الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

احترز من الخداع

احترز من الخداع

احترز من الخداع

‏‹احذروا:‏ لعل احدا يسبيكم بالخداع الفارغ›.‏ —‏ كولوسي ٢:‏٨‏.‏

١-‏٣ (‏أ)‏ اية امثلة تُظهِر ان الخداع تسلَّل الى كل نواحي حياتنا اليومية تقريبا؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا ينبغي ان نستغرب الخداع الموجود في العالم؟‏

‏«كم واحدا منكم لم يكذب عليه ايّ زبون؟‏».‏ منذ عدة سنوات،‏ اجرى پروفسور حقوق استطلاعا طرح فيه هذا السؤال.‏ وماذا كان الجواب؟‏ يوضح قائلا:‏ «من بين آلاف المحامين،‏ لم يكن هنالك إلا محامٍ واحد لم يكذب عليه ايّ زبون».‏ ولمَ؟‏ «كان هذا المحامي قد ابتدأ لتوه يتدرب في شركة كبيرة ولم يكن قد تكلم بعد مع ايّ زبون».‏ يوضح هذا المثال واقعا مؤسفا:‏ الكذب والخداع شائعان في عالمنا اليوم.‏

٢ للخداع انواع عديدة،‏ وقد تسلَّل الى كل مجالات الحياة العصرية تقريبا.‏ وتقارير وسائل الاعلام تزخر بالامثلة:‏ سياسيون يكذبون بشأن تصرفاتهم،‏ محاسبون ومحامون يضخِّمون ارباح الشركات،‏ معلنون يضلِّلون المستهلكين،‏ وأشخاص يغشّون شركات التأمين من اجل الحصول على المال.‏ وهذا مجرد غيض من فيض.‏ وهنالك ايضا الخداع الديني.‏ فرجال الدين يضلِّلون الناس بتعليمهم عقائد باطلة مثل خلود النفس،‏ نار الهاوية،‏ والثالوث.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

٣ وهل ينبغي ان نستغرب كل هذا الخداع؟‏ كلا.‏ فبخصوص «الايام الاخيرة»،‏ حذَّر الكتاب المقدس:‏ «الناس الاشرار والدجالون .‏ .‏ .‏ سيتقدمون من سيئ الى اسوأ،‏ مضِلّين ومضَلّين».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ١٣‏)‏ فكمسيحيين،‏ يلزم ان ننتبه من الآراء المضلِّلة التي بإمكانها ان تُبعدنا عن الحق.‏ ولكن من المنطقي ان نسأل:‏ لماذا الخداع متفشٍّ الى هذا الحد اليوم،‏ وكيف يمكننا ان نحترز منه؟‏

لِمَ الكثير من الخداع اليوم؟‏

٤ كيف يوضح الكتاب المقدس سبب تفشي الخداع في العالم؟‏

٤ يوضح الكتاب المقدس سبب تفشي الخداع في هذا العالم.‏ فقد كتب الرسول يوحنا ان ‹العالم كله هو تحت سلطة الشرير›.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ و «الشرير» هو الشيطان ابليس الذي قال يسوع عنه:‏ «لم يثبت في الحق،‏ لأنه لا حق فيه.‏ متى تكلم بالكذب فهو يتكلم وفقا لنزعته الخاصة،‏ لأنه كذاب وأبو الكذب».‏ فهل من المستغرَب،‏ اذًا،‏ ان يعكس هذا العالم روح حاكمه وقيَمه وخداعه؟‏!‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ ١٤:‏٣٠؛‏ افسس ٢:‏١-‏٣‏.‏

٥ كيف يكثِّف الشيطان جهوده الخدَّاعة في وقت النهاية هذا،‏ ومَن يستهدفهم بشكل خاص؟‏

