الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقبَل إرشاد الله الحيّ

اقبَل إرشاد الله الحيّ

اقبَل إرشاد الله الحيّ

‏‹ارجعوا الى الله الحيّ،‏ الذي صنع السماء والارض والبحر وكل ما فيها›.‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥‏.‏

١،‏ ٢ لماذا من المهم ان نعرف ان يهوه هو ‹الاله الحيّ›؟‏

بعدما شفى الرسول بولس وبرنابا رجلا في لسترة،‏ اكَّد بولس للحاضرين آنذاك:‏ «نحن ايضا بشر بنا اوهان مثلكم،‏ ونبشركم لكي ترجعوا عن هذه الاباطيل الى الله الحيّ،‏ الذي صنع السماء والارض والبحر وكل ما فيها».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥‏.‏

٢ حقا،‏ ليس يهوه صنما عديم الحياة،‏ بل ‹الاله الحيّ›.‏ (‏ارميا ١٠:‏١٠؛‏ ١ تسالونيكي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ علاوة على ذلك،‏ انه مصدر حياتنا.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «هو يعطي الجميع حياة ونسمة وكل شيء».‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٥‏)‏ وهو مهتم بأن نتمتع بحياتنا،‏ الآن وفي المستقبل.‏ فقد قال بولس ان الله «لم يترك نفسه بلا شهادة بما فعل من صلاح،‏ معطيا اياكم امطارا من السماء ومواسم مثمرة،‏ مفعما قلوبكم طعاما وسرورا».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٧‏.‏

٣ لماذا يمكننا الثقة بالارشاد الذي يعطيه الله؟‏

٣ ان اهتمام الله بحياتنا يعطينا سببا للثقة بإرشاده.‏ (‏مزمور ١٤٧:‏٨؛‏ متى ٥:‏٤٥‏)‏ لكنَّ البعض قد يفقدون هذه الثقة اذا عجزوا عن فهم احدى وصايا الكتاب المقدس او اذا احسوا انها تقيِّد حريتهم.‏ رغم ذلك،‏ فقد تبيّن ان الثقة بإرشاد يهوه امر حكيم.‏ مثلا:‏ حتى لو لم يفهم احد الاسرائيليين الوصية التي حرَّمت مسّ الجثة،‏ فقد كانت اطاعة هذه الوصية امرا مفيدا له.‏ اولا،‏ كانت الطاعة ستقرِّبه اكثر الى الاله الحيّ؛‏ وثانيا،‏ كانت ستساعده على تجنب الامراض.‏ —‏ لاويين ٥:‏٢؛‏ ١١:‏٢٤‏.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ايّ ارشاد بشأن الدم اعطاه يهوه في ازمنة ما قبل المسيحية؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان هذا الارشاد ينطبق على المسيحيين؟‏

٤ يصحّ الامر نفسه في ارشاد الله حول الدم.‏ فقد قال لنوح ان البشر لا يجب ان يأكلوا او يشربوا الدم.‏ ثم كشف في الشريعة ان الاستعمال الوحيد للدم الذي يرضى عنه الله هو على المذبح لغفران الخطايا.‏ وبهاتَين الوصيتَين كان الله يضع الاساس لأسمى استعمال للدم:‏ انقاذ حياة الناس بواسطة فدية يسوع.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٤‏)‏ نعم،‏ بهذا الارشاد كان الله يُظهِر الاهتمام بحياتنا وبخيرنا.‏ كتب آدم كلارك،‏ عالِم الكتاب المقدس الذي عاش في القرن التاسع عشر،‏ في معرض مناقشته لل‍تكوين ٩:‏٤‏:‏ «لا يزال المسيحيون الشرقيون يتبعون بدقة هذه الوصية [المعطاة لنوح] .‏ .‏ .‏ لم يكن الدم يؤكل تحت الشريعة،‏ لأنه اشار الى الدم الذي كان سيُسفَك عن خطية العالم؛‏ ولا ينبغي ان يؤكل في عصر الانجيل‏،‏ لأنه ينبغي دائما الاعتبار انه يمثِّل الدم الذي سُفك من اجل الصفح عن الخطايا».‏

