصى جهدها للعيش وفق مبادئ الكتاب المقدس.‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٨‏.‏

١٨ كيف يمكننا ان نُظهِر تقديرنا لتدبير الجماعة المسيحية الذي اعدّه لنا يهوه؟‏

١٨ يزوِّدنا الله بمقدار كبير من الدعم من خلال الجماعة المسيحية.‏ وذلك بواسطة البرنامج الغذائي الروحي المنتظم،‏ معشر الإخْوة المسيحي،‏ و ‹العطايا في رجال› الناضجين روحيا.‏ (‏افسس ٤:‏٨‏)‏ فالشيوخ الامناء يعملون جاهدين لتشجيع كل افراد الجماعة ويمنحون انتباها خصوصيا لحاجات «اليتامى والارامل في ضيقهم».‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ لذلك ابقي قريبة من شعب الله ولا تعتزلي ابدا.‏ —‏ امثال ١٨:‏١؛‏ روما ١٤:‏٧‏.‏

جمال الخضوع

١٩ لماذا لا يعني خضوع الزوجة انها ادنى من زوجها،‏ وأيّ مثال من الكتاب المقدس يبرهن ذلك؟‏

١٩ خلق يهوه المرأة معينا مكمِّلا للرجل.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ لذلك لا يعني خضوع الزوجة لزوجها انها ادنى منه إطلاقا.‏ على العكس،‏ فإن هذه الصفة تكرم المرأة وتتيح لها استخدام مواهبها العديدة انسجاما مع مشيئة الله.‏ يصف الاصحاح ٣١ من الامثال النشاطات المتنوعة التي كانت تقوم بها المرأة الفاضلة في اسرائيل القديمة.‏ فقد كانت تساعد المحتاجين،‏ تغرس الكروم،‏ وتشتري الاراضي.‏ نعم،‏ كان ‹قلب زوجها يثق بها فلا يحتاج الى غنيمة›.‏ —‏ الاعداد ١١‏،‏ ١٦‏،‏ ٢٠‏.‏

٢٠ (‏أ)‏ اية نظرة ينبغي ان تمتلكها المرأة المسيحية الى مواهبها المعطاة من الله؟‏ (‏ب)‏ اية صفات رائعة اعربت عنها استير،‏ وكيف استخدمها يهوه نتيجة لذلك؟‏

٢٠ ان المرأة المحتشمة الخائفة الله لا تتسلط على زوجها او تنافسه.‏ (‏امثال ١٦:‏١٨‏)‏ وهي لا تحاول تحقيق ذاتها وطموحاتها من خلال المساعي الدنيوية،‏ بل تستخدم مواهبها المعطاة من الله لخدمة الآخرين:‏ عائلتها،‏ رفقائها المسيحيين،‏ جيرانها،‏ والاهم من ذلك يهوه.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠؛‏ تيطس ٢:‏٣-‏٥‏)‏ لنأخذ على سبيل المثال الملكة استير.‏ فرغم انها جميلة المنظر،‏ فقد كانت محتشمة وخاضعة.‏ (‏استير ٢:‏١٣،‏ ١٥‏)‏ فعندما تزوجت،‏ اظهرت احترامها العميق لزوجها الملك احشويرش،‏ بعكس زوجته السابقة وشتي.‏ (‏استير ١:‏١٠-‏١٢؛‏ ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ كما انها اذعنت للنصائح الجيدة التي قدّمها لها مردخاي،‏ ابن عمها الاكبر سنًّا،‏ حتى بعدما اصبحت ملكة.‏ لكنها لم تكن ضعيفة الشخصية.‏ فقد شهَّرت بجرأة هامان،‏ رجل صاحب نفوذ عديم الرحمة كان قد دبَّر مكيدة لإبادة اليهود.‏ نتيجة لذلك،‏ استخدم يهوه استير بطريقة بارزة لإنقاذ شعبه.‏ —‏ استير ٣:‏٨–‏٤:‏١٧؛‏ ٧:‏١-‏١٠؛‏ ٩:‏١٣‏.‏

