الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المسنّون:‏ افراد ذوو قيمة ضمن معشر إخْوَتنا المسيحي

المسنّون:‏ افراد ذوو قيمة ضمن معشر إخْوَتنا المسيحي

المسنّون:‏ افراد ذوو قيمة ضمن معشر إخْوَتنا المسيحي

‏‹مغروسون في بيت الرب .‏ .‏ .‏ يزهرون.‏ ايضا يُثمرون في الشيبة›.‏ —‏ مزمور ٩٢:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١ ما هي نظرة كثيرين من الناس الى المسنّين؟‏

يحبّ يهوه كل خدّامه الامناء،‏ بمَن فيهم المتقدمون في السنّ.‏ بالمقابل،‏ يذكر احد التقديرات ان نحو نصف مليون مسنّ في الولايات المتحدة يُهمَلون او تُساء معاملتهم كل سنة.‏ وتشير تقارير مماثلة من حول العالم ان اساءة معاملة المسنّين هي مشكلة عالمية.‏ ويُردّ ذلك الى ما دعته احدى المنظمات «الموقف السائد بين كثيرين من الناس .‏ .‏ .‏ ان كبار السنّ هم دون نفع،‏ غير مثمرين وعبء ثقيل على الآخرين».‏

٢ (‏أ)‏ ما هي نظرة يهوه الى خدّامه الامناء المسنّين؟‏ (‏ب)‏ اية كلمات مشجِّعة نجدها في المزمور ٩٢:‏١٢-‏١٥‏؟‏

٢ ان يهوه الله يقدِّر خدّامه الاولياء المسنّين.‏ فهو ينظر الى «انساننا الداخلي» —‏ حالتنا الروحية —‏ وليس الى عجزنا الجسدي.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏)‏ ففي كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ نجد الكلمات المشجِّعة التالية:‏ «الصدِّيق كالنخلة يزهو كالارز في لبنان ينمو.‏ مغروسين في بيت الرب في ديار الهنا يزهرون.‏ ايضا يثمرون في الشيبة.‏ يكونون دِساما وخضرا [«سِمانا أغِضَّة»،‏ الترجمة اليسوعية‏] ليخبروا بأن الرب مستقيم».‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٢-‏١٥‏)‏ فلنعالج الآن هذه الاعداد التي يكشف التأمل فيها كيف تكون ذا قيمة ضمن معشر الإخْوَة المسيحي حتى لو كنت مسنًّا.‏

‏«يثمرون في الشيبة»‏

٣ (‏أ)‏ لماذا يُشبَّه الصدِّيق بنخلة؟‏ (‏ب)‏ كيف «يثمر» كبار السنّ «في الشيبة»؟‏

٣ يشبِّه صاحب المزمور الصدِّيق بنخلة ‹مغروسة في ديار الهنا› ويقول عنه انه ‹يثمر في الشيبة›.‏ أفليس هذا مشجِّعا؟‏ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ كانت اشجار النخيل الباسقة المهيبة منظرا مألوفا في حدائق الشرق.‏ ولم تُقدَّر هذه الاشجار بسبب جمالها فقط،‏ بل ايضا بسبب إنتاجها وفرة من الثمار،‏ فبعضها يظل مثمرا اكثر من مئة سنة.‏ * على نحو مماثل،‏ اذا بقيت راسخا في العبادة الحقة،‏ فبإمكانك ان ‹تستمر مثمرا في كل عمل صالح›.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٠‏.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ايّ ثمر مهم يلزم ان ينتجه المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ اية امثلة مذكورة في الاسفار المقدسة لأشخاص كبار السنّ انتجوا «ثمر شفاه»؟‏

٤ يتوقع يهوه من المسيحيين ان ينتجوا «ثمر شفاه» —‏ كلمات تهدف الى تسبيح يهوه والتعبير عن التقدير لمقاصده.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ ولا شك انك تقوم بذلك.‏