٥ يكثِّف الشيطان جهوده في وقت النهاية هذا.‏ فقد طُرِح الى الارض وبه «غضب عظيم» لأنه يعلم ان له زمانا قصيرا.‏ وهو مصمِّم على الايقاع بأكبر عدد ممكن من الناس،‏ لذلك «يضلّ المسكونة كلها».‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٢‏)‏ وعزْم الشيطان على خداع البشر لا ينثني.‏ فهو يحاول دون هوادة ان يضلّهم.‏ * لذلك يستخدم كل وسيلة في جعبته،‏ بما في ذلك الاحتيال والخداع،‏ ليعمي اذهان غير المؤمنين ويبعدهم عن الله.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وسيّد الخداع هذا عاقد العزم خصوصا على التهام الذين يعبدون الله «بالروح والحق».‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤؛‏ ١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ فلا ننسَ ان الشيطان ادَّعى ما معناه:‏ ‹يمكنني ان أُبعِد ايّ شخص عن الله›.‏ (‏ايوب ١:‏٩-‏١٢‏)‏ لذلك لنستعرض الآن بعض الاساليب من «التكتيك الخدّاع» الذي يعتمده الشيطان ونرَ كيف يمكننا الاحتراز منها.‏ —‏ افسس ٦:‏١١‏،‏ العهد الجديد اليهودي،‏ بالانكليزية.‏

احترز من خداع المرتدين

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ ماذا يدَّعي المرتدون؟‏ (‏ب)‏ كيف تُظهِر الاسفار المقدسة بوضوح ما هو هدف المرتدين؟‏

٦ لطالما استخدم الشيطان المرتدين في محاولاته للإيقاع بخدام الله.‏ (‏متى ١٣:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ فقد يدَّعي المرتدون انهم يعبدون يهوه ويؤمنون بالكتاب المقدس،‏ إلا انهم يرفضون الاعتراف بهيئته المنظورة.‏ حتى ان البعض يعودون الى العقائد التي تحقِّر الله في «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏كشف ١٧:‏٥؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وبوحي الهي،‏ استخدم كتبة الكتاب المقدس لهجة قاسية لتشهير دوافع المرتدين وأساليبهم.‏

٧ وإلامَ يهدف المرتدون؟‏ معظمهم لا يكتفون بترك الايمان الذي اعتبروه ذات مرة حقًّا.‏ فغالبا ما يكون هدفهم اخذ آخرين معهم.‏ فبدلا من البحث خارجا عن تلاميذ لهم،‏ يسعى كثيرون منهم ان «يجتذبوا التلاميذ [تلاميذ المسيح] وراءهم».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ لذلك قدَّم الرسول بولس هذا التحذير بشأن المعلِّمين الكذبة:‏ «احذروا:‏ لعل احدا يسبيكم [«يوقعكم احد فريسة»،‏ ترجمة تفسيرية‏]».‏ (‏كولوسي ٢:‏٨‏)‏ أفلا تصِف هذه الكلمات ما يحاول ان يفعله مرتدون كثيرون؟‏ فتماما كالشخص الذي يخطف ضحيته من عائلته على حين غرّة،‏ يوقع المرتدون افرادَ الجماعة الذين يثقون بهم فريسة ويسعَون الى إبعادهم عن الرعية.‏

٨ اية اساليب يستخدمها المرتدون لتحقيق غرضهم؟‏

٨ وأية اساليب يستخدمها المرتدون لتحقيق غرضهم؟‏ غالبا ما يلجأون الى التحريفات،‏ انصاف الحقائق،‏ والاكاذيب السافرة.‏ عرف يسوع ان أتباعه كانوا سيقعون ضحية الذين ‹يفترون عليهم كلَّ كذب›.‏ ‏(‏متى ٥:‏١١‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ فهؤلاء المقاومون الماكرون كانوا سيخبرون امورا غير صحيحة بهدف خداع الآخرين.‏ كما حذَّر الرسول بطرس من المرتدين الذين يستخدمون «كلمات مزوَّرة»،‏ ينشرون ‹تعاليم خادعة›،‏ و ‹يعوِّجون› الاسفار المقدسة لتحقيق غاياتهم.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٣،‏ ١٣؛‏ ٣:‏١٦‏)‏ ومن المؤسف ان المرتدين ينجحون في ‹قلب ايمان البعض›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٨‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف يمكننا الاحتراز من خداع المرتدين؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا ننزعج اذا كان فهمنا لقصد الله بحاجة الى تعديل؟‏