٥ ربما كان هذا العالِم يشير الى الانجيل الاساسي (‏البشارة)‏ المتمحور حول يسوع.‏ وهذا يشمل إرسال الله ابنه ليموت عنا،‏ ليسكب دمه لكي ننال نحن الحياة الابدية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ روما ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ كما ان كلارك شمل بتعليقه الوصية اللاحقة ان يمتنع أتباع المسيح عن الدم.‏

٦ اية وصية حول الدم أُعطيت للمسيحيين،‏ ولماذا؟‏

٦ لقد اعطى الله للاسرائيليين مئات الفرائض.‏ وعندما مات يسوع،‏ لم يعُد تلاميذه ملزَمين بحفظ كل هذه الشرائع.‏ (‏روما ٧:‏٤،‏ ٦؛‏ كولوسي ٢:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٧؛‏ عبرانيين ٨:‏٦،‏ ١٣‏)‏ ولكن بعد فترة،‏ نشأت قضية مهمة:‏ قضية ختان الذكور.‏ فهل كان على غير اليهود الذين ارادوا الاستفادة من دم المسيح ان يختتنوا،‏ مظهرين بذلك انهم لا يزالون تحت الشريعة؟‏ سنة ٤٩ ب‌م،‏ عالجت الهيئة الحاكمة المسيحية هذه المسألة.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاح ١٥‏)‏ وبمساعدة روح الله،‏ استنتج الرسل والشيوخ ان الختان الالزامي انتهى مع الشريعة.‏ لكنَّ بعض الشرائع الالهية بقيت مطلوبة من المسيحيين.‏ كتبت الهيئة الحاكمة في رسالة الى الجماعات:‏ «قد استحسن الروح القدس ونحن ألّا نزيد عليكم عبئا اكثر،‏ غير هذه الاشياء التي لا بد منها،‏ ان تمتنعوا على الدوام عما ذُبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والعهارة.‏ اذا حفظتم انفسكم منها فستفلحون».‏ —‏ اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٧ الى ايّ حد هو مهمّ ان ‹يمتنع المسيحيون عن الدم›؟‏

٧ من الواضح ان الهيئة الحاكمة اعتبرت ‹الامتناع عن الدم› قضية ادبية مهمةً اهميةَ الامتناع عن الفساد الادبي الجنسي او عبادة الاصنام.‏ وهذا ما يُثبِت ان الوصية التي تحرِّم الدم ليست امرا يُستهان به.‏ فالمسيحيون غير التائبين الذين يمارسون الصنمية او يرتكبون الفساد الادبي الجنسي لا «يرثون ملكوت الله»،‏ بل يكون «نصيبهم .‏ .‏ .‏ الموت الثاني».‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ كشف ٢١:‏٨؛‏ ٢٢:‏١٥‏)‏ لاحِظ التباين:‏ ان تجاهل وصية الله المتعلقة بقداسة الدم ينتج الموت الابدي،‏ في حين ان إظهار الاحترام لذبيحة يسوع يؤدي الى الحياة الابدية.‏

٨ ماذا يُظهِر ان المسيحيين الاولين حملوا وصية الله المتعلقة بالدم محمل الجدّ؟‏

٨ وكيف فهم وطبَّق المسيحيون الاولون وصية الله المتعلقة بالدم؟‏ تذكَّرْ تعليق كلارك الآنف الذكر:‏ «لا ينبغي ان يؤكل في عصر الانجيل‏،‏ لأنه ينبغي دائما الاعتبار انه يمثِّل الدم الذي سُفك من اجل الصفح عن الخطايا».‏ والتاريخ يؤكد ان المسيحيين الاولين حملوا هذه الوصية محمل الجدّ.‏ كتب ترتليانوس:‏ «فكِّروا في اولئك الذين بعطش جشِع،‏ في الاستعراض في ساحة النِّزال،‏ يأخذون الدم الطازج للمجرمين الاشرار .‏ .‏ .‏ ويفوزون به لشفاء صرعهم».‏ ففي حين ان الوثنيين اكلوا الدم،‏ قال ترتليانوس ان المسيحيين «لا [يأكلون] حتى ولا دم الحيوانات في [وجباتهم] .‏ .‏ .‏ وفي محاكمات المسيحيين انتم تقدمون لهم نقانق ملآنة دما.‏ انتم مقتنعون،‏ طبعا،‏ انه غير شرعي لهم».‏ نعم،‏ لم يأكل المسيحيون الدم رغم تهديدهم بالقتل.‏ فشريعة الله كانت مهمة جدا في نظرهم.‏