٥ ترِد في الكتاب المقدس امثلة لأشخاص كبار السنّ قدَّموا شهادة جريئة عن اسم يهوه ومقاصده.‏ وأحد هؤلاء الاشخاص هو موسى.‏ فكان قد تجاوز ‹السبعين› من عمره عندما فوَّض اليه يهوه ان يكون نبيًّا وممثِّلا له.‏ (‏مزمور ٩٠:‏١٠؛‏ خروج ٤:‏١٠-‏١٧‏)‏ كما ان الشيخوخة لم تكن عائقا في وجه النبي دانيال الذي شهد بجرأة عن سلطان يهوه.‏ فربما كان دانيال في تسعيناته حين استدعاه بيلشاصر لتفسير الكتابة الغامضة على الحائط.‏ (‏دانيال،‏ الاصحاح ٥‏)‏ وماذا عن الرسول المسنّ يوحنا؟‏ في اواخر حياته التي اعرب خلالها عن امانته،‏ كان منفيا في جزيرة بطمس «لأجل التكلم عن الله والشهادة ليسوع».‏ (‏كشف ١:‏٩‏)‏ ولا شك انك تتذكر اشخاصا كثيرين آخرين يقول الكتاب المقدس انهم انتجوا «ثمر شفاه» في اواخر حياتهم.‏ —‏ ١ صموئيل ٨:‏١،‏ ١٠؛‏ ١٢:‏٢؛‏ ١ ملوك ١٤:‏٤،‏ ٥؛‏ لوقا ١:‏٧،‏ ٦٧-‏٧٩؛‏ ٢:‏٢٢-‏٣٢‏.‏

٦ كيف يستخدم يهوه الشيوخ ليتنبأوا في الايام الاخيرة هذه؟‏

٦ قال الرسول بطرس،‏ مقتبسا من النبي العبراني يوئيل:‏ «‹في الايام الاخيرة›،‏ يقول الله،‏ ‹اسكب من روحي على شتى البشر [بمن فيهم الشيوخ]،‏ .‏ .‏ .‏ فيتنبأون›».‏ (‏اعمال ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ يوئيل ٢:‏٢٨‏)‏ وانسجاما مع هذه الكلمات،‏ يستخدم يهوه في هذه الايام الاخيرة الاعضاء المسنّين من صفّ الممسوحين وصفّ ‹الخراف الاخر› لإعلان مقاصده.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وبعض هؤلاء المسنّين ينتجون بأمانة ثمر الملكوت طوال عقود.‏

٧ ايّ مثال يُظهِر كيف يستمر كبار السنّ في إنتاج ثمر الملكوت رغم العجز الجسدي؟‏

٧ لنأخذ مثال سونيا،‏ التي ابتدأت بالخدمة كامل الوقت سنة ١٩٤١.‏ فرغم صراعها الطويل مع المرض المزمن،‏ كانت تعقد بانتظام دروس الكتاب المقدس في بيتها.‏ اوضحت:‏ «الكرازة بالبشارة هي جزء لا يتجزأ من حياتي،‏ بل هي حياتي.‏ والتوقف عن الكرازة فكرة غير واردة اطلاقا».‏ منذ فترة قصيرة،‏ نقلت سونيا وأختها أولِڤ رسالة رجاء الكتاب المقدس الى جانيت،‏ مريضة مصابة بداء مميت التقتاها في غرفة انتظار في احد المستشفيات.‏ وقد تأثرت أم جانيت،‏ التي كانت كاثوليكية مخلصة،‏ بالاهتمام الحبي الذي اظهرته الأختان لابنتها.‏ وهذا ما دفعها الى قبول درس بيتي في الكتاب المقدس.‏ وهي الآن تحرز تقدُّما جيدا في الحق.‏ فهل تنتهز انت ايضا فرصا مماثلة لإنتاج ثمر الملكوت؟‏

٨ كيف برهن كالب المسنّ عن ثقته بيهوه،‏ وكيف يمكن للمسيحيين المسنّين ان يقتدوا بمثاله؟‏

