الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«العبد الامين» يجتاز الامتحان!‏

‏«العبد الامين» يجتاز الامتحان!‏

‏«العبد الامين» يجتاز الامتحان!‏

‏«انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت الله».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏.‏

١ ماذا وجد يسوع عندما تفقّد «العبد»؟‏

في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اقام يسوع ‹عبدا› ليزوِّد «خدم بيته» بالطعام في حينه.‏ وبعدما تُوِّج ملكا في سنة ١٩١٤،‏ حان الوقت ليتفقّد هذا «العبد».‏ وقد وجد ان صفّ «العبد» بمعظمه ‹امين وفطين›،‏ فأقامه «على جميع ممتلكاته».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ولكن كان هنالك ايضا عبد سيئ ليس امينا وفطينا.‏

‏«‏ذلك العبد السيئ»‏

٢،‏ ٣ من اين خرج «ذلك العبد السيئ»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏

٢ تحدَّث يسوع عن العبد السيئ مباشرة بعد حديثه عن «العبد الامين الفطين».‏ قال:‏ «إنْ قال ذلك العبد السيئ في قلبه:‏ ‹سيدي يتأخر›،‏ وابتدأ يضرب العبيد رفقاءه،‏ ويأكل ويشرب مع السكارى المدمنين،‏ يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا يترقبه وفي ساعة لا يعرفها،‏ ويعاقبه بأشدّ صرامة ويجعل نصيبه مع المرائين.‏ هناك يكون البكاء وصرير الاسنان».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٨-‏٥١‏)‏ ان عبارة «‏ذلك العبد السيئ» تعيد الى ذهننا كلمات يسوع السابقة عن العبد الامين الفطين.‏ فهذه العبارة تدل ان «العبد السيئ» خرج من صفوف العبد الامين.‏ * فكيف حدث ذلك؟‏

٣ قبل سنة ١٩١٤،‏ كان اعضاء كثيرون من صفّ العبد الامين يعلِّقون الآمال على الاتِّحاد بالعريس في السماء في تلك السنة،‏ لكنَّ آمالهم خابت.‏ نتيجة لذلك ولتطورات اخرى،‏ تثبّط كثيرون منهم.‏ حتى ان قليلين اغتاظوا وراح البعض منهم ‹يضربون› إخوتهم السابقين شفهيا ويعاشرون «السكارى المدمنين»:‏ اديان العالم المسيحي.‏ —‏ اشعياء ٢٨:‏١-‏٣؛‏ ٣٢:‏٦‏.‏

٤ كيف عاقب يسوع «العبد السيئ» وكل الذي يعربون عن الموقف نفسه؟‏

٤ عندما تحوَّل هؤلاء المسيحيون السابقون الى «العبد السيئ»،‏ عاقبهم يسوع «بأشدّ صرامة».‏ كيف؟‏ رفضَهم وحرمَهم رجاءهم السماوي.‏ إلا انه لم يهلكهم فورا.‏ فكان يجب ان يعانوا فترة من البكاء وصرير الاسنان في «الظلمة الخارجية»،‏ خارج الجماعة المسيحية.‏ (‏متى ٨:‏١٢‏)‏ منذ تلك الفترة،‏ يعرب عدد قليل من الممسوحين عن موقف شرير مماثل،‏ وبذلك يظهرون انهم جزء من «العبد السيئ».‏ ويقتدي بعض من ‹الخراف الاخر› بمسلك عدم الامانة هذا.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وكل اعداء المسيح هؤلاء يُرمَون في «الظلمة الخارجية» الروحية نفسها.‏

٥ كيف تجاوب العبد الامين الفطين بالمقارنة مع «العبد السيئ»؟‏

٥ مرّ اعضاء «العبد الامين الفطين» بالامتحانات نفسها التي مرّ بها «ذلك العبد السيئ».‏ لكنَّ ذلك لم يحملهم على الغيظ،‏ بل ساهم في إصلاحهم.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فقد ازدادت محبتهم ليهوه ولإخوتهم.‏ لذلك،‏ صاروا «عمود الحق ودعامته» خلال هذه «الايام الاخيرة» العصيبة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

العذارى الفطنات والعذارى الحمقاوات

٦ (‏أ)‏ كيف ابرز يسوع صفة الفطنة لدى صفّ عبده الامين؟‏ (‏ب)‏ اية رسالة اعلنها المسيحيون الممسوحون قبل سنة ١٩١٤؟‏

