الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

‏«فاذهبوا وتلمذوا اناسا .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

١ ايّ حديث دار بين التلميذ فيلبس ورجل من الحبشة؟‏

كان الرجل الحبشي قد قطع مسافة كبيرة ليأتي الى اورشليم من اجل تقديم العبادة ليهوه،‏ الاله الذي يحبه.‏ ومن الواضح انه احبّ ايضا كلمة الله الموحى بها.‏ ففي طريق العودة في مركبته،‏ كان يقرأ نسخة من كتابات النبي اشعيا عندما التقاه فيلبس،‏ احد تلاميذ المسيح،‏ وسأله:‏ «أتعرف حقا ما انت تقرأ؟‏».‏ فأجاب الحبشي:‏ «كيف يمكنني ذلك إنْ لم يرشدني احد؟‏».‏ فأبتدأ فيلبس بمساعدة تلميذ الاسفار المقدسة المخلص هذا ليصير احد تلاميذ المسيح.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٩‏.‏

٢ (‏أ)‏ لماذا جواب الحبشي جدير بالاهتمام؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالَين يتعلقان بمهمة التلمذة التي فوَّضها المسيح سنعالجهما؟‏

٢ ان جواب الحبشي جدير بالاهتمام.‏ فقد قال:‏ «كيف يمكنني ذلك إنْ لم يرشدني احد؟‏».‏ فكان بحاجة الى مُرشِد،‏ دليل يقوده ليفهم ما يقرأ.‏ يوضح هذا التعليق اهمية ارشاد محدَّد تضمنته مهمة التلمذة التي اوصى بها يسوع.‏ وما هو هذا الارشاد؟‏ لإيجاد الجواب،‏ لنستأنف مناقشتنا لكلمات يسوع الموجودة في متى الاصحاح ٢٨‏.‏ ركَّزت المقالة السابقة على السؤالَين:‏ لماذا وأين.‏ أما في هذه المقالة فسنعالج السؤالَين الآخرَين المتعلقَين بمهمة التلمذة التي اوصى بها المسيح:‏ ماذا وإلى متى.‏

‏«علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به»‏

٣ (‏أ)‏ كيف يصير الشخص تلميذا ليسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نعلِّم عندما نقوم بعمل التلمذة؟‏

٣ ماذا يجب ان نعلِّم لنساعد الآخرين على الصيرورة تلاميذ للمسيح؟‏ اوصى يسوع اتباعه:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ يتبيَّن من هذه الكلمات اننا يجب ان نعلِّم ما اوصى به المسيح.‏ * ولكن ماذا يضمن ان الشخص الذي تعلّم وصايا يسوع لن يصير تلميذا فحسب،‏ بل يستمر في ذلك؟‏ بإمكاننا معرفة احد العوامل الاساسية من كلمات يسوع التي اختارها باعتناء.‏ فهو لم يقُل:‏ ‹علِّموهم جميع ما اوصيتكم به›،‏ بل:‏ «علِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ١٩:‏١٧‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏

٤ (‏أ)‏ ماذا يعني ان يحفظ المرء وصيةً ما؟‏ (‏ب)‏ كيف نعلِّم شخصا ان يحفظ ما اوصى به المسيح؟‏

٤ ان حفظ المرء وصيةً ما يشير الى انه يتصرف بانسجام مع هذه الوصية،‏ انه يطيعها ويتقيّد بها.‏ فكيف نعلِّم الشخص ان يحفظ،‏ او يطيع،‏ ما اوصى به المسيح؟‏ لنأخذ على سبيل المثال كيف يعلِّم مدرِّس قيادة السيارات في بعض البلدان تلاميذه على حفظ قوانين السير.‏ فهو يعلِّم تلاميذه القوانين في الصف.‏ ولكن لكي يعلِّمهم كيف يطيعون هذه القوانين،‏ يجب ان يعطيهم الارشادات وهم يقودون السيارة على الطريق ويبذلون جهدهم ليطبِّقوا ما تعلّموه.‏ على نحو مماثل،‏ عندما ندرس الكتاب المقدس مع الآخرين،‏ نعلِّمهم وصايا المسيح.‏ ولكن يلزم ايضا ان نعطي تلاميذنا الارشادات وهم يحاولون تطبيق وصايا المسيح في حياتهم اليومية وفي الخدمة.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٣‏)‏ فإتمام وصية المسيح كاملا يتطلب ان نكون معلِّمين ومُرشِدين.‏ وبذلك نقتدي بالمثال الذي رسمه يسوع ويهوه.‏ —‏ مزمور ٤٨:‏١٤؛‏ كشف ٧:‏١٧‏.‏