٩ ماذا تضمن الامتناع عن الدم الى جانب عدم اكله بحدّ ذاته؟‏

٩ قد يظن البعض ان الهيئة الحاكمة كانت تعني ببساطة ألّا يأكل المسيحيون او يشربوا الدم بحدّ ذاته وأن يمتنعوا عن اكل لحم لم يُستنزَف دمه او عن تناول طعام ممزوج بالدم.‏ طبعا،‏ كان هذا قصد الله الرئيسي عندما اعطى الوصية لنوح.‏ كما نصّ قرار الرسل ‹ان يحفظ المسيحيون انفسهم من المخنوق›،‏ لحم لم يُستنزَف دمه.‏ (‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ اعمال ٢١:‏٢٥‏)‏ لكنّ المسيحيين الاولين عرفوا ان كلمات الهيئة الحاكمة تحمل اكثر من هذا المعنى.‏ ففي ايامهم،‏ كان الدم احيانا يؤخذ كعلاج طبي.‏ فكما ذكر ترتليانوس،‏ كان بعض الوثنيين يشربون الدم الطازج في محاولة لشفاء الصرع.‏ وربما استعملوا الدم ايضا ظنًّا منهم انه يشفي الامراض او يحسِّن الصحة.‏ لذلك فإن امتناع المسيحيين عن الدم تضمَّن ايضا عدم اخذهم اياه لأسباب «طبية».‏ وقد حافظوا على هذا الموقف حتى لو كانت حياتهم معرَّضة للخطر.‏

استخدام الدم كدواء

١٠ بأية طرائق يُستخدم الدم كعلاج طبي،‏ مما يُنشئ اية اسئلة؟‏

١٠ من الشائع في ايامنا استخدام الدم كعلاج طبي.‏ في بدايات نقل الدم،‏ كان الدم الكامل يُسحَب من المتبرِع،‏ يُخزَن،‏ ثم يُعطى للمريض (‏ربما احد الجرحى في الحرب)‏.‏ لاحقا،‏ تعلم الباحثون كيف يقسِّمون الدم الى مكوِّنات رئيسية.‏ وهكذا عند نقل الدم،‏ تمكّن الاطباء من توزيع المكوِّنات الرئيسية للدم المتبرَّع به على اكثر من مريض،‏ ربما معطين الپلازما لأحد الجرحى والكريات الحُمر لآخر.‏ بعد ذلك،‏ اظهر البحث الدؤوب ان المكوِّنات الرئيسية،‏ مثل الپلازما،‏ يمكن تقسيمها الى اجزاء اصغر.‏ وهذا ما يتيح للاطباء ان يوزِّعوا الدم على عدد اكبر ايضا من المرضى.‏ ولا تزال الابحاث جارية في هذا المجال،‏ ويُسمَع ايضا عن استعمالات جديدة للاجزاء.‏ فكيف يجب ان ينظر المسيحي الى استعمال مكوِّنات الدم؟‏ لا شك انه عاقد العزم على عدم قبول نقل الدم.‏ ولكن ماذا لو شجَّعه طبيبه على اخذ احد مكوِّنات الدم الرئيسية،‏ مثل الكريات الحُمر المجمَّعة؟‏ او ماذا لو كان العلاج يحتوي على احد الاجزاء الصغيرة المستخرجة من مكوِّن اساسي؟‏ كيف يمكن لخادم الله ان يقرِّر في هذا المجال،‏ آخذا في الاعتبار ان الدم مقدس وأن دم المسيح هو الدم الوحيد الذي ينقذ الحياة اعظم انقاذ؟‏