٦ بعدما تحدّث يسوع عن «ذلك العبد السيئ»،‏ قدَّم مثَلَين ليُظهِر لماذا سيكون بعض المسيحيين الممسوحين امناء وفطناء بعكس البعض الآخر.‏ * في المثل الاول،‏ ابرز يسوع صفة الفطنة.‏ قال:‏ «يُشَبَّه ملكوت السموات بعشر عذارى اخذن سُرُجهن وخرجن للقاء العريس.‏ وكانت خمس منهن حمقاوات،‏ وخمس فطنات.‏ فالحمقاوات اخذن سُرُجهن ولم يأخذن معهن زيتا،‏ وأما الفطنات فأخذن زيتا في اوعيتهن مع سُرُجهن».‏ (‏متى ٢٥:‏١-‏٤‏)‏ تذكِّرنا العذارى العشر بالمسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٤.‏ فقد عرفوا من خلال الحسابات المؤسسة على الكتاب المقدس ان العريس،‏ يسوع المسيح،‏ اوشك ان يصل.‏ ‹فخرجوا› للقائه،‏ وذلك بواسطة الكرازة بجرأة بأن «الازمنة المعيَّنة للامم» ستنتهي سنة ١٩١٤.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏.‏

٧ متى ولماذا ‹نام› المسيحيون الممسوحون نوما روحيا؟‏

٧ كان المسيحيون الممسوحون على حقّ.‏ فالازمنة المعيّنة للامم انتهت بالفعل سنة ١٩١٤ وتأسس ملكوت الله برئاسة المسيح يسوع.‏ لكنَّ ذلك حدث في السموات غير المنظورة.‏ أما على الارض فقد ابتدأ الجنس البشري يعاني ‹ويلا› سبق ان أُنبئ به.‏ (‏كشف ١٢:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ بعد ذلك،‏ اتت فترة امتحان.‏ فالمسيحيون الممسوحون لم يكن لديهم فهم واضح للامور.‏ لذلك اعتقدوا ان ‹العريس تأخر› ووقعوا في الحيرة.‏ وبسبب الحيرة والعداء الذي اظهره العالم لهم،‏ تباطأوا عموما حتى كاد عمل الكرازة المنظَّم يتوقف.‏ وكالعذارى في المثَل،‏ ‹نعسوا وناموا› روحيا،‏ تماما كما فعل المدَّعون المسيحية غير الامناء بعد موت رسل يسوع.‏ —‏ متى ٢٥:‏٥؛‏ كشف ١١:‏٧،‏ ٨؛‏ ١٢:‏١٧‏.‏

٨ ماذا ادّى الى الصراخ:‏ «هوذا العريس!‏»،‏ وأيّ امر حان الوقت للمسيحيين الممسوحين ان يفعلوه؟‏

٨ ثم حدث امر غير متوقَّع سنة ١٩١٩.‏ نقرأ:‏ «عند نصف الليل صار صراخ:‏ ‹هوذا العريس!‏ اخرجن للقائه›.‏ حينئذ قامت اولئك العذارى جميعا وهيأن سُرُجهن».‏ (‏متى ٢٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ فعندما بدا الوضع ميؤوسا منه،‏ دُعي الممسوحون ان يهبّوا الى العمل.‏ فكان يسوع،‏ «ملاك العهد»،‏ قد اتى سنة ١٩١٨ الى هيكل يهوه الروحي ليتفقّد جماعة الله ويطهِّرها.‏ (‏ملاخي ٣:‏١‏)‏ لذلك فقد حان الوقت لكي يخرج المسيحيون الممسوحون للقائه في الديار الارضية لهذا الهيكل،‏ اي ‹لينيروا› روحيا.‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏١‏،‏ ع‌ج؛‏ فيلبي ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٩،‏ ١٠ لماذا كان بعض المسيحيين سنة ١٩١٩ ‹فطناء› والبعض ‹حمقى›؟‏

