الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قدِّر حياتك حق قدرها

قدِّر حياتك حق قدرها

قدِّر حياتك حق قدرها

‏‹دم المسيح يطهِّر ضمائرنا من اعمال ميتة لنؤدي لله الحي خدمة مقدسة›.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

١ ماذا يبرهن اننا نقدِّر حياتنا كثيرا؟‏

اذا طُلب منك ان تحدِّد قيمة لحياتك،‏ فبماذا تجيب؟‏ لا شك اننا نقدِّر كثيرا الحياة —‏ حياتنا وحياة الآخرين.‏ دليلا على ذلك،‏ نحن نذهب الى الطبيب عندما نمرض او قد نُجري دوريا فحوصات طبية عامة.‏ فنحن نريد ان نبقى احياء وأصحّاء.‏ حتى معظم المسنين او المعوَّقين يحبّون الحياة ولا يريدون ان يموتوا.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ اية مسؤولية تلقي عليها الضوء الامثال ٢٣:‏٢٢‏؟‏ (‏ب)‏ كيف نطبِّق ما هو مذكور في الامثال ٢٣:‏٢٢ على الله؟‏

٢ ان مدى تقديرك للحياة يؤثر في علاقاتك بالآخرين.‏ مثلا،‏ تقول كلمة الله:‏ «اسمع لأبيك الذي ولدك ولا تحتقر امك اذا شاخت».‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٢‏)‏ و ‹السماع› في هذه الآية ليس مجرد سماع حرفي للكلمات،‏ بل يشير الى إطاعتها.‏ (‏خروج ١٥:‏٢٦؛‏ تثنية ٧:‏١٢؛‏ ١٣:‏١٨؛‏ ١٥:‏٥؛‏ يشوع ٢٢:‏٢؛‏ مزمور ٨١:‏١٣‏)‏ وأيّ سبب تعطيك اياه كلمة الله لتسمع لأبيك وأمك؟‏ ليس لأنهما اكبر وأخبر منك فحسب،‏ بل ايضا لأنهما ‹ولداك›.‏ تنقل بعض الترجمات بلغات اخرى هذا العدد:‏ «اسمع لأبيك الذي منحك الحياة».‏ فإذا كنت تقدِّر الحياة،‏ فلا شكّ انك تشعر بالمسؤولية امام مَن منحك إياها.‏

٣ اذا كنت مسيحيا حقيقيا،‏ فلا شك انك تُدرك ان يهوه هو المصدر الاساسي لحياتك.‏ فبه ‹تحيا›؛‏ ‹تتحرك›،‏ اي تكون مخلوقا يشعر؛‏ و ‹توجد› الآن وتضع الخطط للمستقبل،‏ بما في ذلك الحياة الابدية.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٨؛‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ جامعة ٣:‏١١‏)‏ وانسجاما مع الامثال ٢٣:‏٢٢‏،‏ من الصائب ان ‹نسمع› لله ونطيعه،‏ راغبين في معرفة نظرته الى الحياة وأخذها بعين الاعتبار في تصرفاتنا بدلا من تبني اية نظرة اخرى.‏

أظهِر الاحترام للحياة

٤ كيف برزت قضية الاحترام للحياة منذ فجر التاريخ؟‏

٤ منذ فجر التاريخ،‏ اوضح يهوه انه لم يضع الحياة بين ايدي البشر ليستخدموها على هواهم مهما كانت الاسباب.‏ مثلا،‏ قتل قايين اخاه البريء هابيل عندما استبدّ به الغضب الناجم عن الحسد.‏ فهل تعتقد ان من حق قايين اتِّخاذ قرار كهذا بشأن الحياة؟‏ لم تكن هذه نظرة الله.‏ فقد حاسب قايين،‏ قائلا له:‏ «ماذا فعلت.‏ صوت دم اخيك صارخ اليَّ من الارض».‏ (‏تكوين ٤:‏١٠‏)‏ لاحِظ ان دم هابيل المسفوك مثّل حياته،‏ التي قُضي عليها بطريقة وحشية،‏ وأنه صرخ الى الله من اجل الانتقام.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٤‏.‏