٨ ان المسيحيين الكبار السنّ يثابرون بشجاعة على القيام بعمل الكرازة بالملكوت رغم العجز الجسدي الناتج عن التقدم في السنّ.‏ وبذلك يقتدون بكالب،‏ اسرائيلي امين رافق موسى في البرية طوال اربعة عقود.‏ كان كالب في الـ‍ ٧٩ من عمره عندما عبر نهر الاردن الى ارض الموعد.‏ وبعدما اشترك ستّ سنوات في الحرب مع جيش اسرائيل الظافر،‏ كان بإمكانه ان يعيش على امجاد الماضي.‏ لكنه طلب بشجاعة ان يفوَّض اليه تعيين صعب،‏ الاستيلاء على ‹المدن العظيمة المحصَّنة› في جبل يهوذا،‏ منطقة كان يسكنها العناقيون العمالقة.‏ وبمساعدة يهوه،‏ تمكن كالب من «طردهم كما تكلم الرب».‏ (‏يشوع ١٤:‏٩-‏١٤؛‏ ١٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ لذلك اذا استمررت انت ايضا في إنتاج ثمر الملكوت في الشيخوخة،‏ فكُن على ثقة بأن يهوه سيكون معك كما كان مع كالب.‏ وإذا بقيت امينا،‏ فسيحفظ لك مكانا في عالمه الجديد الموعود به.‏ —‏ اشعياء ٤٠:‏٢٩-‏٣١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

‏«يكونون سِمانا أغِضَّة»‏

٩،‏ ١٠ كيف يبقى المسيحيون الكبار السنّ اصحّاء في الايمان ومحافظين على نشاطهم الروحي؟‏ (‏انظر الاطار في الصفحة ١٣.‏)‏

٩ لفت صاحب المزمور الانتباه الى ان خدام يهوه المسنّين هم مثمرون.‏ فقد رنَّم قائلا:‏ «الصدِّيق كالنخلة يزهو كالارز في لبنان ينمو.‏ ايضا يثمرون في الشيبة.‏ يكونون دِساما وخضرا [«سِمانا أغِضَّة»،‏ يس‏]».‏ —‏ مزمور ٩٢:‏١٢،‏ ١٤‏.‏

١٠ فكيف تحافظ على نشاطك الروحي رغم التقدّم في السنّ؟‏ ان سرّ جمال النخلة الدائم هو وفرة المياه العذبة.‏ على نحو مماثل،‏ بإمكانك ان تنهل من مياه حق الكتاب المقدس من خلال درس كلمة الله والالتصاق بهيئته.‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ ارميا ١٧:‏٧،‏ ٨‏)‏ ونشاطك الروحي يجعلك فردا ذا قيمة للرفقاء المؤمنين.‏ فلنتأمل الآن كيف صحّ هذا الامر في رئيس الكهنة المسنّ يهوياداع.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ايّ دور مهم لعبه يهوياداع في تاريخ مملكة يهوذا؟‏ (‏ب)‏ كيف استخدم يهوياداع نفوذه لترويج العبادة الحقة؟‏

١١ على الارجح،‏ كان يهوياداع قد تجاوز المئة سنة عندما قتلت الملكة عثليا المتعطشة الى السلطة احفادها واستولت على يهوذا.‏ فماذا كان بإمكان يهوياداع المسنّ ان يفعل؟‏ طوال ستّ سنوات،‏ خبأ هو وزوجته الوريث الملكي الوحيد،‏ يهوآش،‏ في الهيكل.‏ بعد ذلك،‏ اخذ يهوياداع يهوآش البالغ من العمر سبع سنوات ونادى به ملكا وأعدم عثليا.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٢:‏١٠-‏١٢؛‏ ٢٣:‏١-‏٣،‏ ١٥،‏ ٢١‏.‏

١٢ ولأنه كان وصيًّا على الملك،‏ استخدم نفوذه لترويج العبادة الحقة.‏ فقد قطع «عهدا بينه وبين كل الشعب وبين الملك ان يكونوا شعبا للرب».‏ وبأمر منه،‏ هدم الشعب بيت الاله الباطل بعل وكسروا مذابحه وتماثيله وقتلوا كهنته.‏ وبتوجيه منه،‏ أصدر يهوآش امرا باستئناف الخدمة في الهيكل والقيام بأعمال الترميم اللازمة فيه.‏ وقد «عمل يهوآش ما هو مستقيم في عيني الرب كل ايامه التي فيها علّمه يهوياداع الكاهن».‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٣:‏١١،‏ ١٦-‏١٩؛‏ ٢٤:‏١١-‏١٤؛‏ ٢ ملوك ١٢:‏٢‏)‏ وعندما مات يهوياداع عن عمر ١٣٠ سنة،‏ مُنح الشرف العظيم ان يُدفَن مع الملوك لأنه «عمل خيرا في اسرائيل ومع الله وبيته».‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٣ كيف يمكن للمسيحيين الكبار السنّ ان ‹يعملوا خيرا مع الله وبيته›؟‏