١١ انسجاما مع الوقائع الطبية،‏ ايّ موقف من الدم اتَّخذه الشهود منذ وقت طويل؟‏

١١ منذ عقود،‏ اوضح شهود يهوه موقفهم من الدم.‏ مثلا،‏ نشروا مقالة في مجلة الجمعية الطبية الاميركية ‏(‏٢٧ تشرين الثاني [نوفمبر] ١٩٨١؛‏ أُعيد طبعها في كراسة كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏،‏ الصفحات ٢٧-‏٢٩‏)‏.‏ * وقد اقتبست المقالة من التكوين،‏ اللاويين،‏ والاعمال.‏ قالت:‏ «فيما لا تُذكَر هذه الآيات بعبارات طبية يعتبرها الشهود انها تُبطل نقل الدم الكامل،‏ خلايا الدم الحُمر المجمَّعة،‏ والپلازما،‏ اضافة الى اعطاء خلايا الدم البيض والصُّفَيْحات».‏ وذكر الكتاب الدراسي لسنة ٢٠٠١،‏ العناية الطارئة ‏(‏بالانكليزية)‏ تحت العنوان الفرعي «تكوين الدم»:‏ «يتألف الدم من عدة مكوِّنات:‏ الپلازما،‏ خلايا الدم الحُمر والبيضاء،‏ والصُّفَيْحات».‏ لذلك،‏ انسجاما مع الوقائع الطبية،‏ يرفض الشهود نقل الدم الكامل او ايّ من مكوِّناته الرئيسية الاربعة.‏

١٢ (‏أ)‏ ايّ موقف للشهود جرى ايضاحه في ما يتعلق بالاجزاء المشتقة من مكوِّنات الدم الرئيسية؟‏ (‏ب)‏ اين يمكن ايجاد معلومات اضافية حول هذا الموضوع؟‏

١٢ تابعت المقالة الطبية:‏ «لا يحرِّم مفهوم الشهود الديني بشكل كامل استعمال [اجزاء] الدم مثل الألبومين،‏ الڠلوبولينات المناعية،‏ والمستحضرات لعلاج مرض الناعور؛‏ فكل شاهد يجب ان يقرِّر شخصيا هل يقبلها ام لا».‏ ومنذ سنة ١٩٨١،‏ يجري عزل واستعمال اجزاء عديدة (‏عناصر اصغر مشتقة من مكوِّنات الدم الرئيسية الاربعة)‏.‏ لذلك زوَّد عدد ١٥حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٠ من برج المراقبة معلومات مساعِدة حول هذا الموضوع في مقالة «اسئلة من القراء».‏ وحرصا منا على فائدة الملايين من قرّائنا،‏ سنُعيد نشر الجواب في الصفحات ٢٩-‏٣١ من هذه المجلة.‏ فهي تزوِّد تفاصيل وحججا منطقية وتنسجم من حيث المبدأ مع المعلومات التي نشرناها سنة ١٩٨١.‏

الدور الذي يلعبه ضميرك

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ما هو الضمير،‏ وأين يأتي دوره في ما يتعلق بالدم؟‏ (‏ب)‏ اية وصية بشأن اكل اللحم اعطاها الله للاسرائيليين،‏ ولكن اية اسئلة ربما خطرت على بالهم؟‏

١٣ ان المعلومات الآنفة الذكر تتطلب استخدام ضميرك عند اتِّخاذ ايّ قرار.‏ ولماذا؟‏ لا شك ان المسيحيين يقرّون بضرورة اتِّباع إرشاد الله،‏ لكنَّ بعض الحالات تستدعي اتِّخاذ قرارات شخصية.‏ وهنا يأتي دور ضميرك.‏ والضمير هو قدرة فطرية على تقييم المسائل والتقرير فيها،‏ وغالبا ما يكون ذلك في المسائل الادبية.‏ (‏روما ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لكنَّ ما يمليه الضمير يختلف من شخص الى آخر.‏ * فالكتاب المقدس يقول ان البعض ‹ضميرهم ضعيف›،‏ مما يدل ان البعض الآخر ضميرهم قوي.‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١٢‏)‏ فكل مسيحي يحرز درجة مختلفة من التقدم في تعلُّم مشيئة الله،‏ فهم تفكيره،‏ وتطبيق ما تعلّمه عند اتِّخاذ القرارات.‏ لفهم هذه النقطة،‏ لنأخذ على سبيل المثال قضية أكل اللحم عند اليهود.‏