٥ (‏أ)‏ اي امر حرَّمه الله في ايام نوح،‏ وعلى مَن انطبق؟‏ (‏ب)‏ كيف كان هذا التحريم خطوة مهمة؟‏

٥ بعد الطوفان،‏ كانت للبشر بداية جديدة مع ثمانية اشخاص فقط.‏ وما كشفه لهم الله آنذاك حول نظرته الى الحياة والدم ينطبق على كل البشر.‏ فقد سمح للبشر بأكل لحم الحيوان،‏ لكنه وضع هذا الشرط:‏ «كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر دفعتُ اليكم الجميع.‏ غير ان لحما بحياته دمه لا تأكلوه».‏ ‏(‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ يقول بعض اليهود ان هذه الكلمات تعني ان البشر لا يجب ان يأكلوا لحم او دم حيوان لا تزال حياته فيه.‏ لكنَّ الوقت كان سيبرهن ان الله هنا كان يحرِّم على البشر ان يأكلوا الدم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كانت وصية الله التي اعطاها لنوح خطوة مهمة في إنجاز قصده السامي المتعلق بالدم —‏ قصد يتيح للبشر نيل الحياة الابدية.‏

٦ كيف شدَّد الله على نظرته الى قيمة الحياة من خلال ما قاله لنوح؟‏

٦ تابع الله:‏ «اطلب انا دمكم لأنفسكم فقط.‏ من يد كل حيوان اطلبه.‏ ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان.‏ من يد الانسان اخيه.‏ سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه.‏ لأن الله على صورته عمل الانسان».‏ (‏تكوين ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ من هذه الآية الموجّهة الى كل العائلة البشرية نرى ان الله يعتبر ان دم الانسان يمثِّل حياته.‏ فالخالق هو مَن يمنح الشخص الحياة،‏ ولا يحقّ لأحد ان يأخذ هذه الحياة التي يمثِّلها الدم.‏ وإذا ارتكب احد جريمة،‏ كما فعل قايين،‏ فلدى الخالق الحق ان ‹يطلب› حياة القاتل.‏

٧ لماذا ينبغي ان نهتم بوصية الله المتعلقة بالدم التي اعطاها لنوح؟‏

٧ من خلال الكلمات الآنفة الذكر،‏ كان الله يوصي البشر ألّا يسيئوا استخدام الدم.‏ فهل تساءلت مرة لماذا اعطى الله هذه الوصية؟‏ ولماذا لديه هذه النظرة الى الدم؟‏ في الواقع،‏ يتعلق الجواب بأحد اهم التعاليم في الكتاب المقدس.‏ وهذا التعليم جوهري في المسيحية رغم ان كنائس كثيرة ترفضه.‏ فما هو هذا التعليم،‏ وكيف يؤثر في حياتك وقراراتك وتصرفاتك؟‏

كيف كان من الممكن استخدام الدم بطريقة صائبة؟‏

٨ اية وصية اعطاها يهوه في الشريعة حول استخدام الدم؟‏

٨ عندما اعطى يهوه اسرائيل الشريعة الموسوية،‏ زوَّد المزيد من التفاصيل حول الحياة والدم.‏ وبذلك،‏ اتَّخذ خطوة اضافية في إنجاز قصده.‏ انت تعرف على الارجح ان الشريعة تطلبت من الاسرائيليين ان يقدِّموا تقدمات لله،‏ مثل الدقيق والزيت والخمر.‏ (‏لاويين ٢:‏١-‏٤؛‏ ٢٣:‏١٣؛‏ عدد ١٥:‏١-‏٥‏)‏ وكانت هنالك ايضا ذبائح حيوانية.‏ قال الله عن هذه الذبائح:‏ «نفس الجسد هي في الدم فأنا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم.‏ لأن الدم يكفِّر عن النفس.‏ لذلك قلت لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما».‏ وأضاف يهوه انه اذا قتل احد،‏ سواء كان صيّادا او مزارعا،‏ حيوانا بهدف اكله،‏ يجب ان يستنزف دمه ويغطيه بالتراب.‏ وبما ان الارض هي موطئ قدمَي الله،‏ فإن استنزاف الدم وسكبه على الارض هو بمثابة اعتراف بأن الحياة يجب ان تعود الى مانحها.‏ —‏ لاويين ١٧:‏١١-‏١٣؛‏ اشعياء ٦٦:‏١‏.‏

