الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تبني نظرة المسيح الى العظمة

تبني نظرة المسيح الى العظمة

تبني نظرة المسيح الى العظمة

‏«مَن اراد ان يكون عظيما بينكم فليكن لكم خادما».‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٦‏.‏

١ ما هي نظرة العالم الى العظمة؟‏

قرب المدينة المصرية القديمة طيبة (‏الآن الكرنك)‏ التي تقع على بعد ٥٠٠ كيلومتر تقريبا جنوبي القاهرة،‏ ينتصب تمثال طوله ١٨ مترا للفرعون أمنحوتب الثالث.‏ ولا يسع الناظر الى هذا التمثال الضخم إلا ان يشعر بمدى صغره بالمقارنة معه.‏ وهذا النصب التذكاري،‏ المصنوع دون شك بهدف ملء الشخص بالرهبة من هذا الحاكم،‏ هو خير مثال لنظرة العالم الى العظمة:‏ إعطاء الشخص اهمية لنفسه قدر الامكان وجعل الآخرين يشعرون بعدم القيمة.‏

٢ ايّ مثال رسمه يسوع لأتباعه،‏ وأيّ سؤالَين يلزم ان نطرحهما على انفسنا؟‏

٢ قارِن هذه النظرة الى العظمة بالنظرة التي علَّمها يسوع المسيح.‏ فرغم انه كان «الرب والمعلِّم» لأتباعه،‏ فقد علّمهم ان العظمة تأتي من خدمة الآخرين.‏ وفي اليوم الاخير من حياته على الارض،‏ اظهر معنى ما علّمه بغسل اقدام تلاميذه.‏ فكم تنمّ هذه الخدمة التي قام بها عن التواضع!‏ (‏يوحنا ١٣:‏٤،‏ ٥،‏ ١٤‏)‏ ولكن ماذا عنك؟‏ ايّهما يروقك اكثر:‏ ان تخدم او ان تُخدَم؟‏ وهل يُضرِم فيك مثال المسيح رغبة في ان تكون متواضعا كما كان هو؟‏ لنناقش في ما يلي نظرة المسيح الى العظمة بالتباين مع النظرة الشائعة في العالم.‏

تجنَّب نظرة العالم الى العظمة

٣ اية امثلة من الكتاب المقدس تُظهِر العاقبة الوخيمة التي يعانيها المتعطشون الى نيل المجد من الناس؟‏

٣ كثيرة هي الامثلة في الكتاب المقدس التي تُظهِر ان نظرة العالم الى العظمة لها عاقبة وخيمة.‏ فهنالك هامان الذي تمتع بنفوذ كبير ومركز مرموق في البلاط الملكي الفارسي في ايام استير ومردخاي.‏ لكنَّ تعطشه الى المجد ادّى به الى الاذلال والموت.‏ (‏استير ٣:‏٥؛‏ ٦:‏١٠-‏١٢؛‏ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وماذا عن نبوخذنصر المتعجرف الذي أُصيب بالجنون في اوج مجده؟‏ لقد عبّر عن نظرته المشوَّهة الى العظمة كما يلي:‏ «أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتُها لبيت المُلك بقوة اقتداري ولجلال مجدي».‏ (‏دانيال ٤:‏٣٠‏)‏ وهنالك ايضا هيرودس اغريباس الاول المتكبر الذي قبِل مجدا لا يستحقه بدلا من إعطاء المجد لله.‏ نتيجة لذلك،‏ ‹اكله الدود ومات›.‏ (‏اعمال ١٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وهكذا،‏ فإن عدم تبني نظرة يهوه الى العظمة ادّى الى اذلال هؤلاء الرجال وسقوطهم.‏