٢١ كيف يمكن للمرأة المسيحية ان تزيد من تقدير يهوه لها؟‏

٢١ من الواضح ان هنالك نساء تقيات،‏ في الماضي والحاضر،‏ اظهرن التعبد المطلق ليهوه وعبادته.‏ لذلك،‏ فإن يهوه يقدِّر هؤلاء النساء التقيات حق التقدير.‏ فيا ايتها الاخوات المسيحيات،‏ اسمحن ليهوه بأن يصوغكن بواسطة روحه لتصرن تدريجيا «اناء» مرغوبا فيه اكثر «مهيأ لكل عمل صالح».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢١؛‏ روما ١٢:‏٢‏)‏ فعن مثل هؤلاء العابدات المقدَّرات حق التقدير تقول كلمة الله:‏ «أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها اعمالها في الابواب».‏ (‏امثال ٣١:‏٣١‏)‏ ونحن نأمل ان تنطبق هذه الآية على كلّ واحدة منكن.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 13‏ من اجل معلومات عن كيفية تقديم مدح كهذا،‏ انظر برج المراقبة عدد ١٥ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٢،‏ الصفحات ٢٦-‏٢٨‏.‏

هل تتذكرون؟‏

‏• ماذا فعلت بعض النساء المسيحيات في القرن الاول ليكنَّ مقدَّرات حق التقدير في نظر يهوه؟‏

‏• ماذا فعلت اخوات كثيرات في ايامنا ليقدِّرهن الله حق التقدير؟‏

‏• كيف يدعم يهوه الامهات المتوحِّدات والاخوات العازبات الاخريات؟‏

‏• كيف يمكن ان تُظهِر المرأة التقدير العميق لترتيب الرئاسة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٧]‏

امثلة للتأمل فيها

هل تودّ ان تتأمل في بعض الامثلة الاخرى لنساء امينات يرد ذكرهن في الكتاب المقدس؟‏ اذًا،‏ اقرأ من فضلك الآيات المذكورة ادناه.‏ وإذ تتأمل في روايات هؤلاء النساء،‏ حاول ان تكتشف المبادئ التي يمكنك تطبيقها بشكل افضل في حياتك.‏ —‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

سارة:‏ تكوين ١٢:‏١،‏ ٥؛‏ ١٣:‏١٨أ؛‏ ٢١:‏٩-‏١٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

نساء اسرائيليات سخيات:‏ خروج ٣٥:‏٥،‏ ٢٢،‏ ٢٥،‏ ٢٦؛‏ ٣٦:‏٣-‏٧؛‏ لوقا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

دبورة:‏ قضاة ٤:‏١–‏٥:‏٣١‏.‏

راعوث:‏ راعوث ١:‏٤،‏ ٥،‏ ١٦،‏ ١٧؛‏ ٢:‏٢،‏ ٣،‏ ١١-‏١٣؛‏ ٤:‏١٥‏.‏

المرأة الشونمية:‏ ٢ ملوك ٤:‏٨-‏٣٧‏.‏

المرأة الفينيقية:‏ متى ١٥:‏٢٢-‏٢٨‏.‏

مرثا ومريم:‏ مرقس ١٤:‏٣-‏٩؛‏ لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢؛‏ يوحنا ١١:‏١٧-‏٢٩؛‏ ١٢:‏١-‏٨‏.‏

طابيثا:‏ اعمال ٩:‏٣٦-‏٤١‏.‏

بنات فيلبُّس الاربع:‏ اعمال ٢١:‏٩‏.‏

فيبي:‏ روما ١٦:‏١،‏ ٢‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

هل نقدِّم المدح للاخوات العازبات اللواتي يُطِعن شريعة الله بولاء؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

اية طلبات محدَّدة يمكن ذكرها في الصلوات مع الاولاد قبل ذهابهم الى المدرسة؟‏