٩ ماذا كان الاستخدام الوحيد للدم الذي سمحت به الشريعة،‏ وماذا كان الهدف منه؟‏

٩ لم تكن هذه الوصية مجرد طقس ديني لا يحمل ايّ مغزى لنا.‏ هل لاحظتَ لماذا مُنع الاسرائيليون من اكل الدم؟‏ قال الله:‏ «انا اعطيتكم اياه [الدم] على المذبح للتكفير عن نفوسكم .‏ .‏ .‏ لذلك قلت لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما».‏ فهل تساعدك هذه الكلمات ان تفهم لماذا قال الله لنوح ان البشر لا يجب ان يأكلوا دما؟‏ لقد اختار الخالق ان يعتبر الدم ذا اهمية فائقة وأن يقصر استخدامه على امر خصوصي واحد يمكن ان ينقذ حياة كثيرين.‏ فالدم كان سيؤدي دورا مهمًّا في التكفير عن الخطايا.‏ ففي ظل الشريعة،‏ كان الاستخدام الوحيد للدم الذي سمح به الله هو على المذبح للتكفير عن خطايا الاسرائيليين الذين كانوا يطلبون غفران يهوه.‏

١٠ لماذا لم يكن بإمكان دم الحيوانات ان يؤدي الى الغفران الكامل،‏ وأيّ امر ذكَّرت به الذبائح المطلوبة في ظل الشريعة؟‏

١٠ ان هذا المفهوم وثيق الصلة بالمسيحية.‏ كتب الرسول المسيحي بولس عندما اشار الى هذه الوصية التي اعطاها الله كجزء من الشريعة:‏ «ان كل شيء تقريبا يُطهَّر حسب الشريعة بالدم،‏ وبدون اراقة دم لا تحصل مغفرة».‏ (‏عبرانيين ٩:‏٢٢‏)‏ ثم اوضح ان الذبائح المطلوبة لم تجعل الاسرائيليين بشرا كاملين بلا خطية.‏ كتب قائلا:‏ «في تلك الذبائح تذكير بالخطايا سنة بعد سنة،‏ لأنه من المستحيل ان دم ثيران ومعزى ينزع الخطايا».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١-‏٤‏)‏ مع ذلك،‏ كان لهذه الذبائح قصد معيّن.‏ فقد ذكّرت الاسرائيليين بأنهم بشر خطاة بحاجة الى امر اضافي لينالوا الغفران الكامل.‏ ولكن اذا لم يكن بإمكان الدم الذي يمثِّل حياة الحيوانات ان يكفِّر كاملا عن خطايا البشر،‏ فهل بإمكان ايّ دم آخر ان يفعل ذلك؟‏

الحلّ الذي قدَّمه معطي الحياة

١١ كيف نعرف ان الذبائح التي شملت دم الحيوانات كانت تشير الى امر آخر؟‏

١١ كانت الشريعة تشير الى امر آخر فعّال اكثر بكثير في إنجاز مشيئة الله.‏ سأل بولس:‏ «فلماذا الشريعة اذًا؟‏».‏ ثم اجاب:‏ «قد زيدت إظهارا للتعديات،‏ الى ان يجيء النسل الذي جُعل الوعد له؛‏ وقد نُقلَت بواسطة ملائكة على يد وسيط»،‏ اي موسى.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ وكتب ايضا:‏ «ان للشريعة ظل الخيرات الآتية،‏ لا جوهر الاشياء عينه».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١‏.‏