٥ لماذا قد يتردد الشخص الذي ندرس معه الكتاب المقدس في إطاعة وصية المسيح؟‏

٥ يشمل تعليم الآخرين ان يحفظوا ما اوصى به يسوع مساعدتهم ان يطيعوا وصيته المتعلقة بالتلمذة.‏ لكنَّ بعض الذين ندرس معهم الكتاب المقدس قد يستصعبون القيام بهذا العمل.‏ فحتى لو كانوا سابقا اعضاء نشاطى في بعض كنائس العالم المسيحي،‏ فمن غير المرجح ان يكون معلِّموهم الدينيون السابقون قد علَّموهم ان يذهبوا ويتلمذوا.‏ فبعض قادة الكنيسة يعترفون بأن كنائس العالم المسيحي فشلت فشلا ذريعا في تعليم رعاياها ان يبشِّروا.‏ ذكر عالِم الكتاب المقدس جون ر.‏ و.‏ ستوت في معرض تعليقه على وصية يسوع بالذهاب الى العالم ومساعدة جميع انواع الناس ان يصيروا تلاميذ:‏ «ان فشلنا في العمل وفق مغزى هذه الوصية هو نقطة الضعف الرئيسية لدى المسيحيين المتمسكين بتعاليم الانجيل في حقل التبشير اليوم».‏ وأضاف:‏ «نحن نميل الى إعلان رسالتنا عن بُعد.‏ فمثلنا مثل الشخص الذي يعطي النصائح لغريق فيما يبقى هو بأمان على الشاطئ.‏ فنحن لا نريد ان ننزل الى الماء لننقذهم لأننا نخشى البلل».‏

٦ (‏أ)‏ كيف نقتدي بفيلبس عند مساعدة تلميذ الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ كيف نُظهِر اهتمامنا به عندما يبدأ بالاشتراك في عمل الكرازة؟‏

٦ اذا كان الذي ندرس معه الكتاب المقدس ينتمي سابقا الى دين ‹يخشى افراده البلل›،‏ فقد يستصعب ان يتغلب على هذا الخوف ويطيع وصية المسيح المتعلقة بالتلمذة.‏ لذلك يجب ان نساعده.‏ فيلزم ان نكون صبورين فيما نقدِّم له الارشادات والتوجيهات التي تعمِّق فهمه وتدفعه الى العمل،‏ تماما كما ساعدت ارشادات فيلبس الحبشي على الفهم ودفعته الى المعمودية.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٣؛‏ اعمال ٨:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ كما ان رغبتنا في تعليم تلاميذ الكتاب المقدس ان يحفظوا الوصية المتعلقة بالتلمذة تدفعنا ان نكون بجانبهم لإرشادهم عندما يخطون خطواتهم الاولى في الكرازة بالملكوت.‏ —‏ جامعة ٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ لوقا ٦:‏٤٠‏.‏

‏«جميع ما اوصيتكم به»‏

٧ اية وصيتَين يشملهما ‹جميع ما اوصى به› المسيح ينبغي تعليمهما للآخرين؟‏

٧ ان ما نعلِّمه للتلاميذ الجدد لا يقتصر على تعليمهم ان يتلمذوا.‏ فقد قال لنا يسوع ان نعلِّم الآخرين ان «يحفظوا جميع ما» اوصى به.‏ ويشمل ذلك الوصيتَين العظميَين:‏ محبة الله ومحبة القريب.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ فكيف نعلِّم التلميذ الجديد ان يحفظ هاتَين الوصيتَين؟‏

٨ ايّ مثل يوضح كيف يمكن تعليم التلميذ الجديد الوصية حول إظهار المحبة؟‏

٨ فكِّر ثانية في مثل التلميذ التي يتعلم القيادة.‏ فإذ يقود السيارة على الطريق ومعلِّمه الى جانبه،‏ لا يتعلم بالاصغاء الى استاذه فحسب،‏ بل ايضا بملاحظة ما يقوم به السائقون الآخرون.‏ مثلا،‏ قد يلفت معلِّمه انتباهه الى سائق يسمح بلطف لسائق آخر بأن يتقدم عليه.‏ او قد يريه سائقا لطيفا يُشعِل الضوء الامامي المنخفض لئلا يبهر ضوء سيارته السائقين الآتين بالاتجاه المعاكس.‏ او قد يدله على سائق يمدّ يد المساعدة لإصلاح سيارة معطّلة لشخص يعرفه.‏ ان هذه الامثلة تعلِّم التلميذ دروسا قيِّمة يمكنه تطبيقها عندما يقود سيارته.‏ على نحو مماثل،‏ لا يتعلم التلميذ الجديد الذي يسير على الطريق الى الحياة من معلِّمه فقط،‏ بل ايضا من الامثلة الجيدة التي يراها في الجماعة.‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٩ كيف يتعلم التلميذ الجديد ما يعنيه حفظ الوصية حول إظهار المحبة؟‏