٩ وكيف يمكننا الاحتراز من خداع المرتدين؟‏ باتِّباع نصيحة كلمة الله ان ‹نبقي عيننا على الذين يسبِّبون الانقسامات والمعاثر خلافا للتعليم الذي تعلمناه وأن نتجنبهم›.‏ (‏روما ١٦:‏١٧‏)‏ ونحن نتجنبهم برفض افكارهم —‏ سواء نشروها شخصيا او في مطبوعة او على الإنترنت.‏ ولماذا نتَّخذ هذا الموقف؟‏ اولا،‏ لأن كلمة الله تقول لنا ذلك،‏ ونحن نثق بأن يهوه يريد دائما الافضل لنا.‏ —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٠ ثانيا،‏ لأننا نحب الهيئة التي علَّمتنا الحقائق الثمينة التي تميِّزنا بوضوح عن بابل العظيمة.‏ وفي الوقت نفسه،‏ نحن ندرك ان معرفتنا لقصد الله ليست كاملة؛‏ فقد عدَّلنا فهمنا عدة مرات على مرّ السنين.‏ والمسيحيون الاولياء مستعدون لانتظار وقت يهوه لإجراء هذه التحسينات.‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ لن نترك الهيئة التي يستخدمها الله لأننا نرى بأمّ عيننا الدليل على بركته عليها.‏ —‏ اعمال ٦:‏٧؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏٦‏.‏

احترز من خداع الذات

١١ لماذا لدى البشر الناقصين ميل فطري الى خداع انفسهم؟‏

١١ لدى البشر الناقصين ميل فطري الى خداع انفسهم.‏ والشيطان يسارع الى استغلال هذا الميل.‏ تقول ارميا ١٧:‏٩‏:‏ «القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس [«يستميت الى غايته»،‏ ع‌ج‏]».‏ كما كتب يعقوب:‏ «كل واحد يُمتحَن اذا اجتذبته وأغرته شهوته».‏ (‏يعقوب ١:‏١٤‏)‏ فإذا أُغري قلبنا،‏ فهو يغرينا لارتكاب الخطية،‏ اذ يجعلها تبدو جذابة وغير مؤذية.‏ وهذه النظرة خادعة،‏ لأن الاستسلام للخطية يؤدي بنا الى الخراب.‏ —‏ روما ٨:‏٦‏.‏

١٢ كيف يمكن ان نقع في شرك خداع الذات؟‏

١٢ من السهل ان نقع في شرك خداع الذات.‏ فقلبنا الخدّاع قد يختلق الاعذار للعيوب الخطيرة في شخصيتنا او يحاول تبرير خطية خطيرة.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏١٣-‏١٥،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وقلبنا الذي يستميت الى غايته قد يبحث ايضا عن حجج ليبيح لنا السلوك المشكوك فيه.‏ لنأخذ على سبيل المثال مجال التسلية.‏ فهنالك تسلية سليمة وممتعة.‏ لكنَّ الكثير مما يقدِّمه هذا العالم —‏ في الافلام السينمائية وبرامج التلفزيون وعلى مواقع الإنترنت —‏ هو فاحش وفاسد ادبيا.‏ ومن السهل إقناع انفسنا ان بإمكاننا مشاهدة هذه التسلية المنحطة دون ايّ ضرر.‏ حتى ان البعض يفكرون:‏ «ما الخطأ في هذه التسلية ما دمت لا اشعر بوخز الضمير؟‏».‏ لكنَّ هؤلاء الاشخاص ‹يخدعون انفسهم بتفكير باطل›.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٢‏.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ايّ مثال من الاسفار المقدسة يُظهِر انه لا يمكننا دائما الوثوق بضميرنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا الاحتراز من خداع الذات؟‏