١٢ كيف كان قصد الله بشأن الدم يُكشَف تدريجيا؟‏

١٢ كما رأينا،‏ سمح الله للبشر في ايام نوح بأن يأكلوا لحم الحيوانات،‏ لكنه لم يسمح لهم بأكل الدم.‏ وبعد مدة،‏ قال الله ان «نفس الجسد هي في الدم».‏ فقد اختار الله ان يعتبر ان الدم يمثِّل الحياة.‏ قال:‏ «انا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم».‏ ولكن كان قصد الله سينكشف اكثر بطريقة رائعة.‏ فالشريعة كانت ظلا للخيرات الآتية.‏ اية خيرات؟‏

١٣ لماذا كان موت يسوع مهمّا؟‏

١٣ كان جوهر الشريعة متمحورا حول موت يسوع المسيح.‏ فيسوع عُذِّب وسُمِّر على خشبة ومات ميتة مجرم.‏ كتب بولس:‏ «ان المسيح،‏ اذ كنا بعد ضعفاء،‏ مات عن الكافرين في الوقت المعين.‏ اما الله فيبيِّن لنا فضل محبته بأنه إذ كنا بعد خطاة مات المسيح عنا».‏ (‏روما ٥:‏٦،‏ ٨‏)‏ فقد زوَّد المسيح بموته فدية للتكفير عن خطايانا.‏ والفدية هي جوهر الرسالة المسيحية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٦‏)‏ فما علاقة الفدية بالدم والحياة،‏ وكيف يؤثر ذلك في حياتك؟‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف تشدِّد بعض الترجمات على موت يسوع عند نقل افسس ١:‏٧‏؟‏ (‏ب)‏ عمَّ تغفل هذه الترجمات في نقلها لأفسس ١:‏٧‏؟‏

١٤ تشدِّد بعض الكنائس على موت يسوع،‏ اذ يقول المنتمون اليها عبارات مثل «يسوع مات عني».‏ كما ان بعض ترجمات الكتاب المقدس تشدِّد على الفكرة نفسها عندما تنقل افسس ١:‏٧ كما يلي:‏ «الذي به وبموته لنا الانقاذ،‏ اي إبعاد تعدياتنا»؛‏ (‏الكتاب المقدس الاميركي،‏ لواضعه فرانك شايل بالنتاين،‏ ١٩٠٢)‏ «بموت المسيح تحررنا،‏ وغُفِرت خطايانا»؛‏ (‏الترجمة الانكليزية الحديثة،‏ ١٩٦٦)‏ «في المسيح وبواسطته وبذبيحة حياته تحررنا،‏ تحرير يعني غفران خطايانا»؛‏ (‏العهد الجديد،‏ لواضعه وليَم باركلي،‏ ١٩٦٩)‏ «بموت المسيح غُفِرت خطايانا وتحررنا».‏ (‏العهد الجديد للمترجِم،‏ ١٩٧٣)‏ كما ترى،‏ تشدِّد هذه الترجمات على موت يسوع.‏ ولكن قد يحاجّ البعض قائلين:‏ «ما المشكلة في التشديد على موت يسوع؟‏ أوليس موته مهمًّا جدا؟‏ ما الذي اغفلت عنه هذه الترجمات؟‏».‏

١٥ اذا كنتَ تعتمد على هذه الترجمات،‏ فقد تفوتك نقطة بالغة الاهمية.‏ وهذا يعيق فهمك لرسالة الكتاب المقدس.‏ فهذه الترجمات لا تبيِّن ان النص الاصلي لأفسس ١:‏٧ يحتوي على كلمة يونانية تعني «دم».‏ وبالتباين،‏ تنقل ترجمات كثيرة النص الاصلي بدقة.‏ وإحدى هذه الترجمات هي ترجمة العالم الجديد التي تقول:‏ «الذي به لنا الفداء بدمه،‏ مغفرة زلاتنا،‏ حسب غنى نعمته».‏