٤ مَن هو مصدر روح الكبرياء المتفشية في العالم؟‏

٤ دون شك،‏ ليس من الخطإ ان نرغب في نيل الاكرام والاحترام.‏ لكنَّ ابليس يستغل هذه الرغبة لينمّي فينا روح الكبرياء،‏ الروح التي تعكس طموحاته الجامحة.‏ (‏متى ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ فهو «اله نظام الاشياء هذا» وهو مصمِّم على بثّ طريقة تفكيره في الناس على الارض.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ افسس ٢:‏٢؛‏ كشف ١٢:‏٩‏)‏ وبما ان المسيحيين يعرفون مصدر هذا التفكير،‏ فهم يتجنبون تبني نظرة العالم الى العظمة.‏

٥ هل الشهرة في العالم،‏ استحسان الناس،‏ والثروة امور تضمن لنا الاكتفاء الدائم؟‏

٥ وإحدى الافكار التي يروِّجها ابليس هي ان الشهرة في العالم،‏ استحسان الناس،‏ والجيوب الملآنة مالا هي امور تجعلنا تلقائيا نعيش حياة سعيدة.‏ فهل هذا صحيح؟‏ هل الشعور بالانجاز،‏ الشهرة،‏ والثروة امور تضمن لنا حياة تجلب الاكتفاء؟‏ يحذِّرنا الكتاب المقدس من الانخداع بهذا التفكير.‏ كتب الملك الحكيم سليمان:‏ «رأيت كل التعب وكل فَلاحِ عمل انه حسد الانسان من قريبه.‏ وهذا ايضا باطل وقبض الريح».‏ (‏جامعة ٤:‏٤‏)‏ فكثيرون ممَّن كرَّسوا حياتهم للوصول الى الشهرة وتجميع الثروة يشهدون لصحة مشورة الكتاب المقدس الموحى بها.‏ وأحد الامثلة هو مثال رجل ساهم في تصميم،‏ صنْع،‏ وتجربة المركبة الفضائية التي اخذت الانسان الى القمر.‏ فقد قال:‏ «كنت اعمل بكدّ وصرت ماهرا جدا في عملي.‏ لكنَّ كل ذلك كان عديم الجدوى،‏ بلا قيمة،‏ ولم يجلب لي السعادة الدائمة وسلام العقل».‏ * فمفهوم العالم للعظمة،‏ سواء أكان في حقل التجارة ام الرياضة ام التسلية،‏ لا يضمن لنا الاكتفاء الدائم.‏

العظمة تنجم عن الخدمة بدافع المحبة

٦ ماذا يُظهِر ان يعقوب ويوحنا امتلكا نظرة خاطئة الى العظمة؟‏

٦ تكشف احدى الحوادث في حياة يسوع عن المعنى الحقيقي للعظمة.‏ فقد كان هو وتلاميذه مسافرين الى اورشليم للاحتفال بفصح سنة ٣٣ ب‌م.‏ وفي الطريق،‏ اظهر يعقوب ويوحنا،‏ اللذان ربما كانا ابنَي خالة يسوع،‏ ان لديهما نظرة خاطئة الى العظمة.‏ فقد طلبا من يسوع بواسطة امهما:‏ ‹قُلْ ان يجلس احدنا عن يمينك والآخر عن يسارك في ملكوتك›.‏ (‏متى ٢٠:‏٢١‏)‏ كان اليهود يعتبرون الجلوس عن اليمين او اليسار شرفا عظيما.‏ (‏١ ملوك ٢:‏١٩‏)‏ وهذا يُظهِر ان يعقوب ويوحنا كانا يطمحان الى الحصول على المكان الابرز،‏ لذلك ارادا ان يضمنا نيل مركز السلطة هذا.‏ لكنَّ يسوع كان يعرف ما يجول في ذهنهما واغتنم الفرصة ليقوِّم نظرتهما الخاطئة الى العظمة.‏

٧ كيف اظهر يسوع الطريقة الصحيحة ليكون الشخص عظيما بحسب مقياس المسيحية الحقيقية؟‏

٧ عرف يسوع ان الشخص العظيم في نظر العالَم المتكبر هو الذي يتسلط على الآخرين ويأمرهم،‏ والذي يستطيع تحقيق كل رغباته بإشارة من اصبعه.‏ ولكن بين أتباع يسوع،‏ يُعتبَر الشخص عظيما اذا كان يخدم الآخرين بتواضع.‏ فقد قال يسوع:‏ «مَن اراد ان يكون عظيما بينكم فليكن لكم خادما،‏ ومَن اراد ان يكون الاول بينكم فليكن لكم عبدا».‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