٩ ولكن مهلا!‏ في المثَل،‏ واجهت بعض العذارى مشكلة.‏ قال يسوع:‏ «قالت الحمقاوات للفطنات:‏ ‹أعطيننا من زيتكن،‏ لأن سُرُجنا على وشك ان تنطفئ›».‏ (‏متى ٢٥:‏٨‏)‏ ان السُّرُج،‏ التي تضيء بواسطة الزيت،‏ تذكِّرنا بكلمة حق الله وروحه القدس الذي يقوّي العبّاد الحقيقيين ليكونوا حاملي نور.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٣٠؛‏ دانيال ٥:‏١٤‏)‏ قبل سنة ١٩١٩،‏ كان المسيحيون الممسوحون الفطناء يمرّون مؤقتا في حالة ضعف روحي.‏ ومع ذلك فقد سعَوا جهدهم ليدركوا ما هي مشيئة الله لهم.‏ لهذا السبب عندما صدرت الدعوة ان يُنيروا،‏ كانوا مستعدين لفعل ذلك.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

١٠ إلا ان بعض الممسوحين لم يكونوا على استعداد للقيام بالتضحيات او لبذل الجهد،‏ رغم توقهم ان يكونوا مع العريس.‏ لذلك عندما حان الوقت ليصيروا نشاطى في الكرازة بالبشارة،‏ لم يكونوا مستعدين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ حتى انهم حاولوا إعاقة عمل رفقائهم الغيورين اذ طلبوا منهم ان يعطوهم من زيتهم.‏ وكيف تجاوبت العذارى الفطنات مع هذا الطلب،‏ كما اخبر يسوع في مثله؟‏ قلن للعذارى الحمقاوات:‏ «لعله لا يكفي لنا ولكنّ.‏ اذهبن بالاحرى الى الباعة واشترين لأنفسكن».‏ (‏متى ٢٥:‏٩‏)‏ على نحو مماثل،‏ رفض المسيحيون الممسوحون الاولياء سنة ١٩١٩ ان يفعلوا ايّ شيء قد يضعف قدرتهم على حمل النور.‏ وهكذا،‏ اجتازوا فترة التفقّد.‏

١١ ماذا حدث للعذارى الحمقاوات؟‏

١١ اختتم يسوع مثله قائلا:‏ «بينما [العذارى الحمقاوات] ذاهبات ليشترين،‏ وصل العريس،‏ فدخلت معه العذارى المستعدات الى وليمة العرس؛‏ وأُغلق الباب.‏ وفي ما بعد اتت باقي العذارى ايضا،‏ قائلات:‏ ‹يا سيد،‏ يا سيد،‏ افتح لنا!‏›.‏ فأجاب وقال:‏ ‹الحق اقول لكنّ:‏ اني لا اعرفكن›».‏ (‏متى ٢٥:‏١٠-‏١٢‏)‏ نعم،‏ لم تكن بعض العذارى مستعدات عند وصول العريس.‏ لذلك لم يجتزن فترة التفقّد وأضعن فرصة حضور وليمة العرس السماوي.‏ فما افدح خسارتهن!‏

مثَل الوزنات

١٢ (‏أ)‏ كيف ابرز يسوع صفة الامانة؟‏ (‏ب)‏ مَن هو الانسان الذي «سافر»؟‏

١٢ بعدما قدَّم يسوع مثلا لإبراز الفطنة،‏ قدَّم مثلا آخر لإبراز صفة الامانة.‏ قال:‏ «كأنما انسان مسافر استدعى عبيده وسلَّمهم ممتلكاته.‏ فأعطى واحدا خمس وزنات،‏ وآخر وزنتين،‏ وآخر وزنة،‏ كل واحد حسب قدرته،‏ وسافر».‏ (‏متى ٢٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ان ‹الانسان› في المثَل هو يسوع نفسه.‏ وقد «سافر» عندما صعد الى السماء سنة ٣٣ ب‌م.‏ ولكن قبل صعوده،‏ سلَّم «ممتلكاته» لتلاميذه الامناء.‏ فكيف حدث ذلك؟‏

١٣ كيف هيأ يسوع حقل نشاط واسعا وفوَّض الى «عبيده» ان يتاجروا؟‏

١٣ ابتدأ يسوع خلال خدمته على الارض بتهيئة حقل واسع للنشاط عندما كرز ببشارة الملكوت في كل انحاء اسرائيل.‏ (‏متى ٩:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وقبلما «سافر»،‏ عهِد بهذا الحقل الى تلاميذه الامناء قائلا:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ بهذه الكلمات،‏ فوَّض يسوع الى «عبيده» ان يتاجروا حتى عودته،‏ «كل واحد حسب قدرته».‏