١٣ وكيف يمكننا الاحتراز من خداع الذات؟‏ في البداية،‏ من الضروري ان نتذكر ان الضمير البشري لا يمكن الوثوق به دائما.‏ لنتأمل في مثال الرسول بولس.‏ فقد اضطهد أتباع المسيح قبلما صار مسيحيا.‏ (‏اعمال ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وربما لم يحسّ آنذاك بتأنيب الضمير.‏ ولكن من الواضح ان ضميره كان موجَّها بطريقة خاطئة.‏ فقد قال هو بنفسه:‏ «كنت جاهلا وبعدم ايمان عملت».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٣‏)‏ لذلك اذا لم يبكِّتنا ضميرنا على نوع معيّن من التسلية،‏ فهذا ليس بحدّ ذاته ضمانا ان تصرُّفنا صحيح.‏ فالضمير المدرَّب جيدا بحسب كلمة الله هو فقط الدليل الذي يجب ان نثق به.‏

١٤ ولنتجنَّب خداع الذات ايضا،‏ يلزم ان نبقي في ذهننا بعض الاقتراحات المفيدة التالية.‏ افحص نفسك بروح الصلاة.‏ ‏(‏مزمور ٢٦:‏٢؛‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏)‏ ففحص الذات المخلص يمكن ان يفتح عينيك على الحاجة الى القيام ببعض التغييرات في نظرتك او تصرفاتك.‏ أصغِ الى ما يقوله لك الآخرون.‏ ‏(‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ بما ان فحص الذات قد يكون متحيِّزا،‏ فمن الحكمة ان تصغي الى ما يقوله لك الرفقاء المسيحيون الناضجون بموضوعية.‏ فإذا اكتشفت ان الرفقاء المؤمنين المتَّزنين وذوي الخبرة يعتبرون قراراتك او تصرفاتك مشكوكا فيها،‏ يجب ان تسأل نفسك:‏ ‹هل السبب ان ضميري غير مدرَّب جيدا او ان قلبي يخدعني؟‏›.‏ تغذَّ بانتظام بالطعام الروحي الموجود في الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه.‏ ‏(‏مزمور ١:‏٢‏)‏ فهذا ما يساعدك على إبقاء افكارك ومواقفك ومشاعرك على انسجام مع المبادئ الالهية.‏

احترز من اكاذيب الشيطان

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ اية اكاذيب يستخدمها الشيطان في محاولاته لخداعنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا الاحتراز من هذه الاكاذيب؟‏

١٥ يستخدم الشيطان مجموعة كبيرة من الاكاذيب في محاولاته لخداعنا.‏ فهو يحاول ان يُقنعَنا بأن الممتلكات المادية تجلب السعادة والاكتفاء،‏ رغم ان العكس هو صحيح.‏ (‏جامعة ٥:‏١٠-‏١٢‏)‏ وهو يريد ان يحملنا على الاعتقاد ان هذا العالم الشرير سيبقى الى الابد،‏ رغم الادلة القاطعة اننا نعيش في «الايام الاخيرة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ كما انه يروِّج الفكرة القائلة انه لا ضرر في العيش حياة فاسدة ادبيا،‏ رغم ان الساعين وراء الملذات غالبا ما يحصدون عواقب وخيمة.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ فكيف يمكننا الاحتراز من هذه الاكاذيب؟‏