١٤ يحتوي الكتاب المقدس على وصية واضحة تحرِّم على الذين يطيعون الله ان يأكلوا لحما لم يُستنزَف دمه.‏ وقد كانت هذه الوصية مهمة جدا حتى ان الجنود الاسرائيليين الذين اكلوا لحما لم يُستنزَف دمه في احدى الحالات الطارئة اعتُبروا مذنبين بارتكاب خطية خطيرة.‏ (‏تثنية ١٢:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ صموئيل ١٤:‏٣١-‏٣٥‏)‏ ولكن ربما خطرت بعض الاسئلة على بال الاسرائيليين:‏ اذا قتل اسرائيلي خروفا،‏ فكم من الوقت يُسمَح له بتركه قبل استنزاف دمه؟‏ هل يجب ان يذبحه في حلقه ليستنزف الدم؟‏ هل من الضروري ان يعلِّقه بقائمتَيه الخلفيتَين،‏ ولكم من الوقت؟‏ كيف يستنزف دم البقرة الكبيرة؟‏ حتى بعد الاستنزاف قد يبقى بعض الدم في اللحم،‏ فهل بإمكانه اكل هذا اللحم؟‏ مَن يقرِّر في هذه المسائل؟‏

١٥ ماذا ربما فعل بعض اليهود بشأن اكل اللحم،‏ ولكن ايّ مبدإ اعطاه الله؟‏

١٥ لنفرض ان يهوديا متعبدا واجه مسائل كهذه.‏ فلربما فكر انه من الاسلم ان يتجنب اكل اللحم الذي يُباع في السوق،‏ تماما كما قد يتجنب اسرائيلي آخر اكل اللحم اذا شكّ انه قُدِّم للاصنام.‏ كما ان يهوديا آخر ربما لم يأكل اللحم إلا بعد اتِّباع اجراءات معيَّنة لاستنزاف الدم.‏ * (‏متى ٢٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فما رأيك في ردود الفعل المختلفة هذه؟‏ وبما ان الله لم يطلب هذه الامور،‏ فهل كان من الافضل ان يرسل اليهود مجموعة من الاسئلة الى مجلس من الرابِّيين ليقرِّروا ما الذي يجب فعله في كل حالة؟‏ رغم ان هذه العادة صارت شائعة في الدين اليهودي،‏ من المفرح ان نعرف ان يهوه لم يوصِ العبّاد الحقيقيين ان يفعلوا ذلك لينالوا اجوبة عن الاسئلة حول الدم.‏ بل قدَّم مبدأ اساسيا حول ذبح الحيوانات الطاهرة واستنزاف دمها دون ذكر تفاصيل اضافية.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

١٦ لماذا قد تختلف نظرة المسيحيين الى قبول حقنة تحتوي على جزء صغير مشتق من احد المكوِّنات الرئيسية للدم؟‏

١٦ كما ذكرنا في الفقرتَين ١١ و ١٢،‏ لا يقبل شهود يهوه نقل الدم الكامل او ايّ من مكوِّناته الرئيسية الاربعة —‏ الپلازما،‏ الكريات الحُمر،‏ الكريات البيض،‏ والصُّفَيْحات.‏ ولكن ماذا عن الاجزاء الصغيرة المشتقة من المكوِّنات الرئيسية مثل انواع المصل التي تحتوي على اجسام مضادة لمقاومة مرض ما او لمعالجة لدغة الافعى؟‏ (‏انظر الصفحة ٣٠،‏ الفقرة ٤)‏ استنتج البعض ان هذه الاجزاء الصغيرة لم تعد دما،‏ لذلك فهي ليست مشمولة بالوصية التي تأمر ‹بالامتناع عن الدم›.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩؛‏ ٢١:‏٢٥‏؛‏ الصفحة ٣١،‏ الفقرة ١)‏ وهؤلاء الاشخاص مسؤولون عن قرارهم.‏ أما ضمير مسيحيين آخرين فيدفعهم الى رفض كل شيء يشتق من الدم (‏سواء دم الحيوان او الانسان)‏،‏ حتى ولو كان جزءا صغيرا من احد المكوِّنات الرئيسية.‏ * وقد يقبل آخرون حقنة من پروتينات الپلازما لمقاومة مرض ما او لمعالجة لدغة الافعى في حين انهم يرفضون اجزاء صغيرة اخرى.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يرفض معظم المسيحيين نقل بعض الاجزاء المشتقة من احد المكوِّنات الرئيسية الاربعة لأن لها المفعول نفسه للمكوِّن الكامل وتلعب بالتالي دورا مهمّا في المحافظة على الحياة.‏