١٤ لماذا لم يكن من المتوقع ان يتاجر الجميع بشكل متساوٍ؟‏

١٤ تدل هذه العبارة انه لم تكن لدى جميع مسيحيي القرن الاول ظروف وإمكانيات متساوية.‏ فالبعض،‏ كبولس وتيموثاوس،‏ سمحت لهم ظروفهم بالاشتراك على نحو اكمل في عمل الكرازة والتعليم.‏ في حين ان ظروف الآخرين حدَّت كثيرا مما يمكنهم فعله.‏ مثلا،‏ كان بعض المسيحيين عبيدا،‏ مرضى،‏ مسنين،‏ او لديهم مسؤوليات عائلية.‏ ولا شك ان بعض الامتيازات في الجماعة لم تكن متاحة للجميع.‏ فالنساء الممسوحات وبعض الرجال الممسوحين لم يعلِّموا في الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٤؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ يعقوب ٣:‏١‏)‏ لكنَّ جميع تلاميذ المسيح الممسوحين آنذاك،‏ مهما كانت ظروفهم او جنسهم،‏ فوِّض اليهم ان يتاجروا،‏ مستفيدين من الفرص والظروف المتاحة لهم ليقوموا بالخدمة المسيحية.‏ اليوم ايضا،‏ يقوم تلاميذ المسيح بالامر عينه.‏

فترة التفقّد تبدأ

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ متى آن الاوان لتسوية الحساب؟‏ (‏ب)‏ اية مجالات جديدة ‹للمتاجرة› فُتحَت امام الامناء؟‏

١٥ يتابع المثَل:‏ «بعد زمان طويل جاء سيد اولئك العبيد وسوّى حسابه معهم».‏ (‏متى ٢٥:‏١٩‏)‏ سنة ١٩١٤،‏ بعد سنة ٣٣ ب‌م بوقت طويل،‏ ابتدأ حضور المسيح يسوع الملكي.‏ وبعد ثلاث سنوات ونصف،‏ سنة ١٩١٨،‏ اتى الى هيكل الله الروحي وتمَّم كلمات بطرس:‏ «انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت الله».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧؛‏ ملاخي ٣:‏١‏)‏ فقد آن الاوان لتسوية الحساب.‏

١٦ فماذا فعل العبيد،‏ اخوة يسوع الممسوحون،‏ ‹بوزنات› الملك؟‏ منذ سنة ٣٣ ب‌م حتى ايامنا،‏ بما في ذلك السنوات التي سبقت سنة ١٩١٤،‏ كان كثيرون منهم يبذلون اقصى جهدهم في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم يسوع.‏ (‏متى ٢٥:‏١٦‏)‏ فقد اظهروا رغبة متَّقدة في خدمة السيد حتى خلال الحرب العالمية الاولى.‏ لذلك كان من الملائم ان تُفتَح امام هؤلاء الامناء مجالات جديدة ‹للمتاجرة›.‏ فوقت نهاية نظام الاشياء هذا قد اتى.‏ لذلك كان يجب ان يُكرَز بالبشارة حول العالم وأن يُحصَد «حصاد الارض».‏ (‏كشف ١٤:‏٦،‏ ٧،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ كما وجب العثور على آخر اعضاء صفّ الحنطة وتجميع ‹الجمع الكثير› من الخراف الاخر.‏ —‏ كشف ٧:‏٩؛‏ متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠‏.‏

١٧ كيف «دخل» المسيحيون الممسوحون الامناء ‹الى فرح سيّدهم›؟‏

١٧ ان وقت الحصاد هو وقت مفرح.‏ (‏مزمور ١٢٦:‏٦‏)‏ لذلك كان من الملائم ان يقول يسوع لإخوته الممسوحين الامناء حين اعطاهم المزيد من المسؤوليات سنة ١٩١٩:‏ «كنت امينا على قليل،‏ فسأقيمك على كثير.‏ ادخل الى فرح سيدك».‏ ‏(‏متى ٢٥:‏٢١،‏ ٢٣‏)‏ كما ان فرح السيّد كملك ملكوت الله المتوَّج حديثا يفوق الوصف.‏ (‏مزمور ٤٥:‏١،‏ ٢،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ وصفّ العبد الامين يشارك في هذا الفرح اذ يخدم كممثِّل عن الملك ويزيد مصالحه على الارض.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠‏)‏ وتعبِّر الكلمات النبوية الموجودة في اشعياء ٦١:‏١٠ عن فرحهم كما يلي:‏ «فرحا افرح بالرب.‏ تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد البسني ثياب الخلاص».‏