٨ ماذا تعني كلمة «خادم»،‏ وأي سؤالين ينبغي ان نطرحهما على انفسنا؟‏

٨ تشير الكلمة اليونانية المترجمة «خادم» في الكتاب المقدس الى شخص يبذل جهده بدأب ومثابرة ليخدم الآخرين.‏ وهكذا باستخدام هذه الكلمة،‏ كان يسوع يعلِّم تلاميذه درسا مهمًّا:‏ ان العظمة لا تأتي من إصدار الاوامر بل من خدمة الآخرين بدافع المحبة.‏ بناء على ذلك،‏ اسأل نفسك:‏ ‹كيف كنت سأتجاوب لو كنت مكان يعقوب او يوحنا؟‏ هل كنت سأدرك ان العظمة الحقيقية تأتي من خدمة الآخرين بدافع المحبة؟‏›.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٣‏.‏

٩ ايّ مثال رسمه يسوع في تعاملاته مع الآخرين؟‏

٩ اظهر يسوع لتلاميذه ان مقياس العظمة في العالم مختلف عن المقياس الذي اظهره من خلال تصرفاته.‏ فهو لم يشعر بأنه اسمى من الذين خدمهم ولم يجعلهم يشعرون بأنهم ادنى منه.‏ وجميع انواع الناس —‏ بمن في ذلك الرجال،‏ النساء،‏ الاولاد،‏ الاغنياء،‏ الفقراء،‏ ذوو المراكز،‏ حتى الخطاة المعروفون —‏ شعروا ان بإمكانهم الاقتراب منه بسهولة.‏ (‏مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦؛‏ لوقا ٧:‏٣٧-‏٥٠‏)‏ في اغلب الاحيان،‏ لا يكون الناس صبورين مع الذين لديهم عجز ما.‏ لكنَّ يسوع كان مختلفا.‏ فرغم ان تلاميذه تصرفوا احيانا دون تفكير او تشاجروا معا،‏ فقد علَّمهم بصبر وأظهر لهم انه متواضع ووديع حقا.‏ —‏ زكريا ٩:‏٩؛‏ متى ١١:‏٢٩؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

١٠ كيف اظهر يسوع من خلال كامل مسلك حياته انه يخدم الآخرين خدمة غير انانية؟‏

١٠ ان مثال التضحية بالذات الذي رسمه ابن الله المميز هذا اظهر المعنى الحقيقي للعظمة.‏ فيسوع لم يأتِ الى الارض ليُخدَم بل ليخدم الآخرين،‏ اذ شفاهم من «امراض مختلفة» وحرَّرهم من سيطرة الشياطين.‏ ورغم انه كان يتعب احيانا ويحتاج الى وقت للراحة،‏ فقد وضع دائما حاجات الآخرين قبل حاجاته وبذل جهده لإراحتهم.‏ (‏مرقس ١:‏٣٢-‏٣٤؛‏ ٦:‏٣٠-‏٣٤؛‏ يوحنا ١١:‏١١،‏ ١٧،‏ ٣٣‏)‏ كما ان محبته دفعته الى مساعدة الناس روحيا،‏ اذ سافر مئات الكيلومترات على الطرقات المغبّرة ليكرز ببشارة الملكوت.‏ (‏مرقس ١:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فلا شك ان يسوع اعتبر خدمة الآخرين امرا بالغ الاهمية.‏