١٦ تعلَّم من الامثلة المذكورة في الكتاب المقدس.‏ يحتوي الكتاب المقدس على امثلة تحذيرية لأشخاص خدعتهم اكاذيب الشيطان.‏ فقد احبوا الامور المادية،‏ غابت عن بالهم خطورة الازمنة التي عاشوا فيها،‏ او استسلموا للفساد الادبي.‏ وهؤلاء جميعهم حصدوا عواقب وخيمة.‏ (‏متى ١٩:‏١٦-‏٢٢؛‏ ٢٤:‏٣٦-‏٤٢؛‏ لوقا ١٦:‏١٤؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٨-‏١١‏)‏ تعلَّم من الامثلة العصرية.‏ من المؤسف ان بعض المسيحيين يخسرون احيانا شعورهم بالالحاح ويعتقدون ان خدمتهم لله تجعلهم يفوِّتون على انفسهم شيئا جيدا.‏ حتى انهم قد يتركون الحق ليعيشوا حياة الانغماس في الملذات.‏ لكنَّ هؤلاء الاشخاص هم «في مزالق»،‏ لأنهم عاجلا او آجلا سيقعون في شرّ اعمالهم.‏ (‏مزمور ٧٣:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ومن الحكمة ان نتعلم من اخطائهم.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٣‏.‏

١٧ لماذا يروِّج الشيطان الكذبة ان يهوه لا يحبنا ولا يعتبرنا ذوي قيمة؟‏

١٧ والكذبة الفعّالة الاخرى التي يستخدمها الشيطان هي ان يهوه لا يحبنا ولا يعتبرنا ذوي قيمة.‏ فالشيطان يراقب البشر الناقصين منذ آلاف السنين،‏ وهو يعرف ان التثبط يُضعِف روحياتنا.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ لذلك فهو يروِّج الكذبة اننا بلا قيمة في نظر الله.‏ وإذا احسسنا بأننا «مطروحون» واقتنعنا ان يهوه لا يهتم بنا،‏ نميل الى الاستسلام.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٩‏)‏ وهذا تماما ما يريده المخادع الكبير.‏ فكيف يمكننا ان نحترز من الانخداع بكذبة الشيطان هذه؟‏

١٨ كيف يؤكد لنا الكتاب المقدس ان يهوه يحبنا؟‏

١٨ تأمل في ما يقوله الكتاب المقدس عن محبة الله لنا.‏ فكلمة الله تستخدم تشابيه حية مؤثرة لتؤكد لنا ان يهوه يهتم بنا ويحبنا افراديا.‏ مثلا،‏ انها تقول انه يضع دموعك في ‹زقه›،‏ مما يعني انه يرى ويتذكر الدموع التي تذرفها وأنت تجاهد للبقاء امينا.‏ (‏مزمور ٥٦:‏٨‏)‏ وهو يراك عندما تكون ‹منكسر القلب› ويكون قريبا منك في هذه الاوقات.‏ (‏مزمور ٣٤:‏١٨‏)‏ كما انه يعرف كل شاردة وواردة عنك،‏ بما في ذلك عدد ‹شعر رأسك›.‏ (‏متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ والاهم من ذلك هو ان الله «بذل الابن،‏ مولوده الوحيد» من اجلك.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ غلاطية ٢:‏٢٠‏)‏ احيانا،‏ قد تستصعب التصديق ان هذه الآيات تنطبق عليك شخصيا.‏ ولكن عليك ان تصدِّق ما يقوله يهوه.‏ فهو يريد ان نصدِّق انه يحبنا ليس فقط كمجموعة،‏ بل افراديا ايضا.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا من المهم ان نعرف ونرفض كذبة الشيطان القائلة ان يهوه لا يحبنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعد احد النظار الجائلين المثبَّطين؟‏