١٨ لماذا لم يجتَز البعض فترة التفقّد،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

١٨ من المؤسف ان البعض لم يجتازوا فترة التفقّد.‏ نقرأ:‏ «تقدَّم الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال:‏ ‹يا سيد،‏ عرفتك انسانا صارما،‏ تحصد من حيث لم تزرع،‏ وتجمع من حيث لم تُذَرِّ.‏ فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض.‏ فإليك ما هو لك›».‏ (‏متى ٢٥:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ على نحو مماثل،‏ لم يشترك بعض المسيحيين الممسوحين في عمل ‹المتاجرة›.‏ فقبل سنة ١٩١٤،‏ لم يكونوا غيورين في نقل رجائهم الى الآخرين ولم يريدوا ان يبدأوا بذلك سنة ١٩١٩.‏ فماذا فعل يسوع بهؤلاء الوقحين؟‏ حرمهم كل امتيازاتهم و ‹ألقاهم في الظلمة الخارجية.‏ هناك يكون البكاء وصرير الاسنان›.‏ —‏ متى ٢٥:‏٢٨،‏ ٣٠‏.‏

فترة التفقّد مستمرة

١٩ كيف تستمر عملية التفقّد،‏ وعلامَ يصمِّم جميع المسيحيين الممسوحين؟‏

١٩ عندما ابتدأ يسوع المسيح تفقّده سنة ١٩١٨،‏ لم يكن معظم الذين صاروا من عبيده الممسوحين خلال وقت النهاية قد ابتدأوا بعد بخدمة يهوه.‏ فهل فاتهم التفقّد؟‏ كلا.‏ فالسنة ١٩١٨/‏١٩١٩،‏ عندما اجتاز العبد الامين الفطين الامتحان كصفّ،‏ لم تكن سوى بداية عملية التفقّد.‏ وسيظل يسوع يتفقّد المسيحيين الممسوحين كأفراد حتى يصير ختمهم ثابتا.‏ (‏كشف ٧:‏١-‏٣‏)‏ وإذ يدرك إخوة المسيح الممسوحون ذلك،‏ يصممون على مواصلة عمل ‹المتاجرة› بأمانة.‏ وهم مصمِّمون ايضا ان يكونوا فطناء،‏ اذ يُبقون لديهم مخزونا وافرا من الزيت لكي يضيء نورهم ويسطع.‏ كما انهم يعرفون انه عندما يُنهي كل واحد منهم مسلك حياته بأمانة،‏ سيرحِّب به يسوع في المنازل السماوية.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣؛‏ يوحنا ١٤:‏٢-‏٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠،‏ ٥١‏.‏

٢٠ (‏أ)‏ علامَ يصمِّم الخراف الاخر اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُدرك المسيحيون الممسوحون؟‏

٢٠ يقتدي الجمع الكثير من الخراف الاخر بإخوتهم الممسوحين.‏ فهم يدركون ان معرفتهم لمقاصد الله تلقي عليهم مسؤولية كبيرة.‏ (‏حزقيال ٣:‏١٧-‏٢١‏)‏ لذلك،‏ بمساعدة كلمة يهوه وروحه القدس،‏ يُبقون لديهم هم ايضا مخزونا وافرا من الزيت بواسطة الدرس وحضور الاجتماعات.‏ كما انهم يدَعون نورهم يضيء عندما يشتركون في عمل الكرازة والتعليم،‏ وبذلك ‹يتاجرون› مع إخوتهم الممسوحين.‏ لكنَّ المسيحيين الممسوحين يدركون جيدا ان الوزنات وُضعَت في عهدتهم وأنهم سيكونون مسؤولين امام السيد عن إدارة ممتلكاته على الارض.‏ لذلك رغم قلة عددهم،‏ لا يمكنهم ان يتخلوا عن مسؤوليتهم ويلقوها على عاتق الجمع الكثير.‏ وإذ يضع صفّ العبد الامين الفطين هذا نصب اعينهم،‏ يواصلون تولّي القيادة في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم الملك فيما يعبِّرون عن شكرهم لدعم افراد الجمع الكثير المخلصين.‏ والجمع الكثير،‏ بدورهم،‏ يُدركون المسؤولية الملقاة على عاتق إخوتهم الممسوحين ويعتبرون العمل تحت إشرافهم امتيازا ثمينا.‏