١٣ ربما تحدّ صحتك المتدهورة او ظروف اخرى ممَّا يمكنك فعله لترويج العبادة الحقة.‏ رغم ذلك،‏ بإمكانك ان ‹تعمل خيرا مع الله وبيته›.‏ فبإمكانك ان تتَّصف بالغيرة لبيت يهوه الروحي بحضور اجتماعات الجماعة والمشاركة فيها وبالاشتراك في خدمة الحقل عند الامكان.‏ وقبولك الفوري للمشورة المؤسسة على الكتاب المقدس ودعمك الولي ‹للعبد الامين الفطين› وللجماعة لهما تأثير مقوٍّ في معشر الإخْوَة المسيحي.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وبإمكانك ايضا ان تحرِّض الرفقاء العبّاد على «المحبة والاعمال الحسنة».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ فليمون ٨،‏ ٩‏)‏ كما انك ستفيد الآخرين اذا طبَّقت مشورة الرسول بولس:‏ «ليكن المسنّون معتدلين في العادات،‏ ذوي رصانة ورزانة،‏ اصحّاء في الايمان،‏ في المحبة والاحتمال.‏ وكذلك لتكن المسنّات في سيرة تليق بالقداسة،‏ غير مفتريات،‏ ولا مستعبدات لكثرة الخمر،‏ معلمات لما هو صالح».‏ —‏ تيطس ٢:‏٢-‏٤‏.‏

١٤ ماذا يمكن ان يفعل النظار المسيحيون الذين يخدمون منذ وقت طويل لترويج العبادة الحقة؟‏

١٤ هل انت شيخ في الجماعة منذ سنوات طويلة؟‏ اذًا،‏ أصغِ الى المشورة التالية التي قدَّمها شيخ يخدم في الجماعة منذ وقت طويل.‏ فقد نصح:‏ «استخدِم المعرفة التي اكتسبتها على مرّ السنوات ولا تحتفظ بها لنفسك».‏ وأضاف قائلا:‏ «فوِّض المسؤوليات الى الآخرين،‏ وعلِّم الامور التي تعلّمتها من اختباراتك لكل مَن يرغب في ذلك .‏ .‏ .‏ اكتشف مقدرات الآخرين وساعدهم على تنميتها.‏ درِّبهم الآن ليتمكنوا في المستقبل من تحمّل المسؤوليات».‏ (‏تثنية ٣:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وانهماكك بجدّ في عمل الملكوت الذي يتوسع باستمرار يُنتِج الكثير من البركات للآخرين في معشر إخْوَتنا المسيحي.‏

‏«ليخبروا بأن الرب مستقيم»‏

١٥ كيف «يخبر» المسيحيون المسنّون «بأن الرب مستقيم»؟‏

١٥ يُسَرّ خدام الله الكبار السنّ بالقيام بمسؤوليتهم ان «يخبروا بأن الرب مستقيم».‏ فإذا كنتَ مسيحيا مسنًّا،‏ فإن كلماتك وتصرفاتك تُظهِر للآخرين ان يهوه ‹هو صخرتك ولا ظلم فيه›.‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٥‏)‏ ان النخلة تشهد بصمت لصفات خالقها السامية.‏ لكنَّ يهوه منحك الامتياز ان تشهد عنه شفهيا امام الذين يعتنقون الآن العبادة الحقة.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٧؛‏ مزمور ٧١:‏١٧،‏ ١٨؛‏ يوئيل ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ ولماذا الشهادة له مهمة؟‏