١٩ اعرف ما هي الكذبة وارفضها.‏ اذا عرفت ان شخصا يكذب عليك،‏ يمكنك ان تحمي نفسك من خداعه.‏ وهكذا،‏ فإن معرفتك ان الشيطان يريد ان تصدِّق الكذبة القائلة ان يهوه لا يحبنا هي بحدّ ذاتها حماية كبيرة لك.‏ قالت احدى الاخوات المسيحيات تعليقا على مقالة في برج المراقبة حذَّرت من تكتيك الشيطان:‏ «لم أعِ قط ان الشيطان يحاول ان يستغلَّ مشاعري ليثبِّطني.‏ ان ادراكي ذلك يمنحني الدافع الى محاربة هذه المشاعر».‏

٢٠ خذ على سبيل المثال ايضا ما رواه ناظر جائل في احد بلدان اميركا الجنوبية.‏ فعندما يقوم بزيارة رعائية لأحد الرفقاء المؤمنين المثبَّطين،‏ غالبا ما يسأله:‏ ‹هل تؤمن بالثالوث؟‏›.‏ فيجيب الشخص عادة:‏ ‹طبعا لا›،‏ اذ يدرك ان هذا المعتقد هو احدى اكاذيب الشيطان.‏ ثم يسأله الناظر الجائل:‏ ‹هل تؤمن بنار الهاوية؟‏›.‏ ويكون الجواب مجدَّدا:‏ ‹طبعا لا›.‏ بعد ذلك،‏ يقول الناظر الجائل للشخص ان الشيطان يروِّج كذبة اخرى لا تُكتشَف بسهولة.‏ ويلفت انتباهه الى الفقرة ٢١ في الصفحة ٢٤٩ من كتاب اقترب الى يهوه‏،‏ * حيث تُفضح الكذبة القائلة ان يهوه لا يحبنا افراديا.‏ ويذكر الناظر الجائل ان مساعدة المثبَّطين بهذه الطريقة ان يعرفوا ما هي كذبة الشيطان ويرفضوها تؤدي الى نتائج ايجابية.‏

احمِ نفسك من الخداع

٢١،‏ ٢٢ لماذا لا نجهل تكتيك الشيطان الخدّاع،‏ وعلامَ ينبغي ان نصمِّم؟‏

٢١ خلال هذا الجزء الاخير من الايام الاخيرة،‏ من المتوقع ان يستمر الشيطان في إمطارنا بوابل من الاكاذيب والاخاديع.‏ ولكن من المفرح ان يهوه لم يتركنا في جهل لتكتيك الشيطان الخدّاع.‏ فالكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه التي يُصدرها «العبد الامين الفطين» تفضح بوضوح اساليب ابليس الخبيثة.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وهكذا يصير بإمكاننا حماية انفسنا من هذه الاكاذيب.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٢:‏١١‏.‏

٢٢ اذًا،‏ فلنبقَ محترزين من افكار المرتدين.‏ ولنصمِّم على تجنُّب شرك خداع الذات الماكر.‏ ولنعرفْ اكاذيب الشيطان كلها ونرفضها.‏ فبذلك نصون علاقتنا ‹بإله الحق› الذي يكره الخداع.‏ —‏ مزمور ٣١:‏٥؛‏ امثال ٣:‏٣٢‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 5‏ يقول احد المراجع عن صيغة الفعل المنقول الى «يضلّ» في الكشف ١٢:‏٩ انه «يشير الى عمل مستمر صار جزءا لا يتجزأ من الشخصية».‏

^ ‎الفقرة 20‏ اصدار شهود يهوه.‏

هل تذكرون؟‏

‏• لماذا الخداع متفشٍّ في عالمنا اليوم؟‏

‏• كيف يمكننا الاحتراز من خداع المرتدين؟‏

‏• كيف يمكننا الاحتراز من ايّ ميل الى خداع الذات؟‏

‏• كيف يمكننا تجنُّب الانخداع بأكاذيب الشيطان؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

لا تخدع نفسك في مجال التسلية

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

لكي تحترز من خداع الذات،‏ افحص نفسك بروح الصلاة،‏ أصغِ الى ما يقوله لك الآخرون،‏ وتغذَّ بانتظام بالطعام الروحي الموجود في كلمة الله