١٧ (‏أ)‏ كيف يكون ضميرنا مساعِدا في مسألة نقل اجزاء الدم الصغيرة؟‏ (‏ب)‏ لماذا اتِّخاذ القرارات في هذه المسألة امر مهمّ؟‏

١٧ ان ما يقوله الكتاب المقدس عن الضمير هو مساعد عند اتِّخاذ قرارات كهذه.‏ والخطوة الاولى هي ان تتعلّم ما تقوله كلمة الله وتسعى الى صوغ ضميرك وفق ما تعلمته.‏ فهذا ما يجهِّزك لتتَّخذ قرارات منسجمة مع إرشادات الله بدلا من ان تطلب من شخص آخر ان يتَّخذ القرار عنك.‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ ولكن قد يفكِّر البعض بشأن اخذ اجزاء مكوِّنات الدم الرئيسية:‏ ‹ما دام هذا الامر يعود الى الضمير،‏ فهو ليس قضية ذات شأن›.‏ هذا تفكير خاطئ.‏ فكون هذه المسألة تعود الى الضمير لا يعني انها بلا اهمية.‏ فقد تكون لقرارنا عواقب خطيرة.‏ وأحدى هذه العواقب هي ان قرارنا يمكن ان يؤثر في اشخاص يملي عليهم ضميرهم امرا مختلفا عمّا يمليه علينا ضميرنا.‏ وهذا ما نراه من نصيحة بولس عن اللحم الذي ربما قُدِّم للاصنام وبيع لاحقا في السوق.‏ فالمسيحي يجب ان يهتم بعدم ‹جرح الضمائر الضعيفة›.‏ فإذا اعثر احدا،‏ فقد ‹يُهلِك اخاه الذي مات المسيح من اجله› ويخطئ الى المسيح.‏ لذلك في حين ان قضية نقل اجزاء الدم الصغيرة هي مسألة قرار شخصي،‏ يجب ان يُحمَل اتِّخاذ هذا القرار محمل الجد.‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٨،‏ ١١-‏١٣؛‏ ١٠:‏٢٥-‏٣١‏.‏

١٨ كيف يتجنب المسيحي صيرورة ضميره ميتا عند اتِّخاذ القرارات بشأن الدم؟‏

١٨ أما العاقبة الثانية التي يجب ان تفكِّر فيها عند اتِّخاذ قرارك بشأن الدم فهي كيف يؤثر هذا القرار فيك شخصيا.‏ فإذا كان اخذك جزءا صغيرا من الدم سيتسبَّب لك بعذاب الضمير المدرَّب على الكتاب المقدس،‏ فلا ينبغي ان تتجاهل صوت ضميرك.‏ ولا ينبغي ايضا ان تتجاهل ما يمليه عليك ضميرك لمجرد ان احد الاشخاص يقول لك:‏ «هذا ليس خطأ؛‏ فكثيرون يفعلون ذلك».‏ وتذكَّر ان ملايين الاشخاص اليوم يتجاهلون تبكيت ضميرهم،‏ فيصير ميتا ويسمح لهم بأن يكذبوا او يفعلوا امورا خاطئة اخرى دون ان يحسوا بوخز الضمير.‏ ولا شك ان المسيحيين يريدون ان يتجنبوا اتّباع هذا المسلك.‏ —‏ ٢ صموئيل ٢٤:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٢‏.‏