١٦ ايّ مثال من الكتاب المقدس يوضح اهمية ‹الإخبار بأن الرب مستقيم›؟‏

١٦ عندما «شاخ» القائد الاسرائيلي يشوع و «تقدَّم في الايام»،‏ «دعا .‏ .‏ .‏ جميع اسرائيل وشيوخه ورؤساءه وقضاته وعرفاءه» وذكَّرهم بأن تعاملات الله مستقيمة.‏ قال:‏ «لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم.‏ الكل صار لكم».‏ (‏يشوع ٢٣:‏١،‏ ٢،‏ ١٤‏)‏ وقد قوَّت هذه الكلمات تصميم الشعب على البقاء امناء فترة من الوقت.‏ ولكن بعد موت يشوع،‏ «قام .‏ .‏ .‏ جيل آخر لم يعرف الرب ولا العمل الذي عمل لإسرائيل.‏ وفعل بنو اسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم».‏ —‏ قضاة ٢:‏٨-‏١١‏.‏

١٧ كيف تعامل يهوه مع شعبه في الازمنة العصرية؟‏

١٧ رغم ان افراد الجماعة المسيحية اليوم ليسوا بحاجة الى شهادة خدام الله الكبار السنّ لكي يبقوا مستقيمين امام الله،‏ لكنَّ ايمانهم بيهوه ووعوده يقوى عندما يسمعون من المسنّين روايات عن ‹العمل العظيم› الذي عمله يهوه لشعبه في هذه الايام الاخيرة.‏ (‏قضاة ٢:‏٧؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٦-‏١٩‏)‏ فإذا كنت تعاشر هيئة يهوه منذ سنوات طويلة،‏ فربما تتذكر انه لم يكن هنالك في الماضي سوى القليل من المنادين بالملكوت في منطقتك او بلدك.‏ وقد تتذكر ايضا كيف واجه عمل الكرازة المقاومة الشرسة.‏ وبمرور الوقت،‏ رأيت بأمّ عينك كيف ذلّل يهوه بعض العقبات و ‹أسرَع› بازدهار عمل الملكوت.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٧؛‏ ٦٠:‏٢٢‏)‏ كما انك لاحظت كيف توضَّحت حقائق الكتاب المقدس وشهدتَ التحسينات في الجزء المنظور من هيئة الله.‏ (‏امثال ٤:‏١٨؛‏ اشعياء ٦٠:‏١٧‏)‏ فهل تشجِّع الآخرين بإخبارهم عن تعاملات يهوه المستقيمة التي شهدتها؟‏ ان هذا الامر يؤثر ايجابا في إخْوَتنا المسيحيين ويقويهم.‏

١٨ (‏أ)‏ ايّ اثر طويل الامد يتركه ‹إخبار الآخرين بأن الرب مستقيم›؟‏ (‏ب)‏ هل لمستَ شخصيا تعاملات يهوه المستقيمة؟‏

١٨ وما القول في الاوقات التي لمست فيها عناية يهوه الحبية وإرشاده في حياتك؟‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٥؛‏ متى ٦:‏٣٣؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏)‏ اعتادت اخت مسنّة اسمها مارثا ان تشجِّع الآخرين بالقول:‏ «مهما حدث،‏ فلا تترك يهوه.‏ فهو سيدعمك».‏ وقد تركت هذه النصيحة اثرا عميقا في تولمينا،‏ امرأة درست مارثا معها الكتاب المقدس واعتمدت في اوائل ستينات القرن العشرين.‏ تتذكر تولمينا:‏ «احسست بالتثبط عندما مات زوجي،‏ لكنَّ تلك الكلمات جعلتني اصمِّم ألا افوِّت اجتماعا واحدا.‏ وبالفعل،‏ قوّاني يهوه وساعدني على الثبات».‏ وعلى مرّ السنوات،‏ قدَّمت تولمينا النصيحة نفسها لعدد كبير من الذين تدرس معهم الكتاب المقدس.‏ انت ايضا،‏ اذا قدَّمت التشجيع وأخبرت عن تعاملات يهوه المستقيمة،‏ تساهم مساهمة كبيرة في بناء ايمان الرفقاء المؤمنين.‏

يهوه يقدِّر كبار السنّ الامناء

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كيف ينظر يهوه الى ما يقوم به خدامه المسنّون؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستعالج المقالة التالية؟‏