٩ مثلا،‏ قد يلاحظ تلميذ الكتاب المقدس امًّا متوحدة تبذل قصارى جهدها لتأتي الى قاعة الملكوت مع اولادها الصغار.‏ او قد يرى اختا مكتئبة تأتي بانتظام الى الاجتماعات رغم صراعها مع الكآبة،‏ او ارملة مسنّة تجلب مسنين آخرين الى الاجتماعات،‏ او مراهقا يشارك في تنظيف قاعة الملكوت.‏ او ربما يلفت نظره شيخ في الجماعة يكون دائما من السبّاقين الى خدمة الحقل رغم المسؤوليات الجماعية الكثيرة الملقاة على عاتقه.‏ او يمكن ان يلتقي شاهدا معوَّقا طريح الفراش،‏ ولكنَّه يمنح التشجيع لكل الذين يزورونه.‏ كما انه قد يرى زوجَين يقومان بتغييرات جذرية في حياتهما ليهتما بحاجات والديهما المسنين.‏ فبمراقبة هؤلاء المسيحيين اللطفاء والداعمين والجديرين بالثقة،‏ يتعلم التلميذ الجديد بالمثال ما تعنيه إطاعة وصية المسيح بأن نحب الله والقريب،‏ وخصوصا الرفقاء المؤمنين.‏ (‏امثال ٢٤:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ بهذه الطريقة،‏ يمكن لكل فرد في الجماعة المسيحية —‏ بل يجب عليه —‏ ان يكون معلِّما ومُرشِدا.‏ —‏ متى ٥:‏١٦‏.‏

‏«الى اختتام نظام الاشياء»‏

١٠ (‏أ)‏ الى متى سنستمر في القيام بعمل التلمذة؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال رسمه يسوع بخصوص اتمام التعيينات؟‏

١٠ و الى متى ينبغي ان نستمر في القيام بعمل التلمذة؟‏ طوال فترة اختتام نظام الاشياء.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ فهل نتمِّم هذا الوجه من المهمة التي فوَّضها يسوع الينا؟‏ ان الجماعة العالمية النطاق مصمِّمة على ذلك.‏ ففي السنوات الماضية،‏ ضحّينا طوعا بوقتنا وطاقتنا ومواردنا للعثور على ‹الميالين بالصواب الى الحياة الابدية›.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ وحاليا،‏ يقضي شهود يهوه حول العالم كمعدل اكثر من ثلاثة ملايين ساعة كل يوم في الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة.‏ ونحن نقوم بهذا العمل اقتداء بمثال يسوع.‏ فقد قال:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأنهي عمله».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وهذا ما نرغب فيه نحن ايضا من كل قلبنا.‏ (‏يوحنا ٢٠:‏٢١‏)‏ فنحن لا نريد ان نبدأ بالعمل الموكل الينا فحسب،‏ بل ان ننهيه ايضا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣؛‏ يوحنا ١٧:‏٤‏.‏

١١ ماذا حدث لبعض من اخوتنا وأخواتنا المسيحيين،‏ وأيّ سؤال ينبغي ان نطرحه على انفسنا؟‏

١١ ولكن من المؤسف ان بعضا من رفقائنا المؤمنين صاروا ضعفاء روحيا وتباطأوا او توقفوا عن إتمام وصية المسيح المتعلقة بالتلمذة.‏ فهل من وسيلة لمساعدتهم ان يعاشروا الجماعة من جديد ويستأنفوا نشاطهم في عمل التلمذة؟‏ (‏روما ١٥:‏١؛‏ عبرانيين ١٢:‏١٢‏)‏ ان الطريقة التي استخدمها يسوع لمساعدة رسله عندما مرّوا وقتيا بحالة ضعف تُظهِر لنا ما يمكن فعله اليوم.‏

إظهار الاهتمام

١٢ (‏أ)‏ ماذا فعل رسل يسوع قُبيل موته؟‏ (‏ب)‏ كيف عامل يسوع رسله رغم انهم كانوا ضعفاء روحيا جدا؟‏