١٩ ماذا ينبغي ان نبقي في بالنا عندما نقرِّر في مسائل طبية تتعلق بالدم؟‏

١٩ يرِد ما يلي في اواخر الجواب المُعاد نشره في الصفحات ٢٩-‏٣١:‏ «بالنظر الى اختلاف الآراء والقرارات التي يمليها ضمير الاشخاص،‏ هل يعني ذلك ان المسألة غير هامة؟‏ لا،‏ بل على العكس انها مسألة خطيرة».‏ وهذه المسألة خطيرة خصوصا لأنها مرتبطة بعلاقتك ‹بالاله الحيّ›.‏ فهذه العلاقة هي الوحيدة التي تؤدي الى نيلك الحياة الابدية،‏ على اساس قدرة دم يسوع المسفوك على الانقاذ.‏ فليكن لديك احترام عميق للدم بسبب ما ينجزه الله بواسطته:‏ انقاذ الحياة.‏ لذلك تصحّ كلمات بولس:‏ «لا رجاء لكم ومن دون الله في العالم.‏ أما الآن،‏ ففي اتحاد بالمسيح يسوع،‏ انتم الذين كنتم في ما مضى بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح».‏ ‏—‏ افسس ٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 11‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 13‏ ذات مرة،‏ ذهب بولس وأربعة مسيحيين الى الهيكل ليتطهَّروا طقسيا.‏ ورغم ان الشريعة لم تكن آنذاك سارية المفعول،‏ فقد عمل بولس بنصيحة الشيوخ في اورشليم.‏ (‏اعمال ٢١:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ لكنَّ بعض المسيحيين لم يشعروا ان بإمكانهم دخول الهيكل او اتِّباع هذا الاجراء.‏ اليوم ايضا،‏ هنالك اختلاف في ما يمليه ضمير كل فرد عليه،‏ تماما كما في الماضي.‏

^ ‎الفقرة 15‏ تورد دائرة المعارف اليهودية قواعد «معقدة ومفصلة» حول كيفية جعل اللحم «محلَّلا».‏ كما تذكر كم دقيقة يجب ان يوضع اللحم في الماء،‏ كيف يُستنزَف على لوح،‏ نوع الملح الذي يجب ان يُفرك به،‏ وكم مرة يجب غسله بالماء البارد.‏

^ ‎الفقرة 16‏ في كثير من الاحيان يكون العنصر الاساسي او الفاعل في بعض الحقن منتَجا اصطناعيا غير مشتق من الدم.‏ ولكن في بعض الحالات يمكن ان تحتوي الحقنة على كمية صغيرة من احد اجزاء مكوِّنات الدم،‏ كالألبومين.‏ انظر «‏اسئلة من القراء‏» في عدد ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٤ من برج المراقبة.‏

هل تذكرون؟‏

‏• ماذا قال الله بشأن الدم لنوح،‏ الاسرائيليين،‏ والمسيحيين؟‏

‏• ماذا يرفض شهود يهوه رفضا باتًّا في مسألة الدم؟‏

‏• ما هو المفهوم الصائب للقول ان قبول نقل اجزاء صغيرة من المكوِّنات الرئيسية للدم هو امر يعود الى الضمير،‏ وما هو المفهوم الخاطئ؟‏

‏• لماذا ينبغي ان تكون علاقتنا بالله اول ما نفكّر فيه عند اتِّخاذ القرارات؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الجدول في الصفحة ٢٢]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

خطوط عريضة لموقفنا من الدم

الدم الكامل

غير مقبول

الكريات الحُمر

الكريات البيض

الصُّفَيْحات

الپلازما

القرار يعود الى المسيحي

اجزاء من الكريات الحُمر

اجزاء من الكريات البيض

اجزاء من الصُّفَيْحات

اجزاء من الپلازما

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

استنتجت الهيئة الحاكمة ان المسيحيين يجب ان ‹يمتنعوا عن الدم›‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

لا تتجاهل صوت ضميرك اذا واجهت قرارا يتعلق بنقل جزء صغير من الدم