١٩ ان عالم اليوم الذي يتفشى فيه الجحود لا يقدِّر المسنّين.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وفي حال تذكَّرهم احد،‏ فغالبا ما يكون ذلك بسبب انجازاتهم الماضية،‏ ما حققوه قبلا وليس ما يفعلونه الآن.‏ بالتباين،‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الله ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي اظهرتموها نحو اسمه،‏ في كونكم قد خدمتم القديسين ولا تزالون تخدمونهم».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ طبعا،‏ يتذكر يهوه الله سجل اعمالك الامينة في الماضي.‏ لكنه يقدِّرك ايضا على الاعمال التي لا تزال تقوم بها الآن في خدمته.‏ نعم،‏ انه يعتبر كبار السنّ الامناء اشخاصا مثمرين،‏ اصحّاء روحيا،‏ ومسيحيين نشاطى —‏ شهادة حية لقدرته.‏ —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

٢٠ فهل ننظر الى كبار السنّ في معشر إخْوَتنا المسيحي كما ينظر اليهم يهوه؟‏ اذًا،‏ فسنندفع الى إظهار محبتنا لهم.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ والمقالة التالية ستعالج بعض الطرائق العملية لإظهار هذه المحبة بواسطة الاهتمام بحاجاتهم.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 3‏ قد يصل عدد الثمار الى الف ثمرة في كل قرط.‏ ويمكن ان يزن هذا القرط ٨ كيلوڠرامات او اكثر.‏ وبحسب تقدير احد الكتّاب،‏ «تُنتج كل شجرة [نخيل] مثمرة طنَّين او ثلاثة اطنان من البلح».‏

كيف تجيبون؟‏

‏• كيف «يثمر» المسنّون؟‏

‏• لماذا نشاط المسيحيين المسنّين الروحي امر ذو قيمة؟‏

‏• كيف يمكن لكبار السنّ ان «يخبروا بأن الرب مستقيم»؟‏

‏• لماذا يقدِّر يهوه الذين يخدمونه منذ وقت طويل؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

كيف بقوا اصحّاء في الايمان

ماذا ساعد المسيحيين الذين يخدمون منذ وقت طويل ان يبقوا اصحّاء في الايمان ويحافظوا على نشاطهم الروحي؟‏ اليك ما قاله البعض منهم:‏

«ان قراءة الآيات التي تركِّز على علاقتنا بيهوه مهمة للغاية.‏ كثيرا ما اقرأ في الامسيات المزمورَين ٢٣ و ٩١‏».‏ —‏ أولِڤ،‏ اعتمدت سنة ١٩٣٠.‏

«احرص ان احضر كل خطابات المعمودية وأن اصغي بانتباه،‏ كما لو انني انا الذي سيعتمد.‏ فإبقاء انتذاري حيًّا في ذهني له دور مهمّ في بقائي امينا».‏ —‏ هاري،‏ اعتمد سنة ١٩٤٦.‏

«الصلاة اليومية مهمّة جدا.‏ فبواسطتها نطلب من يهوه المساعدة،‏ الحماية،‏ والبركة.‏ وهكذا،‏ ‹نعرفه في كل طرقنا›».‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ —‏ انطونيو،‏ اعتمد سنة ١٩٥١.‏

«ان الاستماع الى اختبارات الذين لا يزالون يخدمون يهوه بأمانة بعد سنوات طويلة يجدِّد عزمي على البقاء ولية وأمينة له».‏ —‏ جوان،‏ اعتمدت سنة ١٩٥٤.‏

«من المهمّ ألا نفكر عن انفسنا اكثر مما ينبغي.‏ فكل ما نملكه هو بفضل نعمة الله.‏ وامتلاك هذا الموقف يبقي نظرنا مركَّزا في الاتجاه الصحيح لنيل الغذاء الروحي اللازم للاحتمال حتى النهاية».‏ —‏ آرلين،‏ اعتمدت سنة ١٩٥٤.‏

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

يُنتِج المسنّون ثمر الملكوت الكثير القيمة

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

نشاط المسنّين الروحي امر ذو قيمة