١٢ في اواخر خدمة يسوع على الارض حين كان على وشك ان يموت،‏ «تركه [رسله] وهربوا».‏ وكما سبق فأنبأ ‹تبدّد كل واحد الى بيته›.‏ (‏مرقس ١٤:‏٥٠؛‏ يوحنا ١٦:‏٣٢‏)‏ فكيف عامل يسوع عشراءه الضعفاء روحيا؟‏ بُعيد قيامته،‏ قال لبعض من أتباعه:‏ ‹لا تخافوا!‏ اذهبوا وأخبروا اخوتي لكي يذهبوا الى الجليل؛‏ وهناك يرونني›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٠‏)‏ فرغم ان الرسل كانوا ضعفاء روحيا جدا،‏ كان يسوع لا يزال يدعوهم «اخوتي».‏ (‏متى ١٢:‏٤٩‏)‏ ولم يفقد ثقته بهم بل كان رحيما وغفورا معهم،‏ تماما كما ان يهوه رحيم وغفور.‏ (‏٢ ملوك ١٣:‏٢٣‏)‏ فكيف نقتدي بيسوع؟‏

١٣ اية نظرة يجب امتلاكها الى الذين صاروا ضعفاء روحيا؟‏

١٣ ينبغي ان نهتم اهتماما كبيرا بالذين تباطأوا او توقفوا عن الاشتراك في الخدمة.‏ فنحن لا نزال نذكر اعمال المحبة التي قام بها هؤلاء الرفقاء المؤمنون —‏ والبعض منهم طوال عقود.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ ونحن نفتقد عشرتهم كثيرا.‏ (‏لوقا ١٥:‏٤-‏٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٧‏)‏ فكيف نعرب عن اهتمامنا بهم؟‏

١٤ كيف نقتدي بيسوع لنساعد شخصا ضعيفا؟‏

١٤ قال يسوع للرسل المثبَّطين ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونه.‏ كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة لهم ليحضروا اجتماعا خصوصيا.‏ (‏متى ٢٨:‏١٠‏)‏ واليوم ايضا،‏ نحن ندعو الضعفاء روحيا الى حضور اجتماعات الجماعة المسيحية،‏ وقد يستلزم الامر ان ندعوهم اكثر من مرة.‏ في حالة الرسل،‏ اثمرت دعوة يسوع لأن «التلاميذ الاحد عشر .‏ .‏ .‏ ذهبوا الى الجليل الى الجبل الذي عيَّنه لهم يسوع».‏ (‏متى ٢٨:‏١٦‏)‏ وكم نفرح نحن ايضا عندما يتجاوب الضعفاء مع دعواتنا الصادقة ويستأنفون حضور الاجتماعات المسيحية!‏ —‏ لوقا ١٥:‏٦‏.‏

١٥ كيف نقتدي بمثال يسوع في الترحيب بالضعفاء الذين يأتون الى اجتماعاتنا؟‏

١٥ وكيف يجب ان نتصرف عندما يصل مسيحي ضعيف روحيا الى قاعة الملكوت؟‏ يجب ان نقتدي بما فعله يسوع عندما اتى رسله،‏ الذين مرّوا وقتيا بحالة ضعف،‏ الى مكان الاجتماع الذي عيَّنه لهم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «اقترب يسوع وكلّمهم».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ فلم ينظر اليهم من بعيد،‏ بل اقترب منهم.‏ تخيّل كم ارتاح الرسل دون شك عندما اخذ يسوع المبادرة!‏ فلنأخذ نحن ايضا المبادرة ونرحِّب بحرارة بالضعفاء روحيا الذين يبذلون جهدهم ليعودوا الى الجماعة المسيحية.‏

١٦ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من معاملة يسوع لأتباعه؟‏ (‏ب)‏ كيف نقتدي بنظرة يسوع الى الضعفاء؟‏ (‏انظر الحاشية.‏)‏

١٦ وماذا فعل يسوع ايضا؟‏ اولا،‏ قال لهم:‏ «دُفعت اليّ كل سلطة».‏ ثانيا،‏ اعطاهم تعيينا قائلا:‏ «اذهبوا وتلمذوا».‏ وثالثا،‏ قطع الوعد التالي:‏ «ها انا معكم كل الايام».‏ ولكن هل لاحظتَ ما لم يفعله يسوع؟‏ لم يوبِّخ تلاميذه على ضعفاتهم وشكوكهم.‏ (‏متى ٢٨:‏١٧‏)‏ فهل كان اسلوبه فعّالا؟‏ اجل.‏ فلم يمضِ وقت طويل حتى عاود الرسل نشاطهم في ‹التعليم والتبشير›.‏ (‏اعمال ٥:‏٤٢‏)‏ فلنقتدِ بمثال يسوع في نظرته الى الضعفاء ومعاملته لهم فنحصد نتائج مفرحة مماثلة في جماعتنا.‏ * —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