اقتدِ بتواضع المسيح

١١ اية صفات يجري البحث عنها في الاخوة الذين يُعيَّنون نظارا في الجماعة؟‏

١١ في اواخر القرن التاسع عشر،‏ أُبرز الموقف اللائق الذي ينبغي ان يمتلكه النظار المسيحيون حين كان يجري اختيار ممثلين جائلين ليخدموا حاجات شعب الله.‏ فكما ورد في برج مراقبة زيون،‏ عدد ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٨٩٤،‏ بالانكليزية،‏ كان يجري البحث عن رجال ‹حلماء لئلا يجعلهم مركزهم منتفخين،‏ ومتَّضعي العقل لا يسعون الى الإشادة بأنفسهم بل الى الكرازة بالمسيح ولا الى إبراز معرفتهم بل الى إبراز كلمته ببساطتها وفعّاليتها›.‏ من الواضح،‏ اذًا،‏ ان المسيحيين الحقيقيين لا ينبغي ابدا ان يسعوا الى مسؤوليات ضمن الجماعة ليحققوا طموحاتهم الشخصية،‏ او ليحصلوا على الشهرة والسلطة،‏ او ليسيطروا على الآخرين.‏ فالناظر المتواضع يبقي في ذهنه ان المسؤولية التي يقوم بها هي ‹عمل حسن›،‏ وليست مركزا مرموقا لجلب المجد لنفسه.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وكل الشيوخ والخدام المساعدين ينبغي ان يبذلوا قصارى جهدهم ليخدموا الآخرين بتواضع ويأخذوا القيادة في الخدمة المقدسة،‏ راسمين مثالا حسنا ليقتدي به الآخرون.‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٩؛‏ غلاطية ٥:‏١٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏.‏

١٢ اية اسئلة يجب ان يطرحها الذين يبتغون الامتيازات في الجماعة على انفسهم؟‏

١٢ وكل اخ يبتغي امتيازا يجب ان يسأل نفسه:‏ ‹هل انتهز الفرص لأخدم الآخرين،‏ ام انني احبّ ان يخدمني الآخرون؟‏ هل انا على استعداد لأقدِّم الخدمات حتى لو لم يلاحظ الآخرون ما افعله؟‏›.‏ مثلا،‏ قد يكون احد الشبان على استعداد لتقديم الخطابات في الجماعة المسيحية لكنه يتردد في مساعدة المسنين.‏ وقد يسعى الى معاشرة المسؤولين في الجماعة لكنه يتردد في الاشتراك في عمل الكرازة.‏ لذلك يحسن بهذا الشاب ان يسأل نفسه:‏ ‹هل اركِّز بشكل رئيسي على مجالات خدمة الله التي تجعلني انال استحسان الناس ومدحهم؟‏ وهل اسعى ان اكون بارزا امام الآخرين؟‏›.‏ حتما،‏ ان سعي المرء الى نيل المجد لا يعكس موقف المسيح من العظمة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٤١‏.‏

١٣ (‏أ)‏ كيف يؤثر تواضع الناظر في الآخرين؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان التواضع،‏ او الاتِّضاع العقلي،‏ ليس اختياريا؟‏

١٣ عندما نسعى الى الاقتداء بتواضع المسيح،‏ نندفع الى خدمة الآخرين.‏ لنتأمل في مثال ناظر اقليم كان يتفقد سير العمل في احد مكاتب فروع شهود يهوه.‏ فرغم انه كان مشغولا جدا ولديه مسؤوليات كثيرة،‏ توقف لمساعدة اخ شاب يعمل على تعديل القياسات في آلة تدبيس الاوراق.‏ يخبر الاخ:‏ «كان ذلك شيئا لا يصدَّق!‏ لقد اخبرني انه كان يعمل على آلة مثلها عندما كان شابا يخدم في بيت ايل.‏ وقال لي انه يتذكر كم صعب هو تعديل القياسات في هذه الآلة.‏ ثم عمل معي بعض الوقت رغم ان لديه امورا اهم يقوم بها.‏ وهذا ما اثّر فيّ كثيرا».‏ ولا يزال هذا الاخ،‏ الذي هو الآن ناظر في احد مكاتب فروع شهود يهوه،‏ يتذكر هذا التصرف الذي ينمّ عن التواضع.‏ فلا نشعرْ ابدا بأننا اسمى من القيام بأمور متواضعة او اهم من ان ننجز اعمالا وضيعة،‏ بل لنتمنطق ‹بالاتِّضاع العقلي›.‏ وهذا الامر ليس اختياريا.‏ فهو جزء من الشخصية المسيحية الجديدة التي يجب ان نلبسها.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٣؛‏ كولوسي ٣:‏١٠،‏ ١٢؛‏ روما ١٢:‏١٦‏.‏