١٦ بماذا ينبغي ان تذكِّرنا الكلمة «بدمه»؟‏

١٦ ان الكلمة «بدمه» لها مغزى كبير وينبغي ان تذكِّرنا بأمور عديدة وثيقة الصلة بالموضوع.‏ فكان يلزم اكثر من مجرد موت شخص،‏ حتى لو كان هذا الشخص الانسان الكامل يسوع.‏ فقد تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بالشريعة،‏ وخصوصا بيوم الكفارة.‏ ففي ذلك اليوم الخصوصي،‏ كانت بعض الحيوانات التي حدَّدتها الشريعة تقدَّم ذبيحة.‏ ثم كان رئيس الكهنة يأخذ بعضا من دمها ويدخل الى قدس الاقداس في المسكن او الهيكل،‏ كما لو انه في حضرة الله،‏ ليقدِّم هذا الدم ليهوه.‏ —‏ خروج ٢٥:‏٢٢؛‏ لاويين ١٦:‏٢-‏١٩‏.‏

١٧ كيف تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة؟‏

١٧ كما اوضح بولس،‏ تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة.‏ فقد ذكر اولا ان رئيس الكهنة في اسرائيل كان يدخل قدس الاقداس مرة في السنة ومعه الدم الذي يقدِّمه «عن نفسه وعن خطايا جهل الشعب».‏ (‏عبرانيين ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ على نحو مماثل،‏ صعد يسوع الى السماء عينها بعدما أُقيم كشخص روحاني.‏ ولأنه روح،‏ وليس لحما ودما،‏ تمكّن من المثول امام «حضرة الله من اجلنا».‏ وماذا قدَّم له؟‏ لم يقدِّم شيئا حرفيا،‏ بل شيئا له اهمية فائقة.‏ تابع بولس:‏ «اما المسيح فعندما اتى رئيس كهنة .‏ .‏ .‏ دخل مرة لا غير الى الموضع المقدس،‏ لا بدم معزى وعجول،‏ بل بدمه الخاص،‏ وحصل على إنقاذ ابدي لنا.‏ لأنه إنْ كان دم معزى وثيران .‏ .‏ .‏ يقدِّس الى حد طهارة الجسد،‏ فكم بالحري دم المسيح،‏ الذي بروح ابدي قدَّم نفسه لله بلا شائبة،‏ يطهِّر ضمائرنا من اعمال ميتة لنؤدي لله الحي خدمة مقدسة؟‏».‏ فقد قدَّم يسوع لله قيمة دمه.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏١١-‏١٤،‏ ٢٤،‏ ٢٨؛‏ ١٠:‏١١-‏١٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٨‏.‏

١٨ لماذا ينبغي ان يهتم المسيحيون اليوم بإشارات الكتاب المقدس الى الدم؟‏

١٨ ان هذه الحقيقة التي كشفها الله تتيح لنا ان نفهم كل الاوجه الرائعة لما يقوله الكتاب المقدس عن الدم —‏ لماذا يعتبره الله مهمًّا،‏ اية نظرة اليه ينبغي ان نمتلكها،‏ ولماذا يجب ان نحترم القواعد التي وضعها الله بشأن استخدامه.‏ عندما تقرأ الاسفار اليونانية المسيحية،‏ تجد اشارات عديدة الى دم المسيح.‏ (‏انظر الاطار.‏)‏ وهذه الاشارات توضح ان كل مسيحي ينبغي ان يؤمن ‹‏بدم يسوع›.‏ (‏روما ٣:‏٢٥‏)‏ ونيلنا غفران الخطايا وتمتعنا بالسلام مع الله غير ممكنَين إلا بواسطة «‏الدم الذي سفكه» يسوع.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٠‏)‏ وهذا ما يصحّ خصوصا في الذين قطع معهم يسوع عهدا خصوصيا ان يحكموا معه في السماء.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٢٠‏)‏ كما يصحّ اليوم ايضا في ‹الجمع الكثير› الذين سينجون من «الضيق العظيم» القادم ويتمتعون بالحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ فهم مجازيا ‹يغسلون حللهم بدم الحمل›.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا اختار الله ان يقصر استخدام الدم على طريقة واحدة،‏ وكيف ينبغي ان نشعر حيال ذلك؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ينبغي ان نهتم بمعرفة الجواب عنه؟‏