‏«انا معكم كل الايام»‏

١٧،‏ ١٨ اية فكرتَين مشجِّعتَين تضمنتهما كلمات يسوع:‏ «انا معكم كل الايام»؟‏

١٧ قال يسوع في ختام التفويض الذي اعطاه:‏ «انا معكم كل الايام».‏ وكلماته هذه تشجِّع كل الذين يجاهدون لإتمام الوصية التي امرنا فيها بأن نتلمذ.‏ فمهما قاوم الاعداء عمل الكرازة بالملكوت الذي نقوم به ومهما كانت اشكال الافتراء الذي يمطروننا به،‏ فلا داعي ان نخاف.‏ ولماذا؟‏ لأن يسوع،‏ قائدنا،‏ الذي لديه «كل سلطة في السماء وعلى الارض» هو معنا ليزوِّدنا بالدعم.‏

١٨ كما ان وعْد يسوع بأنه ‹معنا كل الايام› هو مصدر تعزية لنا.‏ ففيما نجاهد لإتمام وصيته بالتلمذة،‏ نختبر اياما مفرحة وأياما محزنة على السواء.‏ (‏٢ أخبار الايام ٦:‏٢٩‏)‏ فقد يمرّ بعضنا بأوقات محزنة عندما يخطف الموت احد احبائهم.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢؛‏ يوحنا ١١:‏٣٣-‏٣٦‏)‏ ويُضطر آخرون الى التأقلم مع الشيخوخة حين يفقدون طاقتهم وتتدهور صحتهم.‏ (‏جامعة ١٢:‏١-‏٦‏)‏ اما البعض الآخر فيمرّون بفترات تسحقهم فيها مشاعر الكآبة.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ كما ان عددا متزايدا يعانون المصاعب المادية.‏ ولكن رغم هذه المشاكل،‏ ننجح في خدمتنا لأن يسوع معنا ‏«كل الايام»،‏ بما في ذلك احلك ايام حياتنا.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

١٩ (‏أ)‏ اية ارشادات تحتويها مهمة التلمذة التي فوَّضها الينا يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكِّننا من إتمام تفويض المسيح؟‏

١٩ كما رأينا في هذه المقالة والمقالة السابقة،‏ كانت المهمة التي فوَّضها يسوع الى تلاميذه شاملة.‏ فقد اخبرنا يسوع لماذا وأين ينبغي ان نطيع وصيته.‏ كما اخبرنا ماذا وإلى متى ينبغي ان نتلمذ.‏ لا شك ان إتمام هذه المهمة الضخمة امر صعب.‏ ولكن بما ان المسيح لديه سلطة وبما انه معنا،‏ فبإمكاننا إنجاز هذه المهمة.‏ ألا توافق على ذلك؟‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 3‏ يشير احد المراجع ان يسوع لم يقُل:‏ «عمِّدوهم .‏ .‏ .‏ ثم علِّموهم»،‏ بل:‏ «عمِّدوهم .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم».‏ لذلك،‏ فإن التعميد والتعليم ليسا «بالتحديد .‏ .‏ .‏ امرَين متعاقبَين».‏ فـ‍ «التعليم هو عملية مستمرة تبدأ قبل المعمودية .‏ .‏ .‏ وتستمر بعد المعمودية».‏

^ ‎الفقرة 16‏ من اجل المزيد من المعلومات حول كيفية النظر الى الضعفاء ومساعدتهم،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٣،‏ الصفحات ١٥-‏١٨‏.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• كيف نعلِّم الآخرين ان يحفظوا ما اوصى به يسوع؟‏

‏• اية دروس يتعلمها التلميذ الجديد من الآخرين في الجماعة؟‏

‏• كيف نساعد الذين صاروا ضعفاء روحيا؟‏

‏• ايّ تشجيع وتعزية نستمدهما من وعد يسوع:‏ «انا معكم كل الايام»؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٥]‏

يجب ان نكون معلِّمين ومُرشِدين

‏[الصور في الصفحة ١٧]‏

يتعلم التلميذ الجديد دروسا قيّمة من المثال الذي يرسمه الآخرون