٢١ ايّ حضّ ينطبق على جميع المسيحيين قبيل سنة ١٩١٩ وحتى ايامنا؟‏

٢١ ان هذين المثلَين يلقيان الضوء على حوادث جرت في فترة ما قبل وما بعد سنة ١٩١٩.‏ رغم ذلك فهما ينطبقان من حيث المبدأ على جميع المسيحيين الحقيقيين العائشين في الايام الاخيرة.‏ بناء على ذلك،‏ في حين ان الحضّ الذي قدَّمه يسوع في نهاية مثَل العذارى العشر ينطبق بشكل رئيسي على المسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٩،‏ فهو ينطبق ايضا على كل مسيحي.‏ فلنطبِّق جميعا كلمات يسوع:‏ «داوموا على السهر اذًا،‏ لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة».‏ —‏ متى ٢٥:‏١٣‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 2‏ حدث امر مماثل بعد موت الرسل.‏ فقد خرجت «ذئاب جائرة» من صفوف الشيوخ المسيحيين الممسوحين.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

^ ‎الفقرة 6‏ من اجل مناقشة مفصَّلة لمثَل يسوع عن العذارى،‏ انظر الفصلَين ٥ و ٦ من كتاب الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• متى تفقّد يسوع أتباعه،‏ وماذا وجد؟‏

‏• لماذا تبنى بعض المسيحيين الممسوحين موقف «ذلك العبد السيئ»؟‏

‏• كيف نبرهن اننا فطناء روحيا؟‏

‏• كيف نداوم على القيام بعمل ‹المتاجرة› اقتداء بإخوة يسوع الممسوحين الامناء؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٦]‏

متى يأتي يسوع؟‏

في الاصحاحَين ٢٤ و ٢٥ من متى‏،‏ يُقال عدة مرات عن يسوع انه «يأتي».‏ لكنَّ هذه الكلمة لا تشير الى الامر نفسه لأنها تحمل معاني مختلفة.‏ كما انها لا تشير الى انتقال يسوع حرفيا من مكان الى آخر.‏ فيسوع «يأتي» بمعنى انه يحوِّل انتباهه الى الجنس البشري او الى أتباعه من اجل الدينونة في اغلب الاحيان.‏ بناء على ذلك،‏ فقد ‹اتى› يسوع سنة ١٩١٤ ليبدأ حضوره كملك متوَّج.‏ (‏متى ١٦:‏٢٨؛‏ ١٧:‏١؛‏ اعمال ١:‏١١‏)‏ و ‹اتى› ايضا سنة ١٩١٨ كرسول العهد وابتدأ يدين الذين يدّعون انهم يخدمون يهوه.‏ (‏ملاخي ٣:‏١-‏٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وسوف «يأتي» في هرمجدون لينفِّذ الدينونة في اعداء يهوه.‏ —‏ كشف ١٩:‏١١-‏١٦‏.‏

أما الاتيان (‏او المجيء)‏ المُشار اليه عدة مرات في متى ٢٤:‏٢٩-‏٤٤ و ٢٥:‏٣١-‏٤٦ فسيكون في «الضيق العظيم».‏ (‏كشف ٧:‏١٤‏)‏ ومن جهة اخرى،‏ ان الاتيان المُشار اليه عدة مرات في متى ٢٤:‏٤٥–‏٢٥:‏٣٠ له علاقة بإدانته الذين يزعمون انهم تلاميذه من سنة ١٩١٨ فصاعدا.‏ فليس من المنطقي القول ان مكافأة العبد الامين،‏ دينونة العذارى الحمقاوات،‏ ودينونة العبد الكسلان الذي خبّأ وزنة سيده هي حوادث ستجري عندما «يأتي» يسوع في الضيق العظيم.‏ فإذا كانت المكافأة والدينونة هاتان ستحدثان في الضيق العظيم،‏ فهذا يعني ان كثيرين من الممسوحين سيكونون حينذاك غير امناء وسيضطر يسوع الى استبدالهم.‏ إلا ان الكشف ٧:‏٣ تشير الى ان كل عبيد المسيح الممسوحين سيكونون قد ‹خُتموا› ختما ثابتا عندما يأتي الضيق العظيم.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

لم ينَل «العبد السيئ» البركات سنة ١٩١٩

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

كانت العذارى الحكيمات مستعدات عندما وصل العريس

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

قام العبد الامين بعمل ‹المتاجرة›‏

بعكس العبد الكسلان

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

الممسوحون والجمع الكثير يواصلون جعل نورهم يضيء