١٩ من الواضح ان للدم مغزى خصوصيا في نظر الله.‏ نحن ايضا ينبغي ان نمتلك النظرة نفسها.‏ فالخالق،‏ الذي يهتم بالحياة،‏ يحقّ له ان يقرِّر ما يمكن ان يفعله البشر بالدم.‏ فلأنه مهتم جدا بحياتنا،‏ قرّر ان يقصر استخدام الدم على طريقة مهمة واحدة فقط،‏ طريقة تتيح نيل الحياة الابدية:‏ دم يسوع الثمين.‏ فكم ينبغي ان نشكر يهوه الله لأنه عمل لفائدتنا باستخدام الدم —‏ دم يسوع —‏ بهذه الطريقة المنقذة للحياة!‏ وكم ينبغي ان نكون شاكرين ليسوع لأنه ضحى وسكب دمه لأجلنا!‏ وكلمات الرسول يوحنا تعبِّر عن مشاعرنا.‏ فقد قال:‏ «لذاك الذي يحبنا وقد حلّنا من خطايانا بدمه الخاص —‏ وجعلنا مملكة،‏ كهنة لإلهه وأبيه —‏ له المجد والقدرة الى الابد!‏ آمين».‏ —‏ كشف ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

٢٠ ان الهنا الكليّ الحكمة الذي اعطانا الحياة كان يفكر بهذا الامر المنقذ للحياة منذ زمن طويل.‏ لذلك من المنطقي ان نسأل:‏ ‹كيف ينبغي ان يؤثر ذلك في قراراتنا وتصرفاتنا؟‏›.‏ ستجيب المقالة التالية عن هذا السؤال.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ماذا نتعلم عن نظرة الله الى الدم مما حدث مع هابيل ونوح؟‏

‏• اية وصية وضعها الله في الشريعة حول استخدام الدم،‏ ولماذا؟‏

‏• كيف تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة؟‏

‏• كيف يمكن ان يُنقِذ دم يسوع حياتنا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٨]‏

دم مَن يُنقِذ الحياة؟‏

«انتبهوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي عيَّنكم فيها الروح القدس نظارا،‏ لترعوا جماعة الله،‏ التي اشتراها بدم ابنه».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏.‏

«اذًا،‏ فكم بالاحرى،‏ وقد تبرَّرنا الآن بدمه،‏ نخلص به من السخط».‏ —‏ روما ٥:‏٩‏.‏

«كنتم .‏ .‏ .‏ لا رجاء لكم ومن دون الله في العالم.‏ أما الآن،‏ ففي اتحاد بالمسيح يسوع،‏ انتم الذين كنتم في ما مضى بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح».‏ —‏ افسس ٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

«فيه استحسن الله ان يسكن كل الملء،‏ وأن يصالح به سائر الاشياء مع نفسه صانعا السلام بالدم الذي سفكه على خشبة الآلام».‏ —‏ كولوسي ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

«اذًا،‏ ايها الاخوة،‏ .‏ .‏ .‏ لنا جرأة على الاقتراب من طريق الدخول الى الموضع المقدس بدم يسوع».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١٩‏.‏

«لم تُنقَذوا بأشياء قابلة للفساد،‏ .‏ .‏ .‏ من سيرتكم العديمة الثمر التي أخذتموها بالتقليد عن اجدادكم،‏ بل بدم كريم،‏ كما من حمل لا شائبة فيه ولا وصمة،‏ دم المسيح».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

«إنْ كنا نسير في النور كما انه هو في النور،‏ فلنا مشاركة بعضنا مع بعض،‏ ودم يسوع ابنه يطهِّرنا من كل خطية».‏ —‏ ١ يوحنا ١:‏٧‏.‏

«انت مستحق ان تأخذ الدرج وتفتح ختومه،‏ لأنك ذُبحت وبدمك اشتريت اناسا لله من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة».‏ —‏ كشف ٥:‏٩‏.‏

«قد طُرِح متَّهِم إخوتنا .‏ .‏ .‏ وهم غلبوه بدم الحمل وبكلمة شهادتهم».‏ —‏ كشف ١٢:‏١٠،‏ ١١‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

اوضح الله بواسطة الشريعة ان للدم دورا في غفران الخطايا

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

يمكن إنقاد حياة كثيرين بواسطة دم يسوع