كيف نمتلك نظرة المسيح الى العظمة

١٤ كيف يساعدنا التأمل في علاقتنا بالله وبرفقائنا البشر على تبني النظرة الصحيحة الى العظمة؟‏

١٤ وكيف نمتلك النظرة الصحيحة الى العظمة؟‏ احدى الطرائق هي التأمل في علاقتنا بيهوه الله.‏ فعظمته،‏ قدرته،‏ وحكمته تجعله اسمى بكثير من البشر الضعفاء.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٢‏)‏ كما ان التأمل في علاقتنا برفقائنا البشر يساعدنا على امتلاك اتِّضاع العقل.‏ مثلا،‏ قد نتفوق على الآخرين في بعض المجالات،‏ لكنهم قد يتفوقون علينا في مجالات اخرى اهمّ.‏ او قد يتحلى إخوتنا المسيحيون بصفات نفتقر نحن اليها.‏ وفي الواقع،‏ فإن كثيرين من الذين يقدِّرهم الله لا يسعون الى البروز لأنهم اشخاص حلماء ومتواضعون.‏ —‏ امثال ٣:‏٣٤؛‏ يعقوب ٤:‏٦‏.‏

١٥ كيف تُظهِر استقامة شعب الله ان لا احد لديه سبب للشعور بأنه اسمى من غيره؟‏

١٥ ان اختبارات شهود يهوه تحت التجارب التي تعرَّضوا لها بسبب ايمانهم هي خير مثال لذلك.‏ فمرة بعد اخرى،‏ حافظ الذين يعتبرهم العالم اشخاصا عاديين على استقامتهم امام الله خلال الامتحانات القاسية.‏ والتأمل في هذه الاختبارات يساعدنا على البقاء متواضعين ويعلِّمنا ‹ألّا نفكر عن انفسنا اكثر مما ينبغي ان نفكر›.‏ —‏ روما ١٢:‏٣‏.‏ *

١٦ كيف يمكن لجميع افراد الجماعة ان يتبنوا نظرة يسوع الى العظمة؟‏

١٦ يجب ان يسعى جميع المسيحيين،‏ صغارا وكبارا،‏ الى تبني نظرة المسيح الى العظمة.‏ ففي الجماعة مثلا،‏ هنالك عدة مهمات يجب انجازها.‏ فلا يجب ان تستاء ابدا عندما يُطلَب منك القيام بأمور قد تبدو وضيعة.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٤١؛‏ ٢ ملوك ٣:‏١١‏)‏ ويا ايها الوالدون،‏ هل تشجِّعون اولادكم الصغار والمراهقين ان ينجزوا بفرح ايّ تعيين يُعطى لهم،‏ سواء كان في قاعة الملكوت او في المحافل؟‏ هل يرونكم تقومون بأعمال وضيعة؟‏ يتذكر اخ يعمل الآن في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه مثال والدَيه قائلا:‏ «ان طريقة قيامهما بتنظيف قاعة الملكوت او اماكن المحافل اظهرت لي انهما يعتبران هذا العمل امرا مهمًّا.‏ وكثيرا ما كانا يتطوعان للقيام بأعمال تفيد الجماعة او معشر الاخوة،‏ مهما بدَت هذه الاعمال وضيعة.‏ وقد ساعدني موقفهما ان اقبل طوعا ايّ تعيين يُعطى لي هنا في بيت ايل».‏

١٧ كيف يمكن للنساء المتواضعات ان يكنّ بركة للجماعة؟‏

١٧ ولدينا مثال رائع لوضع مصالح الآخرين قبل مصالحنا:‏ مثال استير التي صارت ملكة الامبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل الميلاد.‏ فرغم انها عاشت في قصر،‏ كانت مستعدة ان تخاطر بحياتها من اجل شعب الله،‏ منفِّذة بذلك مشيئته.‏ (‏استير ١:‏٥،‏ ٦؛‏ ٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ اليوم ايضا،‏ يمكن للنساء المسيحيات،‏ مهما كانت ظروفهن الاقتصادية،‏ ان يُظهِرن موقفا كموقف استير.‏ فبإمكانهن تشجيع المكتئبين،‏ زيارة المرضى،‏ الاشتراك في عمل البشارة،‏ والتعاون مع الشيوخ.‏ وهكذا،‏ تكون هؤلاء النساء المتواضعات بركة للجماعة.‏

البركات الناجمة عن تبني نظرة المسيح الى العظمة

١٨ اية فوائد تنجم عن تبني نظرة المسيح الى العظمة؟‏

١٨ عندما تتبنى نظرة المسيح الى العظمة،‏ تجني فوائد كثيرة.‏ فإذا خدمتَ الآخرين دون انانية،‏ تجلب الفرح لهم ولنفسك.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وإذا بذلت جهدك طوعا من اجل إخوتك،‏ تصير محبوبا اكثر لديهم.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٧‏)‏ والاهم هو ان يهوه يعتبر ما تفعله لمصلحة الرفقاء المسيحيين ذبيحة تسبيح مُسرّة مقدَّمة له.‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٧‏.‏

١٩ علامَ ينبغي ان نصمِّم بشأن نظرة المسيح الى العظمة؟‏

١٩ يجب على كلٍّ منا ان يفحص قلبه ويسأل نفسه:‏ ‹هل اتبنى نظرة المسيح الى العظمة بالكلام فقط،‏ ام انني اسعى جاهدا الى وضع ما اتكلم به موضع العمل؟‏›.‏ وشعور يهوه حيال المتكبرين واضح.‏ (‏امثال ١٦:‏٥؛‏ ١ بطرس ٥:‏٥‏)‏ لذلك لتُظهِر تصرفاتنا اننا نُسَرّ بالاعراب عن نظرة المسيح الى العظمة،‏ سواء كان ذلك في الجماعة المسيحية،‏ في حياتنا العائلية،‏ او في تعاملاتنا اليومية مع الرفقاء البشر —‏ فاعلين كل شيء لمجد الله وتسبيحه.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٣١‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 5‏ انظر برج المراقبة عدد ١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٨٢،‏ الصفحات ٣-‏٦،‏ «سعيي وراء النجاح»،‏ بالانكليزية.‏

^ ‎الفقرة 15‏ للحصول على بعض الامثلة،‏ انظر الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٢،‏ الصفحتين ١٨١-‏١٨٢،‏ بالانكليزية؛‏ و برج المراقبة عدد ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٣،‏ الصفحات ٢٧-‏٣١‏.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• لماذا ينبغي ان نتجنب نظرة العالم الى العظمة؟‏

‏• ما هو مقياس يسوع للعظمة؟‏

‏• كيف يمكن ان يقتدي النظار بتواضع المسيح؟‏

‏• ماذا يساعدنا على تبني نظرة المسيح الى العظمة؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٧]‏

مَن لديه نظرة المسيح الى العظمة؟‏

الذي يريد ان يُخدَم ام الذي هو على استعداد لخدمة الآخرين؟‏

الذي يفضِّل ان تُسلَّط عليه الاضواء ام الذي يقبل إنجاز المهمات المتواضعة؟‏

الذي يرفِّع نفسه ام الذي يرفِّع الآخرين؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

تمثال ضخم للفرعون أمنحوتب الثالث

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

هل تعرف ماذا ادّى الى سقوط هامان؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٦]‏

هل تنتهز الفرص لخدمة الآخرين؟‏